قد تكون أصغر مقدمة برامج في قناة أبوظبي الأولى وأبوظبي الإمارات،
فعمرها لم يتجاوز العشرين عاماً. إطلالتها الخفيفة والمحببة ومرحها الواضح
على الشاشة أحد عناصر قبولها . دخلت مجال التقديم التلفزيوني بالصدفة، لكن
عشقها للكاميرا زرع فيها رغبة في الاستمرار، وتطمح إلى إضفاء نوع من
الطرافة والغرابة على البرامج . إنها المذيعة الإماراتية الشابة رحاب
عبدالله التي تقدم برنامج “شرق وغرب”، وتتحدث عنه وعن طموحاتها في هذا
الحوار . .
·
برنامج “شرق غرب” الذي يعرض على
قناتي أبوظبي الإمارات وأبوظبي الأولى، هو بدايتك فكيف تصفينها؟
- تجربتي الأولى في مجال التلفزيون، وصلت إليها بالصدفة ولم أصدق حينها
إنني حظيت بهذه الفرصة، خاصة وأنني مازلت أدرس في السنة الثالثة تخصص
الإعلام التطبيقي بكلية أبوظبي للطالبات التابعة لكليات التقنية العليا،
وكان طاقم تلفزيون أبوظبي يزورنا في الكلية لتصوير حدث معين، حينها استغللت
الفرصة وتحدثت إلى أحدهم عن رغبتي بالعمل في التلفزيون كمذيعة، وبعد فترة
بسيطة اتصلت القناة بي وأخبروني بموعد اختبار أمام الكاميرا، وبعد ان اجتزت
الاختبار عرضت القناة عليّ تقديم برنامج “شرق غرب”، ومن دون أي تدريب بدأت
تصوير البرنامج، وكان ذلك أواخر العام الماضي وما زال البرنامج مستمراً .
·
وما طبيعة البرنامج؟
- هو مجموعة من الأخبار الطريفة والغريبة التي تقدم بالتزامن مع تقارير
مصورة عنها، وأجمل ما فيه أنه يعد فسحة لاسترخاء لمشاهد، فهو البرنامج
الوحيد من نوعه على قناتي “أبوظبي الأولى” و”الإمارات” الذي يقدم الأخبار
الطريفة، وهي ممتعة لي وللمشاهد، كما يقدم أحدث الابتكارات التقنية
والفنية، ولعل طرافة الأخبار وغرابتها تجعلني أستمتع بتقديمها .
·
التقيت فريق عمل مسلسل “إيزيل”
حين حضورهم إلى دبي، فكيف كانت التجربة؟
- كانت تجربة جميلة، حيث التقيت بالممثلين وباقي فريق العمل، وأجريت معهم
حوارات حول أدوارهم، ومع الممثلين السوريين الذين يؤدون بأصواتهم الأدوار،
ولم أتوقع الأجواء والحشد الضخم من الجمهور الذي سررت به كثيراً، وعشت معهم
تجربة فريدة من نوعها .
·
كيف توفقين بين دراستك وعملك
التلفزيوني؟
- لا يأخذ تصوير برنامج “شرق غرب” من وقتي الكثير، فالتصوير لمدة يوم فقط
في الأسبوع لأن البرنامج يعرض مساء كل جمعة، وبالعكس أشعر أن التلفزيون
مكاني وأعشق الكاميرا، وقد ساعدتني دراستي في إعطائي خلفية عن العمل
فالتجربة العملية تبقى مختلفة .
·
*وماذا
عن وقوفك لأول مرة أمام الكاميرا؟
- التوتر والخوف كانا يلازماني، لكن من دون أن ينعكس ذلك على الكاميرا، ذلك
لأنني كنت مؤمنة بأن هذا مكاني، ويجب أن ألتزم بطبيعة العمل لكي أحافظ على
وجودي فيه .
·
هل تجدين أنك نجحت في تقديم
البرنامج؟
- مبدئياً نعم، فالبرنامج نقطة بدايتي، وأعتز به كثيراً وأود الاستمرار به،
ولكن بالتأكيد كتجربة سأستفيد منها لو ظهرت لي أخطاء وسأطور من أدائي
المهني، فلا يوجد مقدم برامج كانت إطلالته قوية منذ البداية، ومن لا يتطور
لا ينجح، لذا أعتبر أن البداية في “شرق غرب” مهمة جداً ورغم كونها لا تظهر
طابعي العفوي، لأنني ملتزمة بنص، والتميز يأتي بالاستمرار وبتحسين الأداء .
·
وما النمط الذي تودين تقديمه؟
- أود تقديم برنامج يعتمد على الاتصال الجماهيري، فيكون خفيفاً طريفاً يمنح
البهجة للمشاهد، وأعتقد أنه الأقرب لشخصيتي، ورغم أنني أعلم أن المذيع يجب
أن يقدم جميع الأنماط، لكنني أجد نفسي أكثر في البرامج ذات النمط الخفيف،
وسبق ان أجرت لي القناة اختبار كاميرا لنشرة الأخبار، لكنني لم أجد نفسي
فيها .
·
لكن ألا تجدين أن النمط الذي
تودين تقديمه يشبه ما يقدمه المذيع سعيد المعمري؟
- نعم فسعيد المعمري متألق وصاحب إطلالة متميزة وبرامجه ذات طابع خفيف
ومحبب للمشاهد، لكن بالتأكيد لكل مذيع إطلالته، وما أود تقديمه يحمل صورة
مختلفة تماماً وأضع فيه لمستي .
·
وماذا عن الجديد؟
- أود الاستمرار في المجال الإعلامي، وسيكون هناك برنامج جديد مختلف
“نوعيا”، وتم التحضير له بشكل كامل ولكن لم يبدأ التصوير، وأشعر أنه قريب
مني لأنه يحمل لمسة كإماراتية بحتة، وهو طريف ويمنحني قدراً من الحرية في
الحديث والتعامل مع الأشخاص، وسيظهر قدراتي الإعلامية أفضل من برنامج “شرق
غرب” .
·
بما أنك أصغر مذيعة بالقناتين،
كيف تجدين الأجواء المحيطة بالعمل؟
- لا أختلط بأحد فعلاقتي بالزملاء لا تتعدى التحية، وذلك لالتزاماتي
الدراسية والمهنية، لا أجد الوقت للاختلاط .
·
وما التغير الذي لمسته في
شخصيتك؟
- الأمر مختلف تماماً، إذ وجدت أن العمل جعلني أكثر ميلاً للدراسة وأكثر
نشاطاً، وأصبحت أنجز دراستي بشكل أسرع لأنني أعلم أن هناك مسؤوليات يجب أن
تنجز، فلم يعد الوقت متاحاً كما كان، وهدفي يتمثل في أن أكمل دراستي لأبرز
جهودي في العمل، كذلك اكتشفت أن العمل خلال الدراسة هو وسيلة جيدة ليحصل
الشخص على المعلومات المنهجية والخبرة العملية في الوقت نفسه .
·
هل واجهت انتقادات؟
- النقد ضروري، لكن هناك من يعمد الى التجريح من خلال الانتقاد، والحمدلله
لم أتعرض للنقد الجارح، لكن أنا مع النقد لأنه يصحح أخطائي، وأسأل دائماً
عن مستوى أدائي في البرنامج .
·
هل فكرت في التمثيل؟
- لن أمثل إلا بموافقة أهلي على الدور، المهم أن يتماشى مع عاداتنا
وتقاليدنا وأهمها الملابس، أي مثل مسلسل “الغافة”، وحين قمت بتغطية مهرجان
أبوظبي السينمائي ،2010 تلقيت عروضاً للتمثيل لم أعرها الأهمية، ربما لأنني
كنت لا أزال في بدايتي .
·
هل واجهت صعوبات في دخول المجال
الإعلامي؟
- كنت خائفة من رد فعل أهلي بدايةً، لكن الفضل لله أنهم شجعوني، كما أن
التشجيع الذي أحظى به من القناة يعد عاملاً مساعداً أيضاً، ومن الغريب أنني
كنت خجولة جداً في فترة الدراسة ما قبل الكلية، لكن بمجرد دخولي الكلية
بدأت أكسر قيود الخجل وأصبحت اجتماعية أكثر فأكثر، ولولا ذلك لما استطعت
العمل في التلفزيون، صحيح أن الخجل سمة من سمات المرأة، لكن الخجل الذي
يعيق الإنسان غير مرغوب .
·
هل سنراك في برنامج رمضاني؟
- طرحت القناة مجموعة من البرامج وقد يكون لي نصيب في أحدها، لكن إلى الآن
لا شيء مؤكد .
·
*ما
هواياتك؟
- المشاركة في النشاطات في الكلية، والقراءة، وأعشق التسوق إن أردت تسميتها
بهواية، كما أواظب على رياضة “القنص” .
·
وما الذي تودين تحقيقه في الفترة
المقبلة؟
- أن انهي دراستي، والتفرغ للتلفزيون بشكل خاص، وأن يفخر بي أهلي في كل ما
أعمل وأقدم .
الخليج الإماراتية في
13/07/2011
تواكب أجواء الانفتاح
لاسياسي
الفضائيات الجديدة ضرورة أم
فوضى؟
القاهرة - “الخليج”:
انطلاق قنوات جديدة بمختلف أشكالها واتجاهاتها خلال الفترة الأخيرة يفرض
العديد من الأسئلة حول مدى قدرة سوق الفضائيات على استيعاب تلك القنوات،
هناك من يتساءل: هل تجد هذه القنوات جمهوراً لها بسهولة؟ وهل أطلقت بناء
على دراسات وبحوث للمشاهدين أم بشكل عشوائي؟ والى أي مدى يمكن أن تتسبب
فوضى الفضائيات الجديدة في ممارسات إعلامية لا تراعي العادات والتقاليد
خاصة في ظل منافسة شرسة؟ هذه الأسئلة وغيرها واجهنا بها نجوم وخبراء
الإعلام .
يؤكد الإعلامي محمود سعد الذي انضم إلى قناة “التحرير” وهي إحدى القنوات
الجديدة التي ظهرت بعد الثورة المصرية، أن الفرصة متاحة أمام إنشاء قنوات
جديدة، لأن الجمهور في حاجة إلى قنوات تعبر عنه بصدق بعد الثورة، خاصة بعد
أن اكتشف أن معظم القنوات الموجودة لم تكن صادقة معه وإنما كانت تخدم
مصالحها الخاصة .
ويضيف سعد أنه لا يمكن لأحد أن يوقف هذا السيل المتدفق من الفضائيات بمختلف
ألوانها وأشكالها وتوجهاتها، لكنها ستغربل نفسها بمرور الوقت، والجمهور
وحده هو من سيقوم بتلك الغربلة من خلال التفافه حول القنوات التي يشعر فيها
بصدقية وجرأة واحترام لعقله وهروبه من القنوات التي حاولت فقط استغلال
الفرصة والتواجد لتحقيق مكاسب خاصة . ويرى أنه حتى إن كانت هناك بعض
القنوات الجديدة التي تقع في بعض الأخطاء نتيجة حداثتها أو قلة خبرة
القائمين عليها، فإن هذا لا يعني أن نطالب بإغلاقها وإنما أن نمنحها فرصة
التواجد وتصحيح الأخطاء .
الإعلامي عمرو أديب يرى أنه لا يمكن بسهولة لتلك القنوات الجديدة أن تنافس
فضائيات موجودة بالفعل منذ سنوات طويلة ولها جمهور تعلق بها وبنجومها وبما
يقدمونه، وإن كان هذا لا يمنع حق الجميع في التواجد في السماء المفتوحة
التي لا يمكن أن تكون حكراً على أحد .
ويضيف عمرو أديب: زحمة القنوات وإطلاق عدد كبير من الفضائيات الجديدة بشكل
عشوائي يؤديان إلى كارثة في النهاية لأنه يعني سقوط الكثير منها في فخ
التقليد، بدليل أن هناك قنوات كثيرة تبدو نسخاً متكررة، وأن هناك من حاولوا
في الفترة الأخيرة تحديداً استنساخ برنامج (القاهرة اليوم) على العديد من
القنوات الجديدة، لكن أحداً منهم لا يستطيع تحقيق النجاح الذي لم يتحقق بين
يوم وليلة وإنما بني على مدى سنوات طويلة أنشئ خلالها جسر من الثقة القوية
بين القناة والجمهور .
الإعلامية هالة سرحان التي عادت ببرنامج جديد هو (ناس بوك) على قناة جديدة
هي “روتانا مصرية”، تؤكد أنه لم يعد هناك من يستطيع الآن أن يكمم أفواه
الإعلاميين، أو أن يوقف تدفق القنوات الفضائية وأن الحكم في النهاية على
نجاح أو فشل أي قناة في يد الجمهور وحده .
وتؤكد أن قناة “روتانا مصرية” لا تعد جديدة تماماً مقارنة بغيرها لأنها
تستند في النهاية إلى أصل ثابت هو قنوات روتانا التي تحظى بثقة وإقبال
المشاهدين ولهذا فهي مثل فرع جديد في شجرة ثابتة .
وتضيف هالة سرحان أنه لابد أن نترك الفرصة كاملة للجمهور ليحكم على تلك
القنوات بنفسه، وألا نكون أوصياء عليه، لأنه واع جداً ليفرق جيداً بين
القنوات المحترمة التي تضعه في أولوياتها والتي تحاول ركوب الموجة وتحقيق
مكاسب لنفسها .
ورغم قناعة د . سامي عبدالعزيز، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، بحق
الجميع في التواجد والمنافسة في ظل سماء مفتوحة، يؤكد أن معظم القنوات التي
أطلقت مؤخراً أنشئت من دون دراسة كافية لمدى استيعاب سوق الفضائيات لها في
ظل وجود أكثر من 600 قناة على النايل سات وحده . وأكبر دليل على غياب
دراسات السوق، في رأيه، أن هناك قنوات لا تقدم جديداً للجمهور، وإنما تشبه
قنوات قائمة بالفعل مثل معظم قنوات الأفلام والمنوعات والأغاني وبعض
القنوات التي تعتمد على “التوك شو” بشكل رئيسي .
ويبدي تخوفه في النهاية من أن تؤدي موجة القنوات الجديدة ورغبتها في
المنافسة وجذب المعلنين إلى تقديم مواد لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا
وتشكل خطراً على الأطفال والشباب والفتيات بصورة أو أخرى، بل وربما تحمل
تهديداً أيضاً لهويتنا كعرب . ويضيف المنع بالطبع ليس الحل، وإنما النقد
والحوار، ووجود قنوات أخرى في المقابل تحترم عاداتنا وتقاليدنا ليبقى
الاختيار متاحاً أمام الجمهور لمشاهدة ما يريد وقتما يريد .
والمشكلة في رأي الدكتور سامي عبدالعزيز أنه لا يوجد لدى أحد قدرة على
إيقاف هذا التدفق الفضائي، ولذلك فالمطلوب ميثاق شرف إعلامي ينظم عمل تلك
القنوات ويحمي الجمهور من أي تجاوزات وهذا الميثاق لا يمكن وضعه وتنفيذه
بتعليمات حكومية انتهى زمنها وإنما برغبة الأغلبية من أصحاب تلك القنوات
أنفسهم في تنظيم حضورهم والاتفاق فيما بينهم على خطوط عريضة تصب في مصلحة
المشاهدين .
محمد عبدالمتعال، رئيس شبكة قنوات الحياة، يؤكد أن أي قناة تطلق لابد أن
تكون مبنية على دراسة جيدة عن مدى احتياج سوق الفضائيات لها ومدى قدرتها
على جذب الجمهور، لأنه إن لم يتحقق هذا لا يمكن لأي قناة الاستمرار، لأنها
ستخسر مادياً، ويقول: علينا أن نعترف بأنه بجانب الرسالة الإعلامية، فإن
إطلاق أي قناة هو عملية اقتصادية أيضاً لابد أن تؤتي ثمارها وإلا فإن إغلاق
تلك القناة سيكون مصيراً حتمياً بسبب الخسارة الاقتصادية .
ويضيف أن شبكة قنوات الحياة تهتم جداً ببحوث المشاهدين لمعرفة رأي الناس
فيما تقدمه وما يجب تطويره، لأنه مهما كان نجاح أي قناة فإنه يجب أن تكون
حريصة على تطوير نفسها والحفاظ على جمهورها وثقتهم بها خاصة مع ظهور قنوات
جديدة باستمرار .
الإعلامي معتز الدمرداش الذي انتقل مؤخراً من قناة “المحور” إلى قناة
“الحياة”، ويقدم فيها برنامج “مصر الحديثة”، يؤكد أن سوق الفضائيات يحتمل
المزيد من القنوات، بدليل أن الجمهور ما زال رغم كثرتها يشعر بأن قليلاً
فقط مما يقدم له هو الذي يرقى إلى طموحه في المشاهدة، بينما أغلب القنوات
وما تقدمه ليس سوى تحصيل حاصل وملء لفراغ الأوقات الموجودة على الشاشة .
ويضيف: المهم هو معرفة أي نوع من القنوات هي التي يحتاجها سوق الفضائيات
أكثر من غيرها، فقنوات الموسيقا مثلاً ربما تكون كافية بشكل جعل الجمهور
يتشبع مما يقدم من موسيقا وأغان، بينما قد تكون هناك مجالات أخرى تحتاج إلى
مزيد من القنوات والأمر لا يمكن حسمه إلا بدراسات دقيقة تحدد ما يفتقده سوق
الفضائيات أما التجاوزات التي تحدث فهي ليست متعلقة بإطلاق قنوات جديدة،
لأن التجاوزات كانت موجودة من قبل، والجمهور وحده هو الذي يحكم على أي قناة
تتجاوز في حقه، سواء بخداعه أو الكذب عليه أو تضليله أو الاستخفاف به أو
تقديم مواد لا تراعي عاداته وتقاليده أو غيرها من أشكال التجاوزات
الإعلامية التي أرى أن مواجهتها تكون فقط بالابتعاد عنها وبالتالي تراجع
نسب مشاهدتها وقلة إعلاناتها .
الخليج الإماراتية في
13/07/2011
دمج مشروعي نايف كريّم وغسان بن جدو:
إطـلاق قنـاة عربيـة
موحـدة مطلـع العـام
فاتن قبيسي
في وقت ينتظر فيه
الوسط الإعلامي ولادة محطتين جديدتين هما «الاتحاد» التي أطلقت مؤخرا بثها
التجريبي
بإدارة الزميل نايف كريّم، والثانية هي تلك المقرر أن يطلقها الزميل غسان
بن جدو في
غضون أشهر، علمت «السفير» أنه جرت توأمة المشروعين في عملية دمج للقناتين،
ليصار من
خلالها الى إطلاق قناة عربية موحدة.
ويبدو أن أولى خطوات «الاتحاد» في هذا
المجال هي إثبات التسمية بالفعل، عبر اتحادها مع القناة الوشيكة الولادة،
لتسلكا
معاً، عبر الدمج، طريقاً أكثر تعبيداً باتجاه دائرة الضوء.
التحضيرات القائمة
على قدم وساق من أجل إطلاق القناة المدمجة في مكتبها في بئر حسن، تشي
بإمكانية
إطلاقها في نهاية العام. على أن يتم اختيار إسم جديد لها.
ويتولى كريّم إدارتها
العامة، فيما يتسلم بن جدو رئاسة مجلس الإدارة. بالإضافة الى عودته بطبيعة
الحال
الى الشاشة، عبر برنامج متطور من حيث الشكل والأسلوب.
غير أن عملية التزاوج إنما
مهد لها وجود قواسم مشتركة عدة بين الشريكين، وذلك في مجال مناصرة الحريات
وتبني
قضايا المقاومة.
يحمل كل من بن جدو وكريّم الهم ذاته المتمثل بالقضية الفلسطينية
ومطالب الشعوب العربية، وتعزيز الديموقراطية، فالتقيا حول هوية
المنبر وطبيعة
الرسائل.. والشرائح المستهدفة.
وقريباً يُعلن افتتاح باب التوظيف، على أن يسبقه
مؤتمر صحافي يعقده الشريكان، في الأسبوع المقبل، للإعلان عن التفاصيل
المتعلقة
بالقناة المدمجة.
ويشير مدير عام القناة نايف كريّم لـ»السفير» الى أن
«الاتحاد»
كانت قطعت شوطاً لإطلاقها في أيلول المقبل، ولكن عندما تواصلت مع بن جدو،
شعرت أنه بالإمكان تحقيق الأفضل. لذا قررنا تأخير موعد الإطلاق لتطوير بعض
الإمكانات البشرية والتقنية».
ويشرح قصة الدمج بقوله: «راودتني الفكرة مذ إعلان
بن جدو نيته في افتتاح قناة، بل منذ تقديم استقالته من «الجزيرة». وعندما
طرح علي
المشروع سعدت جدا»ً.
ويضيف: «عملية الدمج تدعم «الاتحاد»، لذا كان علينا عدم
تفويت الفرصة. وإذا كانت الشراكة تعطي زخماً للمشروع، فالأوْلى بها. وقد تم
تقديم
بعض المقترحات، التي لا تتعارض مع السياسات العامة التي كنا وضعناها، بل
إنها تشكل
إضافة معينة».
ويعتبر كريّم «أن اللقاء الثنائي سينعكس إيجاباً على القناة. فبن
جدو لديه تاريخ إعلامي هام، وتجربة ناجحة في ما كانت أعرق
القنوات العربية. وأنا
لدي رصيد معين نتيجة العمل في قنوات مختلفة في لبنان والخليج».
وعما إذا كانت
القناة ستبقى حتى مطلع العام في مرحلة البث التجريبي؟ يقول «سنناقش الأمر..
ونقرر».
وهو النقاش الذي سيطال أيضاً مدى إمكانية أن تعرض القناة برامج منوعة مثل
البرامج
الثقافية والوثائقية والفنية الهادفة.
بن جدو: «لا دول وراءنا»
ويقول غسان بن
جدو لـ»السفير»: «بادرت الى الاتصال بالزميل نايف كريم عندما قرأت عن
مشروعه في
«السفير»،
ثم زرته طارحاً فكرة التكامل وتنسيق الجهود في ما بيننا، طالما أن رؤيتنا
مشتركة. وبعد لقاءات عدة قررنا دمج المشروعين، على أن تبقى «الاتحاد» هي
الشركة
المنتجة للقناة الجديدة».
ويشير الى أنه «تم التوافق على السياسات التي كان
أعلنها كريّم، على أن نضيف عليها نقاط وبنوداً أخرى، تكون بمثابة وثيقة أو
رؤية
تحدد هوية القناة الجديدة، التي تتبنى كل الاتفاقيات التي وقعتها «الاتحاد»
حتى
اليوم، سواء الإدراية، أو القانونية، أو الإنتاجية».
وردا على سؤال حول الجهة
الممولة يقول بن جدو: «حصلت القناة التي كنت سأطلقها على موازنات تأسيسية،
ولكن بما
أن مشروع قناة «الاتحاد» موجود، فإنها ستكون الشركة المنتجة للقناة
الجديدة، ولكنها
ليست الوحيدة».
ويلفت الى أن «القناة ليست حزباً سياسياً، ولكن ذات هوية تعنى
بقضايا الأمة، وتناصر الحريات والإصلاح، وتنقل نبض الجماهير،
والقضية الفلسطينية هي
قضيتها المركزية. وفي الوقت نفسه سندفع بالحوار مع الغرب، لأننا معنيون
أساساً بما
يحصل في الغرب».
هل تقف هذه الرؤية المشتركة وحدها خلف الدمج؟ يجيب بن جدو
بقوله: «لا، هناك الإمكانات المادية أيضاً. نحن لا دول وراءنا،
ولا جهات كبرى، بل
ممولون من القطاع الخاص. قناتنا متواضعة.. صحيح أن طموحنا كبير، ولكن
التعاون يعطي
قوة دفع أكبر للمشروع».
ورداً على سؤال حول التوظيف يوضح بن جدو: «العاملون في
«الاتحاد»
اليوم، سيتم الإبقاء عليهم. وسنعلن عن الأمر في المؤتمر الصحافي الذي
سنعقده الأسبوع المقبل. وبعد ذلك سنفتح باب الانتداب عبر سلسلة من
الإعلانات في عدد
من الصحف في أكثر من قطر عربي. وفي مرحلة لاحقة، سيخضع عدد من
المتقدمين للوظيفة
لاختبارات، والتي ستشمل أيضاً عددا من العاملين اليوم في «الاتحاد»، ما
يعطيهم فرصة
لإثبات كفاءتهم. ولكن إذا تساوى شخص من «الاتحاد» مع آخر وافد، فالأولوية
ستكون
للأول بالطبع».
وحول مدى قدرة استيعاب القناة الجديدة للوظائف، يقول: «قررنا ألا
نوسع دائرة التوظيف حتى لا نثقل القناة.. سننطلق مع الحد
الأدنى من الموظفين، الذي
يقارب مئتي موظف، وإن كنا نفضل توظيف حوالى ثلاثمئة شخص، ولكننا سنحتاط،
وسنعتمد في
الوقت نفسه على شركات الخدمات وشركات الإنتاج. فثمة هاجس لدينا من لحظة قد
تجد فيها
القناة نفسها أمام مشكلة مادية، ولا نريد للموظفين أن يدفعوا ثمن مثل هذه
المشكلة،
إن وُجدت».
وعما إذا كان المطلوب موظفين من أصحاب الخبرات أو من المتخرجين، يوضح
بن جدو: «إنها مرحلة تأسيسية. بعد توقيع الاتفاق مع كريّم،
سنبدأ رسمياً في العمل
على إطلاق القناة، وسندرس كل الملفات المطروحة، بما في ذلك الأسماء التي
يمكن أن
تتعاون معنا. أنا شخصياً لدي مشروع حول التوظيف والأسماء، ولكن الأفضل أن
نتشارك
النقاش في هذا المجال». وعن توقيت الإطلاق الرسمي للقناة
الجديدة، يقول: «نهاية
العام. لا نريد التسرع في إطلاق قناة.. متعثرة ومتلعثمة!»
السفير اللبنانية في
13/07/2011 |