رغم نجاحه في السينما المصرية وتصنيفه ضمن نجوم الصف الأول بها؛ فإن
الفنان كريم عبد العزيز لم ينس الدراما التلفزيونية، التي يراها بيته الذي
شهد بداياته، وهو ما جعله يعود إليها بمسلسل «الهروب» الذي يصور مشاهده
حاليا.
يوضح كريم لـ«الششق الأوسط» أن سعيه للعودة للأعمال الدرامية، ليس
لمجرد الوجود وإنما لكونها تتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة ومختلفة عن جمهور
السينما، لذا لم يتردد عندما عرض عليه الكاتب بلال فضل سيناريو «الهروب»،
وعلى الرغم من ذلك، فإنه يبدي قلقه على الرغم من إعجابه الشديد بفكرة
المسلسل التي تجمع باقة من الحالات الإنسانية.
وفي حواره، تطرق عبد العزيز إلى الوعكة التي ألمت به، لافتا إلى أنه
كان يتمني لو كان موجودا في ميدان التحرير يهتف مع الشعب المصري في ثورته،
حيث كان يتابع الأحداث وهو في غرفة العناية المركزة. وهذا نص الحوار:
·
لماذا اخترت مسلسل «الهروب»
للعودة به للدراما التلفزيونية؟
- منذ 8 سنوات وأنا أسعى للعودة إلى بيتي الذي شهد بداياتي، فكنت أبحث
عن نص جيد للرجوع به، وعندما عرض علي الكاتب بلال فضل سيناريو «الهروب»
وافقت على الفور، وقد كان سعيي للعودة للأعمال الدرامية لأن لها قاعدة
جماهيرية عريضة ومختلفة عن جمهور السينما، فالتلفزيون في كل مكان في
المدينة والقرية والشارع والقهوة؛ أي في كل ركن من حولنا.
·
لكن من الممكن أن يكون سبب عودتك
للتلفزيون تدهور حال السينما حاليا وقلة الإنتاج؟
- إطلاقا، ليس سبب عودتي للدراما هو قلة الإنتاج السينمائي، وللعلم،
فقد تعاقدت مع شركة الإنتاج على المسلسل وفيلمي الجديد في وقت واحد، لكني
اخترت تصوير المسلسل أولا كي ألحق بالماراثون الرمضاني، ثم بذلك أقوم
بتصوير الفيلم، ورغم ذلك، فإنني لا أنكر أن السينما ليس حالها على ما يرام.
·
وما قصة مسلسل «الهروب»؟
- «الهروب» يدور في إطار اجتماعي كوميدي عن حال المواطن المصري
والمجتمع قبل ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» وبعد اندلاع الثورة، بمعنى
أنه يتناول الحياة قبل الثورة وبعدها، أي الربط بين الماضي والحاضر لشريحة
من المصريين، لكننا لن نتناول موضوع مباشر عن الثورة، فأنا أرفض ذلك،
فالثورة لم تكتمل حتى الآن ولم تتضح الرؤية حتى نقوم بإنتاج أعمال عنها.
وفي رأيي أننا نحتاج 5 سنوات مقبلة على الأقل كي نستطيع أن ننتج أعمالا
تدور حولها. وقد عرض علي العديد من الأفكار التي تدور حول الثورة، ولكني
رفضت، ولكن على الجانب الآخر لو عرض علي عمل عن شهيد من شهدائها مكتوب بشكل
واقعي، سأقبله علي الفور.
·
معنى ذلك أن المسلسل سيناقش قضية
جماعية، أم فردية، مثلما تقدم في أعمالك السينمائية؟
- محوري ليس الفرد، لكنها قضية مجتمع، فأنا سأجسد شخصية الشاب محمود
الذي يتخرج من كليه الهندسة، ولا يعمل ولا يستطيع الزواج، وهو من طبقة
متوسطة وليست له ميول سياسية، ولكنه يتعرض لحدث شخصي أثناء حدوث ثورة 25
يناير، مما يجعل حياته تنقلب رأسا على عقب، وما أود قوله أن «الهروب» يجمع
باقة من الحالات الإنسانية والكوميدية، وشخصيتي فيه رمز للمجتمع ككل بكل
مشكلاته وقضاياه، على عكس أعمالي السينمائية، وأعد الجمهور أن «الهروب»
سيكون مفاجأة بكل المقاييس، لأنني في حالة انبهار من الموضوع، فالمؤلف بلال
فضل أبدع في كتابة المسلسل، حيث يمتلئ العمل بالمشاعر والأحاسيس
والكوميديا، والتركيز على قضايا نعيشها بشكل ساخر كعادة فضل في التناول.
·
يشبه في التناول بعيدا عن
المضمون مسلسل «أهل كايرو» الذي عرض منذ عامين؟
- لا يمت بأي صله لأحداث «أهل كايرو»، ولكن من الممكن أن يتشابها في
مناقشة الأمور السياسية، فمسلسل «الهروب» قصة غير مباشرة تلعب على تيمة
سياسية بشكل مختلف لمناقشة أزمات وقضايا يعيشها الناس، ويتم التطرق عبرها
إلى مشكلات الطبقة المتوسطة وهموم البسطاء والمهمشين.
·
لماذا لم تعد للدراما
التلفزيونية بعمل بعيد عن السياسية في ظل كثرة موضوعاتها حاليا؟
- الأعمال السياسية الفنية تمس السواد الأعظم من الشعب المصري، فهي
تناقش المشكلات والهموم، التي لا نستطيع أن نكتفي بمناقشتها فقط في وسائل
الإعلام، وعلى الرغم من ذلك، فإنني أتفق أن الجمهور الآن متشبع من السياسية
والمشكلات والأحداث في مصر، ومن كم البرامج التي تتحدث جميعها عن هذه
المشكلات، ولذلك قررت أن يكون فيلمي المقبل كوميديا وبعيدا عن السياسية،
وذلك لتعطشي لهذا اللون الفني الذي أعشقه، حيث كان آخر أعمالي الكوميدية
فيلم «محطة مصر» منذ عدة سنوات.
·
هل أنت قلق من العودة للدراما
التلفزيونية؟
- بالطبع قلق للغاية، وعلى الرغم من إعجابي الشديد بفكرة المسلسل،
فإنني أفكر مرارا وتكرار في التجربة، وأنا متوتر جدا، فغلطة التلفزيون لا
تغتفر لدى الجمهور.
·
ما رأيك في الأعمال السينمائية
التي عرضت بعد الثورة؟
- للأسف، لم أتابع أي عمل الفترة الماضية نتيجة مرضي، لكني متفاءل،
وبلا شك سيحدث تغيير في كل المجالات ومنها المجال الفني بالتأكيد.
·
تزامنت الوعكة التي تعرضت لها مع
أحداث ثورة 25 يناير، ودعتك لمغادرة مصر لرحلة العلاج، فماذا عن موقفك، إن
لم تكن قد تعرضت لهذا المرض، من النزول لميدان التحرير؟
- بالطبع، كنت سأكون مع الشعب، فالفنان لا ينفصل عن الناس، وكنت سأنزل
إلى ميدان التحرير دون تردد، فالفنان هو نبض الشارع، وهو الذي يعبر عن
مشكلاته وهمومه ويعبر عن آرائه، والوصول للمسؤولين وإيصال صوتهم بشكل
وبآخر. وما يؤكد كلامي أنه أثناء الثورة لم تسلط الأضواء على السياسيين ولا
أي أحد من الشخصيات العامة، ولكنها سلطت بشكل كبير على الفنانين، وهذا دليل
على تأثير الفن على الشارع وتأثر الجمهور بالفنان.
·
لكن التركيز على الفنانين أضر
بكثيرين منهم؟
- ما حدث هو حالة من عدم الاتزان، فالبعض أخطأ بسرعة إبداء رأيه دون
الانتظار لفهم الموقف جيدا، وقبل أن تكتمل الصورة، والبعض أعلن موقفه بكل
صراحة، وآخرون صمتوا لعدم الاتزان والاستقرار الذهني، لكني أنا ضد ما يسمي
«القوائم السوداء» ولا أؤيدها على الإطلاق. وأرى أن المسؤولية زادت على
الفنانين المصريين بعد الثورة، فعليهم أن يختاروا الموضوعات التي تناسب
هموم المرحلة الجديدة، فالمطالب تغيرت شكلا ومضمونا، ولا بد من مواكبة هذه
الفترة بعد اتساع دائرة الحرية بشكل أكبر في ما يخص الإبداع والانطلاق في
الكتابة، وهذه مسؤولية المؤلفين بعد أن انتهى عصر الخطوط الحمراء.
·
كونك ترى أن الفنان هو نبض
الشارع، فهل تؤيد فكرة ترشح فنان للرئاسة، مثلما حدث في أميركا ووصل ريغان
لرئاستها؟
- أنا مع أي ترشح من أي شخص سوء كان فنانا أو مواطنا عاديا، ما دامت
مواصفات للمنصب، وأنا سأكون مع الشخص الذي يريد العمل لصالح البلد، لأنه
حان وقت العمل والاجتهاد للصالح العام وليس للصالح الشخصي، والبرنامج
الانتخابي هو الفاصل في من سأعطيه صوتي.
·
وكيف تابعت الأحداث وأنت خارج
مصر؟
- كنت أتابع كل الأحداث وأنا في غرفة العناية المركزة، ولا أنسى لحظة
أن أبلغني الطبيب أني في المرحلة الأخيرة من حياتي، فوقتها فكرت في أولادي
وزوجتي وعائلتي وبلدي، وهذه المحنه جعلتني أعيد حساباتي وأرى الناس التي
تحبني بشكل مختلف، والآن أهتم بصحتي من أجل الذين يحبوني.
·
مع خلال ردودك، لاحظنا اهتمامك
بما يدور حولك، فهل من الممكن أن تنضم لأي حزب أو تيار سياسي؟
- لا يمكن، فأنا غير موهوب في السياسة، ولا أعرف شيئا غير العمل في
الفن، واتجاهاتي معروفة للجميع.
الشرق الأوسط في
09/03/2012
بعد انهيار سوق الكاسيت واستمرارا للوجود الفني
عدوية ولطيفة وأنغام ورولا وهيفاء يقتحمون تجربة الدراما
التلفزيونية
القاهرة: مروة عبد الفضيل
مع انهيار حالة سوق الكاسيت سواء في مصر أو في الوطن العربي بشكل عام،
اضطر عدد كبير من المطربين والمطربات إلى الاتجاه إلى العمل في الدراما
التلفزيونية؛ تأمينا لحياتهم من جانب، واستمرارا لوجودهم وسط الجمهور من
جانب آخر.
ويأتي على رأس هؤلاء المطرب الشعبي أحمد عدوية، الذي يعود إلى ساحة
التمثيل بعد غياب اقترب من 25 عاما، وذلك من خلال مسلسل «مولد وصاحبه غايب»
مع المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، التي تخوض الدراما التلفزيونية أيضا
للمرة الأولى في حياتها بعد أن سبق وقدمت فيلم «دكان شحاتة» مع المخرج خالد
يوسف.
وعن هذه العودة قال عدوية لـ«الشرق الأوسط» إنه حلم أن يعود كثيرا إلى
التمثيل، مضيفا أن كاتب المسلسل مصطفى محرم والفنانة فيفي عبده التي تشارك
في بطولة العمل أمامه عرضا عليه المشاركة في المسلسل، وحينما قرأ الورق شعر
أنه قريب جدا من شخصيته، خصوصا وأن في المسلسل شقا غنائيا كبيرا، حيث تدور
معظم أحداث المسلسل في الموالد الشعبية.
ويبدو أن الصراع الغنائي الذي ظل أعواما بين المطربتين اللبنانيتين
رولا سعد وهيفاء وهبي، الذي وصل إلى حد ساحات القضاء، سينتقل إلى الدراما
التلفزيونية، فلأول مرة تدخل رولا الدراما التلفزيونية، وذلك من خلال مسلسل
«البحر والعطشانة»، الذي يشاركها في بطولته المطرب أحمد فهمي ومحمود قابيل
ورجاء الجداوي وعايدة غنيم ورانيا نجيب، عن قصة من تأليف محمد الغيطي،
والإخراج لوائل فهمي عبد الحميد، والإنتاج للدكتور عادل حسني.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قالت رولا إنها كانت متشوقة للعمل في
الدراما التلفزيونية، خصوصا بعدما سبق وأشاد النقاد بتمثيلها سينمائيا من
خلال فيلم «الغرفة 707» مع الفنان مجدي كامل، مبينة أنه عرض عليها من قبل
تجسيد قصة حياة الفنانة صباح في مسلسل «الشحرورة»، لكنها رفضت خوفا من ثقل
الشخصية، ولكن جاء مسلسل «البحر والعطشانة» فجذبها النص الدرامي، خصوصا
وأنه لا يستغل موهبتها في الغناء، فالعمل لا يحتوي على أغانٍ، وهو ما جعلها
تتدخل في تحدٍّ بينها وبين نفسها لتثبت أنها ممثلة جيدة.
من جانبه يشير مخرج المسلسل وائل فهمي عبد الحميد لـ«الشرق الأوسط» أن
اختيار رولا كان مغامرة كبيرة، لكن مع بدء التصوير اكتشف أن لديها بذورا
تمثيلية جيدة، وهو ما كان يتوقعه منها.
كذلك تستعد المطربة التونسية لطيفة لخوض أولى تجاربها في الدراما
التلفزيونية، وذلك من خلال مسلسل «مع سبق الإشهار» للكاتب مصطفى محرم، ومع
عدم ترشيح أبطال العمل أمامها فمن المحتمل أن يتم تأجيل البدء في تصويره
للعام المقبل.
أما مسلسل «في غمضة عين» فهو العمل الذي تخوض به المطربة أنغام عالم
الدراما بعد أن قدمت من قبل تجارب مسرحية. ومن ناحيته أشار مؤلف المسلسل
فداء الشندويلي أن العمل لن يحتوي على أغنية واحده لأنغام، إلا أنه حينما
كتب العمل تخيل شخصية أنغام في الدور، التي سوف تجسد شخصية فتاة يتيمة
ترتبط بصداقة قوية مع فتاة يتيمة أخرى، تجسد شخصيتها الفنانة نيللي كريم،
ولأن اليتم ربط بينهما فتكون حياتهما قريبة الشبه جدا، إلى أن تحدث أشياء
تقلب حياتهما، لتتوالى أحداث المسلسل التي يشارك في بطولتها كل من محمد
الشقنقيري، وإخراج سميح النقاش، في أولى التجارب الإنتاجية لشركة «ريك
برودكشن»، ومن المزمع أن يبدأ تصوير أول مشاهد المسلسل في أوائل الشهر
المقبل.
وأما الكاتب يوسف معاطي فيعقد جلسات مكثفة مع المطرب هاني شاكر
للاتفاق على تفاصيل المسلسل الذي يعد أولى تجاربه التمثلية في عالم الدراما
تلفزيونية.
الشرق الأوسط في
09/03/2012
هجرة الدراما
بشار إبراهيم
على رغم أن الأخبار المتناثرة، هنا وهناك، من مشرق الوطن العربي
ومغربه، تحاول الوشاية بمقولة إن العمل على تحقيق الموسم الدرامي الرمضاني
السنوي ماضٍ على قدمٍ وساق، إلا أن الحقيقة الراسخة التي يمكن تلمّس بعض
ملامحها الآن، والتي من المُنتظر أن نكتشفها عياناً عمّا قليل، تفيد بأن
ثمة نوعاً من الهجرة الدرامية يجرى بكثير من الهدوء. كأنما هو انتقال مركز
الفعل الدرامي العربي من مراكزه الكبرى، ومحطاته الأصلية، المعروفة
تاريخياً، إلى مراكز جديدة، ومحطات ناشئة.
أبداً، ليس مبكراً الحديث عن الموسم الدرامي المقبل، فالمسافة الفاصلة
حتى غرّة الشهر الكريم، بالكاد تكفي للانتهاء من تصوير مسلسل درامي، وفق
المعايير المتعارف عليها في مجال صناعة الدراما العربية. وطالما أنه تحقّق
منذ سنوات شكل من أشكال التنضيد الدرامي، الأمر الذي جعل من المُتاح قراءة
خريطة توزيع الجهات الإنتاجية، وتوزيع نظيراتها من محطات التلفزة، المعنية
بعرض تلك النتاجات، فإن ذاك التحقّق نفسه هو ما يجعل من العسير الوقوع على
مفاجآت غير مُنتظرة، بخاصة أن عدداً من محطات التلفزة العربية ذاتها، بات
شريكاً في العملية الإنتاجية، في شكل غير مباشر، عبر وكلاء تنفيذيين (منتج
منفذ)، أو في شكل مباشر، عبر استطالات وأذرع متفرّعة عن تلك المحطات (شركات
إنتاج).
قد تكون إحدى أبرز نتائج «ربيع الثورات العربية»، بعد انقضاء عام
ويزيد على انطلاقته، وعدم مقدرته على الوصول إلى نتائج حاسمة راسخة في أيّ
بلد، أنه دفع بقوة الواقع، وطبيعة الظروف الناشئة عنه، وعنوانها القلق، إلى
حالة حراك موازية، تقوم على مبدأ إعادة تنضيد مراكز ومحطات العمل الدرامي
العربي، هذا العمل الذي بدا أنه ضرورة، لا يفتّ من عضدها كل ما جرى،
وسيجري.
هكذا شهدنا في الموسم الماضي، ما يمكن تسميته حالات نزوح دراميين عرب،
من بلدانهم الواقفة على فوهة بركان قلق، إلى بلدان عربية أخرى، أقل قلقاً.
ولكن في كل حال، بقي الأمر، حينها، عند حدود حالات فردية! أما في الموسم
الدرامي الحالي، والذي نقف على بوابته، ففي الظنّ أن الأمور قد ذهبت،
وستذهب، إلى مدًى أبعد من ذلك. ربما يصحّ أن نقول فيها إنها نوع من هجرة
الدراما العربية، وانتقالها إلى مراكز جديدة، ستطفو على السطح خلال سنوات
قليلة، وربما تترسّخ.
ليس الأمر جــديداً كله، فثـــمة تجارب سابقة تكاد تشبه ما نراه
راهناً. يســـتطيع المتابعون استذكار الانتقالات التي أجريت خلال سبعينات
القرن العشرين وثمانيـــناته، وبفعل تحولات سياسية عاصــفة، من دمشق
والقاهرة إلى بيروت، قبل الانتـــقال إلى استوديوات عجمان وأبو ظبي وبغداد
وعمّان والرياض والكويت، قــبل أن تعود للانتقال، مرة أخرى، إلى دمشق
والــقاهرة، في عـــودة بدت نهائية، قبل أن تدحضها مجريات العامين المنصرم
والحالي، فيخفت ضجيج الدراما في دمشق، على رغم كل المحاولات التي تـــحاول
إثبات أن «كل شيء على ما يرام»، وتجهد القاهرة للحفاظ على مكانتها
الدراميـة، واستعادة ألقها، وقد باتت دبي وأبو ظبي، المقصد والسبيل.
الحياة اللندنية في
09/03/2012
تصوير «فرقة ناجي عطا الله» لن يتوقف
المخرج إمام: تهمة والدي باطلة
محمد حسن
القضية التي رفعها عدد من المتشددين الإسلاميين ضد الفنان عـادل إمـام
بتهـمة ازدراء الأديـان في بعض أعماله الفنية، والتي تم الحكم فيها مؤخرا،
بالسجن غيابيا لمدة ثلاثة أشهر، تثير الجدل داخل الأوساط الفنية، لا سيما
أنه تبعها رفع دعاوى مشابهة أخرى ضد عدد من رموز الفن في مصر، منـهم
الكاتبان وحيد حامـد وليـنين الرملي، والمخرجان شريف عرفه ونادر جلال ومحمد
فاضـل. الأمر الذي دفع عددا كبيرا من الفنانين والنقاد الى التـساؤل حول
مصير الفن في مصر، بعد وصول التيار الإسلامي الى مجلس الشعب.
السؤال الأكثر طرحا اليوم يتعلق بالفنان عادل إمام: هل سيستمر في
تصوير مسلسله «فرقة ناجي عطا الله»؟ أم إنه نتيجة هذه الاضـطرابات قد يقرر
التوقف عن التصوير ولو مؤقتا؟ وهل سيلجأ إمام الى التغيير في محتوى مسلسله،
الذي يتطرق من خلاله الى قضية سياسية، من أجل تهدئة الأوضاع حوله بعيدا عن
الاثارة؟ أم إنه سيستمر كما هو؟
«السفير» حاولت الاتصــال بالـفنان عادل إمام للرد على تلك التساؤلات،
لكنه رفض التعليق، في حين أكد ابنه مخرج المسلسـل رامي إمـام، أن والـده
قـرر الابتعاد خلال تلك الفترة عن الإعلام حتى لا يتم تأويل كلامه، ويدخل
في حروب كلامية تفتح عليه أبواب قضايا جديدة، مشــيرا الى أن والـده قـرر
فقــط مواصـلة العـمل في المسلسل حتى ينتـهي مـنه في الوقت الذي حدده مع
الجهات المنتـجة، بحيث يكون جاهزا للعرض قبل رمضان بفترة كافية.
وقال المخرج رامي إمام: «سيتم استئناف الحكم في قضية والدي في الثالث
من نيسان المقبل. وأتصور أن تمر هذه الأزمة بسلام. فعادل إمام فنان مصري
ومسلم، ولا يزدري الأديان وكل الناس تحبه، ولا أتصور أن تنجح مؤامرة الزج
باسمه في تهمة باطلة هي ازدراء الأديان».
وأضاف: «نحن كفـريق عــمل قـررنا أيضا الامتناع عن الإدلاء بأية
أحاديث صحافية أو تلفزيونية خلال تلك الفترة. حتى إن «استديو الأهـرام»
الـذي نـصور فيه اليوم بعض المشاهد الداخلية يشبه الثكنة العـسكرية، حـيث
قـررت إدارة الإنتاج تعيين عدد من الأفراد لـلوقوف حول البلاتوه لمنع دخول
الصحافيين وأي كاميرا تلفزيونية. وهذا ليس تعاليا على وسائل الإعلام، وإنما
نظرا للظروف التي نمر بها، ولدواعي الإسراع في إكمال التصوير».
أمــا مديـر إنتـاج المسلــسل محمد زعزع فقال لـ«السفير»: «صورنا حتى
اليوم حـوالى 15 ساعة إنتاجــية أي أكــثر من نصف مشاهد العـمل. كما تمـ
مونتاج ما يعادل 17 حلقة. والأمور تسير على ما يرام، ولن يتأثر سير العمل
مطلقا بقضية الفنان عادل إمام».
ونفى زعزع إمكانية إدخال أي تعديل على السيناريو، «كما أن قضــية
الفنـان عـادل إمام لن يكون لها أي تأثـير على عملـنا، ونتـوقع أن يغلق هذا
الملف تماما بعد استئناف الحكـم في الثالث من نيسان المقبل. وهذه الثقة
سببها تأكدنا من براءة الفـنان عادل إمام من تلك التهم الموجهة اليه بشكل
كيدي، استـنادا الى أعــمال سبق أن قدمها منذ أكثر من عـشر سنوات».
الجدير بالذكر أن الفـنان عـادل إمـام سبق أن قدم عددا من الأفلام
السينمائية، التي انتـقد فيـها التـيارات المتشـددة، ومنها فيلم «الإرهابي»
وفيلم «الإرهاب والكباب»، و«طيور الظلام» وغيرها. وجاءت مواكبة لعمليات
تجفيف منابـع الإرهاب التي كانت تقوم بها وزارة الداخـلية في مصر.
السفير اللبنانية في
09/03/2012
الأدوار الثانوية تسرق «وهج» البطولة أحيانا
ماهر منصور
لا يمكن النظر دائماً إلى أدوار البطولة في الدراما العربية، سينما أو
تلفزيون، بوصفها المساحة الأمثل دائماً، لإظهار القدرات التمثيلية، والمحك
الحقيقي لاختـبار أدوات الممثل. صحيح أن من بين الأدوار الأولى من يحمل
أصحابها مهما كانت إمكانياتهم التمثيلية، ومن بينها أيضاً من يحملها
أصحابها ليرفعوها. إلا أن ثمة أدوارا أولى ما بين هذه وتلك، تأتي بلا طعم
ولا لون، وليس فيها مساحة من أجل اللعب، فلا انفعالات ولا تحولات
دراماتيكية في مسار الشخصية ولا تلوّن في أدائها. تمضي وفق خط تصاعدي ربما،
ولكنه رتيب ونمطي.
وبالرغم من ذلك نجد أن فنانين كثرا من نجوم هذه الأيام، يسارعون نحو
تجسيدها، على عقمها هذا، لا لشيء سوى لأنها تأتي على مقدار نجوميتهم التي
تقاس بعدد المشاهد الأكبر بين شخصيات العمل، متناسين أن معايير الدور
الأساسي هي في مساحة حضوره في العمل، وتأثيره في الأحداث، لا مساحة ظهوره
فيه، وأن إغراء الفنان الحقيقي يكون في شخصية تفجر طاقاته التمثلية، وتكشف
إمكانيات فنية جديدة لديه، حتى لو لم تكن ضمن الأدوار الأولى في العمل.
ويكفي أن نقول إن فنانين كثرا، اكتفوا بالأدوار الثانوية، ولكنهم
صنعوا نجوميتهم وشعبيتهم من خلالها لأنها تحمل تلك المواصفات. ومن هؤلاء
الفنانين: نضال سيجري، شكران مرتجى، أندريه سكاف، محمد حداقي، أحمد الأحمد،
جمال العلي وآخرون.
المسألة إذاً تتعلق بطبيعة الدور لا بحجمه. وتقدير ذلك لا بد أنه
يحتاج إلى ما يسمى بالذكاء الفني للممثل. وليس كل نجوم الدراما اليوم
يتصفون بهذا الذكاء، الذي لا يتوقف عند اختيار الدور، بل كيفية إدارته
أيضا. وهما عنصران يساعدان الشخصية على أن تعلق في ذاكرة الناس، ومن تلك
الشخصيات: شخصية «جحدر» التي أداها الفنان مصطفى الخاني في مسلسل «الزير
سالم»، وقد تفوقت تلك الشخصية الثانوية على شخصيات رئيسية عدة في العمل.
وبالمثل تقدم الفنان المصري خالد الصاوي في فيلم «عمارة يعقوبيان» ليحجز
لنفسه بدور «المثلي» الثانوي مكاناً هاماً وسط نجوم الأدوار الرئيسية مثل
نور الشريف وعادل أمام ويسرا...
ولعل في اختيار نجوم الصف الأول لمثل هذه الأدوار الثانوية ما يؤكد
نجوميتهم. كالفنان جمال سليمان الذي ظهر بمشاهد عدة في مسلسل «طالع الفضة»
في دور الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، فإنه يكتفي اليوم بمشاهد قليلة
افتتاحية في الفيلم الإيراني «يوم الحرية»، يقول المطلعون على الفيلم بإنها
ستكون مشاهد لا تنسى.
وأدى الفنان الكبير خالد تاجا بدوره شخصية لا تنسى أيضا عبر مشاهد
معدودة، في مسلسل «عصي الدمع»، وهو دور رجل عجوز يقف في بهو بناء المحكمة
ليسأل أين أنا، وعندما يجيبونه: بأنه في القصر العدلي.. يسأل:
«قصر..شو؟!!!!» قبل أن ينفجر بالضحك.
وبالمثل يختار الفنان مصطفى الخاني من شخصيات مسلسل «آخر خبر»
اللبناني شخصية شرطي يظهر في مشهد واحد في كل حلقة، مفضلاً إياها على
شخصيات رئيسية في العمل. ومع بدء عرض العمل استطاع الخاني أن يلفت النظر
إليه، ويجعل المتلقي يردد مفرداته.
في المقابل، يندفع بعض نجوم الصف الأول أحياناً إلى الأدوار الأولى،
وفق مواصفاتها التقليدية، من دون النظر إلى طبيعتها وتنوعها، فلا يحصدون
منها سوى قيمة العقد. ربما من المفيد أن نقول لهؤلاء بأن «مهرجان جمعية
الفيلم» في مصر كرم مؤخراً الفنان سعيد صالح عن دوره بفيلم «زهايمر»، والذي
ظهر خلاله في مشهد واحد مع بطل الفيلم الفنان عادل إمام.
السفير اللبنانية في
09/03/2012
القصبي والسدحان:
علاقتنا فوق كل الشائعات
عبدالستار ناجي
اكد الثنائي السعودي الاشهر فنيا ناصر القصبي وعبدالله السدحان في
تصريح خاص بـ«النهار» ان علاقتهما فوق كل الشائعات والاخبار العارية عن
الصحة. واشار القصبي الى ان ما يجمعهما عمر وعلاقة اخوية وتجربة فنية
مشتركة سيظلان يعملان على تاكيدها وترسيخا تجربة بعد اخرى.
واشار القصبي الى ان عمل زميله الفنان عبدالله السدحان هذه الايام في
تصوير عمله الدرامي الجديد نازل طالع لا يعني انفصالهما او ابتعادهما عن
بعضهما البعض موكدا دعمة الكبير لهذه التجربة الدرامية التي يتم انتاجها من
خلال موسسة الهدف وهي المؤسسة التي يمتلكانها والتي لطالما كانت وراء انتاج
جميع اعمالهما المشتركة السابقة.
من جانبة اشار الفنان الكبير عبدالله السدحان الى ان علاقهما الاخوية
تتجاوز الهوامش. لان تجربتهما وعلاقتهما المشتركة تاسست بشكل احترافي وعملي
يتجاوز الامور المادية الى ما هو ابعد من ذلك بكثير من اخوة وتقدير ومصير
مشترك.
وشدد السدحان الى اهمية الخطوة التي قام بها الفنان ناصر القصبي حينما
اصر على حضور الموتمر الصحافي الخاص بمسلسل طالع نازل وذلك من اجل تجاوز كل
الشائعات التي وصفها بانها عارية عن الصحة.
واكد السدحان على ان التحضيرات تتم وبخط متوزا لمشروع درامي جديد
سيعيدهما من جديد وسيكون تكملة لمسلسلهما الشهير «طاش ما طاش»
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
09/03/2012
يعرض على تلفزيون «دبي» في شهر رمضان
«طالع
نازل» يقدم السدحان بشخصية مختلفة
لا حديث في الوسط الفني السعودي هذه الايام الا التجربة الدرامية
الجديدة التي يخوضها النجم السعودي عبدالله السدحان بدون نصفه الاخر الفنان
الكبير ناصر القصبي. رغم ان التجربة تاتي تحت مظلة ذات الشركة التي لطالما
جمعت هذا الثنائي الاكثر شهرة سعودية.
وتدور الكاميرا هذه الايام لتصوير المسلسل الجديد طالع نازل بقيادة
المخرج محمد عايش لتصوير احداث الموقع الرئيسي في العمل وهو بيت ابو بندر،
والتي يقدمها النجم عبدالله السدحان، التصوير بدأ في المشاهد التي تجمع
افراد الاسرة الاساسية حيث تم تصوير الفنان حسن أبو حسنة وعبدالله السناني
والعنود حسين وريماس منصور والهام الرشيدي، ويدخل النجم عبدالله السدحان في
هذا العمل بشخصية جديدة من المتوقع ان تُحدِث فرقا حقيقيا حيث تعتمد على
كركتر استغرق بناؤها فترة طويلة من الوقت وفق دراسة وافية لمكوناتها
النفسية والشكلية.
ابو بندر تلك الشخصية العقلانية والصادقة، فاقد البصر في احدى عينيه،
شخصية غير مكتملة في الشكل الخلقي ما يعني تقديمها يحتاج الى مجهود فعلي
لتحقيق النجاح، اذا ما عدنا الى تاريخ السدحان الحقيقي في الدراما السعودية
اذ لعب ادوارا صعبة خاصة في مسلسل- طاش ما طاش- ومسرحيات كان اشهرها- تحت
الكراسي- ، تلك الشخصية التي يقدمها السدحان، تعاني من نقص خلقي، تتمتع
بالسلوك الطيب.
في تصريح للفنان السدحان عن احساسه وهولايجد القصبي بجانبه بعد سنوات
من تشكيل ثنائي في كل اجزاء العمل الفني رد قائلا
:
الفنان ناصرالقصبي موجود معي سواء بالاتصال او احيانا بالزيارة لموقع
التصوير، لكني أعرف ان ناصر مكمل لي وانا مكمل لابوراكان وهذا الوضع عادي
حيث ان ثلث «طاش ماطاش» كنا نصوره احيانا بدون تواجدنا في نفس الوقت والحمد
الله العمل ماشي فلا نشعر بفرق، لكن المجموعة المشاركة مكملة بينما ابو
راكان غير متوفر في هذا النص وحتى لو كان له تواجد ابو راكان فهو لا يريد
العمل بهذا العام يريد ان يرتاح قليلاً، لكن ليس لدي هذا الاحساس واعيد
ماقلته اني قدمت وهو قدم العديد من الاعمال وهو سبق وقدم «37 درجة» بدون
تواجدي الا في حلقة واحدة ولم يشكل ذلك أي عائق لنا. لكن أو كد أن هناك
عملا سيجمعنا بعد الانتهاء من «طالع نازل» والوقت مازال باكراً لشهر رمضان.
وأثنى السدحان على عبدالله السناني الذي يراه كما يقول: «انه مقتنع في
تواجده خاصة في شخصية « سعود» زوج بنتِ «وكتبت هذه الشخصية له منذ البداية
وهذا ما اريده منه وبالنسبة لرأيي فهو فنان مميز وله حضور أمام المشاهدين
وقبول كبير.
وقال السدحان في تصريح صحفي : نحن بدأنا التصوير مع حسن ابو حسنة
وعبدالله السناني والعنود حسين وريماس منصور والهام الرشيدي وسنستمر الى أن
تدخل معنا الى اسماء اخرى وضيوف شرف ك»حبيب الحبيب ويحيى الغماري واحمد
العليان ويوسف الجراح ومحمد الكنهل وجعفر الغريب ومجموعة من الممثلين من
لبنان ومن الاردن سيشاركون معنا.
وسيكون لدينا تصوير حلقتين في الاردن وحلقتين في بيروت بمشاركة
الفنانين العرب.
وعن شخصية أبو بندر قال السدحان: «الشخصية رسمتها منذ اكثر من أربعة أشهر،
والذهاب الي بيروت في المسلسل هو بسبب معالجة هذه العين، ولكن معالجتها
ستكلفني مبالغ مادية ضخمة، لذا قررت أن أبقى على هذه الحال، ويكمل السدحان
حول هذه الشخصية الجديدة في مسلسل «طالع نازل»: بالفعل انا رسمتها كاملا
وليس العين فقط بل كل تفاصيلها من المشية وطريقة الحديث واللبس، هذه
الشخصية لا يوجد بها أي اسقاط او رمزيه، وميزتها بأنه رجل صادق وصريح والكل
يحبه، وكثير من الناس من يختلفون خلقياً ولكن يكرهون لذاتهم ليس لاشكالهم.
بينما قال المخرج محمد عايش: «هذا المسلسل يحمل نقداً لعدد من القضايا
الاجتماعية بمعالجة بعيدة عن الكوميديا السوداء او كوميديا التهريج بل
كوميديا موقف، والأحداث فيه تتغير مع ثبات للشخصيات وتطور لخطوطها وتشابكها
واحداث العمل كثيرة وتسير بشكل جميل».
وتتواجد الفنانة العنود حسين التي تقدم دور «العنود» في المسلسل، التي
قالت: «اناسعيدة جدا بالعمل الى جانب الفنان عبدالله السدحان في المسلسل
وشخصيتي هي الزوجة الثانية «لابو بندر» الذي توفيت عنه زوجته الاولى
وانا بعمر بناته حيث خطبتني له ابنته وفاء وفي بداية زواجي به لا انجب
الابناء وبعد العلاج يتغير الحال، ومشاركتي هي بست حلقات من المسلسل وهي
الحلقات الاخيرة، وسعيدة بالعمل مع المخرج محمد عايش الذي سبق وعملت معه في
«طاش ماطاش».
وأكدت الممثلة ريماس منصور: «بأنها تشارك لاول مرة كبطلة لمسلسل»،
وقالت: «انا سعيدة لخوض دور البطولة وفي «30 حلقة» بشخصية وفاء وهي ابنة
ابو بندر المطلقة وتعايش جميع الاحداث التي تقع لوالدها ومع الجيران».
وقالت في ختام حديثها: «أشكر السدحان ومؤسسة الهدف التي قدمتني ودعمتني منذ
بداياتي في «طاش ماطاش» حتى استطعت صقل موهبتي واشكر لهم هذه الثقة باسناد
دور البطولة لي. واطمح للمشاركة في أعمال خليجية في الكويت وقطر والامارات
هذا وسيعرض العمل الجديد من خلال تلفزيون دبي خلال الدورة الرمضانية
المقبلة.
النهار الكويتية في
09/03/2012
المسلسلات الدينية إلى الواجهة في الدراما الرمضانية
كتب: بيروت - غنوة دريان
«الإمام الغزالي»، «شيماء»، «الأخت تيريزا»، «أسماء بنت أبي بكر»…
مسلسلات دينية بدأ التجهيز لها لتتصدر العرض في رمضان المقبل بعدما كانت في
الأعوام الماضية خارج نطاق الخدمة وسقطت من ذاكرة الدراما المصرية، وهي
تسير بالتوازي مع مسلسلات اجتماعية يتمّ التحضير لها وتركز على مشاكل
المجتمع المصري وقضاياه، فهل ينجح المنتجون في تسويق المسلسل الديني في ظل
سيطرة التيارات الدينية على البرلمان؟
«الإمام الغزالي»، من تأليف محمد السيد عيد، إخراج إبراهيم الشوادي،
إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون، وبطولة: محمد رياض، نرمين الفقي، محمود
الجندي، أحمد توفيق، أحمد بدير وميرنا وليد.
يتناول المسلسل شخصية الإمام الراحل الشيخ أبو حامد الغزالي، أعظم
مفكري أهل السنة، ويسرد تفاصيل حياته ونشأته وأفكاره وكتبه ورحلته العلمية
التنويرية. يذكر أن التصوير توقف مراراً لظروف إنتاجية عانتها شركة «صوت
القاهرة»، لذا تحول إلى قطاع الإنتاج في التلفزيون. سيتم تصوير المشاهد في
مدينة الإنتاج الإعلامي ومناطق ذات طابع بدوي مثل مرسى مطروح والوادي
الجديد، وأماكن عاش فيها الغزالي في الدول العربية.
بعد اعتذار كمال أبو رية عن أداء الدور، يجسّد محمد رياض شخصيّة
الغزالي. أما ميرنا وليد فتجسد شخصية سعدة، فتاة يتيمة أُسرت وقُدمت إلى
الإمام الغزالي فتنشأ بينهما حالة من الود ويتزوجان.
يرفض محمد السيد عيد ما يتردد من أنه يغازل الإسلاميين والتيار الديني
من خلال المسلسل، مؤكداً أن «الإمام الغزالي» مطروح منذ أعوام إلا أنه واجه
عراقيل إنتاجية، ومتسائلاً: «ما العيب في تقديم أعمال جادة وقيّمة حتى لو
كانت في هذا التوقيت الحرج؟ نحن مجتمع يهوى ربط الأمور ببعضها البعض
وتفسيرها على هوانا».
بدوره، تأجل مسلسل «الشيماء» (تأليف محي الدين مرعي، إخراج عصام
شعبان) عامين لمواجهته عثرات أبرزها: الموازنة الباهظة وعدم توافر رأس مال
كافٍ، رفض الفنانة صابرين أداء دور البطولة وترشيح السورية قمر خلف بدلاً
منها ثم ترشيح هند صبري، واعتذار مجدي كامل عن دوره واستبداله بباسم ياخور.
تستعدّ حنان ترك لتصوير مسلسلها الجديد «الأخت تيريزا» الذي يتمحور
حول فتاتين إحداهما مسيحية والأخرى مسلمة. توضح حنان أن المسلسل يؤكد أن
المجتمع المصري نسيج واحد، وستبوء المحاولات لإحداث فتن طائفية بالفشل.
مكانة عالية
يشدّد رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون عادل ثابت على أن النجاح لن
يتحقق لمجرد أن العمل ديني، فقد «تناولت عشرات الأعمال الفنية مواضيع
دينية، لكنها لم تنجح»، ويضيف: «للمسلسل الديني مكانة كبيرة، خصوصاً في شهر
رمضان لأنه يحقق نسبة مشاهدة عالية، ونحن مطالبون كجهات إنتاجية بتقديم
أكثر من مسلسل ديني وتاريخي، ومستعدّون لإنتاجها».
من جهته، يعزو المؤلف أيمن عبد الرحمن تراجع كتابة المسلسلات الدينية
إلى «جشع» القنوات التلفزيونية والفضائيات التي تبحث عن مسلسلات تحتوي على
مشاهد مثيرة لتحقيق زيادة في نسبة الإعلانات.
يضيف: «يعتذر نجوم التمثيل في غالبيتهم عن المشاركة في المسلسلات
الدينية بسبب انخفاض الموازنة مقارنة بموازنة الأعمال الدرامية الأخرى،
فضلاً عن عرضها في أوقات غير مناسبة. بالتالي، لا تحقق نسبة مشاهدة عالية،
ثم يفضل المؤلفون كتابة مسلسلات درامية أو كوميدية لأنها لا تحتاج إلى بحث
وتوثيق معلومات. من هنا، بات ضرورياً الاهتمام بالمسلسل الديني ووضعه في
مكانة لائقة وعرضه في وقت مميز}.
دراما اجتماعية
يصوّر محمود عبد العزيز مسلسل «باب الخلق»، الذي يتمحور حول مدرّس لغة
عربية يعود إلى وطنه بعد غياب أعوام ليجد أحوال المجتمع المصري قد تغيرت.
أما المطربة أنغام فتخوض مجال الدراما التلفزيونية للمرة الأولى في مسلسل
«في غمضة عين»، تجسّد فيه شخصية نبيلة، فتاة صعيدية تنشأ في دار للأيتام.
بدورها، بدأت بوسي تصوير مشاهدها في مسلسل «شهر حبس»، إحدى قصص المسلسل
البوليسي «الخفافيش»، تأليف أحمد النحاس وإخراجه، وإنتاج صوت القاهرة. يجري
التصوير داخل بيت الأمة في مدينة الإنتاج الإعلامي، وتجسّد بوسي شخصية
نادية، مصففة شعر في أحد الأحياء الشعبية في مدينة الإسكندرية، يتعرض
شقيقها لقضية تدخله السجن وتحاول إنقاذه. تؤكد بوسي أن قصص «الخفافيش» حدثت
في المجتمع المصري في السنوات العشر الأخيرة وتكشف فساد النظام السابق.
مع أن مسلسل «الإخوة الأعداء» مأخوذ عن العمل الأدبي «الإخوة كرامازوف»
للأديب العالمي دوستويفسكي، إلا أن صلاح السعدني (يؤدي دور البطولة) يؤكد
أن القصة تم «تمصيرها»، لتصوّر مشاكل المجتمع المصري.
يجسّد فتحي عبد الوهاب (يشارك في البطولة) شخصيّة الابن الأكبر الذي
يعمل مع والده (صلاح السعدني) في التجارة التي أحدثت خللاً في السوق
المصرية.
يعلق عبد الوهاب على المشاركة في أكثر من مسلسل مأخوذ عن رواية
بالقول: «ليس عيباً أن تُحوّل رواية إلى مسلسل، فنحن نخاطب هماً إنسانياً
عالمياً فيه مشاعر إنسانية لا يستطيع أحد اختراعها إلا إذا أتت إلينا
كائنات فضائية جديدة». كذلك يشير إلى أن الأحداث في المسلسل لا تشبه
إطلاقاً الفيلم السينمائي الذي سبق تقديمه.
الجريدة الكويتية في
09/03/2012 |