تقديم
هيرزوغ
هو الشخص الذي لم يلق التقدير اللائق في بلاده ألمانيا، وتم تجاهله في
البحوث الدراسية في الدول الناطقة باللغة الإنجلزية. بالتالي هذا كتاب يصرخ
منذ سنوات طالباً أن يكتب، والعائق الرئيسي كان هيرزوغ نفسه. قبل عامين،
عندما أجريت اتصالاً به للمرة الأولى بشأن إمكانية تأليف هذا الكتاب، تلقيت
منه رسالة بالفاكس مكتوبة بخط اليد تقول: "أنا لا أقوم باستبطان دوافعي
ومشاعري. إذا كنت أنظر إلى المرآة فلكي أحلق لحيتي دون أن أجرح نفسي. لكنني
لا أعرف لون عيني، أنا لا أرريد أن أساهم في تأليف كتاب عني".
لذا فإن
هذا الكتاب ما كان يمكن تحريره من قبل شخص أكاديمي أو منظر في علم
الجماليات، نظراً لأننا أمام مخرج لا يستجيب جيداً إلى الاستقصاءات
الأيديولوجية والنقدية في أعماله. لقد كتب يقول لي: "عندما تسأل شخصاً عن
ابنه، فأنت لا تتساءل عن الطريقة التي ولد بها.. إذن لماذا يحدث ذلك مع
الأفلام؟".
(...)
إنني
أشعر بأن هذا الكتاب يأسر بنجاح، وعلى نحو لائق، أفكار واستبصارات وحساسيات
هذا المخرج السينمائي الهام.