جمانا الراشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر
السينمائي، ومحمد التركي، الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي
الدولي، في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي.
كان/ فرنسا: أكدت
الدورة السادسة والسبعين لمهرجان "كان" الذي بات وجهة عالمية للسينما، أنه
من الصعب زحزحته من موقعه كأهم مهرجان سينمائي حول العالم، وكمركز دولي
يجمع بين الفن والصناعة والثقافة والتجارة والجد والترفيه.
يتألف المهرجان من مسابقات رسمية وبرامج موازية تُعرض فيها
مئات الأفلام المنتقاة لأسباب تبقى سرية في اجتماعات مغلقة. لماذا هذا
الفيلم وليس ذاك؟ لماذا هو في المسابقة الرسمية وليس خارجها أو العكس، وهل
كان هذا الفيلم يستحق فعلاً أم أنه دخل بـ"الواسطة"، هي بعض الأسئلة التي
تتكرر كل عام من دون أن تفقد المهرجان أهميته وزخمه.
هو محفل يرتاده الألوف من أبناء الصنعة من منتجين ونافذين
في الصناعة إلى مموّلين، إلى مخرجين وفنيين ومتخصصين ونقاد وإعلاميين، إلى
المستطلعين الباحثين بين أفلام المهرجان عما يستطيعون عرضه في مهرجاناتهم،
وصولا إلى الجمهور الشغوف باثني عشر يوماً من الإبهار.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.
تخضع اشتراكات الرسائل الإخبارية الخاصة بك لقواعد
الخصوصية والشروط
الخاصة بـ
“المجلة".
هذا دون أن ننسى نجوم السينما العالمية الذين يلهبون الحماس
في كل دورة والذين شارك من بينهم هذه السنة مجموعة تضم هاريسون فورد (عن
الجزء الخامس من "إنديانا جونز") وسكارلت جوهانسن وتوم هانكس وتيلدا
سوينتون (عن فيلم وس أندرسن الساخر "مدينة الأندرويد") ومايكل دوغلاس
المحتفى به وجوني ديب ("جين دو باري") وجوليان مور وناتالي بورتمن (عن فيلم
تود هاينز "مايو ديسمبر").
الممثلة الإسبانية روسي دي بالما خلال حضورها حفل "قصص
المرأة" الذي يستضيفه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي خلال الدورة 76
من مهرجان كان السينمائي.
لولا هؤلاء النجوم لما لمعت عدسات مئات المصوّرين
الفوتوغرافيين والعاملين في محطات التلفزيون. ولا دعت الحاجة إلى بساط
أحمر، فهم من أبرز عناصر تكوين مهرجان "كان" وسواه.
اختير
"جان دي باري" لافتتاح الدورة الحالية من المهرجان، ليلفت الأنظار إلى أن
السعودية باتت حاضرة على مسرح الصناعة الكبير وحاضرة كمستثمر وحاضرة أيضا
كملجأ للباحثين عن تمويل
حضور سعودي بارز
صحيح أن مهرجانات سينمائية كبرى مثل "برلين" و"فينيسيا"
و"لوكارنو" و"تورنتو" التي تعدّ المنافسة الأبرز لمهرجان "كان"، تستقبل
وفودا وضيوفا ومسؤولين من كل أنحاء العالم، لكن "كان" يظلّ المهرجان الأبرز
الذي يمنح هذا الحضور الشاسع ما يلزم لمساعدة السينمات العالمية على بلورة
خططها والإعلان عن نشاطاتها وأفلامها.
نموذج هذا العام هو النشاط الكبير للسينما السعودية ممثلة
بهيئاتها ومؤسساتها المختلفة مثل "مهرجان البحر الأحمر" و"مركز إثراء"
و"هيئة الأفلام"، والتي باتت بادراتها وأنشطتها تحتلّ يومياً أغلفة
المجلات السينمائية المتخصصة مثل "فارييتي" و"هوليوود ريبورتر". وهي مؤسسات
لا تستهدف الترويج لسياسة المملكة حيال السينما فحسب، بل تؤكد أيضا مركزية
السعودية في المشهد الثقافي العالمي، مما يجعلها حاضرة لاستقبال المشاريع
والأفكار كما لطرح إنجازات المملكة من الأفلام والمشاريع.
توّج هذا النشاط اختيار فيلم "جان دو باري" لافتتاح هذه
الدورة الحاشدة من "كان". هذا ليس إنتاجا فرنسيا منفردا بل هو شراكة مع
"مهرجان البحر الأحمر" التي ساهمت في تمويل ميزانيّته التي فاقت 20 مليون
يورو. وقد اختير هذا الفيلم لافتتاح الدورة الحالية، ليلفت الأنظار إلى أن
المملكة العربية السعودية باتت حاضرة على مسرح الصناعة الكبير وحاضرة
كمستثمر وحاضرة أيضا كملجأ للباحثين عن تمويل أو جانب منه على الأقل.
فيلم "مدام دو باري" (كما أخرجته للشاشة وقامت ببطولته إلى
جانب جوني ديب وشاركت بكتابته النجمة الفرنسية مايوَن) يمكن اعتباره
نموذجاً لما تنوي السعودية تقديمه للعالم: أفلام جيدة تحمل فناً وغاية
وترفيهاً.
الممثلة الأمريكية كاتي هولمز، عارضة الأزياء والممثلة
التشيكية إيفا هيرزيغوفا والمديرة التنفيذية لفيلم العلا، شارلين ديليون
جونز، في صورة خلال مهرجان كان السينمائي السادس والسبعين، في 18 مايو 2023.
ولعلّ أحد أبرز عناصر الجاذبية بهذا الفيلم، فضلاً عن كونه
فيلم الافتتاح، هو حضور جوني ديب، سواء على السجادة الحمراء وفي أروقة
المهرجان، أو على الشاشة حيث يلعب دور الملك لويس الخامس عشر، الذي يفتتن
بسيدة المجتمع جان دون باري، ويتخذها خليلة، في بلاط قصر آخذ في التداعي
وصولا إلى الثورة الفرنسية. فجوني ديب العائد إلى الصدارة بعد محاكمة مثيرة
للجدل كادت تودي بحياته المهنية، اختار لعودته دورا يؤكد من خلاله فرادة
حضور وأدائه المتسم بالسخرية الخفية على الشاشة، وهو ما منح حضوره في
افتتاح الفيلم سحرا مضاعفا وجعله حديث وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
حول العالم، مما أضفى على المساهمة السعودية المهمة في إنتاج الفيلم مزيدا
من الحضور والألق.
تقف مساهمات المؤسسات السينمائية السعودية هذا العام وراء
أكبر حضور عربي في تاريخ "كان"، مع تسعة أفلام عربية، ساهم "مهرجان البحر
الأحمر" في دعم خمسة منها
دعم السينما العربية
لا يتوقف حضور المملكة عند فيلم "جان دو باري"، إذ أن
مساهمات المؤسسات السينمائية السعودية تقف هذا العام وراء أكبر حضور عربي
في تاريخ "كان"، مع تسعة أفلام عربية، ساهم "مهرجان البحر الأحمر" في دعم
خمسة أفلام منها، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح الآنف الذكر.
المخرجة السينمائية التونسية كوثر بن هنية خلال حضوره حفل
"قصص المرأة" الذي يستضيفه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي خلال
الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي.
فمن تونس يأتي فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية ومن
بطولة هند صبري، وكلتاهما كان حاضرا في المهرجان، ويستند الفيلم الذي يجمع
بين الوثائقي والروائي إلى قصة حقيقية عن سيدة تونسية تفقد اثنتين من
بناتها الأربع في ظروف غامضة.
ومن السودان الذي يمرّ بظروف قاسية هذه الأيام، يأتي فيلم
"وداعا جوليا" وهو أول فيلم سوداني يصل إلى هذه المنصة العالمية ليلقي
الضوء، مثلما يقول مخرجه ومؤلفه محمد كردفاني، على ويلات الحروب والكلفة
الإنسانية العالية التي تتسبّب بها.
إشراق مطر والممثلة التونسية المصرية هند صبري والمخرجة
السينمائية التونسية كوثر بن هنية وألفة حمروني خلال عرض فيلم "بنات ألفة"
خلال مهرجان كان السينمائي السنوي الـ 76 في مدينة كان، فرنسا، 19 مايو/
أيار 2023.
ومن المغرب يشارك فيلمان ضمن فئة "نظرة ما" وهما "كلاب
الصيد" لكمال لزرق و"كذب أبيض" لأسماء المدير. في حين ينافس الروائي "بانيل
وأداما" للمخرجة السنغالية راماتا تولاي سي على السعفة الذهبية في دورة هذا
العام.
يذكر أن السينما العربية حاضرة هذا العام أيضا عبر فيلمين
قصيرين من مصر هما "الترعة" لجاد شاهين و"عيسى" لمراد مصطفى. كما يشارك
الأردن بفيلمين هما "انشالله ولد" لأمجد الرشيد و"البحر الأحمر يبكي" لفارس
الرجوب. |