|
بين مذيع يأسرك بأسلوبه المميز. ويجبرك على ملاحقته أينما كان. وآخر يجبرك
على تغيير المحطة أيها كانت. وآخر تكتشف في إحدى اللحظات أنك لا تستغني عنه
في أوقات معينة لمصداقيته رغم أنك لا تحفظ اسمه. كل هذا يجعلنا نبحث في
مسببات نجومية المذيع. التي ترافق البعض لوقت طويل. ويخفت بريقها لدى البعض
الآخر سريعاً. أو ترتبط بحدث أو برنامج معين يجعل منه نجماً طالما تواجد
على الشاشة .
تحدثنا مع عدد من المذيعين حول نجومية المذيع وهل لها عمر محدد أم لا في
هذا التحقيق .
ترى ريا أبي راشد. أن لا عمر محدداً لنجومية المذيع. فإن كان موهوباً
ومتجدداً فإن نجوميته تدوم طويلاً. ولا يخفت بريقها. وعن هذه النجومية
تقول: ترتبط أحياناً ببرنامج معين. ولكن المذيع يكتسب هذه النجومية من
أدائه المميز ونجاحه في تقديم البرنامج. ويستمر نجاحه باستمرار تقديمه
برامج متنوعة بأسلوبه الذي يجذب فيه المشاهد .
وتؤكد ريا أن التنويع والتجديد هما كلمتا السر للنجومية المستمرة. وتقول:
الجمهور يبحث عن التجديد دائماً. وعلى المذيع أن يواكب تلك الرغبة بأن يسعى
للتميز بما يقدمه .
وتضيف ريا أنه من الخطأ في مجال الإعلام أن يكون الهدف الرئيس هو تحقيق
الشهرة. معلّقة: وجودنا في التلفزيون يجب أن ينطلق من حب الإعلامي لما
يقدمه. والمساهمة في محتواه بما يضيف إليه ويثريه ويقدم للمشاهد ما يفيده .
من جهة أخرى ترفض ريا أن تكون نجومية بعض مذيعي الأخبار قد ارتبطت بالأحداث
السياسية الأخيرة. وتقول: حين نتحدث عن صحافي أو إعلامي جيد فالجمهور يقدره
ويحترمه وينتظره في كل وقت بغض النظر عما إذا كانت هناك أحداث جديدة أم لا.
فتميزه في عمله جعله نجماً ليس بحاجة لحدث معين ليبرزه .
وتعدّ برنامجها “سكووب” طفلها الذي ترعاه. فقد أضاف إليها الكثير وعرفها
الناس من خلاله . وعما إذا كانت مع أن يحصر المذيع نفسه في برنامج واحد أم
لا تقول: أستمتع حقيقة بأنني في “سكووب” لا يقتصر دوري على تقديم البرنامج
بل أشارك في الإنتاج وأجري الحوارات فيه. كما أقوم بعمل مختلف تماماً في
برنامج “عالم الأعمال” على “العربية”. وعمل آخر مختلف أيضاً في برنامج “Arabs got Talent”.
وهنا لم أحصر نفسي في برنامج معين أو نوعية معينة .
كذلك تجيب ريا عن سؤال حول إمكانية إكمال مشوارها بلا “سكووب” الذي عرفها
الناس من خلاله قائلة: أنا مرتبطة به كثيراً وسأكون حزينة جداً إن توقف .
وعما إذا كان البرنامج هو الذي يشد المشاهد بغض النظر عن المذيع تقول:
يعتمد الأمر على مدى تميز البرنامج. فمن الصعب على المذيع الجيد أن يقدم
برنامجاً سيئاً أو ضعيفاً بنجاح. وفي المقابل إذ كان المذيع أدنى من
المستوى المطلوب فإن البرنامج سيعاني بسببه .
تفضل سهير القيسي مذيعة أخبار “العربية” استخدام كلمة محاور بدلاً من مذيع
أو صحافي فهي الأقرب إلى قلبها. وعما إذا كانت الأحداث السياسية الأخيرة
تسببت في نجومية بعض المذيعين تجيب: كثر من نجوم الصحافة والإعلام تألقوا
وعرفوا من خلال ما قدموا قبل هذه الأحداث الأخيرة. والتطورات العربية المتسارعة
والفريدة التي أحدثت فارقاً واضحاً في واقعنا كشعوب. وفي معظم الوقت كان
الصحافي هو الأداة التي يصل من خلالها الحدث. لكن ازدياد نسبة المشاهدة من
قبل الجمهور العربي لقنوات الأخبار الرائدة كان له أثره البالغ. فحسب
الإحصائيات الأخيرة تضاعفت متابعة المواطن العربي لأكثر من خمسة أو سبعة
أضعافها إبان أحداث الثورة في مصر. ما جعل من مذيع الأخبار رفيقاً مهماً
ويومياً ومصدراً للمعرفة بالنسبة للمشاهد. ما أثر بالتالي في نجومية وتألق
الصحافيين والمحاورين ومقدمي الأخبار والمراسلين في الميدان .
وعما إذا كشفت الأحداث الأخيرة عن مصداقية كل مذيع وحرفيته في مجاله. أم
أنها لم تضف شيئاً. تقول: بصرف النظر عن طبيعة الأحداث. فكل ظهور للصحافي
أو المحاور على الهواء هو امتحان لنجاحه. سوءا خلال الأحداث الأخيرة
الفارقة أو ما سبقها من تطورات. وذكرت القيسي أن انعكاس هذه الأحداث كان
إيجابياً بالنسبة لها وتقول: مع ازدياد المتابعة يقدرك المشاهد أكثر لما
تملكه .
أما عن إمكانية أن تكون الأحداث الأخيرة قد صنعت نجوماً فتقول: النجوم
الذين تصدروا الأحداث الأخيرة هم الشعوب. والشباب العربي هو النجم الحقيقي
للأحداث الأخيرة. حتى أننا لا ننسى أن البعض من الشباب الذين كانوا يحركون
الشارع ويصورون مواقف ومشاهد لا يمكن لأي
صحافي أن يصل إلى ما وصلوا إليه. أو كانوا يدفعون ثمن ذلك ويقتلون. كما
يقتل شهداء الكلمة في كل مكان .
وتحدثت سهير عن المحاور الذي لا يخفت بريقه فقالت: الصحافي الذي يملك
أدواته كالقبول والمصداقية والثقافة والحماسة لما يقدمه. والتفرد في طريقة
محاورته. هو الذي سيستفيد من تضاعف نسبة المشاهدة كونه الأقرب إلى قلوب
المشاهدين .
وترى سهير أن التفاعل بين البرنامج والمحاور والجمهور هو ما يفرز حالة
النجومية للبرنامج ومقدمه. وعبرت عن ذلك بقولها: أدوات متعددة تفرز حالة
إما أن يكتب لها النجاح أو العكس . وذكرت أن المذيع يبقى حاضراً إلى حد
معين في ذهن الجمهور حتى وإن غاب البرنامج الذي حقق له النجومية. ولكن لا
بد للمحاور أن يتجدد وأن تبقى لديه الحماسة دائماً لشيء جديد .
وترى سهير القيسي أن لا عمر محدداً لنجومية المحاور. وترفض أن يكون هناك
برنامج ناجح يقدمه محاور فاشل أو العكس .
بدورها أكدت نيكول تنوري. مذيعة في قناة “إم بي سي” أن مذيعين كثر لا تبرز
نجوميتهم إلا بوجود حدث كبير على الساحة. وتقول: بعض المذيعين يتمتعون
بكاريزما خاصة. تجذب الجمهور إليهم وتزيد من حبهم له. وبعضهم يفرض مصداقيته
على الجمهور بغض النظر عن الكاريزما. ليشعر المشاهد بأنه مصدره الموثوق لكل
خبر. وهذا لأن هؤلاء “يشتغلون” على أنفسهم بقوة وبشكل جيد. إلى جانب تعاون
فريق العمل معهم لتقديم الأفضل للجمهور. فالعمل الإعلامي ليس عملاً فردياً
بل هو تضافر لجميع الجهود. بهدف إعداد مائدة غنية يجلس على رأسها المذيع.
الذي يستقبل العالم ويدعوهم لهذه المائدة .
وعما إذا كانت الأحداث السياسية الأخيرة صنعت نجوماً تقول: الحدث هو الذي
يطغى على كل شيء. فهو الذي يجبر المشاهد على عملية المشاهدة والبحث عن
المصداقية. والاستمرارية في عملية البحث التي فتحت المجال لجميع المذيعين
ليصبحوا أكثر حضوراً على الشاشات على مر الساعات. بمن فيهم الذين كانوا
يظلمون بوجودهم في أوقات معينة تقل فيها نسبة المشاهدة. وهؤلاء أعطتهم
الأحداث السياسية فرصة مميزة. وزادت من معرفة الناس بهم .
أما عن انعكاس تلك الأحداث عليها بالسلب أو الإيجاب فتقول: كنت أمشي عكس
التيار. حيث تزامنت الأحداث مع برنامجي الجديد “شواهد” الذي بدأت تقديمه
قبل انطلاق الأحداث بعدة أيام. وكان تقديمه في ذلك الوقت تحدياً كبيرًا لي.
إلى جانب توقيت عرضه المتأخر. ولكن رغم ذلك فقد حصد نسب مشاهدة مرتفعة وحقق
نجاحاً لم أتوقعه .
وترى نيكول أن المذيع والبرنامج مكملان لبعضهما بعضاً. فالبرنامج الناجح
يحتاج لمقومات وهي الاختيار الجيد لنوعية المادة والمحتوى. ومذيع يتفاعل مع
تلك المادة بمهارة وحرفية. ويضيف إليها . وذكرت أن التواصل بين المذيع
والجمهور هو ما يجعله دائماً حاضراً لديهم. مضيفة: “البعيد عن العين بعيد
عن القلب”. وعلى المذيع أن يحرص على هذا التواصل لأنه يقربه من جمهوره. كما
أن الاستمرارية تشعر الجمهور بالجهد الذي يقوم به المذيع في سبيل تقديم ما
يفيدهم . ورفضت أن يكون هناك عمر محدد لنجومية المذيع فهذا الأمر برأيها
يعتمد على التواصل وتقديم الجهد في ما هو مفيد .
بدأ محمود الورواري. مذيع في قناة “العربية” حديثه عن نجومية المذيع بقوله:
يجب أن نعرف مفهوم النجومية أولاً. فإن كنا نقصد مقدار شهرة المذيع خصوصاً
في الأحداث السياسية الأخيرة. فالحدث السياسي هو النجم هنا وليس المذيع.
ويبقى التركيز على الطريقة التي استطاع بها المذيع اقتناص وتوظيف نجومية
الحدث ليكون هو على مستواه. ويضيف: هناك مذيع ذو كفاءة وقدرة ويمتلك أدوات.
ولكن الناس لم يشاهدوه من قبل ليس انتقاصاً منه بقدر ما هو انشغال بأمور
أخرى. ولكن مع الحدث زادت فرصة المذيع لأن تظهر شهرته ويكون على مستوى
وأهمية هذا الحدث. وهنا ترتبط نجوميته بالحدث .
وتحدث الورواري عن ظاهرة مذيع البرنامج الواحد. فقال: هذه الظاهرة برأيي لا
تدوم. فالبطولة ليست للمذيع بقدر ما هي للبرنامج. وشهرة هؤلاء المذيعين
تعود للبرامج فإن غاب البرنامج الذي حقق لهم النجومية اختفى مقدمه من ذهن
الجمهور. وإن خرج مذيع البرنامج الواحد من برنامجه فلن يحقق 1% من الشهرة
التي حققها في برنامجه ما يعكس أن النجومية كانت للبرنامج وليست للمذيع .
وعما إذا كانت الأحداث السياسية الأخيرة كشفت عن مصداقية كل مذيع وحرفيته
يقول: الإجابة تكمن في كيفية أن يكون المذيع جيداً من دون اختبار. والذي
يتجسد في أن يكون المذيع في ذروة الحدث. لأن المذيع فارس في الحدث. فإن كان
يمتلك أدواته فسيحارب بقوة ولن يتراجع وسينتصر. أما إن لم يكن يمتلك أدواته
فسيتقهقر أو يبقى صامتاً في مكانه ليموت. فالحدث معركة تكشف من يستطيع
التعامل معها ومن يمتلك أدواته الحقيقية. وبالنسبة لي أرى أنها انعكست عليّ
بالإيجاب. فطوال عملي في هذا المجال وأنا أحاول أن أكمل أدواتي. وأن أصنع
نجومية داخلية. حيث لم أسع أبداً لنجومية الإعلان. وهي التي تكون خارجية
وأراها زائفة ومؤقتة. بل أسعى دائماً لنجومية الإعلام من خلال ما أقدم وما
أمتلك من أدوات .
وعن عمر نجومية المذيع يقول الورواري: عمر النجومية من عمر المهنة.
والخبرة. فالنجومية في ما يمتلكه المذيع بداخله. أما الصفات الشكلية فلا
تصنع أي نجومية .
ترى ديالا مكي. مذيعة في تلفزيون دبي. أن النجومية غالباً ما ترتبط ببرنامج
معين أو حدث معين. ودليل ذلك الأحداث السياسية الأخيرة التي زادت نجومية
مذيعين كثر. وتقول: ارتبطت نجومية هؤلاء بالحدث رغم أن كثيرين منهم لم
يكونوا نجوماً قبل الأحداث. ولكن ذلك لا يلغي حقيقة أن بعضهم استطاع أن
يصنع لنفسه اسماً ونجومية بطريقة تقديمه المميزة وأدائه المختلف بغض النظر
عن الأحداث .
وعما إذا كانت مع أن يحصر المذيع نفسه في برنامج واحد تقول: لا أرفض ذلك.
ولكن بشرط أن يحاول التجديد والتنويع بشكل دائم ومستمر. فالتجديد يحافظ على
نجومية المذيع ويضمن استمرارها .
وعن التجديد الذي تضيفه لبرنامجها “مشاهير” الذي عرفها الناس من خلاله
تقول: الارتباط بين كل نسخة وأخرى يكمن في الاسم فقط. فالتجديد يشمل كل ما
يتعلق بالبرنامج. كما يشملني بالخبرة التي اكتسبتها بوجودي في هذا المجال
عاماً بعد عام. علماً أن “مشاهير” حقق لي النجومية فهو طفلي ومشروعي الذي
عرَّف الناس بي وسمح لي بالانتقال لمرحلة أخرى مهمة في حياتي. وهي “نجم
الخليج” الذي كون لي قاعدة جماهيرية كبيرة على مدى 3 أشهر. وجعلني أقف على
المسرح وزاد خبرتي. وحقق لي شهرة مدعومة بسنوات خبرة أمتلكها وفرصاً مميزة
قدمها لي تلفزيون “دبي” .
وعن عمر نجومية المذيع تقول ديالا: المذيع الذكي يعرف كيف يطيل عمر نجوميته
من خلال التجديد. ويعرف كيف يقدم ما يناسب عمره الحالي. فبعض المذيعين
يقدمون برامج لا تناسب أعمارهم.
ما يقتل نجوميتهم سريعاً. كما أن المشكلة في عالمنا العربي أن عمر المذيعة
تحديداً يرتبط بعمرها. فالمواصفات الشكلية أمر مهم بالنسبة للمشاهد العربي.
على عكس المذيعة في الخارج التي تحصد نسبة جماهيرية أكبر كلما زادت خبرتها
ونضجها الإعلاميفي المقابل ترفض دينا آل شرف. مذيعة في تلفزيون دبي. أن
يكون لنجومية المذيع عمر محدد. وتقول: ترتبط النجومية بالمذيع نفسه وقدرته
على أن يقف على أرض الواقع. ليفكر بعقل المشاهد ويتحدث بلسانه. ويقترب منه
ويبحث عنه ويتعرف على احتياجاته واتجاهاته .
وحول ما إذا كانت نجومية المذيع ترتبط ببرنامج معين تقول: إن كان البرنامج
ناجحاً. فلا شك أن نجاحه سينعكس على جماهيرية مقدمه. ولكن المؤسف أن
المشاهد أصبح يربط المذيع بالبرنامج وليس العكس. فيذكر اسم البرنامج وينسى
اسم مقدمه. وهذا يعني أن البرنامج هو الأهم. ويبقى المذيع هو اللاعب
الأساسي الذي إن تدهور مستواه هبط بالبرنامج .
وترفض دينا أن يغيب المذيع من ذهن المشاهد بمجرد غياب البرنامج وتقول:
سيبقى في الذاكرة. ولكن تألقه سيتلاشى. لأنه سيصبح اسماً وذكرى. أما في ما
يتعلق بالنجاح والنجومية فهناك الكثيرون ممن يعملون على أنفسهم في هذا
المجال ليصنعوا لهم اسماً. ويحققوا نجومية تجلب لهم التألق .
وذكرت دينا أن على المذيع أن يتوقف عن الاستماع إلى نفسه فقط ومشاهدتها.
لأن الإبداع يحتاج لأن يسمع المذيع من حوله. وأن ينزل إلى الشارع ويكون بين
الناس كراصد لما حوله. يتابع المواقف بعينه. ويتعلم منها. ويبتعد عن
الرسميات والتكبر. ليجسد الواقع كما هو فيصل بسرعة وسهولة إلى قلوب
المشاهدين .
ولا تحبذ دينا حصر المذيع نفسه في قالب معين رغم أنها تقدم البرامج
النسائية. وتقول: أنا مع التجديد شرط أن تضيف الفكرة الجديدة لي بشكل
إيجابي. وهذا ما تميزت به كل البرامج التي قدمتها للمرأة. حيث لم تخل من
التجديد. وأرى أن يستمر المذيع في القالب نفسه الذي يقدمه إن كان المجال
فيه مفتوحاً لتقديم المزيد. ولكن عليه ألا يحصر نفسه في القالب نفسه إن لم
يكن هناك جديد يمكن إضافته.
وتشارك دينا حالياً في تقديم برنامج “حلقة وصل” مع مجموعة من المذيعين.
وعنه تقول: هو برنامج مميز. أمتلك فيه الحرية الكاملة للتعبير عن أفكاري
وآرائي ومعتقداتي. وذلك بوجود مذيعين آخرين نتبادل الحوار والنقاش معاً .
من جهته أكد سعيد المعمري. مذيع في قناة أبوظبي الأولى. أن اسم المذيع
ونجوميته يرتبطان ببرنامج معين. وعن ذلك يقول: أشخاص كثيرون ينادونني
ب”مذيع ستار صغار” فقد حقق هذا البرنامج نجاحاً كبيراً. ونسبة مشاهدة كبيرة
رغم نسب المشاهدة المرتفعة للبرامج الأخرى التي قدمتها. إلا أن المشاهدين
تعلقوا بهذا البرنامج. وربطوا اسمي به .
ويرفض سعيد أن يكون لنجومية المذيع عمر محدد. ويقول: ترتبط نجوميته بعطائه.
والقيمة التي يقدمها للمشاهد. وهذه النجومية تتألق بارتقاء المذيع بنفسه
وذلك بأن يكون على طبيعته ويبتعد عن التكبر والغرور. ويقترب من الناس
ويلامس همومهم ومشكلاتهم. ويشاركهم أحاسيسهم ومشاعرهم. ويتفاعل معهم بصدق .
وتحدث المعمري عن مثله الأعلى في هذا المجال قائلاً: جورج قرداحي. الشخصية
المتواضعة التي لا تتغير أمام الكاميرا وخلفها. هو قدوتي لأنه يتصرف على
طبيعته ويمتاز بالصدق والوضوح. وهذا ما جعله واحداً من أهم المذيعين العرب.
حيث أحبه الجمهور وشعر بقربه منه .
وينفي المعمري أن يكون البرنامج هو الأهم ويقول: برأيي أن المذيع هو حجر
الأساس. وهو سبب نجاح البرنامج أو فشله. فإن طلب من مذيع لا يمتلك أدواته
بشكل كامل أن يقدم واحداً من أنجح البرامج. سيهبط بمستواه. وهذا يعني أن
نجاح البرنامج وفشله يعتمدان على المذيع نفسه .
ولا يحصر سعيد نفسه في قالب معين ويقول: التخصص جيد. ولكني لا أحصر نفسي في
إطار معين. فقد انتقلت من العمل كمراسل للأخبار إلى برنامج حواري ثم
اجتماعي. وآخر عائلي. وبرامج المسابقات. وغيرها. وأرى أن لكل مذيع قدراته.
وهو من يستطيع أن يوصل نفسه للمكان الذي يناسبه ويقدم من خلاله الجديد
والمميز للجمهور .
“المذيع نجم أينما كان” هكذا بدأ فهد العامري. مذيع في قناة الظفرة. حديثه.
حيث أكد أن الحدث أو البرنامج لا يصنعان نجوماً. بل إن المذيع هو الذي يحقق
النجومية لنفسه من خلال تناوله الحدث بطريقة مميزة. أو تقديمه للبرنامج
بشكل مختلف يجذب الجمهور. ويقول: أسلوب المذيع في طريقة حواره ونقاشه يحقق
له النجومية. والمشاهد أصبح ذكياً بما فيه الكفاية ليحدد إن كان المذيع
جيداً أم لا .
ويستنكر فهد بعض المذيعين الذين يلجؤون ل”فرد عضلاتهم” على ضيوفهم في
محاولة لإظهار قدراتهم. وعن ذلك يقول: إن كان المذيع متمكناً من قدراته
وأدواته. فلن يلجأ لهذه الأساليب. لأنها تقلل من شأنه أمام جمهوره .
ويرفض العامري أن يكون هناك عمر محدد لنجومية المذيع. قائلاً: ترتبط
نجوميته بمحافظته على أسلوبه الذي أحبه الناس به. لا بعمره أو بمواصفات
شكلية . ويرى أن البرنامج والمذيع مكملان بعضهما بعضاً. فإن توفرت في
الاثنين مقومات وعوامل النجاح. فلا بد أن يظهر البرنامج بأجمل صورة .
ويحبذ العامري ألا يحصر المذيع نفسه في قالب معين. وأنه إن استمر على
النجاح نفسه والأسلوب نفسه فسيحافظ على نجوميته وحضوره أمام الجمهور.
ويضيف: يبقى المذيع في ذهن المشاهد. حتى وإن غاب برنامجه الذي حقق له
النجومية. ولكنه سيقتل تلك النجومية إن انتقل لبرنامج آخر ولم يحقق فيه
النجاح نفس الذي حققه سابقاً. وهذا يؤكد أن النجاح كان للبرنامج وليس
للمذيع .
وتابع فهد: المذيع “كبسة زر” بيد المشاهد. فإن لم يستطع أن يترك لديه
انطباعاً جيداً وإيجابياً من أول مرة. فسيغير المحطة فوراً بكبسة زر. لذا
على المذيع أن يشتغل على نفسه جيداً ليكون عند حسن ظن المشاهد.
الخليج الإماراتية في
04/05/2011
أصبحت مطلباً بعد 25 يناير
ثورة تصحيح للصورة الإخبارية
القاهرة “الخليج”
لا شك في أن ثورة 25 يناير قد كشفت الكثير من ملامح الحياة الإعلامية
المصرية. وكان تواصل الجمهور المصري مع الفضائيات الإخبارية العربية وعدم
ثقتها بمضمون ما يقدم من أخبار على شاشة التلفزيون المصري هو خير دليل على
أن صناعة الأخبار في مصر تحتاج إلى إعادة تصحيح. فهل أصبح وجود فضائية
إخبارية مصرية أمراً حتمياً خاصة في ظل تطور الأوضاع المرتبطة بالشأن
المصري بشكل غير مسبوق وزيادة الوعي السياسي لدى المشاهد؟ هذا ما نستطلعه
في التحقيق التالي. مع مجموعة من الاختصاصيين والإعلاميين .
الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يؤكد أن صناعة الأخبار
مكلفة للغاية والإقدام على إطلاق قناة فضائية إخبارية يتطلب عشرات الملايين
من الجنيهات. والفترة الحالية التي تعيشها مصر هي الأنسب لوجود فضائية
إخبارية على مستوى عالٍ تنافس المحطات الفضائية الإخبارية مثل “الجزيرة”
و”العربية” وكذلك الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية مثل “روسيا اليوم”.
و”فرنسا 24”. و”بي . بي . سي”. وقد كانت ثورة 25 يناير. هي الدليل الأكبر
على أن ثقة الجمهور المصري بالمحطات الإخبارية المحلية وتحديداً الحكومية
غائبة تماماً لأنها غير حيادية. وكانت مرتبطة بنظم وسياسات خاصة بالنظام
السابق .
ويطالب صفوت العالم بإنشاء فضائية إخبارية مصرية على شاكلة تجربة ال”بي .
بي .سي” البريطانية لأنها هي الأنسب في الوقت الحالي. خاصة أن الأحداث
السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها مصر لا يصلح فيها الإعلام
الموجه والمرتبط بالمصالح الخاصة .
محمد عبدالمتعال مدير شبكة قنوات “الحياة” اعترف بأن مشروع إطلاق قناة
“الحياة” الإخبارية يدرس الآن بشكل جدي. ومن المتوقع أن تشهد الفترة
المقبلة خطوات كبيرة ودراسات إعلامية مهنية لتوضيح كيفية ظهور قناة
“الحياة” المصرية الإخبارية . ويشير عبدالمتعال إلى التكلفة الإنتاجية
الباهظة لهذه المحطة الإخبارية التي تحتاج إلى شبكة مراسلين في كافة
محافظات مصر وأيضاً مكاتب فرعية لنقل الأحداث بسرعة زمنية فائقة .
ويوضح عبدالمتعال أن طبيعة المشاهد المصري تغيرت الآن وأصبحت المواد
الإخبارية مفضلة لديه بعد زيادة الوعي السياسي للمواطنين وحرصهم على
التواصل أولاً بأول مع المستجدات في الشارع المصري. كما أن مساحة الحرية
ازدادت بشكل يتناسب مع إنجازات ثورة 25 يناير العظيمة التي حركت المياه
الراكدة وخلقت مناخا صحيا للأجيال الجديدة .
الإعلامي حافظ الميرازي الذي كان يقود قناة الحياة الإخبارية المصرية قبل
سنوات والتي توقفت بسبب التدخلات الحكومية والأمنية والضغوط التي واجهها
السيد البدوي رئيس مجلس إدارتها. يرى أن الكوادر البشرية المصرية قادرة على
إطلاق فضائية إخبارية يكون لها شأن. كما أن خبراته المتعددة التي اكتسبها
في فضائيات كبيرة مثل “الجزيرة” و”العربية” تجعله. متحمساً لرؤية قناة
إخبارية مصرية تؤثر بشكل إيجابي في الحياة السياسية المصرية. ولكن بشرط أن
تكون حيادية 100% وتبتعد عن التوجهات الخاصة .
الخبير الإعلاني طارق نور يؤكد أن صناعة الأخبار أصبحت مصدر جذب للإعلانات.
لأن الجمهور ارتبط بالأخبار. ومن السهل أن تحصل محطة إخبارية مصرية على
امتيازات إعلانية من شركات كبرى. ونجاح تجربة برامج التوك شو التي تعتمد
بشكل أساسي على متابعة الأحداث الإخبارية الجارية يؤكد أن المستقبل للمحطات
الإخبارية. أياً كانت تكلفتها. فمن السهل تحقيق مكاسب مادية من خلال ظهور
الإعلانات في برامجها ونشراتها الإخبارية ولكن بشكل مهني ولا يؤثر سلباً في
تقبل المشاهد لما يعرض من أخبار. فمثلاً لا يمكن أن يذاع خبر عن كارثة
ويعرض قبله أو بعده إعلان ترفيهي .
مذيعة الأخبار ريهام إبراهيم التي تقدم نشرات الأخبار وبرنامج “مصر
النهادره” على شاشة التلفزيون المصري تأمل في أن تتطور صناعة الأخبار في
مصر لأن العناصر البشرية الموهوبة موجودة ولكنها في حاجة مستمرة إلى
التدريب وتطوير مهاراتها والاحتكاك بمدارس إخبارية أجنبية .
وترى ريهام أن “مستقبل صناعة الأخبار في مصر يحتاج إلى دعم مادي كبير وعدم
التركيز على الجوانب المادية المرتبطة بالمكاسب والإعلانات. ولذلك فإن رجال
الأعمال المحبين لوطنهم عليهم دعم هذا المشروع. فمصر دولة رائدة ومن حق
شعبها أن يتابع الأخبار المصرية وأيضاً العالمية على شاشة مصرية سواء كانت
حكومية أو خاصة. كما أن التلفزيون المصري سيكون له دور رائد هو الآخر في
الفترة المقبلة لأن المشاهد منحه الثقة وانتهى عصر الفوضى الإعلامية.
وبالتالي فإنه من المنطقي أن تتطور صناعة الأخبار في مصر” .
الفنان أحمد عيد يشير إلى أن ثورة 25 يناير كشفت ضعف صناعة الأخبار في مصر
لأن الفساد طالها هي الأخرى. وكانت تسيطر عليها التوجهات الحكومية المضللة.
ولذلك فإن الفترة المقبلة ينبغي أن تشهد إعادة تصحيح لهذا الوضع ووجود
فضائية إخبارية مصرية قوية مطلب شعبي. لأن الجمهور المصري ارتبط بالموضوعية
والحيادية. لذلك ظهر إعجابه وتواصله الشديد مع الفضائيات الإخبارية العربية
خلال الثورة. أما التلفزيون المصري فقد كان مخيبا للآمال وكانت نشراته
الإخبارية بمثابة كوارث إعلامية. على الرغم من أن المليارات التي تنفق عليه
كان لابد أن تترجم إلى مستوى إعلامي مهني. ويطالب أحمد عيد بعدم ربط إنشاء
أي فضائية إخبارية مستقلة بتوجهات الأحزاب الجديدة وضرورة استقلالها التام
عن توجهات مموليها. لأن مصر تحتاج إلى فضائية إخبارية ترفع شعار الحيادية .
محمد بلال مخرج برنامج “90 دقيقة” على قناة “المحور” والذي يعمل في صناعة
الأخبار منذ سنوات يقول: تحتاج أي فضائية إخبارية قوية تنطلق من مصر.
وتعتمد على الأخبار المحلية إلى ما يقرب من 300 مليون جنيه كميزانية
مبدئية. خاصة أن التقنيات الحديثة في صناعة الأخبار أصبحت تصنع الفرق. ولأن
هناك عدداً كبيراً من الخيارات أمام الجمهور الذي من الطبيعي أن يبحث عن
محطة قوية ومبهرة في إمكاناتها فإنه من الطبيعي أن تحتاج أي فضائية إخبارية
مصرية إلى دراسة متأنية والبحث عن مصادر تمويل. كما أن نجاح تجربة برامج
التوك شو في مصر يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين المهنية وتطلعات المشاهد.
فالجمهور تفاعل مع برامج التوك شو لقوة أخبارها وتقاريرها اليومية التي
تعرض تفاصيل دقيقة في حياة المصريين. وبالتالي فإن وجود فضائية إخبارية
سيحقق فوائد عدة لجميع الأطراف ومن السهل أن تجتذب هذه الفضائية وكالات
الإعلان .
الخليج الإماراتية في
04/05/2011
عين على الفضائيات
حقيقة 5 نجوم
مارلين سلوم
تعوّدنا أن نطلق الأحكام على الفنانين “من بعيد لبعيد”. قد لا نكون مخطئين
في نظرتنا. لكننا نظلم البعض إذا لم تشأ الظروف أن نلتقي بهم لنكتشف حقيقة
معدنهم وجوهرهم. وكذلك إذا لم يحالفهم الحظ بالالتقاء بإعلامي يحسن
محاورتهم ليخرج منهم ما تفيض به قلوبهم وعقولهم بعيداً عن أدوارهم التي
اعتادوا ارتداءها . لذا نقول دائماً إنّ للإعلام دوراً كبيراً في كشف
الحقائق التي تغيب عن المشاهدين. ولا نعني هنا الحقائق السياسية. كما لا
تهمنا أسرار حياة الفنانين الخاصة وعلاقاتهم. بل حقيقة مستوى تفكيرهم ومدى
وعيهم وثقافتهم .
شاءت المصادفة أن ألتقي في الأسبوعين الماضيين مجموعة من النجوم من لبنان
وسوريا ومصر في مناسبات وأماكن مختلفة. وكنت حتى ذلك الوقت مثل معظمكم لا
أعرف عنهم سوى ما نشاهده أو نسمعه من أعمالهم. وما نقرؤه في حواراتهم .
والمعروف أن الدردشات الجانبية البعيدة عن الحوارات الصحفية والتلفزيونية.
تمنح الشخصية العامة بعض الراحة للتعبير عن نفسها وعن آرائها في قضايا
حياتية كثيرة لا علاقة لها بالفن. ما أضفى على تلك اللقاءات أبعاداً
مختلفة. فأمكننا الربط بين “هالة” النجم وبين مخزونه الإنساني والفكري .
* * *
كتبت عنه الكثير من دون أن ألتقيه. أحببت أغنياته واعترفت بموهبته في
الغناء والتمثيل وبخفة دمه في أفلامه. لكنني انتقدت أفعاله . هو تامر حسني
الذي حضر إلى الإمارات مع زميلته مي عز الدين ليحلا ضيفين على مجموعة
“الظفرة” لمناسبة تصويرهما مسلسل “آدم” الذي تشارك في إنتاجه المجموعة
وستعرضه قناتها في رمضان المقبل . أول محطة تأخذك إليها الدردشة مع تامر هي
ميدان التحرير وما حصل فيها. فتشعر بأنه يتحدث عن تلك “الواقعة” والحرقة لم
تزل في قلبه . لن أسرد ما قاله. بل ما وصلني من خلال كلامه. حيث تساءلت وهو
يحكي كيف أن بعض “أهل الثورة” يعتذرون له مما حصل يوم زارهم في الميدان.
وأنه لم يفعل سوى التعبير عن وجهة نظر معينة وأراد تصحيح الخطأ بنزوله
للوقوف مع شباب الثورة. تساءلت: لماذا يعاقب تامر عن “غلطة” لم تؤذ أحداً.
أو اتجاه معاكس مشى فيه قبل أن يفهم حقيقة ما يجري. وقد عاد سريعاً أدراجه
ليقول للشباب أنا أعتذر. أنا منكم ومعكم؟ أليس كثيراً ما يفعله البعض وكأنه
يريد الانتقام من كل من لم يقل “آمين” منذ أول يوم للثورة؟ نفهم أن يتخذوا
مواقف صارمة ممن نعتهم بألفاظ سيئة وشتمهم وأصر على إهانتهم. لكن هذا
الفنان الذي كان حتى 24 يناير أحد أبرز رموز الشباب المصري ولديه آلاف
المعجبين وأفلامه وأغنياته تتصدر القائمة. ماذا فعل ليصبح بعد 25 رمزاً
للفساد ولا بد من تغييره و”إسقاطه”؟
اكتشفت أن تامر فنان مجتهد وذكي لكن تنقصه الحنكة والدهاء كي يعرف كيف
يحافظ على نجوميته مهما عصفت به الرياح . قال إن الكاتب أنيس منصور ذكّره
بما كان يحصل للعندليب الأسمر. وكيف أن كثراً هاجموه ولم يعرفوا قيمته إلا
بعد موته. ورغم ذلك ترى في عيني تامر خوفاً وفي ابتسامته رعشة تذكرك برعشة
طفل يحاول إخفاء هواجسه . فهو لم يعرف كيف “يركب الموجة” كما فعل بعض من
استفادوا من النظام. وتقاضوا الملايين لقاء جلوسهم وراء كرسي واستضافة نجوم
في برنامج. وما إن أطلت الثورة حتى لبسوا رداءها وسبقوا أهلها إلى الساحات
.
أما مي. فهي كصورتها على الشاشة. هادئة ورزينة. لكنها تخفي وعياً وحرصاً
شديدين تعرف من خلالهما كيف تبتعد عن الضوضاء والسقوط في مطبات يصعب الخروج
منها . تحدثت بتلقائية وبساطة. وأجمل ما قالته أنها تعرف حجمها وهدفها
ورسالتها. فهي فضلت الصمت أيام الثورة كي تفهم ما الذي يحصل. وكي لا تنافق
جمهورها بأي كلام مع هذا الطرف أو ذاك . واعترفت بأنها تعلمت مما حصل
الكثير. خصوصاً عن الدستور وبنوده . لكن لماذا لا تعبر عن قناعاتها كما
يفعل الآخرون؟ تقول مي عز الدين: في المسلسل الجديد “آدم”. أقول كل ما في
خاطري وأعبر عما أردت قوله عن “التغيير”. لأننا نتطرق إلى نقطتين مهمتين
جداً في حياتنا اليوم .
* * *
تخيّل أن تجد نفسك في حضرة ملكة جمال الكون. فلا بد أن تتسمر عيناك أمامها
لتتأملها. خصوصاً إذا كانت أول وآخر ملكة عربية تتوج على عرش الكون. وإذا
كانت جورجينا رزق التي أبهرت العالم بجمالها . فإن أجمل من جمال جورجينا.
روحها وعمق وعيها . وهي رغم محافظتها على الشكل والأناقة ورقي الإطلالة.
تبهرك ببساطتها وإقبالها عليك وكأنها تعرفك منذ زمن طويل. ولا تتوانى أن
تسألك عن صحتك قبل أن تعرف اسمك ومن تكون . في تلك اللحظة قفزت إلى ذاكرتي
فنانة “معروفة” وهي لبنانية أيضاً. جاءت إلى الغناء من منصة عرض الأزياء.
ولا أعتقد أنها فعلت غير استعراض جمالها وقوامها في أغنياتها . المهم أن
تلك “الفنانة” تدخل عادة وحاشيتها تحيط بها وتسلم على الحضور سلاماً عابراً
وكأنها لا تراهم. وتوزع الابتسامات لتجلس بين “نخبة الحضور” .
جورجينا امرأة مثقفة وتواكب كل أحداث الحياة. وتعرف ما تقول . تحدثت في كل
شيء. وحين سألتها عن سبب ابتعادها عن الأضواء قالت: كنت أمارس دوري كأم
تربي أبناءها. وهو أهم دور أقوم به. ولا أقبل أن ينوب عني أحد فيه . أتابع
كل تفاصيلهم منذ ولادتهم. كما أنني بطبعي خجولة ولا أحب الأضواء. وما أقوم
به من أنشطة اجتماعية وأعمال خيرية أسعى لأن تبقى في الظل .
هل يمكنك ألا تحترم “ملكة الجمال” التي تفضل أمومتها على جمالها. وتنتقد
الحسناوات اللاهثات خلف الأضواء والشهرة وعمليات التجميل وكلهن أصبحن نسخة
واحدة؟
مثلها يرفض الفنان وليد توفيق. زوجها. هذه المظاهر الحديثة. وهو يحسن
اختيار كلماته التي ينطق بها كما يحسن اختيار أغنياته التي تحمل قضايا
إنسانية. ويفاجئك بصراحته الشديدة حين يعبر عن حرقته على الفن الذي أصبح
ساحة مباحة لغير الموهوبين. وكله قناعة بأن “التغيير” سيشمل الوسط الفني.
وبأن هؤلاء الدخلاء سيسقطون .
* * *
الممثل بسام كوسا. الذي كسر صورته الدرامية التقليدية في آخر مسلسلاته
“وراء الشمس”. حيث أطل بدور بدر المصاب بالتوحد. كسر في الواقع كل الأطر
التي وضعته فيها الشاشة. ليجذبك حين يتحدث بكلامه المقتضب وعمق أفكاره
وهدوئه وبساطته . تقرأ في ملامحه بأنه إنسان جداً. يخزن الكثير من الأفكار
والمبادئ والوعي والإحساس بالمسؤولية. ولا يقول إلا نصف ما يملك .
smarlyn@Hotmail.com
الخليج الإماراتية في
04/05/2011 |
