يمكن للكاميرا أن تكون على الضفة الأخرى من الوقائع الكبرى، وليس لها أن
تكون مصوبة نحوها، حقيقة تتحرك في إطارها أفلام السينما عندما ترفق بصفة
روائية، وعند التوثيق يمكن الحديث عن كاميرا في تموضع آخر. مع متغيرات
عصرنا وإمكانية الحديث عن التداول البصري للأحداث، وتحول الفيلم إلى منشور
سياسي «الدعوة التي كان يبشر بها غودار في ستينات القرن الماضي، وقد أمست
حقيقة الآن»، بمعنى أننا الآن وبوجود «يوتيوب» والكاميرات الرقمية التي لا
يخلو منها هاتف نقال، أمس الحدث في متناول الجميع، لا بل إن القنوات
الإخبارية تعتمدها كمصدر بحيث تمسي شاشة التلفزيون التحاماً بشاشة الهاتف
وما إلى هنالك، ويتحول المشاهد إلى ناقل للخبر ومصدر له، ويمكن لكل إنسان
يعيش أحداثاً بعينها أن يمتلك أرشيفاً خاصاً به.
أمام تلك الحقائق الفاقعة، ما زالت المساحة بالتأكيد جاهزة لمقاربة الأحداث
التاريخية والتوثيق لها راوئياً أو تسجيلياً، وليكون الأمر في الأول
محتكماً على متغيرات جمة يجب أن تأخذ في عين الاعتبار، بمعنى أن استعادة
الحدث وإعادة تشكيله بصرياً ليس بالأمر المغري بالنسبة للمشاهد طالما أنه
أصبح في متناول الجميع، وعلى سبيل المثال الذي له أن يكون استباقياً هنا،
إن تقديم فيلم عن الثورة المصرية عبر استعادة تشكيلات الجموع ورصد ما سادها
من أخلاقيات وما إلى هنالك أمر نعرفه جميعاً، حتى وإن ترافق ذلك مع تدبيج
قصة ميلودرامية أو وصفات درامية تجعل من قصة حب خيطاً ناظماً لما سنقع عليه
من مفصل تاريخي، وهنا أيضاً سيكون الأمر بمثابة رطانة سينمائية أكل الزمن
وشرب عليها.
نترك المثال الاستباقي، ولتكون صفة الاستباقية على علاقة بأخبار كثيرة يجري
تداولها بخصوص مشروعات سينمائية مصرية قادمة من ميدان التحرير، الأمر الذي
يستدعي تطلعاً يتخطى كون الأمر مجرد تدبيح أفلام عن هذا المفصل التاريخي
إلى البناء على طروحات وأشكال جديدة لها أن تكون حاملاً للمتغير في العالم
الذي نعيشه، وليكون اتخاذ ذلك معبراً فنياً هو المطمح الرئيس لما نأمل به
سينمائياً، لا أن تكون مقاربة المتغير بأدوات وأشكال أوقفت الزمن ولا تمتلك
أي جديد.
أحب هنا استعادة ما قاله لويس بونويل في «السينما: أداة شعرية» «أتوق
لسينما تعطيني رؤية متكاملة عن الواقع، تزيد معرفتي بالأشياء والناس وتفتح
لي عالم المجهول الرائع الذي لا يمكن قراءته في الصحف اليومية ولا العثور
عليه في الشارع»، ولنحور ذلك أيضاً وفق ما تغير منذ ستينات القرن الماضي
ليمسي أيضاً الواقع الذي لا يمكن رؤيته على شاشات التلفزة وموقع يوتيوب.
هذا التطلع سيأتي أيضاً مع أمثلة حية لفيلمين شاهدتهما منذ فترة قريبة،
وكلاهما ينطلق من حيث الأساس من حدث تاريخي يطال أمة أو شعباً بأكمله وله
أن يشكل علامة ومنعطفاً في تاريخه، ولتحضر هنا الكيفية التي قدم فيها ذلك،
والعودة مجدداً إلى ما بدأنا به بخصوص أن الكاميرا على الضفة الأخرى من
الوقائع الكبرى، الأمر الذي سيتضح القصد منه من خلال الحديث عن فيلم «السبت
البريء» للروسي الكسندر مندادز، حيث الفيلم يندرج تحت توصيف سابق له، ألا
وهو أن الفيلم يحكي عن كارثة «تشرنوبيل» عام ،1986 لكن وبعد أن يبدأ الفيلم
بها أي الكارثة ونحن نتابع فاليري الشخصية الرئيسة في الفيلم يركض وكاميرا
مخمولة تلاحقه، فإنها ستمضي إلى تعقب حياة فاليري وليوم واحد هو السبت،
بحيث تمسي كارثة «تشرنوبيل» خلفية للأحداث التي نقع عليها، وهنا سنرى كل ما
لا يمكن قراءته في الصحف اليومية على رأي بونويل، فمن خلال فاليري الذي
يقرر الهرب قبل أن تنتشر الكارثة سنتعرف إلى سكان مدينته وهم جميعاً على
معرفة بما حل في «تشرنوبيل» لكن دون أن يغيروا شيئاً في إيقاع حياتهم، ومع
تدافع الأحداث فإن ماضي فاليري سينبش ومن ثم حاضره، فهو المسؤول الشاب في
الحزب الذي كان عازف درامز في فرقة روك، وستمسي تلك الحقيقة بمثابة معبر
إلى فاليري الآخر، ومعه كل من حوله، ونحن نرى ما كانت عليه العلاقات
الاجتماعية في ثمانينات الاتحاد السوفييتي، لا بل إن فاليري سرعان ما
يستغني عن فكرة الهرب، وليمضي الفيلم من شخصية إلى أخرى من أصدقاء فاليري
في تشكيل سينمائي لحيوات اجتمعت في ظل نظام سياسي خاص وادراكها بأنها على
أعتاب كارثة، وعليه تصحو كل المفاهيم الانسانية ودون انعطافات مقحمة وفق
تلك الحقيقة.
الفيلم الثاني هو للأرجنتينية باولا ماركوفيتش بعنوان «الجائزة» والذي
أيضاً إن أردنا أن نضعه تحت عنوان عريض فإنه مصنوع في فعل استعادي لفترة
الانقلابات العسكرية في أرجنتين ستينات القرن الماضي، لكن كل ذلك لن يضاء
إلا من خلال «الجائزة» التي ستنالها تلميذة في المدرسة، فالفيلم من البداية
يقدم لنا أما وابنتها في بيت متآكل على شاطئ بحر مهجور، ولا نعرف عنهما أي
شيء الأمر الذي يتضح رويداً، فنحن أمام أم هاربة من الاعتقال، بينما زوجها
مجهول المصير، وحين تقرر أن تضع ابنتها التي لم تتجاوز السابعة من عمرها في
المدرسة، فإنها ستكون على قلق دائم من أن يكتشف أمرها. يكفي أن تشارك
الفتاة في مسابقة خاصة بالجيش الأرجنتيني يقيمها للطلاب ليكتبوا عن الجيش
حتى نعرف كل شيء، إنها ستكتب «أنا أكره الجيش، لقد قتل ابن عمي وهو يعزف
على البيانو، وهناك طلقات اخترقت البيانو»، لكن هذه الورقة سرعان ما يتم
استبدالها بكتابة أخرى عندما تعلم أمها أنها كتبت ذلك، وتنال جائزة أفضل نص
كتب عن الجيش الأرجنتيني.
في «السبت البريء» ستكون «تشرنوبيل» معبراً إلى بشر من لحم ودم على أعتاب
الكارثة، مع «الجائزة» ستكون الطفولة معبراً إلى ما كانت عليه في ظل
الديكتاتورية ونحن نمضي ثلاثة أرباع الفيلم مع تلك الطفلة، وما بينهما يبقى
الرهان على ما يحمل ما نعيشه في عالمنا العربي بعيداً عن الترديد الببغائي،
ومع الانفتاح تماماً نحو تجريب ما يليق باستثنائيته.
«البرليناليه» باع 300 ألف تذكرة
مع انتهاء الدورة 61 من مهرجان برلين السينمائي، أعلن «البرليناليه» عن
موعد دورته الـ 62 التي ستكون العام المقبل في التاسع من فبراير من عام
،2012 ويعني ذلك تقديمها يوماً بعد أن درجت على أن يكون موعدها في الـ10
منه، كما أعلن المهرجان مجموعة من الاحصاءات المتعلقة بالدورة ،61 حيث بيع
في تلك الدورة أكثر من 300 ألف تذكرة فيلم، وتابع الدورة أكثر من 20 ألف
مشارك من 116 دولة حول العالم، بينما غطى تلك الدورة أكثر من 3900 صحافي
وإعلامي من مختلف أنحاء العالم.دبي ــ أالإمارات اليوم
الإمارات اليوم في
06/03/2011
التليفزيون ينتج ٦ مسلسلات فقط.. وتوقف الإنتاج
المشترك
كتب
حمدى دبش
كان التليفزيون المصرى هو السبب الرئيسى فى ازدهار الدراما المصرية فى
العامين الماضيين من خلال إنتاج عدد كبير من المسلسلات سواء كان إنتاجاً
مباشراً أو مشتركاً فضلا عن شرائه مسلسلات رمضان الماضى بـ٤٠٠ مليون جنيه،
وهى سبب القبض على أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق،
وأنس الفقى، وزير الإعلام السابق، من قبل النيابة العامة بتهمة إهدار المال
العام. ورغم أن أسامة الشيخ أعلن خطة التليفزيون لعام ٢٠١١، التى تتمثل فى
إنتاج ٦مسلسلات بالإنتاج المباشر، و٥ مسلسلات بالإنتاج المشترك مع شركات
الإنتاج الخاصة إضافة، إلى إعلانه عن عرض معظم مسلسلات النجوم أمثال يحيى
الفخرانى ونور الشريف ويسرا ومحمد هنيدى فى رمضان المقبل فإن الأمر اختلف
بعد ثورة ٢٥ يناير خاصة بعدما تولت القوات المسلحة مسؤولية إدارة
التليفزيون، حيث طلب اللواء طارق المهدى، المشرف على الاتحاد، خلال اجتماع
عقده مع قيادات التليفزيون والعاملين فيه، تقليل النفقات، وعدم التعاقد على
أى عمل فنى إلا بعد الرجوع إلى القوات المسلحة، حتى لا تزيد مديونية
التليفزيون على ١١ مليار جنيه، وهو المبلغ المدان به فى الوقت الحالى.
كل هذه الظروف، التى يمر بها التليفزيون حاليا جعلت الكثيرين داخل المبنى
وخارجه يؤكدون أن التليفزيون سيبتعد عن الدراما فى رمضان المقبل سواء كان
إنتاجاً أو عرضاً على شاشاته فى رمضان، وهو ما نفته راوية بياض، رئيس قطاع
الإنتاج وقالت إن التليفزيون سينتج خلال الفترة المقبلة ٦ مسلسلات فقط
بنظام الإنتاج المباشر، وفى حدود إمكانيات التليفزيون، وأضافت أن الأمور
داخل القطاع تسير بشكلها الطبيعى، ولن تخلو خريطة رمضان المقبل من مسلسلات
تتنوع بين الاجتماعى والتاريخى والكوميدى والصعيدى يكتبها كبار المؤلفين
أمثال محفوظ عبدالرحمن ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر.
وقالت إنه شىء جميل أن عدداً كبيراً من النجوم طلبوا تقديم بطولة مسلسلات
للتليفزيون بنصف الأجور، التى كانوا يتقاضوها من قبل، وذلك تضامناً مع
التليفزيون فى أزمته الحالية، التى يعانى منها، وهو موقف يحسب لهؤلاء
الفنانين تجاه تليفزيون بلدهم.وقد استقر قطاع الإنتاج على ٦ مسلسلات فقط
للدخول بها فى رمضان المقبل، وهى «أهل الهوى» تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج
عباس أرناؤوط، الذى يتناول السيرة الذاتية لبيرم التونسى وجارٍ حاليا
اختيار أبطاله، والمسلسل التاريخى «شجرة الدر» تأليف يسرى الجندى، وإخراج
محمد عزيزية، الذى يتناول حياة شجرة الدر، والمسلسل الصعيدى «الميراث
الملعون» تأليف محمد صفاء عامر، وإخراج محمد حلمى وجار حاليا اختيار أبطاله
بعد اعتذار حسن يوسف وطلعت زكريا، بسبب الأجر ومسلسل «الدم والعصافير»
تأليف عمرو عبدالسميع، وإخراج أحمد صقر، وبطولة أشرف عبدالباقى ونيللى
كريم، والمسلسل الدينى «أسماء بنت أبى بكر» تأليف الدكتور بهاء الدين
إبراهيم وجارٍ حاليا اختيار مخرجه وأبطاله، والمسلسل الكوميدى «أزواج فى
ورطة» تأليف فيصل ندا، وإخراج محمد عبدالعزيز وجارٍ حاليا اختيار أبطاله.
فيما تراجع التليفزيون عن المشاركة فى إنتاج المسلسلات بعدما اتفق عليها
لعرضها حصريا على قنواته، وهى مسلسل «الصفعة»، هو من ملفات المخابرات
المصرية تأليف عادل شاهين، وسيناريو وحوار أحمد عبدالفتاح، وإخراج مجدى
أبوعميرة، وبطولة شريف منير ومحمد الشقنقيرى، ومسلسل «المحكمة»، وهو حلقات
منفصلة متصلة من تأليف أميرة بهاء الدين، وإخراج مجدى أحمد على، ومسلسل
«ذات» مدته ١٥ حلقة فقط قصة صنع الله إبراهيم وسيناريو مريم نعوم إخراج
كاملة أبوذكرى ومسلسل ١٥ حلقة أيضا «دوران شبرا» تأليف عمرو الدالى، وإخراج
خالد الحجر، وبطولة دلال عبدالعزيز وسوسن بدر وأحمد عزمى.
شركة «صوت القاهرة» لم تعلن حتى الآن عن خريطة مسلسلات ٢٠١١، وإبراهيم
العقباوى، رئيس الشركة، كان من المفترض أن يعلن خطته فى نهاية يناير الماضى،
ولكن قيام ثورة ٢٥ يناير أجل إعلانها.
وقال محمد زكى، رئيس الإنتاج بالشركة، إن الظروف، التى تمر بها البلاد
حاليا أجلت كل الاتفاقات على إنتاج اعمال مشتركة مع القطاع الخاص، وأضاف:
شركة «صوت القاهرة» هذا العام تنتج ثلاث مسلسلات فقط بنظام الإنتاج
المباشر، توفيراً للنفقات، ولم تتحدد بعد نوعية تلك المسلسلات إلا بعد
معرفة الميزانية، التى يرصدها التليفزيون سنويا لصوت القاهرة لإنتاج أعمال
رمضان.
المصري اليوم في
06/03/2011
فى ماسبيرو ناس وناس
محمد رفعت
يعيد قرار محمود سعد بإنهاء تعاقده مع التليفزيون اعتراضا على استضافة
الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء من خلال إحدى حلقات برنامج «مصر النهاردة»،
فيما قال «شفيق» إن سبب استقالته هو اعتراضه على تخفيض أجره من 9 ملايين
جنيه إلى واحد ونصف مليون فقط!، فتح ملف أجور المذيعين والمذيعات والمبالغ
الطائلة التى يحصل عليها البعض، فى الوقت الذى يعانى فيه مذيعون آخرون من
حصولهم على أجور متدنية لا تصل إلى نسبة واحد بالمائة مما يحصل عليه
المشاهير.
فعلى صعيد نجوم القمة يأتى «سعد» على رأس القائمة، حيث كان يتقاضى – قبل
استقالته - 800 ألف جنيه شهريا، فى حين تأتى منى الشاذلى فى المرتبة
الثانية وتتقاضى سنويا مليونا ونصف المليون جنيه، ويحصل عمرو أديب بعد
عودته لتقديم برنامج «القاهرة اليوم» على 30 ألف دولار شهريا، بينما يحصل
تامر أمين على 150 ألف جنيه شهريا، وخيرى رمضان بأجر 120 ألف جنيه شهريا،
بينما تتقاضى زميلتهما منى الشرقاوى خمسة آلاف جنيه عن كل حلقة تشارك فى
تقديمها، وتتقاضى لميس الحديدى 200 ألف جنيه شهريا، ويتقاضى معتز الدمرداش
200 ألف جنيه شهريا.
على الجانب الآخر دفع تدنى أجور مذيعات التليفزيون كثيرات منهن للبحث عن
فرص للعمل فى الفضائيات الخاصة، وإن كان معظمهن لم ينجحن فى ذلك بسبب ضعف
مستواهن المهنى وكبر أعمارهن، وعدم موافقة المسئولين على السماح لبعضهن
بالعمل فى قنوات أخرى، فى الوقت الذى سمحوا فيه لأخريات بالعمل مثل دينا
رامز ونهلة عبد العزيز.. ونظرة الى أجور المذيعات تكشف لنا الفارق بين
الناس اللى فوق والناس اللى تحت!
فأعلى سقف للرواتب فى التليفزيون هو 2200 جنيه شهريا تتعرض لخصومات الضرائب
والدمغات ومستوى الأداء وغيرها لتصل إلى 1600 جنيه فقط لا غير.
وربما لا تستطيع المذيعة الحصول عليها لمدة أشهر بسبب عدم وجود «سيولة» فى
الخزينة..لدرجة أنه أصبح من المشاهد المعتادة فى ماسبيرو أن تجد طوابير
طويلة من المذيعين والمذيعات والفنيين والمخرجين ومعدى البرامج، لصرف
أذونات البرامج، وبعد أن يقوم الموظف بصرف نسبة قليلة من المستحقات، يقول
للجميع: «معلش يا جماعة..تعالوا الاسبوع الجاى.. الفلوس خلصت»..يعنى ببساطة
ناس هايصة وناس لايصة وسلم لى على الشيخ والفقى!
أكتوبر المصرية في
06/03/2011
أجور القطط السمان فى عزبة التليفزيون
أحمد النومي
هناك فارق كبير بين جدا بين أجور القيادات وأجور العاملين فى التليفزيون،
بالإضافة إلى ما يمكن تسميته قضايا إهدار المال العام والاختلاسات
والرشاوى، حيث تحول مبنى ماسبيرو إلى مغارة «على بابا»، قليلون جدا هم
الذين يعرفون مخابئها السرية.
قطاع القنوات المتخصصة نموذج سافر لإهدار المال العام ورغم أن أساتذة
الإعلام هاجموا فكرة إنشاء هذا القطاع لعدم وجود قطاع تسويقى قادر على جلب
الإعلانات التى تعوض الميزانيات المفتوحة لبرامجه وأجور مذيعيه إلا أن
المسئولين «كبروا دماغهم» ولم يفكروا فى مسألة إعلانات تعوض التكاليف.
العاملون بماسبيرو يطلقون على هذا القطاع.. قطاع الأغنياء ورؤساء القنوات
به يعتبرون هم حاشية أسامة الشيخ رئيس الاتحاد فممنوع الاقتراب منهم وزعلهم
قد يقطع أرزاق العباد.. وبنظرة سريعة على رواتب هذه القيادات تتأكد عزيزى
القارئ من مدى الظلم الكبير والتفاوت الرهيب بين أجورهم وأجور العاملين من
معدين ومخرجين. فمثلا نهلة عبد العزيز رئيس قناة نايل دراما تتقاضى 30 ألف
جنيه راتبا شهريا منها 10 آلاف الراتب والباقى بدلات وحوافز وخلافه، فى حين
المعد فى برنامج مثل المسلسلاتى لا يتجاوز أجره 150 أو 200 جنيه. كما أن
برنامج المسلسلاتى نفسه أحد نماذج إهدار المال حيث تم صرف الملايين من
تجديدات وديكورات وأجور ومعدين ومخرجين ومذيعين دون أن يجلب البرنامج ولو
إعلانا واحدا يعوض هذه التكاليف.. وكأن هذا البرنامج «سبوبة حلوة» للمرضى
عنهم.
المخرج عمر زهران يلقبونه داخل القطاع «بالابن المدلل» للشيخ فهو صاحب نفوذ
وقوة رهيبة ولا يرفض له الشيخ كلمة بدليل أنه ترأس ثلاث قنوات فى وقت واحد
هى رئيس قناة مودرن مصر الخاصة رغم أن ذلك ممنوع طبقا للوائح، أن يترأس
رئيس قناة رئاسة قناة أخرى إلا إذا حصل على إجازة بدون راتب إلا أنه يترأس
قناة نايل سينما ويتقاضى أجراً قدره 45 ألف جنيه شهريا منها 15 ألف جنيه
راتب والباقى حوافز وبدلات وبدل إشراف على برامج مثل «استديو مصر» و«نجم
اليوم» التى يخرجها أيضا بخلاف رئاسته لقناة «التراث العربى».
ورغم الهجوم الكبير الذى تتعرض له قناة نايل كوميدى بسبب سطحية برامجها
وتكرار أفكارها وتقليدها وعدم قدرتها على منافسة قنوات مثل موجه كوميدى إلا
أنه تم صرف الملايين عليها بدون طائل.. فمثلا رئيس القناة المخرج خالد
شبانة يتقاضى ما يقرب من 45 ألف جنيه أجراً شهرياً بخلاف ما يتقاضاه من
بدلات وحوافز عن برامج القناة.
دينا رامز رئيس قناة نايل لايف تتقاضى 45 ألف جنيه شهريا وتحصل لطيفة
الشافعى رئيس القنوات التعليمية على 35 ألف جنيه ويتقاضى مصطفى حسين رئيس
قناة نايل رياضة 50 ألف جنيه شهريا بخلاف برامج إعلامية داخل القناة
لمقدميه مثل «دائرة الضوء» لإبراهيم حجازى وعلاء صادق سابقا، و«استديو
النيل التحليلى» لطاهر أبو زيد ومحلليه فاروق جعفر وعلى أبو جريشة وحسن
الشاذلى.
أما السيد عمر أنور رئيس القناة الثقافية فيتقاضى 25 ألف جنيه فى حين
تتقاضى سحر السويفى رئيس قناة الأسرة والطفل 20 ألف جنيه ورئيس قناة للبحث
العلمى 20 ألف جنيه أما هالة حشيش رئيس القطاع فتتقاضى كما يتردد 120 ألف
جنيه شهريا.
أما قيادات القطاعات الأخرى فى ماسبيرو تتقاضى الملايين فمثلا قطاع الإنتاج
الذى تترأسه راوية البياض يتجاوز راتبها 120 ألف جنيه بينما إبراهيم
العقباوى رئيس شركة صوت القاهرة يتقاضى 220 ألف جنيه شهريا فى حين يتقاضى
حمدى منير رئيس قطاع الهندسة الإذاعية 65 ألف جنيه بينما يتقاضى سيد حلمى
رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى ما يقرب من 80 ألف جنيه شهريا.
وفى برنامج «مصر النهاردة» يتقاضى محمود سعد 9 ملايين جنيه سنويا، فى حين
يحصل تامر أمين على ثلاثة ملايين، وخيرى رمضان مليونى جنيه ومليون واحد
لمنى الشرقاوى.
وفى القطاع الاقتصادى يتقاضى أحمد شوقى رئيس القطاع 65 ألف جنيه شهريا
بخلاف مبلغ 20 ألف جنيه حوافز كل ثلاثة شهور وحصل على 6000 آلاف جنيه تحت
بند جهود بتاريخ 31/ 8/ 2010 ومبلغ خمسة آلاف جنيه تحت بند أعمال رمضان
بنفس التاريخ ومبلغ 1914 تحت بند مكافآة فى 15/ 1/ 2011 و5000 آلاف جنيه
تحت بند مكافآة اللجنة العليا للإنتاج المرئى بتاريخ 5/1/2011 ومبلغ 7000
آلاف جنيه تحت بند جهود بتاريخ 25/11/2010 ومبلغ 4391 تحت بند مشاهد أعمال
فى 2/12/2010.
أما قصة بيع التراث الغنائى فهى واضحة من فضائح ماسبيرو التى هزت أرجاء
المبنى ورغم ذلك لم نسمع عن محاكمة لأحد.. فصول القضية بدأت عندما تم بيع
11 ألف ساحة غنائية لقنوات روتانا بعقد وقعه القطاع الاقتصادى فى 25 ديسمبر
عام 2004 وكان تترأسه ناديه صبحى مع الممثل القانونى لروتانا.. مشكلة هذا
العقد تتلخص فى عدة نقاط أولها عدم تحديد مدة للعقد لاستغلال هذه الساعات
الغنائية..الامر الثانى سعر الدقيقة الذى حدد بـ 10 دولارات أى ما يتجاوز
600 ألف دولار قيمة بيع هذه الأغانى.. بينما كان سعر الدقيقة فى هذا الوقت
50 دولاراً وشملت هذه الأغانى لأم كلثوم وعبد الحليم ونجاة وأنغام ومحمد
منير ومدحت صالح وتم تحويل البعض لمكتب النائب العام.
أما فى قطاع الإذاعة فتعاقدت الإذاعة مع المطربة ريهام عبد الحكيم على
تقديم 11 أغنية سنويا مقابل 10 آلاف جنيه شهريا وذلك فى يوليو 2008 ولم
تقدم ريهام أى أغنية وطالب الجهاز المركزى للمحاسبات باسترداد هذه المبالغ.
أكتوبر المصرية في
06/03/2011
هل تتجه الدراما المصرية نحو 'المصرنة'؟
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
استبعاد المخرجين العرب من الدراما المصرية يثير جدلا بين مؤيد يعتبرها
خطوة إيجابية للحد من بطالة المخرجين المصريين ومعارض يحذر من آثارها
السلبية.
يثير استبعاد عدد المخرجين العرب من الدراما المصرية جدلا كبيرا في الأوساط
الدرامية العربية.
وفي حين يرى البعض الخطوة إيجابية للحد من البطالة فى صفوف المخرجين
المصريين لاسيما بعد تقليص أعداد المسلسلات المنتجة هذا العام، يعتبر آخرون
أن الهدف من هذا الإجراء هو "تمصير" الدراما في البلاد، مشيرا إلى آثاره
السيئة على التنوع في الدراما المصرية التي بدأت تجدد نفسها في السنوات
الأخيرة.
وقررت قطاعات الإنتاج الحكومية المصرية الاستغناء بشكل نهائي عن عدد من
المخرجين العرب الذين كانوا يستعدون لإخراج عدد من المسلسلات المصرية خلال
الفترة المقبلة.
وجاء هذا الاستغناء عقب أحداث ثورة 25 يناير الماضي، وما أحدثته من
احتجاجات وتظاهرات من قبل عشرات المخرجين في التلفزيون المصري الذين اتهموا
النظام السابق وقطاعات إنتاجه الدرامية بالقضاء على مواهبهم من خلال
الاستعانة بالعديد من المخرجين العرب، والتسبب في معاناتهم من البطالة
وتحويلهم إلى موظفين لا مبدعين، حسب صحيفة "الوطن" القطرية.
وكان قطاع الانتاج سحب مسلسل "شجرة الدر" من المخرج الأردنى محمد عزيزية
وإسناده للمخرج مجدى أبوعميرة وتكرر الأمر مع مسلسل "أهل الهوى" ليسند إلى
إسماعيل عبدالحافظ بدلا من الأردنى عباس أرناؤوط.
وتؤكد راوية بياض (رئيس قطاع الانتاج في التلفزيون المصري) أن القرار جاء
استجابة لضغوط عدد من المخرجين الذين تظاهروا للمطالبة باقتصار العمل فى
الفترة الحالية على المصريين خاصة بعد قرار اللواء طارق مهدي المشرف العام
على اتحاد الإذاعة والتلفزيون بتقليص أعداد المسلسلات هذا العام من 6 إلى 4
وتأجيل البت فى مسلسلات المنتج المباشر البالغ عددها 5 لدراسة الموقف
المادي للاتحاد.
وتضيف بياض لصحيفة "الشروق" المصرية "فى ظل الظروف الصعبة التى نمر بها
وتبارى الجميع فى استخدام الصراخ باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيرا وفاعلية
لم يكن أمامنا سوى الاستجابة لهذه المطالب حتى لو لم تكن مقنعة".
وتشير إلى أنها اتصلت بالمخرجين العرب للاعتذار عن القرار "خاصة أنهم
كفاءات لا يستهان بها، وما حققه مسلسل 'سقوط الخلافة' الذى أخرجه المخرج
محمد عزيزية خير دليل على ذلك".
وحول المخرجين المصريين تقول بياض "لا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة إسماعيل
عبدالحافظ أو مجدى أبوعميرة ويحسب لهما موافقتهما العمل فى هذه الظروف بل
وقبولهما خفض أجورهما مراعاة للظروف المادية الصعبة التى تمر بها مصر ولكنى
حزينة على الطريقة التي وصلنا إليها لعرض المطالب بالضغط والصراخ".
ويبرر المخرج إسماعيل عبدالحافظ القرار الأخير بقوله "نحن نمر بأزمة حقيقية
ولا أتمنى أبدا أن تتحول الى موقف سياسى فهذا ليس صحيحا بالمرة فالموضوع
باختصار أنه بعد تقليص عدد المسلسلات هذا الموسم أصبح هناك وفرة فى العمالة
المصرية ولذلك بادر عدد من المخرجين بمطالبة الاستعانة بالعنصر المصري فقط
وعندما نكفى حاجتنا نفتح الباب لأصدقائنا العرب من باب أن المصريين أولى في
ظل الظروف المادية الصعبة التى نمر بها".
ويضيف "ما يحدث هو ظرف استثنائي لا يمكن تعميمه مع الوضع فى الاعتبار أن
الأجور تم تخفيضها ونحن نحاول الخروج من الأزمة الى بر الأمان وعندما عرض
علي المسلسل لم أعترض خاصة أنني مؤمن أن هذا القرار لا يسعى لإقصاء
المبدعين العرب، فمصر دوما تفتح الباب للجميع بكل حب وترحاب ولكننا فى أزمة
وأتمنى أن يعيد المسؤولون فى مبنى التليفزيون حساباتهم من جديد ويتم
الاتجاه لانتاج سهرات وسباعيات لتوسيع دائرة التشغيل وتفريخ جيل جديد من
الموهوبين".
ويقول الكاتب محفوظ عبد الرحمن مؤلف مسلسل "أهل الهوى": "لم يتم سحب العمل
من المخرج عباس ارناؤوط ولكن الحقيقة أن عباس وقع فى موقف حرج حينما قدم
استقالته من مهرجان 'الجزيرة للأفلام الوثائقية' الذي يتولى إدارته ويعد
الشخصية الرئيسة فيه ولكن استقالته قوبلت بالرفض ووقع في حالة اضطراب
استمرت 3 أسابيع لم يستطع أن يحسم أمره فقررت رفع الحرج عنه وطلبت منه أن
يعتذر عن المسلسل مدركا المسؤولية الأخلاقية التي تقع عليه وسعدت جدا
بإسناد العمل لمخرج كبير بحجم اسماعيل عبدالحافظ فرغم أني أعرفه قبل ان
يكون مخرجا لكن للأسف لم نتعاون سويا من قبل".
وينفي عبدالرحمن تعرض قطاع الإنتاج لضغوط لاستبعاد المخرجين العرب، ويقول
"إن هذا الكلام ضد الثورة التي نحتفل بها هذه الأيام، فالثورة ليست مصرية
بل نحن نعيش ثورة عربية كاملة نسلم الرايات ونمسك أيدي بعضنا البعض وأرى أن
مشروع الوحدة العربية قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ".
ميدل إيس أنلاين في
07/03/2011 |