حيدر عبد ثامر . . ممثل تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة وتخصص في المسرح
حتى برز فيه، وبعد حالة التوقف التي أصابت المسرح العراقي بعد الاحتلال
تألق في مجال الدراما التلفزيونية وبات من خلالها نجماً معروفاً في الشارع
العراقي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ثلاث سنوات، لأنه جسد شخصيات مهمة، تمكن
من إضافة لمساته الإبداعية الجميلة عليها، ما جعلها تؤثر في نفوس المشاهدين
. “الخليج” التقته وكان معه الحوار الآتي:
·
ما هو جديدك؟
- بعد شهر رمضان تعودنا أن نعيش حالة من السبات شبه التام، حيث لا أعمال
تصور في الدراما العراقية وهذه ظاهرة غير صحية، لذلك باتت الدراما العراقية
دراما موسمية، حيث يوجد لدينا كتاب ومخرجون، لكن لا يوجد لدينا اعتناء
بالنص والحبكة والدراما، لذلك يعتمد النص لدينا على الضحك وربما التهريج
حتى يضحك الناس .
·
ما هو المطلوب إذن في مجال النص؟
- نحتاج إلى نص يعني الدراما العراقية ويعيد وجهة نظر الناس بها، لأن هناك
الكثير من الناس بدأوا يشيرون إلى أن الدراما العراقية بدأت بالنزول، لذلك
أدعو المنتجين العراقيين إلى الاهتمام الكبير في مسألة اختيار النصوص .
·
قبلت في أحد المسلسلات الأخيرة
بدور بسيط ما السبب في ذلك؟
- نعم حدث مثل هذا الأمر في مسلسل “قنبر علي” حيث كنت ضيف شرف، لكن شخصية
“حميد” التي جسدتها في هذا المسلسل هي موجودة في العمل ولها تأثير مباشر في
الكثير من الأحداث في المسلسل ولم تكن شخصية مركونة على الهامش .
·
أرى أنك إلى الآن لم تتجاوز
“شخصية “حامد” في مسلسل “بيت البنات” فما السر في ذلك؟
- جسدت في مسلسل “بيت البنات” الذي عرض قبل ثلاث سنوات شخصية الإنسان
الريفي عبر شخصية “حامد” الذي يتحدث بلهجة صعبة جداً، لذلك بذلت جهوداً
كبيرة جداً في سبيل إقناع المتلقي العراقي لكونه يحتاج إلى إقناع، لأنه
متلق ذكي وصعب جداً في الوقت ذاته، لكنني قدمت هذه الشخصية بشكل رائع جداً
وبشهادة الجميع وأضافت لي الكثير وما تزال تمثل بصمة مهمة جداً في حياتي
الفنية .
·
وماذا عن شخصية “الشاعر” في
مسلسل “مصير الحب”؟
- هي شخصية جميلة ومركبة فهي تزاوج بين الشاعر وطالب الكلية والعاشق
والصحافي وجسدتها بشكل كوميدي نال إعجاب الناس، حيث قربتها من واقع الناس
كثيراً .
·
لكن هناك بعض الشخصيات القوية
التي جسدتها وأنت في بداية حياتك الفنية ألا تمثل ثقلاً كبيراً عليك؟
- بكل تأكيد، لكني أشعر بالارتياح لها لأنها أوصلتني إلى الجمهور وكذلك إلى
الوسط الفني وإلى المخرجين . وأعتقد أن هذه الشخصيات كان لا يمكن أن يكون
ثقلها كبيراً لو لم أصقل موهبتي في التمثيل من خلال الدراسة الأكاديمية،
حيث تخرجت في معهد الفنون الجميلة ثم في أكاديمية الفنون الجميلة وحالياً
أطمح إلى الماجستير، لذلك فإن هذه الشخصيات تمتعني كثيراً عندما أقوم
بتجسيدها، لأن ذلك يجعلني قادراً على تجسيد كل الشخصيات وأكون قريباً منها
.
·
برنامج “لا شاك” الذي قدمته من
على شاشة البغدادية أوقعت فيه نجوم الفن العراقي في مطبات كبيرة ألم تشعر
بالإحراج؟
- بداية أنا لم أقم بالإساءة إلى أي فنان من الفنانين الذين حلوا ضيوفاً
على البرنامج المذكور، لأن كل الفنانين هم آبائي وإخواني وأصدقائي، يضاف
إلى ذلك أن جميع الذين التقيناهم في البرنامج في النهاية أعجبتهم الفكرة .
·
ماذا أضاف إليك هذا البرنامج؟
- أضاف إليّ مسألة الارتجال لأن لغة الارتجال صعبة، حيث كنا أنا وزميليّ
مقدم البرنامج حسن هادي ومخرجه علي باقر لا نعرف ماذا نفعل، لأنه لا يوجد
سيناريو مسبق للتعامل مع الضيف، لكننا كنا نمتلك القدرة على الارتجال
وتلافي المواقف المحرجة من أجل نجاح الحلقة . حيث كان الإعداد يقوم بتهيئة
الفكرة فقط، لكن النص غير موجود، حيث كنت أتماشى مع الضيف عبر كلامه حتى
أستطيع أن أشارك معه في تقديم حلقة تسر المشاهدين .
·
أنت مع مجموعة من الممثلين
الشباب استطعتم خلال مدة وجيزة تأكيد حضوركم فهل تعرضتم إلى مضايقات أو حسد
من قبل الفنانين الكبار؟
- هناك فنانون كبار كانت قلوبهم معنا ونصحونا في كثير من الأمور من أجل
وضعنا على الجادة الصحيحة، لكن في المقابل هناك بعض الرواد لا يريدون لنا
أي تقدم، لأنهم يشعرون بأنهم لا يزالون شباباً ونحن ننافسهم على الأدوار
التي تسند لهم، بينما القاعدة الفنية تؤكد أن المرحلة العمرية تفرض نوعية
الدور على الممثل، لذلك أرى أن مثل هذه الحساسية المفرطة من قبل البعض
تجاهنا غير مبررة بالمرة .
·
ما هي الشخصية التي تتمنى
تجسيدها؟
- في المسرح وبفضل الله سبحانه وتعالى قدمت كل الشخصيات التي أحببتها،
لأنني في المسرح أعمل في نظام الورشة، لذلك أنا أختار الشخصية وكذلك أختار
الطريقة التي أجسدها فيها، لكن في التلفزيون لا أريد أن أتسرع، بينما طموحي
الكبير أن أعمل في مجال السينما، حيث لدي محاولات في هذا المجال، لكنها حتى
الآن “خام” . حيث أحاول النهوض بالسينما العراقية في المستقبل القريب، لأن
كل رصيدنا في مجال الأفلام السينمائية هو “102” فيلم فقط .
·
لكن السينما العراقية اليوم شبه
متوقفة؟
- هذا صحيح، لأنه لا توجد لدينا صناعة سينما وليس لدينا تجارة، بينما
المعروف أن السينما صناعة وتجارة . حيث أن المنتج العراقي يخشى من الولوج
إلى عالم السينما بسبب التكاليف الباهظة للإنتاج السينمائي . لذلك أتمنى أن
تكون هناك نهضة كبيرة في السينما العراقية في أقرب وقت ممكن، لأن الممثل
العراقي بحاجة ماسة إلى السينما، لأن التلفزيون يختلف عن السينما تماماً .
·
كيف؟
- لأن السينما عبارة عن اختصار واختزال للزمن، بينما التلفزيون يتطلب السرد
في الكلام، بينما السينما تختزل الزمن وتطالبك بتقديم الفكرة في زمنها
الموجود وهذا الأمر يدعوك إلى ممثل اختزالي للفكرة وللموضوع .
·
من هو صاحب الفضل عليك؟
- أساتذتي في معهد الفنون الجميلة وكذلك أساتذتي في أكاديمية الفنون
الجميلة لهم الفضل الكبير علي، لأنهم قاموا بتوصيل المعلومات الصحيحة إليّ
ولزملائي ولم يبخلوا علينا بالمعلومات . ومن بعدهم هناك الكثير من الأشخاص
من الوسط الفني قدموا لي ولزملائي النصائح الخالصة والنظيفة وهؤلاء أيضاً
لهم فضل كبير عليّ .
·
كيف ترى المسرح العراقي الآن؟
- لا يزال شامخاً، رغم أن البنى التحتية في هذا المجال ما تزال فقيرة جداً،
لذلك أدعو جميع المؤسسات الثقافية ومنها وزارة الثقافة للاهتمام بالمسرح .
الخليج الإماراتية في
04/03/2011
روشتة لاطلاق شاشة جديدة للتليفزيون
تحقيق بقلم : مجدي عبد
العزيز
>> بعد ثورة ٥٢ يناير المجيدة اصبح من الضروري بل والحتمي ظهور خطاب اعلامي
جديد يعبر عن احوال مصر الجديدة بالصوت والصورة
ويرصد هموم الناس ويناقش قضاياهم ويفتش عن احلامهم وطموحاتهم من خلال مناخ
صحي لا يعرف الخوف او الكراهية وتصفية الحسابات. ..
وانطلاقا من هذا المفهوم يقدم ملحق »الفنون«
روشتة علمية وضعها الخبراء المتخصصون في مجال العمل الاعلامي يحددون من
خلالها افضل الطرق والاساليب لاطلاق
شاشة جديدة للتليفزيون خلال المرحلة المقبلة> >
في البداية يقول الاعلامي الكبير امين بسيوني ان الاعلام لم يعد محليا
ولكنه الآن يعيش عصر الفضاء ويتحدث للدنيا كلها وشبكة الانترنت تغطي العالم
كله وتجعل منه قرية صغيرة اذن اصبح من الضروري ان نواجه المنافسة العالمية
بمصداقية الكلمة والصورة حتي تطابق الرسالة الاعلامية من حيث
الشكل والمضمون.
ويضيف امين بسيوني: ينبغي ان تكون برامج
التليفزيون تتضمن ما يغذي العقل والقلب ويحفظ المباديء
والاخلاق دون استخدام لغة الاثارة فيما يصدر عن خطابها الاعلامي الذي يمثل
اجهزة الدولة أو حتي فيما
تقدمه الشاشات الخاصة لاننا في النهاية كلنا
مصريون ووطنيون.
والاعلام الآن اشبه بالبوفيه المفتوح امام الناس به كل ما يرضي المشاهدين
وهم عن طريق الريموت كونترول ينتقون الاطباق والوجبات الغذائية التي تشبع
الفكر والوجدان بشرط ان تكون صادقة فيما
تنقله من حيث الشكل والمضمون فالنجاح الاعلامي يعتمد الآن علي
مصداقية الكلمة والصورة وليس علي افكاره والفهلوة في تزييف حقائق الاشياء.
الإعلام الحر النزيه
وتري د. مني الحديدي الاستاذ بكلية الاعلام
بجامعة القاهرة ان الاذاعة والتليفزيون وسيليتين زائعتي الانتشار ولابد ان
يقوم الاعلام المرئي والمسموع علي اسس مهنية واخلاقية ولابد ان يعتمدان علي
الاعلام الحر النزيه بصرف النظر عن الجهة المالكة للراديو او التليفزيون
حتي لا يتحولان الي ابواق للدعاية أو مساندة الحاكم او اي حزب من الاحزاب
فلابد ان تكون الممارسة مهنية بحتة.
وينبغي للتليفزيون ان يهتم بالاجندة الحقيقية للمجتمع وتطويره بدلا من
تضليل الناس بأعمال درامية سطحية أو بالاغاني المتدنية او البرامج الضعيفة.
وتؤكد د. مني الحديدي ان يعبر الاعلام المرئي والمسموع عن حجم الثورة
وتطلعاتها واهدافها لانها حققت حلم الشعب بفضل سواعد شباب الامة ومن هنا
لابد ان يساير التليفزيون وكل وسائل الاعلام العصر بما يسمي الاعلام
التفاعلي بحيث يكون للمواطن ايا كان موقعه صوت مسموع وان يراقب كل ما يحدث
علي ارض الواقع ايجابيا أو سلبيا.
وتتطلع د. مني الحديدي الي قيام التليفزيون بدور محوري وحيوي علي الساحتين
الداخلية والخارجية حيث لم يكن لنا خطاب اعلامي موجه لدول العالم.
تشكيل العقل المصري
ويحدد د. عدلي رضا استاذ الاعلام ورئيس قسم الاذاعة والتليفزيون بكلية
الاعلام جامعة القاهرة عدة مباديء
ينبغي
توافرها في شاشة التليفزيون المصري خلال المرحلة المقبلة وهي ان تأتي
برامجه معبرة عن قضايا كل شرائح المجتمع بكل فئاته لان تتسع قاعدة المشاركة
الجماهيرية في البرامج بحيث يصبح التليفزيون منبرا شعبيا.
ويجب ان تساهم البرامج في تشكيل العقل المصري والارتفاع بالذوق العام لدي
الافراد وان تبتعد البرامج عن كل ما هو تافه وهابط وسطحي.
ويضيف د. عدلي رضا لابد ان تكون برامج التليفزيون تعبيرا عن قضايا الشعب
المصري بعد ثورة شبابه في ٥٢ يناير وان تناقش هذه القضايا بصراحة ليس فيها
نفاق وهذا لن يتحقق الا من خلال تطوير لغة الخطاب الاعلامي حتي يكتسب
المصداقية عند الناس وان يلتزم بالتوازن في تناول الجوانب الايجابية
والسلبية في المجتمع.
التوك شو الاستفزازي
ويطالب الرائد الاذاعي القدير فهمي عمر بأن تكون برامج التليفزيون المصري
في المستقبل بعيدة عن ما يسمي ببرامج التوك شو الاستفزازية التي تثير مشاعر
المشاهدين باسلوب لا علاقة به بمفردات العمل الاعلامي.
ولابد ان يتسم الحوار في برامج التليفزيون
الجديد بأدب الحوار وعدم فرض اراء مسبقة علي الضيوف والا يتعالي مقدمو
البرامج علي ضيوفهم بنجومية زائفة
علاوة علي اهمية ان تكون الشاشة الصغيرة تعبيرا
صادقا عن كل ما تجري علي ارض مصر وهذا لن يتحقق الا باتباع آليات مهمة
تتلخص في نزول الكاميرا لتعيش بين الناس في الشارع ولا تنفصل عنهم
وان تظل متواجدة معهم علي الحلوة والمرة في الشارع.
ويضيف فهمي عمر لابد ان تشهد برامج
التليفزيون في المرحلة المقبلة ارتفاعا في سقف الحرية مع
الالتزام بميثاق الشرف الاعلامي ولا يكون رقيبا علي عمل اصحاب البرامج سوي
ضميرهم المهني.
ويؤكد فهمي عمر علي اهمية المساواة في الاجور بين اصحاب البرامج الاذاعية
والتليفزيون فالجميع في النهاية يعملون داخل مظلة اتحاد الاذاعة
والتليفزيون وعدالة الاجور يترتب عليها ارتفاع مستوي البرامج المرئية
والمسموعة.
أحوال البسطاء
وتتحدث الاعلامية الكبيرة فاطمة فؤاد نائب رئيس التليفزيون السابق عن اهمية
ان تهتم برامج التليفزيون في المستقبل باحوال المصريين البسطاء ومنحهم
الفرصة للتعبير بحرية وصراحة عن مشاكلهم وافكارهم دون مصادرة الرأي الآخر
كما كان يحدث قبل ثورة ٥٢ يناير فهذا اصبح ممنوعا الآن ولا يليق مع
المتغيرات التي يعيش وقائعها مع الجيل الجديد.
ويضيف فاطمة فؤاد انها تتمني اختفاء برامج المنوعات السطحية وان تحل بدلا
منها برامج تقدم للمشاهد المتعة والفن والفكر وان يشعر المشاهد بالصدق فيما
يشاهده علي شاشة تليفزيون بلده وان يشارك في تقديم كل هذه البرامج المذيعون
الجدد والقدامي فمن غير المعقول ان يحال الاعلامي المبدع علي المعاش فلابد
من المزج بين الاجيال فالماضي والحاضر اساس الانطلاق الي المستقبل.
وتناشد فاطمة فؤاد القيادات الاعلامية ان تعيد هيكلة الانتاج الدرامي خلال
المرحلة المقبلة فمن غير المعقول ان يستهلك الانتاج الخاص بالمسلسلات كل
ميزانية اتحاذ الاذاعة والتليفزيون كما حدث في العام الماضي فاصيب
المشاهدون بالتخمة بلا مبرر!
ننتظر شاشة صادقة
ويقول د. حسن عماد مكاوي وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة لابد ان تعبر
شاشة التليفزيون التي ننتظرها في الفترة المقبلة عن ضمير الأمة بجانب ضرورة
ان يكون لهذا الجهاز الاعلامي الخطير مراسلين في جميع انحاء العالم كما
يحدث في القنوات العربية والأجنبية.
ويضيف د. حسن عماد انه يتمني ان يكون مذيعين ينتمون لمبني التليفزيون
لتقديم البرامج الحوارية دون الإستعانة بخبرات من خارج مبني ماسبيرو وان
يراعي إستخدام مفردات البيئة المصرية في ديكورات البرامج المختلفة.
تدفق المعلومات
ويستعرض المخرج الكبير محمد رجائي نائب رئيس التليفزيون الاسبق افكاره التي
يتمني ان تساهم في شكل شاشة التليفزيون خلال المرحلة
المقبلة ويري ان يهتم القائمون علي مسئولية البرامج بنوعية ما يعرض من
برامج ثقافية تخاطب عقول المشاهدين بالمتغيرات الجديدة علي الساحة السياسية
بعد ثورة ٥٢ يناير التي احدثت زلزالا في المنطقة العربية كلها وليس في داخل
مصر فقط ويضيف محمد رجائي ان التليفزيون مطالب في
المرحلة المقبلة بتدفق المعلومات وعدم حجبها عن
الناس حتي لا يبحثون عنها في اماكن اخري ولابد ان ترتقي برامج الشاشة
الصغيرة والسهرات بالذوق العام وان يتم اعداد تخطيط جيد لكل احتياجات
الشاشة من برامج وافلام ومسلسلات وسهرات مع عدم اهمال لغة الخطاب الموجه
لاطفالنا وكفي اهمالا لهم وياليتنا نبتعد عن الاعمال الكرتونية المستوردة
التي لا تعبر عن الاطفال ولا علاقة لها بالبيئية التي نشأوا فيها حيث
اكتسبوا عادات وتقاليد شرقية
تعبر عن حضارة اجدادهم.
ويختتم محمد رجائي حديثه بقوله يجب ان ننظر الي التليفزيون علي انه صاحب
دور ورسالة ثقافية وليس جهازا للترفيه فقط فالترفيه مطلوب ولكن الثقافة
مطلوبة ايضا لبناء الانسان.
إنتهي عصر النفاق
وبلغة حاسمة جادة يطالب د. محمود يوسف رئيس قسم العلاقات العامة والاعلام
بكلية الاعلام بجامعة القاهرة ان تخلو شاشة التليفزيون في المستقبل من كهنة
النظام السابق الذين كانوا يظهرون ليل نهار في مختلف البرامج لان المشاهد
لن يحترم هؤلا"ء اذا ما ظهروا مرة اخري يتحدثون عن ثوار
٥٢
يناير لان ايمانهم بالثورة سوف يكون مصطنعا وياليت التليفزيون
يركز في خريطة برامجه المقبلة علي القيم والمباديء التي يحتاج اليها الناس
والتي تتفق مع خطابنا الاعلامي الجديد حيث انتهي عصر النفاق والظلم وجاء
فجر يوم جديد يتطلب التنوع في تقديم افكار متميزة
تحمل معاني سامية وتعكس المطالب الحقيقية الي فجرها ثوار شباب
٥٢
يناير فهم مستقبل هذه الامة.
الاهتمام بالقيم المهنية
وتطرح د. حنان يوسف استاذ الاعلام بجامعة عين شمس رأيها في شكل شاشة
التليفزيون خلال المرحلة المقبلة فتقول انها تتمني ان تري البرامج التي
تعكس طبيعة المجتمع المصري بكل تياراته الفكرية بموضوعية وحيادية وان يهتم
اصحاب هذه البرامج بالقيم المهنية في تغطية الاحداث ليصبح الاعلام المصري
قاطرة نحو التنوير ونشر الوعي للمواطن ويحميه من الانزلاق الي الفوضي
الفكرية فالحرية لا تعني الفوضي ولكنها تعني المسئولية.
وتطالب د. حنان يوسف بضرورة افساح المساحة اللازمة في برامج التليفزيون
للحديث عن دور مصر المحوري عربيا واقليميا وعالميا خاصة بعد ان
تغيرت صورة مصر السياسية عقب
ثورة 5٢
يناير.
الاستفادة بمناخ الحرية
ويلخص د. صفوت العالم الاستاذ بكلية
الاعلام
جامعة القاهرة وجهة نظره في شكل شاشة التليفزيون خلال المرحلة المقبلة
فيقول لابد من احترام الرأي العام في لغة الخطاب الاعلامي الذي تطرحه برامج
التليفزيون والاستفادة بمناخ الحرية في تقديم الرأي والرأي الاخر حيث لم
يعد التليفزيون ملكا لفئة معينة دون غيرها من الفئات الاخري التي لم يسمح
لها بالظهور علي شاشة تليفزيون بلدها.
ويقول د. صفوت العالم لابد من الاستفادة من التطور التكنولوجي في صناعة
برامج ناجحة اعدادا وتقديما واخراجا وياليت العمل خلال المرحلة المقبلة
بنظام فريق العمل الواحد الذي يتصدي لتقديم الملفات
الجماهيرية في مختلف البرامج التي تناقش قضايا الناس وتحديدا ما هو خاص
بالشباب.
ويطالب د. صفوت العالم بضرورة اعادة تأهيل وتدريب كل الاطقم الفنية
والادارية في التليفزيون حتي يتمكنوا من تقديم نوعية متميزة ومتطورة من
البرامج المحترمة التي تخاطب العقول المستنيرة.
أخبار اليوم المصرية في
04/03/2011
صباح السبت
ملفــــات
عـــــاجـــــلة
مجدي عبد العزيز
حسنا فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتعيين د.
سامي الشريف رئيسا لاتحاد الاذاعة
والتليفزيون بعد ان اصبح مقعد رئاسة الاتحاد شاغرا عقب اقصاء اسامة الشيخ
عن منصبه وخضوعه للتحقيقات امام نيابة الأموال العامة وهو ما تم اتخاذه مع
أنس الفقي وزير الإعلام أيضا وبالتالي لم تعد هناك سلطة عليا تدير دفة
الامور داخل هذا الكيان الاعلامي المهم مما ترتب عليه انتشار حالة من
الفوضي تمثلت في بعض المطالب الفئوية للعاملين في العديد من قطاعات مبني
ماسبيرو العريق.
.. واتصور ان هناك مجموعة من الملفات العاجلة ينبغي ان يقوم د. سامي
الشريف بدراستها واتخاذ ما يراه مناسبا لحلها حتي تستقر الاوضاع داخل كل
قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعدما شهده من القرارات العشوائية
الاخيرة التي اصدرها المهندس الشيخ قبل سقوطه في ايدي الاجهزة الامنية.
ولعل من أهم تلك الملفات العاجلة لائحة الاجور الموحدة للعاملين داخل
منظومة اتحاد الاذاعة والتليفزيون فمن غير المعقول هذا التفاوت المخيف بين
المرتبات علي جميع المستويات سواء في الإدارة العليا او حتي بين العاملين
في الوظائف الأقل مما خلق نوعا من الاحتقان بين ابناء الاسرة الواحدة فمثلا
من يعمل في التليفزيون كمذيع هواء او مقدم برامج يخضع للوائح مالية تختلف
تماما عن تلك التي يخضع لها العاملون في البرامج الإذاعية سواء في تقديم
البرامج او في التنفيذ علي الهواء.
وقد فوجيء ابناء الإذاعة الغلابة قبل سقوط امبراطورية الشيخ في ماسبيرو
بإصداره عدة قرارات غريبة وغير مدروسة تمس اوضاعهم المالية وتزلزل كيانهم
الاجتماعي مما أصابهم بالغضب الشديد والقلق علي مستقبلهم وهو الامر الذي
ينبغي تداركه بسرعة حتي لا يؤثر علي سير العمل في هذا المرفق الإعلامي
الخطير.
وعلي الجانب الاخر احدثت قرارات الشيخ العشوائية العديد من الزوابع الاخري
في قطاعي الاذاعة والتليفزيون حيث افتي له مستشارو السوء بعدم جواز الجمع
بين تقديم البرامج امام الميكرفون والشاشة
وتولي المناصب الإدارية العليا وكأن المبدع لا يحق له ممارسة
عمله اذا ما تولي منصبا رفيعا داخل دولاب العمل الإداري بعد سنوات طويلة من
الخبرة او اذا ما كان متمتعا بموهبة تؤهله للجمع بين العمل الإعلامي
والإداري وتلك سقطة لابد من تداركها بسرعة بالبحث عن حلول جذرية في لائحة
الاجور تحدد السقف المالي لمن يزاول عملا إداريا ويقوم في نفس الوقت بتقديم
اعمال ابداعية.
وهناك ملفات اخري عاجلة داخل قطاع الاخبار ينبغي ان يتم الاسراع بفتحها
تتعلق ايضا بأجور العاملين الإداريين والمذيعين ومقدمي البرامج فهم يتحملون
ضغوطا هائلة ويقومون بأعمال مرهقة لا تتناسب ابدا مع ما يتقاضونه من مرتبات
وبدلات وأري ضرورة تحسين اوضاعهم المالية مرورا ايضا بالفنيين من المصورين
والمخرجين حتي اصغر عامل داخل هذا القطاع المهم والخطير فهم جميعا يستحقون
التقدير والاحترام.
ومن ناحية اخري ارجو من د. سامي الشريف ان يفتح ملف أجور نجوم الدراما ويضع
حدا حاسما لهذا الانفلات المخيف الذي دمر صناعة الفيديو في مصر وترتب عليه
اوضاع مؤسفة وفتح عدة ابواب خفية للفساد وخلق مراكز قوي باتت تتحكم فيما
تعرضه اولا تعرضه شاشة الانتاج الدرامي خاصة في شهر رمضان تحت اصطلاح ما
يسمي بكله حصري علي شاشة التليفزيون المصري وهناك كلام كثير في هذه الجزئية
المؤلمة ارجو ان يأتي الوقت المناسب لنتحدث عنها تفصيلا بعد اجتيازنا
للظروف التي يمر بها مجتمعنا الآن بعد ثورة ٥٢ يناير المجيدة التي أعادت
إلينا الأمل في حياة مستقرة ومحترمة يجد فيها الشرفاء مكانا لائقا بهم
وداخل مبني ماسبيرو قطاع كبير من هؤلاء الشرفاء علي جميع المستويات
الإدارية والفنية العليا حاولوا أن
يتصدوا لأباطرة الفساد قبل سقوطهم
ولكنهم لم يجدوا من يساندونهم حتي من الاجهزة الرقابية التي
تحمل البعض منها فوق طاقة البشر لمحاصرة ومطاردة رؤوس المافيا التي تلاعبت
بأموال اتحاد الإذاعة والتليفزيون وارتدت ملابس الملائكة وأولياء الله
الصالحين!
وقبل أن انهي سطوري هذه ارجو من د.
سامي الشريف أن يسارع بدراسة ملف انشاء شركة راديو وتليفزيون
النيل تلك البدعة التي اخترعها من كان بيدهم أمور الاعلام المصري طوال
السنوات الخمس الماضية حيث راحوا يخترعون مسميات
غريبة لتفكيك بنية الاعلام المصري فنحن لا ندري لماذا تم إنشاء مثل هذه
الشركة وما هو الدور المنوط بها وما هو الفرق بينها وبين راديو القاهرة
العريق بشبكاته المختلفة وشاشة تليفزيوننا الوطني بقنواته الأرضية
والفضائية الذي كان رائدا في منطقتنا العربية؟ انها فزورة تحتاج لمن يكشف
لنا أسرارها بنزاهة وشفافية صادقة تضع النقط فوق كل الحروف.
ومايزال للحديث بقية في الأسابيع المقبلة ان شاء الله مع الملفات العاجلة
التي ارجو ان تنال عناية د.سامي الشريف الذي اعلم عنه ما يتمتع به من
تاريخ وكفاءة مشهود بها في كل ما اسند إليه من مهام اعلامية واكاديمية
وجامعية
في مجال الاعلام في مجالاته المختلفة المرئية
والسموعة والمقروءة وخالص تمنياتي للصديق العزيز والاعلامي القدير بالنجاح
في تحمل مهام مسئولياته الجديدة .
أخبار اليوم المصرية في
04/03/2011 |