إذا كنت تحب في طفولتك الكتاب المصور «غائم مع إمكانية سقوط كرات اللحم»،
الذي يروي قصة جزيرة صغيرة وطعام كثير يسقط عليها من السماء، قد تشعر
بالغرابة بعض الشيء لدى رؤية فيلم الرسوم المتحركة المأخوذ عن قصة الكتاب.
وعلى أي حال، لا يتناول الكتاب المكون من 32 صفحة، والذي كتبته غودي باريت،
قردا يلتهم بلا رحمة دببة لزجة عملاقة. وكذلك لا يظهر في أي من رسومات رون
باريت باللونين الأبيض والأسود شخص يرتدي زي دجاجة مشوية عملاقة.
وبالنسبة لهؤلاء المشاهدين المخلصين لأبسط قصص الطفولة، قد يبدو ذلك الفيلم
الغريب الملون بألوان الحلوى خيانة للقصة الأصلية. ولكن بالنسبة لمشاهدي
الأفلام الذين يحبون الضحك، فسوف يجدون منه الكثير في فيلم «غائم مع
إمكانية سقوط كرات اللحم».
وفي الحقيقة أي فيلم يحتوي على الكثير للغاية من النكات بالنظر إلى مدة
عرضه القصيرة يغامر بأن يشعر الجمهور بالإفراط وكأنهم تناولوا كعكة كبيرة
الحجم. لذا من حسن الحظ أن كثيرا من الضحك أمر رائع. وتوجد نقاط تشابه بين
فيلم «غائم مع إمكانية سقوط كرات اللحم» وفيلم «شريك»، أقل من تشابهه مع
مسلسلات كوميدية ساخرة مثل «أرستد ديفلوبمنت».
وبدلا من الاعتماد على سلسلة من النكات الشعبية لإثارة ضحكات سهلة، ملأ
الكاتبان والمخرجان فيل لورد وكريس ميللر جزيرة سوالو فالز، وهي جزيرة
صغيرة للغاية لدرجة أنها تختفي في الخريطة وراء حرف الألف في اسم «المحيط
الأطلسي»، بشخصيات حمقاء جذابة، وتركوها تتصرف بحرية على نحو مفاجئ.
من بين شخصيات الفيلم العالم المنتظر فلينت لوكوود (الذي يقوم بالأداء
الصوتي له بيل هادر)، الذي يحول أحدث اختراعاته الغيوم إلى طعام. وهناك
رئيس الشرطة إيرل ديفيرو (يقوم بالأداء الصوتي السيد تي)، الذي يبلغ مقدار
حبه لابنه مقدار حبه لسرواله القصير. وهناك أيضا بابي برينت (الذي يؤدي
صوته أندي سامبرغ)، وقد كان منذ طفولته تميمة الحظ في شركة السردين
المحلية، والذي أصبح، بعد أن انهارت سوق السردين لأن الجميع اكتشفوا أن
«السردين كبير للغاية»، حبيس الماضي.
ويأتي الخلاص لسكان سوالو فالز المحبطين، والذي يتناولون السردين كل يوم،
عندما يجعل اختراع فلينت السماء تمطر برغر بالجبن ولحما ومثلجات. وتضع آلة
فلينت المعجزة سوالو فالز، التي أعاد العمدة المستغل تسميتها لتصبح تشواند
سوالو، على الخريطة من جديد، من خلال مساعدة تغطية مذيعة أخبار الطقس
المتحمسة سام سباركس (آن فاريس)، التي يختبئ حبها لعلم الأرصاد الجوية
الجاد تحت قناع من التفاهة المرحة.
ولكن عندما تصاب آلة فلينت بالجنون تصبح البلدة مهددة بعاصفة كبرى من كميات
الطعام العملاقة، ويصبح الأمر في يد فلينت وسام وبابي برينت والقرد الذي
يتحدث، المذكور آنفا (ويؤدي صوته نيل باتريك هاريس)، وطبيب غواتيمالي كان
ممثلا كوميديا وتحول إلى مصور (يقوم بدوره بنيامين برات)، لإنقاذ البلدة.
وفي لحظة حاسمة في فيلم «غائم مع إمكانية سقوط كرات اللحم» تتحول سباركس
بصورة شيقة من مظهرها اللامع لترتدي نظارة وتصفف شعرها ذيل حصان. وتبدو
رسالة الفيلم للأطفال واضحة ولكن مرحب بها: «من الرائع أن يكون المرء
ذكيا». ومن خلال مشاهد الفوضى الكوميدية الممتعة مثل تلك التي تعرض في
كوميديا البالغين التي تنتج في العام الحالي، من المفيد أن يتذكر الآباء أن
الأفلام أيضا تقدم دروسا حقيقية.
ويحمل فيلم «غائم مع إمكانية سقوط كرات اللحم» (ومدة عرضه 81 دقيقة) تصنيفا
ينصح بمشاهدة أطفال تحت رعاية الآباء.
* خدمة «واشنطن بوست».
خاص بـ«بالشرق الأوسط».
الشرق الأوسط في
02/10/2009
فيلم «أميليا» للمخرجة العالمية «ميرا ناير» يفتتح مهرجان
«الدوحة ترايبيكا السينمائي»
جائزتا «الجمهور» تقدران بأكثر من 100 ألف دولار أميركي
دبي: «الشرق
الأوسط»
كشف أمس مهرجان «الدوحة ترايبيكا السينمائي» الأول النقاب عن مجموعة
الأفلام المشاركة في المهرجان الذي ستنطلق فعالياته بعرض خاص لفيلم «أميليا»
للمخرجة العالمية «ميرا ناير»، الذي يتناول قصة حياة الطيارة الأميركية
الأسطورية أميليا إيرهارت، والذي يلعب فيه كل من النجمة الهوليوودية «هيلاري
سوانك» الحاصلة على جائزة الأوسكار والنجم الأميركي ريتشارد جير الحائز على
جائزة الجلوب الذهبي دور البطولة.
كما كشف منظمو المهرجان أيضا عن الأفلام الـ32 المشاركة والتي ستعرض طيلة
فترة المهرجان. وأفاد منظمو المهرجان بأن 12 من هذه الأفلام تعود جذورها
لمنطقة الشرق الأوسط، فيما تشكل بقية الأفلام المشاركة مجموعة متنوعة من
أشهر الأعمال السينمائية العالمية التي سبق لها أن عرضت في مهرجانات
سينمائية دولية وتعود لعدد من المخرجين الناشئين والدوليين. وستنطلق
فعاليات المهرجان من 29 أكتوبر (تشرين الأول)، ويستمر إلى 1 نوفمبر (تشرين
الثاني) في العاصمة القطرية الدوحة.
وستقام فعاليات المهرجان بشكل أساسي في متحف الفن الإسلامي الذي تولى
تصميمه المعماري المهندس الشهير عالميا «آي إم باي» وأراده أن يكون تحفة
معمارية تعكس الحداثة والأصالة التي تتميز بها الدوحة. وتنظم أيضا على هامش
فعاليات المهرجان الكثير من الفعاليات الأخرى التي ستعرض خلالها مجموعة من
الأفلام في الهواء الطلق في أرجاء مختلفة من الدوحة، ومن بين هذه الأفلام
الفيلم المصري «المومياء» الذي يعود إلى عام 1969، والذي قامت مؤسسة
السينما العالمية التي أطلقها المخرج العالمي الشهير مارتين سكورسيزي
بإعادة تحديث وتجديد النسخة الكلاسيكية منه، والمقرر عرضه في سوق واقف
التقليدي، الذي يشكل تحفة معمارية وهندسية شرق أوسطية راقية في قلب العاصمة
القطرية الدوحة.
ويسلط برنامج المهرجان الضوء على مجموعة مميزة من الأفلام، مثل «توقيت
القاهرة» (Cairo
Time) من بطولة باتريسيا كلاركسون، وفلم «رجل جدي» (A
Serious Man) للأخوين جويل وإيثان كوين الحاصلين على الكثير
من جوائز الأوسكار، وفيلم «المخبر» (The
Informant!) للمخرج ستيفين سوديربيرغ، من إنتاج وورنير براذرز وبطولة مات
دايمون.
وصرحت أماندا بالمر المديرة التنفيذية للمهرجان «لقد وضعنا قائمة الأفلام
المشاركة والفعاليات التي ستنظم طيلة فترة المهرجان بشكل يتماشى تماما مع
جمهور المشاهدين المحلي، إذ إننا نحاول ابتكار تجربة سينمائية مميزة تتسم
بالتنوع من خلال الجمع بين أفضل الأفلام العربية والدولية وعرضها في
الدوحة».
أما جيف جيلمور، المسؤول الإبداعي الأول لشركة «ترايبيكا» فقال: «لقد تم
وضع برنامج الأفلام المشاركة من خلال التعاون الفعلي والوثيق بين فريق
البرنامج في الدوحة والقيمين على المهرجان في نيويورك».
ومن جهتها، صرحت المخرجة العالمية ميرا ناير: «يشرفني اختيار فيلم أميليا
للعرض الافتتاحي لمهرجان (الدوحة ترايبيكا السينمائي)، إذ يتسم هذا الفيلم
بالحداثة والرؤية المثالية، كما أنه يستكشف سعي هذه البطلة لإقامة توازن
بين جاذبية السماء ومسؤولية الأرض. إنه في الواقع مغامرة مليئة بالتشويق لا
سيما أن هيلاري سوانك تجسد بشكل واقعي وناجح القوة الروحية التي كانت تتسم
بها الأسطورة الأميركية أميليا إيرهارت».
وقد أعلن منظمو المهرجان أن 31 فيلما من أصل 33 فيلما من الأفلام المشاركة
في المهرجان ستتنافس على جائزتي «الجمهور» في السنة الافتتاحية للمهرجان.
وتتضمن كل جائزة مبالغ مالية تصل قيمتها إلى 50 ألف دولار أميركي. وسوف يتم
الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزتي الجمهور في الحفل الختامي للمهرجان
والذي سيقام في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2009.
الشرق الأوسط في
02/10/2009 |