بعد أيام على تسريبات «ويكيليكس» التي طاولته، استقال الإعلامي
المعروف من منصبه كمدير عام للمحطة القطرية، تاركاً علامات استفهام كثيرة.
هل استقال أم استقيل؟ هل يعلن رحيله نهاية شهر العسل بين قطر والإخوان
المسلمين؟ هل دفع ثمن خلافاته مع عزمي بشارة؟
الدوحة | استقال وضّاح خنفر (1968) أم أقيل؟ سؤال خيّم أمس على غرفة
أخبار «الجزيرة» في الدوحة بعدما خرج المدير العام الذي بات في حكم السابق،
ليودّع زملاءه في غرفة الأخبار. وقبل ذلك، ودّع خنفر معجبيه وأصدقاءه عبر
رسالة على تويتر، وأتبعها بأخرى إلى موظّفي القناة الإخبارية بعثها عبر
البريد الإلكتروني الداخلي (نص الرسالة في الصفحة المقابلة). مصادر في
القناة قالت لـ«الأخبار» إنّ خنفر دخل بهو القناة الإخبارية في حدود
الثالثة بعد العصر، ليفاجئ موظفيه بخبر استقالته. ويروي أحد الإعلاميين أنّ
وضاح قال لهم «جئت لأودّعكم، وأبلغكم أنني قررت الاستقالة من منصبي. اتخذت
هذا القرار منذ ثلاثة أشهر، لكني ارتأيت الانتظار حتى الأول من أيلول
(سبتمبر) لأكون قد أمضيت ثماني سنوات كاملة».
وأضاف: «أنا مرتاح البال، فلا يمكن أن تدعو «الجزيرة» المسؤولين
والحكام إلى تداول السلطة، ولا نعمل نحن بذلك».
وفي ما يشبه رسالة استباقية لنفي أي إرادة عليا دفعته إلى التنحّي،
خصوصاً أنّ ذلك جاء بعد أيام فقط على تسريب «ويكيليكس» برقية سرّية تفضح
العلاقة بين خنفر ووكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية («الأخبار»، ١٠
أيلول/ سبتمبر ٢٠١١)، قال لموظفيه: «كان يمكن أن أتنحّى خلال الثورة
المصرية مثلاً، حين كانت «الجزيرة» في أوج عطائها، ولدينا سجل حافل من
الإنجازات، لكنّي كما قلت فضّلت التريّث. وقد حصل إجماع على تعيين السيد
أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني مديراً عاماً للقناة (راجع الإطار في الصفحة
المقابلة)، وتطلّب الأمر إمهاله فترة لترتيب أموره الإدارية. واليوم، تسلّم
منصبه رسمياً، وجئت لأودّعكم بنفسي».
وجدّد الإعلامي الفلسطيني تأكيده أنّه استقال ولم تجر إقالته، حين
أشار صراحة في رسالته للموظفين إلى أنّه «كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس
الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني،
وقد تفهّم مشكوراً رغبتي».
وطوال ربع الساعة الذي استغرقه الحديث إلى الموظفين، لم يكشف وضّاح
صراحة عن وجهته المستقبلية، مكتفياً بالقول: «سأجد الآن وقتاً أكبر للمضي
في بعض المشاريع الخاصة، أوّلها الكتابة. أفكّر في كتاب خاص عن تجربتي في
«الجزيرة» صحافياً، ومراسلاً، ومديراً عاماً للقناة طيلة ثماني سنوات».
ولئن أكّد وضاح مراراً أنّه استقال بنفسه من القناة، فإن مصادر موثوقة جزمت
لـ«الأخبار» بأنّ «وضاح خنفر لم يتنحَّ بمحض إرادته، بل أبلغ منذ فترة أنّ
مهمته في القناة انتهت، وطلب منه أن يبقى في منصبه حتى إيجاد بديل له».
وتشير المصادر ذاتها إلى أنّ الرجل «لم يعد يحظى بثقة القيادة القطرية منذ
فترة طويلة»، لأسباب لم توضحها. إلا أنّ مصادر أخرى تنفي ذلك، بل تذهب إلى
الترجيح أنّ خنفر قد يتولّى منصباً في إحدى المؤسسات الحكومية في قطر، مثل
منصب مستشار. وعن تداعيات إقالة خنفر أو استقالته على السياسة التحريرية
للقناة، استبعد أحد الإعلاميين في المحطة أن تغيّر القناة خطها التحريري،
قائلاً «ما حدث هو تنحية المدير العام للقناة فقط، بينما لا يزال مجلس
الإدارة على تركيبته الحالية، وأنتم تدركون أن السياسة التحريرية للقناة لا
يرسمها المدير العام بمفرده».واستطلعت «الأخبار» الأجواء السائدة داخل غرفة
الأخبار بعد إعلان القرار. قال أحد الإعلاميين: «من الطبيعي أنّ القرار
فاجأنا جميعاً، رغم أن شائعة رحيل خنفر كانت تدور في الكواليس خلال الأشهر
الأخيرة بقوة». وأضاف: «لم أسمع في الكواليس تشفّياً أو فرحة على رحيل خنفر،
بل كانت التساؤلات تنصبّ أكثر على مستقبل القناة بعده، خصوصاً أنّ المدير
العام الجديد ليست لديه خلفية إعلامية». كذلك استبعد موظف آخر أنّ
تعدّل«الجزيرة» خطها التحريري، أقلّه في ما يخصّ التغطية الإخبارية للثورات
الشعبية، لأنّه «لو كان هناك امتعاض من السياسة التحريرية للقناة، لتغيّرت
حينها فوراً». وعمّا إذا كانت لرحيل خنفر علاقة بالتسريبات الأخيرة لـ«ويكيليكس»
قال أحد الإعلاميين القدامى في «الجزيرة» من المحسوبين على خصوم وضاح:
«يصعب تأكيد الأمر. التقرير يتحدث عن فضيحة حدثت قبل سنوات، بينما رحيل
وضاح خنفر، سواء بالإقالة أو الاستقالة، يعود إلى أشهر فقط».
ومهما كان الأمر، فالأكيد أنّ رحيل خنفر قد يثير زوبعة في بعض المناصب
الحساسة داخل القناة، إذ يأخذ عليه خصومه أنه أحاط نفسه بمجموعة من
المستشارين الموالين له، وأقصى بعض الإعلاميين البارزين، إذ كان وراء
استقالة نجوم بارزين، أبرزهم سامي حداد! كما شهد عهد وضاح رحيل وجوه لم
تتفق مع السياسة التحريرة للقناة، بدءاً من حسين عبد الغني، وحافظ الميرازي،
ويسري فودة، وصولاً إلى غسان بن جدو، وسامي كليب. ولا يمكن طيّ صفحة وضاح
من دون الحديث عن الاتهامات التي كانت توجّه إليه بدعم التيار الإخواني،
سواء لناحية التغطية التحريرية للقناة، أو من خلال القيادات التي كانت تحيط
به مثل بشير نافع وأحمد منصور وغيرهما...
من رسالة الوداع: ها أنا أمضي إلى ميدان آخر...
الزملاء الكرام،
15 عاماً قاربت على الانقضاء منذ أن أطلت «الجزيرة» على جمهورها قوية
مدهشة ومتميزة، ومنذ اليوم الأول، قطعت على نفسها عهداً ووعداً بأنها
مستقلة شعارها «الرأي والرأي الآخر». ولعل كلمتي الإعلام والاستقلالية
كانتا في ذلك الوقت من الأضداد التي لا تجتمع. فالإعلام الرسمي العربي كان
قد أفسد صورة الصحافة في أذهان الناس، وحوّل الإعلامي إلى أداة طيّعة في
أيدي الحكومات (...).
ومرت الأيام، فإذا «الجزيرة» وفية بوعدها، وإذا الأنظمة الفزعة من هذا
المخلوق الجديد تحاربه بكل صرامة، بالإشاعات أولاً، ثم بالاحتجاج لدى
الحكومة القطرية، ثم بالاستهداف المباشر لمراسلي القناة ومكاتبها، وصولاً
إلى الاعتقال وإغلاق المكاتب، ثم حجب إشارتها والتشويش على بثها، كل ذلك
و«الجزيرة» ماضية في طريقها التحريري القويم، كلما وقع عليها أذى، ازدادت
عنفواناً.
فلما رأى المشاهدون سيرة القناة مع أهل السلطة والنفوذ، وأيقنوا أن
«الجزيرة» انحازت لهم في شوقهم القديم للتحرر والكرامة والانعتاق، وأنّ
شاشتها تنتمي إلى عالمهم هم، ليست وافدة مما وراء البحار، ولا حاملة لأي
أجندة سياسية أو حزبية أو أيديولوجية، وأنها تؤمن بمنح الجميع صوتاً، حتى
أولئك الذين أذوها واعتقلوا أبناءها، عندها وعندها فقط منحوها ثقتهم.
شارعنا العربي ليس كما رآه الزعماء والملء من أعوانهم: سوقة ودهماء
وغوغاء وأتباع كل ناعق، بل هو شارع ذكي ومسيّس، يدرك بفطرته السليمة ما لا
تدركه النخب ولا أهل النفوذ، والثقة التي منحها الناس لـ«الجزيرة» كانت عن
سابق وعي وتمحيص، ومع ذلك، فلن يكون جمهورنا رفيقاً بنا إن أخطأنا، وهذا
خير ضمان لاستمرار «الجزيرة» في طريقها ونهجها. ذات النهج الذي قضى من أجله
طارق ورشيد وعلي حسن الجابر، ومكث فيه تيسير وسامي في السجن بضع سنين، ومن
أجله اعتقل وعذب وأبعد كثير منكم (...)
وعلى المستوى الشخصي، أكمل ثمانية أعوام في إدارة المؤسسة، بعدما عملت
قريباً من الناس مراسلاً في أفريقيا وأفغانستان والعراق، وانزرع في وعيي
أنّ الصحافة الحرة الحقة هي تلك التي تضع الإنسان في مركز اهتمامها، درس
تعلمته وتعلمه كل مراسل لـ«الجزيرة» وكل عامل بها، وهو ما آليت على نفسي أن
أحافظ عليه في السنوات الثماني الماضية: غرفة أخبار مستقلة تحترم عقول
المشاهدين وتنحاز إلى وعيهم الجمعي بمهنية ومسؤولية.
الفضل يعود إليكم وإلى اقتراحاتكم في أن انتقلت «الجزيرة» من قناتين
إلى شبكة من القنوات تزيد على 25، وتبث بالعربية والإنكليزية وقريباً
بالتركية والسواحلية ولغة أهل البلقان، وكنتم أنتم من أعان في تشييد بنية
مؤسسية حديثة وراسخة، احترمت العاملين فيها وقدمت لهم ما يستحقونه. ثم
بجهدكم الدؤوب استطعنا أن نصل ببث الشبكة إلى مئات الملايين حول العالم،
بما فيها الولايات المتحدة التي اتهم وزير دفاعها السابق «الجزيرة» بأنها
كاذبة وشريرة، والتي عادت وزيرة خارجية إدارتها الحالية لتشيد بتغطيتها
وتصفها بأنها تقدم أخباراً حقيقية. لم يفلّ الوصف الأول من عزم «الجزيرة»،
ولم يَغُرّها النعت الأخير، فـ«الجزيرة» هي «الجزيرة» لم تتبدل ولم تتغير.
إنهم مراسلو الجزيرة المنبثون في أصقاع الأرض وصحفيوها ومنتجوها
ومذيعوها وكل العاملين بها من قدم للعالم تغطية مدهشة للأحداث في حرب
أفغانستان والعراق ولبنان وغزة ومقديشو، وهم من نقل الصور الأولى لكارثة
تسونامي والمجاعة في النيجر، وفي عامنا هذا كنتم من أدهش العالم ونقل
أنظارهم وأفئدتهم إلى ميادين التحرير والتغيير من سيدي بوزيد إلى جسر
الشغور، في ثورة عربية سطّر الشباب فيها أسمى وأنبل ملحمة عاشتها أجيالنا،
لا تزال تؤتي ثمارها كل حين، ماضية إلى منتهاها: عزة وكرامة وانعتاقاً من
أغلال الاستبداد وأوثان الديكتاتورية.
وكنت محظوظاً في سنواتي الثماني الماضية أن جمعتني بمجالس إدارة
«الجزيرة» علاقة عمل متميزة، وكان لخبرة رئيس المجلس، سعادة الأخ الشيخ حمد
بن ثامر آل ثاني (...) وما كان لـ«الجزيرة» أن تحقق ما حققت لولا الرعاية
التي أولتها قطر شعباً وقيادة لها. فقد احتملت في سبيل الحفاظ على
استقلالية «الجزيرة» أذى كبيراً (...)
ولأنّ «الجزيرة» قوية بمنهجها، ثابتة بانتماء أبنائها (...) ولأن
ثمانية أعوام من العمل الإداري كافية لتقديم ما لدى القائد من عطاء، وأن
مصلحة المؤسسات كما هي مصالح الدول (...) فقد كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس
الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني،
وقد تفهم مشكوراً رغبتي هذه، فها أنا ذا اليوم أمضي من موقعي إلى ميدان آخر
جديد، أستلهم فيه روح «الجزيرة» ورؤيتها، وأنقل ما تحصل لي من تجربة وخبرة،
مستمراً في الدفاع عن الإعلام الحر النزيه (...) وأبارك للمدير العام
الجديد متمنياً له التوفيق والسداد في قيادة المؤسسة والمضي بها نحو آفاق
أوسع. وبتعاونكم جميعاً معه، فإن «الجزيرة» ستكون بحول الله على الدوام
منارة للإعلام الحر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وضّاح خنفر
(مقتطفات من الرسالة التي بعثها أمس إلى زملائه في «الجزيرة»)
أحمد بن جاسم
تسلم الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني أمس، منصبه كمدير عام لقناة
«الجزيرة». وبحسب قرار تعيينه، فإنّ المهندس البترولي «يحمل بكالوريوس في
هندسة البترول، وماجستير في الإدارة المتكاملة للمشاريع البترولية من لندن
وفرنسا (...) وقد تدرج منذ عام 1991 في مناصب عدة في شركة «قطر غاز»،
ويتمتع بخبرة خارج دولة قطر في بعض الشركات العالمية». علماً بأنّه رافق
أمير قطر حمد بن خليفة في زيارة قصيرة للسعودية الأسبوع الماضي، التقيا
فيها بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وفق ما جاء في «بوابة
الأهرام». ويبدي العاملون في «الجزيرة» مخاوفهم إزاء مستوى القناة، وخصوصاً
أنّ الوافد الجديد لا يمتلك أية خبرات في مجال الإعلام.
الأخبار اللبنانية في
21/09/2011
ليلة سقوط الإمبراطور
ليال حداد
ترك وضّاح خنفر مكتبه في مقرّ قناة «الجزيرة» في الدوحة، وأعلن أنّه
مغادر «إلى ميدان آخر جديد». الإعلامي الفلسطيني الذي بدأ عمله في الفضائية
القطرية مراسلاً في بغداد، وصل إلى إدارة أكبر شبكة إعلامية في العالم
العربي، قبل أن يصدر قرار إقالته من منصبه وتعيين أحمد بن جاسم بن محمد آل
ثاني مكانه.
لم تكن قصة وضاح خنفر مع «الجزيرة» تقليدية. الرجل الآتي من خلفية «إخوانية»
بامتياز، والمتمرّس في مجال الصحافة والإعلام، تمكّن من كسب ثقة أمير قطر،
فحصل منه على تفويض كامل بحرية التصرّف في القناة، واستند إلى موازنة ضخمة
تجاوزت نصف مليار دولار سنوياً. كلّ هذه العوامل حوّلته بسرعة قياسية إلى
الحاكم الفعلي والوحيد في المحطة، والرجل الذي تخشاه الحكومات والأنظمة،
حتى إن النكتة الشائعة عنه أنّه كان يمسك الريموت كونترول ويسأل أولاده: أي
نظام تريدني أن أسقط لك؟
وخلال ثماني سنوات، نجح الرجل في إحكام القبضة على كل المفاصل الحيوية
في المحطة، فعيّن مقرّبين منه في أغلب الإدارات، وهو ما جعل مجموعة كبيرة
من العاملين في الفضائية يعبّرون عن امتعاضهم من تهميشهم على حساب
«إسلاميين» مقرّبين من المدير العام. وأدى ذلك إلى استقالات متتالية أبرزها
للمذيعات الأربع (جمانة نمور، ولينا زهر الدين، ونوفر عفلي، ولونا الشبل)،
ثمّ غسان بن جدو، وغيرهم. ونجح خنفر كذلك في إبعاد مجموعة من مديري المكاتب
في العواصم العالمية مثل ميشال الكيك (باريس)، وأكرم خزام (موسكو)...
واستبدالهم بآخرين مقربين فكرياً وإيديولوجياً من توجّهاته.
ويرى مراقب للشؤون الداخلية في «الجزيرة» أن كل هذه الأخطاء المتراكمة
جعلت قرار التخلّي عن خنفر سهلاً على الإدارة القطرية و«خصوصاً أنّ وثائق «ويكيليكس»
ظهرت في هذه الفترة أيضاً، ما سهّل عملية إقالته». إلا أن المراقب نفسه
يضيف أن عاملاً آخر «حرق أسهم خنفر»، وهو الصراع «التقليدي بين التيارَين
القومي العربي والإسلامي في فلسطين والعالم العربي... ويبدو أن الكفّة مالت
إلى الطرف الثاني».
رحل إذاً وضّاح خنفر، بعدما كان الصانع الحقيقي لمجد قناة «الجزيرة»
من خلال التغطية المتميّزة خلال اجتياح العراق، ثمّ عدوان تموز 2006،
فالعدوان الإسرائيلي على غزة، وصولاً إلى الثورات العربية التي شهدت
«السقوط الأكبر للمحطة مع مواكبتها لكل الثورات، وتجاهلها الكبير لثورة
البحرين» يقول مصدر من داخل المحطة. ويضيف أن هذه الازدواجية في المعايير،
ثمّ وثائق ويكليكيس، جاءت لتُفقد خنفر الكثير من صدقيته الشارع العربي.
ومع رحيل الإعلامي الفلسطيني من منصبه، ترتسم علامات استفهام حول مصير
العاملين المحسوبين عليه أو من باتوا يعرفون بـ«أيتام وضّاح خنفر»: هل
سيُبعَدون عن مناصبهم؟ وهل ستخضع القناة لإعادة هيكلة، تعيد خلط الأوراق
عند الموظفين؟ وهل يراجع بعض الصحافيين في المحطة حساباتهم؟ أسئلة كثيرة لن
تتضح الإجابة عنها إلا عند التعرّف إلى الخلفيات الحقيقية للمدير الجديد،
أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني. الرجل الآتي من عالم الاقتصاد، عمل مديراً
لشركة «قطر غاز»، ولا يكاد يعرفه العاملون في المحطة. إلا أنّ مجرّد تعيينه
في هذا المنصب يفتح الباب واسعاً أمام استنتاجات عدة. أوّلها أن «الجزيرة»
فقدت إحدى أبرز نقاط قوتها، مع تعيينها مديراً من عائلة آل ثاني. المحطة
التي تغنّت طويلاً باستقلاليتها، وبمديرها الفلسطيني، تعود اليوم محطّة
نظام بالمعنى الكامل. وها هو أحد أعضاء العائلة المالكة يُعيّن مديراً
عاماً لأكبر فضائية عربية. «الشيخ البترولي» ــــ كما بات لقبه على مواقع
التواصل الاجتماعي ــــ سينجح من دون شك في الجانب الإداري، لكنّنا لا نعرف
بعد من سيدير التحرير من الآن فصاعداً، ويحدد سياسة المحطّة؟ هنا يترك خنفر
نقصاً واضحاً، هو الملمّ بخفايا الإعلام والسياسة، وقد كان معروفاً عنه
اطلاعه على كل شاردة وواردة في «الجزيرة». يبقى السؤال الأهم: هل سيكون
هناك تحوّل في السياسة التحريرية لـ«الجزيرة»؟ ربّما كان من السابق لأوانه
الدخول في هذا النوع من التكهّنات، وإن كان يجري الهمس في كواليس المحطّة،
كما نقل إلينا إعلامي بارز من داخلها، عن «تغيير في سياسة قطر إزاء الملف
السوري، ما جعل من وضّاح خنفر كبش المحرقة». وبغضّ النظر عن إمكان حصول
انعطافة سياسية، يبدو أن المحطة اتخذت قرارها قبل فترة، من دون أن تبلغ حتى
أعضاء مجلس الإدارة الذين لم يعرف بعضهم بالقرار، إلا قبل ساعة واحدة من
نشره في وسائل الإعلام. وبانتظار أن تتضح الصورة الجديدة، ستبقى الأنظار
معلّقة بفضول إلى شاشة «الجزيرة»، بحثاً عن بوادر أي تغيير أو تحوّل في
محطّة «الرأي والرأي الآخر».
الأخبار اللبنانية في
21/09/2011
تساؤلات حول الدوافع.. وأحمد بن جاسم المدير الجديد
وضاح خنفر
وأيمن جاب الله يستقيلان من "الجزيرة"
فاتن قبيسي
بعد سلسلة الاستقالات
التي تقدم بها عدد من المذيعين ومقدمي البرامج في قناة "الجزيرة" في
السنوات
الأخيرة، وصل "موسى" الاستقالة الى ذقن المدير العام لشبكة "الجزيرة" وضاح
خنفر،
بعد ثمانية أعوام أمضاها في منصبه. في خطوة سريعة تم تعيين الشيخ أحمد بن
جاسم آل
ثاني بديلا عن خنفر، وهو من العائلة المالكة، ومدير الهندسة والمشاريع في
شركة "قطر
للغاز"، وهي من أكبر الشركات النفطية في قطر. ويتردد أنه قريب من ولي
العهد، وأن لا
خلفية لديه في مجال الإعلام. ومن المرجح أن يتولى المسؤولية لحين تعيين
الزميل عبد
الله الغانم من تلفزيون قطر. وعلمت "السفير" أن مدير قناة "الجزيرة مباشر"
أيمن جاب
الله، استقال أيضاً أمس، وهي القناة التي خصصت بعد الثورة المصرية خدمة
"الجزيرة
مباشر مصر"، والتي منعتها السلطات المصرية مؤخراً من البث
معتبرة أنها تعمل بشكل
غير قانوني، فيما استمرت القناة برغم قرار المنع في مواصلة بثها من مصر.
وتأتي
الاستقالتان بعيد إقالة مسؤولة قسم الماكياج والأزياء في "الجزيرة" مؤخراً
لويز أبو
سنة، في خطوة بعيدة عن الإعلام. وتطرح هذه الخطوات علامة استفهام حول
دوافعها، التي
يبدو أنها لم تنتظر التأجيل لحين احتفال القناة بعيدها السنوي
في تشرين الثاني
المقبل، ما يجعلها افتراضيا دوافع ملحة. وإذا كانت مغادرة بعض العاملين في "الجزيرة"،
تعبر في معظمها عن اعتراضات، إما على السياسة التحريرية للقناة وكيفية
تعاطيها مع الثورات العربية، وإما عن شكوى من السلوك الإداري حيال
الموظفين، فإن
الأرجح أن استقالة خنفر تقع في خانة أخرى. لا سيما أنه هو الذي
قاد الخط التحريري
الجديد للقناة بما تضمنه من تغطية مثيرة للجدل للثورات العربية. وفي حين لم
تعرف
بعد أسباب استقالته، حاولت "السفير" الاتصال به لاستيضاحه عنها، الا أن خطه
بقي
مقفلا يوم أمس. والمفارقة أن توقيت استقالته جاء في عز انخراط "الجزيرة" في
غمار
الثورات العربية، ولا سيما في سوريا، ما يطرح أسئلة حول ما إذا كانت
الاستقالة
مرتبطة بالتطورات في العالم العربي، أم إن أسبابها شخصية
وإدارية؟ وإذا كانت
الاستقالة متأثرة بالمناخ السياسي العربي فهل هي ناجمة عن ضغوط معينة أم
إنها نابعة
من مراجعة ذاتية؟ وهل لما سربته "ويكيليكس" مؤخراً حول علاقة خنفر مع
الاستخبارات
العسكرية الأميركية صلة باستقالته؟ وهل صحيح ما يردده بعض العارفين بكواليس
"الجزيرة" أن خنفر تحول الى كبش فداء في لعبة أكبر منه بكثير، أم إن
الأمر هو أبسط
من ذلك؟ ثم ماذا عن البديل المفترض تعيينه عن خنفر وعن سرعة اختياره؟
ولماذا كان
النقاش دائرا في وقت ما حول إمكانية إشغال المنصب من قبل إحدى الشخصيات
العربية
البارزة التي تستضيفها "الجزيرة" بشكل شبه دائم على شاشتها كما
كان يروج البعض؟
ويبقى السؤال الأهم: هل تعني استقالة المدير العام للشبكة تغييرا في
السياسة
التحريرية للقناة القطرية، أو على الأقل تحولاً في السياسة الإدارية، أم
إنها مجرد
إبعاد شخص والإتيان بآخر؟ وفي خبر نشرته وكالة "فرانس برس" أمس، أن مدير
عام "الجزيرة"
القطرية وضاح خنفر قدم استقالته، في رسالة وجهها أمس الى العاملين في
المحطة. وكتب خنفر الذي يدير القناة منذ العام 2003 : "كنت قد
تحدثت مع
رئيس مجلس
الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني،
وقد
تفهم مشكورا رغبتي هذه". وأشاد خنفر بالرعاية التي أولتها قطر
شعبا وقيادة
"للجزيرة". وختم قائلا: "الجزيرة قوية بمنهجها وثابتة بانتماء أبنائها
(...) لا
تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج الى تداول
وتعاقب،
فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة". فاتن قبيسي
السفير اللبنانية في
21/09/2011
«بقعة
ضوء 8»:
خطوة لم تكتمل لإعادة ألق الأجزاء
الأولى
ماهر منصور
تعاني كاتبة
السيناريو (أمل عرفة) في إحدى لوحات «بقعة ضوء - الجزء الثامن» من أزمة
اختيار مما
يغدق عليها المحيطون من كل حدب وصوب، من اقتراحات لأفكار تصلح لمسلسل «بقعة
ضوء».
وبمقدار ما يبدو مضمون اللوحة تعبيرا طريفا عن علاقة الناس مع المسلسل
الشهير،
واندماجهم فيه وثقتهم به، فإنه يعبر في الوقت ذاته عن الأزمة الحقيقية التي
تعاني
منها نصوص المسلسل اليوم. فليس كل ما يضحك، أو يثير مفارقة
مرّة، أو يبدي حساً
انتقادياً ساخراً، يصلح لأن يكون لوحة درامية في «بقعة ضوء». ولعل في نجاح
الأجزاء
الأولى من العمل الشهير في التقاط تفاصيل حياتية صغيرة وتوليفها في لوحة
درامية
انتقادية ساخرة، ما جعل الناس يندفعون لتبني مواقف حياتية
تواجههم على أنها تنفع
للمسلسل.
ومع الأيام يبدو أن ما كان يراه الناس العاديون يصلح لـ«بقعة ضوء»
تسرب إلى أقلام كثيرين ممن «تنطحوا» لكتابة
لوحات المسلسل. فخرجت أجزاؤه التالية
بنصوص درامية عادية تفتقد الدهشة والبسمة. تحار بحكاية لا طعم
لها، وترتبك فلا تعرف
كيف تنهيها بمفارقة ناقدة أو ساخرة. والنتيجة «بقعة ضوء» لا يشبه تاريخه،
وأقصى ما
ينشده أصحابه ملامسة مجد الأجزاء الأولى.. من دون أن يلمسوه!
كاد الجزء الثامن
من المسلسل الذي تابعناه خلال رمضان الفائت أن يفعلها، ففي حلقاته الأولى
نجح عدد
من لوحاته في تجاوز الضحك السريع، ليكون حديث الناس في الشارع كما حدث في
لوحة
«الدبكة»
التي روت حكاية مسؤول قديم، يجد نفسه «يدبك» قسراً، عند سماع أي من أغاني
الدبكة، ليكتشف في النهاية أن مسؤولين آخرين مثله يعانون من عقدة الدبكة
ذاتها، وقد
أدمنوها منذ كانوا في موقع المسؤولية. وكانت الدبكة في
المناسبات جزءا من مقتضيات
مسؤولياتهم.
إلا أن لوحات الجزء الثامن سرعان ما عادت لتقع في الهوة ذاتها التي
سقطت فيها لوحات الأجزاء السابقة، لتمر حلقات كثيرة بلا أثر باستثناء لوحات
قليلة
متميزة.
وفيما نعتقد بأن الأجزاء الأخيرة من «بقعة ضوء» ما زالت تفتقد الروح
الجماعية ذاتها التي صنعت الجزأين الأول والثاني، والتي جمعت نجوم الدراما
السورية،
كممثلين وككتاب... وكومبارس إذا لزم الأمر. إلا أنه يحسب للجزء الأخير عودة
عدد من
نجوم الأجزاء الأولى لشغل مساحات هامة من لوحات العمل، في مقدمتهم النجمة
أمل عرفة،
بالإضافة إلى نجومه المعتادين: أيمن رضا، عبد المنعم عمايري، أحمد الأحمد،
محمد
حداقي، جمال العلي، ديمة قندلفت، عبد الرحمن آل رشي، بشار
إسماعيل، وآخرين. فضلاً
عن عودة النجم عابد فهد إلى الكوميديا التي قدمته للجمهور، كضيف شرف في بعض
الحلقات.
السفير اللبنانية في
21/09/2011
فيفـي عبـده :
نجـاح «كيـد النسـا» يؤكـده
بيعه
لفضائيتيـن كبيرتيـن بعد انتهاء رمضان
محمد حسن
«علاقتنا
في «كيد
النسا» علاقة كيدية قائمة على صراع زوجتين للفوز برجل. بينما في الواقع
يجمعنا كل
ود واحترام، وأنا التي رشحتها للعمل معي». تقول الفنانة فيفي عبده عن
علاقتها
بالفنانة سمية الخشاب التي شاركتها بطولة مسلسل «كيد النسا»
الذي عرض خلال شهر
رمضان الفائت، ويعاد عرضه اليوم عبر قناتي «الحياة» و«أم بي سي».
تجسد فيفي عبده
في المسلسل شخصية «كيداهم» التي تدبر المكائد طوال الوقت لضرتها وتحاول كسب
الزوج،
وتقول في هذا الإطار: «حاولت كسر الأدوار النمطية هذا العام، كنت أميل
سابقا نحو
أدوار تتسم بالشموخ والعظمة بعيدا عن الرقص وخفة الدم، لكن
اخترت هذه المرة النص
الدرامي الذي كتبه الدكتور حسين مصطفى محرم، نجل المؤلف المعروف مصطفى محرم
على
أساس ان «ابن الوز عوام» ما جعلني أشعر بالارتياح في عملي، وهذا مهم جدا
لأن
خلافاتي في أعمالي السابقة كان سببها المؤلف الذي كنت أختلف
معه كثيرا».
وتتحدث
عن علاقتها المرحة بزميلتها الخشاب في الكواليس. وتقول: «اخترتها للدور،
لأنني سبق
أن وعدتها بأن نقدم سويا مسلسلا مأخوذا عن قصة فيلم «شباب امرأة»، بحيث
أجسد شخصية
تحية كاريوكا وتجسد هي شخصية شادية. ولكن المشروع تأجل بسبب
ارتباطها بمسلسل آخر
يومها».
وتؤكد أنها كانت قصدت طبيبا متخصصا لتتابع معه عملية إنقاص وزنها
لتبدو
رشيقة أمام الكاميرا، وبما يساعدها على الرقص في المسلسل. ونفت قيامها بأي
عملية
تجميل قبل تصوير العمل.
وعن انتقاد الناس لها بسبب لامبالتها إزاء الأحداث
السياسية الأخيرة في مصر تعلق بقولها: «التمثيل والرقص مهنتي، وأنا أمارس
عملي كما
يملي علي ضميري، وإذا عاد كل منا الى عمله سنعيد بناء مصر أقوى
مما كانت عليه. أما
أن يترصد بعضنا الآخر ونتفرغ لإثارة المشكلات، فهذا يؤخرنا كثيرا. والحقيقة
أنه ليس
لدي اهتمامات سياسية، وبالتالي لا يهمني من هو الرئيس المقبل. ما يهمني أن
يكون
شخصا يحظى بإجماع شعبي ويعمل باجتهاد من أجل مصلحة بلدنا».
وعن المنافسة
الدرامية الرمضانية تقول: «الموسم بدا ضعيفا بسبب تردي الحالة الاقتصادية
لجهة
الإنتاج وقنوات العرض، فضلا عن انصراف الناس للمشاركة بالاعتصامات
والتظاهرات. ولكن
رغم ذلك، حقق «كيد النسا» نجاحا ملحوظا لدرجة أن قناتين
كبيرتين مثل «الحياة» وأم
بي سي» اشترتا المسلسل لتعرضاه بعد عيد الفطر، ما يعني نجاحه في رمضان.
وهناك
مسلسلات عدة جيدة، ومنــها «آدم» بطولة تامر حســـني والذي حظي بنسبة
مشاهدة
جــيدة، و«وادي الملــوك» باعتبــاره درامــا صعيـــدية قوية
وجاذبة».
السفير اللبنانية في
22/09/2011 |