بعدما سرق الأضواء في الموسم الدرامي لعام 2009 عبر تقديمه شخصية
«النمس» في
مسلسل «باب الحارة» بجزئه الرابع وحصوله على عدد من الجوائز والتكريمات،
عاد مصطفى
الخاني في موسم 2010 ليقدم شخصية إشكالية أثارت الكثير من ردود الفعل في
مسلسل «ما
ملكت أيمانكم». لكن نجومية الخاني في العامين الماضيين لم تمنعه من ممارسة
إحدى
هواياته المفضلة في المشاركة في النشاطات الشعبية والإنسانية
والمساهمة في التوعية
الاجتماعية، إذ شارك أخيراً في تقديم حفلة الأولمبياد الخاصة بذوي الإعاقة
التي
أقيمت في صالة نادي الوحدة الدمشقي. عن هذه المشاركة يقول الخاني لـ
«الحياة»:
«علاقتي
بالجمعيات الخيرية والإنسانية ليست جديدة، إذ شاركت في نشاطات سابقة مع
جمعيات مختلفة منها (sos
والشلل الدماغي وأطفال السكري وسرطان الأطفال ودار
المسنين)، وآخرها كان تقديمي حفلة الأولمبياد الخاصة بالمعوقين. وأرى أن
للفنان
دوراً مهماً في هذه النشاطات، فهو شخصية مؤثرة وعليه أن يستثمر العلاقة
الإيجابية
التي استطاع أن يبنيها مع الجمهور لتوظيفها في أمور لها علاقة
بالتوعية الاجتماعية
والإنسانية، فهذا النوع من النشاطات يجب أن تكون له أولوية في حياتنا».
وعن الجائزة التي نالها في لبنان عن دور «توفيق» في مسلسل «ما ملكت
أيمانكم»
واختياره أفضل ممثل عربي لعام 2010، يقول: «شعور جميل ينتاب الفنان بعد
الجهد
الكبير الذي يبذله. فبعد عام من البحث والعمل، يأتي من يقول له
شكراً سواء من طريق
تكريم أم جائزة أم رد فعل الجمهور، ولا شك في أن هذا يعطي الفنان نوعاً من
الرضى
عما قدم من جهد وبحث، ويشجعه ويحفزه لتقديم الأفضل».
وعن شعوره باختياره أفضل ممثل في الوطن العربي لعامين متتاليين يجيب:
«هذا
يشعرني بسعادة كبيرة وبمسؤولية أكبر، وبالنسبة الي، للتكريم هذا العام وقع
خاص.
فبعد التكريمات والجوائز التي كانت العام الماضي عن دور «النمس» في «باب
الحارة»،
يأتي التكريم هذا العام عن شخصية مختلفة تماماً على صعيد الأداء (توفيق)
حاولت من
خلالها أن أقدم جانباً آخر من مصطفى الخاني الممثل. فكان من الممكن (وهو
الأسهل لي)
أن أقدم هذا العام شخصية شبيهة بشخصية «النمس» وأضمن نجاحها لدى الجمهور،
ولكن كان
هاجسي أن أعمل على الاختلاف كممثل وأن لا أؤطر نفسي ضمن قالب معين، فكان
نوع من
المخاطرة أن أقدم شخصية واحدة فقط هذا العام وهي بمواصفات
شخصية توفيق ويكون كل
رهاني عليها. فعندما يقدم الفنان شخصيات عدة لا شك في أن فرصة نجاحه ستكون
أكبر،
لأنه على الأغلب سيوفق بإحداها على الأقل. ولكن عندما يقدم شخصية واحدة
فالأمر أكثر
صعوبة والتحدي أكبر، فهنا إما أن ينجح أو يفشل وهنا تكمن
المخاطرة. ولكن في عملنا
نحن بحاجة لشيء من الجرأة المدروسة، والحمد لله أن النتيجة كانت إيجابية
وكان
تلقيها من الجمهور والنقاد بهذه الطريقة».
ويشير الخاني الى انه تعمّد اختيار هذه الشخصية بالذات ليقدمها في
رمضان، ويقول: «لاختياري
شخصية «توفيق» أسباب عدة. ذلك أن هدفي تقديم شخصية بعيدة تماماً عما
قدمته في الأعوام الماضية، إضافة إلى ما يقدمه العمل من طرح فكري واجتماعي
مميز
يتعلق بإدانة التطرف بطرفيه سواء الديني أم اللاأخلاقي. وكم نحن بحاجة
للتمييز بين
رجل الدين الحقيقي وبين من يختبئ وراء عباءة رجل الدين ويتظاهر بأنه رجل
دين. فهذه
الشريحة تسيء للدين ولرجال الدين الحقيقيين قبل أن تسيء
لغيرهم، فضلاً عن الجانب
المهم الذي يتعلق بمشاركتي مع واحد من أهم أسماء الإخراج في الوطن العربي،
المخرج
نجدة أنزور الذي له طريقة وأسلوب خاص كمخرج قد يتفق معه البعض وقد لا يتفق
ولكن لا
أحد يستطيع أن ينكر أن له خصوصية وأسلوب وبصمة إخراجية خاصة. وهذا ما
نفتقده عند
كثير من المخرجين. باختصار، كانت الأمور بالنسبة الي متكاملة
على كافة الأصعدة
إنتاجياً وفنياً وفكرياً، وعلى صعيد الشخصية، وهو ما دفعني لخوض غمار هذه
المغامرة
واختيار شخصية «توفيق» من دون غيرها».
وعن السجال الذي دار بين المخرج أنزور والشيخ البوطي، يقول الخاني:
«نحن بحاجة
لآراء علامة كبير مثل الشيخ رمضان البوطي، ومما لا شك فيه أنه من الأشخاص
الذين
يهمنا رأيهم. لكن المشكلة كانت أن الشيخ أصدر بيانه بعد حلقتين من العمل أي
قبل
مشاهدة الصورة كاملة، وحتى هذا الرأي كان بناءً على ما قيل له وليس بناءً
على ما
شاهده، ليأتي بعده رد أنزور ليوضح من خلاله نقاط الالتباس
ورسالته من العمل، ومن ثم
اجتمع الاثنان، وتمنى أنزور على البوطي مشاهدة العمل ومن ثم إعطاء رأيه
ليتسم رأيه
بالموضوعية ويكون بناء على ما يشاهده وليس بناء على ما يقال له. برأيي يجب
ألا نشكك
أبداً بتوجه نجدة أنزور، فتاريخه يشهد له على ما قدمه دفاعاً
عن الإسلام سواءً في «صلاح
الدين الأيوبي» أم «فارس بن مروان»، إضافة إلى مسلسل «سقف العالم» الذي
أنتجه
في شكل شخصي رداً على الرسوم المسيئة للرسول في ذلك الوقت».
وأخيراً، ماذا عن مشاريع الخاني المقبلة وما تداولته الصحافة حول
مشاركته في
كليب فارس كرم الجديد؟ يجيب: «أنا بصدد قراءة نصوص عدة من بينها مسلسل سوري
لبناني
مشترك بإخراج سوري وإنتاج لبناني، وما قرأته حتى الآن يبشّر بالخير، ولكن
ما زال
الحديث مبكراً عن أعمال مقبلة، وعند توقيع أي عقد سأعلن عن مشاركتي فيه.
أما في ما
يتعلق بمشاركتي في فيديو كليب الفنان فارس كرم، فلم أصل الى
اتفاق مع القائمين على
المشروع، وفضلت عدم الحديث عن الموضوع في الإعلام لأنه يأتينا العديد من
العروض
التي لا نصل إلى اتفاق حولها، فبالتالي الطبيعي أن نتكلم حول المشاريع التي
نتفق
عليها. وبالنهاية سواء تمت مشاركتي بالكليب أم لم تتم فهذا لن
يؤثر على علاقتي
بالفنان فارس كرم الذي يعتبر من أهم نجوم الغناء في الوطن العربي، وبالمخرج
فادي
حداد، فأنا واحد من محبي فارس كرم».
الحياة اللندنية في
08/10/2010
هوزان عكو: أقدم عملاً جديداً له أصداء قديمة
حوار ـ ماهر منصور
بينما يعكف السيناريست الشاب هوزان عكو على إنهاء كتابة النسخة
الجديدة من مسلسل »دليلة والزيبق« المنتظر عرضه خلال رمضان المقبل من إخراج
سمير حسين، لم يزل يتلقى ردود فعل متباينة، على عمله »أسعد الوراق«، كثير
منها ذات صدى إيجابي.
فيما جاءت ردود فعل أخرى متسائلة عن جدوى إعادة كتابة تلك الأعمال،
وراحت أخرى تعقد مقارنة بين النسختين القديمة والحديثة®. وهو سؤال حمله
»الحواس الخمس« إلى السيناريست عكو، ليكون فاتحة الحوار التالي معه :
لنتحدث بداية عن فكرة وجدوى إعادة كتابة وإنتاج أعمال درامية شهيرة.جاءت
فكرة إعادة الإنتاج من شركة عاج، الجهة المنتجة للعمل. لم أتردد في قبول
عرض إعادة الكتابة والاشتغال على الحكاية خاصة وأنها تحتمل قراءات متعددة
وتنطوي على احتمالات جديدة للخطوط الثانوية ومصائر شخصياتها المعروفة،
انطوت إعادة الكتابة على نوع من التحدي لتقديم عمل جديد ناجح أسوة بسابقه ،
والغاية في المحصلة الخروج بعمل مستقل بذاته، يجمعه بالعمل القديم بضع
مشاهد والعنوان المحمل بمكاسب تسويقية لم يغفل صناعها عنها.
أما الجدوى كما يقول أورهان باموك فتكمن في إرواء حديقة الذاكرة ودس
صفحات جديدة بين الصفحات القديمة®. إنها إرواء للمشاهد القديم والمعاصر
الذي يتعرف على أسعد الأوراق للمرة الأولى.
·
»أسعد الوراق« والآن »دليلة والزيبق«
مشاريع قديمة تعمل على إعادة كتابتها ضمن شرط تلفزيوني ، فني وفكري وإنتاجي
، جديد®. عملياً كيف تتعامل معها اليوم وفق الشرط الجديد؟
الغالبية العظمة من المشاهدين المعاصرين يعرفون أسعد الوراق القديم
بالاسم ، وكذلك الأمر فيما يتعلق بدليلة والزيبق ، لكن هؤلاء المشاهدين
اعتادوا صيغا كتابية (حوارا وسردا) وصيغا بصرية مختلفة عن الصيغ القديمة ،
لذا كان الخيار أن تكتب الأعمال الجديدة ضمن أفق توقع المشاهدين الجديد،
ولتحقيق النجاح لابد من تجاوز ذلك الأفق ، وفي هذه الحالة تبقى الأعمال
القديمة في سياقها الخاص، لأن الجديدة كتبت لتكون مستقلة ومختلفة.
مقارنات
·
ألم تشكل شهرة الأعمال المختارة
تلك ضغطا عليك؟
لا شك أن شهرة العمل القديم ساهمت في زيادة عدد المشاهدين، ومنحت
البعض فرصة عقد المقارنات ولا بأس في ذلك ، إلا أنني كتبت أسعد وراق جديد
لمشاهدين جدد في الوقت الراهن ، أحبه الكثيرون وتأثروا به وتابع العمل
جمهور سبق وشاهدوا العمل القديم لكنهم تابعوا الحكاية كعمل جديد له حكايته
ومنطقه الخاص لذا تملكني شعور واحد هو أنني أقدم عملا جديدا له أصداء قديمة
ومسوّق سلفا ، وكذلك هو الحال مع دليلة والزيبق ولكن بحرية أكبر في التصرف.
·
ألا تشعر أن حقك ككاتب للعمل قد
يكون ضائعاً على اعتبار أن شهرة النسخة القديمة وكتابها هي أرسخ في
الذاكرة؟
حقي ككاتب محفوظ ومرتبط بالعمل الجديد الذي كتبته، إذ لكل عمل شهرته،
وقدرته على البقاء في الذاكرة®.نحن في زمن مختلف عن الزمن الذي عرضت فيه
أعمال كأسعد الوراق أو دليلة والزيبق، حيث كانت تنتج بضع مسلسلات في السنة
لا تتجاوز الاثنين أو الثلاثة، ولم تكن هناك سوى محطة واحدة وكانت تلك
الأعمال تعاد على مدار سنوات متعاقبة ، وكان لابد لتلك الأعمال أن ترسخ في
الذاكرة .
إضافة إلى أنها صنعت بتقنيات بسيطة لكن بجدية وحساسية عالية وضمن شرط
فني مختلف ، حيث لم يكن هناك تقيد بحلقات كثيرة أو بزمن تصوير محدد أو كلفة
إنتاجية ضاغطة.
·
في »أسعد الوراق« لاحظنا حفاظك
على مشهدين رئيسين ، مشهد الفرن، مشهد موت أسعد ، مقابل تحررك من كثير من
تفاصيل النسخة القديمة®.لماذا هذين المشهدين تحديدا ؟
لا جدوى من البحث عن خطوط السباعية القديمة في خطوط العمل الجديد
والمقارنات في هذه الحالة غير منصفة ، ثمة منطق للكتابة يفرض توزيع الذروات
على مدار الحلقات الثلاثين®. وحكاية أسعد الوراق كانت حكاية إلى جوار
حكايات أخرى، فوجئ بها من توقع أن يأتي زواج أسعد ومنيرة في الحلقات الأولى
وتبدأ محنته وتنتهي في الربع الأول من العمل.
مشهد الفرن مفصل رئيسي في الحكاية أعجبني كثيرا، حافظت عليه قريبا إلى
الأصل ما أمكن كتحية لمبدعي العمل القديم: صدقي إسماعيل وعبد العزيز هلال
وعلاء الدين كوكش.
أما مشهد موت أسعد الوراق فجاء مختلفا من حيث بنية المشهد وتصاعده ضمن
السياق الجديد الذي رسمته للعمل، ففي العمل القديم نسمع بموت الوراق
المنفي، أما هنا فالوراق يموت بين قتلته شاهدين عليه®. اتفقت مع الخيار
القديم من حيث أن أسعد الوراق لابد أن يموت لأن بقاء الوراق ما كان ليعني
شيئا، كحياته وحياة أمثاله الذين يعيشون على هامش الوجود والقيم الأخلاقية
المتقلبة بطابعها النفعي®. كان لا بد من موته لتصرخ منيرة ؛ هل يجب أن يموت
أسعد الوراق حتى نشعر به.
حاجة الحكاية
·
خطوط كثيرة أضفتها إلى أسعد
الوراق، وربما ستضيف أيضاً في »دليلة والزيبق«®. لنحدد بالضبط ما الضابط في
إضافتها؟
الضابط الوحيد هو حاجة الحكاية إلى إضافة خطوط وحذف أخرى®. قمت بإضافة
خطوط تضيء جوانب من حياة أسعد الوراق من جهة وتعبر عن حكاية خاصة بها من
جهة أخرى.
أما في دليلة والزيبق فخيار الإضافة والحذف أوسع، فأنا أستند على جوهر
القصة لكنني أكتب حكاية مختلفة تماما®. ترتبط بالقصة الأصل بالأساس الحكائي
فقط. وهذا من ضرورات تحويل العمل الشفوي إلى مرئي مسموع.
·
البعض يرى أن العنوان العريض
لعملكم هو تقديم نسخة جديدة عن مسلسل قديم وشهيرولكنكم ولكثرة الخطوط التي
قدمتموها كأنكم قدمت مسلسل جديد001% بذات العنوان القديم؟
لا يجوز أن يلوم أحد الجهة المنتجة لأنها لم تغير العنوان ، فالتسويق
عنصر مهم في صناعة العمل التلفزيوني.
·
لنتحدث أكثر عن مشروعك الجديد
»دليلة والزيبق« ®.ما مدى علاقته بالنسخة القديمة، وما الجديد الذي سيحمل
روح 0102 فيه؟
ستختلف كتابة دليلة والزيبق عن كتابة أسعد الوراق من حيث الأسلوبية
وطبيعة الحوار، والانتقالات، ويشترك معه في كونه من مصدر أدبي ، وبما أن
متحررين من نظام الأستوديو، الذي قيد العمل القديم، فسيكون لدينا أريحية في
الانتقالات المكانية®.وبكتابة حكاية دليلة والزيبق بتقنية جديدة، غير
مسرحية، تساهم في عرض عمل مشوق بجرعات كبيرة من الكوميديا.
البيان الإماراتية في
08/10/2010
مندوبة مصر الدائمة على الشاشة.. وزفة عمرو أديب
سليم عزوز
تعيش هناء السمري مذيعة قناة ' المحور'، في دور مندوبة مصر
الدائمة على الشاشة.
فالمذكورة تسرف في الحديث تارة باسم مصر، وتارة نيابة عنها،
على نحو يوحي بما لو أن مصر قامت بتوكيلها للقيام بهذه المهمة، وفي كثير من
الأحيان
تخلط بين رأيها الشخصي ورأي مصر، وهي تتمتع بثقافة موسوعية بشكل يجعلها
تعتقد أن
مصر هي الحزب الحاكم.
وأخشى ما أخشاه أن تتوحد سيادتها مع مصر، فتقدم نفسها
للمشاهدين على أن مصر تجسدت فيها، وأنها هي التي غنوا لها سابقاً: 'مصر
ياما يا
بهية'!.
في حلقة واحدة من برنامجها '48 ساعة' تكلمت هناء السمري بالنيابة عن
مصر
مرتين، وكانت الأولى في فقرة عن حكم المحكمة الإدارية العليا،
الذي كشف حجم الفساد
في عقد 'مدينتي'، إذ باع أهل الحكم أراضي
الدولة بثمن بخس، لرجل الأعمال هشام طلعت
مصطفى المتهم بالتحريض على قتل المغنية سوزان تميم، وقد كان الحكم كفيلاً
بمحاكمة
الذين فرطوا في مقدرات البلد، لكن المحاكمة لم يطالب بها أحد لأنها إذا
حدثت سيتم
تقديم صغار الموظفين قرابين للآلهة نيابة عن المتهم الأصلي.
الحكومة شكلت لجنة
هدفها التحايل على تنفيذ الحكم، وانطلق
الإعلام يمهد لقبول الرأي العام ما تنتهي
إليه من قرارات، وذلك بالنفخ في هشام طلعت إعلاميا، على نحو يجعلنا نعتقد
بأننا
أمام صاحب أياد بيضاء على الاقتصاد الوطني، مع أن معلوماتي هنا أن أياديه
البيضاء
هي فقط على صناعة السليكون.
بالمناسبة، فان هناك سؤالاً يلح علي كلما سمعت عن
حجم ما أنفقه الفتى على 'سليكون الفقيدة' وهو: لماذا لم يحتكر احمد عز
الرجل القوي
في الحزب الحاكم سوق السيلكون، كما احتكر سوق الحديد؟!
'
الزفة الإعلامية' لهشام
طلعت مصطفى، نجحت في غسل أدمغة البعض، حتى صرنا نرى من يهونون من جريمة
القتل،
فليست القتيلة هي من تستحق أن تضحي البلاد بسببها برجل من أهل الخير على
الأفراد
وعلى الوطن.
هناء السمري مندوبة مصر الدائمة على الشاشة، قالت وهي تناقش ما يتم
تسريبه عن اللجنة المشكلة لإنقاذ صاحب 'مدينتي': 'إحنا المصريين سنقبل بهذه
التخريجة'.. بالطبع قالتها بعامية ركيكة، وبصوت قادم من معدتها.. الخبراء
ينصحون
مقدمي البرامج بألا يأكلوا قبيل ظهورهم على الشاشة، وان كان ولابد فيجب ترك
مساحة
خالية للأخذ والعطاء، والشهيق والزفير، لكنها لا تلتزم بتعليمات الخبراء..
فكثيرون
وأنا من بينهم شعارهم في الحياة هذا القول المأثور عني: لئن يموت المرء من
التخمة
خير له من أن يموت من الجوع.
كان يمكن أن يصبح الأمر هيناً لو توقف حديثها عند
قولها: 'إحنا المصريين سنقبل بهذه التخريجة'، وكأنها تقدم برنامجها من
تلفزيون
بوركينا فاسو، حتى تقول 'إحنا المصريين'، ومع هذا لا بأس حتى وهي تتحدث
نيابة عن
عموم الشعب المصري، فبعض مقدمي البرامج يتحدثون نيابة عن الأمة.
لكن البأس
الشديد هو فيما قالته بعد ذلك من أن '
مصلحة مصر عايزه كده'، كما لو أن التحايل على
حكم صادر من اعلى محكمة إدارية في البلاد هو في مصلحة مصر، وكما لو أن بيع
مقدرات
الشعب 'بتراب الفلوس' فيه مصلحة لمصر.
السنة والشيعة
في فقرة أخرى
تطرقت لتطاول أحد'الأشخاص الموتورين على
السيدة عائشة رضي الله عنها، وسألت ضيفها
وبدون مبرر 'كيف نجنب مصر هذه الفتنة'؟، وسأل الضيف أي فتنة؟، فقالت الفتنة
بين
السنة والشيعة. مع أن إقحام مصر هنا لا مبرر له، فمصر من البلدان العربية
القليلة
التي هي في مأمن من هذه الفتنة، فالشيعة قلة قليلة، والإسلام السني في مصر
هو
بعاطفة شيعية.
لكن صاحبتنا تبالغ في إدخال مصر في كل كلامها، كما لو كانت دولة
في طور الإنشاء، وتريد أن تجرب نطق اسمها.
لدى المذكورة حرص على أن تبدو للمشاهد
أنها واحدة من أهل الحكم، وعندما تستضيف احد قادة الحزب الوطني الحاكم
تنحاز له
وتقاطع خصومه، وتشوش عليهم.
ومؤخرا شاهدتها تدير مناظرة بين نائب حزب الوفد محمد
مصطفى شردي وعضو بلجنة السياسات بالحزب الحاكم هو مصطفى علوي أستاذ العلوم
السياسية، الذي كلما رأيته على الشاشة اعتبرتها مناسبة مواتية لان أمد
قدمي. الرجل
يقول كلاما مضحكاً عندما يبرر سياسات الحزب الحاكم، وبشكل يسيء إلى موقعه
الوظيفي،
لا أدري كيف يواجه تلاميذه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهو يتحفنا
بآراء
مدهشة لغرابتها، وهو عندما يعجز يمارس الشوشرة على المتحدث بالشكل الذي
شاهدناه في
مسرحية 'مدرسة المشاغبين'.
مارس علوي الشوشرة والمقاطعة لشردي، وكان معه معارض
آخر، لدرجة أن أياً منهما لم يستطع أن يُكمل عبارة واحدة، ومن تمكن من
نطقها، لم
يتمكن المشاهد من سماعها.
كان علوي يقوم بالتشويش، وتساعده هناء السمري، لدرجة
أني ظننت أن الجهة التي مارست التشويش على ' الجزيرة الرياضية' في نقل
مباريات كأس
العالم استعانت بهما..
طلب محمد شردي من المذيعة أن تلتزم الحياد، وقالت إنها
محايدة، وقال شردي إننا نعلم أنها عضو في الحزب الحاكم، وصمتت سعيدة بذلك،
فقد عرف
القاصي والداني أنها عضو في هذا الحزب، بما يجعلها'جديرة بان تنوب عن مصر
في
المحافل الدولية.
والعجيب أنها تركت الضيوف يتحدثون والتزمت هي الصمت تعبيراً عن
الحياد، وذلك لان مندوب الحزب الحاكم كان الأقدر على إسكات الآخرين
بالتشويش. وهي
طريقة في إدارة المناظرات التلفزيونية غير مسبوقة، فإذا كان ينال من القيمة
المهنية
لمقدمي البرامج إذا عجزوا عن السيطرة على الموقف، فكيف الحال وصاحبتنا تترك
موقعها
تارة بالصمت، وأخرى لتتعامل على أنها ضيف في برنامج غاب عنه مقدمه لظروف
قهرية.
في ذات اللحظة التي تطل فيها هناء السمري عبر برنامجها، فان 'اون تي
في'
تقدم واحداً من أروع البرامج التلفزيونية هو برنامج يسري
فودة.. لا أظن أن هناك من
يدفعني لوصلة العذاب المقررة في يومين
متتاليين كل أسبوع.
فأرض الله واسعة،
وسماؤه أيضا.
وقف برنامج عمر وأديب
يتصرف القائمون على قناة 'أوربت'
على طريقة الأمير السعودي تركي بن عبد العزيز المقيم في القاهرة، والذي
نفاجأ بين
الحين والأخر بأزمة بسبب ديونه، فتنشر الصحف عن أزمة في الفندق الذي يقيم
فيه لأن
عليه متأخرات لم يسددها، وأزمة مع العمالة، وأزمة مع الجزار، وتاجر الخضار،
والبقال، لأن سمو الأمير يشتري منهم بالأجل، و'وعلى النوتة' ويتعثر في
السداد.
ذات مرة شاهدت جزاراً وبقالاً عبر احد البرامج التلفزيونية وهما
يشكيان
مر الشكوى من مماطلة الأمير في دفع ما عليه من مستحقات مالية،
فتذكرت قول جدتي: 'لا
تهون إلا على الفقير'، لأن أميراً له نصيب
مقرر من أموال البترول مديون لهؤلاء
الغلابة.
بعد تفكير قلت ربما يريد الأمير السعودي أن 'يخزي العين'، لأنه يعتقد
في الحسد، والعين تفلق الحجر، لذا فانه يماطل في دفع ديونه حتى لا يخبطه
احد عيناً
فيجعله طريح الفراش.
وهكذا فضائية 'أوربت' المتعثرة في دفع ما عليها من مستحقات
لإدارة القمر 'نايل سات'، وقد حدثت أزمة من قبل بسبب ذلك وهددت الإدارة
بقطع
الإرسال، وقيل انها منحت الفضائية السعودية مهلة، ومؤخراً تم قطع الإرسال
بالفعل.
أصحاب 'أوربت' من
نفس جنسية الأمير تركي، ومن نفس الفصيلة،
ويبدو أن
ادعاء الفقر صار استراتيجية وتوجها'عند'الكثيرين'منهم.
وهذا ليس موضوعنا، فكل
إنسان من حقه أن يعيش حياته وفق معتقداته
وقيمه المتوارثة والمكتسبة، لكن المشكلة
في هذه الهبة الإعلامية الكبيرة، التي أرجعت قطع الإرسال إلى أنها محاولة
للتضييق
على الإعلامي الوطني عمرو أديب، وهناك من أخذتهم الجلالة فأعلنوا أن وقف بث
المحطة
هو لوقف برنامج 'القاهرة اليوم' وأن هذا يأتي في سياق توجه النظام الحاكم
في مصر
لتكميم الأفواه.
مع أن المذكور هو مع النظام بالباع والذراع، وهو يرش بالنار من
يرش أهل الحكم بالماء، ويهاجم كل خصومهم، سواء كانوا دولاً، أو منظمات، أو
أفراداً.
فهناك من ينفخ في الفتى ليجعل منه زعيم المعارضة في مصر، كأن من يشاهدونه
هم جماعة
من المعاتيه (جمع معتوه) يمكن أن ينطلي عليهم الأمر، فيظنون أن عمرو أديب
هو خليفة '
شيخ العرب همام'.
إن المحظوظين في بلدي يستفيدون من الحكم كأفراد، ولكن في
حالة صاحبنا فان الاستفادة عائلية، فزوجته لميس الحديدي بعد أن شاركت في
الحملة
الانتخابية للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية الماضية فتح لها التلفزيون
المصري
أبوابه على مصراعيها، ولا تنسى كذلك أن من افتتح الحملة هو شقيقه الأكبر
عماد أديب،
ولا تنسي أن البرنامج الذي يتعامل مع البعض الآن على انه صوت من لا صوت لهم
كان قد
استضاف المعارض المصري ايمن نور وصيف الرئيس في ليلة الانتخابات بهدف
تشويهه
والإساءة إليه.
إنها زفة تهدف إلى إدخال الغش والتدليس على الناس.
أرض ـ
جو
في الأسبوع الماضي أشرت إلى المصطلح الصوفي الشهير 'أهل الخطوة'،
فتكرر نشره
'أهل الحظوة'. وعموما فان احد أعلام التصوف وهو ابن عربي سئل عن
الألف في بسم الله
الرحمن الرحيم، فقال سرقها الشيطان.
صحافي من مصر
azouz1966@gmail.com
القدس العربي في
08/10/2010 |