الأصول الفنية الحقيقية للنجمة الاميركية كيم بانسجر جعلتها
تنتبه في مرحلة مبكرة من مشوارها الفني الى اللعبة التي تمارسها هوليوود مع
الجميلات فكان ان راحت كيم ترفض التحول الى مجرد دمية جميلة، رغم الاغراءات
والعروض والافلام التي راحت تزدحم بها شقتها ومكتب وكيل أعمالها.
لقد كان في امكان كيم باسنجر ان تتحول الى مارين مونرو
جديدة، لكنها ظلت دائما تذهب الى الشخصيات التي تقدمها من منظور يحمل القيم
بعيدا عن الاغراءات والاثارة او العري، وقد تكون هناك بعض الهفوات في
مسيرتها الا انها راحت تبحث عن الجديد الذي يحقق الاضافة والذي يبعدها عن
مفردات اللعبة.
ولدت كيم باسنجر في ولاية جورجيا في مدينة ابثنار والدها
الموسيقار دون باسنجر الذي يعمل مدير فرقة موسيقية كبيرة، ووالدتها آن
باسنجر ظلت تعمل لسنوات طويلة في
أفلام السباحة الاميركية الشهيرة «استر وليامز».
أصولها كما قالت في كتاب حمل توقيعها انها تعود الى أصول
ألمانية سويدية وشيروكي (وهي احدى القبائل من الهنود الحمر في أميركا).
من مواليد 8 ديسمبر 1953، عملت ممثلة ومطربة وايضا عارضة
أزياء، وفي رصيدها العديد من الاعمال السينمائية المهمة.
وقد عرفت كيم بخجلها الجم خلال فترة طفولتها وصباها، وهذا
الخجل جعلها تعيش حالة من الوحدة في المراحل الدراسية الابتدائية والثانوية
رغم جمالها.
درست الباليه في مرحلة مبكرة من شبابها ثم عملت في المسرح
المدرسي ومن هناك تحولت للعمل كموديل، حتى فازت بلقب ملكة جمال جورجينا
لتحصل على عقد عمل مع احدى الوكالات المتخصصة في عالم الموضة.
لكنها فضلت ان تواصل دراستها في التمثيل في جامعة جورجيا
ومنها انتقلت الى نيويورك للدراسة والعمل كموديل حتى وصل اجرها الى 1000
دولار في اليوم، الا انها ظلت لا تحب مهنة الموديل، وان تتحول الى مجرد
دمية ترتدي وتخلع الملابس وتقف امام كاميرات المصورين طيلة الوقت.
وهنا تقول في كتابها ذاته: «كنت أشعر بالصدفة وأنا انتقل من
موقع الى آخر، وأشعر بأنني تحولت الى سلعة».
في السبعينيات ظهرت كيم على أغلفة كبريات الصحف والمجلات
المتخصصة، كما كانت توزع نشاطها بين العمل كموديل والتمثيل في نايت بروهود
بلاي هاوس وايضا كمطربة في نادي غرين دوش فيلغ.
في عام 1976 قررت ان تترك العمل كموديل وتذهب الى لوس انجلس
لتمثل في مسلسل «ملائكة شارلي» حلقات عدة و«رجل بستة ملايين دولار» وايضا
مسلسل «كلب وقطة».
في عام 1987 مثلت الشخصية الرئيسة في الفيلم التلفزيوني
«كاتي» بورتيته الغربة» عن حياة فتاة ريفية تذهب الى هوليوود ولتصبح نجمة
مشهور.
وفي عام 1982 قدمت فيلم «ماذر لود» امام شارلتون هيستون.
وتأتي القفزة الاساسية في مسيرتها مع دورها في فيلم «لا تقل
لا أبداً» ضمن سلسلة افلام جيمس بوند أمام شون تونري على 1983، وكان ذلك
الرد بمنزلة البداية الحقيقية لمسيرة حافلة بالانجازات والافلام وان ظل ذلك
الدور بمثابة «القيد» الذي جعل صناع الانتاج يذهبون اليها كفتاة جميلة،
وكبديل لجميلات السينما المغريات بالذات مارلين موزو.
في عام 1984 ترشحت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها «الطبيعي»
للمخرج باري ليفنسون امام روبرت رد فورد.
الا انها رضخت لاغراءات هوليوود في فيلم «تسعة أسابيع ونصف»
1986 بالاشتراك مع ميكي رورك والمخرج روبرت بنتون ثم رنادين 1987 أمام جيف
بريجدز.
لتأتي القفزة الثانية من خلال شخصية فيكي فال عام 1989 في
فيلم «باتمان» (الرجل الوطواط) اخراج تيمي بيرتون.
وفي تجربتها السينمائية هناك عدد من الثنائيات حيث أصر عدد
من المخرجين على ان تكون معهم مجرد في افلامهم ومنهم بليك ادوردز في أفلام
«الرجل الذي يحب المرأة» 1983 و«الموعد المميت» 1987 والمخرج روبرت الثمان
في افلام «ممكن بالجف» 1985 و«الملابس الجاهزة» 1994.
في التسعينيات من القرن الماضي راحت كيم ترفض الكثير من
العروض السينمائية التي تظل تحرصها في الشخصيات النسائية المثيرة، وهي تريد
ان تتجاوز تلك الشخصيات ولهذا كانت عودتها بشخصية المرأة المثيرة عام 1999
بفيلم «لوس انجلوس سري»، وهذه الشخصية المركبة منحتها جائزة أفضل ممثلة دور
ثان عام 2000 وايضا جائزة الغولدن غلوب وجائزة نقابة الممثلين الاميركان.
في العام ذاته قدمت فيلم «احلم بافريقيا» حيث اعترفت ان
النجم فنشنت بيريز هو أفضل نجم عملت معه، رغم انها عملت مع نجوم كبار امثال
شون كونري وميكي رورك ووصفت بيريز انه صاحب أكبر قلب في النجوم الذين عملت
معهم.
وتواصلت مسيرتها الا انها ظلت حذرة من العودة الى شخصية
المرأة المثيرة والتحول الى وجهة تحركها هوليوود وشركات الانتاج مصرة على
ان تكون كما هي الانسانة.
الجانب العاطفي في مسيرتها اقترن في السبعينيات مع دال
دونبتين، وفي عام 1980 اقترنت مع الماكير رون سيندر بيرتون لكنهما انفصلا
عام 1988.
وتقول في مذكراتها انها عاشت فترة حميمية مع النجم ريتشارد
غير ومثلت معه في فيلم «بلا رحمة» و«التحليل النهائي».
زواجها الثاني كان مع النجم اليك بالدووين عام 1990 حينما
التقت في فيلم «زواج رجل»، وكان زواجها الرسمي عام 1993، وفي عام 1995
أنجبت كيم طفلتها «ايرلند» الا ان الانفصال جاء عام 2000، ثم الاعلان
الرسمي عن الانفصال عام 2002 حيث عاشت كيم واليك حرب طاحنة من اجل الحصول
على رعاية ابنتهما «ايرلند» انتهت لصالح كيم.
رفض كيم المتكرر الى هيمنة هوليوود وشركات الانتاج جعلها
تدخل في مرات كثيرة في مواجهات مالية تسببت لها في الكثير من الخسائر ذات
حينما اشترت قطعة أضر تبلغ 1.691 فدان في جورجيا من اجل تحويلها الى
ستديوهات ومواقع للتصوير والمهرجانات الا انها ظلت تعاني من عدم الحصول على
قروض، وهذا ما جعلها لاحقا تبيع اجزاء من تلك الارض حتى اضطرت لاحقا الى
بيعها بالكامل، وهي تعلم جيدا ان السبب وراء ذلك رفضها ان تكون دمية او
لعبة في يد هوليوود ولو ان وافقت لحصلت على الملايين لكنها ستكون بذلك قد
خسرت نفسها.
ومشاكلها مع ستديوهات هوليوود لم تنته بالذات تلك المعرفة
مع فريق فيلم «بوكسنك هيلينا» حيث اضطرت الى دفع مبلغ 8.1 ملايين دولار بعد
ان رفضت تصوير بعض المشاهد الانتاجية العارية في الفيلم، والتي لم تكن
موجودة اصلا في السيناريو، ورضخت كيم للدفع لانها لم تكن تريد ان تصبح مادة
للصحف والصفحات المأجورة لشركات الانتاج الكبرى في هوليوود التي فتحت عليها
النار.
المقربين من كيم يؤكدون انها «بناتية» ومدافعة مستميتة عن
حقوق الحيوانات وتملك افكار سياسية معارضة لكثير من سياسات الولايات
المتحدة الخارجية على وجه الخصوص.
لقد كان على كيم باسنجر ان تدفع ضريبة الرفض وضريبة مواجهة
هوليوود وستديوهاتها الكبرى لفقط لانها رفضت ان تتحول الى سلعة وتحول جسدها
الى مادة استهلاكية ولهذا ظلت كيم باسنجر الحاضرة الغائبة لانها ارادت ان
تكون فكانت.
النهار الكويتية في
14/07/2013 |