ملفات خاصة

 
 
 

كانّ 78 - "قضية 137": دومينيك مول يفكّك السلطة الأمنية في فيلم يولد كلاسيكياً

هوفيك حبشيان - كانّ - "النهار"

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بفيلم جريء، صادق في تصويره، واضح في طرحه ودقيق في معالجته، أطلّ المخرج الفرنسي القدير دومينيك مول على جمهور ونقّاد مهرجان كانّ السينمائي في دورته الثامنة والسبعين (13 - 24 أيار)، كاشفاً عن نص سينمائي قلب معايير المسابقة مرتقياً بمستواها

الفيلم، الذي يحمل عنوان "قضية 137"، يأتي امتداداً لتقليد سينمائي فرنسي عريق من الأفلام السياسية التي تبحث عن الحقيقة. ينتمي هذا العمل إلى تلك المدرسة التي تتقاطع فيها السينما مع التحقيق البوليسي، مستعيداً روح أفلام كلاسيكية مثل "إ مثل إيكار" لهنري فرنوي، حيث يقترب القاضي (إيف مونتان) من الحقيقة إلى درجة انها ستقضي عليه

بدأ مول مسيرته بانطلاقة مدهشة مع "هاري، صديق يريد لكم الخير” (2000)، الذي أصبح اليوم يُعدّ من كلاسيكيات السينما الفرنسية. بعد سنوات، عاد ليؤكد مكانته بـ"ليلة الثاني عشر" (2022)، الذي يدور أيضاً في أوساط الشرطة، ويتناول ظاهرة العنف ضد النساء. وقد حقق هذا العمل، بعد عرضه في قسم "كانّ بروميير"، صدى نقدياً وجماهيرياً واسعاً، تُوّج لاحقاً بسبع جوائز "سيزار"، المعادل الفرنسي لـ"الأوسكار".

بعد أن تناول العنف القائم على النوع الاجتماعي، يأخذنا مول في جديده إلى منطقة أخرى من العنف: عنف الدولة ممثّلاً بالبطش البوليسي. يستلهم الفيلم من واقعة جرت في عام 2018، خلال ذروة احتجاجات "السترات الصفر" التي اجتاحت فرنسا، وخصوصاً باريس. عائلة من سان ديزييه، إحدى بلديات شمال شرق فرنسا المهمّشة والمنسيّة في عهد الرئيس ماكرون، قررت المشاركة في تلك الاحتجاجات، التي اتّسمت بتبادل العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن. لكن رصاصة مطاطية أطلقها أحد عناصر الشرطة على ابن تلك العائلة، ستغيّر مجرى حياته إلى الأبد. هنا تدخل ستيفاني (تؤدي دورها ببراعة ليا دروكير)، وهي محقّقة تعمل في المفتشية العامة للشرطة الوطنية – الجهاز المسؤول عن التحقيق في تجاوزات الشرطة – في صلب القضية، منكبّةً عليها بكلّ كيانها، إلى أن تصطدم بحدود العدالة وحدود النظام نفسه الذي تعمل في كنفه
يأخذنا الفيلم إلى قلب واقع معقّد ومتشابك. فستيفاني، التي ترفع لواء العدالة وتؤمن برسالتها إيماناً مطلقاً، تجد نفسها ممزّقة بين طرفين متنافرين: من جهة، الشرطة – المؤسسة التي تنتمي إليها بيئتها كاملةً، بما في ذلك زوجها وأصدقاؤها – ومن جهة أخرى، عائلة الضحية التي تتضامن معها بصدق، كونها تنتمي إلى الطبقة الاجتماعية نفسها وتدرك حجم الظلم الواقع عليها. من هذا الصراع الحاد بين الواجب المهني والضمير الإنساني، يولد فيلم يهدف إلى رد الاعتبار لضحايا عنف السلطة. لكنه لا يفعل ذلك من خلال استعراض معاناة الضحية فحسب، بل ينطلق من نقطة غير مألوفة: زاوية من يحرص على المحاسبة، من يعمل من داخل النظام لمحاولة إصلاحه ومنع تكرار الحالات الشاذة فيه
.

يقدّم مول عملاً سينمائياً تتشابك فيه الخطوط وتتصادم المصالح، طارحاً أسئلة أخلاقية بلا أحكام جاهزة. فبعد مسار طويل من التحري وجمع الأدلة، يبقى السؤال معلقاً: هل ستتمكن ستيفاني من جر الجناة إلى قاعة المحكمة ومحاسبتهم؟ وهل يمكن المؤسسة القضائية أن تواجه منظومة أمنية ترى في نفسها حاميةً للأمن القومي، في وقت يتعاظم فيه الغضب الشعبي تجاهها منذ احتجاجات "السترات الصفر" وما أعقبها من عنف وقمع ممنهج؟

مع "قضية 137" نجد أنفسنا حرفياً داخل النظام بكل تفاصيله. نشهد آليات التحقيق والأساليب المعتمدة، وكم هو مذهل أن نرى كيف باتت التكنولوجيا الحديثة تخدم في آنٍ واحد كلاً من العدالة... والقمع! نتابع سير التحقيق، نتلمّس نتائجه التي تصطدم مراراً بجدار "المصلحة العامة" كما تراها الدولة، تلك التي تُستخدم كحجة لتبرير الصمت أو التستّر. لكن الأهم من ذلك هو التحوّل الذي يُحدثه هذا التحقيق في داخل وجدان ستيفاني. يطلب منها أن تكتفي بنصف الحقيقة. يُطلب منها أن تُقصي قلبها ومشاعرها من القضية كي لا تُتّهم بالانحياز إلى الضحية، وأن تلتزم الحياد البارد لمعايير المهنة، حتى لا يُمسّ موقعها.

هذا ليس مجرد فيلم سياسي كبير، بل مرافعة للضحية ولمسؤولية الدولة في حمايتها. إنه فيلم عن الثقة المهجورة في من يُفترض أن يحمي الناس، عن هشاشة العلاقة بين المواطن والسلطة، وعن التصدّعات التي تشوب تلك العلاقة. النص، الذي تشاركه مول مع رفيق دربه المخرج جيل مارشان، يتمتّع بقدر عالٍ من النزاهة الفكرية والنقد الشجاع، فهو يُنصت إلى جميع الأطراف ويمنحهم مساحة متساوية للتعبير، من دون شعارات أو تبسيط. لكنه في النهاية يترك الكلمة الأخيرة للمشاهد، الذي سيخرج من الفيلم وهو يحمل رؤية دقيقة وشاملة عن النظام البوليسي الفرنسي، وعن شبكة العلاقات المعقّدة بين الأفراد والسلطة. العلاقات التي لا تقتصر على التوتر بين الدولة والمواطن فحسب، بل تمتد لتكشف عن مواجهات داخلية صامتة، لكنها عميقة، بين عناصر الشرطة أنفسهم – بعيداً من الاستقطابات، وبمنأى عن أي حلول جاهزة.

يقدّم مول فيلماً كلاسيكياً مشدود العصب، يخلو تماماً من عناصر الحركة التقليدية المرتبطة بأفلام التشويق والإثارة. لا مطاردات، لا مؤثرات تُلهب الحواس، بل توتر صامت يحبس الأنفاس، نابع من الإيقاع المدروس، والمفارقات المعقّدة التي تنفجر داخلياً بقوة تفوق أي رصاصة تُطلق. العالم البوليسي، بكل تفاصيله المعتادة، يُقدَّم هنا بواقعية شبه وثائقية، لكن مول لا يسلك طريق التوثيق المباشر، إنما يبني سرديته على الحوار والتفكير والتأمل، مُفسحاً المجال لسيناريو محكم يوفّر لحظات خفيفة من الدعابة، تساهم في منح الفيلم مصداقية وعمقاً إنسانياً.

هذا عمل يبيّن الفرق الجوهري بين مقاربة متسرعة وسطحية، وأخرى ناضجة، نابعة من بحث دقيق ونظرة فاحصة. "قضية 137" يُشعرنا أن صنّاعه يعرفون تماماً عمّا يتحدثون، وأن الفيلم يتقدّم بخطى واثقة نحو نهايته، من دون تردّد أو التباس. أما ليا دروكر في دور ستيفاني، فهي التجسيد الحي لهذا التوتر الذي يحكم الفيلم. طلّتها متماهية تماماً مع التناقضات: بين العدالة والانتماء، بين التضامن والمهنية، بين القانون والخلل الذي ينخره. من خلالها نلمس أن الفيلم لا يُعنى فقط بتعرية السلطة، بل أيضاً بنقد المجتمع الذي تحكمه منظومة متشابكة من الفساد وغموض الحدود بين ما هو أخلاقي وما هو قانوني.

 

####

 

مهرجان كانّ: دنيرو صَمَتَ وكانتيه عاد ليتكلّم بعد موته!

هوفيك حبشيان - المصدركانّ - "النهار"

كان كثيرون يترقّبون الماستركلاس الذي قدّمه روبرت دنيرو في مهرجان كانّ الثامن والسبعين (13 - 24 أيار)، غداة تكريمه، بوصفه إحدى اللحظات المنتظرة لهذا العام.

فقد امتدّ الطابور أمام صالة "دوبوسي" إلى مسافات طويلة، وسط حماسة عارمة من حفنة محظوظين ظفروا بمقاعدهم داخل القاعة، آملين لقاء أسطورة التمثيل. المفوّض العام للمهرجان، تييري فريمو، قدّم الجلسة بوصفها لحظة إستثنائية، مخاطباً الحاضرين بالقول: "ستتذكّرون انكم كنتم هنا". لكن ما كان يُفترض أن يكون درساً سينمائياً لا يُنسى، تحوّل إلى لحظة إحباط جماعي، ما إن تولّى المصوّر والمخرج جي آر مهمّة محاورة دنيرو. اختيار أقلّ ما يُقال فيه إنه كان كارثياً.

فالخطأ بدأ من هنا: إسناد مهمّة بهذه الحساسية إلى شخص لا يجيد فنّ الحوار، ولا يمتلك أدوات المحاور القادر على سبر أغوار ضيفه. فبدلاً من أن يدفع بدنيرو إلى البوح، أغرقه بأسئلة مطوّلة، غائمة، فاقدة للبوصلة. وكانت النتيجة سلسلة من الردود المقتضبة: هزّات رأس متتالية، كلمات مقتضبة، نظرات ساهمة، وأحياناً صمتٌ مطبق، كأن دنيرو يقول لنا: "لا شيء لديّ أضيفه". 

صحيح أن دنيرو ليس من طينة الفنّانين الثرثارين، بل يشتهر بالتحفّظ والاقتصاد في الكلام، بعكس صديقه المقرّب مارتن سكورسيزي، الذي يصبّ الكلام صبّاً. لكن ما حدث على مسرح "دوبوسي" تجاوز "صمته" المعتاد، وكشف خللاً في إدارة الحوار. كان ينبغي أن تُختزل الأسئلة، أن تتحوّل الجلسة إلى لعبة ذكية من الأخذ والردّ، لا إلى مونولوغ مملّ يتلوه جي آر، مرتكزاً على فيلم وثائقي يعمل عليه منذ فترة مع دنيرو. وبدل أن يكون هذا اللقاء احتفاءً بمسيرة أحد أعظم ممثّلي العصر الحديث، تحوّل إلى نافذة ترويجية لفيلم مبهم، بدا كأنه مشروع شخصي لجي آر

الضربة القاضية تمثّلت في عرض مقطع طويل من هذا الفيلم، دام نحو ربع ساعة. بدلاً من استعادة لتجربته الغنية، حظينا بمداخلات ساذجة من الجمهور، تتراوح بين رأيه في الوضع الجورجي إلى طلب نصائح في التمثيل. وحده صحافي إيطالي أنقذ الموقف نسبياً، عندما سأله عن اللحظة التي ولد فيها شغفه بالسينما. لحظة نادرة وسط بحر من التفاهة. لم يكن مفاجئاً أن تخرج الصحافة من الجلسة وهي تغلي. فقد عنونت صحيفة "لو باريزيان" تقريرها: "كيف دمّر جي آر ماستركلاس دنيرو"، فيما كتبت "ليبيراسيون" بأسى عن "إضاعة ظهر يوم بكامله في حوار عقيم ومتعب".

أمس، انطلقت المسابقة التي تضمّ 22 فيلماً، إلا أن بعضنا فضّل حضور افتتاحيات الأقسام الموازية وما تقدّمه من أعمال منتظرة. افتتح قسم "نظرة ما" بفيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري، بينما انطلق "أسبوعا صنّاع السينما" مع فيلم "أنزو"، آخر أعمال المخرج الراحل لوران كانتيه الذي أكمله رفيقه روبان كامبيو فأعاده إلى الحياة… ليتكلّم!

تدور أحداث الفيلم ”سماء بلا أرض“ في تونس، حيث تلتقي ماري، راعية كنيسة من ساحل العاج، ناني، وهي أم شابة تبحث عن بداية جديدة، وجولي، طالبة تحمل آمال عائلتها. وعندما تنضم إليهن كنزا، الطفلة الناجية من حادث غرق، يتحوّل منزلهن المتواضع إلى ملاذ دافئ لعائلة غير تقليدية تحاول التماسك وسط أجواء اجتماعية مضطربة.

بعد فيلمها "تحت الشجرة"، تواصل السحيري توثيق واقع الفئات المهمّشة، مذكرةً بأن الانتماء الأفريقي جزء عميق من هوية تونس. يستلهم الفيلم من تجارب المخرجة مع طلاب أفارقة من دول جنوب الصحراء جاؤوا إلى تونس للدراسة قبل موجة الهجرة الكبرى نحو أوروبا. أثار عالمهم الموازي اهتمامها: مقاهيهم الخاصة، ملاهيهم، متاجرهم وكنائسهم التي وُجدت داخل بيوت بسيطة، لتكون أكثر من أماكن عبادة؛ إنها فضاءات للحماية والتضامن ضد واقع قاسٍ يعارضهم.

الفيلم الثاني اختبار صعب دوماً، ومن خلال هذا العمل، أرادت السحيري أن تطرح رؤية إنسانية حادّة تتعلّق بالهجرة، الانتماء، والعيش المشترك في قارة تتقلّب بعيداً من التصورات النمطية، بيد أنه، رغم النيات الحسنة، فإن الأفكار الجيدة لا تصنع فيلماً ذا قيمة.

في المقابل، يقدّم "إنزو" تجربة سينمائية غنية ومعالجة دقيقة، مليئة بالحساسية العالية التي تميز مخرجه لوران كانتيه، الذي كان معروفاً بقدرته على تفكيك النفس البشرية ومعالجة قضايا الشباب. لا يمكن نسيان فيلمه "بين الجدران" الذي فاز بـ"السعفة" عام 2008، وهو مثال بارز على "مدرسته". هذه الحساسية تُضاف إليها لمسة روبان كامبيو، الذي عمل طويلاً مع كانتيه، قبل ان يقدم أفلاماً عدة أهمها "120 دقّة قلب في الدقيقة". بعد رحيل كانتيه، استعاد كامبيو مشروع رفيقه، ليضع اسمهما معاً على الفيلم في شراكة إخراجية، ليقصّا معاً قصة إنزو، المراهق الذي يعمل في البناء ويعيش في كنف عائلة ميسورة، ولكنه يشعر بالاختناق تحت وطأة التوقّعات التي يفرضها عليه والده الذي كان يطمح لرؤيته متخرجاً من جامعة.

خلال وجوده المستمر في الورش، وبينما يتضاءل الأفق داخل جدران الفيلا التي أصبحت خانقة، يلتقي إنزو بفلاد، عامل أوكراني، لتنشأ بينهما علاقة تفتح أمامه نافذة على عالم آخر، أكثر اتساعاً وأكثر صدقاً. ومع تجاوز الصعوبات الجسدية والعمل الشاق، يبدأ إنزو في إعادة تشكيل رؤيته لذاته ولحياته، بعيداً من حرص العائلة. الفيلم يتسم بنبرة قاطعة، ويحمل بصمات جانب معين من السينما الفرنسية الذي يولي أهمية كبيرة لدراسة الشخصيات على حساب الحبكة التقليدية.

 

النهار اللبنانية في

16.05.2025

 
 
 
 
 

قضية 137" يسترجع أزمة "السترات الصفراء" في "كان"

دومينيك مول يصور اضطراب الشرطة والضحايا بحثا عن العدالة

هوفيك حبشيان 

ملخص

مع "قضية 137"، يواصل المخرج الفرنسي دومينيك مول سبر أغوار الحقيقة السياسية في قلب المجتمع الفرنسي، مشرعاً أبواب النقاش حول السلطة، العدالة وحدود المنظومة السياسية والأمنية.

في مهرجان كانّ السينمائي الـ78 (13 - 24 مايو "أيار")، الذي عرض فيه جديده ضمن المسابقة، أكد مول مرة أخرى بعد عمله الأخير "ليلة الثاني عشر"، أنه مخرج ذو طاقة استثنائية في خلق نصوص بصرية تعكس الواقع بكل قسوته وتعقيداته. فيلمه هو إلى الآن أحد أهم ما شاهدناه في الأيام الأولى لهذا الحدث الفرنسي الدولي الذي لا يزال في بدايته.

"قضية 137" ليس مجرد فيلم درامي بوليسي، إنما يأتي في إطار تراث طويل من الأفلام الفرنسية التي تناضل من أجل الحقيقة وتنقب في التوترات الاجتماعية والسياسية بشجاعة لا مثيل لها، وثمة دائماً في هذه الأفلام من يقف بالمرصاد من داخل المنظومة. الفيلم يستعيد تلك المدرسة السينمائية التي تشارك في تشكيل وعي الجمهور السياسي، ولكن من دون اصطفاف قائم على الخير والشر. في هذا السياق، يعيد مول إلى الأذهان أفلاماً كلاسيكية تلامس تعقيدات السلطة والحقيقة، وتقدم نموذجاً سينمائياً يتم فيه تقاطع التحقيقات البوليسية مع القضايا الاجتماعية الكبرى.

تاريخياً، يعرف مهرجان كان بقدرته على إثارة الجدل، ويصعب حصر عدد الأفلام ذات الطابع الفضائحي التي عرضت هنا. إلا أن فيلم مول يبتعد عن هذا النمط من السينما، فهو يأتي بمقاربة مغايرة، كأن يضرب بيد من مخمل. صحيح أن الفيلم سياسي بالدرجة الأولى، ويعكس الواقع الذي عاشته فرنسا في عهد الرئيس ماكرون، ولكن، وكما قال المفوض العام تييري فريمو مراراً، فإن المهرجان يتخذ طابعاً سياسياً عندما يقرر السينمائيون التوجه في هذا الاتجاه، وهو الأمر نفسه الذي قد يحدث إذا قرر هؤلاء السينمائيون صناعة أفلام رومانسية.

إذاً، يعود بنا الفيلم إلى 2018، في واحدة من أعنف فترات تاريخ فرنسا المعاصر، أي أثناء تظاهرات "السترات الصفر". كانت هذه الاحتجاجات تعبيراً عن الغضب الشعبي ضد سياسات الرئيس ماكرون، وما صاحبها من مظاهر عنف، سواء لدى المتظاهرين أو قوات الأمن. في قلب هذه الأحداث، نشهد مأساة عائلة من مدينة مهمشة، بعدما يصاب أحد أبنائها برصاصة مطاطية من بنادق الشرطة فتصيبه بإعاقة دائمة. تبدأ محققة تدعى ستيفاني (ليا دروكير)، تعمل في "الإدارة العامة للرقابة على الشرطة"، في التحقيق في الحادثة، فتكتشف من كثب حدود العدالة في ظل نظام أمني يتحصن خلف مبررات "المصلحة العامة"، وعدم المساس بعناصر الشرطة الذين يحمون الوطن، خصوصاً عند الهجمات الإرهابية.

الصراع الداخلي

العمق الذي يميز "قضية 137" هو معالجته الأخلاقيات والصراع الداخلي الذي يعصف بشخصية ستيفاني. هي موظفة في جهاز الشرطة، تتبنى مبدأ العدالة بحماسة والتزام شديدين، ولكن مع تقدم الأحداث، نجدها تواجه عوائق كثيرة، من بينها التوتر بين وظيفتها المهنية وواقعها الاجتماعي، فهي تتشارك مع الضحية (تأتي من المدينة نفسها)، بقدر ما تتشارك مع الشرطة. وعلى رغم التزامها العميق مبادئها، تكتشف أن التحقيقات تتجاوز الحقائق البسيطة وتخترق مفاهيم العدالة التي تتبناها، مما يجعلها أمام معضلة كبيرة بين الواجب والتعاطف. وبعد أن تأخذ القضية مساراً متشابكاً، يتصاعد التوتر حول سؤال أساس: هل تكون ستيفاني قادرة على محاسبة أفراد الشرطة المسؤولين عن الحادثة؟ في مواجهة حصار المؤسسات الأمنية الحريصة على حماية النظام القائم، تقف ستيفاني على مفترق طرق، هل تكون قادرة على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية؟

إذا كانت أفلام الثريللر تعتمد على التقطيع السريع، فإن مول هنا يعرض لنا فيلماً يتسم بالبطء المدروس والتوتر الصامت. بدلاً من أن تستهلكنا حركة سريعة أو مشاهد تقليدية، يقدم الفيلم حالاً من الإحساس المتصاعد الذي يخرج من حوارات مركزة، تفاصيل دقيقة ونظرة فاحصة على آليات النظام البوليسي. التكنولوجيا والوسائل الحديثة في التحقيقات تظهر على الشاشة كأداة مزدوجة، تخدم العدالة من جهة، ولكن توظف أيضاً في الحفاظ على السلطة من جهة أخرى. من خلال سرد متقن لحكاية انتهاك، يأتي الفيلم بنقد ذكي وبناء للمؤسسات وللعلاقات المتشابكة داخله، مضيئاً على هشاشة الثقة بين المواطن والدولة.

يقول مول إنه كثيراً ما اهتم بالكيفية التي تعمل بها "الإدارة العامة للرقابة على الشرطة" في فرنسا، خصوصاً أن الموضوع يتعلق بعناصر شرطة يحققون في تصرفات زملائهم، وهذا وحده مادة تليق بالسينما لكونها حمالة أوجه. هؤلاء المحققون يعيشون وضعاً لا يحسدون عليه، فهم غالباً ما يتعرضون للازدراء أو حتى الكراهية من زملائهم في العمل، في حين ينتقدون من بعض وسائل الإعلام التي تتهمهم بالتناقض، لكونهم يقيمون العدالة داخل جهاز الشرطة نفسه. ولعل رغبة مول في "اختراق" هذا الجهاز يأتي من حقيقة أن هناك القليل من الوثائق المتوافرة حول "الإدارة العامة للرقابة على الشرطة"، من كونها مؤسسة كانت فترة طويلة مغلقة وغير شفافة، نادراً ما تظهر في الأفلام أو الروايات، وعندما تظهر يكون ذلك غالباً في شكل عابر، وغالباً ما تكون في صورة نمطية أو مبالغ فيها. يقول مول: "هذه الندرة زادت من فضولي. بفضل نجاح فيلم "ليلة الثاني عشر"، وبفضل الانفتاح الذي أظهرته المديرة الجديدة للإدارة، التي كانت للمرة الأولى قاضية وليست شرطية، أتيحت لي فرصة نادرة للغوص في أجواء عمل هؤلاء الناس، فتمكنت من متابعة المحققين والمحققات أثناء تأدية مهامهم".

أخيراً، يصعب الحديث عن الفيلم من دون الإشادة بليا دروكير في دور ستيفاني. فهي تجسد شخصية معقدة تجمع بين العاطفة والواجب. تجسد دروكير ببراعة الشخصية التي تحاول تحقيق العدالة في عالم يعصف به الفساد، وتواجهها عواقب المواقف الأخلاقية المرهقة. من خلال شخصيتها، يعكس الفيلم صورة التوتر بين الوفاء للمبادئ الشخصية والتزام المنظومة التي هي، على رغم كل شيء، جزءاً منها.

 

الـ The Independent  في

16.05.2025

 
 
 
 
 

The Chronology of Water يقدم كريستين ستيوارت كمخرجة

في مهرجان كان السينمائي

سيدتي - نهى سيد

في اليوم الرابع من مهرجان كان السينمائي 2025 الذي انطلقت فعالياته يوم 13 مايو والتي تيتمر حتى 24 مايو الجاؤي، تستمر الأجواء الساحرة على السجادة الحمراء، حيث اجتمع عدد من نجوم السينما وصناع الأفلام في مشهد يعكس تألق النجوم في أجواء مبهرة تليق بهذا الحدث العالمي، حيث شهد اليوم العرض الأول لفيلم كريستين ستيوارت The Chronology of Water الطويل، الذي تشارك به ضمن قسم نظرة ما.

كريستين ستيوارت بإطلالة بيضاء في العرض الخاص لفيلمها The Chronology of Water

انضمت كريستين ستيوارت لطاقم فيلم The Chronology of Water، الذي يُعرض ضمن أفلام مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي، وضمت السجادة الحمراء العديد من النجوم وهم إيموجين بوتس، ثورا بيرش، كيم جوردون.

ويُعد فيلم The Chronology of Water هو أول تجارب النجمة كريستين ستيوارت لإخراج الأفلام الروائية الطويلة بعد أن أخرجت الفيلم القصير Come Swim عام 2017.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "ليديا يوكنافيتش" والتي نشأت في بيئة ممزقة يملؤها العنف، ليبدو لها بأن مصيرها سيكون التدمير الذاتي والفشل هو نهاية الطريق، حتى منحتها الكلمات حريةً لم تكن تتوقعها في شكل أعمال أدبية.

ويأتي الفيلم مُقتبساً من كتاب السيرة الذاتية لـ"ليديا يوكنافيتش" والذي حقق أعلى مبيعات ويسرد رحلتها في البحث عن صوتها الخاص واكتشاف طريقة لتحويل الصدمات إلى فن وبشكل خاص الصدمات التي تعيشها النساء، ويُجسد دور البطولة في الفيلم الممثلة إيموجين بوتس.

التجربة الأولى لـ كريستين ستيوارت بعالم الإخراج

ولم يكن فيلم "The Chronology of Water" هو التجربة الأولى لنجمة هوليوود كريستين سيتوارت في عالم الإخراج السينمائي، حيث قدمت من قبل تجربتها الأولى بعالم الإخراج السينمائي؛ وذلك من خلال الفيلم القصير Come Swim والذي تم عرضه عام 2017، وجاء من تأليفها أيضاً. ونجحت ستيوارت من خلال الفيلم في تقديم صورة مزدوجة لحياة رجل خلال يومه ما بين الانطباعية والواقعية.

 

####

 

أنجلينا جولي والنجوم في حفل Trophee Chopard

الذي يجمع صناعة المجوهرات الفاخرة والإبداع الفني

سيدتي - نهى سيد

على هامش النسخة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي بيومه الرابع، يُقام حفل توزيع جوائز النسخة الخامسة والعشرين من جائزة "تروفي شوبارد" Trophée Chopard Award، التي تحتفل بالمواهب الشابة في عالم التمثيل، والتي يتم منحها لممثل وممثلة صاعدين أظهرا موهبة لافتة في بداية مسيرتهما الفنية.

أنجلينا جولي تنضم لضيوف الحفل

من أبرز ضيوف الحفل هي النجمة العالمية أنجلينا جولي- عرابة جائزة شوبارد- حيث ستقدم الجائزة لنجمة فيلم "ليتيتيا" Laetitia ماري كولومب، وممثل فيلم "وارفير" Warfare فين بينيت، خلال الحفل المقام على شاطئ كارلتون اليوم والمستمر حتى يوم 19 مايو الجاري. ويُشارك في الحفل رئيسة مهرجان كان السينمائي، إيريس نوبلوش، والمندوب العام، تييري فريمو، والرئيسة المشاركة والمديرة الفنية لدار شوبارد، كارولين شوفيل.

وبالإضافة لأنجلينا جولي التي تألقت بإطلالة بيضاء بينما تترك شعرها الأشقر منسدلاً على كتفيها، هناك العديد من النجوم في حضور الحفل منهم هالي بيري، كوينتن تارانتينو، دانييلا بيك، مارينا روي باربوسا، ألبا روهرفاشر، كلوتيلد كورو، رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش، عضو لجنة التحكيم ليلى سليماني، كارلا بروني، وليام أبادي، عضو لجنة التحكيم جيريمي سترونغ، والمزيد من النجوم.

وقالت أنجلينا جولي عن تقديمها للجائزة هذا العام: "يشرفني أن أكون ضيفة شرف في مهرجان كان السينمائي، ويسعدني أن أحظى بفرصة تكريم الفنانين الشباب وأعمالهم الاستثنائية".

وبالمثل، تنضم جولي إلى كوكبة مرموقة من ضيوف الشرف والعرابين السابقين، بمن فيهم تشارليز ثيرون، كيت بلانشيت، جوليان مور، تشانغ زيي، جوليا روبرتس، روبرت دي نيرو، وشون بن.

شوبارد تعشق السينما

منذ عام 1998، شكّلت شوبارد ثنائيًا متألقًا مع مهرجان كان السينمائي، الذي تُعد ماركة المجوهرات الفاخرة شريكًا رسميًا له، حيث تقدم شوبارد جائزة السعفة الذهبية وجميع الجوائز المُقدّمة في نهاية المسابقة، كما تحرص أيضاً على دعم الجيل الصاعد في صناعة السينما من خلال تقديم جائزة شوبارد سنويًا لممثل وممثلة شابين. كما أنها ترافق النجمات بإبداعاتٍ رائعة من المجوهرات الفاخرة من مجموعة السجادة الحمراء.

وقد أُطلقت جائزة "تروفي شوباردعام 2001، وهي تُكرّم المواهب السينمائية العالمية الصاعدة، وتُكرّم كل عام ممثلةً وممثلًا واحدًا من ذوي المسيرة المهنية الواعدة. ومن بين الحائزين السابقين على الجائزة: ماريون كوتيار، ديان كروجر، ليا سيدو، فلورنس بيو، جيسي باكلي، نيلز شنايدر، جيريمي إيرفين، وجو ألوين.

وقد أثمر هذا التكريم عن المزيد من الإنجازات، حيث فازت كوتيار بجائزة أوسكار، كروجر بجائزة تمثيل في مهرجان كان، سيدو بجائزة السعفة الذهبية، شنايدر بجائزة سيزار، ورُشّح كلٌ من بيو وباكلي لجوائز الأوسكار بعد حفليهما.

وفي العام الماضي، قدمت ديمي مور الجائزة إلى صوفي وايلد ومايك فايست. ومن المعروف أن فائزين سابقين، مثل كوتيار وسيدو وكروجر، يعودون كعرّابين بعد أن يتقدموا في مسيرتهم الفنية.

 

####

 

محمد التركي يشيد في حديث خاص لـ سيدتي

من مهرجان كان بفعالية المرأة في السينما ويهنىء فيصل بالطيور

سيدتي - نت

شهد اليوم الثالث من مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ 78 والذي بدأت فعالياته في 13 مايو الجاري وتستمر حتى الـ 24 منه، حفل المرأة في السينما Women in Cinema الذي أقامته مؤسسة البحر الأحمر السنيمائي. وتعتبر هذه الفعالية احتفالية هامة لتسليطها الضوء على إنجازات الممثلات والمنتجات والمخرجات والمبدعات من مختلف دول العالم اللواتي تركن أثراً بارزاً في عالم السينما وصناعة الترفيه.

ويعتبر محمد التركي المنتج ومستشار مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من أبرز الفاعلين الذين لعبوا دوراً مهماً ومايزالون في فعالية "حفل المرأة في السينما" منذ لحظة انطلاقها حتى الآن. "سيدتي" وعلى هامش "حفل المرأة في السينما "، التقت محمد التركي المنتج والمستشار الحالي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي في لقاء خاص عن هذه الفعالية والرسالة التي وجهها للرئيس التنفيذي الحالي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي فيصل بالطيور بالاضافة لأمور أخرى تطرقنا إليها معه في هذا اللقاء:

محمد التركي:

بدأنا فعالية "المرأة في السينما" مع انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي

بعد الترحيب بالمنتج محمد التركي، استهلت "سيدتي" الحديث معه وسألته:" ما شعورك من جهة وأنت متواجد دوماً في منزلك، أي في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي ومهرجان كان وفعالية "المرأة في السينما"، في ظل اختيار مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هذا العام سبع نساء من دول وقارات مختلفة سجلن بصمة في السينما لتكريمهنّ، ومن جهة أخرى، ما الذي تعنيه لك فعالية " المرأة في السينما"؟ وعن ذلك، أجاب محمد التركي قائلاً: "بدأنا فعالية "المرأة في السينما"، مع انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي منذ 5 سنوات. وتسلط هذه الفعالية الضوء كل عام على النساء ممن هنّ أمام الكاميرا وخلفها، من السعودية والعالم العربي والهند وآسيا. كما أنه في كل عام بات يسجل ازدياد ملحوظ بالإنتاج السينمائي للمخرجات العربيات.

بالاضافة لذلك كان هناك العديد من أفلام لمخرجات سلّطنا الضوء عليها من خلال المشاركة بالمسابقات في المهرجانات مثل كان وفينيسيا. وهذا طبعاً أمر مهم جداً ليس فقط في العالم العربي إنما في العالم. ونحن في السعودية مهّدنا الطريق أيضاً أمام ذلك، ومازلنا نتابع هذه الإنجازات على المستوى العالمي ونقوم بتقديم الدعم لقوى نسائية أكثر من أميركا. وهذا أمر جميل جداً.

محمد التركي:

فيصل بالطيور صديق وأخ غالٍ وأبارك له عبر "سيدتي"

وعن الرسالة التي يوجهها بصفته مستشار مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، للمنتج والرئيس التنفيذي الحالي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي فيصل بالطيور الذي لمسنا اليوم روحاً جميلة بحضوره المهرجان، أضاف محمد التركي قائلاً:" طبعاً أتمنى له كل الخير. فيصل صديق وأخ غالٍ. وأول ما بلغني خبر تعيينه، سعدت له وتحدثت إليه. هو شخص تربطه علاقة كبيرة ووثيقة بالسينما، بالاضافة لكونه منتجاً سينمائياً شغوفاً. وكان لديه أفلام عدة شاركت في مهرجانات عالمية. هو شخص محبوب من الجميع. أنا سعيد جداً لأجله. وإن شاء الله نرى أشياء في النسخة المقبلة وغيرها من النسخ الأخرى القادمة من المهرجان تكون أكبر وأجمل.
نحن كلنا بالنهاية فريق واحد. ولدينا مهمة نعمل عليها ألا وهي إيصال إنتاجاتنا للعالم. ونريد أيضاً أن ننمّي القطاع السينمائي في السعودية والشرق الأوسط. وبصراحة هذا الهدف يولّد شعوراً جميلاً جداً. وأنا أتمنى لفيصل كل التوفيق وأبارك له منصبه عبر "سيدتي
".

محمد التركي:

هذا أكثر ما أحبه في السينما

وعن أكثر ما يحبه في السينما، أجاب محمد التركي قائلاً:"أحب مشاهدة الأفلام ورواية القصص أيضاً. أشعر أن السينمائيين يحبون رواية قصصهم للعالم. لذلك شكّل هذا الأمر مصدر اهتمامي لدى دخولي مجال الإنتاج، وكان من الأسباب الرئيسية التي ترافقت مع اختياري القصص التي تعجبني والعمل عليها وتنفيذها، وبالتالي حرصت أن يرى جمهور كبير هذه القصص التي أختارها ويستفيد منها أيضاً بالمقابل. كثيرة هي الأفلام التي أنتجتها مثل Arbitrage وAt Any Price وغيرهما وصولاً إلى آخر الأفلام التي أنتجتها، وكانت كلها تتضمن قصصاً تعني لي الكثير.

حفل فعالية المرأة في السينما يكرّم سبع نساء

وكانت قد أقيمت أمس الخميس 15 مايو فعالية "المرأة في السينما" Women in Cinema التي تحتفل بالنساء اللواتي يُحدثن نقلة نوعية في مسيرتهن المهنية من جميع أنحاء العالم العربي وآسيا وأفريقيا، سواء من هنَّ أمام الكاميرات أم من هنَّ خلفها، وذلك على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي في ثالث أيامه، وبحضور النساء المكرمات وكذلك عدد من نجوم السينما ومشاهير العالم.

وشهدت السجادة الحمراء للفاعلية حضور كلٌ من المكرمات السبع وهن: الكاتبة والمخرجة الزامبية الويلزية رونغانو نيوني، الممثلة الجنوب آسيوية جاكلين فرنانديز، الممثلة المصرية أمينة خليل، الممثلة السعودية إلهام علي، الممثلة التايلاندية إنجفا واراها، المخرجة السورية جايا جيجي، والمخرجة والفنانة السعودية سارة طيبة.

كما شهدت السجادة الحمراء توافد المنتج فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، يسرا، جيسيكا ألبا، ريا أبي راشد، هنا العمير، رزان جمَّال، أليساندرا أمبروسيو، كاثرين دينوف، شانينا شايك، جوليت بينوش، ظافر العابدين، إيموغن بوتس، إيزا غونزاليس، دانيال كالويا، أشيفاني بانديا مالورتا، هيفاء المنصور، فرحانة بودي، فاطمة البنوي، مراد مصطفى، سوسن يوسف، والمزيد.

 

####

 

Eddington يجمع خواكين فينيكس

والمخرج آري أستر للمرة الثانية في السينما

سيدتي - حاتم سعيد حسن

تُقام اليوم، على هامش الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي 2025، فعالية السجادة الحمراء الخاصة بالعرض العالمي الأول لفيلم Eddington، من بطولة النجم العالمي خواكين فينيكس والذي سيحضر تلك الفعالية بحضور مُخرج الفيلم آري أستر ونجوم وفريق عمل الفيلم.

أحداث وفريق عمل فيلم Eddington

تم إنتاج الفيلم الأمريكي Eddington عام 2025، وجاءت أحداثه أثناء انتشار جائحة كورونا بمدينة إدينغتون، وهي مدينة خيالية في نيو مكسيكو، ويستعرض الفيلم اندلاع مواجهة عام 2020 بين عمدة بلدة صغيرة، والذي يُجسد شخصيته الفنان خواكين فينيكس، ورئيس البلدية والذي يُجسد شخصيته الفنان بيدرو باسكال، مما يؤدي إلى اشتعال برميل مملوء بالبارود، لتستمر أحداث الفيلم في إطار من الإثارة.

ويأتي الفيلم من تأليف وإخراج آري أستر، ويُشارك ببطولة الفيلم خواكين فينيكس، بيدرو باسكال، إيما ستون، أوستن بتلر، لوك غرايمز، والعديد من الفنانين، وكان قد تم الإعلان عن طرحه بدور العرض السينمائي في شهر يوليو القادم.

Beau Is Afraid يجمع خواكين فينيكس وآري أستر للمرة الأولى في السينما

ويُعدّ فيلم Eddington هو التعاون الثاني بين النجم العالمي خواكين فينيكس والمُخرج والكاتب آري أستر في السينما، حيث كانا قد تعاونا من قبل في فيلم "Beau Is Afraid"، والذي تم عرضه عام 2023.

وجاء فيلم Beau Is Afraid من تأليف وإخراج آري أستر، ودارت أحداثه حول شخصية "بو"، والذي كان يعيش طوال حياته مُتأثراً بعلاقته السلبية مع والدته، وحينما ترحل عن الحياة يُقرر الانطلاق في مغامرة إلى منزل الطفولة، والذي نشأ به ليعيش رحلة مليئة بالمخاطر والذكريات.

وجاء الفيلم من بطولة خواكين فينيكس، باركر بوزي، إيمي ريان، كايلي روجرز، ناثان لين، والعديد من الفنانين، وقد تم عرض الفيلم بعدد من المهرجانات، وتم ترشيحه لعدد من الجوائز.

 

####

 

لأول مرة في تاريخها.. جائزة غولدن غلوب حاضرة في مهرجان كان السينمائي

سيدتي - نهى سيد

جائزة غولدن غلوب Golden Globe السنوية الشهيرة، التي يُقام حفلها في يناير من كل عام لتكريم الإنجازات المتميزة في مجالي السينما والتلفزيون، ستكون حاضرة للمرة الأولى في تاريخها بمهرجان كان السينمائي الدولي الذي انطلقت فعالياته يوم 13 مايو لتستمر حتى 24 مايو أيضاً.

غولدن غلوب حاضرة في مهرجان كان

أعلن سوق كان السينمائي، المعروف أيضًا باسم Marché du Film من خلال حسابه على إنستغرام مشاركة جائزة غولدن غلوب بمهرجان كان السينمائي من خلال إعلان جاء به: "هذا العام، تُطلق غولدن غلوب ومؤسسة أرتميس الصاعدة Artemis Rising جائزةً جديدةً ومؤثرةً في سوق الأفلام تكريمًا لمخرج أفلام وثائقية صاحب رؤيةٍ ثاقبةٍ غيّرت أعماله نظرتنا للعالم"، وتابع البيان: "انضموا إلينا في حفل توزيع جوائز مُلهمٍ وجلسة نقاشٍ مُحفّزةٍ للتفكير حول التأثير المُتزايد لسرد القصص الوثائقية، وتأثيرها العالمي المُتنامي، ودور الصناعة في دعم هذه الأصوات الحيوية"

ومن المقرر أن تقدم الممثلة والموسيقية تيسا تومسون أول جائزة غولدن غلوب للأفلام الوثائقية خلال مهرجان كان السينمائي. ويُقام حفل إطلاق الجائزة وفعاليته في 19 مايو بدعم من شركة "ثينك-فيلم إمباكت برودكشن" Think- Film Impact Production. ستُدير دانييل توركوف ويلسون، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية، حلقة نقاش حول حفل توزيع الجائزة، والتي سيشارك فيها أيضًا ريمي لينيه، رئيس برنامج "لا سكام" للأفلام الوثائقية في مهرجان كان السينمائي، ووايت دريفوس المؤسسة المشاركة لشركة إمباكت بارتنرز، وسيحصل الفائز على جائزة نقدية قدرها 10,000 يورو تقديرًا لمساهمته في مجال الأفلام الوثائقية.

قالت ريجينا ك. سكالي، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة أرتميس رايزينغ: "تفخر مؤسسة أرتميس رايزينغ بتسليط الضوء على الأفلام الوثائقية المتميزة في مهرجان كان السينمائي. نؤمن بأن السرد القصصي المؤثر اجتماعيًا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالمنا المتغير باستمرار. ويسعدنا التعاون مع جوائز غولدن غلوب لتقديم هذه الجائزة الافتتاحية المهمة لمخرج أفلام وثائقية، والارتقاء بهذا النوع من الأفلام".

لجنة تحكيم الجائزة

تضم لجنة تحكيم الجائزة: رئيسة جوائز غولدن غلوب هيلين هوني؛ جيرالين وايت دريفوس المؤسسة المشاركة لشركة إمباكت بارتنرز؛ ريجينا ك. سكالي، مؤسسة ومديرة تنفيذية لمؤسسة أرتميس رايزنغ، ودانييل توركوف ويلسون المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة "ثينك-فيلم إمباكت برودكشن". ستختار اللجنة صانع أفلام فائزًا من بين المتأهلين للنهائيات وهم: راؤول بيك، ويوجين جاريكي، وأليكس جيبني، وماريسكا هارجيتاي، وأندرو دومينيك، والذين عرضت أفلامهم الوثائقية لأول مرة في مهرجان كان لهذا العام.

 

####

 

هذا ما قالته إلهام علي وسارة طيبة لـ سيدتي عن تكريمهما في مهرجان كان

سيدتي - نت

أجرت "كاميرا سيدتي" لقاءً خاصاً مع الفنانتين السعوديتين إلهام علي وسارة طيبة، بالتزامن مع تكريمهما من قبل مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، في مبادرة "المرأة في السينما"، الذي يقام على هامش فعاليات الدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث يتم الاحتفاء بالفنانتين السعوديتين ضمن 6 شخصيات نسائية مؤثرة في عالم السينما.

إلهام علي: تكريم اليوم تمكين حقيقي لنا

في البداية، أشادت الفنانة إلهام علي بحضور "سيدتي" الدائم في جميع المحافل، مضيفة: "بالنسبة لي فرحانة جداً، واليوم أرى فنانات سعوديات يصعدن بخطوات ثابتة ومدعومات، وهناك تمكين حقيقي، وحضورنا هنا ليس بسبب التمثيل فقط، وإنما بشكل عام حضورنا في الصناعة يؤكد أننا نصعد السلم خطوة بخطوة، وأنا مبسوطة جداً اليوم ومعي الجميلة سارة طيبة، فنحن موجودتان لنمثل بلدنا، وإن شاء الله يكون خير تمثيل.

الفنانة سارة طيبة، أكدت خلال اللقاء أن لديها فكرة وتشعر بارتباطها بسيدات أخريات أيضاً، موضحة: "ساعات يكون عندنا كسيدات شكّ في أنفسنا، ونستكثر على أنفسنا النجاح، ولذلك أنا قررت أن تكون هذه هي لحظة الاستحقاق العالية، وأحس أنني تعبت فعلاً، وأشتغل على نفسي وأنني في المكان الصح، والوقت الصح، ومع الناس الصح، الحمد لله فخورة بنفسي ومن حولي أيضاً".

وعن النساء في السينما، ورؤية فنانة استطاعت تحقيق مشوار كبير وملهم، قالت إلهام علي إنه من الصعب جداً تحديد أبرز سيدة في السينما حالياً، موضحة: "الفن عبارة عن أذواق تختلف مع الوقت، وبالنسبة لي مودي في الوقت الحالي ذاهب إلى النجمة العالمية ساندرا بوليك، فأحب متابعة أعمالها الجديدة والقدمة، ويأتيني إلهام معها جداً، وأشعر أنني أقتبس منها العديد من الأمور.

سارة طيبة: تأثرت بالصناعة المصرية وأحب مشوار منى زكي

فيما أكدت سارة طيبة أنه عندما يتم الحديث عن النساء في السينما؛ يخطر في بالها أسماء فنانات مهمات في الصناعة، وشهدت مشوارهن منذ صغرها، وبدأت تستوعبهنّ، مشيرة إلى أن من هذه الأسماء المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري، وكذلك مواطنتها مريم نعوم؛ التي تعتبرها كاتبة عظيمة، ومعظم المسلسلات التي تعجبها تجدها من تأليف مريم نعوم، كما تحب رحلة منى زكي، لافتة إلى أنها تأثرت كثيراً بالصناعة المصرية، باعتبارها صناعة عربية حقيقية.

ويُعد حفل "المرأة في السينما" السنوي، الذي تُنظّمه مؤسسة البحر الأحمر السينمائي ضمن فعالياتها في كان، من أبرز المحطات خلال المهرجان. ويحتفي الحفل هذا العام بست شخصيات نسائية مؤثرة في عالم السينما، وهنّ: المصرية أمينة خليل، السعودية إلهام علي، السعودية الصاعدة سارة طيبة، التايلاندية إنغفا وراها، المخرجة السورية غايا جيجي، والنجمة العالمية جاكلين فرنانديز.

يُذكر أن دورة مهرجان كان السينمائي 2025 تأتي تحت شعار العودة إلى الرومانسية والطابع الفرنسي الكلاسيكي العريق للملتقى السينمائي الأبرز عالمياً، وتم اختيار فيلم "PARTIR UN JOUR" للمخرجة أميلي بونان للعرض بحفل الافتتاح، والذي يعدّ التجربة الأولى لها بالأفلام الروائية الطويلة، كما يعد اختيار الفيلم بمثابة تكريم لم يحظَ به أي مخرج آخر من قبل.

 

سيدتي نت السعودية في

16.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004