توزّعت اهتمامات الكاتب
البحريني أمين صالح بين الأدب والسينما. في الأول، ألّف نصوصاً متفرّقة؛
وفي
الثانية، أبدع في نقل النصوص الأجنبية إلى العربية، محاولاً
تقديم الأفضل وفقاً
لهواجسه الشخصية. عرّب «السينما التدميرية» و»الوجه والظلّ في التمثيل
السينمائي»،
قبل أن ينقضّ على واحد من أجمل النصوص التحليلية للسينمائي الروسي أندره
تاركوفسكي،
فإذا بصالح يُترجم «النحت في الزمن» بلغة عربية أدركت عمق النصّ الأصلي
وروحه. ثم
وجد في فيديريكو فيلّيني ما يروي بعض عطش عربي إلى فهم العالم السينمائي
الخاصّ به،
فترجم حواراً طويلاً معه، قبل ثلاثة أعوام. وها هو اليوم يختار
يونانياً لا يزال
أبرز سينمائيي أوروبا وأجملهم: ثيودوروس (ثيو) أنجيلوبولوس (مواليد أثينا،
27 نيسان 1936)،
مترجماً ومعدّاً نصوصاً متفرّقة كشفت جوانب مختلفة من عالمه السينمائي، في
كتاب «عالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي: براءة التحديقة الأولى»، صدر عن
«وزارة
الثقافة والإعلام، الثقافة والتراث الوطني» في مملكة البحرين و»دار
الانتشار
العربي» في بيروت.
شاء أمين صالح أن يتيح للقارئ العربي فرصة التعرّف الى
أنجيلوبولوس الإنسان والمخرج والمثقف وصاحب الرؤية المختلفة،
من خلال أحاديثه
وقراءاته المسائل والتقنيات والتفاصيل: «صوت فريد في عالم السينما»، يُعدّ
«واحداً
من رموز السينما «الفنية» الحديثة، ومن أكثر السينمائيين أهمية وتميزاً
وإثارة
للجدل أيضاً في السينما العالمية المعاصرة». فالسينمائي اليوناني منتم إلى
ما يُعرف
بـ «المخرج المؤلّف»، لن «كل لقطة من كل مشهد من أي فيلم
حقّقه، تُعبّر عن رؤيته
الفنية، على نحو يتعذر محوها أو إزالتها». في الكتاب، فصولٌ عدّة اشتملت
على
التفاصيل التقنية والجمالية والفنية كلّها، التي شكّلت هذا العالم
السينمائي
المتكامل.
السفير اللبنانية في
17 سبتمبر 2009