استطلاع
للرأي يجد بأن مزيداً من الأمريكيين يختلفون مع مقولة <اليهود يسيطرون على
هوليود>· لكن ها هو يهودي لا يختلف معها·
لم أتكدر
في حياتي يوماً من استطلاع للرأي· فقط 22 بالمئة من الأمريكيين الآن يرون
بأن <صناعتي الأفلام والتلفزيون يديرهما يهود في الأعم الأغلب>، نزولاً من
خمسين بالمئة عام 1964 كانوا يتمسكون بنفس القناعة· <عصبة مكافحة التشهير>
Anti-Defamation League (ADL)،
التي أطلقت نتائج الاستطلاع المذكور الشهر الماضي، ترى في هذه الأرقام
نصراً على القوالب الجاهزة (العنصرية)· لكن الاستطلاع يظهر في الواقع بأن
أمريكا قد أصبحت أكثر غباءً· فاليهود يديرون هوليود كلياً·
لأي مدى
هي يهودية هوليود؟
عندما نشر
رؤساء استديوهات الأفلام إعلاناً على مساحة صفحة كاملة في صحيفة اللوس
أنجلوس تايمز قبل بضعة أسابيع للمطالبة بأن تقوم نقابة الممثلين
السينمائيين بالوفاء بعقدها، كانت تلك الرسالة المفتوحة موقعة من: شركة
نيوز
News Corporation
? الرئيس بيتر تشيرنن (يهودي)، أفلام باراماونت
Paramount
Pictures
? الرئيس براد غراي (يهودي)، شركة والت ديزنيCo.
Walt Disney
- المدير التنفيذي روبرت إيغر (يهودي)، أفلام سوني
Sony
Pictures
? الرئيس مايكل لينتون (مفاجأة: يهودي هولندي)، ورنر براذرز
Warner
Brothers،
الرئيس باري مايير (يهودي)، شركة سي بي أس
CBS
Corporation،
الرئيس التنفيذي ليزلي موونفس (يهودي إلى درجة أن ديفيد بن غوريون عمه أو
خاله
uncle)، رئيس شركة أم جي أم
MGM
هاري سلون (يهودي)، والرئيس التنفيذي لشركة أن بي سي يونيفرسال
NBC
Universal
جيف زوكر (يهودي كبير)·
ولو وقَّع
مع هؤلاء أي من الأخوين واينستين
Weinstein
(صاحبي استديو أفلام واينستين )، لتوفر منيان
Minyan
(بالعبرية، النصاب اللازم تلمودياً للقيام بطقس ديني يهودي، وهو عشرة رجال)
مع ما يكفي من <مياه فيجي> (مياه معبأة في جزر فيجي تباع في الولايات
المتحدة ) من أجل ملء ميكفاه
Mikvah
(بالعبرية، طقس النزول في حوض من مياه طبيعية من أجل التطهر أو التحول إلى
اليهودية)·
الشخص
الذي كان موقعو إعلان اللوس أنجلوس تايمز يصرخون في وجهه هو رئيس نقابة
الممثلين السينمائيين ألآن روزنبرغ (حاولوا تخمين ديانته)· أما التفنيد
العنيف لذلك الإعلان فقد كتبه أحد كبار وكلاء الفنانين أري إيمانويل (يهودي
من أبوين <إسرائيليين>) على موقع الهفينغتون بوست
Huffington
Post على الإنترنت، الذي تملكه أريانا هفينغتون (غير يهودية، لكنها
لم تعمل يوماً في هوليود)·
واليهود
مهيمنون إلى درجة أنني اضطررت لمسح كل دروب المهن لكي أجد ستة أغيار في
مواقع عليا في شركات الترفيه· وعندما اتصلت بهم للتحدث تقدمهم الذي لا يصدق
في هذا المجال، رفض خمسة منهم أن يتحدثوا معي، خوفاً من استفزاز اليهود كما
واضح· أما السادس، وهو تشارلي كولييه، رئيس شركة
AMC
(واحدة من عمالقة دور عرض الأفلام)، فقد تبين فيما بعد أنه يهودي!
وأنا
كيهودي معتز بهويته، أريد أن تعرف أمريكا بإنجازنا· نعم، نحن نسيطر على
هوليود· بدوننا، كنتم ستقلبون المحطات طول النهار ما بين <نادي ال700>
The
700
Club
و>ديفي أند غولياث>
Davey and Goliath
(الأول برنامج تبشيري مسيحي والثاني مسلسلات كرتون دينية للأطفال)·
لذلك أخذت
على عاتقي مهمة إعادة إقناع أمريكا بأن اليهود يديرون هوليود بإطلاق حملة
علاقات عامة، لأن هذا هو أفضل ما نفعله· وأقوم حالياً بتقييم عدة شعارات
لتلك الحملة، منها: <هوليود: أكثر يهودية مما كانت أبداً!> ؛ <هوليود: ممن
جلبوا لكم الكتاب المقدس> ؛ <هوليود: إذا كنت تستمتع بالتلفزيون والأفلام،
فإنك على الأرجح تحب اليهود>·
وقد اتصلت
بإبراهام فوكسمان، رئيس <عصبة مكافحة التشهير>
ADL،
الذي كان في سنتياغو، تشيلي، وقت الاتصال، فاخبرني، مثيراً جزعي، بأنه لم
يكن هناك في رحلة لاصطياد النازيين· فسخف كل مقترحي حول الحملة قائلاً بأن
عدد الذين يرون بأن اليهود يديرون هوليود ما برح أعلى مما يجب·
فاستطلاع
<عصبة مكافحة التشهير> المذكور، كما أشار، يظهر بأن 59 بالمئة من
الأمريكيين يرون بأن مدراء هوليود <لا يشاركون معظم الأمريكيين قيمهم
الدينية والمعنوية>، وبأن 43 بالمئة منهم يرون بأن صناعة الترفيه تشن حملة
منظمة <لإضعاف القيم الدينية في هذا البلد>·
وهذا موقف
مصطنع خبيث، كما قال فوكسمان، <فهو يعني بأنهم يرون بأن اليهود يلتقون
صباحية أيام الجمعة في مطعم كانتر دلي
Canter?s
Deli ليقرروا ما هو أفضل لليهود>· حجة فوكسمان جعلتني أفكر: يجب أن
أكل أكثر في مطعم كانتر··· (كانتر دلي مطعم سندويشات يهودي معروف في غرب
هوليود)·
<هذا
تعبير خطير جداً: اليهود يسيطرون على هوليود· الصحيح هو: هناك كثير من
اليهود في هوليود>، كما قال لي فوكسمان· وبدلاً من <سيطرة>، يفضل فوكسمان
القول بأن العديد من المدراء التنفيذيين في صناعة الأفلام <صدف أنهم يهود>،
أي في <كل استديوهات الأفلام الثمانية التي يديرها رجال حدث أنهم يهود>!
لكن
فوكسمان قال بأنه فخور بإنجازات اليهود الأمريكيين· فقد قال: <اعتقد بأن
اليهود ممثلون بنسبة غير متكافئة في الصناعات الإبداعية· وهم ممثلون بنسب
غير متكافئة كمحامين وعلى الأرجح في الطب أيضاً>· وهو يحاجج بأن هذا لا
يعني بأن اليهود يصنعون أفلاماً موالية لليهود أكثر مما يقومون بجراحة
موالية لليهود··· مع أني لاحظت أن التطهير مثلاً ليس شعبياً في كثير من
البلدان الأخرى·
وأنا أقدر
مخاوف فوكسمان· وربما تكون حياتي التي صرفتها في شرنقة <محابية للسامية> في
نيو جيرسي-نيويورك، ومنطقة الخليج في سان فرانسيسكو وفي لوس أنجلوس، قد
تركتني ساذجاً· فأنا لا يعنيني إن اعتقد الأمريكيون بأننا ندير وسائل
الإعلام، هوليود، وول ستريت، أو الحكومة· كل ما يعنيني هو أن نستمر
بإدارتها·
اللواء اللبنانية في
6
يناير 2009 |