سينما عاطف الطيب، دائما ما تبقى مُلهمة ومُحفزة للإلهام في بحورها وعمقها، وفي
كتابه الجديد "ثنائية القهر والتمرد في أفلام المخرج عاطف الطيب"، يغوص بنا الناقد
السينمائي الكبير حسن حداد، في عوالم الطيب الفريدة والتي توجته كأحد رواد الواقعية
في السينما العربية.
في الكتاب الذى بزغت جذوره خلال مهرجان السينما العربية الأول، قال حداد في مقدمته:
"بالرغم من مرور أكثر من ربع قرن على رحيله، ما زال عاطف الطيب وأفلامه حاضرة بقوة
ويُحتفى بها في الكثير من المناسبات".
وأضاف: "هذا الفنان آثر إلا أن يُعبر عما يجيش في قلوب وعقول الجماهير، من لوعة
وحسرة وانكسار.. أفلامه دائما ما تحمل في أفكارها وموضوعاتها قضايا اجتماعية
وسياسية تهم المواطن البسيط، المهموم بقوت يومه، منذ صحيانه في الصباح، حتى ذهابه
للنوم في المساء".
وتابع: "خلال الإعداد للطبعة الثانية من هذا الكتاب، حرصت على مشاهدة جميع أفلام
عاطف الطيب، مرة أخيرة، ومع نهاية مشاهدة كل فيلم، تتأكد عندي الثيمة التي اخترتها
للكتاب (ثنائية القهر والتمرد في أفلام الطيب).. قهر السلطة والقانون والمجتمع/
التمرد والرفض من الفرد تجاه السلطة والمجتمع. فقد كان عاطف الطيب حريصا على أن
يقدم أفلاما تسعى دائما إلى الصدق الفني وتتطرق إلى مشاكل الواقع، وتهتم بالمواضيع
التي تعبر عن الإنسان البسيط.. وما أراده عاطف الطيب، قد وجده عند كُتاب السيناريو
الأكثر بروزا في الوسط السينمائي (وحيد حامد ـ بشير الديك ـ أسامة أنور عكاشة ـ
مصطفى محرم)، وهم كتاب اشتركوا مع عاطف الطيب في طرح نفس الهموم والمشاكل التي تهم
المواطن البسيط وتعالج قضاياه الحياتية اليومية". |