ملفات خاصة

 
 
 

دنيرو وتشابلن وليفي في أول يوم كانّ 78:

الحياة أغنية وبحث عن ذهب ومحاربة الروس

هوفيك حبشيان - كانّ - "النهار"

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شهد اليوم الأول من الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كانّ (13 - 24 أيار) سلسلة من الأحداث اللافتة.

ولنبدأ بالتسلسل الزمني: عند الساعة الأولى والنصف بعد الظهر، احتشد عدد من الأشخاص أمام صالة بازان لحضور عرض أحد الأفلام الثلاثة التي قُدِّمت (خارج التشكيلة الرسمية)، في إطار المبادرة الخاصة بالإضاءة على الحرب المستمرة في أوكرانيا. الفيلم المعروض، بعنوان "حربُنا"، هو من إخراج الفيلسوف الفرنسي المثير للجدال والمسيس جداً برنار هنري ليفي. سواء أعجبتك أفلام BHL أم لم تفعل (شخصياً، لم أجد ما يثير في أيٍّ منها)، فإن ما لا يمكن إنكاره هو نشاطه الدؤوب واستعداده الدائم للانخراط في قلب الحدث. فهو لا يتردّد في النزول إلى ساحات القتال، متحدّياً الأخطار، مرتدياً بذلته السوداء وقميصه الأبيض المفتوح عند الياقة، نراه يركض تحت نيران القصف الروسي، كأنما يسعى لأن يكون جسده في خدمة قضية حماية أوروبا من بوتين، لا مجرد عقل يُنظّر من مقاهي باريس. هذا ما جعل بعضهم يعتبر ليفي انتهازياً، "في كلّ عرس لديه قرص"، من ليبيا إلى كردستان فالعراق وسوريا، والآن أوكرانيا.

في هذا الفيلم، الذي يُعدّ الجزء الأخير من "الرباعية الأوكرانية"، يصحبنا ليفي، برفقة مساعده في الإخراج مارك روسيل، إلى الجبهات الساخنة في بوكروفس وسومي، شرق أوكرانيا. هناك، رافقا مقاتلي "كتيبة آن دي كييف“ المدعومة فرنسياً، ووثّقا تفاصيل يومياتهما في خضمّ المعارك. صُوِّر بعض مشاهد الفيلم خلال الشهرين الماضيين، ووصل إلى مهرجان كانّ على عجل… أسرع من الـDHL! لم يكتفِ ليفي بعرض الفيلم، بل قدّمه بنفسه أمام الحضور، رافقته مجموعة من الضباط الأوكرانيين الذين ألقوا كلمة في المناسبة، ثم قلّدوه ميدالية تكريماً لجهوده.

ثانية اللحظات البارزة، تجلّت في عرض تحيّة لـ"البحث عن ذهب"، رائعة تشارلي تشابلن، لمناسبة مرور مئة عام على إنتاجه. امتلأت صالة ديبوسي بالمتفرجين من مختلف الأعمار، في مشهد يثير الدهشة، خصوصاً ان الأمر يتعلّق بفيلم عمره قرن، ومتوافر منذ سنوات على شبكة الإنترنت. لكن لمسة العرض السينمائي على شاشة عملاقة، وسط جمهور حي، شيء لا يُضاهى، خصوصاً في حضور إثنين من أحفاد تشابلن، ما أضفى على المناسبة طابعاً عائلياً واحتفالياً حميماً.

مشاهدة لقطة "رقصة قطع الخبز الصغيرة" وهي تنبض حياة على شاشة ضخمة، يا لها من لحظة فظيعة! وبينما كنت أعود بخيالي قرناً إلى الوراء، تساءلتُ عن وقع هذا الفيلم على الطفل الذي شاهده في عام 1925: كيف تفاعل مع عبقرية تشابلن؟ وكيف بدت له تلك الصور التي تخترق الصمت؟ 

الفيلم، الذي تولّى ترميمه بعناية بالغة "سينماتيك بولونيا"، استوحاه تشابلن من صورة فوتوغرافية توثّق اندفاع الباحثين عن الذهب نحو كلوندايك في كندا عام 1896، وهي السنة التي تدور فيها حكاية منقّب فقير (تشابلن)، يعلق في عاصفة ثلجية ويلجأ إلى كوخٍ ناءٍ، حيث يتشارك المأوى مع هارب من العدالة ومنقّب آخر، فيما الجوع ينهشهم.

وما كان لافتتاح مهرجان كانّ 2025، الذي حمل معه تحية جميلة لذكرى الرحيل المبكر لديفيد لينتش، أن يصبح ما هو عليه من دون لحظة استثنائية جمعت الجمهور بروبرت دنيرو، 81 عاماً، الذي جاء لتسلّم "سعفة فخرية" من يد ليوناردو ديكابريو، بعدما ألقى الأخير كلمة وجدانية في حقّ الممثّل الكبير الذي كان له الفضل في اكتشافه، واصفاً تلك اللحظة بأنها غيّرت مجرى حياته إلى الأبد.

تُوّج الحدث بعرض شريط خاص ضم مختارات من أبرز أفلام دنيرو، من أعماله الرائعة مع مارتن سكورسيزي، إلى ”حدث ذات مرة في أميركا" لسرجيو ليوني، و"حرارة" لمايكل مان، و"صيّاد الغزلان" لمايكل تشيمينو، وغيرها من الروائع التي ترسم سيرة فنية حافلة بالتحف السينمائية. في كلمته، استعاد دنيرو ذكرياته مع مهرجان كانّ، منذ مشاركته الأولى عام 1973 بـ"شوارع وضيعة"، وصولاً إلى عودته بعد خمسين عاماً بـ"قتلة زهرة القمر"، مروراً بترؤسه لجنة التحكيم. قال إن كانّ أضحى مصدر إلهام له عندما أسّس مهرجان ترايبكيا. واختتم كلمته بنبرة سياسية صريحة، متحدثاً عن بلاده التي يشهد فيها المواطنون اليوم صراعاً من أجل الديموقراطية، بعد أن كانت أمراً بديهياً في الماضي، داعياً كلّ مَن يؤمن بالحرية إلى الدفاع عنها، ولكن من دون عنف.

بعد مراسم حفل الافتتاح، كان موعدنا مع "الرحيل يوماً" (خارح المسابقة) للفرنسية أميلي بونان، وهو العرض الذي انقسمت حوله آراء الجمهور. بطلة الفيلم طاهية تُدعى سيسيل (جولييت أرمانيه)، تعمل على افتتاح مطعمها الذوّاق بعد فوزها في أحد البرامج التلفزيونية المخصصة للطهو، لكنها تُضطر إلى العودة إلى قريتها التي هجرتها قبل سنوات، إثر وعكة صحية ألمّت بوالدها. هناك، تواجه ماضيها ورفاق طفولتها والأماكن التي نشأت فيها. إنه الماضي، والنظر إليه بوصفه مرآةً للعلاج النفسي، في فيلم "فرنكو فرنسي" بامتياز، تميل لغته إلى الكوميديا العاطفية، وتلامس أحياناً طابع الفيلم التلفزيوني. فيلم يقوم على تيمات مثل الندم والفرص الضائعة والحنين، ويزدان بلحظات شاعرية ناعمة، تخلو من الصخب والادعاء، ومن دون إمكانات تقنية جارفة. أما ما يمنح الفيلم حسّه الابتكاري الخاص، فهو اختياره نمطاً سينمائياً نادراً: "الفيلم المُغنَّى". 

 

النهار اللبنانية في

15.05.2025

 
 
 
 
 

"حربنا" فيلم وثائقي سجالي يطلق شعلة مهرجان كانّ

استعادة العبقرية التشابلينية وتدليس سياسي وانتصار سينمائي للحنين

هوفيك حبشيان 

ملخص

ما الذي يبقى من ماضي السينما وتاريخها؟ وما الذي يمكن أن تقوله الشاشة المعاصرة حيال هذا الكم من القضايا والصراعات والوقائع المتبدّلة؟ سؤالان لا بد من طرحهما في أول يوم من الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي (13 - 24 مايو / أيار) التي افتُتحت مساء أمس.

قدم المهرجان في يومه الأول أجوبة متضاربة ومتناقضة، بين استعادة لعبقرية تشابلينية وتدليس سياسي وانتصار للحنين. هذا كله عكس تنوع هذا الحدث الدولي، منذ لحظة انطلاقته، بقدر ما فضح التباينات الحادة في النظرة إلى دور الفن وإلى موقع الإنسان في معادلاته.

من بين أبرز ما شهدته لحظة ما قبل الافتتاح الرسمي مساء أمس، عرض الفيلم الوثائقي "حربنا" للفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، الذي لا يتوقف عن تحويل النزاعات المسلحة إلى مادة سينمائية. في جديده الذي يشكل الجزء الأخير من رباعيته عن أوكرانيا، ينقلنا إلى جبهات القتال، موثقاً يوميات الجنود الأوكرانيين من كتيبة تدعمها فرنسا. عُرض الفيلم ضمن برنامج موازٍ وليس ضمن التشكيلة الرسمية، لكن ذلك لم يمنع ليفي من تقديمه على طريقته المعهودة، محوطاً بجنود صعدوا معه إلى المسرح وكرموه بميدالية رمزية. بدا ليفي، كالعادة، شديد الحضور بشخصه في الفيلم، بذلته السوداء وقميصه الأبيض المفتوح، في محاولة لتقديم نفسه مناضلاً لا يخيفه شيء.

صحيح أن آراء النقاد والجمهور ستنقسم حول الفيلم عند عرضه، شأنه شأن سيرة ليفي نفسها ومواقفه واصطفافاته، بيد أن اللافت هو الرمزية التي أحاطت بالعرض: نوع من توثيق اللحظة، من محاولة منح الحرب وجهاً إنسانياً وإن كان مشحوناً بأيديولوجيا واضحة يحاول صون أوروبا من تهديدات بوتين. وقد قرأ ليفي رسالة باسم المنتج السابق أندريه يرماك، الذراع اليمنى للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، في إشارة إضافية إلى التداخل العميق بين السياسة والفن في هذا العمل.

بضع خطوات تفصل بين ضجيج الحروب المعاصرة وسحر الأبيض والأسود والذاكرة السينمائية في تحفة تشارلي تشابلن "البحث عن ذهب" (1925) التي عُرضت ضمن "كلاسيكيات كان" في مناسبة مرور مئة عام على إطلاق الفيلم، امتلأت قاعة ديبوسي بالمشاهدين لمتابعة عرض نادر بنسخة مرممة. المشهد كان مؤثراً: حفيدا تشابلن حاضران في حين الشاشة العملاقة تبث الحياة من جديد في لقطات شاهدة على نبوغ سردي وبصري نادر. تجاوز العرض مجرد الحنين، ليصبح لحظة تأمل في ما يجعل من السينما أداة تواصل إنساني لا تنضب. الفيلم الذي يستلهم أحداثه من موجة الباحثين عن الذهب في أواخر القرن التاسع عشر، يروي قصة رجل فقير (تشابلن) يعلق وسط الثلوج ويعيش مغامرة مع الجوع والعزلة، قبل أن يقع في حب راقصة سالون. لكنها قصة لا تُختزل في حبكة، بل في إيقاع، في إيماءة، في بناء مشاعر على طريقة السينما الصامتة.

تشابلن والسنيما الصامتة

إذا كان تشابلن جسد السينما الصامتة في ذروتها، فإن روبرت دنيرو جسد طيفاً آخر من تطورها. في أمسية احتفالية مهيبة، صعد دنيرو إلى مسرح صالة لوميير ليتسلم "سعفة فخرية"، سلمها له ليوناردو دي كابريو بكلمات تحيي العلاقة المهنية والإنسانية بينهما. عرض خاص رافق التكريم، تضمن مقاطع من أبرز أفلام دنيرو، وأضحت مناسبة لنلحظ كم أن مسيرته كانت حافلة بالروائع. مشاهد تذكرنا بمسار لم يكتفِ بالتمثيل بل شكل علامة فارقة في العلاقة بين المخرج والممثل، خصوصاً تلك التي ربطته بسكورسيزي. ودنيرو التي لطالما أعرب عن عدائه لدونالد ترمب، أطلق تحذيراً سياسياً بلهجة صريحة: الديمقراطية لم تعد مضمونة، وعلى الجميع الدفاع عنها بوسائل سلمية.

خطاب دنيرو لم يكن الوحيد في أمسية الافتتاح، إذ إن رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش التي ستمنح "السعفة" إلى واحد من 22 فيلماً تتنافس عليها في ختام الدورة، تناولت قضية المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي قضت في غارة إسرائيلية على غزة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان اختيار فيلم "ضع روحك على كفك وإمشِ" للمخرجة سابيده فارسي، الذي كانت تشارك فيه حسونة، لعرضه في أحد الأقسام الموازية للمهرجان. لكن بينوش لم تذكر فاطمة حسونة وحدها، بل ذكرت أيضاً رهائن طوفان الأقصى، في محاولة لإدانة الحروب إلى أي طرف انتموا.

بعد كل هذه اللحظات الكبرى، جاء فيلم الافتتاح "الرحيل يوماً" للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، ليعيدنا إلى منطقة أكثر حميمية. العمل الميوزيكالي، الذي أثار انقساماً في الآراء، يقدم قصة طاهية شابة (جولييت أرمانيه) تعود إلى قريتها إثر وعكة والدها، فتبدأ بمواجهة الماضي: من ذكريات الطفولة، إلى علاقتها المتأزمة مع أهلها وحبيبها، وصولاً إلى رغبتها المعقدة في الأمومة.

لا يحمل الفيلم "قضية كبيرة" ولا ينوي طرح "أجوبة كبرى". هو أقرب إلى رحلة نفسية، إلى معالجة ناعمة لفكرة العودة، والبحث عن الذات المعلقة بين الطموح والانتماء، بين ما نريد أن نكونه، وما لا نستطيع أن نهرب منه. تجري الأحداث في الريف الفرنسي، وتقدم مقاربة رقيقة للفجوة بين القرية والمدينة، بين من يصارع للحفاظ على جذوره، ومن يسعى لاقتلاعها. ويعطي الفيلم دور البطولة لشخصيات هامشية، تتدفق منها مشاعر خفيفة ولكن صادقة، محاطة بعالم لا يزال يؤمن بصناعة الدهشة من العدم.

من العناصر اللافتة الاعتماد على نمط نادر: الفيلم المُغنى. الأغاني تظهر فجأةً، تؤديها الشخصيات وكأنها تخرج من لا وعيها، بلا تمهيد أو تكلف. البعض رأى في الأمر لعبة "كاريوكي"، آخرون وجدوا فيه توظيفاً ذكياً للذاكرة الموسيقية كأداة سرد. هذا الخيار الجمالي، وإن بدا مفاجئاً، يمنح الفيلم نفساً خاصاً، أقرب إلى حلم رائق لا يريد أن يصطدم بالحقيقة دفعة واحدة. وهو ما ينسجم مع أسلوب المخرجة، التي تختار الخفة الإيجابية بدل الصدمة، واللطف بدل العنف، في زمن سينمائي غارق غالباً في السوداوية.

 

####

 

التونسية أريج السحيري تجمع نساء أفريقيات في كانّ

"إنزو" فيلم الشباب المتمرد والأم تتمسك بغريزتها في "مصلحة آدم" وسينما تحريك كندية

هوفيك حبشيان 

ملخص

في اليوم الثاني من مهرجان كان السينمائي، من الـ13 إلى الـ24 من مايو (أيار) الجاري، وبينما انطلقت المنافسة الرسمية بأفلامها الـ22، اتجهت الأنظار لدى بعض النقاد والمهتمين نحو الأقسام الجانبية التي كثيراً ما تفاجئنا بأعمالها المغايرة.

في "نظرة ما"، كان الافتتاح تونسياً مع فيلم "سماء بلا أرض" لأريج السحيري، أما "أسبوعا صُنّاع السينما"، فاستُهلّ بفيلم "إنزو"، العمل الأخير للمخرج الفرنسي لوران كانتيه الذي توفي قبل إتمامه، فواصل شريكه الدائم روبان كامبيو المهمة. القسم الأصغر المتمثّل في "أسبوع النقاد"، دشّن دورته الجديدة مع "مصلحة آدم" للبلجيكية لورا فاندل. 

في "سماء بلا أرض"، تقدّم السحيري حكاية ثلاث نساء من أفريقيا جنوب الصحراء، يعشن في تونس في ظروف قاسية: ماري، القادمة من ساحل العاج؛ ناني، أم شابة هاربة من ماضٍ صعب، وجولي، الطالبة الطموحة التي تعيش على أمل رسم مستقبل مختلف لعائلتها، بانضمام كنزا، الطفلة الناجية من كارثة غرق، تتشكّل بينهن خلية إنسانية صغيرة، تخلق من الهشاشة دعماً ومن الغربة دفئاً.

السحيري تواصل مشروعها السينمائي القائم على رد الاعتبار للفئات التي تعيش على الهامش، وتختار أن تضيء على وجود أفريقي داخل تونس، فالفيلم يستمد جذوره من لقاءات جمعتها بطلبة أفارقة جاؤوا إلى تونس للدراسة، قبل أن تتحوّل الهجرة إلى هوس أوروبي متضخم. رصدت المخرجة تفاصيل عالمهم المغلق: كنائس في شقق سكنية، مقاهٍ تجمعهم، حياة موازية تماماً لتونس الرسمية، وكأنها جزيرة داخل جزيرة.

وعلى رغم طموح الرؤية وفرادة الزاوية، فالفيلم بدا غير قادر على ترجمة أفكاره إلى لغة سينمائية مؤثّرة، كـأن تبدو بعض مشاهده غارقة في التوصيف والثرثرة والتكرار والإطالة، في ظل شخصيات حضورها بعيد، تنحسب على تجربة السحيري مقولة: النيات الحسنة لا تصنع فناً.

أما فيلم "إنزو"، فكان أشبه بوصية من مخرج فهم الشباب وعالمهم، لوران كانتيه، صاحب التحفة "بين الجدران"، يعود هنا بقصة بسيطة لكنها تحمل دلالات الزمن الذي نعيش فيه، يتقاسم إخراجها هذه المرة مع رفيقه روبان كامبيو الذي التقط الخيط بعد رحيله. يتتبّع الفيلم خطوات إنزو، مراهق يعمل في البناء على رغم خلفيته العائلية الميسورة، يرزح تحت وطأة طموحات والده، الذي يرى له مستقبلاً أكاديمياً مختلفاً. في الورشة حيث يعمل، يتعرف إلى فلاد العامل الأوكراني، وتتشكّل بينهما صداقة تمنحه منظوراً آخر للحياة، ويبدأ من خلالها في مساءلة اختياراته وحدوده المفروضة.

العمل مكتوب ومصوَّر بدقة، يبتعد عن الإثارة السردية لمصلحة رسم الشخصيات بأبعادها النفسية، ويؤكد مجدداً أن السينما ليست فقط ما يُروى بل كيف يُروى.

"مصلحة آدم" هو عن آدم، طفل في الرابعة، أُدخل إلى المستشفى بسبب إصابته بسوء تغذية، بناءً على قرار قضائي. لوسي، الممرضة المسؤولة، تتجاوز البروتوكول وتسمح لوالدة آدم بالبقاء إلى جانبه خارج الأوقات المسموح بها من المحكمة، لكن سرعان ما تتعقّد الأمور، إذ ترفض الأم مغادرة الغرفة، متشبثة بابنها، بكل ما تبقّى لها من قوة. أمام هذا المشهد الإنساني المؤلم، تجد لوسي نفسها ممزقة بين القوانين ومشاعرها، فتقرر التدخل، مدفوعة برغبتها في إنقاذ الطفل ودعم أمّ تصارع من أجل ما تبقى لها من أمومة.

استلهمت المخرجة فيلمها من انجذابها إلى عالم طب الأطفال وما يدور في كواليس المستشفيات، وبعد محاولات عدة، تمكنت من دخول مستشفى "سان بيار"، حيث عايشت الواقع اليومي لأقسام الطوارئ والاستشارات والاجتماعات الطبية، كما تابعت جلسات محكمة لحماية الطفولة، وتعاونت مع قاضية متخصصة ساعدت في تطوير السيناريو. هذا الانغماس كشف لها تداخلاً عميقاً بين الجوانب الطبية والاجتماعية والقضائية، وأظهر أن رعاية الطفل لا تنفصل عن العلاقة مع والديه، هذه الفكرة تتجسّد في شخصية لوسي، الممرضة التي تواجه معضلة يومية بين إنسانيتها وقيود البيروقراطية، اختارت المخرجة أن تحكي القصة من منظورها، للإضاءة على هشاشة النظام الصحي.

بالعودة إلى "أسبوعا صنّاع السينما"، فهذا القسم الذي تنظّمه جمعية السينمائيين في فرنسا، وأُسس في أعقاب ثورة مايو 68، وسبق أن عرض فيه كبار السينمائيين أعمالهم (ناهيك عمن انطلقوا منه)، يأتي عاماً بعد عام باختيارات تعيد تعريف معنى "سينما المؤلف". ومن الأعمال التي اندرجت هذا العام في هذا الإطار "لا وجود للموت"، فيلم تحريك كندي للمخرج فيليكس دوفور لابيريير الذي يشكّل تجربة بصرية وفكرية، تتناول سؤال الالتزام والثمن الباهظ للتغيير.

من خلال شخصية إيلين، التي تهرب إلى الغابة بعد تخلّيها عن رفاقها الثوريين خلال هجوم قرروا القيام به، يقدّم الفيلم رحلة داخلية تمزج بين الأسئلة السياسية والقلق الوجودي، وبخاصة مع ظهور مانون، صديقتها وخصمها في آن واحد، التي تحاصرها بخيار لا فكاك منه: إما الانضمام مجدداً إلى النضال أو ترك الآخرين يقررون مصيرها.

يتخطّى الفيلم الكليشيه الثوري عن "الأغنياء الأشرار"، ليطرح أسئلة أعمق حول دور الضحية ومسؤوليتها، مشيراً إلى أن الخلل الحقيقي قد لا يكمن فقط في السلطة، بل في هشاشة من يقاومها. استخدام الحيوانات كرموز (مثل العصفور والذئب والطائر الطنان) يُضفي بعداً حسياً يوحي بصراع البقاء، ويعزّز التوتر بين الغريزة والتفكير الأخلاقي. في خلفية الفيلم تسكن معضلة العنف: هل يمكن تبريره؟ وهل يبقى في يد من يشعله؟ يطرح الفيلم هذه الأسئلة تاركاً إياها مفتوحة.

مانون لا تمثل فقط مطاردة جسدية، بل تمثل تجسيداً لضمير إيلين، وللخوف الذي لا تعرف كيف تواجهه. يعكس الفيلم حيرة جيلٍ بأكمله أمام عالم متصدّع: التردّد بين الثورة والصمت، بين الغضب والتخاذل. كتبه المخرج وفي ذهنه أبناؤه، حاملاً إليهم شكوكه وتناقضاته وأحلامه.

 

الـ The Independent  في

15.05.2025

 
 
 
 
 

الشهيدة فاطمة والديكتاتور ترامب وذيل الفستان!!

طارق الشناوي

التحذير الذي أعلنه تيرى فريمو، المدير الفنى الأكثر إثارة للجدل بين كل مسؤولى المهرجانات في العالم، والخاص بتحديد (كود) للملابس النسائية المثيرة، لم ينته مفعوله بمجرد الإعلان عنه، تحول إلى عنوان صاخب للمهرجان، بين مؤيد ومعارض، إعلان عضو لجنة التحكيم الحسناء السمراء الرائعة هالى بيرى أنها استبدلت فستانها في اللحظات الأخيرة لأنه يتعارض مع (الكود) يضعها شاءت أم أبت في مقدمة (الكادر)، ولا يحق لها الخروج عن القواعد ولو بهامش ضئيل، خاصة أن بيان المدير الفنى منح صلاحيات مسبقة للمنظمين بطرد كل من لم تلتزم بالقواعد، السؤال هل بالضبط التزمن؟، خاصة فيما يتعلق بالفستان أبوذيل، ارتدته أكثر من نجمة، وهو كثيرًا ما يؤدى إلى كوارث على السجادة الحمراء، مشكلًا إعاقة حركية لمن ترتديه، ولمن يمشى بجوارها أو خلفها، كما أن الجلوس على كرسى يحتاج إلى معجزة، حتى تجد إجابة لهذا السؤال، أين تضع الذيل؟ رأيت العديد من تلك الفساتين ولم يتصد أحد للذيل.

وكالعادة في كل الأنشطة الثقافية تطل السياسة برأسها ولا يمكن لأحد أن يقول إنهما خطان متوازيان لا يلتقيان، الحقيقة المؤكدة أنهما لابد أن يلتقيا.

مثلا رغم أن جولييت بينوش رئيسة لجنة التحكيم تتعمد في أحاديثها أن تتجنب الإشارة للسياسة إلا أن النجمة الفرنسية التي حققت العالمية بعيدًا عن هوليوود، وجدت نفسها في عمق السياسة، عندما وجهت في الافتتاح تحية للمصورة الفلسطينية الصحفية فاطمة حسونة التي يعرض لها فيلمها التسجيلى رسميًا بالمهرجان (ضع روحك على يدك وامش) وقالت بينوش: كان ينبغى أن تكون فاطمة معنا اليوم، ودافعت عن حق أهالى غزة في الحياة، وأضافت أنها تتعاطف أيضا مع كل الرهائن في إشارة لرهائن 7 أكتوبر الإسرائيليين، وعلينا أن نتفهم أن هذا حق للنجمة الكبيرة، حتى تمنح كلمتها في المهرجان القدرة على النفاذ إلى كل القلوب والعقول التي تقف على الشاطئ الآخر، سيبقى في الذاكرة تعاطفها مع المصورة الفلسطينية الشهيدة فاطمة حسونة، وبالتالى تعاطفها مع الحق الفلسطينى، كان عدد من النجوم قد وقعوا رسالة مواكبة للافتتاح يدعون فيها إلى كسر الصمت في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة.

على الجانب الآخر، الصور التي تم التقاطها للافتتاح، وانتشرت على (الميديا) تؤكد أن الالتزام بكود (الملابس) لم يكن مطبقًا بدقة، خاصة أن الفستان أبوذيل كثيرًا ما رأيناه.

هذا القرار سوف يجد كُثرًا في عالمنا العربى يعتبرونه فرصة لكى يمارسوا قدرًا لا ينكر من القيود على ملابس النساء، وسنتجاهل أن تعريف كلمة مثير أو غير لائق تظل نسبية وتختلف من مجتمع إلى آخر، وملابس النساء في تلك الدورة من المهرجان تعتبر في عرف المجتمع مثيرة أكثر حتى من بطانة فستان (رانيا يوسف) الذي كان قبل ثلاث سنوات في مهرجان (القاهرة)، صاحب أعلى درجات الاستهجان.

أتصور أن ما دفع فريمو إلى إعلان (الكود) أن هناك في عدد من الدورات السابقة تجاوزات من أجل تحقيق (التريند)، لم تكتف فيه بعض النساء بارتداء ملابس مثيرة، بل الكشف المباشر عن مناطق الإثارة، فوجد (فريمو) أنه لا حل آخر أمامه، سوى التحذير المباشر، مهما كانت التداعيات.

روبرت دى نيرو الحائز في هذه الدورة جائزة (السعفة التذكارية) لإنجاز العمر، سلمها له تلميذه النجيب (ليوناردو دى كابريو) والذى يعلن دائمًا أنه دخل التمثيل واضعًا أمامه مثالًا وهدفًا وفنانًا معلمًا يحتذى خطواته، العلاقة الدافئة بين النجمين شاهدناها في هذا العناق المتكرر بينهما، على مسرح قاعة (لوميير) وأيضًا في إصرار دى كابريو أن يحمل بيديه سعفة دى نيرو، وهما يهبطان معًا سلم القاعة.

هاجم دى نيرو ترامب وقراراته الأخيرة بعد فرض رسوم جمركية طالت واحدًا من أهم الأسلحة التي تملكها هوليوود وهى السينما، تابعنا بالقطع الغضب والرد الصينى العنيف على تلك القرارات العشوائية التي أعتقد شخصيًا أن ترامب سوف يتراجع عنها قريبا، وكما قال دى نيرو لا يمكن تسعير الإبداع.

على مدى نحو 14 يومًا سنعيش رحلة سينمائية، هذا هو العنوان المباشر للحكاية، بينما ينطوى تحت العنوان كل تفاصيل الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، وصولًا حتى لذيل الفستان!!.

 

####

 

تكريم روبرت دي نيرو يتحول إلى «لوحة معارضة» لسياسات ترامب

كتب: ريهام جودة

اتجهت أنظار العالم إلى مدينة «كان» الفرنسية الساحرة، حيث انطلقت فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى الدولى، لتخطف الاهتمام وعناوين الأخبار من جميع الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فلا صوت يعلو على صوت السينما وحضور النجوم والمشاهير الطاغى، وخاصة التنافس على الريد كاربت خلال الافتتاح الذى أُقيم أمس الأول. واستعرض النجوم مشاركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى ليتصدروا محرك البحث جوجل فى العالم.

ورغم التنبيهات التى أعلنتها إدارة المهرجان للالتزام بالبعد عن العرى فى الملابس والفساتين بين ضيوف ونجوم السجادة الحمراء، كان لعارضات الأزياء وبعض النجمات كلمات أخرى، إذ ظهرن بإطلالات مثيرة للجدل وعارية أثارت الانتقادات حول مدى التزامهن بلوائح الدورة الـ78، ومنهن عارضتا الأزياء «إيرينا شايك» و«جيجى حديد».

جاء حفل افتتاح الدورة الـ78 مبهراً بمشاركة النجم الأمريكى روبرت دى نيرو، الذى منحه «كان» السعفة الذهبية الفخرية تكريماً له عن مجمل إنجازاته، وسبق تكريم «دى نيرو» حضوره قبل ساعات من حفل الافتتاح، وخضوعه لجلسة تصوير نهارية أمام المصورين الصحفيين والتلفزيونيين، حرص فيها «دى نيرو» على مداعبة الكاميرات بريأكشاناته المعتادة والطريفة، كما خضع أعضاء لجان التحكيم للمسابقة الرسمية ومنهم هالى بيرى ومشاركة جولييت بينوش، لجلسة تصوير مشابهة نالت الكثير من الجاذبية لمتابعى المهرجان.

وشن «دى نيرو» هجومًا عنيفًا على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطابه خلال حفل افتتاح الدورة الـ78، وقال إن إعادة انتخاب ترامب تمثل «تهديدًا عالميًا»، وأضاف: «فى بلدى، نناضل اليوم من أجل ديمقراطية كنا نظنها أمرًا مفروغًا منه، وهذا التهديد لا يطال الولايات المتحدة وحدها، بل يشمل العالم بأسره، لأن الفن يوحدنا، ويكشف الحقيقة، ويحتضن التنوع، ولهذا تهاجمه الأنظمة الاستبدادية».

وأضاف «دى نيرو» مواصلاً حديثه عن «ترامب»: «الفن يقلق الفاشيين، ولهذا نحن مهددون الآن، ترامب سبق وعيَّن رئيسًا متشددًا على واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية، وقلص الدعم الحكومى المخصص للفنون، والعلوم الإنسانية، والتعليم».

وانتقد «دى نيرو» تصريحات ترامب الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على الأفلام الأجنبية، قائلاً: «لا يمكن تسعير الإبداع، لكن ترامب يسعى لفعل ذلك، هذه ليست قضية أمريكية فقط، بل معركة عالمية ضد تقييد الحريات الثقافية، لا يمكننا الوقوف مكتوفى الأيدى، علينا أن نتحرك، الآن».

واختتم روبرت دى نيرو خطابه برسالة قوية دعا فيها إلى المشاركة الفعالة فى الحياة السياسية، قائلاً: «خلال هذا المهرجان، نُجدد التزامنا بالفن، والحرية، والمساواة، والأخوة»، لتتحول لحظة تكريم أحد أشهر رموز السينما العالمية إلى لوحة معارضة لسياسات وقرارات الرئيس الأمريكى.

وتسلم «دى نيرو» سعفته الذهبية الفخرية من الممثل الأمريكى «ليوناردو دى كابريو» فى مشاهد مبهجة جذبت جمهور الحفل.

من ناحية أخرى، كان للحضور العربى لنجمات السينما والدراما ومصممى الأزياء العرب، منهم اللبنانى زهير مراد، تواجد لافت أيضًا فى حفل افتتاح الدورة الـ78، وشاركوا فى الحفل عبر أعمالهم وتصميماتهم ليضيئوا السجادة الحمراء، إذ تألقت النجمات يسرا، وأمينة خليل، والإعلامية ريا أبى راشد، والممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، وحرصن على نشر صورهن على السجادة الحمراء لمتابعيهن على مواقع التواصل الاجتماعى.

وبجانب الحضور العربى فى حفل الافتتاح، فإن عددًا من المهرجانات العربية تشارك فى فعاليات المهرجان المختلفة، ومنها «القاهرة السينمائى الدولي» و«الجونة السينمائى الدولي»، بينما تشارك السينما المصرية بفيلمين هما: «عائشة لا تستطيع الطيران» إخراج مراد مصطفى فى قسم «نظرة ما»، وفيلم «الحياة بعد سهام» إخراج نمير عبد المسيح فى قسم العروض الأولى الرسمية.

وتشهد الدورة الـ78 للمهرجان تنافس 21 فيلمًا فى المسابقة الرسمية، وفى قسم «نظرة ما» يتنافس 20 فيلمًا، بالإضافة إلى عروض الأفلام خارج المسابقة الرسمية. وكان قد كشف تيرى فريمو، مدير مهرجان كان السينمائى، أنهم استقبلوا رقمًا قياسيًا للمشاركات بلغ هذا العام 2909 أفلام روائية طويلة من 156 دولة، 68٪ منها أفلام من مخرجين رجال، و32٪ من مخرجات نساء.

ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذه الدورة النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم الممثلة الأمريكية هال بيرى، والمخرجة وكاتبة السيناريو الهندية بايال كاباديا،

والممثلة الإيطالية ألبا رورواشر، والكاتبة الفرنسية من أصل مغربى ليلى سليمانى، والمخرج وصانع الأفلام الوثائقية والمنتج الكونغولى ديودو حمادى، والمخرج وكاتب السيناريو الكورى هونج سانجسو، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج المكسيكى كارلوس ريجاداس، والممثل الأمريكى جيريمى سترونج.

وتستمر فعاليات الدورة الـ78 حتى 24 مايو الجارى، وحمل البوستر الرسمى لهذه الدورة صورًا من الفيلم الشهير «رجل وامرأة» للمخرج كلود ليلوش، والذى جمع بين اثنين من أهم رموز السينما الفرنسية، أنوك إيميه، وجان لوى ترينتينيان.

وأعلن «كان» أن اختياره لهذا الفيلم ليتصدر بوستر الدورة الحالية، يأتى تكريمًا مزدوجًا للحب الأبدى.

البوستر الجديد يعتمد على وجهتى نظر مزدوجة للمشهد من ناحيتى البطل والبطلة، وهى مشاهد شهيرة للفيلم قبل 60 عامًا، والذى تدور أحداثه حين التقى شخصان مصابان، جسّدهما أنوك إيميه، وجان لوى ترينتينيان، ووقعا فى الحب.

ونال الفيلم السعفة الذهبية فى «كان» عام 1966، وجائزة الأوسكار فى هوليوود عام 1967، وعشرات الجوائز حول العالم.

 

####

 

وصل سعره لـ 6800 يورو..

يسرا تتألق في «كان» بفستان لامع من توقيع إيلي صعب

كتب: إيمان علي

تواصل النجمة يسرا تألقها في فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث ظهرت في اليوم الثاني بإطلالة لافتة خطفت الأنظار.

واختارت يسرا فستانًا لامعًا يجمع بين الأخضر والجولد، بتصميم أنيق من توقيع المصمم العالمي إيلي صعب، ويُقدّر سعر الفستان بحوالي 6800 يورو، أي ما يعادل نحو 383 ألف جنيه مصري.

وشهد حفل افتتاح مهرجان «كان» حضور عدد كبير من الفنانين، من بينهم روبرت دي نيرو، وتيفاني تشين، وجولي جود، وأليساندرا أمبروسيو، وجوليا وفرحانة بودي، وإيزابيل فونتانا، ووان كيو إيان هوي، وفريدريك بيل، وبلانكا بلانكو، وأورفاشي راوتيلا، وغيرهم من نجوم العالم.

بالإضافة الي حضور عدد من النجمات العرب وهن أمينة خليل ويسرا ونادين نسيب نجيم، ريا ابي راشد، وغيرهم.

 

####

 

الجناح المصري في مهرجان كان يستعرض فرص التصوير السينمائي:

جذب 70 مشروعًا أجنبيًا منذ 2019

كتب: سعيد خالد

استضاف الجناح المصري في مهرجان كان السينمائي جلسة نقاشية موسعة حول فرص التصوير في مصر، أدارتها ماريان خوري، المدير الفني لمهرجان الجونة، بحضور عدد من صناع السينما والمنتجين الدوليين، في إطار الترويج لمصر كوجهة عالمية للإنتاج السينمائي.

وأكد أحمد بدوي، مدير عام لجنة مصر للأفلام، أن اللجنة سهّلت تنفيذ أكثر من 70 مشروعًا سينمائيًا منذ تأسيسها في 2019، مشيرًا إلى جهودها في تيسير الإجراءات وتقديم الدعم الكامل للمشروعات الأجنبية المصورة في مصر.

وشهدت الجلسة مشاركة منتجين بارزين بينهم تامر مرتضى، مؤسس «أروما ستوديوز»، الذي تحدّث عن تجربة تصوير فيلم أجنبي بالكامل داخل مصر، بما في ذلك مشاهد تمثل العراق وأمريكا، إلى جانب تنفيذ المونتاج داخل البلاد.

كما استعرضت فيليبا نوتجن تجربتها في تصوير فيلم Fountain of Youth في مصر، بينما تناولت الجلسة دور الهيئة العامة للسينما والمبادرات الحكومية لجذب الإنتاج الأجنبي، مؤكدين أن مصر استضافت أعمالًا عالمية كـ Death on the Nile وMalcolm X وTransformers.

يُواصل الجناح المصري فعالياته ضمن مهرجان كان حتى 25 مايو، من خلال لقاءات مهنية وجلسات حوارية للترويج للصناعة السينمائية المصرية عالميًا.

 

####

 

تعاون تاريخي بين مهرجان القاهرة السينمائي و«الفيبريسي»

احتفاءً بمئوية الاتحاد الدولي لنقاد السينما

كتب: محمود زكي

في خطوة استثنائية تعكس مكانة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الرائدة، يشهد الجناح المصري بسوق كان للأفلام (Marché du Film) خلال الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي والتي تقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو الجاري، حدثًا فريدًا يتمثل في تدشين تعاون تاريخي بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والاتحاد الدولي لنقاد السينما «فيبريسي»، وذلك ضمن احتفالات مرور 100 عام على تأسيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين.

وقد تم الاتفاق بين الجانبين على إصدار كتاب خاص عن الاتحاد الدولي لنقاد السينما، كنتاج لحلقة بحثية يشارك فيها عدد من النقاد أعضاء الاتحاد وأعضاء جمعية نقاد السينما المصريين، عن موضوع يهم تاريخ السينما. كما سيمنح الاتحاد الدولي لنقاد السينما بالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي جائزة «فيبريسي 100 – إنجاز العمر» لشخصية سينمائية بارزة، وذلك ضمن أنشطة الدورة السادسة والأربعين للمهرجان المقررة في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025.

وفي هذا السياق، صرح الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:«نعتز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأن نكون جزءًا من احتفالات مئوية الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وأن نرسخ التعاون مع (الفيبريسي) في هذا الظرف التاريخي. إننا نؤمن بأن النقد السينمائي شريك أساسي في تطوير الصناعة، ودورنا كمهرجان لا يقتصر على عرض الأفلام بل يمتد ليشمل دعم الحوار الثقافي والارتقاء بالمعايير الفنية. هذه الشراكة تمثل خطوة جديدة نحو تعزيز مكانة السينما المصرية والعربية على الخريطة العالمية، وفتح آفاق أوسع أمام المواهب الشابة والمبدعين».

وقال الناقد محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي: «يمثل هذا التعاون مع الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) خطوة نوعية في مسيرة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويعكس التزامنا المستمر بتعزيز الحوار بين صناع السينما والنقاد على المستوى العالمي. نؤمن أن النقد السينمائي هو أحد أعمدة تطور الصناعة، ومن خلال إصدار الكتاب وتنظيم الحلقة البحثية في الدورة المقبلة، نمنح مساحة أكبر لتبادل الخبرات وتوثيق تاريخ النقد السينمائي، بما يسهم في الارتقاء بالمشهد السينمائي المصري والعربي».

أما الناقد أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي)، فقال:«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان دومًا شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الدولي لنقاد السينما، وكونه أول المهرجانات العربية التي استضافت لجنة تحكيم فيبريسي يعكس عمق العلاقة بين المؤسستين. كما أن أغلب مديري مهرجان القاهرة الفنيين ومبرمجيه، على مدار دوراته المتعاقبة، من أعضاء جمعية نقاد السينما المصريين والاتحاد الدولي للنقاد. ولهذا فإن هذه الشراكة الجديدة مع مهرجان القاهرة تمثل محطة رئيسية ضمن احتفالاتنا بمرور 100 عام على تأسيس الفيبريسي، ونأمل أن تفتح آفاقًا أوسع للتعاون بين النقاد وصناع الأفلام في العالم العربي والعالم».

ويُذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، يُعد واحدًا من أعرق المهرجانات في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، ويحمل تصنيفًا دوليًا رسميًا ضمن فئة «A» من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF)، وهو الوحيد في العالم العربي وأفريقيا الحاصل على هذا الاعتماد.

أما الاتحاد الدولي لنقاد السينما (FIPRESCI)، فقد تأسس عام 1925، ويضم منظمات وطنية للنقاد السينمائيين من أكثر من 50 دولة حول العالم، بالإضافة إلى 36 دولة ممثلة بشكل فردي. ويهدف إلى تعزيز وتطوير ثقافة السينما وحماية المصالح المهنية للنقاد.

 

####

 

في ندوة «مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي»..

حسين فهمي بـ«كان السينمائي»: بدأنا ننهض مرة أخرى

كتب: محمود زكي

شارك الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة، اليوم في جلسة نقاشية بارزة بعنوان «مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي»، والتي أقيمت على المسرح الرئيسي بقصر المهرجانات، ضمن المشاركة الاستثنائية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي.

نظمت الجلسة بالتعاون بين مركز السينما العربية وسوق الأفلام بمهرجان كان (MDF_Cannes)، وأدارها الصحفي نيك فيفاريلي، مراسل مجلة Variety لمنطقة إيطاليا والشرق الأوسط، بحضور نخبة من صناع السينما والفنانين ورجال الأعمال، من بينهم الفنانة يسرا، ورئيس مهرجان الجونة السينمائي سميح ساويرس، والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة عمرو منسي، والمدير العام للجنة مصر للأفلام أحمد سامي بدوي، بالإضافة إلى المخرج مراد مصطفى والمنتجة سوسن يوسف.

في كلمته، أكد حسين فهمي أن السينما المصرية شهدت تحولات كبيرة خلال السنوات الماضية، قائلًا: «مرت السينما المصرية بفترات كان فيها الإنتاج تجاريًا بشكل مفرط، ما أدى إلى عدم قبول بعض الأفلام في المهرجانات الدولية. لكننا اليوم نشهد تحسنًا ملحوظًا، مع وجود مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو ومديري تصوير من الطراز الرفيع. هذا العام، نرى مشاركة قوية لأفلام مصرية في مهرجان كان، مما يدل على أننا بدأنا ننهض مرة أخرى».

وأضاف فهمي: «ما يميز الفنان الحقيقي هو امتلاكه لجمهور واعٍ، وهذا ما نملكه في السينما المصرية. العلاقة بين الفنان والجمهور تقوم على الثقة المتبادلة، وهذا هو سر استمرار نجاحنا».

كما استعرض فهمي دور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يرأسه، مشيرًا إلى أن المهرجان أصبح يعتمد بشكل كبير على الكوادر الشابة في جميع أقسامه، مما يضفي عليه روحًا شبابية وحيوية، رغم تاريخه الطويل. وأوضح أن التعاون بين مهرجان القاهرة ومهرجان الجونة ساهم في تنشيط المشهد السينمائي المصري، معتبراً أن المنافسة بين المهرجانات صحية وتدفع الصناعة نحو الأفضل.

وأشار فهمي إلى التحديات التي تواجه المهرجانات المصرية في ظل تزايد عدد المهرجانات العربية، خاصة الخليجية منها، التي أصبحت منافسًا قويًا ومحترفًا، مما يزيد من صعوبة اختيار الأفلام ولجان التحكيم وحقوق العرض الأول.

تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات مركز السينما العربية في مهرجان كان، التي تهدف إلى تسليط الضوء على ريادة مصر في صناعة الأفلام الجماهيرية ودورها المحوري في المشهد السينمائي العربي والعالمي.

 

المصري اليوم في

15.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004