لا يخفي "قيصر كانّ"، والمدير الفني لمهرجانها منذ
العام 2001، تيري فريمو سطوته. فهو متيقن ان ما يتربع
على عرشه هو كارتل سينمائي يزهو بقوّته التسويقية،
ويتفاخر بثقله الإعلامي، ويتباهى بنفوذه في إستقطاب
قامات إبداعية بالذات، ممَنْ يراهم يستحقون مكاناً في
"نادي الكبار" النافذ والمغلق. لن يتشاوف فريمو حينما
يردّ على إتهامات سنوية، تصوّب سهامها على إختياراته
لأشّرطة المسابقة الرسمية، وترتاب بمستوياتها
الإبداعية، وهي شكوك تثبت صحتها في غالب الإحيان،
حينما يعلو صراخ النقاد والصحافيين وصفيرهم، بعد
عروضهم الخاصة الصباحية، إحتجاجاً على "تضييع وقتهم
وجهودهم"، بمشاهدة فيلم متهاود القيمة ورديء المستوى،
كما هو حال نصّ الأميركي شون بن "الوجه الأخير" في
العام الماضي، وهو واحد من عروض عدّة إستهجنها الجسم
الإعلامي وقتذاك، وكان واضحاً أن دعوته تمت بسبب
إحتشاده بنجوم عالميين.
ما يفعله فريمو(ولد عام 1960)، في كل مرّة، هو تشديد
الحصار على ذلك الجسم الحركيّ والإستفزازيّ. ففي عام
2017، عمّم تهمة إستخدام صحافييه وسائل التواصل
الإجتماعي ومنصّاته التفاعليّة في "حرق" فيلم ما
نقدياً، حتى قبل إنتهاء العرض. وزعم ان البعض يرسل
تغريداته خلال العروض. وتارّة أخرى، يهاجم تساؤلاتهم
بشأن حصص الدول المشاركة(الكوته)، أوتحاملهم على هوسه
بتأمين وجوه براقة للسجادة الحمراء خلال العروض
الرسمية، التي طالما تحتشد بعشرات المصورين، وكاميرات
شبكات التسويق، والنميمة الصحافية. لفريمو حروبه
الخاصة. ويبدو أنه مولع بها، ولا يخشى عواقبها. فمرّة،
يضع قانوناً يُلزم السيدات المدعوات بإرتداء أحذية ذات
كعوب عالية!. وفي أخرى، يسنّ فرماناً يمنع تصوير
"السلفي"، لإنه يعرقل إيقاع مسيرة السجادة الشهيرة!.
وفي ثالثة، يسارع الى مساندة قرار مجلس إدارة
المهرجان، بطرد مخرج "الراقصة في الظلام"(السعفة
الذهب،2000) من الكروازيت، حينما "زلّ" لسان الأسوجي
لارس فون تريير في دورة العام 2011 ، بتعليق صادم حول
هتلر ونازييه، قبل أن تتراجع تلك الإدارة أخيرا، وتوجه
له دعوة لإشراك جديده "البيت الذي بناه جاك"، وعرضه
خارج المسابقة!. فيما دخل، قبل أشهر، في معركة عناد مع
عملاق الترفيه عبر الأنترنت "نيتفليكس"، التي رفضت طلب
"الجمعية الفرنسية لموزعي الأفلام"، بوجوب عرض
أشّرطتها في دور السينما المحلية، للسماح لها
بالمشاركة داخل المسابقة الرسمية. ما أدى الى إصداره
قراراً بإستبعادها من المهرجان ككلّ. علما، ان فيلمين
من إنتاجها شاركا في الدورة الماضية،، وتنافسا على
السعفة الذهب من دون نجاح.
لا يختلف إثنان على ان فريمو يهوى التغيير. وبقدر
إيمانه بروح السينما ووهجها، إلا أنه بقي رهينة
"مؤسسة" معقّدة لا ترحم، وشرسة لا تهادن، وشديدة
الثراء لا تخشى المزايدات أو التهديدات. تطلب الأمر من
فريمو 17 عاماً، كي يغامر في ركب موجة الإنقلاب هذا
العام. يأمل كثيرون ان تعصف أمواجها ببيروقراطية
متضخّمة، وتستبعد إرادات متنافسة، وتفتح الطريق أمام
دماء جديدة، لإخذ زمام مبادرة تثوير القول السينمائي
وتياراته الحداثية.
ما تحقق على صعيد المسابقة الرسمية للدورة الـ71(من 8
إلى 19 أيار/مايو) لـ"مهرجان كانّ السينمائي، والتي
ترأس لجنة تحكيمها الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، هو
إنقلاب حاسم. إخترق فريمو وفريقه عبره، تسيّداً طال
زمنه. ويبدو انه متعجّل في تغييره، أو على الأقل
تحريكه. إذ وصل 10 مخرجين شباب، دفعة واحدة وللمرّة
الأولى، الى القائمة النهائية(من 21 فيلماً)، منهياً
بذلك تقليداً، كان كثيرون يتأسفون على غياب التوقعات
فيه، يختار ـ بموجبه ـ مخرجين مكرسين و"مضمونين"
النتائج، مقلصاً عددهم في هذه الدورة الى 9 فقط. الى
ذلك، أسقطت هذه الإستراتيجية المفاجئة والشجاعة، رهان
الولوعين بالتخمينات حول حضور هذا المخرج او ذاك،
منطلقين من إحتساب عدد مشاركتهم في دورات سابقة، أو
عدد الجوائز التي غنموها "كانّياً".
تُفتتح الدورة الـ71، بشريط صاحب "إنفصال"(2011)
الإيراني أصغر فرهادي، ومشاركته الثالثة على التوالي
بـ"الجميع يعرفون"، حول سيدة إسبانية تعود الى قريتها،
للمشاركة في زفاف شقيقتها، تواجه خلالها إستحقاقات
ضميرية، مع افتضاح سرّ مؤلم داخل العائلة. أول الوجوه
الجديدة الصاعدة ضمن عناوين المسابقة الرسمية،
اللبنانية نادين لبكي التي تشارك بجديدها "كفرناحوم"،
بعد حضور متكرر سابق في خانات "كانّ"، إذ عرضت
باكورتها "سكر بنات" في تظاهرة "أسبوعا
المخرجين"(2007)، وفيلمها الثاني "وهلأ لوين" في خانة
"نظرة ما"(2011) التي شاركت كعضو في لجنة تحكيمها
لاجقا في العام 2015. قاربت لبكي(ولدت عام 1974) هنا
حكاية صبي يقرر الإنتفاض ضد واقع حياة ونمط معيشي عنيف
وضاغط وتهميشي. يسعى الى مقاضاة أفراد عائلته ومجتمعه
وحكومته، لإنهم تسببوا في مجيئه إلى عالم يعجّ
بالقسوة. إختارت لبكي قرية شرق أوسطية من دون تحديد
جغرافيتها، رغم ان "كفرناحوم" تقع في الطرف الفلسطيني،
موقعاً لأحداث تستلف أوضاع عسف يومي وأمني وسياسي،
يتعرض له قطاع هائل من مواطني المنطقة، بشكل يومي
ومزمن، من دون أمل بخلاص قريب وناجع، يحل عقدة
مهاناتهم، وينهي عذاباتهم. يعيد تواجد لبكي في "كانّ"
السينما اللبنانية الى الواجهة، بعد غياب ما يقرب من
عقود ثلاثة ، منذ إدراج آخر أفلام الراحل مارون بغدادي
"خارج الحياة" في المنافسة الرسمية عام 1992، ويخطف
آنذاك جائزة لجنة التحكيم.
عربياً أيضا, حقق المخرج المصري الشاب أبو بكر شوقي
إختراقاً مشهوداً، مع ضمان تنافس باكورته "يوم الدين"
على السعفة الذهب. والنصّ، هو تطوير درامي لفيلم
تسجيلي سابق عنوانه "المستعمرة"، أنجزه شوقي قبل 10
سنوات حول مستعمرة لمرضى الجذام في منطقة أبي زعبل،
وتعرّف فيها على مواطنه راضي جمال، الذي سيصبح البطل
اللاحق لعمله الروائي الأول. يمزج شوقي دراما مريض
جذام قبطي يدعى بشاي، يقرر بشجاعة وإثر وفاة زوجته،
مغادرة المستعمرة للمرّة الأولى في حياته، مرافقاً صبي
يتيم يدعى أوباما، يسعى بدوره الى الوصول الى مكان
عائلته التي تخلت عنه صغيراً، مع كوميديا مفارقات،
يتعرض لها البطل ـ الذي يحمل وجهه ندوب برصه الذي
تعافى منه ـ ومعه رفيقه خلال رحلة طويلة عبر البلاد،
ومقابلتهما طوائف متنوعة من البشر والسلوكيات، تكرّس
في كيانيهما مفاهيم الإنتماء والتآزر. حصل "يوم الدين"
على منحة العمل قيد الإنجاز من "مهرجان الجونة
السينمائي" في دورته الأولى عام2017، قبل ان يمول
المدير الجديد لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"
المنتج محمد حفظي من شركة "فيلم كلينك"، مراحل ما بعد
الإنتاج. وسبق للفيلم ان حصل على منح إنتاجية أخرى،
أبرزها من جامعة نيويورك ومعهد ترايبكا.
من أجواء الشرق الأوسط، ومحن الحروب المتجددة لطوائفه.
تشارك الفرنسية أيفا هوسون بعملها الروائي الثاني
"فتيات الشمس"، حول مأساة الشابة المحامية الكردية
بهار (الإيرانية غولشيفته فرحاني) التي تتعرض خلال
زيارة عائلتها في كردستان، الى هجوم دموي يقوده
متطرفون، يقتلون خلاله زوجها، ويسبونها رفقة إبنها
الصغير، إضافة الى رهط من نساء وأطفال أخرين. تفلح
بهار في الفرار من معتقلها بعد شهور عدّة، لتلتحق
بكتيبة نسائية تدعى "فتيات الشمس"، قبل ان تصبح لاحقا
قائدتها، وتقودها في عمليات لإستعادة المدينة وتحرير
رهائنها. على طرف ثان، تتتبع مراسلة حربية فرنسية
مخضرمة تدعى ماتيلد (إيمانويل بيركو)، الحياة اليومية
لمجندات الكتيبة الشهيرة، خلال الأيام الثلاثة للهجوم.
لتشكّل مع الشابة الكردية آصرة إنسانية باهرة، تشعّ
بإيمان جماعي يسعى الى تحقيق العدالة، ويؤمنّ للضحايا
الأمل في حياة حرّة وكريمة.
بعد المديح النقدي لباكورته "تولبان"، وحصولها على
جائزة "نظرة ما"(2008)، يعرض الكازاخستاني سرغيه
دفورتسفوي فيلمه "صغيري"، عن فتاة شابة قرغيزية تدعى
"أيكا"، تعيش وتعمل بشكل غير قانوني في موسكو. تتخلى ـ
في حالة يأس ـ عن وليدها، بعد ولادته في مستشفى. بيد
ان ضميرها يصحو بعد فترة قصيرة، فتسعى بجنون يائس الى
معرفة مصيره، وإستعادته الى حضنها.
صاحب "إيدا"(أوسكار أفضل فيلم أجنبي، 2013) البولندي
بافل بافليكوفسكي، يرصد في جديده "حرب باردة"، حالة حب
يائس وبلا أفق، بين شخصين، تمنع فوارق المنبت وحدود
الستار الحديدي والإنتماء وعدوات الحرب الباردة
والمتحزّبة في أوروبا الخمسينات، من إكتمال عشقهما.
يلغي هذا البعاد من إنسانية الحبيبين وحاجاتهما
العاطفية. يرتحل الفيلم بين عواصم وبلدات أوروبية،
ناعياً كرامات بشرية، تسيرها إرادات مهووسة بالإنتقام
والنصر.
تجد هذه الحالة السياسية المرتبكة صداها في قضية
المخرج الروسي الطليعي كيريل سيربيرنكوف، الذي يخضع
حاليا الى إقامة جبرية في موسكو، بتهم فساد مالي، بيد
ان حالته الإستثنائية لم تمنعه من مشاركته بـ "صيف"،
حول مجموعة مؤلفي موسيقى شباب في موسكو العام1981، لا
يخفون هووسهم بأقطاب موسيقى "الروك" الغربية، أمثال
فرقة ليد زبلين والمطرب الشعبي البريطاني ديفيد بوي
وغيرهم. من بين أفراد هذه الزمرة، يُسلط سيربيرنكوف
الضوء على رحلة الشاب فيكتور تسوي نحو النجومية، رغم
العسف الإيديولوجي والحصارات الأمنية والمطاردات
البوليسية التي كانت شائعة، على نطاق واسع، في دولة
التوتاليتارية السوفياتية آنذاك.
وكما هي حالة المخرج الروسي، يخضع الإيراني جعفر بناهي
الى عقوبة مشابهة، لكن بجرم سياسي أكثر لعنة، لم
يُرهب صاحب "البالون الأبيض"(جائزة "الكاميرا الذهبية"
عام 1995)، أو يمنعه من إيصال نصّه الجديد "ثلاثة
وجوه"، وعرضه في المسابقة الكبرى. ثلاث حكايات حول
ثلاث ممثلات إيرانيات. الأولى، من رعيل ما قبل الثورة
الإسلامية، تجبرها ظروف متقلّبة على التخلي عن شغفها
ومهنيتها. فيما تعرف الثانية، في حقبة تالية، نجومية
ساحقة. اما شابة الجيل الثالث، فتناضل من أجل ضمان
مكان لها في معهد دراما ذائع الصيت بطهران. في حين،
يشارك الياباني روسوكي هامغوشي بـ "أساكو1و2"، ويسرد
فيه يوميات صبية، يحمل الفيلم أسمها، ووقوعها في حب
الشاب باكو إثناء إقامتها في أوساكا، قبل ان يختفي
فجأة. بعد عامين، تلتقي البطلة، في طوكيو هذه المرّة،
بأخر يشبهه تماما، لكن بشخصية مختلفة كلياً، ليعيشا
طوراً جديداً من حكاية حب لا يوقفه زمن. على المنوال
ذاته، يحكي شّريط الأميركي ديفيد روبرت ميتشل "تحت
البحيرة الفضية" قصة سام (الممثل أندرو غارفيلد) الذي
يلتقي بامرأة غامضة، تعوم في مسبح بيته ذات ليلة، قبل
ان تختفي ـ بشكل غامض ـ في اليوم التالي. يصاب البطل
بهوس البحث عنها في حواري مدينة لوس أنجيليس، قبل ان
يغوص في لُجّة سوريالية من غموض وفضيحة وتآمر.
على طرف أخر، إستكمل فريمو قائمته المثير للدهشة،
بعناوين لثمانية مخرجين أخرين، يقف على رأسهم المعلم
السويسري الفرنسي الطليعي جان لوك غودار(87 عاماً)
وعمله "كتاب الصور"، الذي لم تترشح معلومات عن تفاصيل
حبكته أوممثليه أوصياغته الإبداعية سوى 15 كلمة هي: "
لا شيء سوى الصمت. لا شيء سوى أغنية ثورية. قصة في 5
فصول مثل أصابع اليد الخمس"!. وسيكون حضور غودار،الذي
يتنافس هنا للمرّة الثامنة، مواكباً لخمسينية حركة
"أيار68" الشهيرة.
يحضر للمرّة الثانية في المسابقة الرسمية، المخرج
الفرنسي ستيفان بريزيه الذي حصد شّريطيه "قانون السوق"
و"حياةٌ" مديحاً نقدياً مُستحقاً، مع "في حرب"، ومن
تمثيل الفنان القدير فنسان لاندون في رابع تعاون
بينهما، والذي يؤدي فيه شخصية رئيس نقابة، ينتصر الى
قضية مئات من موظفيه، يواجهون قرار طرد مجحف. أما
مواطنه صاحب "المحبوبون"(2011) كريستوف أونريه، فيشارك
أيضا للمرّة الثانية بـ"ان نُعجِب ونحب ونركض بسرعة"
عن عشق مثلّي، يجمع بين الشابين أرتور وجاك في فرنسا
التسعينات. أما الفيلم الثاني للمخرج الشاب يان
غونزاليس "سكين + قلب"، فقد أُضيف الى قائمة فريمو في
اللحظة الأخيرة، ويقارب فيه حكاية شيطانية، جرت في
باريس أواخر السبعينات، بطلتها منتجة أشرطة إباحية
تدعى آن (فانيسا بارادي)، تقرر تغيير إستراتيجيتها،
عبر إنجاز فيلم لا يمت الى نوعية أعمالها السابقة، بيد
ان قاتلاً غامضاً يستهدف أبطال المشروع، ويسفك دمهم
الواحد أثر الثاني.
الى جانبهم، يعرض التركي نوري بلجي جيلان فيلمه الأخير
"شجرة الكُمّثرى البريّة" عن الشاب سنان المتحمس
للأدب، والطامح الى أن يكون كاتباً معروفاً ذات يوم.
يعود الى مسقط رأسه، وهي قرية نائية في عمق الريف
التركي، ليجد نفسه محاصراً بحقائق مريرة عن والده،
وقبل ان يحاصره قرار مؤلم، يفرض عليه التخلي عن مال
جمعه من أجل نشر كتابه الأول، كي يسدد ديون والده. في
حين يصوب الأميركي المثير للجدل سبايك لي، في مشاركته
الثالثة، إهتمامه على العنصرية في "بلاكلانسمان"، وهو
عنوان مركّب من وصف "أسود" بالإنكليزية وأسم عصابة "كو
كلوكس كلان" العرقية. يستوحي الفيلم واقعة حقيقية
لشرطي أفرو أميركي في السبعينات، يلتحق بالمنظمة
السيئة الصيت، بعد أن يخدع اداراتها بأنه أبيض
البشرة!. ويحضر الإيطالي ماتيو غاروني للمرة الرابعة
مع "دوغمان"، وهو أسم متجر للحيوانات الأليفة، وايضا
عنوان حالة لـ"تحوّل" بطل غريب الأطوار من رجل إلى
حيوان. أقتبس غاروني عمله عن قصة شهيرة، وقعت تفاصيلها
قبل 30 عاماً، وبقيت طيّ الغموض حتى يومنا هذا. يتعمق
"دوغمان" في طبائع العنف الذي يتخفى في دواخل البشر.
اما مواطنته آليتشه رورفاخر، الفائزة بـ"الجائزة
الكبرى" للدورة الـ67 لـ"كانّ" عن "العجائب"(2014)،
فتعود الى الكروزايت مع "سعيد كما لازارو"، حول شاب
قروي يحمل قلباً نقياً وطبائع عفوية، الى حد ينعته
الأخرون بالأحمق. تجمعه صداقة عميقة مع شاب أرستقراطي،
لتُمتحن ضمن يومياتها نزعات إنسانية، على شاكلة قيم
الولاءات والأمانة والمصير المشترك.
أما المعلّم الصيني جا تشان ـ كو، فيرصد في مشاركته
الخامسة في المهرجان العتيد، تفاصيل حبّ عنيف، تدور
ضمن عوالم جريمة وتصفيات في "الرماد هو الأبيض
الناصع". بطلته، شابة تقع في غرام رجل عصابات محلي.
تُسجن إثر تورطها في معركة أطلاق نار ضد عصابة منافسة.
قبل ان تشرع، بعد إطلاق سراحها، في بحث طويل عن
عشيقها، لإعادة ما فقدته من صبابات. بينما يسرد
المعلّم الياباني هيروكازو كوريه - إيدا، في مشاركته
الخامسة، قصة عائلة تمتهن النهب والسلب في "السرّاق".
لن تمنعها جرائمها ودناساتها، من ضم صبية يتيمة الى
مجموعتها المكونة من 5 أفراد. أخيرا، يؤفلم الكوري
الجنوبي لي تشانغ ـ دونغ قصة قصيرة للكاتب الياباني
الذائع الصّيت هاروكي موراكامي في "احتراق"، الذي
يعيده الى "كانّ" للمرّة الثالثة، بعد إنقطاع دام 7
سنوات منذ عمله "شعر"(2010). هنا، يسرد كاتب ياباني
متزوج تفاصيل علاقته الغريبة مع امرأة، إلتقاها في حفل
زفاف، قبل ان تُعرفه على صديقها غريب الأطوار، الذي
يخبره بهووسه في حرق حظائر حيوانات فارغة، ليجد البطل
نفسه أسير لوثة، ستقلب حياته الى الأبد.