عرض
الاسبوع الماضي على شاشة المسرح الوطني ببغداد فيلمان المانيان ، في اول
تعاون بين دائرة السينما والمسرح والسفارة الالمانية ببغداد ، وهما (اعجوبة
بيرن) و ( ايميل والمحقق) ، بحضور جمهور عراقي جيد ومن عشاق السينما الذين
افتقدوا دور العرض السينمائية ، فكانت الشاشة الكبيرة بمثابة اعادة للصور
السابقة وارواء للحنين الذي في نفوس البعض وقبل عرض الفيلم الاول كانت
هنالك احاديث عن التعاون الفني الجديد ، فقال موسى الجنابي ممثل السفارة
الالمانية : باسم السفارة الالمانية احيي الحضور الكريم ولدائرة السينما
والمسرح للاعداد الجيد لاقامة هذا المهرجان الذي ستشاهدون فيه على مدى
يومين فيلمين المانيين ، من مبدأ التعاون بين السفارة والدائرة ، الذي من
المؤكد سيتواصل ، واضاف الجنابي متحدثا عن قصة الفيلم الاول : انه يتحدث عن
فوز المانيا بكأس العالم عام 1954، حين كان المنتخب الالماني بكرة القدم
يلعب ضد المنتخب الهنغاري الذي كان يسمى بالفريق الذي لا يقهر ، وقد كانت
المانيا بعد الحرب العالمية الثانية مدمرة ومنكسرة ، وكأن المانيا ارادت ان
تقول للعالم نحن هنا ، نحن موجودون ، فبعد ان كانت هنغاريا متقدمة بهدفين
استطاع الفريق الالماني ان يفوز بالمباراة (3-2) وقد جرت المباراة في مدينة
بيرن السويسرية ، واصبح فريدز فالتر قائد المنتخب الالماني والمدرب سيب
هيربيرغر بطلين قوميين ، والاول بأسمه اكبر ملعب في المانيا .
واضاف :
هناك اهزوجة كررها المعلق على المباراة وهي (انتهى .. انتهى اللعب ، فازت
المانيا) ، هذه ما زال الجمهور الالماني يعيدها ويكررها في كل مباراة
يلعبها المنتخب الالماني ويفوز بها ، (اعجوبة بيرن) من اخراج فيل كرستين
وانتاج عام 1958 ، يحكي تجربة الوحدة الالمانية والحس الوطني في طريق
الوصول الى ذلك عبر بناء متماسك من خلال لعبة كرة قدم، ليكون بذلك أول فلم
الماني يعرض في بغداد.
اما
الفيلم الثاني الذي عرض الثلائاء فكان (ايميل والمحقق) وهو يحكي قصة طفل في
قطار ويستغله احد الركاب ويسرق امواله وهو نائم ، فيقوم الطفل بمتابعة
الشخص الذي سرقه ، وهو يشعر ان الرجل يأكل ويشرب بماله ، ويتبعه الى مدينة
جديدة ينتمي اليها السارق وهناك يحاول مع بعض الاطفال بالمدينة تشكيل خلية
ازمة لمراقبة السارق حتى يستعيد حقوقه.
ومن ثم
تحدث شفيق المهدي المدير العام لدائرة السينما والمسرح قائلا : الحلسة
البسيطة هذه ستكون في المستقبل منارة كبيرة اعول عليها لصالح المؤسسة
والفنانين العراقيين ، فأنا جزء من توجهي ان اقيم علاقة مع الخارج ، واقول
مجبرا للمرة الالف او مصرا على ان الدائرة هذه سرقت حتى ستائرها ، واضاف :
ما مر به العراق هو ذاته الذي مرت به المانيا من فاشية ونازية قتلت الناس ،
وقد بدأنا مع المانيا في علاقات التعاون ، سنبدأ اولا بترميم (45) فيلما من
افلامنا العراقية المخزونة دون ضمير او وجل تحت المياه ، تحت متر و10
سنتيمترات في المياه تحت هذا المسرح لغاية 5/2/ 2008 ، انا اعجب ان افلامنا
التي انجزناها على يد كبار مبدعينا ، وهي ارشيفنا الوطني ، ترمى تحت المياه
، واستطرد : الالمان قدموا لنا المساعدة في ترميم 45 فيلما ، وهذه اموال
مكلفة لميزانية وزارة الثقافة او مديرية السينما والمسرح ، وقد دفعنا الان
بخمسة افلام لغرض ترميمها ضمن سياق التعاون ، وقد اتفقنا على ان نقدم
افلاما المانية ، والسينما الالمانية مدرسة كالايطالية والفرنسية
والامريكية ، وهي مدارس انتاج واخراج للفيلم المبني على الجزيئات ، والان
سنشهد عروضا لافلام المانية وغذا ستشهد برلين عرض افلام عراقية ، وقد
اتفقنا على هذا لاقامة اسبوع للافلام العراقية هناك في اطار التعاون
الثقافي بيننا وبين السفارة الالمانية ، هذا اتفاق اولي وبعده سيكون هناك
اتفاقات من اجل شبابنا وقد انقطع جيل كامل من المخرجين وليس هنالك من جيل
وسط ، حيث عن (عدي رشيد) توقفنا ، وعلينا ان نلتفت الى اسعد الهلالي
وزملائه على ان يتجاوز تجربته المحلية بالسفر الى المانيا ، وكذلك عدد من
المصورين ، لاسيما ان كبارنا في الخارج مثل محمد شكري جميل ، علينا ان نعوض
واو بخطوات بسيطة ، واعتقد ان تعاونا رائعا سيكون بيننا وبين الالمان .
ثم تحدث
المخرج قاسم محمد سلمان مثنيا على الخطوة هذه عادا اياها بالتجربة التي
ستحرك عجلة السينما العراقية ، لاسيما بعد اسبوع عرض الافلام العراقية في
المانيا الذي ستتبناه الدائرة قريبا، وقال: انها تجربة نحن امس الحاجة
اليها ، كما نحن الان في امس الحاجة الى ترميم افلامنا ومشاهدتها مجددا .
وفي نهاية
عرض الفيلمين اشاد الحضور بالتجربة مؤكدين انها دعوة لاعادة السينما
العراقية ومتمنين اقامة علاقات اخرى مع الدول التي لديها تطور في مجال
السينما لاكتساب الخبرات ، كما اعرب عدد من الحضور عن سعادتهم بالعودة
لمشاهدة الافلام علة شاشة كبيرة وفي قاعة مظلمة .
موقع "إيلاف" في 29
ديسمبر 2008 |