رغم خصوصية بيئة صعيد مصر فإن الفنان السوري جمال سليمان يقول إنه
أصبح على دراية جيدة بعادات وتقاليد أهل الصعيد، بالإضافة إلى لهجتهم
الصعيدية التي كانت بمثابة تأشيرته للعبور إلى الجمهور المصري من خلال
مسلسل «حدائق الشيطان»، فيستعد سليمان بمسلسل «سيدنا السيد» للحاق بالسباق
الرمضاني هذا الموسم، ويدور حول شخصية رجل صعيدي تشكل مزيجا بين شخصيات
كثيرة، على حد وصف سليمان. وعلى الرغم من إقبال الجماهير العربية على
الدراما التركية بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، فإن سليمان يرى أن الوقت
ما زال مبكرا على هذه الأعمال حتى تنزع من الأعمال العربية مرتبتها الأولى
بين الجمهور العربي، إلا أنه مع ذلك يؤكد أن مسؤولية إقبال الجمهور العربي
على الدراما التركية تقع على العاملين بالدراما العربية. «الشرق الأوسط»
انفردت بحوار مطول مع سليمان، تحدث فيه عن أعماله وعن مشاركته في فيلم
إيراني سيعرض في وقت قريب بعدة لغات.. وهنا نص الحوار:
·
ماذا جذبك في سيناريو «سيدنا
السيد» لتعود من خلاله لأداء شخصية الرجل الصعيدي؟
- اخترت هذا السيناريو بالذات من ضمن الكثير من السيناريوهات للرجوع
به إلى الشخصية الصعيدية، فشخصية «فضلون الديناري» الملقب بسيدنا السيد
أعجبتني، فهي تمثل خليطا من الشخصيات في شخصية واحدة، فهو لديه مرجعيات
كثيرة، تارة يستخدم القوة، وتارة أخرى يستخدم الدين للتصديق على كلامه
وإرضاء ضميره، تلك الشخصية التي تتميز بالمتناقضات من العواطف والمشاعر
الحلوة والمرة في نفس الوقت. كما يبرز العمل علاقة الإنسان الضعيف والجاهل
بالحاكم القوي المسيطر، فهو لديه أدوات كثيرة للسيطرة على الإنسان، فيقرر
الثواب والعقاب. وأرى أن هذا ما يجري الآن في عالمنا العربي، فهذا العمل
يظهر الصراع الفكري بين الجيل القديم والجيل الحالي، ويناقش الكثير من
المعاني الإنسانية والدينية والرومانسية والقوة، والقصة تدور في مطلع
الأربعينات من القرن الماضي.
·
قدمت في العام الماضي أيضا عملا
عن فترة الثلاثينات، في حين أن حاضرنا به زخم من الأحداث.
- العمل ليس بقيمة الزمن ولكنه بقيمة الفكرة والموضوع، ويخطئ من يقول
إن هذا اليوم أتى بأسئلة جديدة، بل هي أسئلة قديمة ولكنها تتجدد مع مرور
الزمن، وهذه الفترة تبرز علاقة المواطن بالدولة، وحق الدولة عند المواطن،
وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وموقع الدين في كل ذلك، وعلاقة السياسة بالدين،
وهذا ما يناقشه العمل، فهو يناقش الماضي والحاضر معا.
·
فلماذا إذن لم تطرح الفكرة في
الوقت الحالي، خصوصا وأن القضايا متشابهة؟
- لأن مناخ العمل مناسب لهذه الفترة - فترة الأربعينات - وأيضا هذا
الرجل منعزل عن المدينة ويقطن في مكان بعيد في الصعيد، بالإضافة إلى أن
الجمهور لن يهتم بأي فترة تدور فيها الأحداث، ففي الحلقة الثالثة تقريبا لن
يشعر المشاهد بأي حقبة يدور المسلسل.
·
هل يعني ذلك أن شخصية «سيدنا
السيد» تعبر عما نعيشه حاليا؟
- المسلسل يناقش علاقة السلطة بالناس، فالإنسان مشغول دائما بفكرة
السلطة في كل المجالات، سواء في المدرسة أو الشركة أو أي مجال آخر،
فالإنسان لديه دائما مشكلة مع السلطة، ويسعى الإنسان جاهدا إلى أقصى حدود
الحرية.
·
هل يتناول الموضوع شخصا بعينه أو
قصة حقيقية لشخص في الصعيد؟
- هذا الرجل لا يوجد في الصعيد فقط، ولكنه موجود في قلب كل حزب، وأيضا
في كل بيت وفي كل دولة، سواء كان رئيس دولة أو رئيس وزراء، فما دام شعاره
هو الحديث عن السلطة فلدينا نماذج كثيرة من هذا الرجل.
·
ما الحديث الذي دار بينك وبين
شخصية «سيدنا السيد» عندما قرأت الشخصية لأول مرة؟
- كل الشخصيات التي قدمتها من قبل لم أبدأ العمل عليها عند قراءتها
أول مرة، بل أبدأ عليها منذ سنوات طويلة، فالتمثيل عملية تراكمية، بمعنى
أنه عندما مثلت دور ناظر مدرسة في أحد أعمالي لم أقتصر على الورق، بل رجعت
بالذاكرة إلى ناظر مدرستي وأنا طفل، فالممثل لا بد أن يكون لديه مخزون
ومستودع لكل الشخصيات الموجودة في الحياة ويخرجها في الوقت المناسب، وهذا
ما حدث مع شخصية مسلسل «سيدنا السيد»، خصوصا وأنه ليس العمل الأول لي عن
الرجل الصعيدي والاحتكاك بالمجتمع الصعيدي الذي أصبحت على دراية جيدة
بعاداته وتقاليده.
·
هل ذهبت إلى الصعيد في هذا
العمل؟
- نعم، ذهبت وتقابلت مع شخصية من الشخصيات المشهورة هناك، وهو رجل
معروف عنه القوة، وكنت أريد أن أعرف ملامح شخصية هذا الرجل القوي الذي يملك
الصفات القوية للشخصية التي أقدمها، وما شكل تعامله مع أسرته وزوجته
وأولاده، فرأيت أن هذا الرجل يتعامل بكثير من الحنان والمشاعر الطيبة
والهادئة. والناس هناك استقبلوني بشكل رائع، فهم أهل كرم ويحترمون من
يتعامل معهم باحترام، ويكونون حريصين جدا على الضيافة، خصوصا الغريب.
·
لماذا تسعى دائما إلى الشخصيات
التي تتصف بالسيطرة والقوة؟
- لا أهتم بصفات الشخصية التي أقدمها أن تكون شخصا ضعيفا أو شخصا
قويا، بل ما يشغلني هو الموضوع والقصة والهدف منها ومدى تأثيرها على
الجمهور، وأنا دائما أسعى إلى التنوع، والدليل على ذلك الشخصيات التي
قدمتها، وأبرزها ياسين في مسلسل «قصة حب»، لا يشبه شكري عبد العال في
«الشوارع الخلفية». ولا أنكر أن شخصية «سيدنا السيد» تتشابه في بعض الصفات
الإيجابية والسلبية مع باقي الشخصيات التي قدمتها من قبل، ويشرفني كفنان أن
أقدم أعمالا كهذه أفتخر بها وأحترمها ويحترمها الجمهور.
·
بمناسبة الحديث عن مسلسل
«الشوارع الخلفية»، هل ترى أن هذا العمل أخذ حقه في النجاح الجماهيري؟
- ردود الأفعال التي وصلتني كانت قوية جدا وتدل على أنه حصل على نسبة
مشاهدة جيدة، وكذلك لا يوجد أي قضايا تم رفعها على المسلسل كما يحدث مع بعض
الروايات، ويشرفني أنني قمت بعمل بهذا الحجم، وأتذكر مكالمة عبد الرحمن
الشرقاوي وإشادته بالعمل، وأعتقد أن «الشوارع الخلفية» من الأعمال التي لن
تعيش شهرا وتنتهي، بل ستدوم طويلا ولن ينساها الجمهور، وستعيش في ذاكرة
التاريخ مثل مسلسل «ليالي الحلمية» و«الضوء الشارد» و«المال والبنون»، فنحن
نحتاج إلى سنوات حتى نستطيع أن نحكم على الأعمال الجادة، بالإضافة إلى
أعمال أخرى أرى أنها ستحصل على حقها في الفترة القادمة مثل «قصة حب»
و«ذاكرة الجسد» و«الحارة» و«أهل كايرو» و«المواطن إكس»، فهذه أعمال ستبقى
في ذاكرة الناس بعيدا عما نشاهده من أعمال تهتم فقط بملابس الفنانة وزينتها
الصارخة.
·
لماذا أيضا لم يحظَ مسلسل «ذاكرة
الجسد» بنسبة مشاهدة عالية؟
- مسلسل «ذاكرة الجسد» حقق فكري كفنان، ولكن الظروف هي التي جعلته لم
يحظَ بالنجاح الجماهيري المطلوب، وأبرز هذه الأسباب عدم الدعاية الجيدة
للمسلسل، وكذلك الإعلام مسؤول مسؤولية كبيرة عن ذلك، لأنه لم يسلط الضوء
على الأعمال الهادفة ويتطرق إلى أشياء تافهة كفستان الفنانة وعينيها
الملونتين وتفاصيل أخرى، ولا يهتم بالدراما والقصة داخل العمل، فنحن في
معركة حقيقية، فالجمهور العربي الآن يهرب إلى الأعمال التركية التي هي
بعيدة تماما عن عاداتنا وتقاليدنا.
·
على من تقع مسؤولية استحسان
الجمهور العربي وتفضيله للأعمال التركية؟
- كلنا مسؤولون، فنانين ومنتجين ومؤلفين وموزعين، فالفنان لم ينظر إلى
الموضوعات التي تخص المجتمع المليئة بالأحاسيس والمشاعر والحب، والمنتج
يتنوع في التصوير وأماكنه الجذابة للعمل، والموزع الذي لا يسعى إلى توزيع
الأعمال الدرامية إلى كل البلدان كما يفعلون هم ذلك.
·
هل ترى أنه من الممكن أن تسيطر
الدراما التركية على الموسم الرمضاني؟
- من الصعب حدوث ذلك في الوقت الحالي، فالمسلسل العربي ما زال يحتل
المرتبة الأولى في رمضان، لكن في الفترة القادمة لو لم نهتم بموضوعاتنا
ونركز على الدراما اليومية للمشاهد العربي وقصص الحب ونعمق الإنسانيات في
الموضوعات، سيهرب المشاهد إلى هذه النوعية من الأعمال، كما أننا ليس لدينا
الجراءة التي يقدمها الأتراك في موضوعاتهم، وعلى الرغم من أن الموضوعات
التي تتناولها الأعمال التركية تافهة ولم ترتقِ إلى المستوى الجاد من
المشاهدة، بمعنى كيف نتابع على مدار مائتي حلقة سيدة تخون زوجها ونضع
أيدينا على قلوبنا حتى لا تظهر هذه الخيانة في النهاية؟ ولكنهم ينجحون
بعوامل كثيرة، منها التصوير واللعب على وتر النساء. وأستغرب الإقبال على
مسلسل «حريم السلطان»! وهو مسلسل ليس بالجيد وينصب تركيزه على حريم السلطان
ولا يتطرق إلى مشكلات الخلافة العثمانية إلا قليلا، وبالنسبة لي فقد قدمت
أعمالا تاريخية أفتخر بها ولم تحظَ بهذه النسب من المشاهدة، وأعترف أن
الجانب الإنساني كان لا بد أن يتعمق أكثر في هذه الأعمال، حيث تم التركيز
على الجانب السياسي، وسوف أركز على هذا الجانب في أعمالي القادمة.
·
كيف جاءك العرض للمشاركة في
الفيلم الإيراني الذي انتهيت من تصويره مؤخرا؟
- ليست هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في الدراما الإيرانية، فقد
شاركت بعمل من قبل ويعرض بشكل مستمر في إيران، وأنا فنان عربي مشهور في
إيران، أما بالنسبة للفيلم الذي انتهيت من تصويره منذ أيام فقد تم عرضه علي
منذ ثلاث سنوات ثم تم تأجيله نظرا للأحداث السياسية والانتخابات هناك، ثم
انشغلت في مسلسل «الشوارع الخلفية» العام الماضي فاعتذرت عن المشاركة فيه،
ولكن المنتج والمخرج أصرّا على مشاركتي في هذا العمل، وتم استبدال دوري
بدور أصغر، ومن المقرر أن يتم عرضه في الأيام المقبلة بعدة لغات، الألمانية
والفرنسية والمالوية ولغات أخرى، ولا أستطيع الإفصاح عن تفاصيل دوري.
·
لكن الشخصية التي تقدمها تشبه
إلى حد كبير في الشكل «محمد علي»، هل ممكن أن تفكر في تجسيد هذه الشخصية؟
- إطلاقا، فهذه الشخصية ملك لفنان واحد فقط وهو «يحيى الفخراني»،
ولكني أوافق على مشاركته، وذلك بتجسيد شخصية ابنه إبراهيم باشا، وقد
تقابلنا أنا والفنان يحيى الفخراني منذ أسبوع تقريبا وتحدثنا في هذا
الموضوع ورحب بهذا التعاون.
·
أين ذهبت الدراما السورية في
الخريطة التلفزيونية العربية؟
- للأسف منذ خمس سنوات والدراما السورية غارقة في موضوعات ليست لها
قيمة، والتي كان يشكلها العمل الفني الجيد وموضوعاتها، ولو أخذنا كل طرف
بشكل منفصل سواء الشكل الفني أو الموضوع فقط فسنصل إلى نفس النتيجة، وهي
عدم وجود الدراما بقوة على الساحة العربية.
·
لماذا أنت مقاطع للسينما
المصرية؟
- السينما المصرية هي التي تقاطعني، وأنا ليس لدي هذه العقدة،
فالدراما بالنسبة لي جيدة جدا وتؤرخ للفنان، وأنا قدمت الكثير من الأعمال
التاريخية والدرامية التي تضيف لتاريخي، وأنا سعيد في التلفزيون ولم أشعر
بفارق أنني موجود في الدراما وغير موجود في السينما، فلو كنت أسعى إلى
الشهرة فالدراما صنعت نجوميتي وشهرتي أكثر من السينما، وأنا سعيد بذلك.
·
لكن السينما تصنع تاريخا؟
- قد يكون تاريخا سيئا، وأعرف الكثير من الفنانين لديهم تاريخ في
السينما يتمنون أن يحرقوه، ولكن الاختيارات سواء سينما أو دراما هي التي
تفرض نفسها، والفكر الدرامي اختلف عما كان في الماضي، فعلي سبيل المثال
عندما يذكر الفنان يحيى الفخراني كفنان نتذكر الأعمال التلفزيونية مثل
«ليالي الحلمية»، ونتذكر دائما للفنان نور الشريف مسلسل «لن أعيش في جلباب
أبي»، وللفنان صلاح السعدني نتذكر دور العمدة في «ليالي الحلمية»، ولا أنكر
أن الفيلم يعرض في مهرجانات عالمية أكثر من المسلسل الذي لم يسعَ موزعوه
إلى أن يقدموا هذه الأعمال في كل العالم.
·
ما الدور الذي كنت تحب أن تقدمه
ولم تقدمه حتى الآن؟
- كنت أتمنى أن أقوم بدور «حاتم»، الشاذ جنسيا، الذي قدمه الفنان خالد
الصاوي في فيلم «عمارة يعقوبيان»، فخالد الصاوي يستحق على هذا الدور وسام
الإبداع والتميز، وأيضا الفنان باسم السمرة، فدوره صعب، وكنت أتمنى أن أقوم
به، ولا أخشى من رد فعل الجمهور، فلا أنسى كلمة فاتن حمامة عندما عرض فيلم
«الحرام» في المعهد العالمي وقالت: «أنا أخذت حقي بعد 25 عاما بعد هذا
العمل»، فبالتأكيد يوجد أعمال ستأخذ حقها على مدار سنوات، ولو رجعنا إلى
ذاكرة السينما المصرية فسأتذكر بالطبع «عمارة يعقوبيان» كعلامة.
الشرق الأوسط في
06/04/2012
جمال سليمان:
السوريون يعيشون مرارة والبديل معارضة وطنية
كتب: بيروت - غنوة دريان
للمرّة الثالثة يجسّد النجم جمال سليمان شخصيّة الصعيدي في مسلسل
«سيدنا السيّد»، إلا أنها لا تشبه شخصية الصعيدي في مسلسلي «حدائق الشيطان»
و{أفراح إبليس» إلا في المناخ العام كونها ترتدي الأزياء الصعيدية نفسها
وتتحدث اللهجة ذاتها، وتختلف في تفاصيل كثيرة.
حول جديده الذي سيعرض في شهر رمضان ورأيه بالأحداث في سورية ونظرته
إلى الحل لوقف دوامة العنف والقتل والدم، كان اللقاء التالي معه.
§
ما أهم محاور مسلسل «سيدنا
السيّد»؟
تدور الأحداث في إطار اجتماعي إنساني صعيدي في الأربعينات والخمسينات
من القرن الماضي، وتتمحور حول علاقات استثنائية بين فضلون الديناري الملقب
بـ «سيدنا السيد» وشخصية عبدربه (أحمد الفيشاوي)، مفتش الري الشاب الذي
يقوده حظه السيئ إلى أن يعيَّن في نجع «سيدنا السيد» في الصعيد، ويزيد من
سوء حظه أنه حساس ومشروع أديب ترك في القاهرة روايته الأولى التي تنتظر
النشر في جريدة «الأهرام»، وقصة حب فاشلة انتهت بزواج الحبيبة من شخص آخر.
وفي نجع السيد يتعرف عبد ربه إلى «سيدنا السيد» الحاكم بأمره فيجد
نفسه، من دون قصد منه، وسط روايته الكبيرة الأولى التي بطلها فضلون
الديناري أو «سيدنا السيد»، شخصية تتنازعها مشاعر حلوة ومرة، فيراه في
حالاته كافة مع أهل النجع ومع أولاده ومع المرأة التي جاءت من القاهرة
وقلبت حياته رأساً على عقب، يحب ويقتل ويقسو ويعطف ويساعد ويسحق، فيقع قلم
عبد ربه أسير هذه الشخصية التي لا يتوقع ردة فعلها في أي لحظة من اللحظات.
§
بمَ تتميّز شخصية «سيدنا السيد»؟
يفوَض نفسه نيابة عن الناس وبعينيه يرى لهم الخير والشر، يخطط
لمستقبلهم ويعتقد أنه
سيقيم العدل ويقرر الثواب والعقاب، لا يحدث ذلك بالضرورة بنوايا شريرة إنما
بمزيج من شهوة السلطة.
§
ما الرسالة التي يهدف إليها
المسلسل؟
من يفوض لنفسه سلطة القرار نيابة عن المجتمع ويكون رأيه هو الأول
والأخير قد يرتكب أخطاءً قاتلة.
ما حقيقة ما نشر من أن المسلسل سيتضمن ثلاثة أجزاء تبدأ بالجد فضلون،
ثم تمتد إلى الابن والحفيد؟
استقررنا على المرحلة الأولى وهي مرحلة فضلون الديناري. يزخر المسلسل
بإمكانات تسمح بتقديم جزء ثان وثالث، لكننا لم نحسم هذا الأمر بعد.
§
لماذا اخترتم فترة الأربعينات
زمناً للأحداث؟
فرضت هذا الزمن شخصيتا عبد ربه مفتش الري وزبيدة الآتية من القاهرة
حاملة معها قصتها الغريبة المرتبطة بمرحلة الأربعينات، كذلك طبيعة العلاقات
الاجتماعية في الصعيد عندما كان معزولاً عن حياة المدنية ولم يعرف الناس
حاكماً إلا كبيرهم الذي يمثل كل شيء بالنسبة إليهم، فهو الملك والقاضي
وإمام الجامع ووزير العدل والاقتصاد والإعلام.
§
كيف تقيّم المسلسل؟
من حيث المبدأ يتضمن حكايات تمتع المشاهد، لكن عندما تتقاطع هذه
الحكايات مع حياة الناس ومعاناتهم وأحلامهم، عندها يمكن وصفه بأنه راق
ومفيد.
§
وهل يحمل إسقاطات سياسية؟
بالطبع، من خلال معالجة قضية السلطة والديكتاتورية التي ستبقى الشغل
الشاغل للبشر، ويزداد اهتمامنا في العالم العربي بها وبمدى شرعيتها وهذا
جوهر ما نشهده راهناً من رغبة لدى الناس لإعادة تشكيل السلطة بما لا يتناقض
مع كرامتهم وحريتهم.
§
من أين تستمد شخصية فضلون
سلطتها؟
من تراكم الملكية واستخدام القوة لقتل الخصم وحماية الحليف، تتطلّب
فكرة السلطة من صاحبها جرأة هائلة على مصادرة حياة الناس بالوسائل المتاحة،
من عنف مروراً بجهل الناس وضعفهم وخوفهم وصولاً إلى التحكم بالمال أو
الدين، وهذا ما فعله فضلون الديناري لتعزيز سلطته وانتزاع الحق لتحويل طاعة
الناس له إلى واجب ولا تجوز مراجعته.
§
ما أوجه الاختلاف بين الشخصيات
الصعيدية الثلاث التي جسدتها في أعمالك؟
مندور أبو الدهب في «حدائق الشيطان» يعيش أسيراً لوصية أبيه وملذاته
الشخصية وسطوته المالية التي اكتسبها من تجارة المخدرات واستخدامه العنف
بشكل أقرب إلى رجل المافيا. أما همام أبو رسلان في «أفراح إبليس» فهو رب
عائلة رأى كثيرين من حوله استغلوا مناخ الفساد وبنوا إمبراطورياتهم
الاستثمارية، فأراد أن يبني لأولاده إمبراطوريتهم الخاصة بطريقته، بينما
فضلون الديناري رجل مسكون بفكرة السلطة بمعناها الأشمل، لدرجة أنه أصبح
يعتبرها واجباً إلهياً كُلّف به.
§
إلى أي مدى يحصرك المنتجون في
الشخصية الصعيدية بعد نجاحك فيها؟
ليس حصراً بالمعنى التقليدي، صنع المنتجون المصريون لي ثلاثة مسلسلات
غير صعيدية هي: «أولاد الليل»، «قصة حب»، «الشوارع الخلفية». في المقابل،
من الطبيعي أن يكون المسلسل الصعيدي ضمن خططهم، خصوصاً إذا وفّق الممثل في
تقديم الشخصية الصعيدية بشكل يجذب المشاهدين. برأيي، لا تنقسم المسلسلات
إلى صعيدية وغير صعيدية، بل ثمة مسلسلات جيدة وأخرى رديئة.
§
بعيداً عن الفن، كيف ترى الوضع
فى سورية راهناً؟
سبق أن صرحت في «المصري اليوم» بأن الملف السوري معقد وقلت بالحرف:
«في ما يتعلق بسورية، أرى أن ثمة خيارين لا ثالث لهما: إما نستمر كما نحن
وبالتالي ستتحول سورية إلى بلد ينبعث الدخان من كل شارع من شوارعه، أو ندخل
في حوار شجاع ووطني ويتم فيه كل ما يلزم من تنازلات لصالح مستقبل سورية»،
وهذا ليس رأيي وحدي بل رأي طيف واسع من الشعب السوري، وقد أثبتت الأيام صحة
هذه التوقعات، فالدخان يتصاعد من مدن سورية وريفها والضحايا من مدنيين
وعسكريين بالآلاف.
§
كيف تفسر تصاعد وتيرة العنف
فيها؟
لم يعد الشأن السوري في يد السوريين وحدهم، سواء كانوا في مؤسسة الحكم
أو في الشارع الصامت أو حتى في الشارع المنتفض، بل أصبح إقليمياً ودولياً،
وهذا أخطر من وجهة نظري، لأنه عندما تتحول القضية السورية من وطنية إلى
دولية لن تنفصل عن بقية الصراعات والمصالح الدولية، على غرار الملفات
العراقية واللبنانية والإسرائيلية والصراع الروسي الأميركي. بالتالى، على
النظام والمعارضة انتظار ما سيتمخض عن المجتمع الدولي من إجراءات وقرارات
تحت منظومة صراع المصالح، فيما الدم السوري يراق ووحدة المجتمع تتهدد،
ويكثر الحديث عن احتمالات حرب طائفية التي لو حدثت، لا سمح الله، فلن تكون
كارثة سورية فحسب بل إقليمية أيضاً.
§
لماذا بلغت الأوضاع هذه الصورة
المأساوية؟
لأن النظام راهن على الوقت وتضارب المصالح الدولية وعدم قدرة المعارضة
على التوحد، بدلاً من الرهان على إرادة الشعب السوري الذي يريد أن يخرج من
طور سياسي إلى طور آخر جديد.
§
من تعني بالشعب السوري؟
لا أعني الشارع المنتفض فحسب، بل الشارع الصامت وحتى الشارع الموالي
للنظام، فكثير من السوريين لا يؤيدون المعارضة ويعادون المجلس الوطني مع
ذلك يطالبون بالتغيير ويؤمنون بأن مستقبل سورية السياسي مغاير لما كانت
عليه في العقود السابقة. لا يعني عدم اعترافهم بالمعارضة أنهم يغلقون
نوافذهم في وجه رياح التغيير.
§
ماذا عن موقف المعارضة؟
راهنت قوى المعارضة على الضغط الدولي ولا تمانع في تدخل عسكري على
الطريقة الليبية لحسم المعركة لصالحها مهما كان الثمن، ومن هنا جاءت فكرة
تسليح الشارع التي أراها جنونية وأحدثت أضراراً جسيمة بسورية عموماً
وبالشارع المنتفض خصوصاً.
§
لكن تعتقد المعارضة أنه لم يكن
أمامها إلا هذا الخيار لحماية المتظاهرين من عنف النظام.
وهل تحققت هذه الغاية؟ هل استطاع السلاح تخفيف الضحايا؟ الواقع يقول
لا، بل حدث العكس، فالضحايا تزداد بشكل غير مسبوق وتبرر السلطة استخدامها
للعنف المفرط بأنها تواجه مسلحين يريدون إسقاط النظام بقوة السلاح.
§
وما البديل؟
المعارضة الوطنية ونحن جزء منها، طرحت البديل في «المبادرة الوطنية
الديمقراطية»، أي أن يغلب النظام المصلحة الوطنية على الدفاع عن السلطة
ويستمع إلى الناس، ويؤمن بأن عملية التغيير استحقاق تاريخي لا مجال للقفز
فوقه أو الاستجابة له بشكل جزئي.
يمكن قمع الاحتجاجات والانتصار بقوة السلاح، وهذا بطبيعة الحال بات
مستبعداً، لكن بذلك ستُرحّل المشكلة عاماً أو خمسة أعوام وستعود لتنفجر في
شكل أكثر عنفاً وضراوة. من هنا، على قوى المعارضة أن تتحد، ولا تتوحد، في
شجبها العنف والتدخل الخارجي، مع حقها في استخدام وسائل النضال السلمي
لإحداث التغيير المنشود وعدم الرفض المطلق لفكرة الحوار، إنما وضع شروط
واقعية له تجعل المصالح الوطنية العليا فوق الرغبة في الانتصار بالضربة
القاضية.
§
ماذا عن الشعب السوري؟
يعيش الشعب السوري اليوم حالة من المرارة بسبب ما وصلت إليه الأمور،
ويأبى التدخل الخارجي ويستنكر العنف والقتل والتدمير، وينظر بشكّ وخيبة إلى
ما آلت إليه طبيعة الصراع، متطلعاً إلى انفراج يقوم على حوار عميق وجاد
لإنهاء الأزمة التي جعلت دماءً سورية غزيرة تسيل في الشوارع، وتتآكل ثروات
السوريين المتواضعة بفعل انهيار سعر الصرف، ويجلسون ساعات طويلة على ضوء
الشموع، لأن التيار الكهربائي ينقطع باستمرار.
§
لماذا يتخذ معظم الفنانين
السوريين موقفاً سلبياً من الأحداث في بلادهم؟
الفنانون ليسوا حزباً سياسياً، وينتمون إلى عوالم مختلفة. بعضهم غير
مهتم بالشأن السياسي، وبعضهم الآخر معجب بالنظام وفقاً لقناعته، فيما أحجم
كثر، على غرار شرائح واسعة من الشعب السوري، عن تأييد هذا الحراك ليس من
منطلق تأييد النظام، إنما من منطلق التوجس والخوف من المستقبل لعدم وضوح
الرؤية. في المقابل، ثمة فنانون عارضوا النظام فتعرضوا للمضايقات والاعتقال
وحملات تشويه السمعة والطعن في وطنيتهم واتهامهم بالعمالة، واضطروا إلى
مغادرة البلاد.
في النهاية، الفنانون جزء من المجتمع السوري، والمجتمع نفسه منقسم حول
ما يحدث حالياً، وليس حقيقياً أن الشعب السوري كله يقف مع النظام كما يحاول
الإعلام الحكومي أن يصدّر للعالم، وليس حقيقياً أيضاً أن الشعب كله ضد
النظام كما يروج الإعلام المعارض.
§
وما موقف جمال سليمان؟
أكره التصنيف، فأنا لا أتحدث عن مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة، بل
عن مصير وطني ومصيري ومصير ابني. في حواراتي التي أجريتها منذ عام 2006
لغاية اليوم، كان موقفي واضحاً ومحدداً من مسألة الإصلاح، الأمر نفسه
بالنسبة إلى الانتفاضة السورية.
أعرف أن مواقفي ليست من النوع الذي يسعد فريقاً من المعارضة ينادي
بالتسليح والتدخل الخارجي، وقد تغضب النظام الذي يريد أن نؤيده بلا شروط
ولا تفكير، وكأننا ضيوف موقتون في وطننا أو غنم في مزرعة.
§
ما أبرز الضغوط التي تعرض لها
الفنانون؟
ضغطت علينا المعارضة لنؤيدها بالمطلق من دون وعي أو تفكير، واتهمنا
بعض الأقلام بالتخاذل والانتهازية، لأننا لم نفعل ذلك وتعرّضنا لضغوط
مماثلة من جانب النظام. ما زلت أقاوم هذه الضغوط، وأتمنى أن أكون مواطناً
سورياً يقول كلمته بشرف وصدق ويقف إلى جانب الحق كما يراه، وأعتبر نفسي
معارضاً، لكن لا يعني ذلك أنني سأعطي صوتي لكل من يرفع العصا في وجه النظام.
الجريدة الكويتية في
06/04/2012
سامي العدل:
وجود الزعيم ونور الشريف
والفخراني ومحمود عبد العزيز يعطي لدراما
رمضان شكل تاني
حوار: ناهد خيري
أكد الفنان سامي العدل أن الدراما الرمضانية هذا العام سوف تشهد
تنافسا كبيرا لنزول عدد كبير من الفنانين الكبار مثل عادل أمام ومحمود عبد
العزيز ونور الشريف ويحيي الفخراني بجانب الأعمال الأخري وقال ان الأعمال
الثلاثة التي سيشارك فيها هذا العام وهي أخت تريز مع النجمة حنان ترك
والبلطجي وسر علني تناقش قضايا مهمة.
كما تطرق في حواره مع الأهرام المسائي إلي أحوال الفن وما يدور من
أحداث علي الساحة السياسية الآن.
§
كيف رأيت سيناريو مسلسل أخت تريز
وماذا عن دورك في العمل وهل نحتاج لمثل هذه الأعمال في هذه المرحلة
الحساسة؟
** مسلسل أخت تريز يتعرض لقضية مهمة من القضايا التي أثرت بشكل كبير
في المجتمع وأدت لبعض المشاكل بسبب الفتن الطائفية وعندما قرأت الورق لم
أتردد في قبول دوري به حيث وجدته من أفضل الأعمال التي قرأتها خاصة ونحن في
احتياج لمثل هذه الأعمال الآن.
§
وكيف رأيت حنان ترك في أخت
تريزا..؟
** هذا الدور يعيد أهم الأدوار التي جسدتها حنان ترك وأعتقد أنه
بمثابة تصحيح مسار بالنسبة لها لأن المنتجين في الفترة الأخيرة وضعوها في
قالب تمثيلي سهل وأعتقد أنها بهذا الدور سوف تعوض الثلاث أو الأربع سنوات
الماضية من مشوارها الفني لأنها فنانة قوية سوف يراها جمهور بشكل مختلف
تماما.
§
وماذا عن مسلسل البلطجي وسر
علني؟
** أنا البلطجي وأعتقد أيضا أن هذه قضية مهمة في المجتمع المصري كان
يجب أن نلقي عليها الضوء خاصة وأنها ظاهرة طفت وبقوة بعد الثورة وكلنا يعلم
من هم البلطجية ومن صنعهم. ومسلسل سر علني أجسد من
خلاله دور صحفي تعرض لصدمة كبيرة أفقدته الرغبة في الكتابة وأعتقد أن هذا
الدور قريب الشبه من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
§
هل تري اختلافا في شكل الدراما
هذا العام..؟
** رمضان سيكون مختلفا دراميا فنزول عادل أمام ونور الشريف ومحمود
عبد العزيز والفخراني سوف يثري الساحة الدرامية بشكل كبير بجانب الأعمال
الأخري وسوف يصنع نوعا من التنافس لم تشهده الدراما من قبل وكله في صالح
المشاهد بالنهاية.
§
كيف تري دور الفن في الفترة
المقبلة وهل تخشي قيودا تكبده مستقبلا..؟
** الفن هو المرآة التي تعكس أحوال المجتمع إذا تعرض لأي قيود لن
نقف مكتوفي الأيدي وعلي الجميع أن يعلم أن الفنان يؤثر في المجتمع أكثر من
رئيس أو ملك وإلا ما عاش بيننا إلي الآن أم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش
وما أثر بهذا الشكل الكبير عادل أمام ونور الشريف وغيرهما من الفنانين في
الناس, الفنان يؤثر بشكل كبير في العالم كله وبرغم كل التخوفات لا أعتقد
أن يقترب الاخوان بشكل سلبي من أهم مصدر للدخل القومي في مصر بعد
السياحة.
§
هل كان للثورة تأثير مباشر علي
الفن..؟
** لكل ثورة تأثيرها المباشر بعد الحرب العالمية الثانية خرج شكوكو
وإسماعيل ياسين وبعد67 خرج أحمد عدوية وكتكوت الأمير بعد كل أزمة
اقتصادية يخرج نوع من الفن يسيطر لفترة.
الأهرام المسائي في
07/04/2012
سقوط دولة الدراما المصرية
أعدت الملف: دينا دياب
مازالت أزمة انحسار المسلسلات الدرامية كلها في موسم واحد تتزايد بشكل
مستمر، فأصبحت مصر «دولة دراما» علي حافة الهاوية، ما بين سيطرة المسلسلات
التركية وظهور نوعيات جديدة مثل اللبنانية والسورية والخليجية، وبين إصرار
المنتجين علي بحثهم عن المادة،
فنري شركتين حكوميتين مثل «صوت القاهرة» و«مدينة الإنتاج الإعلامي»
تنتجان هذا العام 9 مسلسلات لتعرض كلها في شهر رمضان، ولم تفكر هذه الجهات
الإنتاجية أن تخلق موسماً جديداً للعرض تعوض به خسارتها العام الماضي في
إنتاج 10 مسلسلات لم يحظ أياً منها بعرض محترم نتيجة لعرضهم بين 50
مسلسلاً، وإعادة عرضها علي قنوات التليفزيون المصري التي فقدت مشاهديها بعد
أن كان الكتاب يلهثون وراءها، وهو نفس الأمر مع المنتج الخاص الذي يبحث عن
اسم النجم ويبحث عن حجز بروموهات علي القنوات من الآن وحتي العرض الرمضاني
رغم انتهاء تصوير بعض المسلسلات التي يمكن أن تنافس بعرضها الآن مسلسلات
«فاطمة» و«العشق الممنوع» و«حريم السلطان» ونسي هؤلاء المنتجون أن هذه
المسلسلات سحبت البساط بقوة من المسلسلات المصرية التي عرضت في رمضان
الماضي وفشلت في البحث عن فرصة عرض لها في هذه الأيام.
عرضنا أسئلة كثيرة أهمها إذا كان الإعلان هو حصر المسلسلات في موسم واحد
فلماذا تحظي المسلسلات التركية بإعلانات وفرص عرض كبيرة، ومع تزايد هذه
النوعية من المسلسلات السورية والتركية واللبنانية أين سيجد المسلسل المصري
فرصة لعرضه، وإذا كانت هذه المسلسلات موضة كما فسرها البعض لماذا لم تنتهي
بعد ثورة يناير.. أسئلة كثيرة طرحناها علي مجموعة من الفنانين والمخرجين
والمؤلفين وصناع الدراما.
محمد هنيدي: البحث عن موسم جديد
أفضل لمنافسة قوية
أكد الفنان محمد هنيدي أن البحث عن موسم جديد للدراما وفتح مواسم
للعرض سيتيح الفرصة أمام المسلسلات المصرية بقوة للمنافسة، خاصة لأن نسبة
مشاهدة العرض الأول ستكون أعلي،
والمسلسلات ستأخذ فرصتها، وذلك لأن خطأ انحسار الموسم الدرامي في شهر
رمضان حدث منذ سنوات طويلة، وأصبح الفنانون ينتظرون تقييم مسلسلهم بعد
الشهر الكريم، لأن الكم الهائل الذي يقدم في شهر واحد لا يمكن أن يتحمله
عقل بشري، والجمهور يحاول أن يختار أفضل الأعمال في هذا الشهر لمتابعتها
بعد رمضان لتصبح نسبة المشاهدة بعد رمضان أفضل، خاصة مع قلة المشاهدة نتيجة
للطقوس الدينية المعروفة.
أضاف هنيدي: أن المسلسلات التركية لن تتخطي المسلسلات المصرية لكنها
أصبحت منافساً قوياً لأن الفيديو أكثر ما يميزه «الحدوتة» والدراما المصرية
تتمتع بالحدوتة القوية، لكن التركية تتمتع بعناصر رؤية جاذبة كثيرة تجذب
الجمهور أكثر من الدراما.
إلهام شاهين: المسلسل الجيد يحظي
بإعجاب الجمهور في أي وقت
أكدت الفنانة إلهام شاهين أن عرض المسلسلات في شهر رمضان لا يضر بل
علي العكس فهو يخلق جواً من المنافسة بين المسلسلات، وقالت: إن المسلسلات
تعرض علي مدار العام ولا مشكلة في ذلك،
فعندما عرض مسلسل «قصة الأمس» لم يحظ بالمشاهدة المطلوبة في رمضان
لكنه مازال يعرض حتي الآن علي كل القنوات ولاقي أقل نسب مشاهدة لسنوات
طويلة وهذا دليل علي أن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، وأضافت: أن
المسلسلات يباع سعرها أغلي وهذا أفضل للمنتجين ونضمن خلاله عرضاً طوال
العام، فلنعتبره تنويهاً للمسلسل، وأعتقد أنها سمة العصر فنحن تعودنا علي
ذلك وهذا العام المنافسة أقوي، ففيها الزعيم عادل إمام والفنان الكبير
محمود عبدالعزيز ونجوم السينما كريم عبدالعزيز وأحمد السقا، فعرضهم في
رمضان أفضل، وأضافت: أن المسلسلات التركية أو غيرها لا تمثل خوفاً لدي
المصريين، ببساطة لأنها موضة مثل «أوشين» و«الجريء والجميلة» ومن المؤكد
أنها ستنتهي.
أحمد صقر: ورطة خلقها المنتجون
وتحمل وزرها الجمهور
وصف المخرج أحمد صقر الأزمة بـ «ورطة» خلقها المنتجون واعتاد عليها
الجمهور.. وقال: إن انحصار موسم الدراما في شهر رمضان أصبح طقوساً لدي
الجمهور يتحملونه برضاهم أو رغماً عنهم،
وارتبط ذلك منذ عرض «الفوازير» و«ألف ليلة وليلة»، وبعدها بدأ
المنتجون المنافسة في شهر رمضان وأصبح كل واحد منهم يبحث عن فرصة للعرض حتي
أصبحت المنافسة لأكثر من 70 مسلسلاً سنوياً، وكل منتج حسب قدراته، خاصة أن
سعر بيع المسلسلات في رمضان أغلي بكثير من بيعها في الشهور العادية، لكن
للأسف الذي يقع في هذا الخطأ هي المسلسلات المحترمة التي تستحق المشاهدة
بتركيز، لأنه نظراً لكثرة عدد المسلسلات يتم التحرك السريع ما بين المحطات
الفضائية دون التركيز علي أي مسلسل إلي أن يجد المشاهد المسلسل الذي يحب أن
يتابعه فتكون الحلقات الأولي قد مرت مرور الكرام وينتظر إعادة عرضه مرة
أخري، ومع ذلك أري أن أي مسلسل متميز يعرض في أي وقت سيحقق نجاحاً إذا ركز
علي مشاعر الجمهور سواء مصري أو يحمل أي جنسية أخري.
وعن احتمالية خلق مواسم جديدة، قال: لا يمكن الرجوع إلي عصر «ولَّي»
لأن المعايير تغيرت والأجور أصبحت مرتفعة للغاية، فالمنتج الآن حتي ينتج
مسلسلاً لابد أن يغطي تكاليف مسلسله، والمنتج يبحث عن السعر الأعلي، لذلك
هذا لن يحدث إلا إذا عادت الريادة لقطاع الإنتاج والتليفزيون المصري ووزارة
الإعلام التي تمتلك التحكم في السوق وليس المنتج الخاص.
عاطف بشاي: المؤلفون أصبحوا "ترزية"
والمخرجون "سفرجية"
بينما أرجع الكاتب عاطف بشاي الأزمة إلي بحث المنتجين الدائم عن
المادة دون النظر إلي المضمون المقدم
وبالتالي أصبح كل همهم كيف يجمعون نسبة أموال كثيرة بصرف النظر عن
نوعية الأعمال المقدمة، وأضاف «بشاي»: للأسف نحن ننادي كثيراً بعدم سيطرة
الإعلام والتسويق بشكل أساسي لأن الدراما أصبحت في خدمة الإعلام والتسويق
فقط باعتبار أنه موسم تسويقي، وهذا عكس وظيفة الدراما في الأساس أنها خدمية
أكثر منها سلعة خاضعة للإعلان، ونتيجة لتزايد القنوات الفضائية الكثيرة
تعقدت الأزمة وتزايد السعر المقدم علي كل مسلسل، فالهرم انقلب لأن الأولوية
لم تصبح للمؤلف أو الموضوع الدرامي، ولا القضايا التي تعالج مشاكل المجتمع
بل أصبح همها تسويق اسم النجم، وهذا ما ظهر في رمضان الماضي باستثناء
مسلسلين علي الأكثر، فنري مسلسلات مثل «كيد النساء» و«سمارة» لا تدل إلا
علي تراجع قيمة المؤلف، بعدما كان يبدأ المسلسل من فكرة ثم معالجة ثم
الاتفاق مع المنتج وكتابة الحلقات ومع المخرج للوصول لمرحلة أخيرة وهي فكرة
اختيار الممثلين لكن تحول المؤلف لترزي وتحول المخرج لسفرجي، وهذا انعكس
علي نوعية الموضوعات وطبيعتها، وأري أن تهاون الكثير في حقوقهم هو السبب في
انحسار الموسم ولن يتغير الموسم إلا إذا تغيرت معادلة التسويق وتقديم دراما
تفيد الجمهور، فيكفي أننا لم نهنأ برفع سقف الرقابة وحتي لو كان التيار
الإسلامي سيتمثل كارثة جديدة علي الدراما لكن الأسوأ هي أن شروط التسويق لم
يحدث فيها ثورة والكل راض.
حسن حامد: سأتقدم بمشروع لخلق
مواسم جديدة بالاتفاق مع التليفزيون
وقرر حسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي دراسة مشروع خلق مواسم
جديدة حتي يتسني للدراما المصرية استعادة الريادة مرة أخري، وقال: الموسم
الدرامي الرمضاني مشكلة تكونت عبر السنوات الأخيرة
وهو تقليد ضار لأنه اختزل شهور السنة في شهر واحد، وهذا يحد من عرض
الدراما بشكل جيد لأنه يقدم تكدساً في الإنتاج والكل يتزاحم في هذا الشكل
ليذاع معظمها في قنوات غير مناسبة، وعندما تعاد تفقد رونقها في العرض
الأول، لذلك سعياً لإيجاد تحول في المسار عن هذا التقليد السخيف، أدرس خطة
جديدة لعمل مواسم درامية جديدة ولكن لابد أن تتضافر معي جهات العرض لأنني
كجهة منتجة أحتاج إلي تعاون من القنوات تخدم الدراما والقنوات والإنتاج
وتصبح العملية كلها موقفاً رادعاً للجميع.
واعترف «حامد» بأن دخول المسلسلات التركية واللبنانية خلقت أنماطاً
جديدة من الإنتاج ومن سلوك المواطنين والمشاهدين، وهذا به ضرر علي الدراما
العربية واضح لأنهم الآن يقتطعون من السوق العربية وهي جزء من المكاسب التي
نحصلها.. وقال: إنها موضة لن يكتب لها الاستمرار لأنها مرحلة انبهار
بموضوعات جديدة ويمكن أن تأخذ زمانها، لكن لا يجب أن نستخف بها ولابد أن
نستغلها ونغزوهم في عقر دارهم بمسلسلاتنا بأعمال جاذبة ولها بريق وموضوعات
جديدة للمشاهد التركي فلابد أن تتقبل الدول الإسلامية أعمالنا لخلق أسواق
جديدة لنا.
صفوت غطاس: تقسيم المواسم دعوة
لإفلاس المنتجين
اعتبر المنتج صفوت غطاس فكرة تقسيم المواسم دعوة واضحة للإفلاس..
وقال: أنا كمنتج أبحث عن أغلي سعر للمسلسل والإعلانات في شهر رمضان تكون
كثيفة وغالية جداً،
فلماذا أنتج مسلسلاً وأعرضه علي المحطات الفضائية بسعر رخيص، وفي
الأساس أن التسويق له سياسة فكل القنوات تخسر في شهر رمضان لأنها تشتري
محتوي غالياً ولا تغطي تكلفته علي مستوي الإعلانات وتعتمد طوال العام أن
المحطة تعرض مسلسلاً جيداً، لكن فكرة عرض مسلسل في الساعة السابعة ولا
يتخطي 13 حلقة، فهذا أمر أصبح مستحيلاً من سيغطي عرض كل هذه القنوات
وتكاليف المسلسلات التي تتخطي الـ 50 و60 مليون جنيه، فالفنان أجره الآن
تخطي الـ 10 ملايين جنيه دون باقي فريق العمل والتكاليف، فكيف يعقل أن
أبيعه بسعر رخيص بحجة خوفي علي عرض المسلسل، القنوات تعرف كيف تجمع نسبة
مشاهدة وأنا لابد أن أبحث عن أفضل وسيلة لكسب المال لاستكمال العمل في هذا
المجال.. وأضاف غطاس: هناك تخوف واضح من الأعمال التركية لكنها لن تلغي
المصرية لأنها تباع بأسعار زهيدة جداً، وتقدم بشكل رخيص للقنوات الفضائية
مما يجعل القنوات كلها تلهث عليها.
الوفد المصرية في
07/04/2012 |