علّق قسم كبير من السوريين آمالهم على الحوار الوطني الذي انطلقت أعماله
أول من أمس في مجمّع «صحارى» السياحي في دمشق. ورغم أنّ وجوه المعارضة
التقليدية غابت عن الجلسات، شارك وفد «رفيع المستوى» ممثِّلاً فناني سوريا.
وضمّ الوفد مجموعة من الوجوه البارزة أمثال عباس النوري، ودريد لحام، وبسام
كوسا، وغسان مسعود، ومنى واصف، وسلاف فواخرجي، وجيانا عيد... إضافةً إلى
الكاتب حسن م. يوسف وبعض الإعلاميين.
أما اللافت، فكان إلقاء عباس النوري كلمة باسم زملائه، رغم حضور نقيبة
الفنانين فاديا خطاب. وكان لكلمة النجم السوري وقع مؤثر على الحاضرين، إذ
بدت مختلفة عن الخطابات الرسمية، كما أنّها امتازت بالجرأة وبملامسة واقع
الشارع السوري. واعترف النوري بأن سوريا تفتقر إلى الحوار، وإلى الحياة
السياسية الحقيقية، واحترام الاختلاف «نحن في حالة إقصاء، وعقلنا لا يزال
إلى حدّ ما أسير موروثات إقصائية».
وأضاف النوري إن الكلام اليوم «هو كلام المواطن المستقل في الشارع الذي لا
ينتمي إلى أي حزب». ودعا إلى فك الارتباط مع «الجبهة الوطنية التقدمية»
(جبهة تضمّ مجموعة من الأحزاب السورية، بينها «حزب البعث»)، وإلى إعادة
إنتاج حياة سياسية «جريئة قادرة على قراءة الواقع الجديد». ولفت نجم
«الحصرم الشامي» إلى أن سوريا تعيش اليوم مرحلة تغيير لا مرحلة انقلابات.
ثم أعلن أنه وضع مع زملائه مجموعة خطوط عامة هي بمثابة ورقة عمل. وأبرز
نقاط هذه الورقة هي «الحوار بين طرفين متعادلين لتحقيق إصلاح سياسي،
واقتصادي واجتماعي تدريجي ضمن خطة زمنية، مع تحديد أولويات الإصلاح في
الشارع»، إضافةً إلى «العمل على إنتاج سلطة جديدة لحماية النظام من خطر
إعادة إنتاج نفسه، وتحديد الحدود القانونية للتحرك»...
كذلك، طالب النجم السوري بإشراك المواطن في مكافحة الفساد بدلاً من أن
يقتصر الأمر على المؤسسات الرسمية... إلى جانب «رفع الوصاية عن المجتمع
الأهلي على نحو عام... يكفي مخافر ودوريات».
وتطرقت الورقة إلى مواضيع أخرى مثل تحرير القضاء من السلطة التنفيذية،
والمؤسسات الحكومية من القبضة الأمنية... وتفعيل دور مجلس الشعب وإعادة
اسمه السابق أي «مجلس النواب». وتعديل قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع
دستور سوريا، الذي يؤكد مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق والواجبات،
ومناقشة البنود غير الديموقراطية في الدستور، وإنتاج دستور جديد «يليق
بكرامة كل مواطن».
أخيراً تلا النوري أسماء المشاركين في وضع هذه الأفكار وهم: بسام كوسا،
والليث حجو، وفؤاد حميرة، وأحمد معلا، وسليمان عبد النبي، ونجيب نصير،
وأيهم ديب، ونضال سيجري، ومحمد إبراهيم العلي، «وهناك أسماء من أقطاب
المعارضة المثقفين لم يشاركوا في هذا اللقاء اليوم واعتذروا»...
ورغم وجود بعض النقاط المهمة والحساسة التي جاءت في ورقة العمل هذه، تعالت
عدة أصوات منددةً بمشاركة نجوم الدراما السورية في مؤتمر سياسي بحت. وأضاف
المحتجون إنه بدلاً من استضافة الفنانين «حبّذا لو شاركت المعارضة
الحقيقية، التي دفع رموزها جزءاً من أعمارهم في السجون». هكذا، أطل الكاتب
حكم البابا، المعروف بمواقفه المناهضة للنظام في سوريا، على شاشة «BBC عربي» ليسخر من الحضور الفني ضمن فعاليات
المؤتمر، ويصرّح بأن الحوار «لا ينفع في ظل اعتماد الحل الأمني في مختلف
المحافظات السورية، واقتحام دبابات الجيش مدناً بأكملها». وأضاف: «مع
احترامي لجيانا عيد أو عباس النوري أو سلاف فواخرجي، لكن مَن يتحاور مع من
في هذا المؤتمر؟ وهل يتحاور المتظاهرون مع هؤلاء، وما دخل الفنانين في
عملية الإصلاح والتغيير التي يفترض أنها تجري في سوريا؟». وسأل «لماذا حضر
الممثلون بينما غابت التنسيقيات والفعاليات الشبابية التي تنظم التظاهرات
في سوريا؟». كذلك فعل متصفحو موقع فايسبوك، الذين انتقدوا حضور مجموعة
كبيرة من الفنانين بدل السياسيين، كما كتبوا عن تغطيتهم لأعمال مؤتمر
الحوار بطريقة ساخرة.
إلى جانب ذلك، وبعد نهاية الجلسة الافتتاحية، تلقفت كاميرات التلفزيونات
الموجودة بكثافة في المؤتمر معظم النجوم السوريين، وأجرت معهم أحاديث عن
أسباب حضورهم، وعن مفهومهم للحوار الوطني... باختصار بدا الحدث أشبه
بمهرجان كرنفالي أو حدث فني بحت، إذ كان يكفي حضور عباس النوري وحده ليشرح
نقاط ورقة العمل التي أعدها مع زملائه من دون أن يطغى حضور الوسط الفني على
الجلسة. وقد بدت الصورة في جزء منها كأنها مشهد تمثيلي في أحد المسلسلات
السورية.
«الخبر» وداعاً
تميزت التغطية الإعلامية السورية لمؤتمر الحوار بجرأة غير مسبوقة. هكذا
أفسحت المجال لبعض المشاركين بالتعبير عن رأيهم بحرية أمام الكاميرا. من
جهة ثانية، وبينما تستعد سوريا لبدء العمل بقانون إعلام سوري جديد، توقفت
جريدة «الخبر» الاقتصادية عن الصدور، بعدما مُنع توزيعها عشرات المرات،
فرزحت تحت خسائر بعشرات الملايين. لكن رئيس تحرير «الخبر» يعرب العيسى قال
إن هذا القرار جاء بناءً على طلب صاحب الترخيص، طريف الأخرس، مؤكداً أنه لا
يعرف الأسباب الحقيقية لذلك. وقد ترددت أخبار تؤكد أن التغطية الشاملة
للقاء التشاوري الذي جرى في «سميراميس» منذ فترة كان خلف صدور هذا القرار.
الأخبار اللبنانية في
12/07/2011
وزير الإعلام :
ترگيز الخطاب الإعلامي علي الحقائق.. ولائحة عادلة للأجور
> أعلن أسامة هيكل وزير الاعلام أنه سيتم قريبا الاعلان عن اللائحة الجديدة
لأجور العاملين بوزارة الاعلام،
والتي تهدف لتحقيق العدالة بين جميع العاملين في
القطاعات المختلفة بالوزارة، وقال إنه سيتم تطبيق اللائحة في أسرع وقت بعد
طرحها علي القطاعات لتحقيق توافق عام عليها،
مشيرا إلي ان اللواء طارق المهدي أنجز جزءا كبيرا من اللائحة وتم بحث ما تم
انجازه، ونفي وزير الاعلام ما تردد عن تخفيض عدد العاملين بوزارة الاعلام
وأكد أنه لانية مطلقا لذلك ولا لتخفيض عدد القنوات مؤكدا علي أن الكفاءات
من العاملين بها لوزارة قادرة علي تقديم منتج اعلامي متميز يخاطب عقل
المشاهد ويحترمه ويحظي بمصداقية وأن شكل الشاشة ينبغي ان يتغير،
وأشار إلي أن علي العاملين بوزارة الاعلام مسئولية
كبيرة في اصلاح منظومة الاعلان و انه واثق من قدرة أبناء الوزارة علي ذلك
رغم هروب العديد من الكفاءات إلي أماكن منافسة ونسعي لاستعادة الطيور
المهاجرة..
وأوضح انه فوجئ بحجم المشاكل
المتراكمة التي لم يتوقعها ومعظمها يتعلق بالنواحي
المالية والإدارية، مشيرا إلي أن هذه المشاكل هي
نتيجة تراكمات لأكثر من عشرين عاما سابقة.
وقال وزير الاعلام أن سقف الاعلام المصري ارتفع وسيرتفع خلال الفترة
المقبلة وان ذلك يقابله مسئولية علي العاملين للنهوض بالاعلام المصري
وإعادة المصداقية التي افتقدها قبل ٥٢ يناير، وان عليهم اصلاح تلك الاخطاء،
وأول خطوة هي الاعتراف بالخطأ وتحديده.
وأكد الوزير ان تكليفه بوزارة الاعلام هو مهمة صعبة خاصة في الظروف الحالية
ولكنه لا يستطيع التخلي عن هذا الواجب الوطني في هذه المرحلة التاريخية
التي تمر بها البلاد، وأن موقفه من النظام السابق معروف وتسجله كتاباته عبر
أكثر من عشرين عاما مضت، ولا داعي للالتفات إلي الشائعات التي يطلقها البعض
لشق الصف الاعلامي.
واكد هيكل أهمية تركيز الخطاب الاعلامي المصري علي الحقائق والانفتاح علي
كل التيارات السياسية والنهوض بالرسالة الاعلامية لتتواكب مع سرعة وملاحقة
التغطية للاحداث التي تشهدها مصر واكد هيكل.. ضرورة تجديد الدماء
وتطوير وتحديث الشاشة من خلال الشفافية والحيوية في أداء
مهامها الاعلامية .
الأخبار المصرية في
12/07/2011
«رجل 24 يناير» في وزارة الإعلام
محمد عبد الرحمن
بعد إلغائها إثر «ثورة 25 يناير»، أعادت السلطات حقيبة الإعلام إلى
الحكومة، وعيّن أسامة هيكل وزيراً من أجل «إعادة هيكلة قطاع الإعلام
الحكومي»... لكن يبدو أنّ هذه الحجة لم تقنع المصريين!
مثّلت إعادة حقيبة الإعلام إلى الحكومة المصرية مفاجأة مزدوجة: أولاً كان
اختيار أسامة هيكل لتولّي منصب وزير الإعلام صادماً. أما المفاجأة الثانية،
فكانت عودة حكومة عصام شرف خطوات إلى الوراء بعدما أعادت الوزارة التي
ألغيت إثر سقوط نظام حسني مبارك. والحجة هنا كانت «حاجة قطاع الإعلام
الحكومي إلى التنظيم وإعادة الهيكلة»، على أن تُلغى هذه الوزارة من جديد
بعد تحقيق هذه الأهداف. طبعاً يرى المراقبون أن هذه الحجة غير منطقية بما
أن التلفزيون المصري هو الوحيد الذي يتبع لوزارة الإعلام، إلى جانب بعض
جهات الإنتاج.
وكل هذه المؤسسات تحتاج إلى حملة تطهير شاملة، لا إلى وزارة لم تلعب يوماً
أي دور لتحسين الأداء الإعلامي الحكومي. كذلك، فإنّ منصب رئيس «اتحاد
الإذاعة والتلفزيون» يضمّ كل القطاعات، من دون الحاجة إلى أي وزير مشرف على
عمله. لكن يبدو أن «حكومة الثورة» فشلت في إيجاد رئيس للاتحاد بعد استقالة
سامي الشرف، فلم يكن هناك حلّ إلا في عودة وزير الإعلام.
ولئن كانت عودة وزارة الإعلام صدمة للمصريين، فإن اختيار أسامة هيكل لخلافة
أنس الفقي جاء ليزيد الطين بلة. شغل الوزير الجديد موقع مدير صالون الأوبرا
الثقافي التابع لوزارة الثقافة التي كان يتولاها فاروق حسني لمدة 24 عاماً.
وهو الوزير الذي قاطعه عدد كبير من المثقفين والأدباء احتجاجاً على سياساته
«المخرِّبة للثقافة المصرية». ولم يجد يوماً هيكل مشكلة في عمله المزدوج في
جريدة «الوفد» المعارِضة، ومع وزارة الثقافة. ولم يلوّح بالاستقالة من
منصبه «الثقافي» حتى في عزّ الهجوم على فاروق حسني الذي لم يخرج من الوزارة
لولا الثورة. كذلك لم يتردد أسامة هيكل في التعبير عن موقفه من التحركات
الشعبية، إذ حذّر قبل اندلاع الثورة بيوم واحد من تكرار النموذج التونسي في
مصر كما كان يفعل بالضبط كتّاب الصحف الحكومية. وقال هيكل في مقالته
الشهيرة « لا أخفي حزني الشديد من الدعوة إلى مسيرة احتجاجية غاضبة غداً
أمام وزارة الداخلية... ومنبع حزني هو هذا اليوم بالتحديد... ففيه انقلاب
على ثوابت وقيم». وأضاف: «نحن الآن في أمسّ الحاجة إلى حوار حقيقي جاد بين
النظام ومختلف القوى السياسية، فالتجارب تقطع بأن النظم تستمد قوتها من
الشعوب، ولا يمكن مقارنة قوة النظام بقوة الشعب... مراجعة المواقف كلها
الآن حتمية وواجبة... فلا أحد يريد عنفاً... ولا أحد يتمنى تغييراً على
الطريقة التونسية... وأدعو الله أن يمر يوم غد بسلام». لكن وزير إعلام مصر
الجديد فوجئ بأن النظام سقط وأن الثورة نجحت، واليوم الذي كان يريد أن يمرّ
بسلام ـــــ يقصد 25 يناير ـــــ أصبح نقطة تحول في تاريخ مصر وجاء به
وزيراً للإعلام.
الأخبار اللبنانية في
11/07/2011
التحرير و البيت و النهار…
حرّية إعلام أم استثمار لأموال رجال الأعمال؟
كتب: القاهرة – هند موسى
انطلقت في الفترة الأخيرة قنوات تلفزيونية جديدة يملكها رجال أعمال، ما
يرسم أكثر من علامة استفهام حول ازدياد هذه الظاهرة، مع أنها ليست جديدة،
وهل تكمن المسألة في استثمار الأموال في مشاريع مربحة أم لتلميع صورة
النظام السابق والتأثير في الإعلام عموماً؟
من أبرز القنوات: «التحرير» يموّلها رجل الأعمال أحمد أبو هيبة، «البيت
الكبير» يموّلها رجل الأعمال يحيى الكومي، «النهار» يموّلها رجل الأعمال
وليد مصطفى، صاحب جريدة وموقع «اليوم السابع»، «سي بي سي» وغيرها.
يُذكر أن هذه الظاهرة قائمة منذ سنوات وثمة أمثلة عليها من بينها قنوات: «دريم»
لرجل الأعمال أحمد بهجت، «الحياة» لرئيس حزب الوفد السيد البدوي، «روتانا»
للأمير وليد بن طلال، «شبكة راديو وتلفزيون العرب» لصالح كامل.
أنشطة متعدّدة
يوضح د. صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن تكاليف إنشاء
قناة وتشغيلها تتحدّد على أساس المستوى المرغوب في بلوغه، بناء عليه تتراوح
التكاليف ويكون العائد غير مضمون، على غرار النشاط التجاري والخدمي حيث
المكسب بعيد المدى ولا يمكن تحقيقه إلا مع رجل أعمال صاحب أنشطة متعدّدة
مثل: حسين راتب، نجيب ساويرس، أحمد بهجت وغيرهم…
يعزو العالم اتجاه رجل الأعمال إلى إنشاء قناة فضائية إلى الرغبة في تعويض
المبلغ الذي أنفقه في تحقيق دعاية له في قنوات أخرى، تنويع الأنشطة
الإعلانية والترويجية خدمة لمصالحه، توجيه البرامج خدمة لأهدافه على المدى
البعيد، وعندما تحظى قناته بنسبة مشاهدة عالية قد تحقق عائداً ومكاسب
لشركات أخرى تابعة له أيضاً.
يضيف العالم: «السبب الأهمّ وراء هذه الخطوة أنها تكسب رجل الأعمال مكانة
اجتماعية وسياسية في الوسط الإعلامي، فمثلاً إذا كانت لديه أهداف سياسية
قبل الثورة وبعدها تدعم محطته هذا الدور وتبرز مكانته في المجتمع، لا سيما
أنه لا يستطيع فرض وجوده بأمواله، لأن رجال أعمال غيره يملكون أموالاً
طائلة أيضاً، لذا يكمن الاختلاف في امتلاكه قناة أو جريدة أو أي وسيلة
إعلامية موجّهة إلى الجمهور تتحدّث بلسانه وتمكّنه من طرح رؤيته».
تسويق الأفكار
ترى الإعلامية عزة شلبي أن للقنوات الفضائية دوراً في دعم مواقع رجال
الأعمال من خلال تسويق أفكارهم وصناعاتهم، بالتالي الحديث عن امتلاك رجال
الأعمال محطات فضائية هو شائك دائماً، «على رغم الخسارة التي يتكبدها
مالكها أحياناً إلا أنه لا يهتمّ بذلك طالما أنه يحقق هدفه الذي أطلقها من
أجله».
تضيف شلبي: «ثمة مستفيدون اليوم من حرية الإعلام، لكن لا يمنع ذلك من وجود
وجوه تبدو مشرّفة فيما تفضحها الكواليس لنكتشف أنها من مؤيدي النظام
السابق، مثل قناة جديدة، لن أذكر اسمها ويعرفها الجميع، إذ أعلن القيمون
عليها، في أول مؤتمر لها، أنها ملك للإعلاميين الثوريين فيما تبيّن، في
كواليس المؤتمر، أن ثمة شخصاً متخفياً هو مؤسسها، وهذه القنوات تبث السمّ
في العسل».
تشير شلبي إلى أننا «نعيش لحظات حساسة وإرباكاً وعدم وضوح في الرؤية، ما
يدفع المشاهد إلى التنقّل بين القنوات بحثاً عن برنامج يتابعه، وإن وجد
فربما يتابع حلقة منه ويهمله ليبحث عن جديد غيره».
استثمار قوي
توضح الناقدة ماجدة موريس أن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات ورائدها
إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ الذي يملك أكبر القنوات الفضائية. وتؤكد أن
هذا الاستثمار يكسب رجل الأعمال قوة تزيد على رأسماله، سواء الذي يملكه أو
الذي يستخدمه في إطلاق القناة، وذلك كلّه تابع للنظام الرأسمالي العالمي
الجديد، لكنها تحذّر من رجال الأعمال الذين يوجهون قنواتهم الفضائية ضد
أهداف الوطن، عندها يصبح رأس المال مخرباً ويتجاوز تأثيره التوقعات.
تضيف موريس: «لا شك في أن كل قناة تحمل إضافة إلى سابقيها، فمنها ما يعبّر
عن اتجاه سياسي ديني مثل «الحرية» وأخرى يملكها رجل أعمال صاحب نفوذ في عهد
الرئيس السابق مبارك مثل قناة «25 يناير»، ولعلّ أفضل القنوات الحديثة هي
«التحرير» لأن لطاقمها الإعلامي دوراً حتى في الإعلام الحكومي وتدعم
برامجها شعارها، من هنا لا يمكن وضعها في إطار القنوات التي يملكها رجال
أعمال».
في ما يتعلّق بقناة «سي بي سي» لا تستطيع موريس الحكم عليها كقناة لرجل
أعمال لأنها لم تشاهدها، لكن معلوماتها عنها أنها تضمّ إعلاميين محترفين
عملوا في قنوات حكومية مثل لميس الحديدي وخيري رمضان، «أعتقد أن التلفزيون
المصري خسر بعد توقّف برامجهما وإن لم يكونا موهوبين وصاحبَي تأثير على
الجمهور، بعد ذلك لم يظهرا في أي قناة».
كذلك تلاحظ موريس أن ثمة عاملين في القناة يقفون للمرة الأولى أمام
الكاميرا كمقدمي برامج مثل عادل حمودة، وأن الصحافي محمد هاني يدير هذه
القناة، وهو إعلامي كبير قادر على توجيهها بشكل قابل للمنافسة… «من هنا لا
بد من أن تضيف هذه التجربة إلى الإعلام المصري عموماً والفضائي خصوصاً،
وستكون المنافسة على الأفضل والأكثر مصداقية».
دعاية مستمرّة
يرى الناقد نادر عدلي أن هذه الظاهرة طبيعية ويستفيد منها رجل الأعمال في
توفير نفقات الإعلانات في التلفزيون المصري وغيره من القنوات الفضائية، بل
تضمن استمرارية حملاته الدعائية التي يؤكد من خلالها وجوده.
يضيف عدلي أن نجاح قناة أكثر من غيرها يعود إلى ذكاء المالك نفسه أو رجل
الأعمال، «على سبيل المثال يحقق طارق نور في قناة «القاهرة والناس»، التي
يطلقها في شهر رمضان فحسب، أرباحاً هائلة معتمداً على موازنة صحيحة
ومستفيداً من إعلانات الآخرين في القناة. حتى إن خسر مادياً فقد نجح في
تحقيق مكانة اجتماعية له».
الجريدة الكويتية في
10/07/2011
المشاجرات على الهواء..
ظاهرة ديمقراطية أم فوضى إعلامية؟!
شيماء مكاوي
الخلافات والمشاجرات التى تحدث على الهواء مباشرة بين مقدمى برامج التوك شو
والضيوف، أو بين ضيوف البرامج أنفسهم .. لماذا تحدث؟ .. وما سبب تزايدها فى
فترة ما بعد الثورة؟.
وهل هى دليل على مناخ الحرية والديمقراطية أو نوع من الفوضى الفضائية.. هذا
ما نحاول الإجابة عنه من خلال السطور القادمة..
? فى البداية يقول الدكتور حسن عماد، وكيل كلية الإعلام لشئون الطلاب،
والقائم بأعمال عميد كلية الإعلام: لابد أن يكون فريق العمل فى أى برنامج
ذا حرفية عالية ومهنية أيضا عالية ولابد أن يكون فريق الإعداد فى أى برنامج
فريقا يعرف أسس المهنة جيدا وعليهم أن يجمعوا المعلومات اللازمة لأى ضيف فى
أى برنامج دون أى خطأ، وعلى سبيل المثال الخلاف الذى حدث مؤخرا بين
الإعلامى عمرو أديب والشاعر عبد?الرحمن القرضاوى، نتج عن خطأ فى فريق
الإعداد وقابله خطأ أكبر من الشاعر عبد?الرحمن القرضاوى، عندما تحدث بشكل
غير لائق عن فريق الإعداد وقرر الانسحاب من البرنامج دون أية مراعاة أنه
على الهواء، وكان من المفترض أن يقوم بتصحيح تلك المعلومات الخاطئة بشكل
مهذب ولائق، وهذا يعكس بصفة عامة عدم قدرتنا على الحوار والتحكم
بانفعالاتنا من جانب من يقدمون هذه البرامج أو من جانب من يُستضافون فيها.
? ويقول الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام: حالة
توتر عام أصبحت تسود المجتمع فى الوقت الحالى وأيضا ترتبط بما يطلق عليه
ثقافة الصراع مابين أطراف عدة فى المجتمع المصرى، أما على المستوى الخاص
فمن الملاحظ أن هناك جنوحا فى استخدام الصوت العالى خلال المرحلة السابقة
سواء من جانب السياسيين والمثقفين أو من جانب مقدمى البرامج، فالكل اليوم
يراهن على الصوت الأعلى وأصبحت معادلة «على وأنا اعلى» الأكثر سيطرة على
المشهد الإعلامى الآن، فالخطاب الإعلامى أصبح خاضعا لمتطلبات الشكل أكثر ما
هو خاضع لمتطلبات المضمون، بمعنى أننا نجد أن أغلب مقدمى البرامج وكذلك
الضيوف يجنحون إلى الأداء الاستعراضى أو الشو، فى الوقت الذى تضيع فيه
الحقيقة رغم أن الخطاب القائم على سرد الحقائق هو الخطاب الأكثر وعيا
بوظائفه وبدور الإعلام فى مصر ما بعد الثورة. يقع فى هذا السياق الملاسنة
اللفظية بين الإعلامى محمود سعد ومحافظ القاهرة فى برنامجه «فى?الميدان»
والتى شهدتها المداخلة التليفونية التى قام بها المحافظ فى البرنامج، وأيضا
الملاسنة الهوائية بين الشاعر عبد الرحمن القرضاوى والإعلامى عمرو أديب فى
برنامج «القاهرة اليوم»، الأفضل أن نترك معادلة الحديث بعيدة عن الأهواء
الشخصية لكى ننجح فى تقديم خطاب إعلامى قادر على مناقشة الهموم الحقيقية
للمجتمع من ناحية وقادر على توعية الرأى العام للعديد من القضايا والأفكار
التى يجب أن يكون هناك وعى للمصريين بعد الثورة.
? ومن جانبها تقول الإعلامية منى الحسينى: لابد لأى إعلامى متمرس أن يكون
معه جميع أسلحته عندما يظهر على الهواء مباشرة، والخناقات والخلافات التى
تحدث على الهواء واردة وحدثت معى أكثر من مرة، ولكن لابد على كل إعلامى أن
يكون هادئا للغاية وأن يحتوى الموقف، فالضيف لابد من احترامه، حتى لو كان
الإعلامى لا يتفق معه فى وجهة نظره، لأن من حق كل ضيف أن يعبر عن وجهة نظره
وإلا كان البرنامج مثل «ماتش الكورة»، وحتى لو تطاول الضيف بأى لفظ علىَّ
أن احتوى الموقف بكل لباقة، ومن واجب كل إعلامى أن يتحكم فى انفعالاته بشكل
كبير..
? ويقول معتز صلاح الدين المستشار الإعلامى لقناة الحياة: ما يحدث الآن فى
مجال الإعلام مهزلة بكل المقاييس، لأن الإعلام المصرى يلعب دورا سلبيا فى
الفترة الأخيرة، خاصة فى الفترة ما بعد الثورة مما يؤثر على صورتنا أمام
العالم، فالخناقات والخلافات التى تحدث على الهواء لم تكن تحدث من قبل وإن
كانت تحدث فليست بالصورة التى نشاهدها الآن، حيث نشاهد الآن ضيوفاً
يتشاجرون بالضرب بالكراسى على الهواء ويتلفظون بأقذر الشتائم، فلابد من أن
نلاحظ أننا مرآة للعالم ككل، فمقدم البرامج هو إعلامى وليس زعيم سياسى،
فلابد من أن يتفهم دوره جيدا.
? وعن تلك الظاهرة تقول الدكتورة مروة شبل مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية
الآداب: من القائد؟ سؤال يطرح نفسه فى كل البرامج الحوارية والعاقل هنا من
يدرك أن القائد ليس صاحب الصوت العالى المبادر بالحديث وإنما القائد هو
صاحب المنطق والعقل الذى يجذب أذن المشاهد قبل عينه فالمذيع الذى يبحث عن
نجومية سريعة وكل هدفه الظهور والبريق بالشكل دون المضمون والضيف الذى
يتكلم، والجمهور الذى يشتت تفكيره وتتراجع رغبته فى المعرفة يوما بعد يوم،
والقناة التى تؤثر أجندتها فى البرامج التى تبثها، كلهم يتحملون المسئولية
عن مشكلة البرامج الحوارية بدرجات متباينة.
ولذلك يجب على المذيع هنا أن يكون هو القائد الذى يدير دفة الحوار فى تسلسل
منطقى دون أن يشعر المتلقى بهذا الانتقال وهنا تظهر احترافية المذيع الجيد
الواعى القادر على احتواء الضيف والجمهور حتى ولو احتد الحوار بينه وبين
الضيف لأى سبب عليه أن يضع نصب عينه دائما لافتة انتبه لا تتجاوز الخطوط
المحددة أمامك مشاهدين مستمعين لما تقول فحافظ على لباقتك وقناتك وضيفك.
أكتوبر المصرية في
10/07/2011 |