مليار جنيه..
هذا الرقم
يمثل مجمل ما تم إنفاقه هذا العام على
ما يقرب من ٢٥ مسلسلاً هى حصيلة الدراما التليفزيونية هذا العام..
مليار
جنيه ذهب أكثر من 15
٪ منها إلى أجور الممثلين فقط بداية من النجوم ووصولاً
إلى "الكومبارس"..
مليار جنيه كادت أن تتسبب فى ذهاب عدد من المنتجين إلى وراء
القضبان بسبب فشلهم فى تسويق الأعمال التى أنتجوها..
تلك الأزمة الناجمة بدورها
عن الأزمة المالية التى مازال صداها يتردد إنتاجياً وفنياً
هذا العام.
مليار جنيه..
لم تنفع لما
يقرب من ٢٢ مسلسلاً كان مصيرها "العلب"
لأن صناعها لم يجدوا لها منفذاً على الشاشة.
المسألة ليست فى
ضخامة المبلغ وإنما فى العقليات التى أنفقته على إنتاج كل ما لذ وطاب من
المسلسلات التليفزيونية دون أن تحاول التفكير ولو للحظة فى
الكيفية التى يمكنها
بها الحصول على حقها فى مقابل إنتاج هذه الأعمال..
بلا شك هناك عشوائية تشمل
عمليات التخطيط والتنفيذ والتسويق..
تلك العشوائية تفاقمت آثارها هذا العام
وتسببت فيما يشبه الكارثة.. خاصة أن كثيراً من
المنتجين لم
يحصلوا على
حقوقهم بعد.. كل ما يملكونه بضع ورقات و"شيكات".
فى السطور التالية
نرصد بالأرقام حجم هذه الأزمة وأسبابها:
فيلات وقصور
٥
نجوم
كما ذكرنا من قبل فإن ما
يقرب من150 مليون جنيه تم إنفاقها على أجور
الممثلين بداية من نجوم هذه الأعمال وحتى الكومبارس، وقد تراوحت أجور
النجوم ما
بين ٧ ملايين جنيه والتى حصل عليها نجم "ابن الأرندلى"
"يحيى الفخرانى"
وما
بين مليون جنيه والتى حصلت عليها نجمة "الباطنية"
"غادة عبدالرازق".
الجزء الأكبر من ميزانية دراما رمضان هذا العام كان من نصيب الديكورات
والتى تكلفت400
مليون جنيه، خاصة أن معظم الأعمال والتى تصل نسبتها إلى 80 ٪
تدور أحداثها فى فيلات وقصور ووكالات وأحياء تم بناؤها بالكامل، بقية
الميزانية
ذهبت ما بين شرائط خام للتصوير "ديجيتال"
وتكلفة المونتاج والسفر إلى الخارج
والداخل والملابس والإكسسوارات والإضاءة وغيرها.
حفاظاً
على ماء
الوجه
دراما رمضان هذا العام تنافس عليها
١٠ شركات إنتاج هى "أفلام
محمد فوزى" و"أوسكار" لحسن ولؤى ووائل عبدالله "وفرح"
لإسماعيل كتكت
و"سيزجى" لتامر مرسى و"كينج توت"
لهشام إسماعيل و"العدل جروب"
لجمال العدل
و"الجابرى" لسيد الجابرى "وعرب سكرين" لطارق صيام و"خليجية"
و"قطاع
الإنتاج" الذى لعب دور المنتج المشارك فى معظم هذه الأعمال،
وهو ما أنقذ ماء
وجهه بعد أن كادت الأزمة المالية الطاحنة التى شهدها اتحاد الإذاعة
والتليفزيون
فى الفترة الأخيرة أن تعصف به وكان المنفذ الوحيد للخروج من
هذه الأزمة هو اللجوء
إلى حيلة المنتج المشارك،
ومقابل هذا رد التليفزيون المصرى لشركات الإنتاج
هذا
الجميل، وأنقذ الدراما التليفزيونية هذا العام بعد أن تعسر تسويقها وتدخل
"أنس
الفقى" - وزير الإعلام- لدى أصحاب القنوات الفضائية المصرية لشراء هذه
الأعمال إلى جانب عرضها على شاشات التليفزيون المصرى الأرضية والفضائية،
ولأول
مرة فى تاريخ التليفزيون المصرى الحكومى يتم عرض كل هذه الأعمال الدرامية دفعة
واحدة حيث بلغ عدد الأعمال المعروضة على القناتين الأولى
والثانية عشرة أعمال
بخلاف الفضائية المصرية، ورغم أن حجم الدراما هذا العام
يبدو كبيراً، إلا
أن مؤشرات الأزمة المالية العالمية والتى لم نشعر بها بشكل واضح قد أثرت فى الكم
الإنتاجى هذا العام- رغم أن العرض أكثر من الطلب سواء العام الماضى أو هذا
العام-
والمؤشرات
تؤكد أيضاً أن التراجع فى الكم الدرامى سيستمر فى العام
القادم أيضاً.
بداية التراجع
الخوف أن يكون العام
القادم أسوأ وهو ما
يتوقعه كثير من المنتجين الذين يتوقعون ألا يزيد حجم
المنتج العام القادم عن30 عملاً
فقط لا غير، باعتبار أن هناك ما يقرب من25
عملاً متجمداً من هذا العام، كما أن ظاهرة العزوف عن الشراء لم تقف عند هذا
الحد، بل وصلت إلى تخفيض سعر شراء الأعمال،
فبعد أن كان العمل تصل قيمته
الشرائية إلى ما بين500 ألف دولار و٢
مليون دولار وصل هذا العام إلى ما بين 250
ألفا و 350 ألف دولار ولم يعد هناك شىء اسمه حصرياً
باستثناء مسلسل "خاص
جداً" الذى اشترط تليفزيون دبى المشارك فى الإنتاج مع "العدل
جروب" على عدم
عرضه فى أى قناة أخرى سوى التليفزيون المصرى بجانب عرضه على قناة دبى
الفضائية.ولذلك ومع اختفاء ظاهرة
"الحصرى" لن يكون هناك ما يعوض المنتج عن
تكلفة أعماله.
الكلابشات الحديدية
المنتج "محمد فوزى"
يؤكد أن القنوات المصرية أنقذت هذا العام الدراما التليفزيونية قائلاً: كنا
فى
السابق نعتمد على السوق الخارجية فى بيع أعمالنا الدرامية، ولأن القنوات
الخارجية أصبحت لا تعتمد على الدراما المصرية،
فكان المنقذ الوحيد لنا القنوات
المصرية سواء الرسمية مثل التليفزيون المصرى أو الخاصة مثل "الحياة"
و"دريم"
و"المحور" و"بانوراما دراما"
و"أوسكار".
المنتج "إسماعيل كتكت" يقول:
إن العشوائية التى تحكم العملية الإنتاجية الدرامية هى السبب فيما نحن فيه
الآن،
فنحن ننتج أكثر من حاجتنا بأربعة أضعاف ومن هنا فكثير من
الأعمال لا تجد فرصة
للتسويق أو للعرض لدرجة أن هذا العام بعض الأعمال عرضت على بعض المحطات
مجاناً
لعرضها بدلاً من تجميدها فى العلب، والأعمال التى تم تسويقها لم
يدفع فيها
المبالغ التى تستحقها أو صرفت عليها، وذلك لأن العرض أكثر من الطلب،
ولولا
تدخل "أنس الفقى" فى إنقاذ الدراما المصرية هذا العام لوجدت "الكلابشات"
الحديدية فى يد كثير من المنتجين والسبب كما
يقول "كتكت":
أن المنتج
يبدأ تصوير العمل ويدفع "دفعة" البداية كعربون للنجوم ثم
يقوم بمشاركة إحدى
الجهات الإنتاجية الرسمية كقطاع الإنتاج أو صوت القاهرة أو
مدينة الإنتاج
الإعلامى أو تليفزيون دبى لتخفيف العبء المادى عنه ليتمكن من سد احتياجاته
المادية
واستكمال التصوير ثم تبدأ المرحلة الثالثة وهى عملية التسويق، والحصول على
جزء من
العملية التسويقية لسداد بقية أعبائه المالية،
أما هذا العام فالبحث عن جهة
إنتاجية رسمية كان بمثابة الحلم فى ظل الأزمة
المالية الطاحنة، وكذلك البحث عن
منافذ تسويقية كان بمثابة المستحيل مما أوقع معظم المنتجين فى أزمة حقيقية
لولا أن
أخرجتهم منها القنوات الفضائية المصرية.
حقيقة الأزمة
التليفزيون المصرى اشترى "ابن
الأرندلى" بـ ١٧ مليون جنيه و"خاص
جدا" بـ ١٥ مليونا و 500 ألف جنيه و"متخافوش"
بـ١٣
مليون جنيه و"تاجر
السعادة" بـ ٩ ملايين جنيه و"هالة والمستخبى"
بـ 12 مليون جنيه و"الرحايا"
بـ٧ ملايين جنيه و"قانون المراغى"
بـ٩
ملايين جنيه و"أفراح أبليس"
بـ٧
ملايين جنيه و"عشان ماليش
غيرك" بـ٤ ملايين جنيه، و"كلام نسوان"
بـ٦
ملايين و 500
ألف جنيه، بينما استغل عرض بقية الأعمال التى
يشارك قطاع
الإنتاج فى إنتاجها مثل "حرب الجواسيس" و"الباطنية" من خلال النسبة التى
يشارك بها وهى الـ 20 ٪ فى الوقت الذى عجز فيه قطاع الإنتاج عن تسويق
وعرض
أعماله التى ينتجها إنتاجا خالصا مثل "الرجل والطريق"
لصفية العمرى و"الدنيا
لونها بمبى" لرانيا فريد شوقى ومصطفى فهمى..
مجلة روز اليوسف في
05/09/2009 |