|
انقضى
العام 2008 وانقضى معه موسم سينمائي مصري كان حصاده وافراً وغلّته مثمرة،
على رغم عدم الوصول إلى ذروة التوهج الابداعي بعد. فالسلبيات التي ابتليت
بها السينما المصرية خلال السنوات العشر الماضية في تراجع، والايجابيات في
تزايد منبئة بموسم سينمائي واعد في 2009. دور العرض المصرية استقبلت على
مدار العام نحو 48 فيلماً روائياً طويلاً بزيادة 6 أفلام عن العام الماضي
لتحطم السينما المصرية رقماً قياسياً لم تبلغه منذ سنوات عدة. أبرز هذه
الافلام كان: «سكر بنات» و «مناحي» و «دخان بلا نار» و «الوعد» و «ورقة
شفرة» و «على جنب يا اسطى» و «كباريه» و «حسن ومرقص» و«الريس عمر حرب» و
«طباخ الرئيس» و«ألوان السما السبعة» و «آسف على الازعاج» و «ليلة البيبي
دول» و «بلطية العايمة». أما الأفلام التي لاقت فشلاً ذريعاً وانسحبت
سريعاً من شاشات العرض، فكانت: «كاريوكي» و «بنات وموتوسكيلات» و «آخر
كلام» و «لحظات انوثة» و «أيامنا إللي جاية».
وكان
لأفلام الأكشن والرعب نصيب من احتلال شاشات العرض على رغم مستوى بعضها
الاخراجي والتأليفي الضعيف مثل: «كلاشنيكوف» و «الكامب» و«فرقة 707» و
«شارع 18» و «مسجون ترانزيت». ومن أبرز ظواهر العام حال النضج التي اعترت
بعض نجوم الكوميديا، إذ كشف احمد حلمي عن مناطق جديدة من الابداع من خلال
فيلم «آسف على الازعاج» الذي يعد أهم تجاربه الفنية السينمائية، مؤكداً
تفوقاً وذكاء على أبناء جيله في هذه المنطقة. كما استعاد محمد هنيدي بعضاً
من بريقه بعد 3 أعوام من تقديم أفلام بلا مضمون أو كوميديا من خلال «رمضان
مبروك أبو العلمين حمودة» والذي طرح من خلاله قضية العلاقة بين الطالب
والمعلم في مصر.
وشهد
العام ايضاً مولد اول بطولة مطلقة لطلعت زكريا من خلال فيلم «طباخ الرئيس».
أما محمد سعد، فأتى فيلمه «بوشكاش» نسخة مما قدمه في الأعمال السابقة من
حيث التناول، ولكن بعرض مختلف على الشاشة. كما شهد هذا العام عودة عدد من
النجوم الكبار للعمل في السينما بعد غياب طويل عن الشاشة الكبيرة. فقد نجحت
شركة «غود نيوز» للإنتاج في جمع عمر الشريف وعادل امام في «حسن ومرقص» بعد
سنوات غياب للشريف عن شاشة السينما، اضافة إلى البطولة الجماعية لمحمود
عبدالعزيز ونور الشريف وليلى علوي ومحمود حميدة في «ليلة البيبي دول».
وهناك أيضاً نور الشريف مرة أخرى في «مسجون ترانزيت»، ومحمود حميدة في «آسف
على الإزعاج» مع أحمد حلمي ودلال عبدالعزيز، وليلى طاهر في «رمضان مبروك
أبو العلمين حمودة» فضلاً عن مصطفى فهمي في «عمليات خاصة» ومحمود ياسين في
«الوعد» وأحمد بدير في «كباريه».
على
الجانب الآخر، برز اسم 12 مخرجاً جديداً في العام 2008 هم: حسام الجوهري
«شارع 18» ومؤنس الشوربجي «لحظات انوثة» ومحمد كمال الشناوي «ايامنا
الحلوة» وعمرو سلامة «زي النهاردة» وعبدالعزيز حشاد «كامب» وهشام الشافعي
«إحنا اتقابلنا قبل كده» ونصر محروس «كابتن هيما» وأحمد عويس «كاريوكي»
ووليد محمود «شبة منحرف» وسامح رافع «رامي الاعتصامي» وشريف عابدين «شعبان
الفارس» وأمير رمسيس «ورقة شفرة»! وعن الايرادات، فقد شهدت السينما المصرية
هذا العام انخفاضاً حاداً في الايرادات خاسرة نحو 75 مليون جنيه فضلاً عن
تراجع ايرادات تسويق الفيلم المصري وتوزيعه في الخارج وبالتحديد في الدول
العربية. وحقق فيلما «الجزيرة» و «آسف على الازعاج» أعلى الايرادات بقيمة
24 مليون جنيه. ثم جاء بعدهما في الترتيب: «حسن ومرقص» و «بوشكاش»
و«كباريه» و «كابتن هيما» و « طباخ الرئيس». وأعلن المنتج حسين القلا، منتج
افلام «الكيت كات» و«زوجة رجل مهم» و «أوقات فراغ»، اعتزاله الانتاج
وانسحابه من الساحة الفنية. ومن أبرز الوجوه الشابة على الساحة السينمائية
عام 2008 آسر ياسين في فيلم «الوعد» وأحمد عزمي في «الوعد» أيضاً، و«قبلات
مسروقة».
الحياة اللندنية في
9
يناير 2009
عام
مزدهر للسينما الفرنسية
باريس/ الحياة
تشير آخر
تقديرات مكتب الدراسات والإحصاءات في المركز الوطني للسينما في فرنسا، إلى
أن الإقبال على دور العرض خلال عام 2008 قد ازداد بنسبة تقارب السبعة في
المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، وإلى أن أعداد المترددين على قاعات السينما
تجاوزت المئة والسبعين مليون شخص.
ولعل
الفضل في هذه الزيادة يرجع في شكل رئيس إلى الفيلم الفرنسي الهزلي «أهلاً
وسهلاً عند (أهل) الشتي» الذي شاهده أكثر من عشرين مليون متفرج في فرنسا،
محطماً بذلك الرقم القياسي المسجل عام 1966 حين أقبل أكثر من سبعة عشر
مليون على دور العرض في فرنسا لرؤية « النزهة الكبرى» الفيلم الذي قام
ببطولته لويس دو فونيس وبورفيل.
«أهلاً
وسهلاً عند الشتي» الذي أخرجه وقام ببطولته داني بون، يحكي بأسلوب ساخر خطأ
الحكم قبل التجربة، ويبرز التباين بين ما يحمله المرء من أفكار مسبقة
وحقيقة الواقع. ففي فرنسا ثمة مناطق لا يحبذ كثر العمل فيها لأسباب مناخية
وجغرافية كمنطقة الشمال التي يطلق على سكانها اسم «الشتي». وحين ينقل مدير
مركز للبريد يعمل في جنوب فرنسا المشمس إلى شمالها البارد يعتبر النقل
«عقوبة» له. هذا المدير، كغيره، معبأ بأفكار جاهزة عن الشمال الفرنسي بدءاً
من مناخه وانتهاء بلغته الدارجة «الشتيمي» والتي «لا يفهمها أحد»! من خلال
إظهاره متعة الحياة في الشمال، وحرارة الضيافة لدى أهله وعاداتهم وقيمهم
الأصيلة حيث الجميع كعائلة واحدة، لمس الفيلم بأسلوبه الهزلي وبساطته وتراً
حساساً لدى الفرنسيين وذكر بقيم هي في طور الاندثار في المدن الكبرى.
لم يكن
هذا الفيلم الوحيد الذي حقق للسينما الفرنسية انتعاشها، فقد اعتبر فوز» بين
الجدران» للفرنسي لوران كانتيه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الأخير،
إعادة اعتبار لهذه السينما التي لم تنل الجائزة الأولى في كان منذ فيلم «
تحت سماء الشيطان» لموريس بيالا عام 1987 وقد استقطب هذا العمل الذي سيمثل
فرنسا في الأوسكار، والذي تحقق بموازنة ضئيلة نسبياً وبممثلين غير محترفين،
الكثيرين لتبيانه بأسلوب قريب من الوثائقي واقع ما يجري في صف من إعدادية
فرنسية في الدائرة العشرين في باريس حيث تختلط الأصول والأعراق.
وحققت
أفلام أخرى إقبالاً شعبياً ما ساهم في زيادة نسبة مشاهدة الفيلم الفرنسي.
مثل الجزء الثالث من سلسلة أفلام استريكس «استريكس والألعاب الأولمبية»،
ولو أنه لم يحقق ما حققه الجزءان الأولان من نسبة مشاهدة. واجتذبت سيرة
المجرم الفرنسي ميرين الكثيرين، وشهد الفيلمان «ميرين: غريزة الموت» و «ميرين
العدو العام رقم واحد» إقبالاً كبيراً على دور العرض لتناولهما قصة هذا
المجرم الشهير وأيامه الأخيرة في الثمانينات من القرن الماضي.
وشكل فوز
الفرنسية ماريون كوتيارد بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في «الطفلة» لأوليفيه
دهان، اعترافاً عالمياً بأدائها المميز من خلال تجسيدها لحياة المغنية
الفرنسية الشهيرة «اديث بياف»، وإضافة للسينما الفرنسية على المستوى
العالمي.
هذه
الأعمال وأخرى عديدة أدت إلى زيادة نسبة الإقبال على الفيلم الفرنسي العام
الفائت، ما جعل حصته في السوق الفرنسية تصل إلى 46 في المئة( 36 العام الذي
سبقه) متفوقاً هكذا على الفيلم الأميركي الذي هبطت حصته العام الفائت من 49
إلى 44 في المئة.
الحياة اللندنية في
9
يناير 2009 |
