الدراما المصرية الآن تعاني الحيرة التي احاطت بها هذه الأيام،
والحيرة التي تعانيها الدراما تبحث عن كثير من العوامل التي ظهرت بسرعة
رهيبة.
فى هذا العام وعلى الرغم من قلة الأعمال الرمضانية التي شهدتها الساحة
الفنية بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ولخوف شركات الانتاج من
المجازفة، وخوف اصحاب القنوات الفضائية من التعاقد مع اي مسلسل، ومع قلة
التمويلات المباشرة من الاعلانات والرعاة، فإن عددا كبيرا من شركات الانتاج
أعلن خوضه سباق دراما رمضان القادم مبكرا بعد أن تعاقد مع نجوم كبار
بميزانيات ضخمة جدا.
على الرغم من اعلان صناع الدراما عن خوض أعمال درامية جديدة، بل
والشروع في تصويرها لطرحها في رمضان 2012 فإنهم يشعرون بشيء من الخوف لعدم
وضوح رؤية الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الحالية التي لا يمكن الحكم
عليها، فهي ضبابية وغير واضحة.
نستعرض خلال السطور التالية أهم مسلسلات رمضان المقبل، وأهم القضايا
التي تناقشها تلك الأعمال.
مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» تأليف يوسف معاطي وإخراج رامى إمام، تدور
احداثه حول ضابط مصري يعمل في السفارة المصرية في اسرائيل، يقرر الانتقام
بعد طرده من السفارة بسبب تصريح له يشجب فيه الحصار الاسرائيلي على غزة،
فيقرر العودة والانتقام من خلال سرقة مصرف، قبل ان يقع في قبضة السلطات
الاسرائيلية.
يشارك في بطولته عادل إمام وأحمد السعدني وانوشكا وأحمد التهامي ونضال
الشافعي ومحمد عادل إمام والتونسية سناء يوسف، وتصل ميزانيته إلى حوالي 35
مليون جنيه.
تحية كاريوكا
مسلسل «تحية كاريوكا» تأليف فتحي الجندي ويخرجه عمر الشيخ ويتناول قصة
حياة الفنانة الراحلة تحية كاريوكا بدءا من مولدها مرورا بشبابها وبزوغ
نجمها كواحدة من أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، يشارك في المسلسل
وفاء عامر التي تجسد شخصية الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، فادية عبد الغني
في دور الراقصة بديعة مصابني، عزت أبو عوف في دور سليمان بك نجيب، محمد
رمضان في دور الرئيس الراحل أنور السادات، حسام الجندي في دور الملك فاروق،
أحمد رفعت في دور رشدي أباظه.
الخواجة عبد القادر
الفنان يحيى الفخراني تعاقد على مسلسل «الخواجة عبد القادر» الذي
يخرجه ابنه شادي وهو من تأليف عبد الرحيم كمال وسيبدأ تصويره خلال شهر
ديسمبر المقبل، واختيرت الممثلة السورية سولافة معمار للقيام بدور البطولة،
ويضم حوالى مائة ممثل من مختلف الاجيال، وسيصور 7 حلقات في لندن، وتبلغ
ميزانيته حوالي 27 مليون جنيه.
رفض المخرج شادي الفخراني الكشف عن أي تفاصيل حول شخصية الخواجة عبد
القادر التي يجسدها يحيى الفخراني، وتدور احداثه خلال فترة الاربعينات من
القرن الماضي ما بين القاهرة ولندن والخرطوم.
شربات لوز
الفنانة يسرا التي غابت عن الشاشة بعد تأجيل تصوير مسلسلها «شربات
لوز» مع المؤلف تامر حبيب بسبب عدم الانتهاء من كتابته، قررت أن تبدأ
تصويره في بداية شهر ديسمبر المقبل، وتجسد شخصية شربات وهي امرأة مطلقة
تعمل خياطة في مشغل كبير يملكه أهم مصمم أزياء مصري، وعلى الرغم من انها
تزوجت مرتين فإنها لم تنجب، فتتعامل مع ابناء مصمم الأزياء كأنهم أبناؤها
تعويضا لأمومتها، وهو أول عمل تلفزيوني للمخرج خالد مرعي.
الزوجة الثانية
وافق الفنان صلاح السعدني على الاشتراك في بطولة مسلسل «الزوجة
الثانية»، حيث يجسد دور الفنان الراحل صلاح منصور في الفيلم الذى كان يحمل
العنوان نفسه عام 1967.
بطولة المسلسل لمعالي زايد التي تجسد دور الفنانة الراحلة سناء جميل
في الفيلم الذي شاركتها البطولة فيه الفنانة الراحلة سعاد حسني وتجسد دورها
في المسلسل الفنانة رانيا يوسف.
من المتوقع البدء بتصويره الأسبوع الأول من شهر ديسمبر المقبل، ولم
يستقر على اختيار مخرج العمل حتى الآن.
عودة النجوم
قائمة النجوم الكبار الذين سيخوضون تجربة العمل الدرامي في رمضان
المقبل تضم ايضا الفنان محمود عبد العزيز من خلال مسلسل «باب الخلق»
بميزانية قدرها 33 مليون جنيه، وهو من إخراج عادل اديب.
الفنان نور الشريف ايضا يدخل السباق بمسلسل «عرفة البحر» من تأليف
محمد الصفتي وتبلغ ميزانيته حوالى 25 مليون جنيه.
اما الفنانة غادة عبد الرازق فقد تعاقدت على مسلسل «مع سبق الاصرار»
وتستعد لتصويره بعد أن استقرت على الفنان ماجد المصري ليشاركها البطولة،
ومحمد سامي لإخراج العمل، وتؤدي فيه دور فتاة رومانسية تنتمي الى أسرة
ارستقراطية.
وتعود الفنانة الهام شاهين إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «معالي
الوزيرة» وهو المسلسل الذي كانت شرعت في تصوير أول مشاهده قبل الثورة،
وتوقف التصوير بسبب عدم استقرار الحالة الأمنية وعدم تمكن أسرة المسلسل من
الحصول على تصريحات للعمل في أماكن مهمة.
منافسة درامية
أعلنت الفنانة سمية الخشاب عن بدء تصوير مسلسلها الجديد «شفيقة
ومتولي» وهو من تأليف محمد صفاء عامر، وإخراج حسني صالح، وفى الوقت نفسه
أعلن المؤلف تامر حبيب عن انتهائه من كتابة مسلسل تزيد ميزانيته عن 30
مليون جنيه يخوض به الثنائي أحمد حلمي ومنى زكي المنافسة الرمضانية.
بعد طول غيبة تعود الفنانة بوسي من خلال مسلسل «الخفافيش» الذي يبدأ
تصويره في منتصف ديسمبر المقبل، تدور احداثه في ثلاثين حلقة وكل ثلاث حلقات
تنتاول قصة منفصلة لها أبطالها وموضوعها، وهو من اخراج احمد النحاس.
ومن المنتظر أن يدخل المنافسة الدرامية الفنان أحمد عز من خلال مسلسل
«الرحلة»، بينما يعود أحمد السقا إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل انتاج
شركة عرب سكرين، ويكرر محمد هنيدي تجربة الدراما الرمضانية من خلال مسلسل
يكتبه يوسف معاطي، وينضم كريم عبد العزيز الى قائمة نجوم رمضان المقبل من
خلال مسلسل يكتبه بلال فضل، كما يستعد الفنان خالد الصاوي للبدء بتصوير
مسلسل «محمد علي» الذي كان مرشحا لبطولته يحيى الفخراني وتأجل من العام
الماضي، وتعاقد الفنان هاني رمزي على مسلسل «إيه النظام»، تأليف حمدي يوسف
واخراج اشرف يوسف، ويتناول حالة العشوائيات التي أدت الى قيام ثورة 25
يناير، وكذلك الفنان محمد سعد تعاقد على مسلسل كوميدي تقدر الميزانية
المبدئية له بحوالي 35 مليون جنيه.
من جانب آخر يعقد الفنان فتحي عبد الوهاب جلسات عمل مكثفة لوضع
اللمسات النهائية لمسلسله الجديد «أشجار النار» الذي يشارك في بطولته عبير
صبري وداليا مصطفى ومحمد نجاتي وسميرة عبد العزيز، وهو من اخراج عصام
شعبان.
مصير مجهول
اللافت أنه في الوقت الذي تدور فيه عجلة العمل بالاستديوهات لتصوير
مسلسلات جديدة لعرضها في شهر رمضان المقبل هناك في المقابل مسلسلات صورت
ولم تعرض، وأخرى توقف تصويرها وتعطل عرضها، وأصبح مصيرها مجهولا ودخلت
ثلاجة الدراما بعد اصابتها بالسكتة الفنية، ومنها «بين الشوطين»، «العنيدة»،
«فرح العمدة»، و«هز الهلال يا سيد».W
يقول محمد فوزى منتج مسلسل «فرح العمدة» إن هناك فرقا بين المسلسلات
التي اكتملت وتأجلت، وبين التي لم يصور منها إلا بضع ساعات، ويضيف أعتقد أن
تأخير عرض مسلسل «فرح العمدة» لعامين لن يضره مادام العمل ليس مرتبطا بفترة
زمنية معينة، كما أن النص الجيد يفرض نفسه في أي وقت، وبالتالي فإن المشاهد
يهمه القيمة الفنية والدرامية التي يقدمها المسلسل وليس توقيت عرضه، بدليل
أن هناك اعمالا تعاد للمرة العاشرة ويجلس امامها المشاهد بكل اهتمام،
ويحرصون على متابعتها.
وقال عمر عبد العزيز مخرج مسلسل «بين الشوطين» إنه حتى الآن لم يتحدد
مصير المسلسل بعد اعتذار الفنان نورصص الشريف حيث ارتبط بتقديم مسلسل آخر
رغم أنه صور عددا كبيرا من المشاهد قبل اعلان ثورة 25 يناير، وأشار الى انه
لم يحسم أمر الاستمرار في تصويره بنجم آخر أو تأجيله للعام المقبل، فهو في
انتظار الرأي النهائي للشركة المنتجة للمسلسل.
وأكد المخرج عادل الاعصر مخرج مسلسل «العنيدة» إن توقف تصوير العمل
لفترة طويلة قد يجعله مثل «الطبيخ البايت» بالنسبة للعاملين فيه، ولكن هذا
التوقف لن يؤثر على استقبال المتلقي للمسلسل إطلاقا.
وفي الحوار مع المخرج أحمد صقر قال إنه أوقف تصوير مسلسل «هز الهلال
يا سيد» منذ فترة طويلة لأسباب انتاجية، واكد ان الشركة المنتجة تسعى حاليا
لاستكمال تصويره لكي يخرج العمل الى النور قريبا، خاصة انه يتناول قضايا
مهمة مثل الفساد ومافيا الاراضي والكثير من السلبيات التي كانت موجودة قبل
قيام الثورة.
القبس الكويتية في
09/11/2011
«النيل
سات» على «واحدة ونص»
أعدت الملف
أميرة عاطف
فجأة ودون مقدمات أصبح شعار «النايل سات» البث على «واحدة ونص» بعد
انتشار فضائيات متخصصة فى الغناء الشعبى والرقص الشرقى مثل المصراوية
والمولد والفرح والتت ودربكة وشعبيات، ورغم الرواج الكبير الذى حققته تلك
القنوات ونسبة المشاهدة العالية التى تتمتع بها، لدرجة أن البعض يعتبرها
منفذا لعرض اللون الشعبى الذى يفضله الجمهور من خلال أغنيات مطربين مثل
حكيم وشعبان عبدالرحيم وسعد الصغير ومحمود الليثى وطارق عبدالحليم وسيد
الشاعر وأمينة، إلا أنها تواجه اتهامات كثيرة بتقديم أغنيات هابطة تحرض على
تعاطى المخدرات وتقديم رقصات مبتذلة، فضلا عن الترويج لـ«الهلس».
وبدأت هذه القنوات فى الظهور قبل حوالى ٦ شهور من خلال قناة «المصراوية»
التى أطلقها رجل أعمال اسمه محمد أحمد صادق العسكر تردد أنه ينوى الترشح
لرئاسة الجمهورية، ولفتت القناة الأنظار بعرضها كليبات لمطربين بعضهم يغنى
فى شارع الهرم مثل ناصر صقر وأحمد العيسوى وآخرين حققوا شهرتهم من خلال
شرائط الكاسيت التى ليس لها رواج إلا فى سيارات الميكروباص مثل هوبا وطه
أبولمونة، وربما كانت الشهرة التى حققتها «المصراوية» سببا فى ظهور قنوات
أخرى حيث أطلق حنفى محمود، صاحب شركة الأصدقاء لإنتاج الكاسيت، قناة
«المولد» مستغلا تعاقده مع مطربين لهم باع طويل فى عالم الأغنية الشعبية
مثل حكيم وهدى وعبدالباسط حمودة وطارق الشيخ ومجدى طلعت، كما أطلق مخرج
الفيديو كليب تامر حربى قناة «دربكة» مستغلا خبرته فى عالم الأغانى المصورة
وعلاقاته بعدد كبير من المطربين.
«المصرى اليوم» تفتح ملف هذه القنوات التى لا يزيد عمرها على شهور
قليلة، وتستطلع آراء عدد من الفنانين والشعراء والملحنين وأصحاب القنوات
أنفسهم فى هذه الظاهرة.
حلمى بكر: تروّج للرذيلة.. وجمهورها من «الشمامين»
الموسيقار حلمى بكر قال: هذه ليست قنوات فضائية لكنها قنوات «السبوبة»
والباب الخلفى لدخول الفن واستكمال طوفان العرى فى الغناء والرقص، فتلك
القنوات تفهم الحرية بشكل خاطئ لأن ما يقدم بها يروج للرذيلة تحت شعار
العمل الفضائى، وللأسف لها جمهور من المراهقين و«الشمامين» ومن يتعاطون
الأغانى مثل المخدرات، فضلا عن أنها تستغل الشريط الموجود أسفل الشاشة فى
إرسال رسائل غرامية تحمل إيحاءات غير أخلاقية.
وأضاف «بكر»: المؤسف أن يحل الانحطاط مكان الأخلاق والفن، فبعد الثورة
أصبح هناك ملايين العشوائيين والبلطجية، الذين يعدون هذه القنوات متنفسا
لهم لمشاهدة أشياء خارجة وللأسف لدينا مفهوم خاطئ للديمقراطية فإذا كان ما
يقدم يأتينى تحت غطاء الديمقراطية فإنه يخفى بين طياته موجة من الانحطاط
والتعدى على حقوق الآخرين.
وأكد أن تلك القنوات لا توجد بها أصوات ولا فن ولا يخرج منها إلا
اللحم الأبيض وشذوذ الشباب، متسائلاً: كيف ستقدم هذه القنوات مطربين
حقيقيين للساحة الغنائية إذا كان لدينا بعض النجوم من ذوى الأصوات الضعيفة؟
وقال «بكر»: نحن الآن نعيش فى حالة فوضى وإذا كانت الحكومة على علم
بهذه القنوات وتتركها لكى تلهى الناس فهذه كارثة، وإذا كانت لا تعلم
بوجودها فهذه مصيبة أكبر.
«حكيم»: رفعت الظلم عن الأغنية الشعبية
أكد حكيم أن إطلاق فضائيات خاصة للأغنيات الشعبية ظاهرة صحية وتساهم
فى رفع الظلم عنها نتيجة تجاهل القنوات الغنائية الأخرى لها، التى تتعامل
مع الأغنيات الشعبية باعتبارها أغنيات درجة ثانية.
وقال «حكيم»: هذه القنوات تمنح الفرصة لظهور أصوات جديدة، ولكن أخشى
أن تفتح أبوابها لأغنيات وكليبات لا يجب عرضها لأسباب مختلفة، سواء كانت
كلماتها هابطة أو تتضمن مشاهد خارجة عن آداب العرض التليفزيونى، ورغم ذلك
أعتقد أن إيجابيات فضائيات الأغنية الشعبية ستكون كثيرة، خاصة أن صناعة
الكاسيت انهارت تماما خلال السنوات الماضية بسبب القرصنة والإنترنت وضياع
حقوق الملكية الفكرية، لذلك أغلقت العشرات من شركات الإنتاج أبوابها أمام
المطربين والمواهب الجديدة وتراجعت مكانة عدد كبير من المطربين، بخلاف توقف
سوق الحفلات الغنائية، لكن لدىّ أملاً كبيراً فى تحسن الأوضاع الغنائية
وازدهار صناعة الكاسيت لو تم التحكم فى المواقع التى تقوم بالقرصنة، خاصة
أن الحكومة لديها إمكانيات تجعلها تتحكم فى الإنترنت الذى تركه النظام
السابق للشباب بغرض تغييبهم عما يحدث فى المجتمع.
أحمد عدوية: الغناء بها مثل «الأذان فى مالطة»
أحمد عدوية انتقد القنوات الجديدة التى ظهرت على النايل سات وتخصصت فى
الغناء الشعبى مؤكدا أنه لا يعترف بها وأن من يقدمون أغانى بها مثل الذين
«يؤذنون فى مالطة» فلا أحد سيسمعهم أو يراهم.
وقال عدوية: ما تقدمه تلك القنوات لا علاقة له بالغناء الشعبى من قريب
أو بعيد كما أن هذه القنوات ليس لها قبول كما يتخيل البعض بسبب تدنى مستوى
ما تعرضه ولا أعتقد أنها ستستمر، فهى تستهزئ بالذوق المصرى وللآسف أرى أنه
لم يعد لدينا غناء شعبى.
نجوى فؤاد: أطالب الرقابة بتقييمها
نجوى فؤاد قالت: لم يعد لدينا براعم فى الرقص الشرقى ولا قنوات شرعية
لهذا الفن، لذلك تجد بعض الراقصات فى هذه القنوات متنفساً لهن، كما أنها
أيضا باب للشهرة، لذلك نجد فيها راقصات من كل صنف ولون، وأنا لا أعترض على
وجودها لكن لابد من وجود لجنة تحكيم بها للحكم على الراقصات قبل ظهورهن على
الشاشة سواء من ناحية الرقص وهل هو لائق؟ وكذلك الملابس، لأننا فى النهاية
نعيش فى مجتمع شرقى ولابد أن نلتزم بعاداته، وما ينطبق على الرقص ينطبق
أيضا على الغناء الشعبى، حيث بات ضرورياً وجود لجان لاختيار الأصوات
الجيدة.
وأضافت: هذه القنوات ستستمر طالما القنوات العادية مازالت تحذف مشاهد
الرقص الشرقى من الأفلام ولكن فى نفس الوقت ليس مقبولاً أن كل من «هب ودب»
يظهر على الفضائيات لأنها تدخل كل بيت لذلك أطالب الرقابة بتشكيل لجنة
لتقييم تلك القنوات.
«لوسی»: رفضت عرض استعراضاتی فيها
لوسی أكدت أنها لا تستطيع الحكم على القنوات الجديدة المتخصصة فی
الغناء الشعبی والرقص الشرقی لأنها لم تشاهد إلا قناة المصراوية فقط، موضحة
أن بعض هذه القنوات طلبت منها عرض «التابلوهات» الاستعراضية الخاصة بها
لكنها رفضت لأنها تريد أن تعرض فنها فی المكان الصحيح.
وقالت لوسی: لست معترضة على وجود هذه القنوات فی حالة عدم عرضها
كليبات تسعى للإثارة لأی راقصة «والسلام» لأن هذا يسىء للرقص الشرقی، وأنا
مع وجود رقابة على تلك القنوات بحيث لا تقدم أی راقصة وأن يقتصر الموضوع
على الموهوبين خاصة أننی أرى مناظر مستفزة سواء فی الشكل أو الملابس أو
الإيحاءات.
وأضافت لوسی: الرقص الشرقی فن محترم وصعب وأساتذتی الذين علمونی الرقص
علمونی أيضا الالتزام، وربما تقدم هذه القنوات مواهب جديدة وأنا شخصيا أشجع
الموهوبين لكن لابد أن يكون ضمن هذه المنظومة مندوب من الرقابة على
المصنفات الفنية بشرط أن يتحلى بالشفافية والضمير اليقظ فی الحكم على
ملاءمة هذه المواهب للذوق العام، فالرقص الشرقی يحترمه العالم، ولو كانت
هذه القنوات تسعى للربح فهذا ليس عيبا لكن لابد من احترام عقل المشاهد.
«هدى»: تسىء للفن الشعبى وتقدم أغانى «شوارعية»
المطربة الشعبية هدى قالت: رغم سعادتى بوجود قنوات متخصصة فى الغناء
الشعبى فإن هناك قنوات تعرض أغانى لا يصح عرضها وبعض هذه الأغانى تصيبنى
بالصدمة، وأعتقد أن مثل هذه القنوات تمثل إساءة بالغة للأغنية الشعبية
وأعتبرها أغانى «شوارعية».
وأضافت هدى: بعض هذه القنوات تعرض أغنيات كلماتها مبتذلة وأنا شخصيا
أخجل من سماعها، كما أرفض أن تسمعها ابنتى، ولكن للأسف كل من معه ألف جنيه
يصور به فيديو كليب ويعرضه على تلك القنوات، لذلك أرجو كل من يفتتح قناة
للأغانى الشعبية أن ينتقى أغانى كلماتها جميلة، خاصة أن الأغنية الشعبية
التى يحبها الجمهور وتربينا عليها لم تكن يوما مبتذلة أو بها إسفاف.
وأشارت هدى إلى أنه كانت هناك قنوات تعرض أغانى سيئة جدا لكنها أصبحت
تنتقى ما تعرضه، مؤكدة أنها لا تمانع فى عرض أغنياتها على تلك القنوات حتى
يعرف المشاهد العمل الجيد من الردىء.
هانى مهنى: قنوات «ملاكى» فيها تلوث سمعى وبصرى
الموسيقار هانى مهنى قال: المسألة فيها شىء من البيزنس وما تقدمه لا
يرقى أبدأ لمستوى الغناء الشعبى، فهذه القنوات فيها تلوث سمعى وبصرى ومن
يتابعها يكون بدافع الفضول، ولا أعتقد أنها ستكون طويلة العمر فهى مثل
«النكتة» التى نسمعها مرة واحدة، ولكن للأسف كل جديد له «رنة» لذلك ستأخذ
وقتها وتختفى وإذا كانت تحقق نسبة مشاهدة عالية إلا أنها مع الوقت ستندثر.
وأضاف مهنى: هذه فضائيات «ملاكى» لأن صاحب كل قناة يقدم أى صوت وأى
ملابس وأى رقص ولا يوجد فيها أى نوع من الرقى الفنى، فالراقصة موجودة فى
الموالد وموجودة أيضا فى الفنادق الكبيرة ولكن لكل منهما وضعها، فهذه
القنوات فترينة عرض متنوعة، فيها الفن الراقى وفيها «الهلس».
وأكد مهنى أن كلمة فن شعبى معناها جيد ولا يجب أن تطلق عما يقدم فى
هذه القنوات، لأن ما يقدم بها مجرد اجتهاد شخصى وبمرور الوقت الجمهور
الواعى سيرفض هذا اللون، مشدداً على أنه لا يصح إطلاق لقب مطرب على من
يظهرون فى تلك القنوات لأنهم مجرد مؤدين ويتمنون الظهور فى أى قناة.
وأشار مهنى إلى أن أصحاب هذه القنوات يحاولون حشو خريطة العرض بأى شكل
وهذا من أهم سلبيات القنوات الخاصة، مؤكداً أن الفضاء أصبح واسعاً لعرض أى
شىء وللأسف فرص السيئ تتساوى مع الجيد.
صلاح الشرنوبى: لن تستمر بسبب تفاهة ما تعرضه
الموسيقار صلاح الشرنوبى قال: لابد أن نعرف ما هى الأغنية الشعبية حتى
نحكم على هذه القنوات بمصداقية، فالأغنية الشعبية فى أى مكان آخر غير مصر
هى التى تتفاعل مع رجل الشارع وفى لبنان مثلا كان يوجد برنامج شهير اسمه
«استديو الفن» مقسم لأغان طربية وأخرى شعبية، والأغنية الشعبية عندهم تعنى
الإيقاع والحركة ولكن المشكلة عندنا أننا نربط الأغنية الشعبية بمطربين
بعينهم.
وأضاف الشرنوبى: أعتقد أن الأغنية الشعبية فى حالة تدن لأنها تقدم أى
كلمات وهذه الظاهرة تحدث فى حالات الخلل الفنى والانحطاط السياسى
والاقتصادى، حيث يميل الناس فى ظل هذه الأوضاع لسماع أى شىء، فمثلا عندما
ظهر أحمد عدوية قدم أغنيات مثل «أم عبده فين» و«سلامتها أم حسن»، وهذا ليس
تقليلا من شأن عدوية فهو «برنس» الأغنية الشعبية الآن.
ووصف الشرنوبى الأغنيات التى تعرضها مثل هذه القنوات بالأغانى
«البلاستيكية» ليس لها ملامح سواء فى الجمل الموسيقية أو المقامات، موضحا
أن غياب الطرب الشرقى الأصيل جعل الناس يتجهون للأغانى المسماه بالشعبية
التى تعد أغانى عشوائيات ظهرت بعد الثورة، والتى كشفت بدورها عن العديد من
المشاكل ومن ضمنها مشكلة الأغنية الشعبية.
وأوضح أن الفضائيات الجديدة تعرض نوعين من الأغانى أحدهما بلاستيكية
وأخرى شعبية لكى ترضى أذواق الشباب ومع كثرة هذه القنوات زادت جرعة اللون
الشعبى لدرجة أنه بدأ يتفوق فى شهور قليلة لأنه يتفاعل مع مطالب البسطاء
وسكان العشوائيات الذين يمثلون أغلبية الشعب المصرى.
وشدد الشرنوبى على أن هذه القنوات لن تستمر بسبب تفاهة ما تعرضه،
مؤكدا أن ما يحدث له علاقة وثيقة بطبيعة المرحلة السياسية الحالية فلا أحد
يعلم إلى أين نحن ذاهبين؟.
وقال الشرنوبى: تلك القنوات لن تقدم أصوات للساحة ولو قدمت بعض
الأصوات ستكون ضعيفة، ولن تتخطى حدود مصر، خاصة أنها تحتضن من ضلوا الطريق
ولم يجدوا لهم مكانا فى القنوات الأخرى، كما أن الأغانى التى يقولون عنها
شعبية لا تلبى إلا أذواق سائقى «التوك توك» لأنهم نموذج للمواطن المطحون
الذى يجد فى هذه الأغانى ما يعبر عنه لاعتمادها على الشجن.
حنفى محمود: «المولد» لا تعرض أغانى هابطة
المنتج حنفى محمود صاحب قناة المولد أكد أنه ضد كل القنوات التى تعرض
أغانى شعبية هابطة وكليبات بها إسفاف، موضحا أنه أنشأ القناة لكى يعرض
عليها كليبات المطربين المتعاقدين مع شركته مثلما أنشأ محسن جابر قناة
مزيكا.
وقال حنفى محمود: القنوات الغنائية مهمة لأى شركة إنتاج لأنها تساعد
على رواج بيع الكاسيت والسى دى وأنا منتج أغان شعبية منذ ٢٧ سنة ومتعاقد مع
نجوم مثل حكيم وعبدالباسط حمودة وهدى وطارق الشيخ ومجدى طلعت.
ونفى حنفى أن تكون قناة المولد وسيلة لعرض أغان شعبية هابطة معترفا
بوجود قنوات تسىء للأغنية الشعبية لأن أصحابها لا يفهمون فى هذه المهنة
وليس لديهم الخبرة وتلك القنوات عمرها قصير حيث ستغلق أبوابها لأن العنصر
الجيد يطرد الردىء.
وأشار إلى أنه يعرض فى «المولد» الغناء الشعبى الذى يحمل رسالة.
عنتر هلال: ستكتب نهايتها بنفسها بسبب الأغانى العشوائية
الشاعر الغنائى عنتر هلال قال: هذه القنوات بالفعل تستحوذ على نسبة
كبيرة من المشاهدين وخاصة بعد اختلاط الحابل بالنابل فى كل مجالات الفن،
لذلك أراها مؤثرة فى الناس لأنها وسيلة للتسلية فكثير من المشاهدين يحرصون
على متابعتها ليس لتذوق الفن وإنما لتضييع الوقت، لأنها أحدثت نوعا من
الإبهار والدهشة بسبب جرأتها وإن كنت أعتقد أنها ستفقد جمهورها وستسقط بشكل
مضحك لأنها تقدم نسخة واحدة من الأصوات والتيمة اللحنية التى تتكرر
باستمرار، فمن الممكن أن نجد ٢٠ أغنية تقدم نفس الموضوع المتدنى الذى
يستهدف نوعية واحدة من الجمهور، ومن يقدم تلك الأغنيات فقراء فكريا وليس
لديهم إبداع ويستنسخون أنفسهم.
وأضاف هلال: تلك القنوات لن تفرز فنانا واحداً، فمن يظهرون بها
يعرضون أنفسهم بشكل رخيص مع إلحاح شديد على المشاهد من كثرة العرض، فلو
نظرنا إلى عبقرية أحمد عدوية عند ظهوره سنجد أنه كان سراً ولغزاً والناس
كانت تبحث عنه وتذهب لسماعه فى أى مكان ولكن الموجودين فى القنوات الجديدة
متاحون ٢٤ ساعة مما يفقدهم بريقهم. وأشار هلال إلى أن قنوات الغناء الشعبى
الجديدة ستكتب نهايتها بنفسها لأنها ليست إلا أبواب خلفية لدخول الفن، وليس
لها علاقة بالأغنية الشعبية موضحا أن الغناء الشعبى الحقيقى هو الذى يخاطب
كل طبقات الشعب لكن هذا اللون المنتشر حاليا مجرد أغان عشوائية «بلطجية» فى
ألفاظها.
راقية حسن: وجودها مهم للترفيه عن الناس
راقية حسن رئيسة مهرجان الرقص الشرقى أبدت إعجابها بوجود قنوات جديدة
متخصصة فى الرقص الشرقى للترفيه عن الناس مؤكدة أنها لا تعلم من هم أصحاب
تلك القنوات.
وقالت راقية: تلقيت اتصالات عديدة كلها تشيد بالقنوات التى تعرض رقص
شرقى، وأنا شخصياً شاهدت فى هذه القنوات راقصات أجنبيات على مستوى عال
وعموما الرقص الشرقى فن جميل وطالما ليس به ابتذال فليس هناك ما يمنع عرضه
على الفضائيات.
وأضافت راقية: مثل هذه القنوات ستجعل هناك حالة من الرواج للرقص
الشرقى فى مصر ويدفع الراقصات المصريات لتحسن مستواهن. وأشارت إلى أنها لن
تمانع فى العمل كمستشار فنى لمثل هذه القنوات المتخصصة فى الرقص لو عرض
عليها ذلك.
المصري اليوم في
09/11/2011 |