تبدأ رحلة الضيف إلى استوديو إحدى القنوات، بعدما يقرأ المعد اسمه في
إحدى الصحف، أو يتابعه متحدثاً في أحد البرامج، لكن الحوار على الهواء
مباشرة يؤدي أحياناً إلى نتائج سلبية، عندما يخرج الضيف عن السيطرة،
ويتجاوز خط القناة وسياستها، ويضع الجميع في موقف حرج وفي موضع المساءلة
خصوصاً إذا وصل الأمر إلى حدود الشتائم والألفاظ المهنية والقدح .
هذا الأمر يعرض القنوات أحياناً إلى التوقف أو تلقي الإنذار الرسمي
بالإغلاق أو إيقاف البرنامج .
هل الضيف وحده مسؤول عن كلامه، أم يشاركه المسؤولية معد البرنامج الذي
لم يوضح له منذ البداية الخطوط الحمر ويحدد له النقاط التي يجب الالتزام
بها من دون إساءة لأحد أو تجاوز القيم؟ وأين دور المذيع في كبح جماح الضيف
“المنفلت” على الهواء والسيطرة على توجه البرنامج؟
هذه الأسئلة طرحناها على مجموعة من المذيعين وأهل الإعلام في هذا
التحقيق . .
يقول راشد الخرجي، مقدم برنامج البث المباشر على قناة “نور دبي”، إن
قضية انفلات الضيوف تأتي لغياب التنسيق بين أطراف ثلاثة، الضيف والمعد
والمذيع، حيث ينبغي للمعد أن يكون على دراية تامة بمن يستضيف من شخصيات
تخدم القضية التي نتناولها في الحلقة . كما ينبغي لمعد البرنامج أن يوضح
للضيف على هامش اللقاء الذي يسبق الحلقة، السياسة العامة للمحطة التي يتكلم
عبر أثيرها، لا سيما إذا كانت إحدى القنوات المحلية التي يشاهدها عدد كبير
من المشاهدين، وتعبر في كثير من الأحيان عن وجهة نظر رسمية .
ويضيف الخرجي، أن خروج الضيف عن النص يضع المذيع أمام مسؤولية كبيرة،
حيث عليه أن يكتشف طبيعة الضيف منذ اللحظات الأولى للبرنامج، حتى يعيده إلى
مسار الحوار بعيداً عن المهاترات والخروج بالحوار عن القيم الإعلامية، وهو
ما يمكن أن يعرض الضيف وأسرة البرنامج ككل للمسؤولية . كما يجب أن يضع مقدم
البرنامج نصب عينيه المشاهد أو المستمع، ويحرص على توصيل رسالة إعلامية ذات
مضمون له .
ويشير الخرجي إلى أن بعض القنوات العربية تعتمد في برامجها على سياسة
الفرقعة، وتستضيف ضيوفاً مشهورين بجذب المشاهدين إلى رؤاهم وأفكارهم
الغريبة . بل ويساعدهم في ذلك استفزاز بعض المذيعين للضيوف، ضمن برامج تسمح
بها سياسة القناة أو الإذاعة .
ويشاركه الرأي محمد الرئيس مقدم برنامج “أماسي” على تليفزيون الشارقة،
مسلطاً الضوء على أهمية اختيار الضيف من الأساس، إذ يرى أن انتقاء الضيف
الذي يخدم موضوع الحلقة، ويضيف للمشاهد معلومة لها أهمية كبيرة، وانفلات
الضيف وخروجه عن النص موجهاً ما يحلو له من رسائل على الهواء مباشرة يشكل
خطورة كبيرة على البرنامج والقناة بأكملها .
ويضيف، أجلس مع الضيف والمعد قبل الحلقة لأتعرف إليه وأكتشف شخصيته
قبل بدء الحوار . وأوضح له ملمح القضية التي سنناقشها وآخذ رأيه في عدة
نقاط حولها، كما أوضح له السياسة العامة للقناة والخطوط الحمراء التي لا
ينبغي تخطيها .
وعن المواقف التي صادفته خلال تقديمه لإحدى الحلقات يقول: فوجئت عند
استضافتي لأحد الفنانين العرب، في إحدى الأمسيات المسرحية بأنه يسهب في نقد
مسرح بلاده، والشكوى من الدعم غير الموجود والمشكلات الناجمة عن ذلك، مما
اضطرني لصياغة بعض الجمل السريعة حول أهمية المسرح كأب للفنون، بعدها طلبت
من المخرج فاضل وأثناءه أحس الفنان بخطئه وقال لي إنه تجاوز، وشكرني على
إسكاته في الوقت المناسب .
وتقول لجين عمران مقدمة برامج في (MBC)
إن من بين الضيوف من يأتي لتمرير رسائل للآخرين، ويصفي حساباته على الهواء،
متغافلاً كل ما يقال له قبل الهواء . عادةً ما يسبق الهواء جلسة قصيرة
يحضرها الضيف والمذيع والمعد، يتم فيها الترحيب بالضيف والتعرف إليه، لكن
منهم من يفوت تلك المقابلة، ويأتي إلى الاستوديو مع وقت الهواء حتى يقول ما
يريد وتحتج أن لا أحد أبلغه بالحدود المفترض عدم تجاوزها .
وتضيف لجين: التنسيق والخبرة اللتان يتمتع بهما المذيع والمخرج على
الهواء، توقف مخططات الضيف، الذي قد يعرض البرنامج والقناة للمسؤولية . فمن
خلال حركات بالوجه أو إشارة خفية باليد، يطلب من المخرج الخروج إلى فاصل
لوقف الحوار المسف أو الخارج عن النص .
وتؤكد أن الضيف لابد أن يتحمل مسؤولية كلامه، وعلى المذيع أن يعلن
بشكل واضح أن هذا الرأي يعبر عن الضيف وليس للقناة أي مسؤولية عما قاله .
هذا في حال أن يكون الحوار أو الحلقة على الهواء، بينما إذا كانت
الحلقة مسجلة، وبها بعض الآراء أو الأفكار المنافية لسياسة القناة،
فالمسؤولية تقع كلها على القائمين على البرنامج، لا سيما المخرج، الذي يشرف
على عمليات المونتاج وحذف المقتطفات التي خرج فيها الضيف عن النص .
ومن المواقف التي تعرضت لها على الهواء أثناء تقديم إحدى الفقرات
الطبية، التي كانت تتحدث عن عقم النساء والإنجاب، دخول أحد المتصلين في
مداخلة تلفونية على الهواء، لينتقد ملابسي وعدم ارتدائي الحجاب بطريقة فظة
وساخرة . وعلى الرغم من شعور البعض من حولي بالحرج، لكني في هذا الوقت كنت
أفكر في إخراجه من الهواء بشكل حرفي، وقلت له، إن هذا الحلقة مخصصة لمناقشة
عقم النساء، وسنناقش عقم الرجال في حلقات أخرى مقبلة .
وفي تعليقها على شطط الضيوف داخل الاستوديو، قالت سهام الشريف مقدمة
برامج بتلفزيون الشارقة، أن تلك القضية سببها المباشر هو عدم التعرف إلى
الضيف بشكل صحيح . فمن خلال خبرتها المهنية تكتشف من اللحظات الأولى شخصية
الضيف، لا سيما في حال تبديل الضيف المدروس والمتفق عليه في اللحظات
الأخيرة .
وتصنف الشريف أنواع الضيوف الذين صادفتهم إلى سبعة أنواع، أولها الضيف
الثرثار، الذي لا يسكت إذا أعطي المجال للكلام، وهو غالباً ما يكون من
الأكاديميين الذين يتحدثون وكأنهم في ندوة أو محاضرة طلابية . لذلك لابد
للمذيع السيطرة عليه لأنه يقضي على متعة الحوار ويأخذ حق الآخرين، في حال
كانت الحلقة متعددة الفقرات .
أما النوع الثاني فهو النوع المستغل أو المتذاكي، وهو نوع خطير من
الضيوف يأتي بأهداف برأسه، لا يفصح عنها إلا على الهواء مباشرة . وعلى
الرغم من الاتفاق معه قبل الهواء على طبيعة البرنامج، وتحديد الأسئلة أو
النقاط التي يتحدث فيها . إلا أننا نفاجأ بشخصية خبيثة مختلفة عما جلسنا
معها قبل الهواء . وعلى العكس من ذلك الضيف هناك الضيف المتوتر، الذي أراه
فاهماً ومتحدثاّ وجذاباً لكنه يصاب بفوبيا الكاميرا، مما يجعلني أبتسم في
وجهه باستمرار لتهدئته . ليتمالك أعصابه ويسمع ما أقوله له من أسئلة .
ومن بين الضيوف الضيف المزعج، المستعرض والمعتاد على الشهرة وزيارة
الاستوديوهات، فمنهم من يأتي للتعليق على الديكور أنه غير مناسب . ويعدل
بعضهم على المخرج ويختار زاوية التصوير الخاصة به، ووصل الأمر بالبعض إلى
حد السخرية من المذيع والتعديل عليه أمام الجمهور .
وتضيف الشريف إلى أن من بين الضيوف ما يسمى بالضيف الخاوي، وهو ما لم
يتم دراسته جيداً من جانب المعد، والضيف البديل، الذي يأتي لسد شاغر الضيف
المعتذر في آخر اللحظات .
ومن الضيوف ما تسميه بالضيف المهم جداً، وهو عادة ما يكون مسؤولاً
كبيراً، يلتف حوله الكثير ويعامله معاملة خاصة . مما يجعل اللقاء يسبقه
الكثير من المبالغات، التي تضفي التوتر على المذيع والضيف في الوقت نفسه،
ولا يكون هناك فرصة للمذيع كي يبدع، ولا الضيف كي يعطي كل ما عنده .
أما النوع الأخير من الضيوف فأسمته بالنوع “البارد” غير المتفاعل، وهو
غالباً ما يكون من المختصين الذين يجيبون باختصار على السؤال المطروح عليهم
. وعلى الرغم من كل المحاولات التي أقوم بها لتحريكه للإضافة، إلا أنه لا
يتكلم كلمة واحدة .
وتقول فاطمة الهندي، مقدمة برنامج “كيف الصحة” في تلفزيون أبو ظبي،
أنه على الرغم من عدم حدوث مثل هذه التصرفات معها، إلا أنها حريصة على أن
تعد لبرنامجها قبل الخروج على الهواء بشكل جيد . تفادياً لتلك المهاترات،
إذ تحرص هي وفريق إعداد البرنامج على إيصال الأسئلة للضيف بوقت كاف، حتى
يتمكن من تجهيز نفسه، لتجنب الشطط وعدم إيجاد ألفاظ أو حتى محاور للنقاش .
وهو ما يعطي له مجالاً أوسع لحرية انتقاء المادة التي يراها مفيدة
للبرنامج، كما يمنحه الحق في تغيير بعض الأسئلة ومناقشة فريق البرنامج فيها
قبل أن تدور الكاميرا . ومن ثم يتم مراجعة كل النقاط والأسئلة والردود .
وتضيف الهندي: وعلى الرغم من ذلك التجهيز إلا أن المذيع قد يوضع على
الهواء في مواقف محرجة، وهي غالباً ما تكون من المداخلات الهاتفية، والتي
لا يعرف فيها هوية المتصل ولا درجة ثقافته، وهو ما يجعل هناك مجالاً للوقوع
في أخطاء، أو وضع البرنامج والمذيع في مأزق .
وهو ما يتطلب سيطرة المذيع على الهواء، وأن يكون أقوى من الضيف وأقوى
من المتصل، ويحتوي بسرعة بديهته أيه هفوات صغيرة، ولا يترك المجال لها أن
تكبر على الهواء .
وعن فكرة استفزاز المذيع للضيف حتى يخطئ ويتجاوز تضيف: هناك برامج
تقوم على “الشو” والدعاية للقناة، بهدف إحداث رأي عام حولها . وهي برامج
تسمح بها سياسة بعض القنوات، وضيوفها أصبحوا معروفين بالخروج من الاستوديو
على الهواء، ثم العودة في مسرحية مل منها المشاهدون، وفطنوا إليها مؤخراً
.
ويتفق معها حسن يعقوب، معد ومقدم برامج بإذاعة الشارقة، من أن الإعداد
الجيد للبرنامج عبر هواء الإذاعة أو التلفزيون، هو من يضمن أو يقلص إلى حد
كبير مفاجآت الضيوف على الهواء .
وعلى الرغم من المحاذير التي يبعد عنها هو كمعد ومقدم برامج، إلا أن
الأمر لا يخلو من مفاجآت على الهواء عبر المداخلات الهاتفية، من طرح بعض
القضايا الشائكة، التي تبعد كل البعد عن المعالجات الإعلامية .
ويضيف يعقوب إلى أن الأمر في الإذاعة أكثر حرية عنه في التلفاز، إذ
يتسنى له داخل الأستوديو الإذاعي الإشارة إلى المخرج بشكل مباشر لقطع
الاتصال، أو الخروج إلى فاصل حتى يتم تجاوز الضيف المصر على إقحامنا في
موضوعات شائكة، أو تخالف سياسة الإذاعة .
وبينما يرفض يعقوب قطع مداخلة الضيف الهاتفية على الهواء، ومحاولة
إقناعه بالفكرة، أو أن الموضوع الذي يبغي إقحامه على الهواء، ليس مناسباً
أو حتى ممنوع طرحه إعلامياً، إلا أنه يضطر هو ومخرج البرنامج إلى ذلك .
ولكن بشكل محترف يلجأ إليه بعض المخرجين، إذ يقومون بتسجيل صوت الخط
المقطوع، وإذاعته بعد قطع الاتصال لإقناع المستمعين ان الخط قطع، ويقول
المذيع أنهم حاولوا الاتصال به مرة أخرى .
الخليج الإماراتية في
12/01/2011
يستقي أحداثه من الواقع الاجتماعي
المعاصر
"شوية
أمل" وسائل إنسانية من أسرة
خليجية
الكويت - “الخليج”:
عن تفاصيل الحياة اليومية التي تواجه الأسرة الخليجية تدور أحداث
مسلسل
“شوية
أمل”
للمخرج البحريني علي العلي، تأليف حسين المهدي، وقد بدأ تصويره في البحرين
بحضور أبطاله محمد المنصور، ومبارك الخميس، وزهرة عرفات، ومرام، الذي
التقيناهم أثناء التصوير في هذه الجولة .
يلامس المسلسل كما يؤكد مؤلفه ومخرجه الأحداث اليومية بكل تفاصيلها
الصغيرة، التي يمكن أن تواجه أي أسرة في الكويت أو البحرين أو قطر أو أي
دولة خليجية أخرى، وذلك بشيء من الواقعية .
عن دوره في المسلسل يقول الفنان محمد المنصور: من الصعب الكشف عن
تفاصيل دوري، لكنه عن شخصية فالح التي تحمل كثيراً من المفاجآت للجمهور .
وأضاف أن العمل شده بما فيه من تقسيمات درامية تتميز بالواقعية البسيطة
البعيدة عن التعقيد .
وأوضح المنصور أن عنوان المسلسل
“شوية
أمل”
يحمل معاني كثيرة عن فكرة الإحساس بالأمل، وكيف يمكن للإنسان أن يصل إليه،
وكيف يحرم أُناس منه، كما يتضمن عدداً من الرسائل الإنسانية، أهمها:
الأنانية، وحب السيطرة، والمال، والجشع، والطمع، وتأثيراتها في المعاملات
في المجتمع .
وعن عودته إلى العمل في البحرين بعد سنوات، أكد المنصور أن
“البحرين لا توصف إلا بالخير والمحبة
والكرم، وتربطني بها علاقات طيبة، وذكريات جميلة في أعمال درامية ك
“نيران” و”ريح
الشمال”،
وحتى الأعمال الخليجية التي أخرجها بحرينيون مثل
“زوارة خميس” تذكرني بها .
ويرى المنصور أن الدراما الخليجية بشكل عام والكويتية بشكل خاص اكتسبت
خصوصية وحققت تميزاً في السنوات الأخيرة وفرضت نفسها بقوة على الفضائيات،
واستطاعت منافسة الدراما المصرية والسورية عن طريق تنوع موضوعاتها وتنقلها
بين الاجتماعي والتراثي، موضحاً أنها مليئة بالكفاءات في كل المجالات
وينقصها بعض الدعم وتوفر العناصر الأساسية لصناعة الدراما مثل الاستوديوهات
وأماكن التصوير، متمنياً إنشاء مدينة تصوير عملاقة على غرار مدينة الإنتاج
الإعلامي في مصر تستوعب هذا الإنتاج الكبير .
وأكد المنصور أن توقيت عرض المسلسل لم يعد بالأهمية نفسها التي كان
عليها في الماضي، لأن المسلسل الجيد يفرض نفسه أياً كان وقت عرضه، فضلاً عن
أن زيادة عدد الفضائيات أسهمت في إعادة عرض المسلسلات على أكثر من قناة وهو
ما يزيد نسبة المشاهدة .
من جانبها أبدت الفنانة زهرة عرفات سعادتها للمشاركة في عمل تنتجه جهة
بحرينية، مشيرة إلى أنها عندما عرفت أن علي العلي هو المخرج لم تترد في
قبول الدور، لأنها تتابع أعماله، وتميزه في التركيز على التفاصيل، وهذا ما
تفضله .
وعن شخصيتها في العمل قالت عرفات:
“إنها
تجسد دور
“هاجر”،
وهي شخصية حافلة بالتفاصيل الكثيرة”، موضحة أن العلي عندما أسند إليها الدور طلب منها توصيل حالة متناقضة
عند الناس، بين التعاطف والكره، معتبرها من الشخصيات المحيرة في العمل .
وتؤكد زهرة أن العمل في البحرين مثل الكويت مثل بقية دول الخليج، وترى
أن محددات قبولها أو رفضها لأي دور يعتمد على أهمية وتأثير الشخصية التي
تقدمها في الأحداث بغض النظر عن مساحتها، والأهم أن تضيف إلى رصيدها الفني
وتقدم شيئاً جديداً ومختلفاً عما قدمته من قبل .
وحول ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض مسلسلها الرمضاني
“تصانيف”، وهو من تأليف وبطولة الفنان القطري غانم السليطي، وإخراج محمد
العوالي، قالت زهرة عرفات: ردود أفعال جيدة للغاية، وأنا راضية عنها .
مشيرة إلى أن ظهورها بمستوى كبير من النضج في المسلسل يعود إلى وعيها
الثقافي وتراكم خبراتها الفنية، من خلال عملها في التقديم التلفزيوني،
ومشاركتها لكبار النجوم في أعمالها الدرامية .
وفيما يتردد عن تلقيها عروضاً فنية للاشتراك في الدراما المصرية في
إطار التعاون العربي الحاصل الآن بين نجوم سورية والخليج ومصر، قالت عرفات:
لا أمانع في الاشتراك بالدراما المصرية، شرط أن يكون العمل مناسباً لي،
ولكن لم تأتني عروض حتى الآن في هذا الإطار، ومن المهم أن يظهر الفنان
الخليجي بشكل يليق بمكانته، لأنه في هذه الحالة يعتبر سفيرا لبلاده .
من جهته أكد الفنان مبارك الخميس أن دور الأب في
“شوية أمل” يختلف عنه في
“على
موتها أغني”،
موضحاً أنه يتميز في العمل الجديد بأنه أب سلبي لدرجة تصل إلى محاولة قتل
ابنته للتخلص منها ومن مشكلاتها، بدلاً من وضع حد لها .
وعن اختفاء أدوار الشر التي كان يجسدها، أوضح أن هذه فترة كان الغالب
فيها تجسيده لمثل هذه الأدوار، كما في مسلسل
“هدوء
وعواصف”
و”بقايا
رماد”،
مع المخرج جمال الشويع وهو من الأدوار التي يعتز بها .
أما ضيفة الشرف في العمل فهي الفنانة، مرام، التي تحدثت قائلة: أظهر
في الحلقات العشر الأولى باسم
“حصة”،
وأجسد أخت البطلة
“هاجر”
(زهرة عرفات)، مضيفة: إنها السبب في مأساتها التي تعيشها بسبب الغيرة
الموجودة في تصرفاتها وشخصيتها . وأوضحت مرام أن قصة العمل رومانسية
اجتماعية وتعالج العديد من القضايا التي تهم المرأة، مشيرة إلى أن شخصيتها
في
“شوية أمل” تختلف تماماً عنها في
“زوارة
خميس”،
فهي هنا سليطة اللسان، ولديها جانب من الشر في شخصيتها، أما في
“زوارة” فكانت فضولية وتعيش حياة اجتماعية مختلفة .
وأكدت مرام أنها لم تبتعد عن الغناء لكن مشكلاتها مع
“روتانا” أخرت تقدمها في هذا المجال والذي عوضته بنجاحات كبيرة حققتها في مجال
التمثيل، موضحة أنها تعد لعدة أعمال غنائية في المرحلة المقبلة، كما تقرأ
عدة سيناريوهات لشهر رمضان المقبل، دون أن تختار العمل الذي ستوافق عليه .
وقالت مرام إنها تفضل التنوع في تقديم الشخصيات حتى لا يتم حصرها في
شكل معين، لذلك ترحب بأي دور يقدمها بشكل مختلف، متذكرة كل النجوم الذين
وقفوا إلى جوارها وساندوها حتى تحقق هذا النجاح في مجال التمثيل .
وأضافت إنها لا تخشى تقديم شخصية شريرة بل على العكس تفضل الشخصيات
البعيدة عن شخصيتها الحقيقية لأن بها نوعاً من التحدي تبحث عنه دائماً
لتطوير أدواتها كممثلة، موضحة أن قبولها دور شرف في المسلسل لا يعني أن
شخصيتها مهمة بل على العكس هي محور أحداث كثيرة وهي لا تبحث عن المساحة
بقدر ما تبحث عن التميز، مؤكدة أن الفنان الجيد يستطيع أن يلفت الانتباه
إليه من مشهد واحد فقط .
من جانبه، أكد كاتب العمل، حسين المهدي، أن القضية الأساسية التي تدور
حولها أحداث
“شوية
أمل”
هي قضية العاطفة وقوتها، وما تؤدي إليه من شكوك، وحياة زوجية تتخللها
الخيانة والعواطف الكاذبة، مشيراً إلى خيوط درامية أخرى في العمل تلتقي
معها لا يمكن كشفها الآن، مؤكداً أنها تقدم في إطار جديد على الدراما
الخليجية .
وأضاف المهدي: إن الرسالة المتضمنة في العمل هي الأمل، وكيف يمكن
للإنسان أنّ يعيشه بصرف النظر عن طبقته الاجتماعية والاقتصادية، فهناك من
يعيشون في رفاهية ولكن لا يشعرون بالأمل في أي شيء والعكس .
وفي السياق ذاته، أكد المخرج علي العلي، أن المسلسل يحكي أحداثاً
يومية لأسرة خليجية، ويلامس الواقع والقضايا الاجتماعية المتعلقة بها،
مشيراً إلى أن الواقعية في هذا العمل والتركيز على التفاصيل هي أفضل ما
يميزه .
وأوضح العلي أن الكاتب أصر على نقل المشاهد إلى واقع هذه الأسرة، وما
تعيشه من أحداث يومية حافلة بالعواطف والانفعالات، وما ينتج عنها من تغيرات
في حياتهم سواء للأسوأ أو للأفضل.
الخليج الإماراتية في
12/01/2011
عين على الفضائيات
تلفزيون "ولاد مصر"
مارلين سلوم
يعبث بالهواء كيفما يشاء، يغني ويرقص على هواه، يخرج عن الأصول
والحدود حيناً ويغرد خارج أسراب المجتمع حيناً، لكنه
“ساعة
الجد”
يعود إلى أهله وبيئته متمسكاً برسالته وحريصاً على أداء واجبه على أكمل وجه
.
هكذا يتعامل التلفزيون مع وظيفته الإعلامية، فيحولها أحياناً إلى
وسيلة للتسلية وملء الفراغ بكل أشكال اللعب والترفيه، ويستغلها للتجارة
وللتأثير بعقول الناس وعواطفهم وغرائزهم، ولا بأس في سبيل ذلك إن استخدم
الابتذال شكلاً ولفظاً . وأحياناً قليلة يلتزم بالواجب المهني فيقدم جرعات
من البرامج الجادة والتي تعتمد على الحوارات والتحقيقات الواقعية المهمة .
في المحن الكبرى، يعرف أصحاب القنوات والمسؤولون عن الإعلام المرئي،
كيف يضعونه على سكة الأحداث ليؤدي واجبه الوطني والاجتماعي على أكمل وجه،
وكأنهم يلبسونه زيه الرسمي الذي يحتم عليه أن يتحدث باسم كل الناس، وأن
يحكم العقل ويسعى إلى توحيد أهله وتوعيتهم بكل القيم الإنسانية، فيحرك فيهم
المشاعر النبيلة ويعمق وحدة صفوفهم .
هذا الكلام ينطبق على ما شاهدناه ليل الخميس الماضي على الشاشات
المصرية، لكنه ليس محصوراً بها، بل سبق أن تجسد في كل الفضائيات العربية،
التي تتفرق دائماً وتجتمع نادراً لتلبي نداء إنسانياً ولتؤدي دوراً فاعلاً
في مجتمعاتها . ففي ليلة الاحتفال بميلاد السيد المسيح، توحد البث الفضائي
واجتمع مقدمو برامج ال
“توك
شو”
من مختلف القنوات الرسمية والخاصة، ليقدموا أمسية خاصة أطلقوا عليها اسم
“المصريون”
من أمام ساحة الكاتدرائية المرقسية في العباسية . باللباس الأسود أعلنوا
الحداد والتضامن مع أهل الإسكندرية بل أهل مصر جميعاً . وشكل المذيعون
ثنائيات لاستقبال الضيوف في فقرات متتالية مترابطة، محورها واحد:
“تفجير كنيسة القديسين”،
ورسالتها موحدة:
“وحدة
الشعب المصري الهلال مع الصليب” .
لفتة مؤثرة وموفقة وناجحة، رغم الانتقادات التي أبداها البعض من أن
“الشاشة فقدت تنوعها في هذه الليلة، وأن
المشاهد كان ملزماً بمتابعة برنامج واحد لأكثر من ثلاث ساعات وعبر 7 قنوات”
. فلا بأس إن سمعنا صوتاً واحداً ولبست كل الوجوه نفس الملامح في يوم يحزن
فيه الوطن ويبكي على أبناء أبرياء استشهدوا في أرض مسالمة . وإذا لم تعبر
القنوات عن وحدة الشعب وتلاحمه يوم تغلغل العدو بين أبنائه ليفرق بينهم
ويزرع الفتن والأحقاد في نفوسهم، فما فائدتها؟
ليس كثيراً أن نتسمر على مقاعدنا (من كل الجنسيات العربية) لثلاث
ساعات ونصف الساعة، ونحن نتابع توافد
“أولاد
مصر”
على ساحة الكاتدرائية، ليقولوا كلمتهم ويعلنوا تضامن وتماسك شعبهم ومن
بعدها ينتقلون إلى داخل الكاتدرائية للمشاركة في قداس الميلاد . محمود سعد
ومنى الشاذلي ومعتز الدمرداش ورولا خرسا وخيري رمضان وغيرهم من أشهر
المذيعين، استضافوا عادل إمام ويسرا وهاني رمزي وأشرف زكي ووزير المالية
يوسف بطرس غالي ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد وآخرين . . كل منهم عبر عن
مشاعره وأبدى رأيه في الخطوات العملية التي يجب أن تتخذ تفادياً للوقوع في
فخ الصراع الطائفي والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد .
ليست المرة الأولى التي يتوحد فيها البث التلفزيوني بين مجموعة من
القنوات في بلد عربي، ولا المرة الأولى التي تتم فيها استضافة نجوم
وإعلاميين وسياسيين من أرض الحدث للتضامن مع أهل ضحايا، كما سبق أن شاهدنا
في لبنان، وكما درجت التلفزيونات المحلية في الإمارات أن تتضامن من أجل
فلسطين ومن أجل جمع التبرعات للأعمال الإنسانية . لكنها المرة الأولى التي
تتحد فيها الشاشات ليقدم أشهر مذيعيها برنامجاً حوارياً من أرض الحدث،
ولإبلاغ رسالة وطنية وإنسانية واجتماعية، للمشاهدين وللعدو أيضاً، بأن
المحنة جمعتهم ولم تفرقهم .
اللافت أيضاً، أن البرنامج الذي قدم صورة جميلة عن روح أبناء مصر، كشف
لنا براعة هؤلاء المذيعين (أو أغلبيتهم) في منح البرنامج روحاً واحدة، فأتت
الفقرات متجانسة متواصلة، وكأن مقدمها ومعدها شخص واحد . وهنا لا بد من
الإشارة إلى أن ختام البرنامج جاء مميزاً أيضاً ويتضمن لفتة تستحق الثناء
والإشادة، حيث كتب في تتر الختام،
“المصريون”
إعداد وتقديم
“ولاد
مصر”
.
طبعاً في الأيام السوداء، تختلف وسائل تعبير النجوم والفنانين عن
تعاطفهم مع أهل بلدهم، فبعضهم يتوجه فوراً إلى أعمال الخير ويقصد
المستشفيات لزيارة المصابين، كما فعل خالد أبو النجا بعيداً عن الكاميرات،
بينما يسارع البعض الآخر، وللأسف هم الأغلبية، إلى البحث عن كلمات تكتب
وتلحن في ساعة، ليغنيها ويوزعها على الشاشات والإذاعات . ظاهرة سبق أن
شاهدناها مراراً في لبنان أيام المجازر والاعتداءات
“الإسرائيلية”،
وها هي تتكرر في مصر بعد انفجار كنيسة
“القديسين”
حيث سارع مغنون إلى تقديم أغانٍ تتلاءم مع الحدث . مجد القاسم يدعو زملاءه
لمشاركته في
“أوبريت”
من تأليفه وألحانه، وعمرو مصطفى قيل أنه صاحب
“أسرع أغنية” ظهرت بعد الجريمة، وتامر وحكيم وآخرون غنوا، وشذى طلبت من معجبيها
على موقع
“فيسبوك”
تزويدها بكلمات لتغنيها قريباً .
هو نوع من التضامن، إلا أنه لن يفيد شعباً يواجه إرهاباً يسعى إلى
تفتيت وحدته وشرذمة شعبه . لن يغني المحزونون فوق قبور شهدائهم، ولن يحمل
المواطنون الآخرون هذه الأغاني فوق أكتافهم كبندقية يحاربون بها عدوهم .
هناك أنواع تضامنية أخرى رأيناها عبر الانترنت حيث كان الوسيلة الأكثر
رواجاً وتعبيراً عن آراء كل العرب وليس المصريين فقط . كما هناك أشكال فنية
للمشاركة، من الضروري التفكير بها وبعمق من أجل خدمة القضية وتخليد ذكرى
هذه المجزرة، خصوصاً أن الاسكندرية غالية على قلوب كل الممثلين والكتاب
والمخرجين والمنتجين . احتضنتهم وفتحت أبوابها لهم ليصوروا فيها أجمل
مسلسلاتهم وأفلامهم . ألا تستحق منهم اليوم
“ملحمة” درامية جدية ناجحة بكل المقاييس، لتبين للعالم كيف أن الاسكندرية
احتضنت منذ زمن كل أبنائها بكل طوائفهم وميولهم، ولم تسأل يوماً القادمين
إليها عن دينهم أو عقائدهم ومعتقداتهم، فلماذا يسألون عن دين أبنائها
ليفرقوا بينهم بالدم؟
في المحن الكل بلا هوية، تسقط الأنا فيلبس كل منا جسد المصاب ويتقمص
روحه . في المحن تسقط الهوية وتتبخر الأسماء، لأن المصاب هو الوطن .
smarlyn@Hotmail.com
الخليج الإماراتية في
12/01/2011 |