الدور علي مين؟
إيناس الدغيدي و ليلي علوي و أحمد السقا مهددون بالسجن
تحقيق: نورهان نبيل
صدمة الحكم بحبس عادل إمام تركت صداها في نفوس الفنانين والنقاد
أيضاً.. وأصبح معظم نجوم الفن تحت تهديد الدعاوي القضائية التي
يرفعها المتشددون دينيا.. واهتم النقاد بتلك القضية
وكان رد فعلهم علي الحكم سريعاً
الذي رأنه سيتهدف الزعيم بل يهدد كل الفنانين.
توجهنا بالحديث إلي الناقد طارق الشناوي والذي أكد أن ما حدث مع
الفنان عادل إمام ما هو إلا بداية المحاولات لتدمير الفن والقضاء علي
الإبداع في مصر موضحا أن عادل إمام هو من قام بقص شريط افتتاح تلك المهزلة
والكارثة ويقول: »كل الافلام المصرية وجميع الفنانين مهددين بنفس المصير الذي
تعرض له عادل إمام ولايوجد عمل سينمائي أو درامي بعيد عن تلك الكارثة،
فالأفلام النظيفة كما يطلق عليها معرضة لنفس المصير مهما كانت القضايا أو الرسائل الفنية
التي تناقشها، فنحن الآن نعيش كارثة حقيقية والفن
يمر بأسوأ مرحلة«.
ويضيف: »ولكن إذا تحدثنا عن الفنان الذي سوف
يواجه أزمة حقيقية فبالطبع ستكون المخرجة إيناس الدغيدي، فهي تتعرض لحرب
وهجوم عنيف قبل وبعد اندلاع الثورة المصرية وأتوقع لها نفس مصير عادل
إمام«.
طارق أكد أن الحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة ليس من خلال المظاهرات
والوقفات الإحتجاجية ولكن من خلال الدستور ووجود قانون
يحمي حرية الإبداع في مصر.
بداية الكارثة
الناقدة ماجدة موريس أوضحت أن ما حدث مع الفنان عادل إمام
يجعلنا نتوقع بإعادة فتح جميع الملفات القديمة والنظر في كافة الأفلام التي
قدمت في الستينات والسبعينات وتقول: »حتي هذه اللحظة لا استطيع استيعاب ما
يحدث فكيف يتم محاسبة شخص علي عمل فني مر عليه العديد من السنوات؟! فما
يحدث الآن يدفعني للقول بأنه من الممكن محاكمة الفنانين الذين رحلوا مثل
أنور وجدي، نحن نعيش كارثة حقيقية«.
وتضيف: »أصبح من السهل الآن تلفيق التهم،
فمن الممكن لأي شخص يشاهد فيلم لا يعجبه أن
يقوم برفع دعوي قضائية ضد العمل وأبطاله«.
وتكمل: »أتوقع خلال الفترة المقبلة محاكمة أحمد السقا علي
دوره في فيلم »ابن القنصل« وكذلك الفنانة ليلي علوي عن دورها في فيلمي »يامهلبية يا«
و»بحب السيما« كما أتوقع محاكمة أبطال فيلم »بالألوان الطبيعية«.
في النهاية أوضحت ماجدة بأن الحل الوحيد هو أن نقف جميعاً
يد واحدة وتقول: »الأمر لايخص الفنانين وحدهم ولكن
يجب للإعلام والصحافة أن تساند عادل إمام في تلك القضية، فمن الممكن أن نري
قضايا مرفوعة ضد النقاد والصحفيين لكتابتهم مقالات فنية تساند تلك
الأعمال«.
تدمير الفن
أما الناقدة إيريس نظمي فقد أوضحت خلال حديثها معنا بأن ما
يحدث الآن بمثابة الكارثة الحقيقية التي ستقضي علي الفن وتدمر السينما
المصرية التي تعد مصدر مهم للإقتصاد المصري وتقول: »إذا تحدثنا عن الفنان أو الفيلم الذي سوف
ينال نفس مصير عادل إمام خلال الفترة المقبلة فلا
يوجد اسم محدد لأن الدور سوف يكون علي السينما المصرية بأكملها وعلي الفن بشكل عام،
فهناك خطة لتدمير الفنانين وما يحدث ليس تصرفا شخصيا بل خطة مدروسة جيدا«.
وتضيف: »الشعب المصري
يعيش حالة إكتئاب بسبب ما يحدث، فكيف تتم محاكمة عادل إمام والذي
يعد ثالث رمز للفن المصري بعد أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، فكيف نسمح بإهانته
بعد هذا التاريخ المشرف، ولماذا تتم محاكمته بعد مرور عدة سنوات علي عرض
تلك الافلام وتحقيقها النجاح الضخم «.
ايريس اكدت بأن ما يحدث سفتح الباب
امام الدراما والسينما التركية والهندية والأمريكية لكي تغزو مصر بعدما
كانت تلعب دور الرائدة الفن في الشرق الأوسط.
محاكمة الفنانين
النقاد عصام زكريا أكد رفضه تحديد قائمة تتضمن أسماء الأعمال الفنية
والمبدعين المتوقع محاكمتهم خلال الفترة المقبلة موضحاً
بأن هذا الامر لن يحدث إلا في حالة واحدة وهي سيطرة المتطرفين علي الحكم ويقول:
»إذا حدث هذا الامر لن يصبح هناك فن وسيتم محاكمة كافة الفنانين ولكن لايوجد عمل سيتم منعه
دون الأخر، فجميع الاعمال سوف تتعرض للخطر«.
ويضيف: »ولكني أشعر بالإطمئنان وذلك لسببين الأول إن
سيناريو سيطرة المتطرفين علي مصر من المستبعد أن
يتحقق خاصة وأن الشعب المصري لن يتقبل عقولهم الرجعية أما السبب الثاني هو أنه
لايوجد لدينا أفلام مرفوضة من المجتمع فجميع الأفلام فرضت عليها الرقابة
الذاتية هذا بالإضافة إلي الرقابة علي المصنفات الفنية والتي تراعي عادات
وتقاليد المجتمع المصري«.
وعند سؤاله عن الموقف الذي
يجب أن يتخذ للخروج من تلك الأزمة أكد عصام بأن السيناريو القادم هو الذي
سوف يحدد مدي نجاحنا أوفشلنا في الخروج من تلك الأزمة ويقول: »لا أتوقع
استمرار المبدعين في التمسك بتلك القضية خاصة وأن أغلبهم
ينظر إلي التأليف والإبداع علي أنه وظيفة ولن
يضحوا بحياتهم من أجلها، فمعظمهم لا
يومنون بقيمة الفن وبالرسائل الهامة التي يقدمها«.
noura_nabil_90@yahoo.com