أكد الكاتب وحيد حامد أن مصر تعيش حاليا محنة حقيقية فالجميع فى حالة
لهاث وراء تحقيق مصالح شخصية وتناسوا عن عمد مصلحة البلد.
وقال «حامد»، لـ«المصرى اليوم» إنه أخذ موقف المتفرج والتزم الصمت
طوال الفترة الماضية بسبب التحذيرات التى أطلقها بعد ٢٥ يناير مباشرة وكشف
فيها عن محاولات سرقة الثورة بسبب حالة التفتت التى تعيشها التيارات
السياسية المستنيرة وتوحش التيارات الدينية ورغبتها فى الوصول إلى السلطة،
موضحا أنه حذر من صفقة جماعة الإخوان والمجلس العسكرى وتوقع بعدها الصدام
الحالى بينهما، مشيرا إلى وجود تنظيم دولى لجماعة الإخوان المسلمين موجود
فى أكثر من ٨٠ دولة وأن دولة الخلافة من أطماع جماعة الإخوان الأساسية بهدف
السيطرة على العالمين العربى والإسلامى، وأن حسن البنا قاد انقلابا فى
اليمن لكنه فشل بعد ٢٤ يوما.
■
لماذا التزمت الصمت تجاه الأحداث السياسية الأخيرة؟
- لأننى قررت أن أقف موقف المتفرج، لكن لو عدت إلى مقالاتى الأولى فى
أيام الثورة ستجد أننى توقعت ما يجرى الآن وأعلنت وجهة نظرى ولكن للأسف لم
يهتم بها أحد أو اعتبرها كأن لم تكن، إلى أن وصلنا إلى ما حذرت منه دائما
وأعتقد أننى كنت من الأوائل الذين صرخوا وقالوا «الثورة اتسرقت» وكنت أيضا
أول من حذر من حكم العسكر وهو فى عز توهجه ومن توحش جماعة الإخوان والتيار
السلفى وتفتت وتشرذم جميع التيارات المستنيرة أو التيارات التى لا تنتمى
إلى التيار الدينى وانقساماتها ورغبتها فى السلطة وعندما تجد ما حذرت منه
يحدث فلابد أن تصمت.
■
ولمن كنت توجه رسائلك التحذيرية؟
- لعقلاء هذا البلاد وللمسؤولين عن هذا البلد وقلت «يا جماعة حد يخاف
على مصر وحد يخاف على الشعب» ولكن لا حياة لمن تنادى، فما يحدث الآن يؤكد
أن مصر تعيش محنة حقيقية فالكل فى حالة لهاث وراء مصالحه الشخصية ونسى
مصلحة البلد والمخلصين لقضايا مصر الحقيقية مغلولين ولا حول لهم ولا قوة،
ولم يعد لهم رأى والمجلس يعمل لصالح تيار بعينه وعن عمد مما أدى إلى تقسيم
وتمزيق للمجتمع بسبب غياب العدالة والديمقراطية الحقيقية.
■
ولكن الشعب مارس الديمقراطية فى الاستفتاء الدستورى والانتخابات
البرلمانية؟
- لم تكن هناك ديمقراطية فأين الديمقراطية فى ظل مجلس شعب يستحوذ فيه
التيار الدينى على كل هذه الأغلبية؟ أين الديمقراطية فى ظل تنفيذ قانون
انتخابات معيب أدى بنا إلى ما وصلنا إليه؟ أين الديمقراطية التى تقسم الناس
إلى مسلمين وكفار؟ الديمقراطية الحقيقية هى أن تنشر الوعى بين الناس اولا
وأن تمنع الرشاوى بجميع صورها وأن تطبق نظاماً عادلاً للجميع فانا لست ضد
صعود الإخوان ولكن بشرط ألا ياتوا بطرق ملتوية ويقوموا بتقسيم الشعب وفقا
لمذهبهم الدينى فقد فعلوا بذلك جريمة كبرى فى حق هذا الوطن.
■
ذكرت من قبل أن ما يعيشه الإخوان الآن هو مرحلة تاريخية معروفة بـ«جنى
الثمار»؟
- هذا حقيقى وهذا ليس كلامى ولكنها خطة حسن البنا نفسه فقد قسم خطة
الجماعة إلى ثلاث مراحل، آخرها هى مرحلة جنى الثمار التى وصل اليها الإخوان
الآن، فمنذ انشاء الجماعة عام ١٩٢٨ والإخوان تدبر وتخطط بحنكة شديدة
وأحيانا بما يخالف شرع الله عن طريق التآمر والقتل للوصول إلى هذه المرحلة،
وأنصح بقراءة بروتوكولات صهيون أو كتاب عبدالوهاب المسيرى عن الصهيونية
العالمية ثم اقرأ فكر الإخوان فلن تجد أى فرق بين الاثنين، وهذا الكلام على
مسؤوليتى، ورأيى فى الجماعة أنها لو كانت اهتمت بالرسالة الدينية فقط لكانت
قدمت عملا عظيما للإسلام أولا وللشعب المصرى ولكن منذ نشأتها وهى لها ميول
سياسية متخفية وراء ستار الدين.
■
ولكن اختيارهم جاء بإرادة الشعب من خلال انتخابات نزيهة؟
- لا أشكك فى النزاهة ولكن لا يجوز أن تبنى بيتا فوق رمال فلابد أن
يكون لديك أساس وبطلان مجلس الشعب الحالى من عدم بطلانه ينظره القضاء حاليا
وأعتقد أن القضاء المصرى هو الأقدر على الفصل فيما إذا كانت الانتخابات
نزيهة أم غير نزيهة، لكنى شخصيا مقتنع أن الانتخابات لم تكن سليمة دستوريا
وإجرائيا فلا يمكن أن أعتمد صحة صوت مدفوع الأجر إلى جانب أن الانتخابات
نفسها افتقدت للعدالة وهناك شواهد كثيرة تؤكد ذلك.
■
وما رأيك فيما يتردد حول وجود صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان؟
- الصفقة لاتزال قائمة حتى الآن، والجماعة لم تطلب طلبا واحدا إلا
ونفذه لها المجلس العسكرى، فى البداية كان محظوراً على مرشحى الأحزاب أن
يدخلوا فى الدوائر الفردية وكان من المتفق عليه ٥٠% قوائم و٥٠% فردى، ثم
قاموا بتغيير الوضع إلى ٧٥% قوائم و٢٥% فردى وكل هذا كان يصب فى مصلحة
الإخوان والسلفيين، فأنت بذلك لم تلتزم بمبدأ العدالة منذ البداية كما
سمحوا للجماعة أن تجور على الآخرين بإرادتك كمجلس عسكرى وتحت حمايتك وانحزت
إليهم على حساب جميع الطوائف الأخرى حتى لو كنت مختلفا معهم.
■
بماذا تفسر أسباب الصفقة مع الإخوان بالتحديد؟
- من الثابت ومن المتفق عليه أن جماعة الإخوان المسلمين لديها كتائب
مسلحة وأتحدث من منطلق معلومات مؤكدة ومن يقول إننى أفترى عليهم فمن الذى
كان يحيط بمجلس الشعب فى أولى جلساته، وأيضا هل نسينا عندما قال الأستاذ
مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة: من الممكن أن أرسل عشرة آلاف مقاتل إلى
غزة، وأؤكد أن هذه الكتائب ليست حديثة على الجماعة ولكنها موجودة منذ
نشأتها وهناك تنظيمات سرية مدربة لأن الجماعة لديها معسكرات للتدريب
السياسى والعسكرى، والمجلس العسكرى يدرك أن الجماعة قد تستغل هذه الكتائب
المسلحة فى إحداث فوضى بالمجتمع المصرى، والظروف الراهنة لا نحتاج فيها
لفوضى أخرى، وأعتقد أن المجلس العسكرى حاول تجنب ذلك حتى لا يسمح بنشوب حرب
أهلية، لأن أى صدام مع الإخوان ستكون عواقبه وخيمة، وأعتقد أن هذا الاحتمال
لايزال قائما حتى هذه اللحظة فى الوقت الذى يريد فيه المجلس العسكرى أن
يترك الساحة فى سلام.
■
وكيف ترى أداء الجماعة خلال الأشهر الماضية؟
- أرى أن الشعب الآن بجميع طوائفه يتعرف على الإخوان من جديد، وأرى أن
الجماعة لعبت دورا فى المجتمع المصرى يكاد يكون نفس الدور الذى تلعبه
إسرائيل فى المجتمع العالمى، أنها الدولة «الغلبانة» المضطهدة المحاطة
بالأعداء من كل جانب، أما الإخوان فقالوا نحن مطاردون وتعرضنا للاعتقال
وللسجن من قبل الأنظمة السابقة ولكن الحقيقة أن الإخوان لم يكونوا مضطهدين
وكانوا يملكون معظم المشاريع الاقتصادية وإذا كان بعض قادتهم تعرضوا لبعض
الأزمات فإن باقى أفراد الجماعة كانوا يتحركون بحرية مطلقة وكانت لديهم
كوادر فى كل مؤسسات الدولة وكانوا موجودين فى النقابات وسيطروا على وزارات
مؤثرة ولكنهم دائما يضعون أنفسهم فى خانة المغلوب على أمره والحقيقة تقول
إنهم لو كانوا مقيدين لما حققوا ما وصلوا إليه الآن.
■
وكيف ترى أداء مجلس الشعب؟
- رأيى الشخصى أنه غير شرعى.
■
فى رأيك من أين تستمد الجماعة قوتها واستمراريتها منذ نشأتها إلى الآن؟
- هى جماعة اقتصادية بالدرجة الأولى وأى كيان مالى يستطيع أن يحافظ
على استمراريته ولكن من حق الدولة أن تسأل عن مصادر التمويل الأخرى التى
تعتمد عليها الجماعة، بالإضافة إلى أن الجماعة حتى الآن ليس لها أى كيان
قانونى فهى جماعة منحلة ولا يوجد أى دليل على عودتها مرة أخرى ولكنها قامت
بإنشاء حزب له كيان منفصل ولكنهم فى الحقيقة يحضنون بعضهم البعض فى لحظة
ويتباعدون فى لحظة أخرى كنوع من الخداع الفج والكل من حولهم «مغمض عينه»
سواء كان المجلس العسكرى أو الحكومة أو حتى الإخوان أنفسهم والسؤال الآن
كيف تسمح لجماعة غير شرعية أن تدير أموراً مشروعة وقانونية؟ لكن للأسف لم
أجد من يتحدث عن ذلك، وإذا تحدثنا عن مرشد الجماعة فهو مثل شيخ الطريقة،
فليس له الحق فى الحديث بأمور السياسة على الإطلاق ولكنه يتحدث بدلا من
رئيس الحزب ثم تجد أن الجماعة هى التى ترشح ومن الأولى أن يتولى الحزب هذه
المسؤولية فتجد أن الأمور تائهة وكون أنك تخطئ وتخالف الدستور والقانون
والكل «مغمض»، فمن حقك أن تفعل ما تشاء.
■
تقصد أن الدولة أصبحت دولة المرشد؟
- لا أعرف، والدولة الآن فى مصر هى دولة الأقوى ومن يستطيع لى ذراع
الآخر، ومن الواضح أن جماعة الإخوان هى القادرة على لى الذراع، سواء كان
العسكرى أو غيره.
■
ماذا عن مستقبل التحالف بين الإخوان والعسكر؟
- أرى أن تحالف الإخوان والعسكر كارثة سوداء على هذا الوطن، ولا ينذر
إلا بسوء لأن الفاشية الدينية لا تختلف كثيراً عن الديكتاتورية العسكرية،
وهم أقرب إلى التوافق دائما بحكم المصالح المشتركة بينهما.
■
وماذا عن الصدام الحالى بينهما ؟
- المجلس العسكرى صامت طوال الوقت وصمته مريب، ولا نعرف ماذا يريد ولم
نعد نعرف إذا كان مع أو ضد الإخوان، ولكن ما يجرى على الساحة يؤكد أن
الإخوان أصحاب القبضة الأقوى والمسيطرة، خاصة بعد أن استقطبت التيار
السلفى.
■
هل ترى أن الإخوان لديهم مطامع فى عودة الخلافة فى المنطقة مرة أخرى؟
- بالتأكيد هذا الهدف فى مخططهم فعندما تعرف أن الجماعة تريد أن تلغى
القضاء وتحوله إلى قضاء موحد، وأن تعيد هيكلة مؤسسات الدولة، كل ذلك من
وجهة نظرى هدفه هدم فكرة الدولة وإقامة فكرة الخلافة، وأعلم أن هناك
تنظيماً دولياً لجماعة الإخوان المسلمين، وهو موجود فى أكثر من ٨٠ دولة حول
العالم وحتى تحقق هدف الخلافة لابد أن تنطلق من دولة كبيرة بحجم مصر، وأرى
أن دولة الخلافة من أطماع جماعة الإخوان الأساسية بهدف السيطرة على العالم
العربى والإسلامى كله، وأذكرك بأن حسن البنا قاد انقلابا فى اليمن ولكنه
فشل بعد ٢٤ يوما فقط، كما أنه حاول أن يقيم ملحقاً للجماعة فى السعودية،
ولكن الملك عبدالعزيز رفض فجماعة الإخوان لديها مشروعية الخلافة منذ فترة
طويلة، ولديهم نظرية الالتهام قطعة قطعة، واحتلال الأوطان بأفراد من
داخلها.
■
ولكن هناك فارقاً بين الدولة الإسلامية وبين وضع الدولة الحالى؟
- إنهم يريدون أن يعيدوك إلى عصور التخلف وهذه سياسة غير سوية، فهل
تعلم أن الأصل فى إنشاء جماعة الإخوان المسلمين هو وقف حركة التقدم.
■
هل ترى أن هناك أيادى خارجية تدعم الجماعة للعبث فى مصر؟
- بصراحة لا أعرف لماذا يصر الشعب على وضع القطن فى فمه ويصمت فأريد
شخصاً رشيداً يسأل حازم صلاح أبوإسماعيل سؤالين، وهو الشخص الذى يريد أن
يطبق الشريعة، أولهما هل حملة تشويه المدن التى قامت بها حملتك الانتخابية
من الإسلام فى شىء؟ والسؤال الثانى والذى تسأله الدولة لكل مواطن من أين لك
هذا؟ فالكل يعلم مصدر التمويل سواء الناس أو الحكومة ولا أعرف لماذا لا
يتحدث أحد.
■
ولكنه أكد أنه لم يدفع مليما فى حملته ومعظم هذه الأموال من متبرعين يريدون
نصرة الإسلام؟
- من هم؟ فنحن شعب فقير وأؤكد أنهم ليسوا مصريين والدولة مقصرة فى
ذلك، فلابد أن تصرح يا مرشح الرئاسة المؤكد، وتعلن عن الأسماء التى تدعمك
بكل هذه الأموال وتذكر من تبرع بمائة جنيه ومن تبرع بمليون، لأننى إذا قبلت
اليوم منك أموالا لدعمى فى معركتى الانتخابية فمن الممكن أن أقبل منك
أموالا لبيع البلد أو أمنحك بعض الامتيازات، لكن الدولة مصرة على أن تغمض
عينيها عن ذلك، ولا أقبل بأن تقول أهل الخير.
■
وما رأيك فى حازم أبوإسماعيل كمرشح رئاسى؟
- لا أقبله طبعا وبصراحة بعد التشويه المتعمد الذى فعله فى المدن
المصرية لا يمكن أن أفكر فيه فإذا به يفعل ذلك قبل أن ننتخبه فماذا سيفعل
بعد أن يكون رئيسا لمصر فأنا ضد الفجاجة فى أى شىء لأنها ضد الجمال، وأنا
لن أنتخب أى شخص سيقوم بهذه الفعلة المشينة.
■
وكيف ترى الرئيس المقبل لمصر؟
- «خيال مآتة» لأننا لابد أن نعترف بالصواب، لأنك حتى تكتب دستوراً
جديداً لابد أن تلغى البرلمان، وفى ظل البرلمان الحالى الذى يسيطر عليه
الإخوان والسلفيون فلن يسمحوا لأى رئيس أن يخطو خطوة إلى الأمام وأى رئيس
جمهورية سيأتى سيكون تحت قبضة هذه القوة، وسيخبرونه بأنهم سبب جلوسه على
هذا الكرسى فلابد له من الطاعة وإلا سيضعون أمامه عشرات العراقيل التى
تعذبه، فإما أن يرضخ أو يرحل، إلا إذا كان رئيس «دكر» ونجح فى التغلب على
هذه المشكلة، ومن وجهة نظرى المسألة كلها الآن أصبحت مصالح فالقوى الدينية
تبحث عن مصالحها، وأيضا القوى العسكرية والأحزاب الأخرى تبحث عن مصالحها
وإذا التفت هذه المصالح فى التوافقى، فأرى أن التوافقى هذا مصيبة، لذلك
فالمسألة يشوبها البطلان، وهناك مثل يقول عندما نتكلم فنحن أصحاب مبادئ
وعندما نعمل فنحن أصحاب مصالح، والكل الآن يعمل من أجل مصلحته فقط وضاعت
مصلحة مصر.
■
ولماذا تصف «التوافقى» بأنه كارثة؟
- لأنه سيكون «شرابة خرج» لابد أن يرضى الجميع.
■
ترى من هى الكتلة التى ستحدد الرئيس المقبل؟
- لا تصدق أن النخبة أو المتعلمين أو الممارسين للسياسة هم من سيحددون
الرئيس المقبل، ولكن الكتلة الجاهلة هى التى ستحدد مصيره، فالرجل أو السيدة
التى ستعطيها مائة جنيه وتوصلها بالتوك توك هى التى ستأتى برئيس الجمهورية،
وهى أيضا التى ستقول لها انتخبى المسلم وليس الكافر وستصدقك، ولن يكون
للوعى قوة مؤثرة كما يعتقد البعض كما أن الزفة التى أقامها أبوإسماعيل تؤكد
أنها لا تخاطب الوعى ولا العقول، ولكن تخاطب عديمى الوعى.
■
وما مواصفات الرئيس «الدكر» من وجهة نظرك؟
- هو من سيخلصنا من العسكر والإخوان ويسعى لتحقيق الدولة المدنية.
المصري اليوم في
07/04/2012
وحيد حامد:
أكتب الجزء الثانى من «الجماعة».. و «بديع» يحتل جزءاً
كبيراً من أحداثه
أحمد الجزار
يواصل السيناريست الكبير وحيد حامد حواره مع «المصرى اليوم» وشهادته
على الأحداث التى تشهدها مصر فى الفترة الأخيرة، وفى مقدمتها الجمعية
التأسيسية للدستور وانتخابات الرئاسة.
■ كيف
ترى المنافسة بين المرشحين للرئاسة الآن؟
- لا أنكر أن هناك أسماء من بين المرشحين من الممكن
أن ننظر إليهم بجدية، ونرصد مميزاتهم وعيوبهم، وهم عمرو موسى وعبدالمنعم
أبوالفتوح وحامدين صباحى وأحمد شفيق، وأعتقد أنهم خيول ستجرى فى سبق
الرئاسة لسبب مهم جدا وهو أنهم أسماء معروفة فى الشارع المصرى، وهناك أسماء
أخرى محترمة لكن أعتقد أن فرصتها ستكون ضئيلة بسبب قلة جماهيريتها
وإمكانياتها البسيطة ومنهم أبوالعز الحريرى وهشام البسطويسى، وهى أسماء
تحتاج إلى جهد كبير حتى تفرض نفسها لأنك إذا طرحت أسماءهم فى إحدى قرى
الصعيد لن يعرفهم أحد، لأنهم يحتاجون إلى تمويل يصل إلى أضعاف حملة حازم
أبوإسماعيل حتى يتعرفوا عليهم.
■ وما
رأيك فى حملات التشويه التى يتعرض لها بعض المرشحين من الذين عملوا مع
النظام السابق؟
- للأسف خطيئة كبرى يرتكبها أشخاص يريدون أن يصعدوا
على جثث الآخرين، ولو كان فى هذا البلد القانون ينفذ عندما يواجه أى مرشح
تهما فالقانون يمنحه الحق فى العودة على من يوزعون التهم بدون سند قانونى،
لأن المسألة ليست «هزار»، وهناك مثال موجود الآن خاص بقضية حازم أبوإسماعيل،
فمن قال إن والدته تحمل الجنسية الأمريكية عليه أن يقدم المستندات أو يحاسب
على ما قاله، وإذا ثبتت صحتها يجب أن يحاسب أبوإسماعيل لأنه من غير المقبول
أن نقوم بتلويث الناس، وأى مرشح لديه مهمة أكبر وهى تعريف الناس به فلا
يسمح لأى شخص آخر أن ينال من هذه المهمة وشغله عنها إلا بالقانون.
■ ما
رأيك فى عناصر عملت مع النظام السابق وقررت خوض الانتخابات الآن؟
- هذا حق يراد به باطل فكلنا عملنا مع النظام السابق
فما هى الأزمة، فمصر كانت دولة ونحن كنا مواطنين نعيش فى دولة مصر، وكون أن
يحكمها حاكم قصر فى واجباته وأهمل شؤونها وانحرف بمسارها لا يعنى أننا من
أتباعه، ولكننا كنا تابعين للدولة وليس للحاكم بمن فيهم عمرو موسى وشفيق
وغيرهما فى فترة كان يعمل فيها الجنزورى، وأيضا المشير طنطاوى كان وزيرا فى
عهد من؟ مرشد جماعة الإخوان نفسه كان يجرى اتفاقات مع أمن دولة من؟ و88
عضوا من الذين دخلوا البرلمان فى 2005 وينتمون للجماعة كانوا أيضا فى عهد
من؟ فهم كانوا فى برلمان الدولة وليس برلمان حسنى مبارك، بغض النظر عما إذا
كان مزورا أو غير مزور إنما جماعة الإخوان تعاونت مع النظام، وإذا كانوا لا
يكذبون فعليهم أن يعلنوا حقيقة ذلك، وسأعلن عن سر وأقول بأن الـ88 عضوا
نجحوا بالاتفاق مع مباحث أمن الدولة وهى نسبة 22%، ولا أحد من الإخوان
يستطيع أن يكذب ذلك، وقد أدار هذه الصفقة اللواء المرحوم أحمد رأفت نائب
رئيس مباحث أمن الدولة فى هذه الفترة مع الإخوان، وكل هؤلاء عملوا فى دولة
اسمها مصر، وكون رأس النظام كان فاسدا لا يعنى فساد كل الأشخاص، ومرشد
جماعة الإخوان الآن أليس أستاذا جامعيا طوال حكم حسنى مبارك؟ ومهدى عاكف
المرشد السابق ألم يكن مسؤولا فى الهيئة العمرانية، فالكل كانوا موظفين فى
الدولة ويقبضون منها فما هو الفرق بين موظف ووزير، فلا نستطيع أن نقول على
فلان إنه من اتباع النظام فانت مواطن فى دولة.
■ ولكن
الإخوان كانوا مختلفين مع النظام؟
- ومن قال إن عمرو وموسى والآخرين لم يكونوا مختلفين
مع النظام وكانت لهم مواقف معه، لا يوجد ما يسمى فلول، فـ«الفلول» بحق هم
من استفادوا من النظام السابق وعملوا بالباطل من أجل بقائه، ومثال فايزة
أبوالنجا التى تهاجم الآن أعرف من مصادر موثوقة أنها كانت تعارض بشدة رغم
وجودها داخل النظام، فهل نستطيع أن نطلق عليها «فلول» يجب أن تكون هناك
نظرة عاقلة. وإذا قال أحد إن عمرو موسى فلول فالمرشد أيضا فلول، لأننا
أصبحنا نعيش فى تناقض كبير فالبعض يقول إن الخمر حرام فى الوقت نفسه يقبض
فيه راتبه من خزينة الدولة التى تشمل ضرائب من الخمر نفسها.
■ كيف
ترى عبدالمنعم أبوالفتوح كمرشح للرئاسة؟
- أحترم هذا الرجل وأقدر تدينه واستنارته، لكن هناك
شيئاً واحداً يمثل علامة استفهام بالنسبة لى، ولكن قد يكون له حكمة فى ذلك،
وهو أن جماعة الإخوان المسلمين تتعامل معه الآن بقسوة مستمرة وهو صامت ولم
يدافع عن نفسه حتى الآن، حتى إن البعض زعم أن هناك صفقة بينهما لذلك أريده
أن يكشف عن هذه العلاقة المريبة.
■ وماذا
تقول عن عمرو موسى؟
- توقعاتى أنه سيصل مستريحا إلى مرحلة الإعادة ولكن
لا أعرف مع من.
■ ولمن
ستمنح صوتك من بين أسماء المرشحين؟
- حتى الآن أنا فى مرحلة تأمل، لأننى لا أحب التعجل
فى مثل هذه الأمور، ولكنى رفضت مؤخرا أن أمنح أى مرشح منهم توكيلا بصوتى،
وذلك لسبب بسيط فالشخص الذى لا يستطيع أن يجمع 30 ألف توكيل من الشارع
فلماذا يرشح نفسه من الأساس، ولذلك أنتظر إغلاق باب الترشيح حتى أعرف
المرشحين المؤكدين وأبدأ فى المفاضلة بينهم.
■ البعض
يشعر بأن الصدام بين الإخوان والمجلس العسكرى قد يؤدى إلى انقلاب عسكرى؟
- هل العسكرى سيقوم بانقلاب على نفسه؟ فهو موجود فى
السلطة، إلا إذا كان سيفعل ذلك بعد اختيار الرئيس، ولكنى أعترف بأن جماعة
الإخوان لديها مشكلة وهى أنها لا ترضى بشىء وتنظر دائما إلى ما فى يد
الغير، وطالما أن هذا الداء موجود فهى لن تختلف مع العسكرى فقط بل ستختلف
مع المدنى والدين أيضا، كما أن الإخوان تشبه الدولة داخل الدولة، مثلها مثل
حزب الله فى لبنان، فلديه ميليشياته وقيادات حولته إلى دولة داخل دولة
لبنان وهذا هو الوضع المشابه لجماعة الإخوان وأرى أن ذلك يشكل خطرا شديداً
أو رأيى الشخصى أنه إذا أرادت الجماعة السلام لنفسها ولمصر فيجب أن تلغى
هذه القوات العسكرية وتسرحها حتى تعيش فى أمان لأن القوة تضرب بالقوة.
■ وما
رأيك فى الإعلان المفاجئ للجماعة عن ترشيح خيرت الشاطر لمنصب الرئاسة؟
- الجماعة دائما تعيش على المراوغة ولديها دائما
تبريرات جاهزة وأؤكد أن الثقة فى الجماعة أصبحت «معدومة» فى كل شىء، فمنذ
أسبوع تقريبا قالوا إنهم سيسقطون الجنزورى والآن هو يجلس ويضع «رجل على رجل».
■ وما
رأيك فى ترشيح خيرت الشاطر؟
- من حق أى شخص أن يرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية
مادام استوفى الشروط سواء كان الشاطر أو غيره ولكن المشكلة هى هل هذا
الشاطر يصلح لأن يكون رئيسا أم لا؟ فمن رأيى ربما يصلح لأن يكون رئيسا
لجمعية خيرية ولكن من الظلم لنفسه وللشعب وللجماعة أن يتم الدفع به لأن ذلك
من وجهة نظرى استخفاف بالشعب المصرى بكامله، كما أن من طرائف هذا البلد أن
الناس خرجت من السجن وعينها على منصب رئيس الجمهورية.
■ ولماذا
لا يصلح من وجهة نظرك؟
- وبأى آمارة يصلح؟ فليس معنى أن تكون تاجراً أو
اقتصادياً شاطراً أن تصلح لرئاسة الجمهورية وليس معنى أن يكون لديك أموال
كثيرة أن تؤهلك لأن تكون رئيسا، يا جماعة أنتم تتحدثون عن مصر فهى ليست
مشروعاً تجارياً وكان الأولى بـ«الشاطر» أن يجرب نفسه أولا مرشدا للإخوان.
■ برأيك
لماذا دفعت به الجماعة رغم وجود أسماء أخرى أكثر جماهيرية منه؟
- لأن الشاطر هو الشخصية الأقوى فى الجماعة وهو
المسيطر والمهيمن وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، مع احترامى لكل القيادات
الأخرى، بمن فيهم المرشد وتراجع سيطرته على الجماعة بسبب هيمنته على
الموارد المالية لذلك فمصالح الجماعة كلها مرتبطة به، وهناك دخان كثيف يزعم
أن خيرت الشاطر تربطه اتفاقات مشتركة مع المجلس العسكرى، وعلينا أن ندرك أن
السياسة فى الأصل لعبة قذرة وأقذر ما فيها بيع الوطن سواء كان ذلك من جماعة
أو هيئة أو حزب أو حتى المؤسسة العسكرية، وبصراحة أرى أن عملية بيع الوطن
تحدث أمام الجميع وهناك صراع ويجلس على مائدة المفاوضات جماعة الإخوان
والمؤسسة العسكرية والتيار السلفى وحول المائدة وعلى الأرض عشرات الخطط
التى تنتظر أن يقذف بها.
■ كيف
تصف العفو الذى منحه المجلس العسكرى للشاطر والذى أهله لخوض الانتخابات؟
■ كل شىء دائما له أسباب فهل يتفضل عضو من المجلس العسكرى الذى
أصدر هذا العفو بأن يخبرنا إذا كان الشاطر مظلوما فى كل القضايا السابقة
التى تعرض للسجن بسببها أم أنه قدم شيئا مهما للمجلس العسكرى حتى يحصل على
هذا العفو، ومن وجهة نظرى إما أن يكون بريئا أو مذنبا، كما أن ترشيح الشاطر
لا يجوز دستوريا لأن المادة الـ56 من الدستور تقول فى فقرة 9 من التعديل
الدستورى الأخير أنه من اختصاصات رئيس المجلس العسكرى أن يخفض العقوبة أو
يلغيها، ولكن العفو النهائى لا يتم إلا بقانون، وبناء على نص المادة فلا
يجوز لخيرت الشاطر الترشح، وأرجو من قام بعمل التعديل الدستورى، وهم
الإخوان، أن يراجعوا أنفسهم ويقولوا لنا إيه الحكاية؟ فهل الإعلان الدستورى
مرة سخن ومرة بارد ومرة مشوى ومرة مقلى أريد أن أعرف منهم الحكاية بالضبط.
■ وما
رأيك فى ترشيح سعد الصغير؟
- هناك العديد من المساخر التى حدثت مع هذه
الانتخابات ومنها لعبة ترشيح سعد الصغير لمنصب الرئيس بهذه الطريقة
الهزلية، وأيا كانت الأسباب المرجوة من ورائها فإن الأمر يعد استخفافا
بمقدرات الشعب المصرى، لأن الأخ سعد ليس لديه ما يؤهله لأن يكون رئيسا لأى
جمهورية حتى فى الغابات الاستوائية وحتى إذا كان الأمر نكتة فهى بالطبع
نكتة سخيفة ورغم أنى أحب سعد الصغير ولكن هذا الزمن لا يجوز فيه الهزل لأن
هذا ليس فرحا فوق السطوح.
أما المسخرة الثانية فتخص رجلاً طيباً اسمه «الأشعل» ذهب إلى مقر
الإخوان المسلمين وأعلن تنازله لصالح خيرت الشاطر، وهذا الرجل ليس مرشحا
لرئيس الجمهورية فهل أقرته لجنة الانتخابات وهل أصبح مرشحا مؤكدا حتى يذهب
ويتنازل فهو «لسه على باب الله ومثله مثل سعد الصغير» ومن هنا تتضح لنا
سخافة ما يحدث سواء من الذى قدم التنازل أو من الذى قبله لإننى أعلم أن
الذى يتنازل عن شىء لابد أن يملكه أولاً.
أما المسخرة الثالثة تمثلت فى مانشيت إحدى الصحف فى عدد يوم الأربعاء
الماضى 4 أبريل والذى جاء فيه «الإخوان يفاوضون أبوإسماعيل للتنازل مقابل
منصب نائب الرئيس» فهل الجماعة أصبحت متأكدة أن منصب الرئيس أصبح لها من
الآن؟ وإذا كان الأمر كذلك فما فائدة الانتخابات القادمة؟، ثم إذا اتضح أن
والدة أبوإسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية فهل يصح أن يكون نائبا للرئيس؟،
وهل الشعب المصرى أصبح مستباحا حتى تبيع وتشترى فيه الجماعة كما تشاء؟
أما المسخرة الرابعة عندما لاحظت شيئاً غريباً وهو أن الشعب كان فى
قمة الغضب من مبارك بسبب ولديه وتدخلهما فى أمور لا تخصهما، ومن الآن بدأ
أولاد خيرت الشاطر «يصدعونا» وكأنك «يا أبوزيد ما غزيت» «وبسم الله ما شاء
الله دول 10 ولاد» بارك الله فيهم «هنستحملهم إزاى».
■ هل
ترى أن الإخوان تمثل الوجه الآخر للحزب الوطنى؟
- لا يوجد وجه مقارنة، رغم أنك تخيرنى بين المر
والأمر منه، ولكنها ستكون على الأقل فى صالح المر وهو الحزب الوطنى لأنك
كنت تهاجمه ولا يمسك سوء وأنا هنا أتحدث عن تجربتى الشخصية فأنا كنت شرساً
جدا فى هجومى عليه ومرة واحدة فقط اتصل فيها مسؤول وعاتبنى وكان عتاباً
«دمه خفيف» ولكن عندما توجه أى نقد للإخوان تنطلق عليك السهام من كل
الاتجاهات لأن لديهم كتائب فى كل مجال ليست مسلحة فقط ولكنها كتائب تجلس
على الإنترنت وفى الصحف والتليفزيون وهم لا يعرفون شيئا عن الديمقراطية،
فهى حرام بالنسبة لهم، لأن هناك مبادئ غير إنسانية فى هذه الجماعة أهمها
الالتزام بالطاعة وهذا يمثل نهبا للإرادة البشرية التى وهبها الله لنا، ومن
لم يطع ولى الأمر يلحق به العقاب والأذى، وأرى أن الكثير من شباب الجماعة
ممن يسرى عليهم مبدأ الطاعة هم من وجهة نظرى عبيد وليسوا أحرارا.
■ وكيف
ترى علاقة الإخوان بإسرائيل فى حال فوزهم بالمقعد الرئاسى؟
- منذ حصول الجماعة على الأغلبية وهم ملتزمون الصمت
تجاه العداء العربى الإسرائيلى وأرى أن حل القضية الفلسطينية فى حال حكم
الإخوان لن يكون باسترداد الأرض المغتصبة وإنما سيكون الحل الأسهل هو
استضافة الفلسطينيين فى مصر، على اعتبار أن كل بلاد الإسلام وطن لكل
المسلمين وهذا هو الانتصار الكبير لإسرائيل وللصهيونية العالمية، ويخطئ من
يظن أن جماعة الإخوان سوف تعلن الحرب على إسرائيل بل على العكس فجماعة
الإخوان ستقبل بأى شىء فى سبيل أن تظل ممسكة بقضية الحكم- إذا تمكنت من أن
تحكم- وبصراحة أرى أن خيرت الشاطر تاجر شاطر والتاجر هو من يتدبر مصالحه
أولاً سواء كانت مع الأمريكان أو حتى الإسرائيليين، كما أننى سمعت- وغير
متأكد وأتمنى أن يكون هذا الكلام غير صحيح- أن خيرت الشاطر اتفق مع قطر على
أن يعطيها حق إدارة قناة السويس وأقول إن مجرد التفكير فى ذلك عار على كل
المصريين، لأن قناة السويس ليست شقة على النيل أو مصنع صابون ولكنها جزء من
الأمن القومى المصرى وليست مجرد مصدر دخل ولكن قد تكون عقلية التاجر هى
التى تجعل التفكير بهذا العجز وهذا القصور.
■ هناك
من يرى أنك تتجنى على الإخوان حتى إن المرشد الحالى قال إن المسؤولين
الموجودين فى السجون كانوا وراء مسلسل «الجماعة» ولن تكون هناك أجزاء أخرى؟
- أنت تحدثنى الآن وهناك عديد من الاتصالات تؤكد أن
ما ذكرته فى المسلسل لا يمثل ربع ما يفعلونه الآن، وأؤكد أننى فى هذا
المسلسل لم أخالف ضميرى وكتبت الحقائق كما هى موجودة فى الوثائق وكون أن
المرشد يتاجر بذلك الآن أريد أن أقول له جملة واحدة «ما من طير طار وارتفع
إلا كما طار وقع» وأطمئن فضيلة المرشد أننى أكتب فى الجزء الثانى الآن وله
دور فى هذا الجزء لأنه كان رفيق سيد قطب فى السجن ويحتل جزءاً كبيراً فى
أحداث هذا الجزء لأنه سينتهى بإعدام سيد قطب، كما أن هناك جزءاً ثالثاً
سأستعرض فيه ما حدث حتى يومنا هذا، وعلى الناس أن تعلم بأننى لم أكتب الجزء
الأول فى يوم واحد ولكنه استغرق أكثر من ثلاث سنوات واستعنت فى كتابته
بأساتذة جامعة وباحثين ولم تكن المسألة سهلة.
■ ولكن
المسلسل لم يتم تسويقه للقنوات بعد عرضه فى التليفزيون المصرى؟
- هناك دول رفضت عرضه خوفا من الجماعة وليس كراهية
فى المسلسل ولكن والحمد لله، وفضيلة المرشد يعلم، أن المسلسل حقق أعلى
مشاهدة وقت عرضه فى العالم العربى من واقع إحصاءات نسب المشاهدة وبكثافة لم
أتوقعها، ولكن لا أنكر أن كل قناة لديها حساباتها الخاصة فعندما قدمت مسلسل
«العائلة» الذى تناول الجماعات الإرهابية رفض التليفزيون المصرى وقتها عرضه
بحجة عدم استفزار هذه الجماعات ومعظم القنوات العربية والخليجية بـ«تشترى
دماغها» ولا تريد من مصر سوى أعمال «الهشك بشك» والضحك لأنها لا تريد أن
تصدع نفسها بأعمال تحمل قضايا.
■ هل
ترى أنه من الأفضل أن نعود للنقطة صفر بعد تفاقم أزمة الدستور؟
- أتمنى أن يحدث ذلك لأن كل ما حدث كانت أخطاء وراء
أخطاء وأشياء بنيت على باطل وكل ما بنى على باطل فهو باطل وهذا أفضل للشعب
وأفضل لمصر أن نبدأ بنوايا صادقة وبإخلاص مطلق للوطن والتزام قاطع للقانون
والدستور بدلا من «اللغوصة» التى حدثت لأنها كارثة على مصر، كما أن اللجنة
التأسيسية التى تم اختيارها لإعداد الدستور لا تصلح لهذه المهمة إطلاقا
لإنعدام الكفاءة ولا يجوز أن يكون فى لجنة تكتب دستور مصر «عوار» فلابد أن
يكون بها كفاءات قانونية وعلمية وأكاديمية وأن تمثل كل أطياف الشعب ولكن ما
حدث «كلام فارغ» يصل إلى مرحلة «قلة الأدب».
■ وما
رأيك فى فكرة المصالحة مع بعض رموز النظام السابق؟
- هذا أيضا «كلام فارغ» لأن هناك قانوناً لابد أن
يطبق على الجميع، لأنه بهذا المبدأ ستفتح المجال أمام أى مذنب أو مجرم أن
يدفع أموالا وتمنحه البراءة وأرى أن تطبيق القانون أهم من الفلوس.
■ أخيرا
كيف ترى المشهد المقبل لمصر؟
- أخطر شهور تعيشها مصر الآن وهى الشهور الحالية من
أبريل حتى يونيو وإذا مرت بسلام سيكون لحديثنا بقية ولكنى أرى أن هناك
ثلاثة ألغام تواجه مصر فى هذه المرحلة أولها الخلاف حول الجمعية التأسيسية
ومن بعدها الدستور نفسه وهذه ليست مسألة سهلة ومن بعدهما الخلاف على شخص
رئيس الجمهورية وأخيرا إعمال الدستور وتنفيذه فهل سنبقى مجلس الشعب أم
سنلغيه؟ لأنه معنى أن تصوغ دستورا جديدا فلابد لك من إقامة برلمان جديد.
المصري اليوم في
07/04/2012 |