ماذا يعني حينما يكون اسم النجمة جوليا روبرتز، مقرونا
بأعلى الإيرادات، فقد تجاوزت عوائد أفلامها في الفترة من 1990 حتى 2004،
مبلغ 2،5 مليار دولار، نعم «مليارين ونصف المليار دولار»، وهو ما يعادل
ميزانية عدد من الدول الافريقية مجتمعة!
فقد لان تلك الاعمال تحمل اسم جوليا روبرتز، التي استطاعت
ان تحقق نجاحا جماهيريا لافتا، بالذات، في تجربتها مع فيلم «امرأة جميلة»
1990، الذي شكل نقلة سينمائية وحقق لها النجومية المطلقة، في وقت لم تكن
تتوقع فيه ان تصبح نجمة.
ولدت جوليا فيونا روبرتز في 28 اكتوبر 1976 في اطلنطا -
جورجينا، لتصبح لاحقا احدى اهم نجمات السينما الأميركية والعالمية.
والدتها هي بيتي لو، ووالدها والترجرادي روبرتز وهي من اصول
اسكوتلندية - أيرلندية ولزية ألمانية سويدية مشتركة من ناحية الوالدين.
في أسرتها عدد من النجوم، من بينهم شقيقتها ايرك روبرتز
وابنة عمها ايما روبرتز.
والدها عملا في التمثيل لفترة قصيرة، بل ان لقاءهما تم
اثناء التمثيل، واسسا لاحقا ورشة خاصة بالكتابة والتمثيل خاصة بالاطفال في
اطلنطا.
عاشت جوليا في سيميرنا والتحقت بمدرسة فيتزجدالد ثم كامبيل
هاي سكول، حيث انفصلت والدتها عن والدها لترتبط مع ميشيل موتس، في عام 1972
ليتوفى والدها لاحقا عام 1976 بمرض السرطان.
بعد انتهائها من المرحلة الثانوية، بدأت جوليا بتلقي دروس
في التمثيل، ثم وقعت عقدا مع احدى وكالات العارضات.
اول اعمالها السينمائية كان فيلم «ستسفكشن 1988 امام ليام
بنسون، ثم قدمت دورا صغيرا الى جوار شقيقتها ايرك في فيلم «بلودرود حيث كان
لها في الفيلم كلمتان فقط.
ثم يأتي دورها في فيلم «بتسا سيتكس» 1988 الذي حقق نجاحا
ايجابيا، ثم دورا آخر في الجزء الرابع من سلسلة «ميامي فيس» 1989.
وفي عام 1989 قدمت دورها في فيلم «ستيل مانفولياس» (سلسلة
منغولية) وعنه ترشحت للمرة الاولى للاوسكار كأفضل ممثلة مساعدة، وفازت
بجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة مساعدة.
في عام 1990 تأتي الفقرة الكبرى والاهم حينما وقفت امام
ريتشارد غير في فيلم «امرأة جميلة» علما بان هذا الدور ترشحت له ممثلات عدة
ومنهن ميشيل فيفر دميج ربان وديرل هنا، الا ان ريتشارد غير حسم الموقف
لصالحها، لتفوز بترشيحها الثاني للاوسكار وليحصد الفيلم اعلى ايرادات في
ذلك العام.
الانجاز الثاني على صعيد الدخل، كان من خلال فيلم «النوم مع
العدد» امام باتريك بيرجين.
بعدها بدأت رحلة النجومية والشهرة والمال، لتشارك في فيلم «هوك»
لستيفن سبيلبرغ» 1991، ثم دور الممرضة في فيلم «الموت شابا» ثم فيلم
«اللاعب» مع المخرج روبرت التمان 1992.
وتمضي المسيرة والنجاحات، حيث فيلم «ملخص القلق» مع دينزل
واشنطن.
ثم فيلم «مايكل كولنيز» أمام ليام ينسون من جديد 1996،
وفيلم «ماري ريلي» استيفن فدبرز، ثم القفزة التجارية مع فيلم «زفاف صديقتي
المفضلة» 1997، وفيلم «نوتنج هيل» امام هبوغرانت» 1999، وفي ذات العام خدمت
فيلم «العروس الهاربة» مع ريتشارد غير.
في عام 2001، حصدت جائزة الاوسكار كأفضل ممثلة عن دورها في
فيلم «ايرين بروجوفيتش» حيث دور المحامية.
بعد ذلك النجاح، قدمت الفيلم الكوميدي «اميركا سويت هارتوتز»
مع بيلي كريستال وجون كوزاك، وكاترين زينتاجونز.
وفي عام 2001 قدمت الجزء الأول من سلسلة «أوشن اليفن» مع
اهم نجوم هوليوود بقيادة المخرج ستيفن سوديبرغ، وحقق الفيلم 450 مليون
دولار في ذلك العام.
وتعود مجددا لتقديم الجزء الثاني من تلك السلسلة بعنوان «روشن
توليف» ثم الجزء الثالث بعنوان «اوشن ثرتين» 2007.
وتتواصل النجاحات والعوائد السينمائية الكبرى، التي رسخت
حضورها كواحدة من اهم نجمات هوليوود، واكثرهن حضورا وقوة.
بل انها مع ستيفن سبيلبرغ وتوم هانكس يمثلون الثلاثي
الأقوى، والاكثر تأثيرا في هوليوود، وافلامهم هي الاعلى والاكثر دخلا.
ويتوقع ان يكون الاجمالي للدخل الخاص بأفلامها قد تجاوز
الثلاثة مليارات دولار، وهذا ما يشكل رقما من الصعب بلوغه لربما خلال
السنوات العشر المقبلة من تاريخ النجوم والسينما، بالذات على الصعيد
النسائي.
في الجانب الشخصي، ارتبطت جوليا بعدة علاقات عاطفية خلال
مشوارها، مع كل من جينسون باتريك وليام بنسون ودبلان مكدريموت وماثيوبيري،
كما خطبت من قبل كيفير ساثر لاند وقد انفصلا عن بعضهما قبيل يوم واحد من
زواجهما الرسمي.
تزوجت رسميا من المطرب الشعبي ليلي لوفيث، لتنفصل عنه في
مارس 1995، بعدها بدأت بالظهور الي جوار الممثل بنجامين برات.
ثم جاء ارتباطها مع زوجها الحالي المصور دانييل مودور اثناء
تصوير فيلم «المكسيكي»، وقد انجبت منه ثلاثة اطفال هم التوأم هازيل باترسيا
وودورو فينوس 2004، ثم هنري 2007.
وعلى الصعيد الشخصي، فان جوليا تقضي الكثير من وقتها للعمل
مع منظمة «اليونيسيف» حيث تخصص جميع دخلها الخاص بالاعلانات الى
«اليونيسيف» وعدد من المنظمات الخيرية.
وضمن جدولها السنوي، هنالك فترة ثلاثة اسابيع تتفرغ بها
كليا للاعمال والمشاريع الخيرية وايضا تنفيذ الجدول الخاص بزيارتها لصالح
منظمة اليونيسيف التي تعتبرها من اكثر النجوم حرصا على ان تقرن اعمالها
الخيرية بالابتعاد عن الضوء والاعلام.
حتى العام 2005 كانت الصحف السينمائية المتخصصة، مثل
هوليوود ريبوتر وفاريتي تشيران الى ان اجرها تجاوز حاجز العشرين مليون
دولار عن التمثيل، دون الاستشارات والمشاركة في الانتاج، ولكن بعد ذلك
تعتقد بان الرقم ذهب الى ما هو ابعد من ذلك دون الاشارة الى الرقم الحقيقي
ولهذا تبدو مقلة بحيث تقدم فيلما واحدا في العام بنجاح منها ستة اسابيع من
التصوير وقبله عام كامل من التحضير.
تميل جوليا الى الشخصيات ذات البعد الانساني والفلسفي، ولكن
في اطار شخصيات تبدو للوهلة الاولى مسطحة، ومفرغة ولكن حينما تذهب الى
التحليل تكتشف العمق والقيمة، كما هو فيلم «امرأة جميلة» الذي كشف عن موهبة
فنية عالية المستوى، رسخ حضورها على قمة هرم الممثلات في هوليوود.
النهار الكويتية في
15/07/2013 |