رغم قلة أدوارها، إلا أنها تعتبر من أهم الوجوه الشابة الموجودة في
الدراما السورية، وبعد غياب عن التمثيل، تطل على الجمهور من خلال فيلم ضخم
تشارك فيه أسماء لها وزنها في العالم العربي، وترى أن الفرصة مناسبة لتحقيق
انطلاقة مميزة من خلال هذه التجربة غير المسبوقة على مستوى الفكرة . إنها
الممثلة صفاء رقماني التي تتحدث عن غيابها وعودتها في هذا الحوار .
·
ما السبب وراء ابتعادك عن الشاشة
في الآونة الأخيرة؟
- كنت مشغولة جداً ولم يكن وقتي يسمح لي بالعمل كما أريد، كما أني قضيت
فترة لا بأس بها في تركيا إلى جانب أهلي الذين يسكنون في إسطنبول، وبالنسبة
للأعمال وبعد أن مثلت في مسلسل “سفر الحجارة” دوراً جريئاً للغاية يتحدث عن
فتاة مغرية، قدمت في مسلسل “ساعة الصفر” دورًا لا يقل جرأة عنه يتحدث عن
فتاة تتعرض للاعتداء، وفي الفترة الأخيرة عرض علي عملان جريئان أيضاً
ويندرجان في إطار هذين الدورين، ففضلت ألا أقوم بأدائهما وقمت برفضهما كي
لا أكرر نفسي، ووجدت أن جلوسي بدون عمل لفترة قصيرة أفضل من أن أشغل دوراً
لا أقتنع به ولا يناسبني .
·
بعد غياب، أنت الآن مقبلة على
الاشتراك بعمل ضخم وهو فيلم “السيمفونية”، كيف تم اختيارك لتكوني أحد
أبطاله؟
- أنا فخورة جداً لأنني سأكون أحد أفراد أسرة فيلم “السيمفونية”، أما عن
اختياري للتمثيل فيه، فقد تم الاتصال بي من قبل المخرج وأخبرني أنه اختارني
للعمل في الفيلم، وأنه وجد أن شكلي متناسب جداً مع الشخصية التي سأقوم
بأدائها، وعندما حدثني عن العمل وفكرته أعجبت به، ووجدت أن مشاركتي وأنا ما
زلت في بداية مشواري الفني أمر مهم ومفيد لي .
·
ما أكثر شيء أعجبك في هذا العمل؟
- هناك أمران رائعان أعجباني جداً، الأول هو فكرة الفيلم التي تتناول
موضوعاً في غاية الأهمية والخطورة ويهم جميع أفراد المجتمع العربي، والفكرة
كما كشف عنها تتحدث عن الأسباب التي تكمن وراء توجه اهتمام الناس في الوطن
العربي نحو الأغاني الهابطة إلى درجة إهمال عمالقة الفن ووضعهم على الهامش
. والأمر الثاني هو أسلوب العمل، فكم هو جميل أن تجد عملاً عربياً
مشتركاً، المخرج فيه من سوريا والكاتب تونسي والسيناريو أشرفت عليه دكتورة
من الأردن، بالإضافة إلى اشتراك الكثير من الممثلين العرب فيه كما أن
التصوير سيتم في بلدان عربية عدة .
·
قلت منذ قليل أنك لا زلت في
بداية المشوار الفني، هل تعتقدين أن مشاركتك في هذا الفيلم سترفعك إلى
النجومية؟
- في الحقيقة فيلمنا رائع جداً ومن المتوقع أن يحظى بشعبية ومتابعة كبيرين،
الأمر الذي سينعكس إيجاباً على جميع القائمين عليه، وأي فنان في البدايات
يبحث عن أسوار للارتقاء، وبالنسبة لي أجد أنها فرصة رائعة لتحقيق قفزة
كبيرة نحو النجومية، وهذا طموح يجب أن يقترن بالعمل الجاد والتصميم على
تقديم الشيء الجميل الذي يحبه الناس ويعجبون به .
·
كيف تجدين أثر وجود الفنان
الكبير لطفي بوشناق في العمل؟
- من المؤكد أن وجود اسم كبير ولامع في العالم العربي مثل لطفي بوشناق
سيعطي الفيلم أهمية أكبر وجمالية أكثر، وهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة بغض
النظر عن صوته الرائع وأدائه اللافت كمغنٍ، والأهم أن هذا الفنان يشارك في
الفيلم وقد خاض التجربة في الحقيقة مما سيضمن للعمل النجاح والظهور بشكل
رائع .
·
بعيداً عن “السيمفونية”، كيف
تجدين الدراما السورية في العام الحالي وأنت البعيدة الآن عن العمل فيها؟
- الدراما السورية متألقة حالياً بلا شك ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا الأمر
في ظل الكمية الكبيرة التي تنتجها من المسلسلات، وأكثر ما أعجبني هذا العام
كثرة الأعمال الاجتماعية التي تناولت قضايا مهمة جداً، كما أدخلت على
الدراما مواضيع لم يسبق لها أن تطرقت إليها، وعالجت مسائل وإشكاليات كان من
الصعب التطرق إليها في الفترات السابقة، وهذا الأمر أكسبها متابعة كبيرة
وأضاف إليها الكثير فأصبحت في مستوى عال، وعلا معها شأن الفنان السوري على
الصعيد العربي، وهذا ما لمسناه من خلال التكريمات والمهرجانات .
·
تعتبر مشكلة السن المحير من أبرز
المشكلات التي تتعرض لها الفنانات في سوريا، كيف ترين هذا الأمر؟
- صحيح، فالفنانات في سوريا وتحديداً في مرحلة الشباب يحصلن على أدوار
كثيرة، وهذا الأمر مرده إلى كثرة الأدوار المطروحة والتي تتحدث عن هذه
المرحلة، فطالبة الجامعة والمدرسة والأخت والابنة والحبيبة، كلها شخصيات
تتحدث عن عمر تستطيع أي ممثلة شابة أن تؤديه، لكن لا بد لأي فنانة أن تصل
إلى عمر لا يسمح لها أن تأخذ أدواراً كهذه وبالوقت نفسه هي أصغر من أدوار
الأم والخالة والعمة فتجد أن الأدوار المتعلقة بالعمر المتوسط قليلة جداً .
·
ألا تخشين الوقوع بها في
المستقبل؟
- أكيد، وهو أمر لا بد منه كما سبق وقلت، لكني آمل أن يتغير الوضع حين أبلغ
تلك المرحلة، وأتمنى أن تكون هناك حلول لهذه المسألة .
·
شاركت في مسلسلين اتسم دورك
فيهما بالجرأة، هل ترين أن التركيز على هذه النوعية من المسلسلات يكفي لكي
تتصف الدراما السورية بالجرأة؟
- الدراما السورية جريئة، ومن الطبيعي أن يكون التعرض لهذه المواضيع جانب
من جوانب الجرأة، لكنها لا تقتصر عليه وإنما تتطرق لمواضيع أخرى لا تقل
أهمية عنه، فالجرأة كانت موجودة في مسلسل “وراء الشمس” حين تم التعرض إلى
قضية مهمة جداً في المجتمع وهي قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك الأمر
بالنسبة لمسلسل “ما ملكت أيمانكم”، والكثير من الأعمال التي تتعرض إلى أمور
منتزعة من قلب المجتمع ومن صميم المعاناة التي يعانيها المواطن، فالجرأة هي
أن تطرح أموراً لم يكن يسمح بطرحها من قبل نظراً لحالة المجتمع الذي نعيش
فيه، لذلك أكرر وأقول إن الدراما السورية جريئة بأفكارها وبمواضيعها
الحساسة التي تقدمها .
·
كيف تنظرين إلى مسألة انتشار
الفنانين السوريين للعمل في الخارج؟
- أنظر إلى الأمر على أنه أكبر دليل على القدرة الهائلة التي يمتلكها
الفنان السوري، وعلى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها، ومن المؤكد أن من
يختار ممثلاً سورياً للعمل يرى أنه مفيد جداً في مجال التسويق والمتابعة،
ومن جهة أخرى فالأمر يعود بالخير والفائدة على الطرفين من حيث إنه يشكل
فرصة كبيرة لتبادل الثقافات والخبرات.
الخليج الإماراتية في
19/01/2011
النجوم الكبار يؤدون أدواراً
صغيرة
"عائلة
أبو حرب" مسلسل يتمرد على الدراما
الأردنية
عمان - ماهر عريف:
نجح مسلسل “عائلة أبو حرب” في جمع نخبة كبيرة من أهم الأسماء الفنية
الأردنية إلى جانب أخرى سورية ضمن أدوار صغيرة غالباً محورها الرئيس فشل
أربعة أشقاء وأسرهم في خوض مشروعات تجارية، وتجارب اجتماعية غايتها تحسين
الدخل والسعي للمال .
حسب تأليف نورا عوض الدعجة ترتكز أحداث العمل الذي ينتجه عصام حجاوي
على رصد واقع الحياة اليومية المعاصرة وفق لمسة كوميدية في محاولة غير
معتادة كثيراً ضمن الدراما الأردنية المنحسرة في الإطارين البدوي والتاريخي
وأخفقت في الخروج منهما مؤخراً .
وحيث جرى تصوير بعض المشاهد بين أروقة أحد المستشفيات وداخل منازل
ومكاتب ومحال مختلفة كانت جولتنا الخاصة وهذه خلاصتها:
على سرير العلاج كان يرقد الفنان عبد الكريم القواسمي مصاباً بكدمة في
رأسه، وحوله عبير عيسي، وفؤاد الشوملي، ومحمود صايمة، وجميل براهمة، وسلمى
المصري، بهدف زيارته والتخفيف عنه، وبمجرد إطلاق المخرج مازن عجاوي إشارة
“ستوب” اقتنصنا بضع دقائق قبل إدارته حركة الكاميرا مجدداً وسألناه عن
العمل فقال: يستعرض تفاصيل العلاقات والاهتمامات ضمن أفراد الأسرة الواحدة
واختلافها عن سواها المندرجة من العائلة ذاتها وتداخل المصالح، حيث تتفاوت
أهداف الأشقاء الأربعة “حامد” و”سلامة” و”عادل” و”سالم” وزوجاتهم وأولادهم
في اقتحام مشروعات مادية ومعايشة ظروف متباينة عمادها الإخفاق غالباً .
وأضاف عجاوي: إلى جانب طرح الاصطدام بعثرات كثيرة أمام تحقيق الأحلام
وفق خطوط درامية متنوعة تمتد العلاقات إلى أطراف تعاني مشكلات ذات شأن
وتتناول قضايا التعامل مع المصاب بالإيدز واللجوء إلى الشعوذة والسقوط في
شباك النصب والاحتيال وحضور المرأة في المجتمع وظواهر متفرقة .
وتابع: تطلب التصوير تحديد نحو 70 موقعاً بينها مستشفيات وبيوت وحدائق
ومطاعم ومؤسسات رسمية وأماكن سياحية وشعبية وشوارع عامة وسواها في الأردن
لم تقيد طرح موضوعات تمس المجتمع العربي إجمالاً أما مشاركة كبار النجوم في
أدوار صغيرة فيدل على تأثيرها فعلاً في الأحداث ويمنحها ثقلاً أوضح، ولم
أواجه إطلاقاً معضلة في ترتيب الأسماء على “التترات” ولا شروطاً دقيقة
لاسيما أن تصنيف “ضيوف الشرف” الأبرز في هذا المسلسل .
وأكد عجاوي وجوب ولوج الدراما الأردنية بوابة الميدان الاجتماعي
المعاصر المفقود وعقب على محاولات متواضعة ظهرت مؤخراً: إنها تنعكس سلباً
على الحركة الفنية ولكن حين تتوفر مقومات نجاح تجربة متاحة يجب خوضها حتى
نتجاوز أنواعاً ضيّقة مطلوبة إلا أنها لا تمثل المجالات كافة والمعادلة
تعتمد على مداخل الإنتاج والإخراج والتمثيل والنص الذي يعتبر “العمود
الفقري” في تفوق نتائجها من عدمه .
وقال عبد الكريم القواسمي: أجسّد دور الأخ الأكبر “حامد” الذي ماتت
زوجته وحرص على تربية ابنه وعندما يتقاعد من وظيفته يتطلع إلى مصدر دخل آخر
ويتنقل بين مهام ميدانية منها في مستودع شركة وعمارة سكنية و”بقالة” يجانبه
توفيق إتمامها ويتعرض ذات مرة للضرب على أيدي مجهولين حتى يقنعه شقيقه
“عادل” بإيداع كافة مدخراته ضمن مشروع تجاري يجني خسائر متلاحقة ويجعله
يعود إلى نقطة الصفر في آخر العمر .
وأوضح محمود صايمة تقمّصه دور الأخ الثاني “سلامة” الذي يحفز زوجته
على بيع مصاغها من أجل الإسهام في مقر تجاري ينهار في مهده واسترسل: خطي
يمزج بين التراجيديا والكوميديا مفصله الأليم اكتشاف الأب إصابة ابنه
بالإيدز وسياقه الحيوي إطلاق “أفيهات” خفيفة تواكب مواقف يومية .
ولفت شاكر جابر إلى تقديمه الشقيق الثالث “عادل” المتطلع على الدوام
إلى ترك مهنته في قيادة مركبة نقل ثقيلة واللهاث خلف مشروعات تضع العائلة
برمتها رهن “ورطات” مستمرة تبين خطأ الإقبال على خطوات غير مدروسة والذهاب
وراء أحلام اليقظة .
وفيما باشر مجموعة من المشاركين في المسلسل إنجاز مشهد ثان قرب مكتب
استقبال المستشفى كان آخرون في قاعة الاجتماعات ضمن الطابق الثاني حيث مقر
الاستراحة وجلسات فردية وثنائية لإعادة قراءة الحوار، وركن تبديل الملابس
واستخدام الإكسسوارات المرفقة وهناك التقينا جميل براهمة أولاً فقال: أؤدي
دور الشقيق الأصغر “سالم” الذي يطمح إلى امتلاك ورشة لإصلاح السيارات،
انطلاقاً من عمله ميكانيكياً عدة سنوات، وترتكز الشخصية على مفصلين رئيسين
الأول اللجوء إلى الشعوذة ومعايشة أزمات البورصة توقاً للمال، والثاني
ارتباطه عاطفياً مع شابة مطلقة يتزوجها ويكتشف إصابته بالعقم حتى يتلمس
بوادر انفراج عقب عودته إلى هوايته القديمة في تأليف الأغنيات التي يطرحها
ابن شقيقه الأكبر، وينجب بعد رحلة طويلة مع الأدوية ومراجعة الأطباء .
وأثناء إتمام سلمى المصري “ماكياج” دورها قالت: حسب الأحداث أفقد زوجي
في سوريا وأنتقل مع ابنتي للإقامة في الأردن وأسكن في مبنى يحتضن شقة
يقطنها “حامد” ولأن ظروفهما متشابهة يتزوجها وتعيش صراعات مع زوجات أشقاء
شريك حياتها وتتواجد في جلسات دجل وسحر تنعكس سلباً عليها .
وأضافت: سعيدة جداً بعودتي للمشاركة في عمل أردني عقب انقطاع حيث حصدت
الانتشار من هنا وفق تجارب قديمة مدنية وبدوية وأتمنى أن تفتح هذه المحاولة
الباب لاستيعاب أخرى في السياق ذاته .
وعقب تعديلها غطاء رأسها التراثي تحدثت عبير عيسى بلهجة شعبية قائلة:
لأول مرة أجسد دور “فلاحة” تدعى “رافدة” وهي ثرثارة وفضولية لكنها طيبة
وتدعم زوجها “سلامة” في محل الحلويات وحرصت على إضافة متطلبات معينة شكلاً
ومضموناً للدور وفق لمسة كوميدية تلقائية .
وفور وصولها ومعها “راكورات” الشخصية التي تؤديها ذكرت سهير عودة أن
“دلال” زوجة “عادل” ضمن الأحداث سيدة طموحة وتتعامل برقة وذوق مع الجميع،
في ما لفتت سحر بشارة إلى تقديمها زوجة “سالم” عقب معاناتها مع شريك حياتها
السابق إزاء معاملته القاسية وإصابتها بأعراض “اكتئاب بعد الولادة”
والتحاقها بجمعية مختصة بقضايا المرأة .
وفي شقة قرب “إشارة الدوريات” في عمّان أنجز عبد الهادي الصباغ،
ونادرة عمران مشاهد زوجين غير متفاهمين حيث عمد إلى ضربها وسرقة مصاغها من
أجل بيعه وصرف مردوده على رغباته الضالة، وحول ذلك قال: لم أتردد في أداء
مشاهد معدودة استناداً إلى قيمة العمل وعلاقتي الطيبة بمنتجه ودعماً لتجربة
جديدة مستحقة .
أما عمران فأوضحت تصويرها بضعة مشاهد فقط أكملتها جميعها خلال يوم
واحد وعلقت: سعدت بأجواء العمل وسط توفر مقومات إنتاج مؤهلة فضلاً عن لقائي
تمثيلاً للمرة الأولى مع عبد الهادي الصباغ وتواجدي بصورة لائقة .
وضمن الأدوار الصغيرة و”ضيوف الشرف” تؤدي صبا مبارك دور متسولة تحاول
سرقة المنازل وفؤاد الشوملي صاحب “سوبر ماركت” يتزوج من ثانية ويهمل الأولى
فيما يتقمص ياسر المصري دور مدير شركة يتعرض للسرقة .
ويشارك في بطولة المسلسل حسين طبيشات مؤدياً سائق سيارة الأجرة “خشرم”
الذي يصبح مغنياً وداوود جلاجل الزوج السيئ والأب المستغل لابنه في
التسوّل، وتخوض المطربة نهاوند أولى تجاربها التمثيلية في دور زوجة منكسرة،
ويضم العمل أيضاً خالد تاجا ومنذر رياحنة ومحمد العبّادي وسهير فهد وغيرهم.
الخليج الإماراتية في
19/01/2011
عين على الفضائيات
مشاكلهم ليست "ع هوا لبنان"
مارلين سلوم
لا يحتاج إلى ضجيج كي يلفت الناس إليه، ولا توارت عنه الأضواء يوماً
أو نسيه الإعلام والجمهور كي يبحث اليوم (وكل يوم) عن وسيلة يستعيد بها
نجوميته ويقفز من خلالها إلى الصفحات الأولى . ورغم ذلك، تراه لا يهدأ ولا
يستكين، يتصرف على هواه كأن شهرته الفنية تمنحه حصانة تتيح له أن يفعل ما
يشاء، وأن يخرج عن الأصول واللياقة، وأن يهين الآخرين ويشتم ويهدد، كأن
الجمهور الذي أحبه لفنه لا يعرف أن يكرهه أو على الأقل يتخلى عنه لرداءة
أخلاقه أو طول لسانه أو مزاجيته وعصبيته .
هو فنان أغوته الشهرة فاستخدمها سلّماً يتسلقه ليعلو فوق البشر . لا
تقل إنه ابن اليوم وبالتالي هو معذور، لأن للشهرة تأثير الخمر على
المبتدئين من الفنانين، ومع مرور الوقت يتغلبون عليها ويفيقون من سكرتها،
فهو شب وشاب على المسارح وفي الصالات .
من هو؟ هو كل فنان خرج عن إطار المهنة والحدث الفني ليضع اسمه في
دائرة الصراعات والمنافسة “غير الشريفة وغير المهنية”، وكانوا كثراً خلال
العام المنصرم 2010 ومازلنا نقرأ ونسمع تداعيات “شطحاتهم” ومشاكلهم إلى
اليوم .
هذه الظاهرة موجودة في كل الدول العربية، لكن “جرعة مكثفة” أتتنا
أواخر العام من لبنان، إثر تزايد الصراعات بين مجموعة كبيرة من الفنانين من
جهة، وبين فنانين وصحافيين من جهة أخرى . ويبدو أن مهرجان الدوحة العاشر
للأغنية الذي أحب تكريم الأغنية اللبنانية ورموزها بأمسية عنوانها “ع هوا
لبنان”، بحضور مجموعة من نجوم الأغنية اللبنانية من مختلف الأعمار، كشف
الكثير مما تخبئه النفوس والوجوه خلف الابتسامات والتحيات “الرسمية”
المتبادلة، فجاءت كواليسه على غير “هوا لبنان” وشعبه .
شتم، ضرب بالصحون والكؤوس، تطاول وشجار، معركة بكل معنى الكلمة شهدها
أحد مطاعم الدوحة في ليلة اجتمع فيها الفنانون اللبنانيون الذين حضروا
لإحياء الأمسية في المهرجان وبحضور مجموعة من الصحافيين اللبنانيين . أبطال
المعركة ثلاثة، ملحم بركات وملحم زين والصحافي جمال فياض . ليس لنا أن ندخل
في التفاصيل لا سيما أنها أصبحت معروفة والزميل طوني خليفة خصص لها حلقة من
برنامجه “للنشر” . . لكن من حق كل منا أن يسأل الكبير والصغير من أهل الفن،
هل يستأهل لبنان منكم هذه الصورة التي تحملونها إلى العالم وأنتم ذاهبون في
مهمة تمثلون بلدكم فيها؟ أليس كل فنان تغنى بهويته وأنه فنان بلده الأول
والأهم والأقوى والصوت الجبلي والموسيقي العبقري والعصفور المغرد والبلبل
الشادي، وكل الصفات التي يحب أن يحملها ويطلقها الآخرون عليه، ملزم باحترام
هذه الهوية وهذا البلد الذي يمثله؟
في مثل هذه المواقف، الكل يلتفت إلى كبير الحاضرين وينتظر موقفاً
حكيماً منه، وهو ما كان يتوقعه الناس من ملحم بركات الأكبر سناً بين
الموجودين والأكبر شأناً في الفن، أن يكون الأب العاقل الذي يحتوي صغاره
ويحتضنهم ويزيل أي خلاف قديم أو جديد بينهم، لا أن يشعل الفتيل ويزيد من
تأجيج النيران ولو عن غير قصد بين صديقه فياض وملحم زين . ولم يكن مطعماً
في الدوحة هو المكان المناسب لتقديم النصح لأي فنان أو لمعاتبته بأي شكل من
الأشكال .
وفي الدوحة أيضاً، تصرف “الموسيقار” (سهواً أم عمداً) بطريقة لم تعجب
أبناء بلده وائل كفوري ونجوى كرم وشقيقتها، حين التقاهم في إحدى غرف الفندق
فسلم على نجوى وشقيقتها ومن بعدهما وائل، ثم سأل عن أقرب دورة مياه كي يغسل
يديه، ما أغضب من تلقوا سلام بركات واعتبروها إهانة كبيرة . لكن الموسيقار
برر كلامه لاحقاً وعبر إحدى الإذاعات اللبنانية بأنه لم يقصد كفوري أو كرم
بكلامه، بل إنه شعر “بالقرف” من كثرة المعجبين الذين التقاهم في الفندق
وأصروا على مصافحته وحتى تقبيله .
فعلاً أراد بركات “أن يكحلها فعماها”، وأراد أن يرضي زملاءه فإذا به
يطيح بكل جمهوره والمعجبين بتعبيره عن “قرفه” منهم . هل من الصعب أن يصون
الفنان لسانه، وأن يكون لبقاً وحريصاً على صورته واسمه مثل حرصه على شهرته
ونجوميته؟ ومن قال إن مزاجية الفنان مقبولة أو تعذر زلاته الكبيرة في كل
وقت ومكان، مهما علا شأنه وبلغت “عبقريته الفنية” مداها .
والمعروف عن بركات أنه سريع الغضب ولا يوفر الصحافة والنقاد حين ينزعج
من أقلامهم، وهو ما أدى إلى فتح جبهة أخرى بينه وبين بعض أهل الصحافة بعد
عودته من “أمسيات” الدوحة المشحونة .
طبعاً هذه الأحداث لم تكن الوحيدة في “سيرة أهل الفن” خلال العام
الماضي، بل إن معارك كثيرة دارت بين رولا وهيفاء، وداخل البيت الرحباني،
وآخرها كان بين جمهوريّ نانسي وإليسا على ال “فيسبوك”، تضمنت الكثير من
الألفاظ غير اللائقة، والسبب المباشر غير معروف ولا هو جوهري . ومهما قيل
على هذه المواقع الالكترونية ومهما كتب المدونون، إلا أن الأهم في هذه
الظاهرة أنها تحولت إلى سلاح يتلذذ البعض بمحاربة زملائه من خلاله، خصوصاً
أن كل فنان يتستر خلف “معجبيه” ويدعي أن لا يد له في ما يكتبون ويقولون،
وانتقلت مقولة “الجمهور عايز كده” من الشاشة إلى الانترنت .
نانسي طلبت من جمهورها عبر موقعها أن يكفوا عن شتم وإهانة “مواطنتها”
إليسا لأنها “بنت بلدها وفنانة محترمة”، وهي بلفتتها هذه وتدخلها تؤكد أن
الفنان قادر على الحد من المعارك الالكترونية إن شاء، وهو ما لم تفعله
إليسا التي اكتفت بالقول إن لا دخل لها بما يكتبه المعجبون وإنها شخصياً لم
تهاجم نانسي .
إحدى الدراسات الخاصة بينت أن مستوى الحوار على الشاشات العربية متدن،
وأن 70% من المشاركين في هذه البرامج لا يتحلون بآداب الحوار، لكننا نتمنى
أن تجرى دراسات حول تدني مستوى “التخاطب والحوار” بين أهل الفن، وتدني
مفهوم الزمالة والمنافسة الشريفة والحكمة في الوسط الفني، فالنتائج ستكون
مذهلة والأرقام مخيفة تدل على الانحدار الذي وصلنا إليه .
smarlyn@Hotmail.com
الخليج الإماراتية في
19/01/2011 |