مالك قناة يصف ثورة 25 يناير بأنها "إلهية" ويقول إن أرباح قناته
ستذهب للفقراء! مصادر التمويل والملاك الحقيقيون "أسرار حربية".. والانتماء
للنظام البائد يطارد "النجوم" رغم أن المشهد السياسي الحالي شديد الغموض
والتعقيد، إلا أنه لا يوجد في مصر - ولا في غيرها - ما هو أكثر غموضا ولا
تعقيدا من المشهد الإعلامي الذي تحول - بلا أدني مبالغة - إلي مولد فيه من
الراقصين والحواة بقدر ما فيه من النصابين والنشالين، خاصة بعد إطلاق عدد
كبير من القنوات الفضائية الجديدة خلال الشهور القليلة الأخيرة التي أعقبت
نجاح ثورة 25 يناير من العام الحالي.. وظهور المزيد من القنوات ليس مشكلة
في حد ذاته، المشكلة في الغياب الكامل، والمتعمد، للشفافية في كل ما يتعلق
بخروج هذه القنوات إلي النور، وكأنه من الأسرار الحربية.. فليست هناك أي
معلومات موثقة أو موثوق فيها عن هذه القنوات وملاكها وانتماءاتها، وليس
هناك أي ردود علي عشرات الأسئلة التي تتعلق بمصادر وطرق تمويلها، والاشتباه
في استخدامها من قبل بعض الفاسدين لغسيل الأموال، والشكوك في علاقات بعض
مسئوليها والعاملين فيها بالنظام المخلوع، وعملهم علي إنجاح ما يسمي بـ"الثورة
المضادة"، وغيرها من الأسئلة. مثل غيري، لا أملك أي رد علي أي سؤال، وأحاول
هنا فقط أن أرصد بعض الغرائب والعجائب التي صاحبت ظهور هذه القنوات، عسي أن
يؤدي تجميع قطع البازل (اللغز) إلي تكوين صورة مفهومة، أو علي الأقل واضحة!
أغرب ما قرأته عن الفضائيات الجديدة، ما ورد علي لسان محمد الأمين رجب، وهو
من قيل إنه مالك ورئيس قناة "سي بي سي"، حيث قال، في تصريحات صحفية خلال
الاحتفال بإطلاق القناة، إن رأس مال هذه القناة هو "وقف خيري" هدية لشعب
مصر، وبالتالي فالقناة لا تهدف للربح، بل لإعادة تشكيل الوعي، وهي قناة
عامة ليست لها حسابات سياسية ولا توازنات مع أحد أو ضد أحد وستنقل نبض
الشارع بأمانة للمشاهدين، وأعلن أن كل رأسمال القناة من ماله الخاص، وليس
فيها أي أموال مشبوهة، وأضاف أن أرباح القناة من أموال سوف تذهب لمؤسسة
خيرية لمساعدة كل المحتاجين والفقراء! الشريك الوحيد قام رجب بتعريف نفسه
لمن لا يعرفه من المدعوين للاحتفال قائلا إنه خريج كلية الهندسة وإنه يأسف
لأنه لم يبدأ حياته داخل مصر، حيث كان يعمل بالخارج في مجال الإنشاءات..
وقال أيضاً إنه الآن في مصر ومن الواجب عليه استثمار ما يملكه من مدخرات
داخل بلاده. وأوضح أنه فخور جدا بما فعلته الثورة المصرية من تغيير في مصر،
وأن ثورة الشباب أعطت العزة والكرامة لكل المصريين، وأنها "ثورة إلهية"
وقام شباب مصر بإتمامها علي أكمل وجه! ولا تسل ماذا يقصد رجب بأن رأسمال "سي
بي سي" هو "وقف خيري" هدية لشعب مصر، أو ماذا يعني تعبير "ثورة إلهية"،
لأنني لا أعرف الإجابة، ولا أظن أن أحدا يعرفها، حتي رجب نفسه.. والأجدر أن
تتساءل ما إذا كان رجب هو المالك والممول الحقيقي للقناة، تماما كما حدث
خلال الاحتفال، حين سئل عن مصادر تمويل القناة وعلاقته برجل الأعمال منصور
عامر، صاحب "بورتو مارينا"، وشريكه في بعض المشروعات، فأجاب قائلا إن تمويل
القناة من مدخراته فقط عن عمل دام أكثر من 30 عاماً خارج البلاد، وأوضح أن
عامر صديق وأخ بالنسبة له ولكن لا توجد له أي صلة بتمويل القناة، وأن
الشريك الوحيد له في هذا المشروع سيدة من عائلته تدعي سهير يحيي، وبنسبة 5%
فقط. لكن هذا الكلام لم يقنع أحدا، وتوالت علي المواقع الإلكترونية مقالات
وتعليقات تشكك فيه، وتقول إن هذه الفضائية مملوكة لرجل أعمال نشط في مجال
الاستثمار العقاري وأحد أبرز ممولي الحزب الوطني المنحل وصديق حميم لأحمد
عز وأحمد فتحي سرور. فأين الحقيقة؟ أما الصحفي محمد هاني، مدير البرامج في
القناة، فقال: "اخترنا أن يكون معظم مقدمي برامجنا صحفيين ممن لديهم موقف،
ويستطيعون تشكيل وعي الأمة، لأن مصر تحتاج إلي إعلام قوي وقادر علي إعادة
تشكيل وعيها". ومن بين من اختارتهم إدارة القناة لتشكيل وعي الأمة، لميس
الحديدي، وخيري رمضان، اللذان يتهمهما كثيرون بالولاء الكامل للنظام
المخلوع، خاصة الحديدي، التي واجهت من اللحظة الأولي اتهامات حول دورها في
انتخابات الرئاسة عام 2005، وصلتها بالحزب الوطني المنحل، فقالت: "لا أنكر
أنني كنت مشاركة في الحملة الانتخابية للحزب الوطني عام 2005، وهذا شيء لا
أنكره بل أعتز بمهنيتي، وسأظل علي نفس نهج المهنية الإعلامية، أما مواقفي
واتجاهاتي فمعروفة للجميع". وأترك لكم التعليق علي الإجابة. تجمع الدعاة
وبالتوازي مع نظرية "الوقف الخيري"، انتبهت إدارة القناة للمد الديني
الحاضر بقوة غير مسبوقة في مصر ما بعد الثورة، فضمت لطاقم العاملين فيها
الدعاة عمرو خالد، ومعز مسعود، ومظهر شاهين، إمام جامع عمر مكرم، بالإضافة
لـ"داعية الشعر" عبد الرحمن يوسف القرضاوي، والممثلة المعتزلة مني عبد
الغني. قناة أخري دار حولها جدل واسع هي "النهار" الفضائية، التي يرأس مجلس
إدارتها الدكتور وليد مصطفي، رئيس مجلس إدارة جريدة "اليوم السابع"،
ويرأسها ويشارك في ملكيتها سمير يوسف، الذي لا يعرّفه أحد سوي بأنه زوج
الإعلامية مني الشاذلي.. ورغم أن المعلن أن يوسف مجرد شريك في القناة، إلا
أن كثيرين يؤكدون أنه مالك القناة الحقيقي، وأنه لا يريد أن يكشف حتي الآن
عن شركائه فيها ، لأن الأموال التي تم ضخها في المشروع فوق التصور، حتي أن
تكاليف الدعاية والتسويق لها قبل انطلاقها تجاوزت أربعين مليون جنيه، بما
يعني أن تكلفة التشغيل لن تقل عن مائة وعشرين مليون جنيه.. بل اتهمه البعض
بعدد من المواقع الإلكترونية بأنه من "الفلول" المقربين من رموز الوطني
والمدافعين عنه. وفي هذه القضية ينبغي التوقف طويلا أمام ما قاله الدكتور
سامي الشريف، الأستاذ بكلية الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون
السابق، في المؤتمر الذي عقد في مركز "الاقتصاد الإسلامي" بجامعة الأزهر
الشهر الماضي تحت عنوان "الإعلام المصري في مواجهة التحديات المعاصرة"، حيث
صرح بأن بعض القنوات الفضائية الخاصة أنشئ بالأساس بهدف غسيل الأموال، رغم
أنه لا يربح، بل يحقق خسائر مستمرة، ولكن أصحابه كانوا يعملون حسابا لليوم
الأسود علي حد تعبيره.. وأضاف الشريف أن ملاك القنوات الفضائية الخاصة
ومقدمي البرامج فيها كانوا علي علاقة وثيقة بالنظام السابق، وأنه كان هناك
اتفاق بين الطرفين علي تمثيلية اصطناع معارضة شكلية وإطلاق كلام في الهواء
للتنفيس، مع احترام الجميع الخطوط الحمراء المعروفة لدي الطرفين. استقطاب
الصحفيين ذهب الشريف في كلامه الخطير إلي أن بعض أصحاب القنوات الخاصة لم
يكونوا يستهدفون الربح، بقدر ما كانوا يستهدفون إفساد مؤسسات الدولة
وترويضها، وبشكل خاص إفساد المؤسسات الإعلامية، باستقطاب العديد من
الصحفيين والإعلاميين وإغرائهم بالمال والشهرة. هنا لا اعتبر أي كلام مسلما
به، ولا أنحاز لأي رأي أو وجهة نظر بعينها، ولا أوجه أي اتهامات لأي طرف،
بل أطرح كل الرؤي والآراء وأترك الحكم للقارئ.. أما ما أرفضه تماما وأتحمل
مسئولية رفضه وحدي، من دون أن أحتاج إلي رأي ثان، فهو الدروشة، والمتاجرة
بالدين، وبمشاعر وعواطف الناس الدينية.. بالإضافة، بالطبع، للتلون، وتغيير
الجلد والمواقف والمبادئ والمعتقدات مثل تغيير الملابس.. وأبشر المتلونين
بالنفي والاستبعاد من أوساط المواطنين المحترمين، مهما طال تنكرهم وراء أي
لون أو أي شاشة!
جريدة القاهرة في
19/07/2011
محمود سلطان تلميذ العمالقة
بقلم : زياد فايد
وحتي عندما اعتزل الشاشة الصغيرة كوجه تليفزيوني ظل صوته يلازمنا
كمعلق علي واحد من أشهر برامج التليفزيون المصري لأكثر من عشرين عاما وهو
برنامج «عالم الحيوان» ومحمود سلطان كما يقول: كنت تلميذا لجيل العمالقة
أمثال همت مصطفي، أ ميمة عبدالعزيز والآن أصبح أستاذا لأجيال وأجيال كمحاضر
ومدرب ومعلم لشباب الإعلاميين. النشأة ولد محمود محمد عطا جاد سلطان والذي
اطلق عليه فيما بعد اسم محمود سلطان في 15 نوفمبر 1940 بمدينة القناطر
الخيرية، حيث كان يعمل والده موظفا بمصلحة الري.. وكان لنشأته في أحضان
الطبيعة وسحر النيل الخالد تأثير كبير جعله شخصا رومانسيا حالما يتأثر بشكل
ما بما يحيط به من أشياء، هو أيضا ينبهر بداخله بأي إنسان يبدع في مهنته أو
يتفنن في صنعته. التحق محمود سلطان بمدارس القناطر الخيرية من المرحلة
الابتدائية وحتي الثانوية وفي القاهرة التحق بكلية الآداب قسم تاريخ حيث
تخرج فيها عام 1965. منذ كان عمره لا يتعدي بعد اثني عشر عاما بدأ يدرك
معني الثورة، حيث كان لثورة يوليو 1952 تأثير كبير علي تكوينه العقلي
والوجداني. الإذاعي حلم أن يكون مذيعا، كان يراوده منذ طفولته الأولي،
وكانت البداية عندما التحق بالبرنامج الإذاعي الموجه عام 1966 وحتي عام
1970 حينما أصبح مشرفا علي البرنامج السواحلي الموجه للشرق الأوسط وجنوب
أفريقيا. ورغبة منه في الظهور بشكل أكثر لمعانا كمذيع انتقل إلي إذاعة صوت
العرب مذيعا لنشرة الأخبار ومقدما للبرامج الخاصة السياسية والثقافية، حيث
توالت برامجه ومنها: «اللقاء المفتوح، الحياة، الحب، الأمل» وفي عام 1989
أصبح كبيرا للمذيعين. التليفزيوني ولأن التليفزيون كان في تلك الفترة عامل
جذب لكل مذيعي الإذاعة وبالطبع أكثر شهرة ولمعانا وجماهيرية، لذا انتقل
إليه ضمن مجموعة من الإذاعيين المشاهير كانوا قد سبقوه علي رأسهم الإذاعية
همت مصطفي. في نفس الوقت ظل يواصل عمله بإذاعة صوت العرب، لأنه كما ذكرنا
كان عاشقا للميكروفون الإذاعي منذ الصغر إلي جانب أن الميكروفون كان بداية
مشواره الإعلامي، ورغم كونه مذيعا متمرسا ومدربا ولديه خبرة لسنوات إلا أنه
كما يقول: لم يستطع أن يواجه الكاميرا عندما قرأ موجز الأنباء علي شاشة
التليفزيون لأول مرة، حتي أنه شعر بالخوف لدرجة أنه لم ير الكاميرا أمامه
وهذه اللحظة كما يتذكر سلطان: بعد أن قرأت الموجز سألت المحيطين بي عن
رأيهم، فأكدوا أني كنت ثابتا وواثقا من نفسي، فتعجبت وقلت لهم كيف؟! فقد
كنت أشعر بغير ذلك حيث كان الخوف من الانطباع الأول علي أدائي يقلقني لأنه
يدوم، وحمدت الله أنني لاقيت القبول لدي الناس منذ الوهلة الأولي بطلتي علي
الشاشة. وابتدا المشوار حقيقة لقد عاصر محمود سلطان أحداث كثيرة ومهمة أعطت
لنشرة الأخبار أهمية ولقارئها مكانة جعلت اسمه يتردد بكثرة عند رجل الشارع
مع زملائه همت مصطفي وزينب الحكيم وأحمد سمير ودرية شرف الدين وغيرهم، فقد
كانوا جميعا يقدمون إلي جانب النشرة الإخبارية برامج سياسية وإخبارية منها
علي سبيل المثال: «موضوع للمناقشة، حوار الأسبوع وصباح الخير يا مصر». كان
لنجاح محمود سلطان السريع والقبول الجماهيري علي الشاشة الصغيرة أن تم
ترشيحه لنقل الأحداث السياسية والقومية المهمة في مصر علي الهواء مباشرة من
خلال الإذاعات الخارجية للتليفزيون ومنها حفل إعادة افتتاح قناة السويس
للملاحة بحضور الرئيس محمد أنور السادات، حيث شارك محمود سلطان الإعلامية
همت مصطفي في نقل وقائع هذا الحدث التاريخي والسياسي المهم، وكان الرئيس
محمد أنور السادات، كان يعي تماما أهمية الإعلام لذلك كانت فرصة سلطان
كبيرة للاشتراك في متابعة ونقل العديد من الأحداث المهمة داخل وخارج مصر
عبر شاشات التليفزيون المصري. تأثره بالرواد يقول محمود سلطان عن تأثره
بالجيل السابق من الرواد، تأثرت بهم جميعا وأعتقد أن كل جيلي في الإذاعة
تأثر بالجيل الذي سبقه حتي أن الإعلامية همت مصطفي منذ أن كانت كبيرة
مذيعين ثم رئيسا للقناة الأولي ثم رئيسا للتليفزيون لم تبخل يوما بعطائها
الإعلامي وخبرتها، ولذا ظلت محتضنة لجيل بأكمله، لذلك كانت لها بصمات واضحة
علينا جميعا ولا أنسي أيضا الإذاعية الكبيرة والقديرة أميمة عبدالعزيز التي
قامت بتدريبنا علي أكمل وجه. مذيع الـ
BBC بعد أن ذاع صيته الإعلامي في مصر والعالم
العربي كمقدم برامج وقارئ نشرة يمتلك مقومات وسمات كثيرة أهلته للتربع علي
عرش المشاهير من نجوم الإعلام المرئي والمسموع قررت إذاعة الـ
BBC أن تضمه إلي قافلتها الإعلامية، وبالفعل حصل علي إجازة من العمل في
مصر لمدة عام وسافر إلي لندن عام 1989 ليصبح أحد منابر هذه الإذاعة التي
طالما كان يستمع إليها باهتمام ويعتبرها مصدرا مهما للمعلومات الإخبارية.
عضو البرلمان في عام 1995 رشح نفسه لعضوية مجلس الشعب وحصل بإجماع علي
أصوات دائرته الانتخابية واستمر يمارس العمل السياسي طوال مدة برلمانية
كاملة حتي عام 2000. التدرج الوظيفي كانت أولي خطوات السلم الوظيفي في
الحقل الإعلامي، كبيرا للمذيعين ثم نائبا لرئيس قطاع الأخبار باتحاد
الإذاعة والتليفزيون وأخيرا مستشارا من الدرجة الممتازة، وذلك حتي وصوله
لسن المعاش عام 2000 وطوال هذه السنوات لم تنقطع صلته بالإعلام كخبير أو
محاضر أو عضو في لجان تحكيم أو مؤتمرات أو منتديات إعلامية داخل وخارج مصر.
الخبير الإعلامي قام بالتدريس في الجامعات المصرية ومنها كلية الإعلام
بجامعة القاهرة، كلية إعلام 6 أكتوبر، كلية إعلام عين شمس، بالإضافة إلي
الإشراف علي تدريب أجيال من المذيعين والمذيعات في العديد من القنوات
التليفزيونية المختلفة سواء التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أو
الخاصة.. في الوقت الذي اعتذر فيه عن العمل كمذيع في القنوات الخاصة،
باعتباره ابن التليفزيون المصري، بل وأحد نجومه ورواده. حاليا هو يمارس
قراءة نشرة الأخبار في إذاعة راديو مصر، كما يقدم بصوته التعليق علي
برنامجه الشهير «عالم الحيوان» علي شاشة التليفزيون المصري منذ منتصف
السبعينات وحتي الان، وبذلك يعتبر واحدا من أشهر وأقدم البرامج
التليفزيونية علي الشاشة. الجوائز حصل محمود سلطان خلال مشواره الإعلامي
علي العديد من شهادات التقدير إلي جانب وسام سيناء تقديرا لعمله علي جبهة
القتال خلال حرب أكتوبر 1971، هذا بالإضافة إلي العديد من الدروع والكئوس
والميداليات التذكارية في مناسبات عديدة قومية وإعلامية وثقافية. هذا وكان
قد تم تكريمه مؤخرا خلال الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الإعلام العربي في
ديسمبر عام 2010. هذا وكانت جماعة الإعلاميين الأحرار في ماسبيرو قد رشحته
مع الإعلامي القدير حمدي قنديل لعضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة
والتليفزيون في صورته الأخيرة لتسيير أعمال المجلس خلال الفترة المقبلة
التي تحتاج إلي إعلاميين لديهم رؤية مستقبلية إعلامية وسياسية وفهم لطبيعة
المتغيرات السياسية علي الساحة العربية والدولية إلي جانب الخبرة
والمصداقية والشفافية التي يتصف بها علي مدي تاريخه الإعلامي.
جريدة القاهرة في
19/07/2011
«قناة 25»: شباب يناير يحتلون الأثير
محمد خير
بإمكانات متواضعة، انطلقت الفضائية المصرية الجديدة، معتمدةً على
الشباب الذين شارك معظمهم في الثورة. ورغم أخطاء فريق العمل، تمكنت المحطة
من جذب الجمهور
القاهرة | منذ إطلاق بثها التجريبي في الأول من نيسان (أبريل) الماضي،
عبّر كثيرون عن إعجابهم بقناة «25 يناير»، لكن كان ثمة مشكلة واحدة في ذلك
الإعجاب أن اسم المحطة هو «قناة 25» من دون يناير. رافق هذا الواقع، خلط
آخر: ظن بعضهم أن الفضائية هي نفسها القناة التي أعلنها «الإخوان المسلمون»
من دون الانتباه إلى أن هذه الأخيرة ستحمل اسم «مصر 25». وقد يكون سبب هذا
الإرباك تسابق الفضائيات والبرامج على اختيار أسماء مرتبطة بـ«ثورة النيل»
من «التحرير» إلى «الميدان».
لكنّ سبباً آخر أسهم في الخلط الأوليّ بين «قناة 25» وقناة «الإخوان»،
هو البساطة التي بدت على وجوه إعلامييها الشباب، والحجاب الذي تلتزم به بعض
شاباتها. لم يكن لذلك علاقة بأي حزب ديني، بل نتيجة مباشرة لاعتماد القناة
على شباب صغار أتى معظمهم من الشارع وميادين الثورة. هنا، لا تأنّق مبالغاً
فيه ولا ماكياج ولا خلفيات فخمة. هنا، تبدو وجوه الإعلاميين الشبان عادية
وطاقة تتبدى في حركة الكاميرات من شارع إلى آخر ومن حارة إلى ميدان. القناة
التي أعلنت ميزانية تقدر بثلاثة ملايين دولار فقط لسنتها الأولى، تلاحق
الشباب وتنقل نبضهم سياسةً وفناً. وهي سياسة تضرب عصفورين بحجر واحد: تخفض
الكلفة، وتتواصل مع الجمهور الذي عبّر عن نفسه في «ثورة 25 يناير».
بلا حلة رسمية أو كرافات، تقدّم القناة نشراتها مستعينة بمراسلين
ناشطين سياسياً من دون التأثير في حيادية الخبر. تطوف الشوارع تسأل الناس
رأيهم في أداء المجلس العسكري، متمايزةً عن بقية الإعلام الخاص، الذي لا
يزال يتحسس حدوده. للشبان عيوبهم أيضاً لجهة الخبرة، فقد وقف مراسل القناة
فوق منصة غير ثابتة في الميدان في جمعة 1 تموز (يوليو)، فانهارت المنصة به
وبضيفته، وانقطع الإرسال!
في 6 نيسان، بدأ البث الرسمي للقناة. واختير لتزامنه مع إضراب المحلة
الشهير الذي انبثقت منه حركة « 6 إبريل» المعروفة. وفي الشهر ذاته، بثت
القناة تقاريرها من مدينة العريش في مناسبة تحرير سيناء (25 نيسان)... لكن
أكثر التقارير إثارةً كانت تلك التي عُرضت من أنفاق التهريب بين غزة
وسيناء. هناك، نزل المراسل بالكاميرا عبر الأنفاق الخطرة، متحدثاً مع أحد
المهربين، ومنحه الفرصة ليشرح أسباب لجوئه إلى هذا «العمل».
لا يمكن قناة أن تكون شابة من دون تناول العالم الافتراضي. في برنامج
«هاش تاج» تقدم المذيعة الشابة والمدونة السابقة ميرال آخر أخبار مواقع
التواصل الاجتماعي. بينما يسأل عبد الرحمن عز المارة عن تطلعاتهم بعد
الثورة ومطالبهم في برنامج «الشعب يريد». لا تكتفي القناة باستضافة
الفنانين الشباب في الاستديو المجهز خصيصاً لبرنامج «البسطة» الأسبوعي، بل
تذهب إليهم في «حالة عاجبانا». هكذا تسعى إلى نقل الحالة الفنية الشبابية
بأطيافها، فتستحضر رامي عصام «مطرب الثورة» في الاستديو، وتذهب إلى دنيا
مسعود في حفلتها في حديقة الأزهر، وتدعو جمهورها الشاب عبر موقعها إلى
إرسال مواده وتقاريره.
دعوة مغرية من قناة شابة يمتلكها إعلامي مخضرم، محمد جوهر، صاحب شركة
«فيديو كايرو»، التي بدأت نشاطها عام 1973. ارتبط جوهر بالنظام السابق، عمل
مع السادات ومبارك مسجّلاً بصورة شبه حصرية أهم لقاءاتهما من خلال شركته
التي تمتلك أكبر كمية من المواد المتلفزة في مصر. مع ذلك، يتوجه موقع
القناة التي يرأسها الإعلامي محمد يسري بالشكر إلى شباب الثورة «لولا
ثورتهم السلمية لما كنتم تقرأون هذه السطور، ولا تشاهدون بث هذه القناة».
الأخبار اللبنانية في
20/07/2011
الفضائيات الجديدة تعمق جراح التليفزيون
كتب - أحمد عثمان
رغم أن هذا الموسم الرمضاني الدرامي هو الأقل إنتاجا بسبب الظروف
السياسية والاقتصادية والفنية التي تمر بها البلاد بفعل الثورة وتخوف كبار
المنتجين من خوض مغامرة الإنتاج لانعدام التسويق والظروف الأمنية لدرجة أن
البعض من هؤلاء المنتجين والذي كان ينيج بعضهم أربعة مسلسلات وربما أكثر
تراجع إنتاجهم لعمل واحد مثل المنتج ممدوح شاهين وآل العدل وكتكت ومحمد
فوزي والجابرية وغيرهم وكذلك تراجع حجم إنتاج التليفزيون المصري بشكل كبير
جدا.. وفجأة ظهرت عدة قنوات برؤوس أموال ضخمة مثل التحرير وCBC
والنهار وغيرها استحوذت بإمكانياتها المادية والفنية ودخلت هذه القنوات
كمنافس شرس أمام التليفزيون المصري ولم يقو أمامها علي المنافسة سوي قنوات
الحياة لدرجة جعلت كبار المنتجين ينسحبون من مبادرة التليفزيون المصري بعرض
جميع إنتاج الدراما علي شاشة التليفزيون المصري بنسبة 50٪ من حصيلة الإعلان
وفضل العديد من هذه القنوات العرض الحصري سواء علي الحياة أو القنوات
الجديدة وهو الأمر الذي جعل قنوات قائمة ولها جماهيرية مثل دريم والمحور
وغيرها تعدل من خريطتها البرامجية وتستعين هي الأخري بنجوم جدد وفي الإعلام
مثل استعانة دريم بحافظ المرازي والمحور بمحمود الورواري وإعادة تقييم
برامجها القديمة وتطويرها لمواكبة المنافسة بينما مازال التليفزيون المصري
محلك سر والبساط ينسحب وغرق العاملون به بمشاكلهم وصراعهم حول المال
والمناصب وأصبح بلا شاشة برامجية أو حتي درامية رغم أن هناك 19 عملا في
لجان المشاهدة بعد أن كانت 24 عملا انسحب خمسة منهم وذهب حصريا لقنوات أخري
وانعدمت موارد الإنتاج باستثناء خمسة مسلسلات فقط بصوت القاهرة التي تحدت
الظروف ونقص الموارد، وسعي سعد عباس رئيسها حتي خرجت هذه الأعمال للنور.
ورغم الظروف الصعبة التي تولي فيها مسئولو التليفزيون لكن خطورة هذه
المنافسة مع دخول شهررمضان تجعلنا ندق ناقوس الخطر لأنه موسم كسب ثقة
المشاهد والعودة للمنافسة بالنسبة للتليفزيون المصري وإلا سيظل هذا الجهاز
مجرد هيكل خاصة مع ظهور هذه القنوات الجديدة وكذلك ظهور الوكالات الإعلانية
الضخمة التي تروج وتمهد لهذا الاستحواذ مثل بروميديا التي استحوذت علي 90٪
من الانتاج الدرامي هذا العام واستحواذ هذه الفضائيات علي 90٪ من رموز
الإعلام والبرامج وأصبحت أكثر تأثيرا في الشارع المصري وجلبا للإعلانات
كعكة الإعلانات هي السبيل الوحيد لخلاص ماسبيرو من ديونه ومشاكله المادية،
فبعد أن كانت وكالة صوت القاهرة تجلب نحو 300 مليون جنيه سنويا لم يتعاقد
القطاع الاقتصادي حتي الآن حتي علي 10٪ لأنها ذهبت للقنوات الخاصة.
الوفد المصرية في
19/07/2011
هل يقبل الميدان توبة التليفزيون المصرى؟
بقلم: خالد محمود
(أنا مش عارف همه عايزين إيه بالضبط من التليفزيون المصرى؟، همه كانوا
بيقولوا إن ده تليفزيون النظام، واعترفنا بده، وبخطأ المرحلة اللى فاتت..
لكننا أصبحنا دلوقتى تليفزيون الشعب وبنعبر عنه وبنقدم كل الأطياف، مطلوب
مننا إيه علشان يقبلونا؟)، هكذا قال مذيع الفضائية المصرية على الهواء
معقبا على محاولات منع فريق التليفزيون المصرى من الوجود فى ميدان التحرير
لتغطية الأحداث.
كانت عيون المذيع مليئة بالأسى، بل كادت دموعه تسيل، خاصة أنه طوال اليوم
وهو يواجه مراحل من الهجوم الشديد وعبر شاشته شنه بعض الموجودين فى الميدان
على موقف التليفزيون المصرى من الثورة، كان كلما حاول المذيع الاتصال
بمراسلى التليفزيون فى الميادين الساخنة بالتحرير والسويس والإسكندرية
ليرصد منهم على أرض الواقع ما يجرى من تطورات، يفاجأ بالمعتصمين يوجهون
انتقادات كبيرة للتليفزيون المصرى، وأنه غير أمين ويجب أن يتطهر.
هذه المرة شعر المراسلون الجدد بجرح وحيرة مثل مذيع الهواء الذى حاول بكل
الطرق أن يكون صادقا أمينا فى نقل الصورة وظل يردد: الآن التليفزيون ملك
للشعب وأن شاشته تعرض جميع الآراء والاتجاهات بلا سقف وبلا حدود وتتواصل مع
الثورة.
واقع الأمر أن ماسبيرو وقع فى خطايا مهنية عديدة عند تغطيته للأيام الأولى
للثورة، خاصة لحظة انفجارها وميلادها ثم توهجها والشعور بنجاحها.. لم يصدق
تليفزيون الدولة ما يحدث من حوله، تاه، وعاشت شاشته فى واد آخر وواجهته
اتهامات بالتضليل، مما جعل شباب الثورة يشعر بأنه ليس مع الثورة ولا مع
الشعب ويدعم النظام الذى طالب الجميع بإسقاطه. اللحظة كانت صادمة لقيادات
ماسبيرو، وارتعشت معها القرارات والآراء، ولم يكن أحد يرسو بكتيبة ماسبيرو
إلى بر الأمان ويرشدهم لصواب التغطية الإعلامية الشفافة.
ولكن مع تطور الأحداث، ومع مرور الأيام استوعبت بعض، ولا أقول كل، قنوات
التليفزيون المصرى الدرس، وحاولت تجاوز خطايا الماضى لتكون معبرة بحق عن
مطالب الثورة، وعما يحدث فى الشارع المصرى من متغيرات أن تكون مرآة حقيقية
لكل ما يحدث على أرض الواقع، وفتحت مساحات للآراء الحرة وللمطالب المشروعة
للثورة، بينما ظلت قنوات اخرى يدها مغلولة ومكبلة ولم تستوعب أفكارها أن
مصر تتغير وأن هناك ثورة هى الأهم فى تاريخ مصر المعاصر، وربما هذا هو ما
يجعل الكثيرين يرفضون محاولة التوبة من بعض قنوات ماسبيرو، ولم يغفروا خطأ
25، و28 يناير بعدما تولد شعور بأن بعض فلول النظام لا تزال تسكن ماسبيرو،
فضلا عن تأكيد البعض أن ماسبيرو ينافق أى نظام ــ الحكومة.. المجلس العسكرى
كما كان يفعل مع نظام مبارك، وبالتالى جاءت صورة رفض التليفزيون المصرى فى
ميدان التحرير. والصورة تدعو للتساؤل: متى يرضى الناس عن التليفزيون المصرى
ومتى يحدث توافق بين الطرفين؟.. إن المسألة فى حاجة أكثر من إقرار أهل
ماسبيرو بأن الأمر قد تغير، وأنهم ندموا على ما مضى، وأنهم وقعوا فريسة
لسياسة إعلامية فرضت عليهم لسنوات طويلة. أتمنى أن يكون الجميع قد استوعب
الدرس، وهو بحق درس قاس من التاريخ، وربما التاريخ نفسه ــ وعبر
الديمقراطية الجديدة التى يشهدها المجتمع ــ قادر على أن يعيد الثقة بين
تليفزيون الدولة وجموع المصريين، بشرط أن تكون توبة الطرف الأول حقيقية،
ويكون بحق تليفزيون الشعب، وأن يتسامح الطرف الثانى من القلب، ويعطى الفرصة
من جديد.
الشروق المصرية في
20/07/2011 |