خرج بعض المصريين أخيراً للتظاهر ضدّ... الإعلاميين الداعمين للثورة،
واتهموهم بـ«زعزعة الاستقرار». لكن ذلك لم يزعج هالة سرحان، ومحمود سعد،
ويسري فودة الذين أعلنوا وقوفهم الدائم إلى جانب الثوار
القاهرة | محمود سعد يبتسم، وهالة سرحان تسخر، ويسري فودة يردّ
بعنف... باختصار، هذه هي ردود فعل بعض الإعلاميين المصريين على الهجوم
العنيف الذي تعرّضوا له الجمعة الماضي. هجوم كان أبطاله مجموعة من المصريين
الذين قرروا التظاهر تأييداً للمجلس العسكري في ميدان روكسي في ضاحية مصر
الجديدة. وأعقب التظاهرة تقديم بلاغ للنائب العام يتّهم هؤلاء الإعلاميين
بـ«زعزعة الاستقرار وضرب الاقتصاد المصري وإثارة الفوضى». لماذا؟ لأنهم
ينقلون تظاهرات ميدان التحرير في برامجهم، ويدعمون التحركات الاحتجاجية
التي تهدف إلى استكمال تحقيق مطالب الثورة.
ولم يكتف «متظاهرو روكسي» بذلك، بل طردوا فريق عمل قناة «التحرير» من
التظاهرة، تماماً كما يفعل ثوّار ميدان التحرير مع «التلفزيون المصري».
وكانت «التحرير» تقوم بمقابلة مع أحد المتظاهرين، فأطلّ من خلفه رجل آخر،
يصرخ ويهاجم الإعلامي محمود سعد. والطريف أن هذا الهجوم خرج مباشرةً على
الهواء ضمن برنامج «في الميدان» الذي يقدّمه... محمود سعد نفسه! هكذا ابتسم
هذا الأخير عندما سمع الهجوم ضدّه. ثم ما لبث أن طرح سؤالاً على المشاهدين
هو: ماذا لو نجح بطلجية النظام في «موقعة الجمل» (2/ 2/ 2011) الشهيرة،
فأخلي ميدان التحرير، واستكمل مبارك مشواره الرئاسي؟
وكان المتظاهرون في روكسي قد طبعوا «بوستر» ضخماً عليه صور الإعلاميين
وائل الإبراشي، وعادل حمودة، وريم ماجد، وبلال فضل، وإبراهيم عيسى، ومحمود
سعد، وهالة سرحان، ويسري فودة، ووضعوا على وجوههم علامة
x باللون الأحمر. ثم قاموا بضرب الملصق بالأحذية وألقوه على الأرض
لتسير عليه السيارات. ورحّبت هالة سرحان بعلامة الـ
x ووجهت الشكر للمتظاهرين في روكسي معتبرة إياهم «قلة مندسة مقارنةً
بملايين ميدان التحرير». وتعبّر سرحان في برنامجها اليومي «ناس بوك» عن
موقفها الداعم للثورة، خصوصاً أنها أُبعدت عن مصر خمس سنوات على يد النظام
البائد. أما يسري فودة، فعلّق في مقالته الأسبوعية في جريدة «المصري اليوم»
قائلاً «ما حدث فى روكسي هو وسام على صدري لا أستحقه». وأشار في المقالة
نفسها إلى أن هناك «ربطاً بين هجوم بعض أعضاء المجلس العسكري على الإعلام
ولو بنحو غير مباشر، وبين ما حدث في روكسي، فالإعلاميون ينقلون ما يحدث في
ميدان التحرير».
وكان قائد المنطقة المركزية في الجيش المصري اللواء حسن الرويني قد
أثار ردود فعل عدة عندما هاجم في برنامج تلفزيوني الشاعر الفلسطيني تميم
البرغوثي من دون ذكر اسمه لافتاً إلى أنّ «ملامحه ليست ملامحنا ولهجته لا
تشبه لهجتنا». وأضاف: «مع ذلك، يخرج على الشاشات ليطالب باستمرار الثورة
ويشدد الهجوم على وزارة الداخلية». وردّ عليه يسري فودة في مقالته نفسها
فكتب أنه لن يتراجع عن «إستضافة البرغوثي وأن الإخلاص لمصر غير مرتبط
بالجنسية والملامح واللهجة». كذلك طالب حسن الرويني الإعلامية منى الشاذلي
بعدم مناقشة قضايا تتعلق بأداء المجلس العسكري من دون وجود ممثل له. لكن
الشاذلي ردت بأن سيادة اللواء «يطلب المستحيل، لأن كل البرامج تناقش
القضايا نفسها يومياً، وبالتالي لا بد من وجود 10 ممثلين للمجلس في
استديوهات القنوات الخاصة». باختصار يمكن القول: سقط نظام حسني مبارك لكن
التضييق على الإعلاميين لا يزال مستمراً.
الأخبار اللبنانية في
19/07/2011
«ماسبيرو»
ما زال مترهلاً
علي محروس
قابعاً في سجنه على
ذمة العـديد من القضايا، ضيّع أنس الفقي وزير الإعلام المــصري السابق
اللقب الذي
حمله منذ سقوط مبــارك، وهـو لقب «آخر وزير إعلام في مصر». اللقب نفسه الذي
ظن صفوت
الشريف – الموجود في الســجن نفسه - أنه سيحظى به بعد أن ظل
على الكــرسي نفسه
لأكثر من عشرين عاماً انتهت عام 2005، تبعها ست سنوات قضاها الفـقي في
موقعه قريبا
من العائلة الحاكمـة، ومحتفـظا بالرقم سبعــة عــشر في طابور وزراء الإعلام
المتعاقبين على مصر منذ ثورة يوليو، التي أسست الوزارة تحت
اسم» الإرشاد القومي».
احتاج الأمر إلى ثورة جديدة في كانون الثاني الماضي كي يتم إلغاء
وزارة
الإعلام، في واحدة من خطوات «إصلاحية» نفذتها الحكومة تجاوبا مع المطالب
«الثورية».
لم يصمد الإلغاء سوى خمسة أشهر قبل أن تعود
«الإعـلام» مـجدداً، ويحـلف وزيرها
الجـديد اليمين أمام رئيس المجلس العسكري الحاكم، ليصبح «أسامة
هيكل» هو وزير
الإعلام الثامن عشر في تاريخ مصر، في مهمة يفترض أن تكون «مؤقتة، لهيكلة
الإعلام
المصري في مناخ من الحرية والشفافية»، حسب بيان التكليف.
لم يفت البعض التندر
بالعلاقة بين اسمه الوزير «هيكل» ومهمته «الهيكلة». وأضاف البعض ملاحظة
أخرى هي أن
الصحافي الوحيد الذي سبق «هيكل» في منصبه هو «هيكل» آخر، أو المخضرم «محمد
حسنين
هيكل» الذي شغل المنصب لشهور قليلة عام 1970 وتخلى عن مقعده
بعد رحيل عبد الناصر.
لكن اختيار هيكل – الجديد - للمهمة الحالية جاء بعيداً عن مثل تلك
المصادفات،
فالصحافي الذي شغل – بالانتخاب - منصب رئيس تحرير جريدة «الوفد» قبل أقل من
عام،
كان يشغل قبل ذلك مقعد المحرر العسكري في الجريدة ذاتها، لما
يقارب العقدين من
الزمان. أي أنه كان مندوب الجريدة لدى وزارة الدفاع وبعدها لدى رئاسة
الجمهورية، أي
أن عمله في جريدة «الوفد» المعارضة، ثم ترؤسه تحريرها لم يغيرا من حقيقة
علاقته
الطويلة بالمؤسستين العسكرية والرئاسية، الأمر الذي دعا البعض إلى استنتاج
أن من
اقترح اسمه كان المجلس العسكري مباشرة وليس الحكومة.
في عصر تشهد فيه مصر
انفجاراً إعلامياً، يصعب تحديد المهمات التي تنتظر وزير الإعلام الجديد،
الذي يفترض
أن تتركز جهوده على الإعلام الحكومي، وتحديداً مؤسسة «ماسبيرو»، المؤسسة
الضخمة
التي تحتل مبنى عملاقا على كورنيــش النيل، يشغله 40 ألفاً من
الموظفين
والإعلاميين، والتي لم يفلح تغيير الوجوه في حل مشكلاتها التي دعت سامي
الشريف رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» الى الإستقالة
بعد أسابيع قليلة من توليه منصبه، خلفاً
لأسامة الشيخ، الذي قررت محكمة قاهرية إخلاء سبيله بكفالة
مالية عن تهمة «الإضرار
العمدي بالمال العام».
بين الشيخ والشريف، تولى اللواء طارق المهدي عضو المجلس
العسكري الإشراف بنفسه على «ماسبيرو»، قبل أن تتردد أنباء عن التفاوض مع
الشاعر
فاروق جويدة ليتولى مسؤولية «ماسبـيرو»، أو ليتولى مقعد وزارة
الإعلام. كان أهــم
ما لوحــظ هو إغفال أسماء العديد من الكفاءات الإعلامية المصرية الناجحة في
القطاع
الخاص والفضائيات العربية، ليبقى «ماسبيرو» حتى الآن على صورته القديمة،
جهازاً
حكومياً مترهلاً يبحـث عن التوجيهات.
السفير اللبنانية في
16/07/2011
«مسا
النور» عبر «تلفزيون لبنان» في رمضان:
أسبوعي .. يومي
..
أم سيتوقف؟
فاتن قبيسي
بعد أربع سنوات، دأب
خلالها برنامج «مسا النور» على إطلالته على المشاهدين في شهر رمضان
المبارك، وبشكل
يومي، عبر شاشة «تلفزيون لبنان»، يتردد أن البرنامج يمكن أن يتوقف في
رمضان، أو على
الأقل قد يستكمل صيغته المعتمدة على مدار العام، كبرنامج
أسبوعي.
و«مسا النور»
الذي يلّون مقدمه الزميل عبد الغني طليس من خلاله شاشة التلفزيون الرسمي،
الذي
يفتقر بطبيعة الحال الى شبكة برامجية قوية، تمكن من كسر رتابة هذه الشاشة
في شهر
الصوم، عبر استضافة مجموعة من الضيوف في مجال الفن والسياسية
والإجتماع.
وعُلم
أن الزميل طليس أنجز خلال الأسبوع الأول من تموز الجاري، تسجيل ثلاث حلقات
من
برنامجه، الذي يعرض عادة مباشرة على الهواء، لتمكين إدارة «تلفزيون لبنان»،
من
تركيب ديكور جديد للبرنامج استعدادا لحلقاته اليومية، خلال
رمضان المقبل، لكنه فوجئ
قبل أيام قليلة بتوقف البحث في أي تجديد في الديكور، وفي التوقيت اليومي
المنتظر
للبرنامج في رمضان، وبالاكتفاء بالحلقات الأسبوعية المعتادة، وذلك بناء على
قرار من
وزير الإعلام وليد الداعوق الذي طلب الى إدارة التلفزيون عدم الإقدام على
أي خطوة
إنتاجية، قبل وضعه هيكلية جديدة لكل أقسام القناة الرسمية، من أجل إخراجها
من
الدوامة على مختلف الصعد الإدارية والمالية والتقنية والمهنية.
ويوضح طليس
لـ«السفير» أن «برنامجه ليس إنتاجاً جديداً ليُشمل بقرار وزير الإعلام.
ويقول: «ربما لم يلفت أحد من المعنيين في التلفزيون
نظر الوزير الى ذلك، ونفذوا التعليمات
بحرفيتها، وأوقفوا تحضير الصيغة الرمضانية من البرنامج، أي
الحلقات اليومية»، علماً
بأن «مسا النور» حقق في العام الماضي مراتب متقدمة في نسب المشاهدة لدى
الجمهور
اللبناني، بناء على إحصاءات متخصصة.
وفي اتصال مع مدير البرامج في «تلفزيون
لبنان» حسن شقور، أوضح لـ«السفير» ان «مسا النور» سيعرض في
الموسم الرمضاني المقبل،
استثنائياً بشكل أسبوعي هذا العام. وليس ثمة قـرارات إدارية بشـأن
البرنامــج، بل
لأن القناة ستتـكئ في هذا الموسم على مجموعة من المسلسلات اللبنانية
والمصرية
والسورية، بحيث تشكل الدراما رافعة الدورة البرامجية الرمضانية».
وحول إمكان
انعكاس قرار وقف إنتاج البرامج الجديدة على البرنامج الرمضاني المعتاد،
يلفت الى
عدم إمكانيته الإدلاء بحديث صحافي في التلفزيون الرسمي.
ولم يعرف ما إذا كان
طليس سيوافق على تقديم حلقة كل أسبوع خلال رمضان، أم سيتوقف البرنامج طوعاً
في هذا
الشهر، إفساحاً في المجال أمام استكمال التغييرات التي يتردد أنها جدية هذه
المرة
في «تلفزيون لبنان».
السفير اللبنانية في
16/07/2011
«تلفزيون لبنان» بلا برنامج رمضاني!
ليال حداد
يبدو أن «تلفزيون لبنان» لن يقترح برنامجاً رمضانياً يومياً هذا
العام، كما درجت العادة في السنوات الأخيرة. هذا على الأقلّ ما أعلنه بأسف
شديد الاعلامي عبد الغني طليس في حديث إلى «الأخبار»، أكّد طليس أنّ حضوره
هذا الموسم سيقتصر على برنامجه الأسبوعي «مسا النور»، بعدما كانت الادارة
أوكلت إليه مهمة الاعداد لنسخة يوميّة منه في الموسم الرمضاني. أما السبب،
فهو على ما يبدو أن السياسة الجديدة لوزارة الاعلام هي «تجميد كل الانتاجات
الجديدة» في انتظار «مشروع التطوير الخاص بالتلفزيون». وقد تبلّغت الادارة،
حسب طليس، بقرار وقف تنفيذ أيّة برامج جديدة، ريثما يباشر بـ «خطة شاملة
لنفض المحطة الرسمية، بدءاً من مجلس الإدارة وصولاً إلى البرامج».
وعبّر طليس عن تفاجئه بهذا القرار الذي تذرّعت به الإدارة للتراجع عن
فكرة الحلّة الرمضانيّة اليوميّة لبرنامجه «مسا النور»، أسوة بالسنوات
الماضية. وأكّد أن إدارة التلفزيون كانت وعدته بتغيير الديكور ليتناسب مع
متطلبات الحلّة الرمضانيّة... وبناءً على هذا الاتفاق، سجّل الإعلامي
اللبناني سلفاً ثلاث حلقات لبثّها في الأسابيع الثلاثة التي تفصلنا عن
رمضان، إفساحاً في المجال أمام المهندسين لتغيير ديكور الاستوديو. لكن
القرار المفاجئ ضرب عرض الحائط بتحضيراته، فوجد نفسه مجبراً على استئناف
الوتيرة الاسبوعيّة لـ «مسا النور» وهي لا تتناسب مع الطقوس التلفزيونية
لشهر الصوم: «البرامج الأسبوعية لا مكان لها على الشاشة وبين الجمهور في
رمضان»، يقول طليس. ويضيف: «أتفهّم رغبة الوزير وليد الداعوق في وقف أي
إنتاج جديد في انتظار مشروع التطوير، لكن برنامجي ليس إنتاجاً جديداً، بل
قُدّم في السنوات السابقة، كما انه مدرج في البرمجة المعلنة لـ «تلفزيون
لبنان»». ويستغل الاعلامي والشاعر اللبناني فرصة الحديث مع «الأخبار»
ليناشد الوزير الداعوق، ويلفت نظره إلى خصوصية برنامجه الذي «ينافس كلّ عام
البرامج الحوارية اللبنانية في شهر الصوم. فضلاً عن أنّه البرنامج الرمضاني
شبه الوحيد على تلفزيون لبنان».
الجانب الايجابي من القضيّة التي أثارها طليس في الاعلام يوم أمس، هي
أن وزير الاعلام الجديد يعتزم «نفض» التلفزيون، وهو الامر الذي ينتظره
الجمهور منذ سنوات طويلة. هل ينبغي التذكير بأن التلفزيون الوطني ملك جميع
المواطنين، ومن شأنه أن يكون رائداً وطليعياً ونموذجاً للمشروع الاعلامي
الراقي الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية، من دون تنازلات تجارية وسياسية
وتسويقية. ولا يخفى على أحد أن التلفزيون الرسمي يرزح من سنوات تحت عبء
أزمة هويّة جعلته يتراجع ويفقد دوره الحقيقي، لتكتفي شاشته ببث البيانات
الرسمية، وتعيد عرض المسلسلات والبرامج القديمة... لذلك تنظر شريحة واسعة
من المشاهدين بعين الرضى إلى مشروع إعادة هيكلة مجلس الإدارة، وإعادة النظر
بدور الموظفين وفاعليتهم وانتاجيّتهم. هل ينجح الوزير الجديد في المباشرة
باحياء تلفزيون لبنان وتحديثه، وتطهيره من آفات البيروقراطية والمحسوبيات،
و«وضع حدّ نهائي للتسيّب في التلفزيون» كما أعلن بنفسه؟ وكان التصريح
المشار اليه أدّى إلى توترات بينه وبين مجلس الإدارة، ونشر الذعر بين
الموظّفين. لم تنجح «الأخبار» في الوصول إلى الوزير الداعوق يوم أمس،
لسؤاله عن تلك الورشة الاصلاحية وعن توقيتها. وعن سياسة البرمجة الرمضانية
التي لا بدّ منها، لئلا يخرج «تلفزيون لبنان» تماماً من دائرة السباق الذي
يفرضه الموسم.
الأخبار اللبنانية في
16/07/2011
شياطين التوك شو
بقلم: خالد محمود
منذ جمعة «الثورة أولا» وحتى الآن وقعت معظم القنوات التليفزيونة
المصرية خاصة برامج التوك شو فى فخ كبير وخطأ أكبر. وهذه المرة لم ولن أغفر
لها.. لن أقول غفوة لن أقول عدم وعى، لن أقول مسايرة للموجة وركوبا لحالة
ضبابية بلا تفكير.
فالفخ هذه المرة جاء على حساب قيمة كبيرة وهى قيمة العدل، لم تدرك
البرامج أنها تنزلق شيئا فشيئا لترسو عبر ضيوفها بالاستديو والمداخلات
التليفزيونية إلى منطقة شائكة بأحكامها المسبقة لجميع القضايا المطروحة
أمام المحاكم بل، وكان الخطأ الأكبر أنها أوحت لكل مشاهديها من أبناء الشعب
بالأحكام الحقيقة من وجهة نظرها الواجب اتخاذها تجاه كل المدانين فى قضايا
القتل والسرقة واغتصاب البلد، ولهذا ارتفعت درجة حرارة المتلقى لتلقى
باللوم كله على القضاء رافضة كل أحكامه لتشعر أن أى حكم قضائى فيما بعد لن
تقوم له قائمة ولن يتقبله أحد.
نعم أن الدم يغلى فى عروقنا ولم يهدأ حتى ينال الجناة عقابهم وبأسرع
وقت لنشعر أن دماء شهدائنا لم تضع هباء وأن هناك عقاب حقيقى لكل من قتلوا
الثوار المتظاهرين وللفاسدين من أركان واتباع النظام السابق وعمليات السلب
والنهب والقتل، التى ارتكبها أناس داسو بأقدامهم على كل شىء وسوف تستمر
الثورة حتى يتحقق الطلب العادل والمشروع، لكن أن يضع برامج التوك شو
وضيوفهم داخل وخارج الاستوديو من نفسها واصيا على احكام القضاء لدرجة تزرع
فتيل الفتنة بين المواطن والقاضى فهذا مرفوض لأننا سنحتاج أن نمنح رجال
القضاء الشرفاء الثقة فى أن يحكموا بالعدل لا أن تهتز أحكامهم، وترتعش خاصة
فى ظل محاكمات مرئية للجميع.
إن سخونة البرامج وشعور اصحابها بالتوهج لا تأتى بكسر القواعد المهنية
ولا بالسير فى الطريق الخطأ بل بالالتزام بالحدث وتحليله بدقة ووعى وعدم
الانزلاق وراء أهواء ضيوف يتنقلون من استوديو إلى آخر لبسط أفكار معظمها
مريض ولها أغراضها، التى لا تعرف مصلحة الوطن وأمنه، وهؤلاء يحتاجون لثورة
توقف أفكارهم السوداء، التى تقلب موازين عقل ووجدان المواطن وتشوشر حتى على
مشاعره، فهل ستفيق تلك البرامج التليفزيونية من غفوتها وتتخلص من الشياطين،
التى تحيط بها وترتدى عباءة تمثيل طوائف الشعب، وهى تعبث بأفكار مقدميها
ومعديها. إن المسألة بحق تحتاج أولا من أصحاب التوك شو لثورة تطهير من بعض
نماذج ضيوفها ومن أفكار منظريها.
الشروق المصرية في
17/07/2011
تنوّعت مضامينها واختلفت أيديولوجياتها
فضائيات ما بعد 25 يناير تهدم حاجز الخوف وتثير جدلاً حول
حرية الإعلام
القاهرة - دار الإعلام العربية
بعد 30 عاماً قضاها الإعلام المصري في قوقعة صفوت الشريف،
مهندس إعلام نظام مبارك، كسر العديد من الهيئات والأحزاب والشخصيات
الاعتبارية حاجز الخوف الإعلامي الذي صنعه النظام السابق، وقاموا بغزو
السماوات المفتوحة بعشرات القنوات التي انطلقت جميعها من عباءة ثورة 25
يناير.
(التحرير، 25 يناير، النهار،
cbc،
المصري، ومصر 25).. هي مجرد أمثلة للعديد من القنوات الفضائية التي بدأ
بثها الفعلي أو التجريبي بعد الثورة، ووصل عددها حتى الآن إلى 16 فضائية،
ما طرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من إنشاء هذه القنوات ومستقبلها خلال
الفترة القادمة.
يرى الإعلامي محمود سلطان أن تعدد فضائيات ما بعد الثورة ظاهرة إيجابية
تساعد على خلق التنافسية الإعلامية بين الفضائيات بعضها بعضاً من جانب،
وبينها والقنوات الرسمية والحكومية من جانب آخر، وهو في النهاية يصب في
مصلحة المشاهد الذي يتنافس الجميع من أجل إرضائه.
إلا أن سلطان عبر في الوقت نفسه عن مخاوفه من خطر كبير يكمن في نوايا أصحاب
بعض هذه الفضائيات، مشيراً إلى أن تكلفة إنشاء قناة والاستمرار في تقديم
برامجها يكلف الملايين، ما يشكك في النوايا الحقيقية للقائمين على هذه
الفضائيات.
وأعرب في الوقت نفسه عن تحفظه من أن يكون الهدف من بعض هذه القنوات هو
تحقيق ما يصفه بـ"ارتكاز سياسي" لأصحابها، إضافة إلى ظهور قنوات ذات
تصنيفات دينية إسلامية كانت أم مسيحية، فضلاً على قنوات أخرى خصصت برامجها
لخدمة تيار سياسي معين أو رجل أعمال بعينه، وابتعدت عن الهدف الرئيسي لها
وهو تقديم رسالة إعلامية محايدة، وليس أن تكون واجهة إعلانية لبعض رجال
الأعمال.
ويضيف سلطان أن كثرة هذه القنوات وانتشارها يعبر عن حالة الحرية التي هي
أحد مكاسب الثورة، إلا أن التحدي الإعلامي والرهان الأكبر هو استمرار هذه
القنوات وقدرتها على تلبية احتياجات المشاهد واحترام المعايير المهنية حتى
لا تصبح شرارة لإشعال الفتن وإثارة المجتمع.
ساحة عراك
ويرى د. عدلي رضا، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية
الإعلام جامعة القاهرة، أن كثرة القنوات التي تركز برامجها على الأحداث
السياسية؛ نظراً لارتباطها بالثورة، قد يتسبب في حالة من الارتباك والتضارب
في الأجندات السياسية، فهناك على سبيل المثال فضائية "المصري" التي تعبر عن
حزب الوفد، و"25 يناير" التي تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين؛ ما حوَّل هذه
القنوات إلى ساحة للعراك السياسي وليس لتقديم خدمة مهنية تفيد المشاهد.
وأشار إلى أن التجربة قبل الثورة أثبتت انحياز بعض مقدمي البرامج، خاصة
الحوارية إلى مالك القناة؛ لذلك على هذه القنوات إذا أرادت النجاح والتميز
أن تضع المشاهد في المقام الأول، بحيث يكون حقه في المعرفة متقدماً على
الأيديولوجيات السياسية حتى ولو كان وراء القناة تيار سياسي بعينه.
أما الخبير الإعلامي والصحافي أبوالسعود إبراهيم فأوضح أن هذا العدد الكبير
من القنوات الفضائية التي ظهرت بعد الثورة المصرية مجرد استعراض عضلات دون
وجود رؤية محددة أو محتوى إعلامي رزين تقدمه هذه القنوات.
وطالب أبوالسعود القنوات الجديدة بأن تتعامل مع المشهد الإعلامي والسياسي
من منطلق مهني وفي إطار منظومة إعلامية مهنية تكون فيها مصر فوق الجميع
وليس المصالح الخاصة والأهواء الشخصية.
وأضاف أن ما يشهده المجتمع من توتر هو نتيجة لغياب دور الإعلام القائد الذي
يوجه الرأي العام، ولذا كانت النتيجة الطبيعية أن يكون تطهير الإعلام على
رأس مطالب الثوار والمعتصمين في ميدان التحرير.
وأرجع أبوالسعود العدد الكبير من الفضائيات التي ظهرت بعد الثورة إلى حالة
التضييق الأمني والكبت التي كان يعانيها المجتمع المصري، أما بعد الثورة
وبعد انكسار حاجز الخوف فكان من الطبيعي أن يظهر مثل هذا الانفجار في عدد
القنوات الفضائية.
العربية نت في
16/07/2011 |