تألقت الفنانة السورية جومانا مراد وانطلقت بسرعة كبيرة على الساحة
الفنية المصرية وساعدها في ذلك أنها تشبه المصريين كثيرا في ملامحهم وأنها
أجادت لهجتهم بإتقان، الأمر الذي ساهم في خلق جماهيرية كبيرة لها في مصر؛
بوابة العبور للفنانين العرب إلى النجومية.
جومانا عادت إلى الدراما التلفزيونية بمسلسل «شاهد إثبات» الذي عرض
على الشاشات في شهر رمضان الماضي، كما انتهت مؤخرا من تصوير مسلسل «رجال
مطلوبون» الذي يعد تجربة جديدة في الدراما العربية؛ إذ تدور أحداثه في 90
حلقة.
وروت جومانا تفاصيل المشاهد الصعبة التي أدتها في بعض أعمالها الأخيرة
من تلك التي كانت تسبب إرهاقا لكل فريق العمل، متذكرة أحد المشاهد الذي
تعرضت فيه للموت لولا العناية الإلهية..
«الشرق الأوسط» التقت جومانا مراد للحديث عن أحدث أعمالها السينمائية
مع المخرج المصري خالد يوسف الذي تثير أعماله جدلا لدى عرضها، والذي قالت
عنه: «رغبت في التعاون معه منذ فترة طويلة»، قائلة إن «السوق المصرية
مختلفة تماما عن السوق السورية وتحتاج إلى مذاكرة كبيرة جدا حتى أتمكن من
المجازفة». وفيما يلي نص الحوار..
·
تردد أنك خضعت لعملية جراحية في
الفترة الماضية؟
- هذه ليست شائعة بل حقيقة، لأني خضعت لعملية استئصال للمرارة بشكل
مفاجئ، مما أدى إلى حرماني من المشاركة في مهرجان «سلا» بالمغرب في دورته
الرابعة كعضو لجنة تحكيم، وأنا الآن أتابع البروفات المكثفة للتحضير لفيلم
«كف القمر» مع المخرج خالد يوسف، وأيضا قمت بقراءة عدد من السيناريوهات،
التي عرضت علي مؤخرا الخاصة بمسلسلات رمضان 2011.
·
ولكن تردد مؤخرا عدم قبولك العمل
مع خالد يوسف بسبب المشاهد الساخنة؟
- هذا كلام غير صحيح، فقد وافقت على العمل مع خالد يوسف فورا، كيف
أرفض وأنا أرغب في العمل معه، فأنا أحترمه على النطاقين الفني والإنساني،
خاصة أنني أرى أن أعماله متميزة ومختلفة وتحقق نجاحا كبيرا أثناء عرضها
سينمائيا.
·
وهل يحتوي الدور الذي عرض عليك
على مشاهد ساخنة؟
- العمل لا يحتوي على أي مشاهد خارجة عن العادات والتقاليد، والدليل
هو أن الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة الدكتور سيد خطاب أجازت الفيلم
ووافقت عليه، وإن وجدت تلك المشاهد سأقدمها بشكل لا يخدش الحياء ما دامت في
إطار العمل، وبالمناسبة فالعمل لن يخرج عن النطاق العام للعادات والتقاليد
حيث يدور في الإطار الصعيدي.
·
وماذا عن دورك في الفيلم؟
- لن أفصح عن تفاصيل الدور، ولكن سأقوم بدور فتاة صعيدية، وسيتم تصوير
أغلب مشاهد الفيلم في صعيد مصر، ويكفي أن أقول إنه من أصعب الأدوار التي
سأقدمها، على الرغم من أنني قدمت الشخصية الصعيدية من قبل مع الفنانة سهير
البابلي في مسلسل «قلب حبيبة» ولاقى نجاحا كبيرا مع الاختلاف بين العملين.
وسيتم بدء التصوير خلال الأيام المقبلة، والفيلم من تأليف ناصر عبد الرحمن
ويشارك في بطولته وفاء عامر وغادة عبد الرازق وخالد صالح وحسن الرداد وهيثم
أحمد زكي وحورية فرغلي.
·
لماذا تغيبت ثلاث سنوات عن
الدراما التلفزيونية التي كانت بوابة نجاحك؟
- كان غيابي مقصودا بعد اطمئناني على نجاحي في تقديم الدراما
السينمائية، وكنت أركز لإثبات مكانتي السينمائية، وبالفعل استطعت تحقيق
النجاح في مصر، ولاقت إعجاب الجمهور من خلال الأعمال التي قدمتها ومنها
«الشياطين» و«لحظات أنوثة» و«كباريه» و«الفرح» و«شعبان الفارس» وحصلت على
جوائز عن أدواري في تلك الأفلام.. وعندما قررت العودة إلى الدراما
التلفزيونية كان هناك أكثر من عمل عرض علي واخترت منها «شاهد إثبات» لحرفية
كتابته.
·
هل أنت مرتاحة لنجاحك السينمائي؟
- حتى الآن أنا ما زلت في مرحلة البداية، وهناك كثير من الأدوار التي
أبحث عنها لأقدمها، ولدي أكثر من فيلم في مصر خلال الفترة المقبلة، وأحدها
مع المخرج خالد يوسف وهو فيلم «كف القمر» ولم أقرر بعد متى سأبدأ التصوير..
والسينما المصرية مهمة جدا وكنت أتمنى أن أحقق حلم المشاركة فيها منذ زمن
بعيد، ولا أنكر فضل بلدي سورية التي قدمتني بشكل جيد وهذا ما زاد حرفيتي
عندما اتجهت لمصر.
·
هل تجربة مسلسل «شاهد إثبات»
مختلفة؟
- بالتأكيد، وجميع أعمالي السابقة مختلفة، ولكني أعتبر أن مسلسل «شاهد
إثبات» خطوة مهمة وتعلمت منه الكثير بإيجابياته وسلبياتها، وشخصية «رانيا»
التي قدمتها فيه كانت قريب جدا مني فهي صاحبه حق وتتعامل بشفافية، وتعاطفت
معها على المستوي الشخصي ويوجد أشياء مشتركة بين رانيا وجومانا، بالإضافة
إلى أن المسلسل تطرق إلى موضوع جديد على الدراما وهو غيرة الأزواج من نجاح
زوجاتهم.
·
قدمت في «شاهد إثبات» دور محامية
على قدر من الجمال والأناقة، هل كان ذلك مقصودا؟
- بالفعل قصدت ذلك لتغيير الفكرة المأخوذة عن المحاميات أنهن مهملات
في مظهرهن ولا يتمتعن بنسبه من الجمال ويظهرن جادات طوال الوقت، لكن نموذج
رانيا اختلف عن ذلك فهي أنيقة وجميله ومرحة، وهذا هو الطبيعي، وأنا لم أضف
شيئا على الشخصية، إلا الاجتهاد فقط في تأدية الدور، وردود الفعل بعد العرض
فاجأتني، فلم أتوقع ذلك بسبب كثرة الأعمال، إلا أنه حظي بنسبة مشاهده
عالية.
·
كيف تعاملت مع مشاهد المطاردة
والجري خلال أحداث العمل؟
- كانت تلك المشاهد أصعب ما في المسلسل وكانت تسبب إرهاقا غير طبيعي
لكل فريق العمل، وأذكر أنني في أحد المشاهد تعرضت للموت.. كنت في سيارة
وفوجئت بها تطير، وكادت تسقط في حفرة عميقة لولا العناية الإلهية التي
أنقذتني، ولكنه في النهاية كان عملا شائقا وفتح شهيتي للرجوع للدراما
التلفزيونية مرة أخرى.
·
كيف أجدتي المرافعات الطويلة
داخل قاعه المحكمة؟
- جسدت شخصية «رانيا» المحامية التي تقوم بالدفاع عن مصالح الفقراء،
والأمر كان متعبا بالنسبة لي، لأني اعتدت دائما في جميع أدواري أن أجمع
جميع البيانات عن الشخصية التي سأقدمها، خاصة أن شخصية المحامية لم أقدمها
من قبل فهي مهنه صعبة، ومرهقة جدا، لكن استعنت بكثير من خبراء القانون
لمعرفة كيف يترافع المحامي في المحكمة، وجزئية المرافعة كانت من أصعب
المشاهد، وأخذت مني وقتا طويلا في المذاكرة لحفظ المشاهد ولا بد أن أكون
دقيقة جدا، لأن من المؤكد هناك كثير من المحامين سيشاهدون العمل.
·
هل انتابك أي قلق من تسويق
المسلسل باسمك؟
- أعترف أنها كانت مسؤولية ولكنها كانت محسوبة بدقة، والدليل أن
المسلسل قد تم عرضه على كثير من القنوات الفضائية بالإضافة إلى أني أعتمد
دائما على دائما إتقان عملي.
·
هل تخوفت في المنافسة في شهر
رمضان؟
- المنافسة في شهر رمضان كانت قوية وهو أمر معتاد كل عام، وأنا قدمت
هذا العام بطولة مطلقة، وكنت في غاية القلق، لأن الأسماء التي تتنافس هي
لأشخاص محترفي دراما وأعتقد أنه قلق طبيعي. الذي طمأنني أن جمهور السينما
هو الذي شجعني لخوض غمار المنافسة، لكن الحمد لله المسلسل نال نسبة مشاهدة
عالية، وأنا دائما أتفاءل بالعرض الرمضاني وقد عرض لي في هذا الشهر مسلسل
«الشارد» وكان من الأعمال الأولى التي قدمتها في مصر مع حسين فهمي وسوسن
بدر وأحمد راتب. وحقق نجاحا أيضا.
·
تردد مؤخرا أنك وضعتي فريق عمل
مسلسل «العنيدة» الذي توقف تصويره، في موقف حرج بسبب اعتذارك عن المسلسل
قبل أيام من بدء التصوير؟
- لم يحدث أني اعتذرت قبل تصوير المسلسل بأيام، ولكنه عندما عرض علي
العمل اعتذرت عنه وقتها لأني كنت قد وافقت على مسلسل «شاهد إثبات» الذي
أعجبني جدا وقررت التفرغ له حتى أستطيع أن أقدمه بصورة جيدة.. وقيل إنه تم
استبعادي من المسلسل بسبب مخالفتي لبنود العقد، وهذا الكلام لا أساس له من
الصحة ولكن السبب أني أردت التفرغ لمسلسل «شاهد إثبات».
·
رغم نجاحك في الأعمال الدرامية
المصرية فلماذا الحرص على الوجود بأعمال سورية؟
- الدراما السورية هي بيتي الأول، لذلك حرصت على أن أطل على جمهوري
كضيفة في مسلسل «باب الحارة»، وهو المسلسل الأكثر نجاحا في سورية والوطن
العربي، وهذا عمل مشروع لأضمن بقائي في أذهان السوريين لأنه لا غنى لي عن
الجمهور السوري، وأحاول دائما المحافظة على التواصل معه وأرفض لأجله كثيرا
من العروض الخارجية.
·
ما تفسيرك لإقبال النجوم
السوريين على الدراما المصرية؟ وهل ذلك دليل على نجاحها؟
- أختلف تماما مع هذا الرأي.. فلكل دراما مذاقها وطعمها، كما أن
الأعمال الدرامية حاليا أصبحت مزيجا من كل الشعوب العربية وهو أفضل، حيث
أصبحنا نهتم بقضايا الوطن العربي بأكمله، والمشكلات التي تواجهنا كشعوب
عربية وليس كل بلد على حدة، وقدوم الفنانين السوريين أو العرب طبيعي جدا،
فالفن العربي واحد مع اختلاف اللهجة، كما أن مصر هي هوليوود الشرق.
·
لماذا لم تفكري في الإنتاج الفني
في مصر على الرغم من عملك بالإنتاج داخل سورية؟
- السوق المصرية مختلفة تماما عن السوق السورية وتحتاج إلى مذاكرة
كبيرة جدا حتى أتمكن من المجازفة ولكن في سورية هناك من يدعمني ويساعدني.
·
كنت رئيسة لجنة التحكيم بمهرجان
مسقط مؤخرا، فماذا كان شعورك؟ ومؤخرا عرض عليك مهرجان «سلا» بالمغرب الأمر
نفسه؟
- عندما تم إبلاغي بالاختيار كنت خائفة بسبب الثقة التي أولتني إياها
إدارة المهرجان، وكنت أتمنى أن أكون جديرة بهذا الاختيار، ولكن من خلال هذه
التجربة أعتقد أن الأمر جيد وأكسبني ثقة وخبرة ولن أتردد في قبولي القيام
بمثل هذا العمل مرة أخرى، وكنت أتمنى المشاركة في مهرجان «سلا» لكن أرسلت
اعتذارا رسميا، بسبب خضوعي لعملية جراحية.
·
لماذا تشاركين في مسلسل «عرض
خاص» بشخصيتك الحقيقية؟
- مشاركتي في مسلسل «عرض خاص» نابعة من أهمية العمل، حيث وافقت على
الظهور في المسلسل كضيف شرف لأنها تجربة درامية جديدة تضيف إلى مسيرة
الدراما العربية وتغير الشكل النمطي للدراما. وأعتبر أن المسلسل فرصة
للظهور أمام الجمهور بشخصيتي الحقيقية لعرض الجهد الذي يبذله الممثل لتقديم
أعمال فنية، وهو دراما اجتماعية خفيفة شبه واقعية، تدور أحداثها حول خمسة
شباب يحاولون دخول عالم جديد عليهم وهو عالم الفن، والخمسة يتشاركون الحلم
ذاته على الرغم من اختلاف أسباب رغبتهم في تحقيقه واختلاف مواصفاتهم
الجسمانية والنفسية ومستوياتهم الاجتماعية والمادية.
·
ولكن ألا تخشين من اتهامك بأنك
سنيدة للشباب أبطال مسلسل «عرض خاص»؟
- لست سنيدة ولكنني ضيفة شرف كغيري من النجوم، وعندما نقف بجوار
الوجوه الشابة في تجربة درامية جديدة ومختلفة، فإن هذا يجب أن يحسب لنا
وليس علينا.
·
وماذا عن مسلسل «رجال مطلوبون»؟
- انتهيت من تصوير مشاهدي في المسلسل الذي يدور في 90 حلقة وتم تصويره
بين سورية ودبي وهو من إخراج ورشة يشرف عليها المخرج السوري حاتم علي
ويشاركه فيها سامي الجندي، وسامر برقاوي، وأنا أقوم بدور مديرة لمركز تجميل
تدعى «هالة» متزوجة ولديها أولاد وتعاني مصاعب الحياة، وتدور الأحداث في
أكثر من دولة عربية ويحكي مسيرة نساء يلتقين دائما في أحد صالونات التجميل
ولكل واحدة منهن قصتها، وسيتم عرضه الفترة المقبلة.
·
هل تعتقدين أن الجمهور العربي
سيقبل فكرة المسلسلات الطويلة، خاصة أنه لم يعتد عليها؟
هناك كثير من المسلسلات الأميركية والتركية وسواها التي تتكون من مئات
الحلقات ومع ذلك جذبت المشاهدين، ولم يشعروا بالملل، بل كانوا ينتظرون كل
حلقة منها بشغف. في الوقت ذاته يمكن أن يشعر المشاهدون بالملل من مشاهدة
مسلسل من 15 حلقة ولا يتابعون منه سوى حلقتين أو ثلاث، ولعل قوة المسلسل
تكمن في انتماء أبطاله إلى سبع دول عربية، بالتالي هناك سبع لهجات، والهدف
من التنوع هو الوصول إلى شريحة عريضة من المشاهدين في العالم العربي.
الشرق الأوسط في
08/10/2010
فادي صبيح: لا أحب المكدوس ولكن من متطلبات شخصية
المثقف «ستنكو» أن يكون شرهًا
الفنان السوري لـ «الشرق الأوسط»: تعرضت لبعض المضايقات
في الشارع بعد دوري في «ضيعة ضايعة»
هشام عدرة
تميز عبر مسيرته الفنية المتواصلة منذ 15 عاما بأدائه العفوي البسيط
القريب من قلوب المشاهدين فتابعوه باهتمام وشغف من خلال كثير من المسلسلات
التلفزيونية الاجتماعية والمعاصرة، ولكنه كان يخبئ للجمهور مفاجأة فنية
أظهرها في السنتين الماضيتين وهي أنه ممثل كوميدي بامتياز يجيد تجسيد
مفردات الموقف الكوميدي بكثير من المهارة والحرفية على الرغم من صعوبة خوض
هذا النوع من الفنون التلفزيونية ولكنه ربح الرهان الكوميدي خاصة في
العملين اللذين لقيا متابعة واسعة من قبل الناس، حيث جسد شخصية «مثقف
الضيعة» العاشق الولهان (سليم أو «ستنكو») في «ضيعة ضايعة» بجزأيه الأول
والثاني، وشخصية الشاب المدلل الضعيف أمام البنات في مسلسل «صبايا»، مما
جعله محط اهتمام النقاد الفنيين والمتابعين، وقبل ذلك والأهم الجمهور.. إنه
الفنان السوري الشاب فادي صبيح، الذي التقت به «الشرق الأوسط» في دمشق،
وكان الحوار التالي:
·
ما الأعمال الجديدة المقبلة في
مجال الدراما التلفزيونية؟
- هناك مشاركة قادمة لي مع المخرج حاتم علي وأخبرت بها قبل يومين ولكن
لا أعرف بعد ما الشخصية وما النص.
·
يلاحظ المتابع لأدوارك في
الأعمال الأخيرة تركيز المخرجين على إسناد شخصية العاشق الضعيف ذات النمط
الكوميدي إليك، ألا تخشى أن ينحصر ما يعرض عليك من أدوار قادمة في هذا
الإطار فقط وفي مجال الكوميديا فقط؟
- لا أعتقد ذلك، فهذا الأمر كان من الممكن أن يحصل منذ سبع سنوات من
خلال تنميط الممثل بشخصية وحيدة فقط كأن يقال إن الممثل الفلاني يلعب فقط
دور الشرير وآخر الخيّر وممثل يلعب دور العاشق وهكذا دواليك، ولكن في الوقت
الحاضر لا يمكن أن يتم ذلك والسبب أن معظم مخرجينا في الساحة الدرامية
السورية حاليا ينتمون لنفس جيل الممثلين ولنفس الثقافة والعمر، ولذلك ستكون
نقطة ضعف للمخرج وليس الممثل في هذه الحالة، لأنه من المعروف أن أصعب
الأعمال الفنية هي الكوميديا فمن الصعوبة بمكان أن يقدم الممثل شخصية خفيفة
الظل على مدى 30 حلقة تلفزيونية، فهي مهمة ليست سهلة مطلقا، والخوف بالنسبة
لي من أن يصر المخرجون على هذا النوع من الأدوار، فلا أخاف لأن الممثل في
المحصلة سيطرح في كل الأمكنة والأدوار من الخير والشر والعشق وأتمنى أن لا
تكون القراءة هكذا بالفعل، فهي بالصدفة جاءت في العام الماضي أنني شاركت في
ثلاثة مسلسلات كوميدية، وهذا ليس قراري، حتى إنه عرض علي المشاركة في الجزء
السابع من السلسلة الكوميدية «بقعة ضوء» واعتذرت لأسباب شخصية وقرار خاص
بي، وهو أنني لن أقدم نفسي فقط في موسم واحد بأعمال تنتمي جميعها
للكوميديا، وكان يكفيني ثلاثة أعمال فقط. وبرأيي أن الممثل يجب أن يجسد كل
الشخصيات الكوميدية والتراجيدية، ولا أخاف أن أحصر أيضا في الكوميديا، فعبر
تاريخي الفني القصير نسبيا شاركت في أعمال تاريخية واجتماعية معاصرة وكانت
مقبولة لدى الناس.
·
هل يعني ذلك أنه عرضت عليك
الموسم الماضي أعمال غير كوميدية؟
- نعم، ولكن ذهبت مني بسبب ارتباطي بمسلسل «ضيعة ضايعة» وهي أعمال
بعيدة تماما عن الكوميديا وعن شخصية العاشق. وتأخر تصوير «ضيعة ضايعة» شهرا
ونصف الشهر - وأقول ذلك بحب - بسبب ظروف الصديق نضال سيجري فاضطررت
للاعتذار عنها، ومنها فيلم سينمائي مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد («مطر
أيلول»)، واعتذرت عن دور مهم في المسلسل التاريخي «القعقاع»، ومع ذلك لست
منزعجا من ذلك لأن مسلسل «ضيعة ضايعة» أعتبره مشروعي الشخصي.
·
شخصيتك في «ضيعة ضايعة» كانت
مميزة ولكن تعرض الجمهور لخيبة من خاتمته الضبابية في جزئه الثاني؟
- عندما طرح موضوع تصوير جزء ثان من المسلسل كان المخرج الليث حجو
مترددا في الموافقة لمجموعة مخاوف وللأسباب المعروفة حول إشكالات المقارنة
ما بين الجزأين وضرورة ذلك، ولذلك لم يكن القرار سهلا في موضوع الجزء
الثاني، وعندما اتخذ القرار بتصوير الجزء الثاني عملنا جميعا كأسرة عمل
بمسؤولية عالية ومن منطلق أن العمل جديد ويطرح لأول مرة ولا يوجد جزء أول،
فحصل لدينا خيارات مهمة في النصوص وقرار شبه جماعي بقبول اللوحات والحلقات
أو رفضها ولذلك اخترنا الحلقات، فجاء الجزء الثاني كخطوة أهم بعد الجزء
الأول. وبالنسبة لنهاية الجزء الثاني، فأقول، كشخص حيادي ولست كمشارك في
العمل، إنني حزنت من أن هذا العمل الذي عملنا فيه على مدار سنتين بكل هذا
الحب والإخلاص والتفاني حزنت فعلا لتوقفه في الجزء الثاني، ولكن مهما كان
حكم الناس عليه، فبرأيي المشاريع والإبداعات والأفكار لا تنتهي. ومن هنا
التميز من حيث أن تنفذ عملا فنيا وتشاهد حكم الناس عليه بمدى نجاحه وأن
ينتظروا الأشياء الجديدة وأنا مع الناس عندما انزعجوا من انتهاء العمل بهذه
الطريقة، ولكن أقول لهم إن هناك مسلسلات مقبلة وقد تكون أهم من «ضيعة
ضايعة».
·
هل سببت لك شخصية «ستنكو» في
«ضيعة ضايعة» إشكالات أو طرائف مع الناس في الشارع؟
- عانينا في هذا المجال كما عانى ممثلو باب الحارة مثلا؛ فأي شخصية
مميزة يجسدها الممثل سيتعرض بسببها لمناداة الناس له في الشارع بها وهي قد
تسعد الممثل لأنها وصلت للجمهور، ولكن تسبب له بعض المضايقات. والطريف هنا
أن كل شخص أقابله ويعلق على هذه الشخصية يخبرني أن هناك مثيلا واقعيا لها
في قراهم ومناطقهم، حيث إن هذه الشخصية موجودة بالفعل، وموجود هذا المتثاقف
الكاراكتر وحتى جميع الشخصيات كان هناك في الواقع ما يشبهها من «المختار»
وغيرها.
·
هل فكرت في أن تكون مخرجا لمسلسل
تلفزيوني كبعض زملائك الممثلين؟
- لا، لم أفكر بذلك، ولكن من الممكن أن أكون مخرجا في المستقبل وأنا
خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1998، فكل ممثل يعرف ما هو مخزونه
وتجربته في هذا المجال وعندما قرر زملائي خوض تجربة الإخراج فهم بالتأكيد
عرفوا أنهم قادرون على ذلك، ولكن هل نجحوا أم فشلوا وإلى أي مدى كانوا
جيدين في هذه التجربة، هذا شأن آخر يخضع لحكم الناس والنقاد، ولكن القرار
بأن يخوض الممثل تجربة الإخراج ليس سهلا ولا يأتي من فراغ فهو يأتي من
تراكم خبرات وثقافة ووعي، إضافة إلى أن الشركات الإنتاجية هل تعطي الممثل
الفرصة لذلك أم لا.
·
هل دعيت للمشاركة في الدراما
المصرية؟
- إلى الآن، لم أُدع، وأعتبر المشاركة في الدراما المصرية ميزة
للفنان، وانتشار الممثل السوري عربيا ساهم في دعوته لمصر، ولذلك أرى في
تجربة النجوم السوريين مثل جمال سليمان وباسم ياخور وسلاف فواخرجي وتيم
الحسن وغيرهم تجربة إيجابية على الرغم من نظرة البعض لها من منظار سلبي،
فالتجربة ليست سهلة، وأن يدافع عن نفسه بوجود كادر جميعه مصري وهو الوحيد
من سورية، فعليه عبء كبير ولديه مشوار النجاح غير الطبيعي بدءا من إجادة
اللهجة المصرية وانتهاء بفن الأداء. وفي تقديري أن أغلب تجارب الممثلين
السوريين في مصر استطاعوا من خلالها أن يملأوا أماكنهم ودافعوا عنها بشكل
جيد ونالوا نجاحا عربيا منقطع النظير.
·
لك مشاركات محدودة في دراما
البيئة الشامية، كيف تنظر لهذه الأعمال وجماهيريتها؟
- للأسف شاركت في عملين لم يعرضا بشكل جماهيري بل على القنوات المشفرة
وهما الجزء الأخير من مسلسل «الحصرم الشامي» وجسدت فيه شخصية «موسى أغا»
وحاولت الاجتهاد فيها على الرغم من بعدي قليلا عن البيئة الشامية (ينتمي
الفنان صبيح للبيئة الساحلية) ولكن بذلت جهدا كبيرا في أدائها، كذلك شاركت
في مسلسل «أولاد القيمرية» وجسدت فيه شخصية إمام مسجد، وبشهادة الجميع
أديتها بشكل جيد.
·
ما الأسس التي تعتمدها في قبولك
أو رفضك للدور الذي يعرض عليك؟ وهل تتحاور مع المخرج في تعديله؟
- معظم مخرجينا الشباب يقبلون الحوار معنا وإذا أردنا تحويل خط ما في
الشخصية ولمصلحة النص، يقبلون ذلك، فهم يسمعون الرأي ويتقبلونه ويصغون
إليه. أما الأسس التي أعتمد عليها في اختيار الدور، فأود القول هنا إن عددا
كبيرا من أبناء جيلي الفني الشاب ليس هو من يختار ويقول أريد لعب هذه
الشخصية ولا أريد لعبة تلك الشخصية فهذه المرحلة لم نصل لها بعد في الدراما
السورية ولم يحصل لدينا تقليد أن يكتب عمل تلفزيوني من أجل نجم واحد فقط.
وفي المحصلة الممثل ليس صاحب قرار ويضطر إلى أن يشارك في أربعة أعمال في
الموسم الواحد يكون واحد منها مقتنع به فقط والباقي غير مقتنع ولكن وافق
على المشاركة فيها من أجل المعيشة والدخل. وبالنسبة لي فأنا أقبل الدور إذا
كان يحقق لي 70% من الخطوط العامة التي أؤمن بها وأقبله إذا كان الدور
جديدا ولم أجسد ما يشبه الشخصية من قبل، وفي حال كنت قد قدمت ما يماثلها
فأحاول إلى حد ما أن أغير في الكاراكتر الخاص بها حتى تأتي مغايرة قليلا
لما قبلها.
·
شاركت في الأعمال المدبلجة، كيف
تنظر لمثل هذا النوع من الدراما الوافد إلينا؟
- شاركت بشكل بسيط فيها من خلال عمل تلفزيوني، وفيلم مدبلج أديناه
باللهجة الريفية وأحببت العمل في هذا الفيلم على الرغم من أن أجر الممثل في
الدبلجة قليل قياسا بأجره في الدراما العادية، والدراما المدبلجة أخذت
حيّزا من ساعات البث في القنوات الفضائية وعلى حساب الدراما العربية ولكن
المشكلة في درامانا أننا نعمل ما يشبه الارتجال حيث لا يوجد سياسة سنوية
لتقديم النصوص، فقد نقدم سبعة أعمال في الموسم الواحد يشبه بعضها بعضا
وتقدم المواضيع نفسها، فهل يعقل أن لا تعرف الشركات المنتجة والمخرجون أن
هناك عملا يصور يشابه ما يريدون تقديمه وأن الأمور جاءت مصادفة؟! يجب أن
يكون هناك تنسيق بين الشركات الإنتاجية في ما يريدون تقديمه خلال الموسم
الواحد حتى لا تتكرر هذه الأعمال، كما أن بعض النقاد مثلا هاجموا أعمال
البيئة الشامية منذ انطلاقتها في «أيام شامية» قبل عشر سنوات، فماذا حققوا
من ذلك؟ استمرت هذه الأعمال وحققت مشاهدة واسعة فماذا فعل النقاد؟! كان
الأجدر بهم هنا أن يحاوروا المخرجين والمنتجين ويعرضوا ملاحظاتهم بعيدا عن
المهاترات الإعلامية وهذا سيكون لمصلحة الدراما السورية بشكل عام.
·
ولكن ليس بالضرورة أن يكون رأي
النقاد صحيحا، وأبرز دليل على ذلك نجاح «باب الحارة»..
- هذا صحيح، حتى إننا عندما قررنا تقديم «ضيعة ضايعة» خفنا من عدم
نجاحه ومن تقاطع الجمهور معه خاصة أنه لا توجد لدينا مقاييس ومعايير في
تقييم العمل، فهناك أعمال تفاجئنا بعد عرضها بمدى نجاحها ولم يكن متوقعا من
قبل النقاد والمتابعين أن تنجح مثلا، بينما هناك أعمال يبذل الجهد الكبير
فيها وهناك متابعة من النقاد، ولكن عند عرضه يمر مرور الكرام من دون أن
يحقق متابعة من الناس، ولذلك لا يوجد مقياس لدينا في هذا المجال.
·
كيف تنظر لما يقال عن عودة
الشللية إلى الدراما السورية؟
- من قال إنها عادت؟ لم ألاحظ ذلك.. ولكن إذا كانت فعلا موجودة فهي
ليست فقط في الدراما بل في كل المجالات، ألا توجد شللية في المكاتب
الهندسية وفي الشركات الإنشائية والتجارية؟ الأمر طبيعي هنا حيث يوجد فريق
عمل متفاهم بعضه مع بعض ويستمر لعشر سنوات لمصلحة العمل ونجاحه، ولكن بسبب
أن الوسط غير مضاء في المؤسسات غير الفنية فلا أحد ينتبه لتكرار الأسماء من
العاملين بها ولعشر سنوات بينما في الدراما فنحن تحت المجهر دائما ولذلك
هناك من يطلق عليها «الشللية»، وأنا لا أسميها كذلك، فالمخرج مثلا يتعامل
مع النجم نفسه في ثلاثة أعمال ولثلاث سنوات فيقول الناس والنقاد والمتابعون
إن هذه شللية، ولكن العمل الفني يربط القائمين عليه في علاقات مودة وصداقة
مع الآخر، فإذا كان هذا مفهوم الشللية فأنا معها.
·
وما رأيك في مشكلة تفاوت الأجور
بين الفنانين السوريين؟
- هذا أمر واقع، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة بين نجوم الصف الأول
ونجوم الصفوف التالية، والمشكلة لدينا أن الفنان السوري ليس لديه ضمان صحي،
فقد يقع من على الحصان وهو يمثل ويجلس في منزله أربعة أشهر من دون دخل مادي
ومن دون أن يعوض عليه بسبب ما تعرض له أثناء تصويره للدور.
·
هل أنت راض عن أجرك؟
- ماشي الحال!
·
هل لديك هوايات؟
- الصيد، وأقوم دائما برحلات صيد في مناطق البادية وغيرها، وكذلك
السباحة، ولكن بشرط أن لا يزيد عمق الحوض عن 180سم أي أقل من طولي بـ10سم
حتى أبقى طافيا على السطح، فأنا أحب السباحة وأخاف منها!
·
وهل تحب المكدوس في الواقع كما
تابعك المشاهد في «ضيعة ضايعة» تأكله بنهم من منزل صهرك أسعد؟
- لا، لا أحب المكدوس في حياتي العادية ولكن «ستنكو» في «ضيعة ضايعة»
كان يحب المكدوس ومن مهمة الممثل في أعماله أن يقنع المشاهد بما يقدمه
فكانت شخصية «ستنكو» إنسان شره، فكان لا بد من ذلك من أجل الإقناع.
الشرق الأوسط في
08/10/2010 |