أمين صالح.. الولع
بالصورة
صدوق نور الدين (المغرب)
إن من
يقرا الروائي والقاص أمين صالح في معظم نتاجه, يستوقفه الولع
بالصورة.والقول بالأخيرة, معناه الرهان على تصور ومفهوم للمنجز
الأدبي..فالكتابة في ضوء هدا تقوم على حس الملاحظة, ودقة دلك.واعتقد بان
فيما كتبه للسينما/ وعنها يكمن شغفه بالصورة, كما في اهتمامه بالتشكيل.
في كتابه
الأخير( هندسة اقل..خرائط اقل) الصادر حديثا عن مؤسسة (الأيام)
بالبحرين.وهو من آخر ما اتنج, إلى نص مطول مدرج على الانترنت في (جهات)
ويبدو انه من النصوص الشعرية, يتحقق رسم الوجه الآخر ل (أمين صالح).انه,
وبعيدا عن القصة والرواية, يحضر داخل المقالة ذات النفس الرفيع.والواقع أن
هدا الحضور يتحقق تأسيسا من شبه المألوف, ومن النظر, إلى شبه سيرة ذهنية في
الكتابة مطلوب منه اليوم تطويرها من اجل كشف / بيان التوجه العام للإبداع
وللكتابة لديه خاصة.
يتمظهر
شبه المألوف تأسيسا من الحرص على ما قد نراه, نشاهده, لولا أننا لا نجرؤ
على الكتابة عنه وفي موضوعه.قد أقول انه يكتب عن ظواهر اجتماعية أو عما له
علاقة بها.أو عن احساسات نفسية ومشاعر إنسانية لا تتفرد بخصوصية خاصة.وإنما
بما يعد عاما, وفي أيها مجتمع من المجتمعات وثمة فرادة حسه.على أن الصوغ
يبقى أدبيا خالصا ودون اعتباره مباشرا صرفا.ومن بين هده الظواهر نجد:النظر
و التلصصية, البصر....
يتمثل
النظر أو التنظير في وجهة النظر المستصدرة عن قضايا وظواهر أدبية تمس
أجناسا بداتها كالسيرة الذاتية أو أنها بمثابة الرأي الشخصي والداتي في
الكتابة, التجريب, توظيف اللغة وغيرها.وفي هده الحالة فان أمين صالح يستدعي
مقروءا فقط لينفد من خلاله لما يريد الحديث عنه, وليس لترسيخه كترسانة
نقدية معرفية الهدف استعراضها (للتمعلم).واللافت أننا نقف على الرأي
المخالف.الرأي الذي يخلخل جاهزية المتداول, وبالتالي يخلق قلق السؤال حول
ما هو معروف وحول ما هو سائد.وتم يكون الكاتب وصل إلى إدراك غاياته
ومقاصده.. انه ليس المردد لما قيل ولكنه الخالق لما لم يقل.
في سيرته
عن الكتابة/ عن تجربته مع الكتابة, يتحقق بسط الرأي كما الرد على
المنتقدين.أو الدين نحا بهم التأويل منحى يقع خارج قوانين التأويل اذا كان
للأخير دلك.وفي هدا السياق يتحدث عن مفهوم النص, كتابة الرواية, العلاقة مع
اللغة, ومع مختلف المكونات.هدا إلى التجربة المشتركة والشاعر (قاسم حداد)
من خلال (الجواشن).وتم يطرح أمين صالح صيغة للقراءة, للتواصل مع هدا
التأليف.اذ العبرة ليست في البحث عن حدود التداخل أو الانفصال بين أمين
وقاسم, وإنما في إدراك قوة العمل الأدبي وارتقاء الصوغ مدارج تنفصل فيها
الحدود ولا يعترف بها.
إن أمين
صالح في هدا الشق حقق دفاعا عن تصور وعن مقصد موعى به من التأليف الإبداعي
والجمالي.واعتقد بان هده السيرة بالذات يلزم تطويرها ولم لا نشرها مستقلة
مادامت هي الكتابة ذاتها.
إن
كتاب(هندسة اقل خرائط اقل) عمل ضروري ولابد منه.دلك انه يقدم صورة الكاتب
المبدع فقط. وحين نقول الكاتب فإنما لنشير إلى سعة أفق الاهتمام.اذ ل, لاعد
الزمن اليوم يقر تجاهل ما يحدث ويقع في الخارج, لا في النص وحده.ولئن كان
المعنى في طبقاته الأدبية, إنما يستمد من هده الحركية/ من هدا الجدل, جدل
الداخل والخارج.وارى بالمناسبة إلى إن مجموعة من المؤلفين والمبدعين
الأدبيين, لا يملكون كفاءة الحديث /النظر, سواء عن تجاربهم أو بخصوص عموم
التصور الإبداعي.ولكان المدون والمكتوب ليس أثرهم وإنما اثر سواهم أو أنهم
ينفون عن الكتابة الوعي بالكتابة وثمة يكمن مأزق الكتابة.
يعد هدا
الكتاب إضافة لتراث أمين صالح..كما للكتابة العربية التي لا حدود لها, ودلك
في انتظار مجموعة قصصية و روائية../..
نقلاً عن "جهة الشعر"