ملفات خاصة

 
 
 

المخرج مراد مصطفى: «عائشة لا تستطيع الطيران» ينحاز إلى المهاجرين الأفارقة

فيلمه الأول ينافس في «نظرة ما» بمهرجان «كان»

القاهرةانتصار دردير

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

قال المخرج المصري مراد مصطفى إن اختيار فيلمه الطويل الأول «عائشة لا تستطيع الطيران» للمنافسة في مهرجان «كان» السينمائي خلال دورته الـ78 التي تُعقد في الفترة من 13 إلى 24 مايو (أيار) 2025، لم يكن أمراً سهلاً؛ لوجود أفلام كبيرة من مختلف دول العالم.

وعَدّ مشاركته في المهرجان تتويجاً لبداياته مُخرجاً، مضيفاً في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم ينحاز إلى المهاجرين الأفارقة، ويختتم ثلاثيته عنهم التي بدأها بفيلم «حنة ورد» ثم «عيسى أو أعدك بالفردوس».

وكان مهرجان «كان» السينمائي قد كشف خلال مؤتمره الصحافي الذي عُقد قبل أيام عن اختيار فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج مراد مصطفى ضمن الاختيارات الرسمية للدورة الـ78 بقسم «نظرة ما» ضمن 11 فيلماً تتنافس داخل المسابقة التي يشارك بها أيضاً الفيلم الفلسطيني «حدث ذات مرة في غزة» للأخوين طرزان وعرب ناصر. ويعيد «عائشة لا تعرف الطيران» السينما المصرية للمشاركة بقسم «نظرة ما» بعد 10 سنوات من الغياب.

ويعكف المخرج مراد مصطفى على وضع اللمسات الأخيرة وعمليات تحميض وطبع الفيلم قبل سفره لحضور المهرجان.

كانت «مؤسسة البحر الأحمر» قد أعلنت، عبر بيان إعلامي، فخرها لدعم هذا الفيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» من خلال معامل البحر الأحمر، كما هنَّأ مهرجان «الجونة السينمائي» فريق عمل الفيلم لاختياره في البرنامج الرسمي للمهرجان، حيث حاز دعم منصة «سيني جونة» 2021 كمشروع في مرحلة التطوير، وعبّر المخرج السوداني أمجد أبو العلا عن سعادته بمشاركة الفيلم في «كان»، وفخره بوجوده منتجاً مشاركاً للفيلم.

وقال مراد مصطفى إن «إنتاج الفيلم جرى بمشاركة عدة دول هي: مصر، وفرنسا، وألمانيا، والسعودية (بدعم مؤسسة البحر الأحمر والمنتج فيصل بالطيور)، وتونس (المنتجة درة بوشوشة)، ولبنان (حصل على منحة آفاق)، والسودان (المخرج أمجد أبو العلا)»، لافتاً إلى أن ميزانية الفيلم مرتفعة للغاية.

وكشف المخرج المصري عن رحلته مع الفيلم التي بدأت قبل 5 سنوات، قائلاً: «بدأنا العمل عليه في 2020، وكنت أطوره جنباً إلي جنب مع أفلامي القصيرة لأنني أرى أنه من الضروري ألا يبتعد المخرج عن أفلامه، منذ ذلك الوقت أخرجت 4 أفلام قصيرة بمعدل فيلم كل عام. وهي (حنة ورد)، و(خديجة)، و(مالا تعرفه عن مريم)، و(عيسى)».

وحول مراحل تطوير الفيلم، يوضح مصطفى: «بدأ تطويره في معمل (تورينو)، وفي باريس تم اختياره للمشاركة في مصنع سينما العالم، الذي يمنح فرصاً للمخرجين الصاعدين للحصول على دعم إنتاجي لأفلامهم الأولى، وبقيت بفرنسا 6 أشهر مع خبراء في تطوير السيناريو، كما تم تطويره بمهرجانات (البحر الأحمر) و(الجونة) و(مراكش) و(عمان)، وفي مهرجان (فينسيا) حاز الجائزة الكبرى لورشة (فينال كت) في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج».

وبدأ مصطفى ثلاثيته عن المهاجرين الأفارقة بفيلمه القصير «حنة ورد» 2019، وتناول من خلاله قصة «حليمة»؛ المرأة السودانية التي تعيش في القاهرة وتعمل في تزيين العرائس بالحناء. وشهد عرضه الأول مهرجان «كلير مون فيران» بفرنسا، وفيلمه الثاني «عيسى» 2023 الذي دارت أحداثه من خلال مهاجر كيني في القاهرة يواجه حادثاً عنيفاً ويحاول أن يسابق الوقت لإنقاذ أحبائه مهما كلَّفه الأمر. وهو من بطولة كيني مارسلينو وكنزي محمد. وحاز الفيلم جائزة «رايل الذهبية» للفيلم القصير خلال مشاركته بمسابقة «أسبوع النقاد» بمهرجان «كان» 2023، كما حاز 25 جائزة دولية من مهرجانات كبرى.

ويقدم فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» قصة عائشة المهاجرة الصومالية التي تعمل في مجال الرعاية الصحية بمصر، ويتتبع الفيلم رحلتها خلال عملها وتحركها من منزل لآخر لمساعدة المرضى. وقد كتب الفيلم مراد مصطفى بمشاركة محمد عبد القادر وسوسن يوسف.

واختار المخرج بطلته الجنوب سودانية «بوليانا سيمون» بعد رحلة بحث طويلة، مثلما يقول: «بحثت عنها طويلاً في مكاتب (الكاستنغ) الخاصة بالأفارقة، وهي موديل من جنوب السودان وتمثل في الفيلم للمرة الأولى، كما يشارك بالبطولة مطرب الراب زياد ظاظا وعماد غنيم، وممدوح صالح». ويلفت مراد إلى أنه يغلق موضوع المهاجرين الأفارقة في المجتمع المصري بهذا الفيلم، ولكن بشكل مختلف من خلال «الفانتازيا» و«الواقعية السحرية».

ويتعاون المخرج مراد مصطفي مع مدير التصوير مصطفى الكاشف للمرة الخامسة، ويقول عن هذا التعاون: «بيننا تفاهم كبير وحب للسينما، وعلاقتنا بدأت منذ كان مصطفى مساعد مصور وأنا مساعد مخرج، وهو من أكفأ مديري التصوير الشباب، وصاحب موهبة كبيرة رغم صغر سنه».

يُذكر أن مراد مصطفى، المخرج الثلاثيني المولود في القاهرة، درس السينما عبر ورش عدة، وتخرج في معسكر «مواهب برينالي» وأكاديمية «لوكارنو السينمائي» وعمل مساعد مخرج في أفلام ومسلسلات مصرية من بينها «نوّارة»، و«علي معزة وإبراهيم»، وفي مسلسلات، من بينها، «كاريوكا»، و«بعد الطوفان»، و«أغلى من حياتي».

 

الشرق الأوسط في

16.04.2025

 
 
 
 
 

3 أفلام عربية في مهرجان «كان» الدورة الـ 78 (القائمة الكاملة)

كتب: أمنية فوزي

كشف مهرجان كان السينمائي الدولي تفاصيل دورته الـ78، الذي ينطلق في الفترة من 13 إلى 24 مايو المقبل، في مؤتمر صحفي مؤخرا، عن قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان، وذلك بحضور مديره العام «تييري فريمو»، ورئيسة المهرجان «إيريس كنوبلوخ».

3 أفلام عربية في مهرجان كان 2025

وتشارك السينما العربية في الأقسام الرسمية بـ3 أفلام، وهي: The Eagles of the Republic أو «نسر الجمهورية» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، وتشارك مصر بفيلم «عائشة لا تعرف الطيران» للمخرج المصري مراد مصطفى في قسم «نظرة ما»، وفي نفس القسم تشارك فلسطين بفيلم «حدث ذات مرة في غزة» للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار.

واختارت إدارة المهرجان فيلم «Leave One Day» للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، في افتتاح الدورة الـ78.

وكشف المدير العام لمهرجان كان السينمائي تييري فريمو، عن تلقي هذا العام عددًا قياسيًا من طلبات المشاركة بلغ 2.909 أفلام ضمن عملية الاختيار، وهو رقم يعكس الزخم الكبير الذي تحظى به هذه الدورة، ومن المتوقع إضافة أفلام أخرى في الأيام المقبلة ضمن مختلف أقسام المهرجان.

قائمة الأفلام في مهرجان كان الدورة الـ 78

وتضم قائمة الأفلام المختارة في الدور الـ 78 لمهرجان كان في مختلف أقسامها مجموعة كبيرة من الأفلام، ومنها:

المسابقة الرسمية (جائزة السعفة الذهبية)

- «The Phoenician Scheme» – إخراج ويس أندرسون

- «Eddington» – إخراج آري آستر

- «Nouvelle Vague» – إخراج ريتشارد لينكليتر

- «The Mastermind» – إخراج كيلي رايشاردت

- «Alpha» – إخراج جوليا دوكورنو

- «Sentimental Value» – إخراج يواكيم تريير

- «Jeunes Mères» – إخراج الأخوين داردين

- «A Simple Accident» – إخراج جعفر بناهي

- «The History of Sound» – إخراج أوليفر هيرمانوس

- «Dossier 137» – إخراج دومينيك مول

- «O Agente Secreto» – إخراج كليبر مندونسا فيلهو

- «Eagles of the Republic» – إخراج طارق صالح

- «Romería» – إخراج كارلا سيمون

- «La Petite Dernière» – إخراج حفصة حرزي

- «Renoir» – إخراج تشي هاياكاوا

- «Sirat» – إخراج أوليفر لاكس

- «In die Sonne schauen» – إخراج ماشا شيلينسكي

- «Fuori» – إخراج ماريو مارتوني

- «Zwei Staatsanwälte» – إخراج سيرجي لوزنيتسا

قسم «نظرة ما»

- «Eleanor the Great» – إخراج سكارليت جوهانسون

- «Urchin» – إخراج هاريس ديكنسون

- «My Father's Shadow» – إخراج أكينولا ديفيز جونيور

- «Once Upon a Time in Gaza» – إخراج عرب وطرزان ناصر

- «Météors» – إخراج هوبرت شارويل

- «The Mysterious Gaze of the Flamingo» – إخراج دييغو سيبيديس

- «A Pale View of Hills» – إخراج كيي إيشيكاوا

- «ʿĀʾisha lam taod qādira ʿalā al-ṭayarān» – إخراج مراد مصطفى

- «Caravan» – إخراج زوزانا كيرشنيروفا

- «La città di pianura» – إخراج فرانشيسكو سوساي

- «Homebound» – إخراج نيراج غيفان

- «L'Inconnu de la Grande Arche» – إخراج ستيفان ديموستييه

- «Marie & Jolie» – إخراج إريج سهيري

- «Pillion» – إخراج هاري لايتون

- «The Plague» – إخراج تشارلي بولينجر

- «Testa o croce» – إخراج ماتيو زوبس وأليسيو ريغو دي ريغي

عروض خاصة

- «Bono: Stories of Surrender» – إخراج أندرو دومينيك

- «Marcel et Monsieur Pagnol» – إخراج سيلفان شوميه

- «Dites-lui que je l'aime» – إخراج رومان بوهيرينجر

عروض منتصف الليل

- «Dalloway» – إخراج يان غوزلان

- «Exit 8» – إخراج جينكي كاوامورا

- «Fēnglín huǒshān» – إخراج جونو ماك

 

المصري اليوم في

16.04.2025

 
 
 
 
 

منها المصري «الحياة بعد سهام» لنمير عبد المسيح ..

9 أفلام روائية و3 وثائقية في قسم ACID لـ «كان السينمائي 2025»

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلن قسم ACID، وهو قسم موازٍ في مهرجان كان السينمائي، عن اختياراته لعام 2025، والتي تضم تسعة أفلام روائية.

تشمل هذه الأفلام فيلم "المغامرة" للمخرجة صوفي ليتورنور، وفيلم "الأفعى السوداء" لأوريليان فيرنهس-ليرموزيو، وفيلم "لوران المُنجرف" للمخرجين أنطون باليكدجيان وليو كوتور وماتيو أوستاشون، وفيلم "نودلز ثملة" للمخرج لوسيو كاسترو، وفيلم "إنترونكامنتو" للمخرج بيدرو كابيليرا، وفيلم "نور لا ينطفئ أبدًا" للمخرج لوري ماتي باربي في أول ظهور له.

كما اختيرت ثلاثة أفلام وثائقية، بدءًا من فيلم "ليلة غامضة - أليس أنا طفل؟" للمخرج سيلفان جورج، وتبعه فيلم "ضع روحك على يدك وامشِ" للإيرانية زبيدة فارسي ، والفيلم المصري "الحياة بعد سهام" لنمير عبد المسيح.

يتحدث نمير عبد المسيح في فيلمه عن أمه التي رحلت إلى الأبد، ولكنها تبقى مثل معظم الأمهات خالدات في عقل طفلها، وللحفاظ على ذكراها حية، يغوص نمير في تاريخ عائلته عبر مصر وفرنسا، ومع سينما يوسف شاهين كرفيق له، تبدأ قصة المنفى - وقبل كل شيء، قصة الحب - في التكشف.

أما فيلم "ضع روحك على يدك وامشِ" للإيرانية زبيدة فارسي، فهو يتناول لقاءً بين امرأتين من العالم العربي: إحداهما إيرانية والأخرى فلسطينية لا تزال في غزة"، ويُقدّم العمل الوثائقي لمحاتٍ عن مجزرةٍ مستمرةٍ بحقّ الفلسطينيين.

 

موقع "سينماتوغراف" في

16.04.2025

 
 
 
 
 

للعراقي حسن هادي

فيلم "كعكة الرئيس" في تظاهرة "أسبوعا المخرجين"

البلاد/ عبدالستار ناجي

في ثاني إنجاز للسينما العراقية ضمن مهرجان كان السينمائي الدولي، تم الإعلان عن الاختيارات الرسمية لتظاهرة "أسبوعا المخرجين".

وبعد التجربة الناجحة التي قدّمها المخرج العراقي - الإيطالي حيدر رشيد من خلال فيلمه المتميز "أوروبا"، والذي جاء ضمن إنتاج مشترك عراقي - كويتي - إيطالي، تأتي اليوم تجربة جديدة للمخرج العراقي حسن هادي بفيلمه "كعكة الرئيس"، وهو إنتاج مشترك عراقي – قطري.

يروي الفيلم حكاية الصبية لمياء وجدتها بيبي، حيث تدور الأحداث في ما يُعرف بـ"يوم السحب" الذي يُقام في جميع أنحاء العراق، وفيه تختار المدارس بعض الطلاب ليحظوا بشرف تقديم الهدايا التذكارية خلال الاحتفالات الرسمية المحلية الإلزامية بعيد ميلاد صدام حسين.

تعيش لمياء، البالغة من العمر تسع سنوات، في الأهوار التاريخية مع جدتها النشيطة بيبي.

قبل ذهابها إلى المدرسة، تعلّم بيبي حفيدتها حِيَلًا ذكية لتجنب اختيارها لمهمة إعداد كعكة الرئيس. ومع ذلك، عندما ينادي المعلم صاحب السلطة، موسى، باسم لمياء لتكليفها بهذه المهمة الصعبة – إعداد كعكة عيد الميلاد – لا يكون أمامها خيار سوى القبول، إذ قد يعني الرفض السجن... أو ما هو أسوأ.

عند عودتها إلى المنزل، تجد لمياء العزاء في ديكها الأليف المحبوب "هندي"، بينما تُصارع داخليًا فكرة الكذب. لكنها، في النهاية، تعترف لجدتها بالحقيقة. تُعدّان معًا قائمة بالمكونات، وعند الفجر، تنطلقان إلى المدينة حاملتين معهما أغراضهما الثمينة، بما في ذلك "هندي".

وعند وصولهما، تكتشف لمياء مفاجأة مذهلة عن خطة بيبي، وسرعان ما تجد نفسها في قلب رحلة مليئة بالاضطرابات، والأفراح غير المتوقعة، والدموع الصادقة. ويبقى أن نقول للسينما العراقية وصُنّاعها: مبروك تكرار الإنجاز.

 

البلاد البحرينية في

16.04.2025

 
 
 
 
 

ضمن مسابقة "نظرة ما"

أريج السحيري تعود إلى كان بفيلم "سماء بلا أرض"

البلاد/ عبدالستار ناجي

تعود المخرجة التونسية الشابة أريج السحيري إلى مهرجان كان السينمائي من خلال أحدث أعمالها السينمائية "سماء بلا أرض"، وذلك بعدما كشف مهرجان كان السينمائي الدولي (الذي يُقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو) عن قائمة أفلام دورته الـ78، والتي تضمنت الفيلم في عرضه العالمي الأول ضمن الأفلام المتنافسة في مسابقة "نظرة ما".

وتُعنى هذه المسابقة بتسليط الضوء على الأفلام الفنية وأعمال سينما الاكتشاف والمواهب الجديدة.

ومن المعروف أن فيلم "سماء بلا أرض" مستوحى من أحداث واقعية شهدتها تونس في شهر فبراير، حين تعرض المهاجرون القادمون من دول جنوب الصحراء الكبرى لحملة من العنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أسهم الخطاب السياسي المتوتر آنذاك في إشعال موجة عداء، أدّت إلى اعتقالات تعسفية وعمليات طرد جماعي.

*يستكشف الفيلم حالة التوتر والتكافل التي تنشأ في أوقات الأزمات. وتقول المخرجة أريج السحيري: "ما يثير اهتمامي حقًا هو تجاوز الصورة النمطية للمهاجرين، من خلال تقديم شخصيات حقيقية، معقدة، وغير متوقعة – شخصيات قادرة على تحدي نظرة الجمهور ومشاعره".

يتتبع فيلم "سماء بلا أرض" قصة ماري، قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة تعيش في تونس، حيث يتحول منزلها إلى ملاذ آمن لكل من ناني، الأم الشابة التي تحلم بمستقبل أفضل، وجولي، الطالبة الشجاعة التي تحمل على عاتقها آمال عائلتها. لكن وصول طفلة يتيمة إلى هذا المكان يضع روح التضامن بينهن على المحك، في ظل مناخ اجتماعي متوتر، كاشفًا عن هشاشة العلاقات الإنسانية، وفي الوقت ذاته، عن قوتها الكامنة.

"سماء بلا أرض" هو الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرجة أريج السحيري، التي شاركت أيضًا في كتابة السيناريو إلى جانب آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما شاركت في إنتاجه مع ديدار دومهري. وتتولى شركة MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي.*

يضم طاقم العمل مجموعة بارزة من الممثلين، منهم: آيسا مايغا، ليتيسيا كي، ديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا. أما التصوير، فتتولاه فريدا مرزوق، المصورة الفرنسية التونسية، التي سبق لها التعاون مع السحيري في فيلم "تحت الشجرة"، كما عملت مع عبد اللطيف كشيش في "ألعاب الحب والصدفة" و"حياة أديل"، بالإضافة إلى مشاركتها في سلسلة أفلام "جون ويك".

في عام 2022، كتبت أريج السحيري وأخرجت وأنتجت أول أفلامها الروائية الطويلة "تحت الشجرة"، الذي يُعد استكشافًا حميميًا لقضايا الشباب والعمل ولحظات التواصل العابرة، في سياق ريفي داخل بستان تين.

عُرض الفيلم لأول مرة ضمن تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في الدورة الـ54 من مهرجان كان السينمائي، واختير لاحقًا لتمثيل تونس رسميًا في جوائز الأوسكار لعام 2023. وقد حظي الفيلم بإشادة نقدية واسعة، وشارك في مهرجانات سينمائية دولية مرموقة، كما تم توزيعه في أكثر من عشرين دولة حول العالم.

ويُعد "تحت الشجرة" أحد أبرز إنجازات السحيري السينمائية، حيث أثبت حضورها القوي كمخرجة متميزة، خاصة بعد نجاح عرضه في مهرجان كان ضمن تظاهرة "أسبوع المخرجين"، حيث لاقى صدى لافتًا بين النقاد والجمهور.

 

####

 

ضمن مبادرة Fantastic 7

القاهرة السينمائي يعلن اختيار مشروع فيلم "عين حارة" للمشاركة بمهرجان كان

البلاد/ مسافات

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم، الخميس، عن اختيار مشروع فيلم "عين حارة" للمخرج العراقي ياسر كريم لتمثيل المهرجان في مبادرة Fantastic 7، التي تُقام سنويا ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، بالتعاون بين سوق مهرجان كان (Marché du Film) ومهرجان سيتجس لأفلام النوع (Sitges Film Festival).

وتعد Fantastic 7 مبادرة عالمية مرموقة تسلط الضوء على مستقبل سينما النوع (الخيال، الفانتازيا، والرعب) من خلال تقديم 7 مشاريع واعدة يتم ترشيحها من قبل 7 مهرجانات سينمائية دولية كبرى.

وقد شارك مشروع "عين حارة" ضمن فعاليات ملتقى القاهرة السينمائي في الدورة الـ45 للمهرجان عام 2024، وهو فيلم يمزج بين الأسطورة والواقع في أجواء الخوف والمقاومة، ويدور في أهوار جنوب العراق، حيث تخوض شابة صراعا مع التقاليد في مجتمع محافظ.

وبهذه المناسبة، عبّر الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن فخره بتمثيل المهرجان في واحدة من أبرز المبادرات العالمية الداعمة لسينما النوع، قائلا: "نفخر بأن نكون من بين المهرجانات القليلة التي تمنح فرصة ترشيح مشروع لمبادرة Fantastic 7، ونثق بأن فيلم "عين حارة" يحمل رؤية خاصة وصوتًا سينمائيًا عربيًا مميزًا يستحق الدعم والانتشار."

يؤكد المهرجان من خلال هذا الإعلان على التزامه المستمر بدعم المشاريع السينمائية الشابة والمختلفة، وخاصة تلك التي تعيد تشكيل الخيال العربي وتدفع به نحو آفاق أرحب.

ملتقى القاهرة السينمائي يعتبر أحد أبرز منصات دعم صناعة السينما في المنطقة العربية والإفريقية، ويقام ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. يهدف الملتقى إلى ربط صناع الأفلام من العالم العربي بمنتجين وموزعين ومؤسسات دعم دولية، من خلال تقديم مشاريع أفلام في مراحل التطوير أو ما بعد الإنتاج أمام لجنة من الخبراء وصناع القرار في الصناعة. وقد أصبح الملتقى على مدار السنوات الماضية منصة انطلاق للعديد من المشاريع السينمائية المتميزة التي حققت نجاحات في المهرجانات العالمية. 

يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا، ويحظى بتصنيف "فئة A" من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، مما يضعه في مصاف المهرجانات العالمية الكبرى. يقدّم المهرجان سنويا برنامجًا متنوعًا يضم عروضًا أولى لأفلام عربية ودولية، بالإضافة إلى فعاليات الصناعة التي تشمل ورش عمل، ندوات، ومنتديات لدعم صناع الأفلام.

وتقام الدورة الـ46 من المهرجان في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، وتستضيف نخبة من أبرز صناع السينما من مختلف أنحاء العالم.

 

البلاد البحرينية في

17.04.2025

 
 
 
 
 

«إنزو».. حكاية شاب متمرد على القيود العائلية

تفتتح «أسبوعي المخرجين» في مهرجان كان

باريس ـ «سينماتوغراف»

يفتتح المشروع الأخير للمخرج لوران كانتيه الذي توفي في أبريل 2024 وتولى استكماله روبن كامبيلو تظاهرة “أسبوعي المخرجين” التي تقام خلال الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، وفقاً لقائمة الأفلام التي اختارها المنظمون.

واختير “إنزو” Enzo، وهو آخر فيلم عمل عليه المخرج الفرنسي الشهير لوران كانتيه الحائز على السعفة الذهبية عام 2008 قبل وفاته، لافتتاح هذا القسم الموازي من مهرجان كان، المخصص لاكتشاف المواهب الجديدة، في دورته السابعة والخمسين.

وكان كانتيه قد شارك في كتابة السيناريو مع روبن كامبيلو، وكان من المقرر أن يكون هذا الفيلم من إخراجه قبل وفاته المفاجئة. لذلك، قرر كامبيلو، الذي تعاون مع كانتيه في عدة مشاريع سابقة، استكمال هذا المشروع تكريماً له.

وتدور أحداث الفيلم حول إنزو، شاب في السادسة عشرة من عمره، ينحدر من عائلة بورجوازية في جنوب فرنسا. تحت ضغط والده الذي كان يطمح لمستقبل أكاديمي له، يقرر إنزو أن يصبح متدرباً في مجال البناء، بعيداً عن التوقعات الاجتماعية لعائلته. على مواقع البناء، يلتقي بزميله الأوكراني فلاد، الذي يفتح أمامه آفاقا جديدة ويشجعه على استكشاف هويته وتحدي القيود المفروضة عليه.

والفيلم من أداء إلوى بوهُو في دور إنزو، وماكسيم سليفينسكي في دور فلاد، وإلودي بوشيه في دور ماريو، وبييرفرانسيسكو فافينو في دور باولو.

ويواصل كانتيه في هذا الفيلم نهجه المعتاد في معالجة قضايا اجتماعية معقدة بطرق إنسانية وعميقة، حيث وُصف مرات عديدة بأنه مخرج إنساني لقدرته على دمج القضايا الاجتماعية مع السرد الروائي بشكل متقن. كما اعتُبرت أفلامه بمثابة دليل اجتماعي لفهم التحديات التي يواجهها الأفراد في المجتمع الفرنسي.

ووصف نقاد أعمال كانتيه بأنها تتميز بالواقعية الاجتماعية والإنسانية العميقة، ويعتبر فيلم “بين الجدران” (Entre les murs) من أبرز أعماله، حيث نال إشادة واسعة لفحصه الصادق والمعقد للتعليم والتنوع الثقافي في المدارس الفرنسية. كما أشاد النقاد بقدرته على استخدام ممثلين غير محترفين وإدخال عنصر الارتجال، مما أضاف مصداقية وواقعية إلى أفلامه.

من أشهر أفلامه “موارد بشرية” (Ressources humaines) الصادر عام 2000، والذي يتناول صراعا بين الأب والابن في سياق العمل، مع تسليط الضوء على التوترات الطبقية. نال الفيلم جوائز متعددة، منها جائزة سيزار لأفضل أول عمل سينمائي. وفيلم الجدول الزمني (L’Emploi du temps) الصادر عام 2001، ويتناول موضوع البطالة والهوية من خلال قصة رجل يختلق وظيفة وهمية، مما يثير تساؤلات حول الحقيقة والواقع.

وفي فيلم “إلى الجنوب” (Vers le Sud) الصادر عام 2005، يستعرض كانتيه حياة ثلاث نساء في هاييتي، حيث يسلط الضوء على قضايا الاستغلال الجنسي والطبقات الاجتماعية. أما في فيلم “الورشة” (L’Atelier) الذي أنتجه عام 2017 فتناول ورشة كتابة في مدينة مرسيليا، حيث يتفاعل المشاركون مع قضايا الهوية والهجرة من خلال كتابة نصوصهم الخاصة.

وكان آخر فيلم أخرجه كانتيه عام 2021، بعنوان “آرثر رامبو” (Arthur Rambo) وفيه تناول قصة صعود وسقوط كاتب شاب من أصول مهاجرة، مستعرضا قضايا الهوية واللغة في المجتمع الفرنسي.

وإلى جانب فيلم “إنزو” يتضمن برنامج “أسبوعي المخرجين” في مهرجان كان في المجمل عشرة أفلام قصيرة ومتوسطة الطول، بالإضافة إلى 18 فيلما روائيا طويلا.

 

####

 

ماليزيا تحقق إنجازًا تاريخيًا في أسبوع النقاد بـ «كان السينمائي» من خلال فيلم Bleat

كان ـ «سينماتوغراف»

حققت ماليزيا إنجازًا تاريخيًا في مهرجان كان السينمائي باختيار فيلم "Bleat!" للمخرج أنانث سوبرامانيام للمنافسة في أسبوع النقاد، مسجلةً بذلك أول مشاركة لفيلم ماليزي قصير في المهرجان.

فيلم "Bleat!"، وهو إنتاج مشترك بين ماليزيا والفلبين وفرنسا، يروي قصة زوجين مسنين من أصول ماليزية وتاميلية يكتشفان أن عنزتهما، المخصصة للذبح الاحتفالي، حامل. يواجه الزوجان معضلة روحية وثقافية: إما الاستمرار في الطقوس أو المخاطرة بعواقب وخيمة.

تدور أحداث هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته 15 دقيقة، في مجتمع الأقلية التاميلية في ماليزيا، وهو مزيج من الكوميديا والدراما والخيال، ويضم ثارماسيجاران مانيام، وبانرسلفام إيفاراني، ودانيش ألاغارسو، ويلعب "بيغ بوي" دور العنزة في قلب المأزق الأخلاقي.

يمثل هذا الاختيار علامة فارقة في تاريخ السينما الماليزية، التي سبق أن شهدت أربعة أفلام عرضًا أوليًا في مهرجان كان: "خطوط النمر" (2023)، و"مصنع النمر" (2010)، و"كاريوكي" (2009)، و"كاكي بكر" (المُشعل) (1995).

يتمتع فيلمBleat بسجل حافل في المهرجانات، حيث حصل على صندوق مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي للأفلام القصيرة ومنحة مومو للتوزيع في سنغافورة. امتدت مرحلة ما بعد الإنتاج إلى ثلاث دول، حيث أُنجز العمل في ماليزيا من قِبل شركتي "أوم شاكثي فيلمز" و"تينتوسيفين"، وتم تدقيق الصوت في تايلاند في "وايت لايت بوست بانكوك"، ومرحلة ما بعد إنتاج الصوت في لبنان مع "دي بي ستوديوز".

 

####

 

ثلاثة منها إخراج نساء ..

6 أفلام لـ «تورينو فيلم لاب» في «كان السينمائي 78»

كان ـ «سينماتوغراف»

فيلمان في المسابقة الرسمية، وثلاثة أفلام في قسم "نظرة ما"، وفيلم واحد في أسبوع النقاد..

هذا العام، تعرض ستة أفلام من «تورينو فيلم لاب»، حاضنة المواهب العالمية التي ينظمها المتحف الوطني للسينما بدعم من كريتيف يوروب ميديا، ضمن برنامج الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي (13-24 مايو).

ومن بين هذه الأفلام، تتميز الأفلام الخمسة المشاركة في الاختيار الرسمي بطابعها الأنثوي القوي، ليس فقط لأن ثلاثة منها من إخراج نساء، بل أيضًا لسردها القصصي الغني.

لأول مرة، يتنافس فيلمان من إنتاج تورينو فيلم لاب على جائزة السعفة الذهبية. المخرجة اليابانية تشي هاياكاوا، تتنافس مع رينوار، والذي تدور أحداثه في طوكيو عام 1987، ويتبع فوكي البالغة من العمر 11 عامًا، والتي كان والدها كيجي يكافح السرطان، ووالدتها أوتاكو، التي تعاني من التوتر المستمر بسبب رعايتها لزوجها وعملها.

وتشارك كذلك المخرجة الإسبانية كارلا سيمون بفيلم روميريا، الذي يتناول قصة مارينا، وهي فتاة يتيمة صغيرة تضطر للانضمام إلى ساحل إسبانيا الأطلسي للحصول على توقيع طلب منحة دراسية من جدّيها لأبيها، اللذين لم تعرفهما قط، مما يُثير مشاعر وجراحًا دفينة من الماضي.

الأفلام التي يدعمها مختبر تورينو والمختارة في قسم "نظرة ما" هي ثلاثة أفلام روائية طويلة أولى.

طُوّر فيلم "كارافان" للمخرجة زوزانا كيرشنيروفا (جمهورية التشيك) ضمن مختبر السيناريو عام 2018 ومختبر الأفلام الطويلة عام 2020، وحصل أيضًا على جائزة الإنتاج بقيمة 40 ألف يورو.

صُوّر الفيلم باللغة الإيطالية، ويروي قصة إستر، الأم العزباء لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي لا تحلم إلا بقضاء أسبوعين في إيطاليا مع صديق قديم دون ابنها.

يشارك كذلك فيلم "نظرة غامضة لطائر الفلامنغو" للمخرج دييغو سيسبيديس (تشيلي) وتدور أحداثه في صحراء تشيلي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ويتتبع قصة ليديا، البالغة من العمر 11 عامًا، والتي تعيش مع عائلتها المثلية في بلدة تعدين. يبدأ مرض مميت بالانتشار، وتقول الأسطورة إنه ينتقل بين رجلين عندما يقعان في الحب.

وأيضاً تم تطوير فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج مراد مصطفى (مصر) ضمن برنامج Red Sea Lodge لعام 2022.

تعيش عائشة، وهي امرأة صومالية تبلغ من العمر 26 عامًا، وتعمل في حي بالقاهرة يقطنه جالية كبيرة من المهاجرين الأفارقة، وتسيطر عليه عصابات مختلفة.

وأخيرًا، يبرز في برنامج أسبوع النقاد فيلم "مدينة بلا نوم" للمخرج غييرمو جالوي، وهو فيلم من إنتاج فرنسي إسباني مشترك، للمخرج الإسباني - الذي سبق له المشاركة في مهرجان كان بأفلامه القصيرة - يروي قصة توني، فتى غجري يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، يعيش في أكبر حيّ عشوائي في أوروبا، على مشارف مدريد. فخورًا بانتمائه إلى عائلة تجار الخردة، يتبع جده أينما ذهب. لكن عندما بدأت إخطارات الهدم تقترب من أرضهم، تتفكك الأسرة ويضطر توني إلى اتخاذ قرار.

صرح كارلو شاتريان، مدير المتحف الوطني للسينما: "عامًا بعد عام، يُثبت مختبر تورينو للأفلام مكانته كواحد من أكثر المختبرات حيويةً ونشاطًا، القادرة على دعم الأعمال الشابة التي تجيد جذب انتباه أرقى المهرجانات الدولية".

وصرح رئيس المتحف، إنزو جيجو، قائلاً: "إن جمال متحفنا هو أنه يتأرجح دائمًا بين الماضي والحاضر والمستقبل لعالم السينما، المستقبل يعترض لغات سمعية وبصرية جديدة ويساعد في خلق المواهب، ودعم من يؤمن بالسينما، مع الرغبة في النمو والتعلم".

 

####

 

تاريخ لا يُنسى | أكثر من 80 فيلمًا «أفريقيًا» جذبت الأنظار في «كان السينمائي»

كان ـ «سينماتوغراف»

يشهد تاريخ السينما الأفريقية في مهرجان كان السينمائي سلسلة من التحديات والانتصارات. فمنذ ستينيات القرن الماضي، حين نالت عدة دول أفريقية استقلالها، جسّدت السينما الأفريقية ببراعة التجارب المعقدة والمتنوعة لشعوبها، متنقلةً بين الولاءات التقليدية والمعاصرة.

وفي عام 1973، أصبح فيلم "توكي بوكي" للمخرج السنغالي جبريل ديوب أول فيلم أفريقي يُعرض في مهرجان كان السينمائي، حيث فاز بجائزة النقاد الدولية.

يروي الفيلم قصة موري، الشاب المُحبط الذي يُخطط بيأس لمغادرة السنغال مع أنتا بحثًا عن مراعي أكثر خضرة في باريس - وهي محاولة تتركه في النهاية يائسًا وتقطعت به السبل.

بعد أربعة عشر عامًا من الظهور الأول لأفريقيا في مهرجان كان، حقق فيلم Yeelen، الذي كتبه وأنتجه وأخرجه سليمان سيسيه، وهو مالي يُعتبر أعظم مخرج سينمائي حي في أفريقيا، تاريخًا كأول فيلم من إخراج أفريقي أسود يتم اختياره للمسابقة الرسمية في هذا الحدث المرموق، وفاز بجائزة لجنة التحكيم.

تم تصوير Yeleen في بامبارا وفولا ويحكي قصة شاب يتمتع بقوى سحرية يشرع في رحلة إلى عمه طلبًا للمساعدة في محاربة والده الساحر.

الفيلم متجذر في الأساطير ويلتقط بشكل خاص أسطورة يمكن عزوها إلى شعب بامبارا.

بعد مواجهة سيسيه الرائدة في كان، عُرضت أربعة من أفلامه الأخرى لأول مرة في المهرجان، بما في ذلك Waati (1995) و Tell Me Who You (2009). بين عامي ١٩٧٥ و١٩٨٥، شاركت تسعة أفلام أفريقية في مهرجان كان السينمائي، جميعها تتناول الواقع المتغير لأفريقيا ما بعد الاستقلال.

حتى الآن، تنافس أكثر من ٨٠ فيلمًا أفريقيًا طويلًا على جذب الأنظار في كان. من بين العدد الإجمالي، فاز ٢١ فيلمًا بجوائز كبرى، بينما أخرجت نساء ٢٢ فيلمًا.

مع أفلام مثل "مابانتسول"، وهو فيلم جريمة جنوب أفريقي صدر عام ١٩٨٨ من إخراج أوليفر شميتز، ويتناول صراعات الفصل العنصري المستمرة آنذاك، و"الضباع"، وهو فيلم ساخر سنغالي أسود صدر عام ١٩٩٢ للمخرج جبريل ديوب مامبيتي، و"رافيكي"، وهو فيلم درامي كيني صدر عام ٢٠١٨ من إخراج وانوري كاهيو، والذي يُمثل العرض الأول للبلاد في المهرجان، استطاعت أفريقيا أن تُبرز رؤاها السينمائية متجاوزةً الأطر والصور النمطية الغربية المحدودة.

كان العقدان الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين حاسمين بشكل خاص، إذ شكّلا أكثر من نصف إجمالي الأفلام الأفريقية في تاريخ مهرجان كان.

في عام ٢٠١٠، عُرضت أفلام أفريقية طويلة مثل فيلم "أعطيني صرخة" (رجل يصرخ) الذي صُوّر في تشاد وأخرجه أول مخرج سينمائي تشادي، محمد صالح هارون؛ وفيلم "خارج عن القانون" (خارج عن القانون)، الذي تدور أحداثه على خلفية التاريخ الاستعماري لشمال أفريقيا وحرب الجزائر (١٩٤٥-١٩٦٢)، من إخراج المخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشار؛ وفيلم "الحياة فوق الجميع" (Life Above All)، المقتبس من رواية الكاتب الكندي آلان ستراتون "أسرار تشاندرا"، وأخرجه المخرج الجنوب أفريقي أوليفر شميتز.

كما عُرضت أفلام طويلة عديدة صُوّرت في بيئات أفريقية، لكن بإخراج أوروبي. في أسبوع المخرجين (خماسي المخرجين) في كان 2010، عُرضت ثلاثة أفلام من هذا النوع: "بيندا بيليلي!"، وهو فيلم وثائقي صُوّر في كينشاشا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، من إخراج رينو باريه وفلوران دي لا تولاي؛ و"زيدكرو"، الذي صُوّر في زامبيا وأخرجه المخرج الكندي نوح بينك؛ و"تودوس فوس سايد كابيتان" (أنتم جميعًا قادة)، وهي قصة مخرج أوروبي يتبنى نهجًا غير تقليدي في صناعة فيلم مع أطفال من مركز اجتماعي في طنجة، الجزائر، من إخراج المخرج الإسباني الفرنسي المولد أوليفر لاكس.

مع تطور السينما الأفريقية باستمرار بقصص وصانعي أفلام جريئين، سجل مهرجان كان السينمائي إنجازات بارزة من المنطقة. قبل عامين، كان هناك عنوانان في المسابقة الرئيسية وأربعة أخرى في قسم نظرة ما.

وشملت الأفلام المختارة فيلم وداعًا جوليا لمحمد كردفاني، وهو أول فيلم سوداني على الإطلاق يتم اختياره رسميًا للمهرجان؛ والفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة السنغالية راماتا تولاي سي "بانيل وأداما"؛ وفيلم المخرج الكونغولي البلجيكي المتحول إلى مغني الراب بالوجي "أومن".

تنافس فيلم "بانيل وأداما" على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي السادس والسبعين، ليصبح المخرج بالوجي ثاني مخرج أسود على الإطلاق يتنافس على جائزة السعفة الذهبية (بعد المخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب الذي عُرض فيلمه "أتلانتيكس" قبل أربع سنوات).

في العام الماضي، كانت هناك زيادة طفيفة في المشاركين الأفارقة حيث عُرضت سبعة أفلام من القارة لأول مرة في المهرجان. شمل ذلك اختيارات قسم "نظرة ما"، فيلم "القرية بجانب الجنة" للمخرج الصومالي المولد مو هاراوي، وفيلم "عن التحول إلى دجاجة غينية" للمخرج وكاتب السيناريو الزامبي الويلزي رونغانو نيوني؛ بالإضافة إلى فيلم "الجميع يحب تودة" للمخرج المغربي نبيل عيوش، وفيلم "شرق الظهيرة" للمخرجة المصرية هالة القوصي، وفيلم "رفعت عيني السماء" للمصريين ندى رياض وأيمن الأمير، وفيلم "أنيمال" للمخرجة الجزائرية إيما بينيستان، وفيلم "البحر عن بعد" للمخرج المغربي هاميش بن العربي.

حصلت نيجيريا، موطن صناعة السينما الأكثر حيوية في أفريقيا، مؤخرًا على أول فرصة حقيقية لها في كان في أحدث نسخة من المهرجان من خلال الاختيار الرائد لفيلم "ظل والدي" للمخرج أكينولا ديفيز، وهو فيلم يتناول لمّ شمل عائلة خلال الانتخابات النيجيرية عام ١٩٩٣.

سيُعرض الفيلم ضمن فئة "نظرة ما"، إلى جانب فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى. وبالمثل، سيتنافس فيلم "نسور الجمهورية"، للمخرج السويدي المصري طارق صالح، على جائزة السعفة الذهبية في هذه المناسبة.

تُسهم كل هذه الإنجازات في تنامي أهمية السينما الأفريقية عالميًا، مما يُمهّد الطريق للارتقاء بجودة السينما، والاستثمارات الضخمة، والتعاون السينمائي الأفريقي عبر القارات.

 

####

 

«القاهرة السينمائي» يعلن اختيار مشروع فيلم «عين حارة»  

للمشاركة ضمن مبادرة Fantastic 7 بمهرجان كان

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم، الخميس، عن اختيار مشروع فيلم "عين حارة" للمخرج العراقي ياسر كريم، لتمثيل المهرجان في مبادرة Fantastic 7، التي تُقام سنويا ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، بالتعاون بين سوق مهرجان كان، ومهرجان "سيتجس" لأفلام النوع.

وتعد Fantastic 7 مبادرة عالمية مرموقة تسلط الضوء على مستقبل سينما النوع (الخيال، الفانتازيا، والرعب) من خلال تقديم 7 مشاريع واعدة يتم ترشيحها من قبل 7 مهرجانات سينمائية دولية كبرى.

وقد شارك مشروع "عين حارة" ضمن فعاليات ملتقى القاهرة السينمائي في الدورة الـ45 للمهرجان عام 2024، وهو فيلم يمزج بين الأسطورة والواقع في أجواء الخوف والمقاومة، ويدور في أهوار جنوب العراق، حيث تخوض شابة صراعاً مع التقاليد في مجتمع محافظ.

وبهذه المناسبة، عبّر الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن فخره بتمثيل المهرجان في واحدة من أبرز المبادرات العالمية الداعمة لسينما النوع، قائلاً: "نفخر بأن نكون من بين المهرجانات القليلة التي تمنح فرصة ترشيح مشروع لمبادرة Fantastic 7، ونثق بأن فيلم "عين حارة" يحمل رؤية خاصة وصوتًا سينمائيًا عربيًا مميزًا يستحق الدعم والانتشار."

يؤكد المهرجان من خلال هذا الإعلان على التزامه المستمر بدعم المشاريع السينمائية الشابة والمختلفة، وخاصة تلك التي تعيد تشكيل الخيال العربي وتدفع به نحو آفاق أرحب.

ملتقى القاهرة السينمائي يعتبر أحد أبرز منصات دعم صناعة السينما في المنطقة العربية والإفريقية، ويقام ضمن فعاليات" أيام القاهرة لصناعة السينما' في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يهدف الملتقى إلى ربط صناع الأفلام من العالم العربي بمنتجين وموزعين ومؤسسات دعم دولية، من خلال تقديم مشاريع أفلام في مراحل التطوير أو ما بعد الإنتاج أمام لجنة من الخبراء وصناع القرار في الصناعة.

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.04.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004