بدا الرئيس عباس عبوسا أمام شاشات التلفزة العربية والعالمية في
اليوم الاول قبل لقاء القمة الثلاثي الذي يجمعه بنتنياهو وأوباما، لا بل
بدا عبوسا
جدا! فإن كانت تلك الهيئة العابسة إيحاء للرأي العام العربي
الذي ناهض مشاركته في
قمة لا يرجى منها خير - حسب تعبير كريشان في حصاد الاثنين - بأنه غير راض
عن التعنت
الاسرائيلي في مواصلة الهجوم الاستيطاني، فلماذا طار إلى القمة المتوقع
فشلها
مسبقا؟
جملة معترضة: 'طار الرئيس ونتنياهو يوسع الترقيع الاستيطاني الى ما
وراء
الحدود المصرح بها' كما بثت نشرة اخبار الظهيرة على 'العربية' يوم الثلاثاء
أما
إن كان الأمر كما صرح أحد قراصنة التفاوض الفلسطينيين من أجل استئناف
المفاوضات،
فعلى ماذا سيتفاوض المتفاوضون؟ ومستشار نتنياهو ظهر على الـ'بي بي سي'
العربية بكل
ثقة وثبات مطمئنا الشعب الاسرائيلي ان نتنياهو لن يتخلى عن شبر من أشبارهم
المفترضة؟
لا تقل لي أن عباس عابسٌ لأنه عاتبٌ على الأصدقاء الاسرائيليين، بسبب
اصرارهم على'تسويد وجه ' المفاوضين الجدد أمام شعوبهم، لأن ' شرش العتب '
في بلاطنا
العربي الحاكم 'طق من زمان'
انظر الى ثوابت اسرائيل: 'الارض'
وثوابت السلطة
الفلسطينية: 'التفاوض'
في برنامج 'السلطة الرابعة' الذي تبثه 'العربية' وقفت
مقدمة البرنامج عند مقتطفات من الصحف العالمية أحببت أن اورد لكم احدها
ومفاده:
'
تم تنظيم القمة لالتقاط الصور'!
والسؤال : أليست الصور التي نلتقطها في هذا
النوع من القمم هي عورات سياسية وجب علينا سترها لا نشرها على
الملأ، يا بني عبس!
طار الرئيس الى قمة أعلنت عن إخفاقاتها مسبقا، فلماذا طار؟
يسأل الريان احد
قياديي حماس عن البديل المطروح فتأتي الاجابة المنطقية أن استئناف
المحاورات
الفلسطينية الفلسطينية يجب ان يأتي في الاولوية ... ' ومين سمعك؟' القضية
الفلسطينية هي آخر أولويات السلطة!! 'ويا قلب لا تحزن
وفي حصاد الاثنين يسأل
كريشان احد ضيوفه : إن كان منظم اللقاء لا يرجو من القمة خيرا فلماذا قام
بتنظيمها؟
الجواب هو ما ورد على 'العربية' في 'السلطة الرابعة': حيث تداولت
الصحف الامريكية نبأ نية أوباما تحسين صورته، والقمة هي الانجاز الشكلي
للادارة
الامريكية...
ويبقى حسب ضيف 'الحصاد' الطرف الفلسطيني هو الخاسر الاكبر ..
لماذا يا حصاد؟
لانه طار الى القمة بأجنحة منتوفة، واجندة تعزز سقطاتها
كلما تدربت على طيران مقلوب!
ويا أيها الناس: طار عباس!
'نيو
لوك'!
استضافت الاعلامية بوسي شلبي اسرة مسلسل 'ما تخافوش'، وعلى رأسهم طبعا
الفنان القدير نور الشريف ، على قناة الافلام ' 2'، وقد سألته عن موقف
اسرائيل من
المسلسل، والذي بدا هجوميا ورافضا للعمل بكل تفاصيله، فأوضح الفنان أن
الاتهام الذي
يركز على العدائية السافرة من الفن المصري لاسرائيل ليس صحيحا!
معقول ؟ هذا هو
دفاع الفنان الكبير عن العمل؟
يا للطامة
!!
بوسي شلبي قاطعته بحزم قائلة:
'بس
هم أعداؤنا وبيننا وبينهم عداء'.
تعرف أيها القارئ ما كان رد
الشريف؟
-'احنا بينا وبينهم معاهدات سلام ! ... والعمل جاء ليدافع عن
موقف
المصريين من هذا العدو بعد الهجوم الذي تعرضوا له في الحرب على غزة'.
انتهى
الاقتباس، هنالك تناقض ورد على لسان قامة مصرية مثقفة قبل كونها مبدعة
وفنانة هي '
نور الشريف' هل أقول خسارتك يا فن!
هل على الفنان ان يلتزم بالنهج السياسي،
ويدافع عنه، أم أن على الابداع ان يخرج من بوتقة السياسة ماردا
يصيغ دستوره
الاخلاقي بمعزل عن الاحتكام او الدفاع عن اي التزام سياسي مهما بلغت مدته ؟
ثم
ان المصريين ليسوا بحاجة لان يدافعوا عن مواقفهم بعد الحرب على غزة، لان كل
عربي
شريف لابد يدرك ان المصريين شرفوا غزة، والموقف الذي اتخذه العرب كان ضد
النظام لا
ضد الشعب، فالى اي مدى ينجح المبدع بسلخ نفسه عن الصورة البطرياركية لرأس
الحكم
؟
يا حضرة الفن، لا تكن بوقا بلا صوت، وخذ حماما ساخنا بعد كل وجبة
سياسية كي
تبقي على نشاطك العضلي سالما !
حرج اجتماعي
خالد يوسف مخرج عربي
تبهرك ثقافته وتحبها لانها ليست افتعالية، بل هي اسلوب حياة، ولكنك تمتعض
وتحتار
وانت تستمع إلى ما ذكرته هيفاء وهبي في 'الـ بي بي سي' حول فيلم دكان
شحاته،
وتحديدا مشهد القبلة التي كانت تراجعت عنها وطلبت من يوسف
حذفها، لأنها قد تسبب لها
حرجا 'اجتماعيا'.
تقول وهبي : ان يوسف طمأنها ووعدها بحذف القبلة، لتتفاجأ هي
فيما بعد أنه لم يتم استثناء المشهد المذكور، فتعاتبه وتسأله عن سبب
تراجعه؟ ليتعذر
خالد يوسف: بان له رؤيته كمخرج والتي تمكنه من اتخاذ القرار المناسب لمصلحة
العمل
..بطبيعة الحال نحن لم نسمع رد خالد يوسف على هذا الموقف لنستند الى حكم
لا يخلو من
غبن، ولكن السؤال ان صح ما اوردته وهبي : كيف يمكن للثقافة ان تنعكس على
العمل
كقيمة انسانية وحضارية، بالتالي ابداعية ؟ وأكتفي!
ثنائي يقود
العاصفة
نائلة التويني حضور استثنائي لفتاة تخوض غمار السياسة في لبنان بكل
هذا الهدوء الناعم، الذي قد لا ينجح في ترويض المعركة انما على الاقل سيبدع
في
الصمود أمام ما يثار من غبار، أما السؤال لها عن زواجها من
مالك مكتبي الذي ينتمي
الى طائفة اخرى، وكل ما يتعلق بهذا الامر من تفاصيل فكان عميقا وواعيا،
استحقته
اجاباتها الذكية والمتزنة، مكتبي وتويني ثنائي يليق به الهدوء الذي يقود
العاصفة
ولا يلج العباب.
أغاني المسلسلات الرمضانية
هنالك كلمات وموسيقى
واصوات تنجز عملا فنيا قائما بذاته يساوي في اهميته العمل الدرامي الذي صمم
له،
واحيانا تكون اغاني 'التترات' بما تتضمنه من تعابير واداء ولحن اجمل بكثير
من
المسلسل نفسه.
فهل علينا ان نفصل بين المقدمة وتفاصيل العمل الاخرى كلما تفاوتت
نسبة النجاح بينهما كما يحدث غالبا؟
متى تكون الاغنية الجميلة في 'التتر' تعبيرا
عن جمالية العمل نفسه؟ ومتى تتفوق عليه بحيث تكون اقرب الى
الفخ الذي يتم نصبه
لاجتذاب المشاهد الى مضمون سطحي وطرح درامي مكرر بل ومبتذل احيانا؟
هذا الموسم
الرمضاني قدم عامر خياط اداء رائعا في تتر 'سحابة صيف'، فاذا اضفت تتر
مسلسل 'زمن
العار' فانك لابد تجمع المتعة مع الالم وانت تتأمل كيف يؤدي مجذوب اغنيته
بحساسية
لافتة، تنتمي الى الدراما ولا تشذ عنها، ولا تعد بالتالي عضوا
دخيلا، او مستعارا لا
يمكن له ان يتأقلم مع الهيكل العام.
اما نانسي عجرم فانا لا اتفق مع يحيى
الفخراني الذي صرح في احد اللقاءات الصحافية ان الاغنية تستمد
اهميتها من المسلسل،
لان اداء الاغنية كان اجمل بكثير من مضمون دراما 'ابن الارندلي' الذي لم
يضف الى
الدراما المصرية الحديثة اي جديد يمكن له ان يقلب موازين المتابعة النقدية
والجماهيرية.
فإذا ما عرجت على مجموعة اخرى من المسلسلات الرمضانية، سيفاجئك ان
معظمها لم ينجز اقتراحا دراميا مبتكرا، والابتكار لا يُشترط بالفكرة بل
بالطرح،
بالمضمون، بالتفاصيل، التي لم تهب المشاهد اية مقاربة فنية
حقيقية لمعايير الابداع
الدرامي، واغلب هذه الاعمال نصب الفخ ذاته : 'أغاني التتر'
المشحونة بكم هائل من
العواطف المجانية، لانها لا تعكس صورة حقيقية للعمل.
أما تلك الاغاني التي
تتخلل بعض المسلسلات فلها وقع اخر، وساخص الحديث هنا عن 'سحابة صيف'،
فالمواويل
العراقية التي قدمت في العمل أضافت بعدا جماليا حساسا يعزز احساسك بالمشهد،
ويحيلك
الى صلب المعاناة الروحية والمعنوية التي يمر بها المهاجرون
العراقيون، ولتلك
الاغنية الفرنسية التي وقع عليها الاختيار في ذلك الريف الشامي، وقع ساحر
نجح في
اقناعك بالحالة الدرامية لانه اتى من صلبها يخبرك كيف للحب ان يتحول الى
خذلان ليس
له لغة.
اليونسكو حلم أم كابوس؟
هو حلم طالما ان الامة استطاعت ان
تجد من يشرفها ويليق بمنصبه لو تم ترشيحه بالتالي فوزه، ولكنه
كابوس ابن حرام،
لماذا ينتخب لذلك المنصب من لا يملك من الاهلية سوى الواسطة، بحيث تحمله
السلطة على
ظهرها كي تعبر به النيل برافعات طيارة، تمكنه من القفز من فوق التاريخ
والأمة،
ولكنها لن تنجح ابدا بان ترجح كفته في غرب لا يتعامل مع المنصب
على انه واسطة، بل
امانة، وهذه لا ترد في قواميس الخلفاء المعاصرين، لانها عملة صدئة ...
والامانة -
اقصد- الصدأ مغضوب عليه الى يوم يُعزَلون!
شاعرة عربية - لندن
القدس العربي في
24/09/2009 |