تطل علينا برامج “الكاميرا الخفية” في كل عام بأبطال جدد وملامح
مختلفة وأفكار مبتكرة، لتكون الوجبة الخفيفة التي ترافق عادة موعد الإفطار.
وأجمل ما يميز “الكاميرا الخفية” خفة الدم والمقالب الفكاهية التي تجبر
المشاهد على الضحك. كواليس كثيرة مضحكة لا نعرف عنها شيئا، وأخرى مفبركة
بدأنا نكتشفها مؤخرا، لتنقلب الكاميرا الخفية من برنامج يهدف لإضحاك الناس
إلى برنامج يضحك عليهم، وبعدما كنا نعتقد بأن العفوية والتلقائية
والمصداقية هي المحرك الأساسي للكاميرا الخفية، اكتشفنا أن الأمر لم يكن
بهذه السهولة، فالفبركة أصبحت شيئا أساسيا في مقالب الفنانين وذلك حفاظا
على صورتهم أمام جمهورهم، وأتى المقطع المعروض على “اليوتيوب” الذي حمل
عنوان “فضيحة محمد الصيرفي” في برنامجه الجديد “الأسنصيد” الذي يعرض على
قناة “سما دبي”، ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير، والسبب الذي دفعنا
للبحث في هذا الموضوع وتناوله بجدية، رغبة في الوصول إلى الحقيقة.
محسن صالح الذي يعتبر من رواد الكاميرا الخفية في الإمارات يؤكد أن
الكاميرا الخفية لا بد أن تكون مفبركة حين تكون مع الفنانين، وذلك حفاظا
على صورة الفنان أمام جمهوره، ويقول: ليس هناك كاميرا خفية إلا وفيها فبركة
حتى لو كانت بسيطة، وخصوصا مع الفنانين، فالمشاهدين ينظرون بنظرة خاصة
لفنانيهم المفضلين، وإن تعرض الفنان لموقف غير مهيأ للتعرض له فربما يتصرف
بطريقة تهز صورته أمام جمهوره، لذلك فإن 85% من الكاميرا الخفية مع
الفنانين مفبركة. وعن الفبركة في برامجه هو يقول: جميع الفنانين يعرفونني
كمقدم كاميرا خفية، وما يحصل هو أنني إما أن أقول لهم بأنني سأقوم بعمل
الكاميرا الخفية معهم وأخبرهم بالموقف كاملا قبل التصوير وذلك بهدف تقديم
الفنانين لمشاهديهم بروحهم بعيدا عن المسلسلات، أو أن أحذرهم بأنني ربما
أقوم بعمل مقلب فيهم عما قريب.
ويرى محسن بأن برنامج الكاميرا الخفية يجب أن يبقى كما هو، فكاهياً
وخفيفاً وبعيداً عن التجريح، وهو ما ينتقده في برامج محمد الصيرفي التي
يسيء فيها للأشخاص الذين يقوم بعمل المقالب فيهم.
وعن برنامج “الأسنصيد” الذي يقدمه محمد الصيرفي يقول محسن: فكرته ليست
مقبولة على الإطلاق وليست جميلة، حتى إن كانت مفبركة ففيها تجريح للمشاركين
وتنقيص من شأنهم، حتى أن بعض الألفاظ تقلل من شأن الفنان وأذكر منها ما
قاله للفنانة بدرية أحمد كعبارة “صار لنا هكذا لأني شفت وجهك” وهي عبارة
تلغي الهدف من الفبركة الذي هو الحفاظ على صورة الفنان واحترامه، بالإضافة
إلى أن وقوع باروكة بدرية أحمد من شدة الخوف أمر مبالغ فيه، وما يحدث أن
مقدمي الكاميرا الخفية يعدون الفنانين بإعادة منتجة المواقف ليفاجأ الفنان
بعدم المنتجة بعد ذلك، ووقوع باروكة بدرية أحمد لم يكن في صالحها.
ناجي خميس، الذي شارك محسن الكاميرا الخفية “اندوك انته” عام ،2008
يؤكد أنه لا يكون هناك اتفاق مسبق مع الأشخاص الذين يتعرضون للمقالب، ولكن
يحدث أن يكتشفه الشخص أو يعرف أنه مقلب قبل الانتهاء منه، ليقوم هو بالتالي
بإكمال المقلب ليظهر بالنهاية إما مقبولا وجيدا وإما لا يصلح للعرض، ويؤكد
أن الكاميرا الخفية أصبحت صعبة بالنسبة له لأن وجهه بات معروفا للجميع،
والأصل في مقدم الكاميرا الخفية أن يكون غير معروف.
وعن كيفية التوصل لمصداقية البرنامج يقول: رد فعل الضحية هو الدليل
على مدى مصداقية البرنامج، كما أن التعامل مع الممثلين يختلف عن الناس
العاديين، فالممثل يستطيع أن يوصل للناس ما يريد وأن يشعرهم بالمصداقية حتى
إن كان المقلب مفبركا، وعن الفبركة التي يقوم بها البعض من مقدمي الكاميرا
الخفية يقول ناجي: لا أحب التدخل بشؤون الآخرين، وأشاهد الكاميرا الخفية
بغض النظر عما إذا كانت مفبركة أو حقيقية، وإن كانت فكرة البرنامج حلوة
وأضحكتني فأعتبر نفسي أشاهد مسلسلا مضحكا. وعما إذا كان يصح اعتبار المشاهد
ضحية الفبركة يقول: لا ليس ضحية لأن هدف البرنامج هو رسم الضحكة على وجهه،
وهناك أعمال كثيرة تقدم فيها إسفاف وتؤذي المشاهد بلا أي هدف، وهي التي يقع
المشاهد ضحيتها، والضحك الحقيقي على المشاهد يكون بالأعمال التاريخية التي
تتكلم عن التاريخ بينما تنقل ما هو عكسه.
عدنان الحميد الذي شارك غزلان تقديم “وراك وراك” العام الماضي على
قناة “سما دبي”، يصر وبقوة على أن الثلاثين حلقة التي قدمها كانت صادقة
بنسبة 100% وليس فيها ما هو مفبرك، وذلك لأن كل المقالب كانت خفيفة ولا
تؤذي المشاركين أو المشاهدين، كما أن الأفكار بسيطة و لا تستدعي أي فبركة،
ويقول: يؤسفني أن أرى بعض الفنانين “الله يهديهم” من الذين يفبركون
المقالب، يصلون إلى حد السب والضرب في مقالبهم، وهو ما أعتبره إساءة
لمجتمعنا الإماراتي، وأقول بكل صراحة إن أي مقلب فيه ضرب أو سب أو صوت عال
أو صراخ وتجريح فهو مفبرك 100%.
وعن برنامج “الأسنصيد” يقول: سمعت بأنه مفبرك ولكن يشهد الله أني لا
أعرف حقيقة الأمر، ولكني أتمنى أن يكون كما صرح الصيرفي “بروفة”، ويؤسفني
أن بعض برامج الكاميرا الخفية وصلت لمرحلة ال “،1 ،2 ،3 أكشن”. وهذا هو
الضحك الحقيقي على المشارك والمشاهد للبرنامج.
من جهتها أكدت غزلان أن “وراك وراك” الجزء الأول لا يحوي أي فبركة،
حيث كانت هي وعدنان الحميد يعتمدان فيه على العفوية والتلقائية، لدرجة
أنهما لم يكونا مستعدين للمقالب لتأتي بشكل طبيعي بلا تحضير، وتقول: كان
الأساس ألا نسيء للناس، وألا نستفزهم استفزازا قويا، وأن نحترمهم ونحترم
آراءهم ونترك لهم حرية القرار في عرض الموقف على الشاشة أم لا. وعما يؤكد
لنا مصداقية البرنامج الذي قدمته تقول: أنا لا أعرف أن أكذب على الناس،
ومتأكدة بأنهم لن يتقبلوني أو يقبلوا الاستمرار في الموقف إن علموا أنني
سأقوم بعمل مقلب فيهم.
تعتبر فضة التي تشارك هذا العام بالجزء الثاني من “وراك وراك” على
قناة “سما دبي”، الكاميرا الخفية تجربة مميزة تحتاج لالتزام و صبر بلا
حدود، وعن الفبركة تقول: ليس هناك أي فبركة فيما أقدمه، ولا أي تنسيق مع
الأشخاص الذين اعمل المقالب فيهم، ولا يكون لديهم أي علم بالموضوع ولا
أنبههم أو أي شيء من هذا القبيل، واشعر أن الفبركة فيها إحراج كبير للممثل
وتقليل من شأنه، وكأنه غير قادر على إقناع من أمامه بالمقلب الذي يقوم
بتنفيذه. والجدير بالذكر أن فضة كانت ستشارك محمد الصيرفي في برنامج
“الأسنصيد” ولكن ظروف عملها حالت دون ذلك، وعن هذا البرنامج ومقدمه تقول
فضة: أتابع “الأسنصيد” وهناك بعض الحلقات تبهرني وأتفاعل معها بشكل كبير
وبعضها الآخر ضعيفاً، ومحمد فنان ناجح وتسعدني مشاركته في برامج مقبلة، وعن
صدق الأقاويل بأنه مفبرك تقول: أرفض التصديق بأنه مفبرك، ولكن إن علمت أن
أي برنامج للكاميرا الخفية مفبركا فلا تلزمني متابعته.
عبدالله الجفالي الذي يشارك فضة وغانم ناصر عمل مقالب الكاميرا الخفية
“وراك وراك” هذا العام، يؤكد أن ما نسبته 20% فقط من البرنامج مفبرك،
والفبركة تكون في نهاية المقلب بمعنى أن المقلب يكون حقيقيا بشكل كامل ولكن
الانفعال الأخير الذي يعقب إعلان أنه برنامج الكاميرا الخفية في بعض
الأحيان لا يكون مميزا أو معبرا، ما يضطرنا لإعادته بعد الاتفاق مع الشخص
بأن يزيد جرعة الانفعال والضحك، وعن دليل مصداقية برنامجه يقول: الدليل
يكمن في أن برنامجنا لم يتعامل مع النجوم والفنانين واللاعبين والمشاهير،
وهذه هي الفئة التي تستدعي فبركة المقالب، بالإضافة إلى أنني اخترت أشخاصاً
من الجاليات العربية أكثر من المواطنين لأنني معروف بالنسبة للمواطنين. وعن
برنامج “الأسنصيد” يقول: بما أن الصيرفي وجه معروف فربما يضطر للفبركة بعض
الأحيان، وأنا من أشد المعجبين به وبما يقدمه، وهو مبدع في الكاميرا الخفية
وخصوصا في برنامج “تاكسي”، أما في “صادوه” و”الأسنصيد” فطبيعة المواقف
والأماكن التي قام بعمل المقالب فيها تجعل المشاهد يشعر بعدم مصداقيتها.
وللوقوف على التفاصيل وللتأكد من مصداقية الخبر كان لابد لنا أن نتحدث
مع أحمد المنصوري، مدير قناة “سما دبي” الذي قال: دائما ما يقال بأن برامج
الكاميرا الخفية مفبركة، وسمعت كغيري أن “الأسنصيد” مفبرك، ولكننا كجهة عرض
ولسنا كمنتجين للبرنامج لا نستطيع التحقق من ذلك 100%، فأصحاب العمل سلمونا
إياه على أنه ليس مفبركا وهو في ذمة المنتج سواء كان حقيقيا أم مفبركا،
وحين تعاقدنا على عرض العمل، لم يكن هناك ما يجعلنا نحقق في مصداقيته، فهو
ليس كبرنامج المسابقات والجوائز التي سيعود الكذب فيها وعدم الوفاء بالوعود
بالخسارة على المشاركين فيها، فلا مسؤولية تقع علينا وليس هناك ما يخدش
حياء المشارك أو المشاهد لنتخذ الإجراءات اللازمة، ولكننا مسؤولون وبشكل
كامل عما ننتجه، ف “وراك وراك” من إنتاجنا وفي ذمتنا، والشرط الأساسي في
التعاقد عليه مع المخرج والمنتج أن يكون البرنامج حقيقيا وصادقا ولا فبركة
فيه، وأكبر دليل على ذلك عمل المقالب في مراكز التسوق والمواقع الخارجية
التي تعتمد طريقة العمل فيها واختيار الأشخاص بشكل تلقائي، ويستطيع المشاهد
بكل بساطة أن يكتشف ما إذا كان العمل حقيقيا أم مفبركا من خلال الفئة
المشاركة في البرنامج، كما أننا نحترم آراء الآخرين ونستأذنهم في عرض
الموقف أم لا. وعن المقطع المنتشر على “اليوتيوب” والذي يؤكد فبركة
“الأسنصيد” يقول: الانترنت مجال قابل للتصديق والتكذيب، وأعتقد أن هذه
الحلقة التي انتشرت كمقطع على “اليوتيوب” هي حلقة “البايلوت” التي يتم
تصويرها وتوزيعها قبل البدء في البرنامج لاختبار مدى قبوله ونجاحه، وربما
كانت هي الحلقة الوحيدة المفبركة، لا أحد يدري، ولكن كجهة رسمية لم أتلق ما
يؤكد لي بأن العمل مفبركا. وعما وجه له من انتقادات بأنه يحتوي على الكثير
من التجريح وما إلى ذلك يقول: أنا أعترض على عدم احترام الضيف ولكني لا أرى
في البرنامج أي تجريح، وللصيرفي أسلوبه وطريقته في التقديم ويتعامل مع
ضيوفه على أنهم أصدقاء، ونصيحتي له بأن يشارك في البرامج الكوميدية وأن
يغير في نوعية البرامج التي يقدمها وأن يجدد في الأفكار التي يتناولها.
الخليج الإماراتية في
05/09/2009 |