الزعيم عادل امام خلف القضبان ..
والحرية الى مثواها الاخير
!!
الزعيم في السجن ! نعم هذا هو واقع حال زعيم الكوميديا المصرية
والعربية على مدار سنوات طوال ، عادل امام الذي وعلى ما يبدو يُكافأ على
اعماله التي صُنفت باقلام اكبر النقاد على الساحة العربية واصدقهم واشهرهم
بانها الافضل.
الزعيم في السجن على جرم لم يرتكبه اصلا، والاتهام والحكم بُني على
اعمال قدمها من سنوات مضت.
هذا الحكم صدر على نجم الكوميديا في عصر التغيير، في عصر الانتفاضات
على الظلم وقمع الحريات، فصدر اول حكم بقمع الحريات وليس اي حريات بل حرية
التعبير تحديدا.
واذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فها نحن نقرأ العنوان العريض
للمرحلة المقبلة، وهل يكون هذا هو عنوانها الرئيسي خصوصا اننا شهدنا على
تغيير كبير طرأ على اراء بعض الفنانات وعلى رأسهن غادة عبد الرازق التي
تبرأت من الكثير من اعمالها السابقة، وغيرها وغيرها؟
هذه الحادثة ذكرتنا بالقرارات السابقة التي صدرت بحق افلام سينمائية
مصرية اصبحت من كلاسيكيات السينما العربية، فحكي عن منع عرض فيلم "ابي فوق
الشجرة" بسبب تضمنه قبلا جريئة وحذف كل مشاهد الرقص والقُبل من الافلام
المصرية القديمة التي سمحت بعرضها ما يُفترض بانها كانت رقابة حكم بائد ،
اذاً ما الذي تغير؟؟
قرار بحبس الزعيم ثلاثة اشهر لم يمر مرور الكرام على اهل الفن في مصر،
فالفنانة يسرا طالبت وعبر موقعنا بتحرك عاجل من الفنانين والنقابات
والصحافيين دفاعا عن عادل امام وحرية الابداع.
المخرج يسري نصر الله صرح بان سجن عادل إمام هو سجن لأي فنان، لأي
مفكر، ولأي إنسان لا يقبل سيطرة القوى السياسية التي تستغل الدين في
السياسة على عقولنا ومقدراتنا، الفنانة إلهام شاهين صرحت بالقول: "الحكم
بالحبس لعادل إمام كارثة على الوسط الفني، فهذا مؤشر خطير لانتهاء الفن
والفكر والثقافة".
من جانبه الكاتب مدحت العدل علق بالقول: " المقصود من حكم عادل إمام
هو الفن المصري الذي أثرى الوجدان العربي، والزعيم رمز لهذا الفن، المبدعون
لن يسكتوا، ولن نترك طيور الظلام تعبث بالوطن."..
بينما أكد الفنان أحمد راتب رفيق درب الزعيم في أغلب أعماله الفنية:
"الحمد لله، انتهت مشكلة العشوائيات والفقر، والغياب الأمني، والتخبط
القضائي.. ومافيش كذب للإخوان، ولا إحنا بنرجع للخلف.. والناس بقيت زي الفل
ومابقاش ناقصنا غير عادل إمام".
الفنانة المصرية رجاء الجداوي الذي شاركت عادل امام اكثر اعماله عبرت
عن استيائها بشأن قرار سجنه وقالت:" الثورة قامت من اجل حرية الأبداع وانا
سأقف إلى جانب عادل إمام".
الفنانة دلال عبد العزيز وصفت الحادثة ب"البايخة والغريبة" وقالت انها
تتعجب من محاسبة شخص على عمل تم تقديمه من سنوات طويلة، بينما الفنانة
مديحة يسري، أشارت بانه لا يجوز رفع شكوى ضد عادل إمام، وقالت"وإحنا مش
هنسكت؛ لأن الفن ثقافة لهم وللبلد وللشباب اللي هيمسك البلد بعد كده".
الكاتب وحيد حامد اكتفى بالقول :" لا تعليق على أحكام القضاء المصري"،
مشيراً إلى أنه في انتظار حكم الاستئناف وقال: "لا شك أن هذا الحكم يعد
كارثة، لكونه مقيدا للإبداع بشكل عام"، بينما الموسيقار حلمي بكر وصف الحكم
بالظالم.
يبقى أن نقول بأن الشارع الفني المصري بدأ بالغليان بسبب هذا الحكم
الصادر بحق الفنان عادل امام، والايام القليلة المقبلة ستشهد تصعيداً من
قبل المثقفين وزملاء عادل من الفنانين والكتاب والمخرجين والمنتجين.
اذا كانت اولى "بشائر" النظام الجديد هذا الحكم البشع على زعيم
السينما العربية بسبب اعمال مضى عليها اكثر من ربع قرن، فما هو مصير
الاعمال التي تم تقديمها في الماضي القريب؟ وكيف ستكون صورة السينما والفن
السابع؟ اسئلة تطرح اكثر من علامة استفهام.
الجميع اليوم بانتظار الاستئناف النهائي، واذا صدر الحكم النهائي وصار
الزعيم عادل امام خلف القبضان، فالحرية ستنتقل حتما في بلاد النيل الى
مثواها الاخير.
اسقاط الدعوى الثانية ضد عادل امام ..
والاولى تنتظر
الاستئناف
علمت النشرة من مراسلها في مصر أن القضاء المصري أسقط الدعوى المقدمة
ضد الفنان عادل امام، أمام محكمة جنح العجوزة في مصر وبالتالي أعلن براءته
هو والمخرج نادر جلال والمخرج محمد فاضل والمؤلف لينين الرملي والمخرج شريف
عرفة والكاتب وحيد حامد من تهمة الاساءة إلى الإسلام.
ورغم أن عادل امام ربح هذه الدعوى، الا أنه لا يزال يواجه الحكم
الصادر بسجنه 3 أشهر امام محكمة جنح الهرم، والتي ايدت امس الحكم الاولي،
والجميع اليوم بانتظار الاستئناف المقدم من محامي امام لمعرفة ما ستؤول
اليه هذه القضية.
خالد النبوي: أن يسجن أي مواطن مصري
وهو يعبر عن رأيه فهذه كارثة
رداً على على تأييد حكم حبس الممثل عادل امام، أكد الممثل خالد النبوي
على ثقته الكاملة في أحكام القضاء المصري، وأن كلامه ليس تعليقا على
أحكامه، وله كل الاحترام، ولكن أن يسجن أي مواطن مصري وهو يعبر عن رأيه
فهذه كارثة، وهل "يعقل أن تكبل حرية أي إنسان وهو يعبر عن رأيه"، فما بالك
بالفنان يسجن من أجل فيلم .. يسجن وهو يعبر عن رأيه، اذا فنحن على مشارف
الدخول لعصور الظلام مرة أخرى، وأشار النبوي إلى أن مثل هذه الاحكام تمثل
قتل للقوى الناعمة المصرية وهي الفن المصري، والتي كانت في يوم من الايام
في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ثاني أكبر دخل للاقتصاد الوطني بعد
القطن، ولكن من الواضح أن هناك إتجاهات وتيارات مختلفة تريد للسينما أن
تنتهي مثلما انتهى القطن، وهي كلها أساليب لقتل مصادر دخلنا، وأن تتهاوى
مصادرنا واحد تلو الأخر، ويتم التحكم فينا عن طريق رأس المال الخارجي.