غابت الممثلة العراقية المعروفة هند كامل عن الأعمال الدرامية منذ أكثر من ست سنوات بعد مشوار فني يناهز ربع قرن شاركت خلاله في العديد من المسلسلات الخليجية والعربية، منها “المرايا” و”الجرح” و”الهاجس” و”شاطىء الأمان” وبعض الأفلام السينمائية والتلفزيونية مثل “الحدود” و”بابل حبيبتي” و”ليلة سفر” و”صخب الصمت”، كما قدمت عدة مسرحيات وانضمت الى زوجها المخرج فيصل الياسري لانجاز أخرى وتقاسما ملكية قناة “الديار” الفضائية. التقيناها بعد حضورها عرضاً فنياً في عمّان حيث تقيم في الحوار التالي:

·         منذ متى غبت عن الشاشة تحديداً؟ ومتى تعودين؟

 منذ دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003 لم أشارك في الدراما، وانتظر العودة التي تحافظ على مكانتي ومشواري الفني الطويل وتحترم تواصلي مع الجمهور الذي فارقته ست سنوات على مضض وأتوق بفارغ الصبر للتواصل معه.

·         بحكم إقامتك في الأردن هل تلقيت عروضاً لمسلسلات بدوية؟

 لم أتلق عرضاً واحداً جيداً حتى الآن ولن اتأخر حال حصلت على دور مناسب يوازي خبرتي وتاريخي واسمي، خصوصا أن هناك أعمالاً بدوية متميزة شاهدتها وبعضها شابها ملاحظات حول طريقة الأداء وعدم إتقان اللهجة والموازنة بين تصاعد الأحداث وجمالية الصورة. 

·         هل تتابعين الدراما العراقية؟

 أتابع الأسماء التي اعتاد أصحابها تقديم أعمال لها قيمة، وعموماً يجب تثمين محاولات الفنان العراقي وسط ظروف قاسية سواء داخل الوطن أو خارجه في ظل ضغوطات عديدة وأجور مخجلة يتقاضاها.

·         كيف تنظرين إلى إساءة بعض المشاركين من جيل الروّاد لمشوارهم؟

 هذا ملاحظ للأسف، فهناك ضعف وخلل وسوء انسحب على الجميع لكن يصعب لوم الفنانين كافة حين يكون التمثيل أو الاخراج أو حتى التأليف مصدر رزقهم الوحيد ويعيشون انقلابا في المعايير والمقاييس. ومع ذلك أرى وجوب الموازنة بين الموافقة الاضطرارية ورفض رداءة المستوى من خلال الوقوف عند حد معين على الأقل لايمكن النزول دونه.

·         الا ترين أنك تحكمين على أمور لم تجربيها بحكم وجودك خارج العراق؟

 لست بعيدة تماما، لأن قناة “الديار” التي أقودها وزوجي المخرج فيصل الياسري مركزها الرئيسي في بغداد ونحن جزء من العراق ونعرف الظروف والحيثيات المحيطة بانتاج وإنجاز الأعمال وآلية استغلال الفنان العراقي بصورة مجحفة مجبرا أو موافقا، وحتى مع وجودنا في الغربة نبقى على صلة دائمة بما يحدث داخل الوطن ولاننقطع عنه ابدا.

·         لماذا حادت “الديار” عن طريقها في خدمة الفن العراقي وتوجهها إلى عرض أفلام هندية غالبا؟

 القناة ليست متخصصة في تقديم الأفلام الهندية فقط لكنها تعرضها من حين لآخر، وعندما أطلقنا “الديار” كانت القناة الأولى الخاصة بين سواها وهدفت فعلا الى خدمة الفنون والمجالات الأخرى ونحاول ذلك قدر المستطاع وسط محدودية التمويل حيث نعتمد على امكاناتنا بعيداً عن أية جهة انطلاقا من مفهومنا الوطني المستقل والواضح في طريقة تغطية الأحداث والبرامج.

·         وماذا عن طريقة اخراجها المتواضعة؟

 اعترف بذلك ونحاول تطويرها لتخرج بشكل أفضل يعوزها فعلا حاليا بسبب ضعف الدعم، وفي المقابل نحرص على الابتعاد عن الإسفاف أو الانحياز السلبي أو تجاوز حدود تربوية واجتماعية.

·         إلى أي مدى اسهم زواجك من المخرج فيصل الياسري في دعم حضورك؟

 لاشك في أنه افادني فنيا بوصفه صاحب رؤية وخبرة لكن حين تزوجته كنت نجمة أشق طريقي بقوة ولي رصيدي الفني وحضوري وتجاربي العديدة.

·         الا تخشين انزواء النجومية والأضواء والاسم مع تقدم الزمن وتراجع وجودك على الساحة الفنية؟

 أشعر وبأمانة بخسارة في ظل احتفاظي بقدرتي على العطاء، لكنني حين أرى المطروح والمتاح حاليا أحترم عزلتي كثيراً.

مبتعدة قليلا

عرفني الجمهور عموما من خلال مجموعة كبيرة من المسلسلات السعودية والكويتية والقطرية والإماراتية والخليجية عموماً والعربية ايضا، واليوم أنا مبتعدة قليلا عن المشاركة في الأعمال الفنية نتيجة ما أصاب العراق من حدث جلل انسحبت آثاره على أبناء الوطن جميعاً.

“مشوّشة”

الفن انعكاس للواقع المرير والمتوتر، وبصورة عامة الدراما العراقية “مشوّشة” حاليا وغير واضحة الشخصية ومع عودة تدفق المياه للرافدين تستقيم الأمور.

الخليج الإماراتية في

04/08/2009