تزخر مدونة الكاتب البحريني أمين
صالح بحوالي تسعة عشر كتابا، موزعة بين مؤلفات أدبية
بأجناسها، أهمها (هنا الوردة.. هنا نرقص، والفراشات،
الصيد الملكي، والطرائد، والمنازل التي أبحرت أيضا)
ومؤلفات سينمائية، من أبرزها : (السينما التدميرية، الوجه
والظل.. في التمثيل السينمائي، النحت في الزمن، حوار مع
فليني).
في كتابه الجديد ( الكتابة
بالضوء) والذي جاء في 352 صفحة، مقسمة بين سرد سيري حمل
عنوان شخصيات سينمائية، تحدث فيه عن أسماء شهيرة في
السينما العالمية من أمثال تاركوفسكي شاعر السينما، وحوار
مع المخرج الإيراني المتميز عباس كيارستمي، وفصل عن شارلي
شابلن وبستر كيتون وفيتوريو ستورارو، وفي جزء حمل عنوان
اتجاهات وقضايا، تناول رؤية الكاتب في فنيات العمل
السينمائي، كالموسيقى وعلاقة الفيلم بالفن التشكيلي
والرواية في الفيلم، وجزء ثالث حمل عنوان أفلام، يقف
القارئ فيه أمام حديث مسهب عن أفلام اختارها الكاتب
وآثرها وانطبعت في ذهنه، من مثل: فيلم العنكبوت للمخرج
الكندي ديفيد كروننبرغ، وفيلم غرفة الابن للإيطالي ناني
موريتي، وفيلم دوغ فيل للدنماركي لارس فون يرير، وفيلم 21
غراما رمية نرد كل صباح للمخرج المكسيكي اليخاندرو جونز
اليز إيناريتو، وفيلم المبنى الروسي، للمخرج الروسي
الكسندر سوكوروف.
نقتطف من مقال حمل عنوان: قراءة
في السينما الهندية: عنوانا فرعيا حمل (مزيج من التوابل):
((بعد مشاهدته لأحد الأفلام
الهندية في صالة سينما بإحدى المدن الهندية، أبدى المخرج
الاسترالي بازلوهرمان، مخرج الفيلم الشهير( مولان روج)
دهشته وانذهاله من الطريقة التي يستقبل ويتفاعل بها
الجمهور الهندي مع الفيلم المعروض على الشاشة، واعتبرها
تجربة فريدة واستثنائية، أتاحت له فرصة اختبار فهم جديد
ومختلف للعلاقة بين المتفرج والفيلم، فإذا كان المتفرج
الأوروبي، مثلا، يفضل مشاهدة الفيلم في صالة ساكنة تماما،
في صمت مطبق، دونما أي إلهاء من أي نوع، في خشوع وتبجيل..
كأنه في كاتدرائية، فإن المتفرج الهندي يذهب إلى السينما
كما لو يذهب إلى نزهة. وهو لا يعبر عن تقديره واحترامه
للفيلم بالتزام الصمت، كما يفعل زميله الأوروبي، بل عبر
الضجيج والتفاعل الحر، الفوضوي.
الجمهور الهندي في الصالة يأخذ
حريته المطلقة في تبادل الأحاديث الصاخبة، في الرد على
المكالمات الهاتفية عبر الموبايل، في الرقص والغناء الفردي
أو الجماعي مع الأغنية المعروضة على الشاشة، في الخروج من
الصالة لتدخين سيجارة.. إنها أمسية مخصصة للترفيه البحت،
والفيلم يكون في بؤرة الاهتمام لكن ليس إلى حد الاستحواذ.
لذلك فغالبا ما يطلق على الأفلام الهندية صفة (أفلام
ماسالا
MASALA) أي ذلك المزيج من التوابل، وضع كل شيء في طبق واحد، حالة متجذرة
بعمق في الروح الهندية، نجد انعكاس ذلك في الوجبة الهندية،
حيث تقدم مختلف أنواع الأطعمة والتوابل والبهارات في طاسات
على صحن واحد. مثلما نجده في المسرح الكلاسيكي الهندي الذي
يستلزم: الحدث الدرامي، الأغنية، الرقص، الصراع، والنهاية
السعيدة، كل هذا منطلق من نظرية الراسا (الجوهر والعاطفة)
أو (الماهية والإحساس) هذه النظرية التي تسعى إلى الشعور
المفعم بالبهجة، الذي يشعره المتفرج حين تكون صراعاته
محلولة، ويحس بالتناغم والانسجام مع نفسه ومع الطبيعة)).
الرؤية العمانية في
29 يونيو 2010