ملفات خاصة

 
 

"لا شيء يُخْسَر" لدِلوجي:

دراما مؤثّرة ومُكثَّفة

الجونة/ نديم جرجوره

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

بسبب رغبته في تناول بطاطا مقلّية (لأنّه جائعٌ)، منتصف ليلةٍ، يتعرّض سُفيان (ألكسيس توناتي) لحرقٍ في صدره (يتبيّن لاحقاً أنّه من الدرجة الثانية)، فينقله شقيقه جان ـ جاك (فليكس لوفافر) إلى المستشفى، وتُستدعى والدتهما سيلفي (فيرجيني إيفيرا) من عملها في ملهى ليليّ. حادثةٌ كهذه تحصل غالباً في منازل كثيرة. لكنْ، مع سُفيان وعائلته الصغيرة، يتبدّل كلّ شيء، فإدارة المستشفى تُبلِغ الشرطة، التي تُبلِغ جهةً معنيّة برعاية الأطفال والمراهقين بأنّ هناك "خَطباً" ما يتطلّب تدخّلاً رسمياً لحماية المُراهِق من وضعٍ، يُظَنّ أنّه غير آمن.

رغبةٌ تؤدّي إلى حادثةٍ، والحادثة تتناول ملفاً أساسياً عن علاقات عائلية، وتدخّل رسمي، مُحصَّن بقوانين وسلطات، في شؤون عائلة وأحوالها، بحجج (أخلاقية، اجتماعية، قانونية، إلخ.) تُساق في الدفاع عن أطفال ومراهقين. هذا يحدث في "لا شيء يُخْسَر" (2023)، أول روائيّ طويل للفرنسية دلفين دِلوجي (1975)، المعروض للمرّة الأولى عالمياً في "نظرة ما"، في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان "كانّ" السينمائي: محاولة سينمائية، يُراد لها أنْ تكون انعكاساً بصرياً لوقائع عيشٍ في بلدٍ، يواجه تحدّيات شتّى في مسائل اجتماعية وتربوية وثقافية وأخلاقية كثيرة.

لكنّ الفيلم ـ المشارك في برنامج "الاختيار الرسمي ـ خارج المسابقة"، في الدورة الـ6 (14 ـ 21 ديسمبر/كانون الأول 2023) لـ"مهرجان الجونة السينمائي" ـ غير منخرطٍ في سينما نضالية مباشرة، بقدر ما يروي حكاية أمّ عزباء، تكافح من أجل استعادة ابنها من سلطةٍ، تظنّ أنّ هناك خللاً في تلك العائلة الصغيرة، فلا وجود لأبٍ، والأم تعمل ليلاً وتترك ولديها لوحدهما، والبيئة الصغيرة، التي تحيط سيلفي وجان ـ جاك وسُفيان، غير سويةٍ كلّياً، فلكلّ فردٍ نمط حياة، فيه (النمط) مآزق وتحدّيات، مُتداولة بوفرة في يوميات أناسٍ كثيرين، ينتمون إلى طبقة متواضعة، يتراوح وضعها الاجتماعي ـ الاقتصادي بين فقرٍ غير مُدقع، وشيءٍ قليلٍ للغاية من رفاهية مرتبكة وغير ناجعة، غالباً.

"لا شيء يُخْسَر" يُفكِّك بعضَ علاقة صدامية بين الفرد والسلطة، السياسية (وإنْ بشكلٍ مُوارِب) والأمنية (الشرطة) والاجتماعية (مؤسّسات رعاية)، ويتحرّر من سطوة الخطابيّة، مُحوّلاً إياها (الخطابيّة) إلى نصٍّ سينمائي يقول فعلاً وردّة فعل، من دون ثرثرة وتصنّع، بل بشفافية أفرادٍ يواجهون مصائر غير مُتوقّعة، ويجهدون في حماية ما يعتبرونه حقّاً لهم ـ لهنّ، ويسعون إلى خلاصٍ من سطوة قهرٍ وإذلال، بحجج مستَمَدّة من "أولوية حماية الأطفال والمُراهقين" تحديداً، والحماية تلك معنيّة بتحصينهم ـ تحصينهنّ من أيّ "خطر" ربما يتعرّض له أحدهم ـ إحداهنّ في المنزل العائلي. الجهات الرسمية، المعنيّة بهذا، غير منتبهةٍ (أو ربما تتجاهل قصداً) إلى أهمية الترابط، الانفعالي ـ العاطفي أساساً، بين مُراهقٍ ووالدته العزباء، فتحول دون تواصلٍ مباشر بينهما، بسبب تلك الحجج نفسها.

مقالة سيلين رودَن، المعنونة بـ"التباسات أمّ"، والمنشورة في "لو كروا" (صحيفة يومية فرنسية)، تكاد تكون اختزالاً مقبولاً لفيلمٍ، تصفه بأنّه "دراما اجتماعية مُثيرة (للعاطفة وللاهتمام معاً)". تقول (المقالة) عن سيلفي إنّها "تحارب ضدّ الآلة الإدارية والقضائية لاستعادة ابنها"، الذي تنتزعه "الخدمات الاجتماعية" منها، وتضعه في مركز تابع لها، قبل نقله إلى عائلة أخرى يُفترض بها أنْ تهتمّ به بشكلٍ أهدأ وأكثر أمناً وسلامةً. تُضيف المقالة (21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) أنّ الممثلة إيفيرا "استثنائية" في فيلمٍ "مُتقن للغاية"، والفيلم نفسه "يرسم، بعيداً عن موضوعه، صورة متناقضة لامرأةٍ، ترفض بعناد الانصياع للنظام".

الفيلم يتجاوز، في لحظاتٍ عدّة، رسم تلك الصورة (رغم أهمية الرسم والصورة معاً)، لاعتماده تكثيفاً مُعمّقاً للقطات ومسارات وعلاقات، وتوليفاً (بياتريس إيرْميني) يزيد من ضغط الأحداث، وينقل بصدقٍ تام غضباً وقهراً وتوتّراً وانفعالاً، وهذه كلّها تعيشها أمّ عزباء من أجل ابنها، بأداءٍ يُثير "إعجاباً"، في دور "أمٍّ شجاعة محرومة من ابنها"، كما في مقالة فاليري بَكْ (أنْ تكوني أمّاً في زمن مضطرب)، المنشورة في "لو فيغارو" (صحيفة يومية فرنسية)، والمقالة تصف الفيلم بأنّه "دراما مؤثّرة ومُكثّفة" (21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أيضاً).

فيلمٌ قاس بقدر قسوة حياةٍ، والنهاية شبه مفتوحة رغم إشاراتٍ إلى وضوحٍ، يُفضَّل عدم اعتباره ناجزاً كلّياً.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.12.2023

 
 
 
 
 

ختام هادئ لدورة التضامن مع غزة في مهرجان الجونة السينمائي

تقرير – أحمد فاروق:

* تكريم كريستوفر لامبرت.. وتيريس جيبسون: مصر أم الدنيا

* "وداعا جوليا" يفوز بجائزة "سينما من أجل الإنسانية".. وعمرو منسي: أثبتنا أن مهرجاننا سينمائي ولا يتلخص في السجادة الحمراء

* نجمة الجونة الذهبية تذهب إلى "بوابة هوليود" و"في يومنا" و"أعدك".. و"سعادة عابرة" و"ماشطات" و"يرقة" الأفضل عربيا

اختتمت مساء أمس، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي، والتي أقيمت في غير موعدها بشكل استثنائي في الفترة من 14 وحتى 21 ديسمبر الجاري، بعد تأجيلها من أكتوبر الماضي مرتين بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وكان المهرجان أعلن عن تضامنه مع أهل غزة عبر مسارين، الأول دعم جهود الإغاثة الإنسانية، بمبلغ قدرة 5 ملايين جنيه، كما أقام خلال فعاليات الدورة، حفل، لجمع التبرعات وإرسالها إلى الأشقاء في قطاع غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى.

أما المسار الثاني فكان، إضافة قسم جديد لبرنامج الدورة السادسة بعنوان "نافذة على فلسطين"، بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، يضم 10 أفلام، بالإضافة إلى جلسة نقاشية بعنوان "السينما في الأزمات: نظرة علي فلسطين"، بمشاركة 6 من صناع الفن في فلسطين.

بدأت فعاليات حفل الافتتاح، بفقرة فنية لفرقة "كايروكي"، قدم خلالها المطرب أمير عيد أغنيتين، هما "تلك القضية" التي طرحها قبل 3 أسايبع دعما للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أغنية "أنا نجم".

الحفل الذي قدمته ناردين فرج، وأخرجه هشام فتحي، اتسمت فقراته ككل فعاليات هذه الدورة، بالهدوء والبعد عن الصخب والمظاهر الاحتفالية، وتم خلاله تقديم تحية للفنانين الراحلين، وهم أشرف عبد الغفور، وطارق عبد العزيز، وأشرف مصيلحي ومصطفى درويش، والمخرجان أحمد سامي العدل، وأحمد البدري، والمنتجة ناهد فريد شوقي، وتم خلاله تكريم الفنان الفرنسي الأمريكي كريستوفر لامبرت، وسلمته الجائزة المنتجة ماريان خوري المدير الفني للمهرجان.

وكشف المهرجان عن جوائز المسابقات الثلاثة، حيث ذهبت جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل إلى فيلم "في يومنا" إخراج هونج سانج سو، من كوريا الجنوبية، فيما فاز بالجائزة الفضية فيلم "كلب سلوقي وفتاة" إخراج إنزو دالو، وهو إنتاج مشترك لعدد من الدول بينها إيطاليا ولوكسمبورج وأيرلندا وأستونيا، وفاز بالجائزة البرونزية، الفيلم البرازيلي "درب غريب"، إخراج دوتو بارنتيه، وذهبت جائزة أفضل فيلم عربي، للفيلم العراقي الكردي "سعادة عابرة" إخراج سينا محمد، والذي فازت بطلته برفين رجبي بجائزة أحسن ممثل، أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب باتسوج أورتسيخ، عن دوره في فيلم "لو أمكنني الغرق بثبات" إخراج زولجارغال بيورفداش، إنتاج مشترك فرنسي منغولي سويسري.

وحرصت الفنانة صبا مبارك، على إلقاء كلمة تمثل لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تشارك في عضويتها، حيث قالت: "في يومنا هذا استطاعت شجاعة الشعب الفلسطيني أن تغير موقف العالم من خلال الصورة. نتمنى أن يكون هذا إلهاما لصناع الأفلام في رواية الحقيقة وصناعة الأمل والحرية للجميع والسلام".

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية فاز بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، الفيلم الأمريكي الألماني "بوابة هوليود" إخراج إبراهيم نشأت، وهو الفيلم الفائز أيضا جائزة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي"، فيما فاز بالجائزة الفضية مناصفة كلا من الفيلم الإيراني "سبعة أشتية في طهران"، وفيلم "عدم الانحياز: مشاهدة من بكرات لابودوفيتش" إخراج ميلا توراجليتش، وهو إنتاج مشترك صربي فرنسي إنجليزي، وفاز بالجائزة البرونزية الفيلم الفرنسي الياباني "على قارب أدامان" إخراج نيكولا فيليبير، أما جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي، فذهب إلى الفيلم التونسي "ماشطات" إخراج سونيا بن سلامة.

في مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم قصير، الفيلم الفيلبيني "أعدك" إخراج سام ماناكسا، فيما فاز بالجائزة الفضية الفيلم الأردني الألماني "البحر الأحمر يبكي" إخراج فارس الرجوب، وفاز بالجائزة البرونزية الفيلم الأرجنتيني "وأخيرًا، اليوم الموعود" إخراج كارولينا فيرجارا، أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فذهبت إلى الفيلم اللبناني الفرنسي "يرقة" إخراج ميشيل ونويل كسرواني.

الحفل شهد أيضا فقرة لتوزيع الجوائز الخاصة، منها جائزة "نيتباك"، المخصصة للسينما الآسيوية، والتي فاز بها فيلم "من عبدول إلى ليلى" إخراج ليلى البياتي، وهو فيلم إنتاج مشترك بلجيكي ألماني سعودي.

كما أعلنت جائزة سينما من أجل الإنسانية، والتي ذهبت إلى الفيلم السوداني "وداعا جوليا" إخراج محمد كردفاني، حيث سلمها لأسرة الفيلم مؤسس المهرجان المهندس نجيب ساويرس، والذي أكد خلال كلمته أنه جلس مع شقيقه سميح وتناقشا حول مستقبل هذه الدورة في ظل استمرار العدوان على غزة، وتوصلا في النهاية إلى قرار إقامتها، لأن الحياة سوف تمضي، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في مشاعرهم ونواياهم وتعاطفهم مع أهل فلسطين، لافتا إلى أن المميز في هذه الدورة أنها مهداة لـ"أهالينا في فلسطين"، فالمهرجان أقيم ليخدم الإنسانية التي نفتقدها اليوم.

وأوضح مؤسس المهرجان أنه عندما رجع بالذاكرة، وجد أن كل الأفلام التي تأثر بها معظمها مرتبط بالإنسانية، ولذلك هو سعيد بالشعار الذي اختاره للمهرجان منذ دورته الأولى.

من جانبها قالت إيمان يوسف بطلة فيلم "وداعا جوليا"، إن هذه الجائزة رسالة أمل كبيرة بالنسبة لأسرة الفيلم، لأن دولة السودان تمر حاليا بظروف صعبة، مثل عدد من الدول في وطننا العربي للأسف، مؤكدة أن السينما هي الشيء الوحيد الذي يمكنهم من التعبير عن أنفسهم.

أما جائزة نجمة الجونة الخضراء، والتي سلمها النجم العالمي تيريس جيبسون، فذهبت إلى الفيلم البرازيلي البرتغالي "كرورا" إخراج جواو سالافيزا ورينيه نادر مسورا.

وصعد "جيبسون"، إلى مسرح الختام، مرتديا جلباب أحمر وجاكت أسود، ليمازح الحضور بصعوبة طريقة نطقه لأسماء نجيب وسميح ساويرس، قبل أن يستدعى الفنان محمد كريم ليساعده في نطق عدد من الكلمات بالعربية، أبرزها: "مصر أم الدنيا".

وألقى "جيبسون"، كلمة تذكر خلالها صديقه "بول واكر"، مؤكدا أنه عندما فقده أصبح تعيسا جدا، وعندما عاد لبيته من إجازة الكريسماس بعد صدمة خسارته، كان يصلي ويسأل الله: "ماذا أفعل لأجد الابتسامة مرة أخرى.. ولم أجدها إلا عندما جئت إلى الشرق الأوسط".

وتابع قائلا: "الآن أنا أشعر بنفس السعادة التي شعرت بها قبل 9 سنوات، وأود أن أقول شكرا جزيلا لكم، لأنكم تتمتعون بالإخلاص والعطاء وهذه ليست أمور أعتاد عليها عندما أسافر في جميع أنحاء العالم".

وحرص الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة، عمرو منسي، على إلقاء كلمة، أعرب خلالها عن سعادته بإنجاز الدورة السادسة رغم التحديات الصعبة، خاصة أن المهرجان كان من المفترض أن ينتهي في أكتوبر.

وقال منسي، إن المهرجان أثبت هذا العام أنه لا يتلخص في السجادة الحمراء، مشيرا إلى أن إدارة المهرجان وصلتها هذا العام ردود فعل إيجابية، تؤكد أن المهرجان أصبح سينمائي جدا، والحقيقة أنه منذ يومه الأول سينمائي ولكن كان التركيز أكثر على السجادة الحمراء.

وأعرب منسي عن سعادته بالرؤية التي تم وضعها وتنفيذها، خاصة أن المهرجان لا يقوم على شخص بعينه، ولا على السجادة الحمراء أو إجراء المقابلات، بل يتأسس على وجود العديد من صناع السينما الذين يتطلعون لتقديم أعمالهم، وهو ما ساهم فيه المهرجان وسعى لتنفيذه.

وكشف منسي عن خطة المهرجان التي سعى لتنفيذها بنجاح، من أجل تسليط الضوء على الفعاليات والنشاطات المميزة للمهرجان، مشيرا إلى أن هذه الفترة كانت صعبة للغاية على فريق المهرجان، في ظل ما حدث خلال الفترة الماضية.

ووعد المدير التنفيذي للمهرجان، الجميع، بأن الدورات المقبلة ستشهد تحقيق العديد من الأمور المميزة، خاصة أن هذه الدورة واجهت تحديات فريدة من نوعها.

 

الشروق المصرية في

22.12.2023

 
 
 
 
 

مخرج فيلم وداعا جوليا يهدى جائزة مهرجان الجونة للشعب السودانى والإنسانية

وداد خميس

فاز الفيلم السودانى وداعًا جوليا للمخرج محمد كردفانى بجائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) ضمن فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ليرتفع رصيد الفيلم إلى 21 جائزة دولية، وتُعد تلك هي جائزة الجمهور السابعة التي يفوز بها الفيلم، وهي أيضًا الجائزة الثالثة على التوالي التي يحصل عليها الفيلم خلال أسبوع، إذ تلقى مؤخرًا جائزة أفضل فيلم من مهرجان أفريكاميرا للفيلم الأفريقي في بولندا، وجائزة موهبة العام في الشرق الأوسط التي قدمتها مجلة فارايتي لمحمد كردفاني تقديرًا لإنجازه في فيلمه الروائي الطويل الأول.

وتسلم الجائزة ثلاثى البطولة سيران رياك وإيمان يوسف ونزار جمعة، وتعليقًا على فوز الفيلم بجائزة الجمهور فى مهرجان الجونة السينمائى قال كردفانى "شاكر وممتن لفوز فيلم وداعًا جوليا بجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي، هذه الجائزة التي تحمل اسم الإنسانية هي تكريم لفيلم صنع بأيدي شباب أرواحهم مشبعة بثورة ديسمبر وقيمها المجيدة، مضيفا: "ويأتي هذا الفوز والسودانيون حول العالم، ومن بينهم هؤلاء الشباب، لاجئون ونازحون تتمزق بلادهم أمام أعينهم، وتشهد حربًا تهدد حياة الملايين من الأبرياء".

وتابع: "مسئوليتنا جميعًا أن نوقف هذه الحرب وداعميها فورًا، فالشعب السوداني لا يستحق ما يحدث له، وهو قادر على البناء حال توقف الدمار كما بينت رحلة هذا الفيلم، أناشدكم باسم الإنسانية ألا تغفلوا عما يحدث في السودان وفي غزة، ولنكن الآن صوتًا موحدًا ينادي بالحرية والسلام والعدالة".

وتدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك، ويشارك فى بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.

سجل جوائز وداعًا جوليا يضم: جائزة التفوق وجائزة أفضل تمثيل لبطلته إيمان يوسف من مهرجان الفيلم المسلم الدولي في تورنتو، جائزة الجمهور في مهرجان موسترا السينما العربية والمتوسطية في كتالونيا، جائزة أفضل فيلم من مهرجان بلفاست السينمائي، وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا (جائزة الصحافة، جائزة الجمهور)، و3 جوائز في مهرجان Paysages de Cinéastes (جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة لجنة تحكيم المرأة، جائزة الجمهور)، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وبدأ هذا المشوار من مهرجان كان السينمائي الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية.

 

####

 

تيريس جيبسون يرقص على أغنية رضا البحراوى برفقة محمد كريم.. فيديو

سارة صلاح

شارك النجم محمد كريم متابعيه بفيديو مع النجم العالمى تيريس جيبسون عبر حسابه على إنستجرام وهو يحمل الشيشة فى يده ويتجهون إلى المطار لمغادرة الجونة مع حضور حفل الختام أمس الخميس.

كما نشر النجم العالمى تيريس جيبسون، فيديو عبر حسابه على إنستجرام ويرقص مع محمد كريم فى الطائرة على أغنية "ناس منى" للمطرب رضا البحراوى، وكتب بالعربى قائلا: "صباح الفل عليكم من مصر أم الدنيا ومسافرين صباح المهرجانات ابعتهالوا عيد ميلادى الأسبوع ده احتفلوا معانا".

ووصل النجم العالمى تيريس جيبسون نجم Fast & Furious إلى مصر بصحبة النجم المصري محمد كريم، والذي استقبله في مطار القاهرة وهي الزيارة التي دعا لها محمد كريم تيريس.

وفى فيديو حصرى لليوم السابع له مع محمد كريم قال تيريس جيبسون: "أخيرا وصلت مصر أريد الذهاب إلى كل مكان ومقابلة كل المصريين والتعرف على تاريخ مصر".

ومن المقرر أن يصطحبه محمد كريم لعدد من الأماكن السياحية، ولعب جيبسون بطولة فيلم Fast X ضمن سلسلة أفلام Fast & Furious وهو إخراج Louis Leterrier ، وشارك في البطولة مع ميشيل رودريجيز، ، كريس "لوداكريس" بريدجز، ناتالي إيمانويل، جوردانا بروستر، سونج كانج، جايسون ستاثام، جون سينا وسكوت إيستوود، مع هيلين ميرين الفائزة بجائزة الأوسكار وتشارليز ثيرون الحائزة على جائزة الأوسكار، كما يضم الفيلم طاقمًا جديدًا استثنائيًا ، بما في ذلك الحائز على جائزة الأوسكار بري لارسون في دور تيس.

 

اليوم السابع المصرية في

22.12.2023

 
 
 
 
 

صباح الفن

حكايات فلسطينية فى «الجونة السينمائى»

إنتصار دردير

استطاع مهرجان الجونة السينمائى أن يعبر دورته السادسة «الاستثنائية» بنجاح بعد تأجيلات عدة صادفتها بسبب الحرب على غزة، صحيح أن الحرب لم تنته، لكن الآراء تغيرت بشأن إلغاء المهرجانات السينمائية تضامناً مع غزة ، فالتضامن الأقوى أن تعرض أفلاما تدين الحرب والاحتلال الغاشم، وأن يجتمع سينمائيون من كل أنحاء العالم لإدانة العدوان وجمع التبرعات، وهو ما فعله مهرجان الجونة الذى عرض برنامجاً مهما بعنوان» «نافذة على فلسطين».

بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطينى -  ضم عشرة أفلام مهمة بين روائية ووثائقية طويلة وقصيرة وفيلم الرسوم المتحركة «الرسم لحياة أفضل» الذى عبر عن كوابيس أطفال فلسطين خلال الحروب وقد ترجموها إلى لوحات باهتمام من المركز النرويجى للاجئين الذى أجرى دراسات علمية لها وطلب من الأطفال أن يخرجوها فى رسومات حتى يتغلبوا عليها.

كما أقام المهرجان أمسية فنية أحيتها المطربة التونسية غالية بنعلى بحضور نجوم المهرجان لجمع تبرعات وإرسالها عن طريق الهلال الأحمر المصرى لأهل غزة  وقد تبارى الحاضرون فى تقديم تبرعاتهم ، كما طرح موضوع «السينما فى الأزمات، نظرة على فلسطين»  ضمن مناقشات جسر الجونة السينمائى، بحضور سينمائيين فلسطينيين شاركوا فى هذا البرنامج. من بينهم المخرج رشيد مشهراوى والمخرجة نجوى نجار والمنتجة مى عودة.

ولو أن المهرجان أقام دورته لأجل هذا الغرض فقط لاستحق القائمون عليه الشكر والثناء، لكنه أقامها بالتوازى مع برنامجه المعتاد الذى ضم أفلاماً عالمية حازت جوائز دولية ضمن برنامجه الرسمي، علاوة على مسابقاته للأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية وسينما من أجل الإنسانية وأفلام البيئة، كما احتفى بالسينما السودانية من خلال عرض مجموعة من أفلام جماعة الفيلم السودانى المرممة حديثاً.\

كما واصل دوره فى دعم الأفلام العربية عبر منصة الجونة السينمائية التى قدمت دعما قدره 365 ألف دولار للأفلام فى مراحل قيد التطوير وبعد الإنتاج  عبر شركاء ورعاة قدموا الدعم لأصحابها للدفع بمشروعات أفلام متميزة لترى النور وتخرج لحيز التنفيذ، وليشارك بعضها فى دوراته القادمة.

يستحق مهرجان الجونة التحية والتقدير لإصراره على إقامة دورته السادسة فى ظروف استثنائية ليضىء شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام، وقد نجح بدون «الرد كاربت» التى ظنها البعض هى المهرجان ولم تكن كذلك أبداً فى أى وقت.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

22.12.2023

 
 
 
 
 

بالصور | القائمة الكاملة للفائزين بجوائز الدورة السادسة لـ «الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

اختتم مهرجان الجونة السينمائي دورته لعام 2023، بحفل توزيع جوائز احتفى من خلالها بالإنجازات السينمائية المتميزة من جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهها وعرضته للتأجيل مرتين، عرض مهرجان هذا العام 90 فيلمًا، استحوذت على اهتمام الجماهير والعاملين في الصناعة على حد سواء.

ومع إسدال الستار على مهرجان الجونة السينمائي لعام 2023، فيما يلي قائمة كاملة للفائزين في مختلف الفئات..

** لجنة تحكيم نيتباك:

(شبكة الترويج للسينما الآسيوية) المكونة من الناقدة السينمائية الهندية الرائدة شبرا غوبتا، والمنتجة النرويجية المخضرمة إنغريد ليل هوغتون، وكاتبة السيناريو وعالمة الأنثروبولوجيا الدكتورة ملاك سويد، كرسن جهودهن لتقدير التميز في السينما الآسيوية، وعكست اختياراتهن تنوع المنطقة وعمقها وإنجازاتها الفنية.

وذهبت جائزة نيتباك لأفضل فيلم آسيوي في مهرجان الجونة السينمائي 2023، إلى "من عبدول إلى ليلى" للمخرجة ليلى البياتي، وهي مخرجة عراقية الأصل تقيم في فرنسا.

أما لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي)، فتضم الناقدة السينمائية البولندية أولا سالفا، والناقد السينمائي الجنوب إفريقي ستيفن أسبلينغ، والصحفي المصري زين العابدين خيري.

واحتفلت هذه اللجنة المتميزة بالعمل الأول المتميز من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

وذهبت جائزة الفيبريسي في مهرجان الجونة السينمائي 2023، إلى "بوابة هوليوود" (هوليوودغيت)، وإلى إبراهيم نشأت، وهو مخرج مصري مقيم في ألمانيا.

** مسابقة الأفلام القصيرة:

ضمت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، المخرجة لوسي كير، والممثلة التونسية، مريم الفرجاني، ومنسقة الأفلام القصيرة، سيلين روستان، والممثلة البريطانية اللبنانية، رزان جمال، والمخرج اللبناني، وسيم جعجع.

ركزت اللجنة على المواهب في عالم الأفلام القصيرة. وسلطت اختياراتهم الضوء على الإبداع والرؤية والمنظور الجديد في سرد القصص.

وذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير، إلى (يرقة) إخراج ميشيل ونويل كسرواني من لبنان (فرنسا).

كما ذهبت نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير إلى "أخيرًا، اليوم الموعود" من إخراج كارولينا فيرغارا من الأرجنتين.

وذهبت نجمة الجونة الفضية للأفلام القصيرة إلى البحر الأحمر يبكي من إخراج فارس الرجوب من الأردن.

وذهبت نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير إلى أعدك للمخرجة سام ماناكسا من الفلبين.

** مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وجائزة نجمة الجونة الخضراء:

ضمت لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الطويل ونجمة الجونة الخضراء، المنتجة الشهيرة، كاترين دوسار، والمخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار، جيهان نجيم، ورائد السينما السودانية، إبراهيم شداد، والمخرج المصري المولود في الولايات المتحدة، والحائز على جوائز، شريف القطشة، والمنتجة الشغوفة، لمياء الشرايبي.

تداولت اللجنة اختيار الفيلم الوثائقي الأفضل، وتعكس اختياراتهم الالتزام بالتميز والابتكار والتأثير الاجتماعي.

وذهبت جائزة نجمة الجونة الخضراء لمهرجان الجونة السينمائي 2023 إلى "كرورا" من إخراج جواو سالافيزا ورينيه نادر ميسورا من البرازيل.

كما ذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي إلى "ماشطات" من إخراج سونيا بن سلامة، من تونس.

وذهبت جائزة الجونة النجمة البرونزية للسينما الوثائقية إلى "على قارب أدامان" من إخراج نيكولا فيليبيرمن فرنسا.

وقررت لجنة التحكيم منح فيلمين مميزين جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي:

"عدم الانحياز: مشاهد من سجلات لابودوفيتش" من إخراج ميلا توراغليتش من صربيا.

و"سبعة أشتية في طهران" للمخرجة الألمانية شتيفي نيدرزول.

كما ذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي إلى "بوابة هوليوود" (هوليوودغيت) من إخراج إبراهيم نشأت.

وكرمت جائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) في مهرجان الجونة السينمائي، فيلمًا روائيًا طويلًا يجسد موضوعات إنسانية. وذهبت جائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) في مهرجان الجونة السينمائي 2023 إلى "وداعًا جوليا" إخراج محمد كردفاني من السودان.

تدور أحداث هذا الفيلم في الفترة التي سبقت انفصال جنوب السودان، ويحكي قصة مغنية معتزلة متزوجة من رجل شمالي تبحث عن الخلاص لتسببها في وفاة رجل جنوبي من خلال تعيين زوجته كخادمة لها.

** مسابقة الأفلام الروائية الطويلة:

تألفت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، من المخرج الهندي المقيم في جنيف، أنوب سينغ، إلى جانب النجمة الأردنية اللامعة، صبا مبارك، والممثلة الفلسطينية المشهورة عالميًا والمقيمة في الولايات المتحدة، ياسمين المصري، والممثلة الفرنسية اللبنانية، منال عيسى، والمخرج المصري الشهير، عمر الزهيري، حيث مثلوا مجموعة متنوعة من وجهات النظر والتقاليد السينمائية. وقاموا معًا باختيار الفائزين في هذه الفئة، تقديرًا لسرد القصص والعروض والمساهمات الثقافية الاستثنائية.

وذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل إلى، باتسوج أورتسيخ، عن فيلم "لو أمكنني الغرق بسبات" للمخرجة زولجارغال بيورفداش من منغوليا. ويحكي هذا الفيلم المنغولي الأول الذي يتم اختياره في مدينة كان قصة الصبي المراهق الفقير الفخور أولزي (باتسوج أورتسيخ)، الذي عقد العزم على الفوز في مسابقة الفيزياء للحصول على منحة دراسية.

كما ذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة إلى، باروين راجابي، عن تجسيدها الرائع لامرأة لم تحظ قط بأي اهتمام من زوجها إلى أن تمرض، في فيلم سعادة عابرة للمخرج سينا محمد من العراق، وهو الفائز أيضًا بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي.

وذهب نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي إلى "درب غريب" من إخراج غوتو بارنتيه من البرازيل، والذي يدور حول مخرج أفلام شاب يعود إلى مسقط رأسه ويحاول إعادة التواصل مع والده مع تسارع انتشار الوباء في جميع أنحاء البرازيل. ومع ذلك، ثبت أن علاقتهما أكثر تعقيدًا مع حدوث ظواهر غريبة بشكل متزايد مع اقترابهما.

وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي إلى "كلب سلوقي وفتاة" للمخرج إنزو دالو من إيطاليا. فيلم الرسوم المتحركة هذا عبارة عن قصة مبهجة لليافعين، حيث تقوم أربع نساء برحلة على الطريق. لقد ماتت إحداهن، وتحتضر أخرى، وتقود ثالثة السيارة، أما الرابعة فقد بدأت رحلتها للتو.

كما ذهبت جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم روائي إلى "في يومنا" من إخراج هونغ سانغ سو من كوريا الجنوبية. في هذا العمل الثلاثين في مسيرته المثيرة للإعجاب، يصور سانغ سو ببراعة محادثتين منفصلتين ومتناوبتين: واحدة بين ممثلة وهاوية والأخرى بين شاعر قديم وأحد المعجبين.

واختارت لجنة التحكيم المميزة هذه الأفلام الاستثنائية، وكانت اللجنة قد خصصت وقتها وخبرتها لتكريم التميز والإبداع والسرد المؤثر. ويأمل مهرجان الجونة السينمائي أن تساهم كل جائزة في النمو المستمر والنجاح لصناع الأفلام الموهوبين.

وفي وداعية الأفلام المتميزة التي تألقت في البرنامج، قال انتشال التميمي مدير المهرجان "إننا نقدر مساهمات كل صانع أفلام شاركنا بإبداعاته. تعتز روح المهرجان بالعاطفة والتفاني والإبداع المتأصل في كل فيلم، مع الاعتراف بأن كل فيلم يحتل مكانًا فريدًا في نسيج هذه الرحلة السينمائية الاستثنائية. في حين أن بعض الأعمال فقط هي التي حصلت على الجوائز، لكن كل فيلم ترك بصمة لا تمحى في عقولنا وقلوبنا، وقدم مساهمة ثمينة في الإرث الجماعي لمهرجان الجونة السينمائي لهذا العام".

 

موقع "سينماتوغراف" في

22.12.2023

 
 
 
 
 

انتشال التميمي يكشف كواليس الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي (فيديو)

كتب: محمود مجديعلوي أبو العلا

كشف انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، عن كواليس الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي حيث أكد أنها تضمنت أشياء إيجابية وجيدة.

وقال التميمي في تصريحاته لـ«المصري اليوم»: «فيه خسائر تعرض لها المهرجان نتيجة التأجيل فكنا نتحاسب على ميزانية معينة هذه الميزانية تغيّرت نتيجة إلغاء العديد من تذاكر السفر والحجوزات».

وتابع: «بجانب انسحاب بعض الرعاة فأصبح العبء الأكبر على المهندس سميح ساويرس، لأنه عنده ميزانية لازم يغطيها، هذه حدود الحسائر.. الأرباح كانت كبيرة أبرزها أننا تعلمنا كيف نواجه التحديات، وكل هذا سينصب في الدورة القادمة.. لقد ربحنا فيه جمهورا كبيرا للأفلام ونجوما كبارا حضروا الندوات، وكل هذه أشياء إيجابية وجيدة».

https://www.youtube.com/watch?v=Ndmo6DmN5FY

 

####

 

المخرج عمر الزهيرى عضو لجنة التحكيم بمهرجان الجونة:

أفضل مقاومة تقديم أفلام عن فلسطين

كتب: سعيد خالد

أكد المخرج عمر الزهيرى أن مشاركته ضمن لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بالدورة السادسة بمهرجان الجونة السينمائى الدولى أمر مشرّف جدًا.

«الزهيرى» الذي نافس في الدورة الماضية بفيلمه «ريش»، وفاز بـ«نجمة الجونة» كأفضل فيلم عربى روائى طويل، والجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولى في مهرجان كان 2021، كأول فيلم مصرى يفوز بهذه الجائزة.. تحدث في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» عن مشاركته كعضو لجنة تحكيم في الدورة الحالية لمهرجان الجونة، وقال: «سعيد جدًا بخروج المهرجان إلى النور كسينمائى، والتأكيد على فكرة عدم الانهزام، وأن نقول دائمًا إننا متواجدون سينمائيًا من خلال استمرار الأنشطة والعروض الفنية».

وعن مشاركته في لجنة التحكيم، أوضح «الزهيرى»: «للمرة الثانية، أكون عضو لجنة تحكيم، وكانت تجربتى الأولى في مهرجان لوكارنو بدورته الـ76، وأعتبر مشاركتى في مهرجان الجونة ببلدى مصر تجربة مهمة بالنسبة لى في البحث عن السينما والتجارب المحببة لى، إضافة إلى أننى أعتبره في الأساس مشاركة في عنصر مهم في صناعة السينما المصرية، وأقصد ضرورة استمرار المهرجانات المحلية وفعالياتها».

وعن وجود نافذة على السينما الفلسطينية لدعم شعب غزة وتوصيل رسالة للعالم من خلال المهرجان، قال الزهيرى: «أن يقوم مهرجان مصرى دولى بعرض التجربة الفلسطينية الفنية التي تعد منظورًا آخر من التواصل مع العالم الخارجى، فالنظرة لفلسطين حاليًا هي نظرة سياسية، ورأيى أن القضية إنسانية في المقام الأول.. إنهم شعب يبحث عن الحياة والسلام، تعرضوا للظلم ويبحثون عن العيش، تم انتهاك أرضهم واحتلالها، لكن تسييس القضية يدخلها في مراوغات تفقدهم حقوقهم بشكل أكبر».

وتابع: «أن يعكس المهرجان للعالم التجربة الفنية الفلسطينية، سواء كان صناعها فلسطينيين أم آخرين انحازوا للقضية الفلسطينية وأرادوا التعبير عنها من خلال السينما، فهو أمر مهم كونه يخلق ارتباطًا حقيقيًا بالإنسان الفلسطينى، وينقل ثقافته وحقيقته وأغنياته والسينما الخاصة به، وأفضل وسيلة للمقاومة من وجهة نظرى هي تقديم أفلام عن فلسطين، لأنها تعيش مع الزمن، ولن تكون بمثابة صرخة تخرج في وقت وتنتهى».

وتابع: «الإصرار على إقامة المهرجان بهذا التوجه شيء مهم ورسالة قوية، الدورة السادسة حددت اتجاهاتها منذ اليوم الأول بتواجد أسبوع السينما الفلسطينية ردًا على تلك الأزمة.. وأعتقد هذا الهدف كافٍ جدًا لانطلاقها».

وعن مستوى الأفلام والمشاركة المصرية في المهرجان، قال: «هناك أفلام جيدة متنوعة في أفكارها وثقافاتها مازالت في مرحلة المشاهدة، ومن الصعب الحكم عليها في هذا التوقيت، وأتمنى دائمًا مشاركة أكبر للأفلام المصرية في أي مهرجان، لكن التمثيل بفيلم واحد جيد يكفى وأمر ليس خطأ، الطموح الأفضل بالنسبة لى في جودة الفيلم وليس كم الأفلام، سعيد بتمثيل مصر بفيلم في المسابقة وهو (آل شنب)، وهناك فيلم مصرى في اختيار للسينما المصرية وأن نقول إننا موجودون، وكذلك من الأمور المهمة وجود الدعم الإنتاجى من خلال منصة سينى جونة».

وعن المقارنة بين مهرجان البحر الأحمر والجونة السينمائى قال: «أى مهرجان يتم تنظيمه مهم للسينما بشكل عام، السينما في العالم كله تتعرض لأزمة وجودية، بسبب تغيير أسلوب العرض والاتجاه لإلغاء مشاهدة الفيلم في السينما وسط الجمهور، والاكتفاء بعرضه من خلال المنصات الرقمية، رغم أنها فن يحتاج لهذا التفاعل الإنسانى، وبالتالى رأيى أن إقامة المهرجانات بشكل فعلى على أرض الواقع، والجمهور يحضر أفلاما وماستر كلاس وسوق الفيلم ومؤتمرات.. كل ذلك يفيد السينما، وبالتالى كلاهما مفيد للسينما العربية، والهدف هو استمرار السينما».

وبخصوص فيلمه الجديد «ثدييات» أو Mammals، أكد الزهيرى: «الفيلم يتناول الرأسمالية الغربية والعلاقات الأسرية، ولا يزال في مرحلة التحضير ويحتاج وقتًا طويلًا حتى أبدأ في تنفيذه». وردًا على سؤال حول تحضيره لفيلم تجارى شدد: «لم أغلق هذا الباب، وقد أقدم على ذلك قريبًا، لدىَّ مرونة، بعمل اللى بحسه في الوقت اللى أنا شايفه مناسب، أجرب دائمًا وهو منهجى في شغلى».

وتحدث الزهيرى عن فيلمه الأخير «ريش» الذي أثار جدلًا وما إذا كان قد تعرض لضغوط رقابية أكد: «لم أواجه أزمة رقابية مع فيلم (ريش)، على العكس د. خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أكثر من ساعد الفيلم وسمحت بعرضه في المهرجانات، في مهرجانات الجونة و(كان)، وكان للرقابة دور مهم في حماية الفيلم بعد الاختلاف الذي أثير حوله. رأيى أن الرقابة بالنسبة لى هو النواحى القانونية، وهو واضح، ليست لدى مشكلة مع الرقابة، ولم يحذف مشهدا واحدا من «ريش»، فاهمين دور السينما، ود. خالد هو مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما وهى نفس الجهة التي قامت بتكريم فيلم «ريش» وصناعه، وحسب المزاج العام يتغير رأى الجمهور في الأفلام، يجب أن يكون لصناع الأفلام رؤية للمجتمع، صعب إنكار ثقافتك تحت اسم الحرية. المشكلة الحقيقية التي تواجهنا ليست الرقابة، ولكن ضرورة تقديم كم أكبر من الأفلام.

وشدد: «أبحث عن تقديم مشروع فيلم كوميدى، وهو ما يشغلنى في الفترة المقبلة، وأتمنى التعاون مع النجم محمد سعد، لأنه الفنان المفضل لى، وإن شاء الله نلتقى قريبًا في تجربة سينمائية«.

 

المصري اليوم في

22.12.2023

 
 
 
 
 

عمرو سلامة: تأثير السوق السعودي على السينما المصرية صحي

 أحمد العياد

إيلافعلى غير عادته المعروفة عنه، بالسير في خطوات متباعدة ومتأنية، يعيش المخرج عمرو سلامة حالة من النشاط الفني، حيث خرج من تصوير "شماريخ" مع آسر ياسين وأمينة خليل، مباشرة على "شمس الزناتي"، مع محمد إمام، العمل الذي يحمل اسم أحد أفلام الزعيم عادل والذي قدمه مطلع التسعينات، ولكن بأحداث ورؤية عصرية.. رؤية عمرو سلامة، أحد أبرز مخرجي جيله وأكثرهم انتقاء لأفكاره التي يقدمها للجمهور من خلال الفن السابع.

حاورنا عمرو سلامة عن "شماريخ" و"شمس الزياتي"، وتطرقنا للحديث عن السينما السعودية وأمور أخرى، نرصدها في الحوار التالي:

ذكرت سابقا أن مشروع فيلم "شماريخ" ظل معك لسنوات طويلة، كيف أثر ذلك على الفيلم؟ وما هي أبرز العوائق أو الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟

أعتقد أن أفكار وأسلوب وذوق أي مخرج أو صانع سينما يتأثر بمرور الزمن، وتطورهفنيا وإنسانيا، وبالتأكيد لو طرح الفيلم عام 2008، كان سيشبه عمرو سلامة في ذلك التوقيت، ولكن تم طرحه في 2023 لذا فهو يمثل رؤيتي وأفكاري الآن، لأن في كل فترة تجد نفسك أمام نسخة جديدة أو مختلفة عن سابقتها، وتمسكك بفيلم أو مشروع معين يكون لإيمانك بفكرته أو جوهره لرغبتك في أن تحكي شيء معين من خلاله، لذلك مهما تغير الشكل النهائي يظل جوهره كما هو.

أصعب ما واجهنا في ذلك العمل هي تقنيات الفيلم، والأسئلة التي كان من الصعب الإجابة عنها في البداية مثل الجرافيكس وكيفية خروج شكل جديد ومختلف من الحركة والحفاظ على الممثلين خلال التصوير.

العرض الأول للفيلم كان في مهرجان "البحر الأحمر" السينمائي الدولي، ولم تكن هذه هي المرة الأولى خاصة وأنك عرضت فيه فيلمك الأول (بره المنهج) من قبل، لماذا ذلك الاهتمام والتواجد الدائم بهذا المهرجان؟

الحقيقة أنها كانت صدفة بحتة، فالمرة الأولى للمشاركة في مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى، كانت من خلال فيلم "برة المنهج"، وكان هناك اهتمام من مسؤولي المهرجان لعرض الفيلم، وقد أحببت تلك الفكرة لأسباب شخصية وهي أنني كنت أود عرض الفيلم في المدينة التي عشت فيها طفولتي -جدة- ولم أزرها منذ 25 سنة، وكان ذلك مؤثراً للغاية حين أتيت إليها كصانع سينما ومخرج، وقمت وذهبت لمنزلي القديم بعد يوم كامل من البحث عنه في جدة، وشاهدت غرفتي التي تربيت بها، وتذكرت كم كنا ننتظر الصيف لنسافر إلى مصر ونشاهد الأفلام لأن السعودية لم تكن بها سينما وقتها، ولكنني الآن أزور السعودية لعرض فيلم مصري بمهرجان سعودي بعد ربع قرن.

كيف ترى تأثير شباك التذاكر السعودي على السينما المصرية؟ وهل توافق الرأي الذي يقول بأن مايحدث حاليا ً هو تكرار لسينما المقاولات في الثمانينات؟

لا يمكن بالتأكيد أن نقول أن الأفلام التي تعرض حاليا هي أفلام مقاولات، فمن حيث الجودة هي أفضل بكثير من أفلام المقاولات، ورغم وجود أفلام رديئة إلا أنه لا يمكن تعميم ذلك على صناعة السينما المصرية، فأنا فخور بصناعة السينما المصرية، وكنت سعيداً للغاية بتأثير السوق السعودي على صناعة السينما المصرية وأنه سيكون سبباً في ازدهارها لكن أصبح لدي بعض التخوف في الفترة الأخيرة لإن كثير من المنتجين أصبح سؤالهم عند التعاقد على الكثير من الأفلام هو "هل هذا الفيلم يتماشى مع السوق السعودي أم لا؟"، لكن رغم كل ذلك فهناك شيء إيجابي من مكسب المنتجين في السينما السعودية، لإنه بطبيعة الحال بعد تقديم خمسة أو ستة أفلام سيحتاج إلى فيلم قوي أو ما نطلق عليه "فيلم برستيج" أو ذو قيمة لتقديمه، فغزارة الإنتاج رغم سلبياتها إلا أنها ستساعد على خروج مواهب عديدة قوية في الإخراج والتمثيل، فإغراق السوق السعودي بنوع معين من الأفلام سيدفع الجمهور السعودي إلى البحث عن التجديد والتغيير.

إيرادات الفيلم تجاوزت في الأسبوع الأول 7 ملايين جنيها في مصر ، فما الذي اختلف في هذا الفيلم عن غيره من أفلامك؟

أعتقد أن هناك عوامل جذب عديدة في ذلك الفيلم، لكن لا يمكن أن أقول الأسباب في الوقت الراهن، هل بسبب أبطال الفيلم سواء آسر ياسين أو أمينة خليل، أم بسبب نوع الفيلم؟ أم بسبب الإعلان الترويجي؟ أعتقد أننا بحاجة لوقت أكبر لمعرفة الأسباب الأبرز التي جذب الجمهور بهذا الشكل للعمل في دور العرض.

أنت مطلع على السينما السعودية ومتابع جيد.. هل ترى أنها من الممكن أن تخرج من إطار محلي إلى إطار إقليمي؟

بالتأكيد أي فرصة يفوز بها فيلم سعودي بجائزة عالمية أو يترشح لجائزة كبرى، سيجعل العالم كله يتابع السينما السعودية ويريد التعرف عليها أكثر. من الممكن أن يكون هناك صعوبة بعض الشيء لدى الجمهور المصري في متابعة الفيلم السعودي، لكن أعتقد أن ذلك يعود إلى أن المصريين يجدون صعوبة في فهم اللهجات العربية الأخرى سواء في الخليج أو شمال إفريقيا، بعكس تقبل المشاهد العربي وفهمه السريع للهجة المصرية، ولكن أعتقد أنه بمرور الوقت سيكون لديه القدرة على فهمها بشكل أسرع مثلما حدث مع الدراما السورية أو الدبلجة السورية، وأرى أنه طالما أن هناك نصاً جيداً وقضية أو فكرة مميزة وتطور وهناك تواصل مع شعوب أخرى فإنها ستصل للعالمية.

هناك حلم أشبه بالهوس لدى بعض السينمائيين السعوديين من خلال المشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية لم في إعتقادك؟

أعتقد تفكير المخرجين السعوديين في المهرجانات والجوائز شيء منطقي، لأنهم لسنوات كانوا منتظرين فرصة للظهور والعمل، وحينما أتت تلك الفرصة أصبح كل منهم يبحث عن تحقيق أحلامه ومجده الشخصي، خاصة مع وجود دعم حكومي قوي لهذه الصناعة، لكن بعد توقف ذلك الدعم أو تراجعه سيتجه صناع السينما إلى البحث عن الاستمرارية وكيف يقدمون أعمال للجمهور للحصول على تمويل والتحول عن فكرة الجوائز وهو ما يحقق التوازن.

هل من الممكن أن تقدم فيلم سعودي؟

أنا أتمنى أن أقدم فيلم إسباني.. فيلم سنغالي.. فيلم سعودي.. أي فيلم يحمل جوهر إنساني مشترك، وأن يكون لدي قدرة على عمل مجهود بحثي كافي لتقديم العمل أصيل يليق بوطنه ومجتمع، فليس لدي أي مانع بالتأكيد، الأهم هو أن أقدم شيء صادق وأصيل ويعبر عن شيء يشغلني.

هل العمل مع محمد إمام كنجم شباك فيه اختلاف معك من حيث التحضير للفيلم أو النظرة للإيرادات كونه نجم يهمه الجمهور بشكل أساسي؟

أحاول دائما أن أقدم شيئا مميزا سواء كان فيلم مهرجانات أو فيلم للجمهور، ولكن ليس من الممكن أن أقدم فيلم مثل "أسماء" وأتطلع إلى شباك التذاكر! أو افكر في فيلم "شمس الزناتي"، وأفكر في مهرجان كان!

كيف ترى المقارنة على مواقع التواصل الإجتماعي بين أبطال النسخة القديمة من الفيلم التي قدمها عادل إمام وترشيحات الأبطال للنسخة الجديدة منه؟

لا يوجد حتى الآن أي تأكيدات حول ترشيحات الأبطال المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، ولا يمكنني الحديث عن أي شيء حول الفيلم في الوقت الراهن، سوى أننا بدأنا في التصوير ومن الممكن أن ننتهي منه خلال 2024.

الفيلم يتناول فكرة ما قبل تصوير "شمس الزناتي" الأصلي وهو بعيد تماماً عن فكرة الفيلم الأصلي، ولا ضرورة لمشاهدة الفيلم القديم قبل مشاهدة الفيلم الجديد.

الفترة الحالية تشهد نشاطا مكثفا.. هل ذلك يعود لأسباب تتعلق بالتشجيع والإنتاج أم أنها لأسباب شخصية وأسرية؟
لم أستجب لضغوط السوق، ففي النهاية أنا أرغب في تقديم فيلم "شماريخ" من سنوات وكذلك "شمس الزناتي" عندما علمت بنية إنتاجه كنت أود أن أخرجه
.

بصفة شخصية لو الأمر بيدي فقط، كنت قدمت فيلما كل 6 أشهر. بعد فيلم "برا المنهج" جلست مع نفسي وتابعت المشاريع التي كانت لدي سواء على جهاز "اللاب توب" الشخصي أو خارجه، ووجدت أنني أعددت جدولا بكل الأفكار التي كانت لديّ سواء لأفلام أو مسلسلات أو غيره، واكتشفت أن لدي 52 مشروعا متوقفا. وفي نفس التوقيت فأنا اقترب من عامي الـ40 فوجدت أنني في صراع مع الزمن لتنفيذ مشاريعي. لتلك الأسباب تجدني متحمسا تلك الفترة، وبالصدفة تزامن ذلك مع عودة عمل السوق الإنتاجي بشكل جيد. حاليا التواجد في المهرجانات العالمية أصبح أسهل من السابق ويوجد تقبل عالمي للأفلام العربية. كل تلك الظروف ساهمت في أن تكون حركتي كمنتج أسرع.

هل سنشاهد مسلسل قريب لك؟

من المحتمل ذلك، ولكن ليس في رمضان، من المستحيل أن أقدم مسلسلاً في شهر رمضان.

في العادة عندما ينجح المخرج في تقديم الأفلام الروائية الطويلة ويصبح اسمه مقياسا لبيع الفيلم، لا يعود لتقديم تجارب الأفلام القصيرة.. ما الذي دفعك لتجربة فيلم "60 جنيه"؟

لديّ شقين، أولهما أنني أرغب في تقديم مشروعات تجارية جدا، وثانيهما شق فني يسعى للتجربة طوال الوقت وهو ما لا أجده في التجاري. فكان لدي مساحة تجارب أسعى لتحقيقها دون وضع حسابات لنجاحه تجاريا أو تحقيقه لأرقام معينة خاصة بالإيرادات ودون قيود.

والموضوع في البداية بدأ بأنني كنت سأعمل على فيديو موسيقي لـ زياد ظاظا، وأحببت أن يظهر به أكثر من قصة، فجلست واستمعت إليه عما كان يفكر به خلال كتابته للأغنية وحياته، فتحول الأمر أنني أريد صنع فيلما قصيرا وطلبت منهم ذلك، وهم وافقوا على فكرتي. وبالفعل بدأنا التصوير دون أي حسابات، ولم أكن أعلم أنني سأشارك في أي مهرجان سينمائي فكنا نسعى لطرحه على اليوتيوب، وبعدها أٌعجبنا بالفيلم وأٌعجب به د. علاء وقررنا تقديمه في المهرجانات، وبالفعل أٌعجب به مهرجان الجونة السينمائي الدولي وجعله فيلم الافتتاح. لذلك الأمر كله لم يكن مقصودا.

من هم الأشخاص الذين تثق في رأيهم عند رؤيتهم لمشاريعك الفنية في مراحلها الأولى؟

لديّ دائرة مقربة مكونة من 5 أصدقاء أعتمد عليها طوال الوقت، نتحدث مع بعضنا في مشروعاتنا ونعرض السيناريوهات على بعضنا، ومن الممكن أن نحضر تصوير أعمال بعضنا. واستمع لآرائهم ووجهة نظرهم.

هل يوجد شيء ندمت عليه عندما أخذت رأيهم في إحدى مشروعاتك، واكتشفت أن وجهة نظرك كانت الأصح؟
في بعض الأحيان تحدث، أو يحدث العكس. وفي بعض الأوقات نتشاجر، فمثلا أنا والمخرج محمد دياب نتشاجر في مونتاج أفلامنا كثيرا على وجهات النظر، وفي فيلم "شماريخ" حدث ذلك النقاش بيننا واستمعت إلى وجهة نظره ونفذتها وأنا سعيد بذلك
.

شاركت من قبل في المهرجانات السعودية، ما رؤيتك لتأثير ما يحدث في السعودية على المدى المتوسط على صناعة السينما في مصر، وهل هو مفيد لصناعة السينما لدينا؟

أنا كل ما يُخيفيني أن تشعر بالتضييق عليك، في حين توفر لك منطقة أخرى حرية أكبر، فتضطر رغما عنك أن تريح نفسك من العناء. في النهاية، نحن في مناخ سينمائي مزدهر تجاريا لكن يوجد هناك بعض المعوقات تُحجم الفنان وأفكاره الإبداعية، ويوجد معوقات في التصوير نفسه والحصول على تصاريح وكذلك صعوبة تنفيذ بعض المشاهد. وفي نفس الوقت يوجد منطقة أخرى تخبرك بأن تأتي وتنفذ كل ما لديك.

إلى الآن مرابط وأحاول صناعة الأفلام في بلدي لأنني أحبها وهي الأقرب لقلبي، لكن أتمنى كل القائمين على الصناعة في مصر أن يشعروا الفنانين بأن لديهم مناخ واسع للإبداع.

شهدنا مؤخرا أن موجة مواقع التواصل الإجتماعي مسيطرة على الوضع السينمائي .. الرقابة المجتمعية يرى البعض أنها أشد وأكثر تأثيرا رقابيا على الأفلام.. كيف نتعامل مع تلك الرقابة؟

صحيح.. تقبل رأي الشخص الآخر ليست موجودة لدينا إطلاقا، أنا مع أن الجمهور يمكنه أن "يسلخ" أي عمل أو أي فنان، من جميع الجهات سواء فني أو أخلاقي. لأن من قبل العمل العام تبرع للناس في عرضه، عندما ترتضي أن تقدم عملا للشعب والجموع فعليك تقبل ما يحدث فيك.

الشيء الوحيد الذي لا أتقبله هو أن شريحة من الناس تمنع شريحة أخرى أن تشاهد مشروعا فنيا، سواء كانت رقابة حكومية أو جمهور مواقع التواصل الإجتماعي . أنا ضد أن تمنع شريحة ما باقي المجتمع من رؤية أي عمل فني.

أنا لا أمانع أن يسب كل المجتمع إحدى الأعمال الفنية، فهو حر. لكنه ليس حرا أن يحجر على إنسان بأن لا يُشاهد عمل معين.

لكن هناك تقييد للأعمال، وأتوقع أن لديك أفكارا أو لدى غيرك لا تستطيع تقديمها لعدم تقبل المجتمع؟

صحيح.. أتمنى أن يكون لدينا المناخ أن يكون الأمر فيما يخص العمل الفني مبني على قراري الشخصي ، قراري منفردا كمبدع أن أقدم عملا مستعد لتلقي الهجوم بسببه أو السباب، أو لا.

فإذا قدمت عملا المجتمع يرفضه بشدة فلن تحقق إيرادات وكذلك سأكون مكروها. فمن الممكن ألا أكون أفكر في الحصول على المال وأريد أن أٌكره ففي النهاية أنا حر، فأنا مع فكرة أن يكون لكل مبدع مطلق الحرية في تقديم ما يقدمه، وللجمهور مطلق الحرية في نقده والحجوب عنه أو النفور عن أعماله، ولست مع المنع بأي شكل.

هل نعلم عدد الأشخاص الذين هاجموا فيلم "أصحاب ولا أعز"، في الحقيقة لا نعلم، دعنا نُرجح أنهم نصف مليون مثلا، فمن شاهد أن الفيلم يُدمر قيم المجتمع فهو حر لا يشاهده وأنت كشخص حر أيضا في مشاهدته لكن غير مسموح بأن يصمم الشخص على عدم مشاهدتك للفيلم.

نحن في المجتمع العربي مجتمع قبلي وهرمي يوجد رأس وقاعدة للهرم، فنجد تلك الأفكار مسيطرة على الوطن العربي أكثر من أي مكان آخر. وإلى جانب ذلك يوجد رقابة الدولة أيضا التي تحمي نفسها من الهجوم المجتمعي، فأنا مقتنع أن 90% من رفض الرقابة لبعض الأعمال يكون بسبب الخوف من المجتمع أكثر من السُلطة، لأنه يخاف الهجوم والسؤال حول سماحهم لتلك النوعية من الأفلام للخروج للنور.

في السعودية مثلاً لا زالت الرقابة تتعلم وفي بدايتها ولا زالوا يكتشفون ما يمكن السماح به وما لا يمكن. وفي بعض الأحيان صانع الأفلام السعودي يمكن أن توافق له الرقابة على عمل فني لكنه من داخله وبصفة شخصية يخشى تقديمه. لكن في مصر يتبعون مبدأ "ينفخ في الزبادي" لأنه طوال الوقت يتخيل السيناريو الكابوسي بشأن رفض الناس للعمل وتوجيه الأسئلة لهم بشأن تمرير ذلك.

بجانب ذلك كله أصبح يوجد عالمياً شيئا يسمى بثقافة الإلغاء، فإذا كنت فنانا أو مخرجا أو مبدعا بأي شكل وصرحت بتصريحات معينة مخالفة، يمكن أن يجعل ذلك فيلمك يتوقف ويُسحب من الأسواق ويتم إقصاءك. كل ذلك مناخ غير جيد، وكل ذلك يضايق المبدعين. وأنا بصفة شخصية كمبدع عندما أكتب أجد أن لديّ مجلس إدارة داخل عقلي يتكون من: "الرقيب والدولة والأزهر وأمي وضميري الإنساني ومن أقابلهم في الشارع والجمهور ومستخدمي تويتر"، لذلك كل مشهد أكتبه من الممكن أن أعيده لأنني تخيلت أن واحدا من مجلس الإدارة رفضه.

وفي النهاية يمكن أن تكتب ما تريده، ولكن لن تجد منتجا ينتج لك، ولن تجد رقيبا يوافق لك، أو جمهورا يدخل فيلمك، لذلك أنت تعمل في أضيق المساحات. لذلك تعلمت مبدأ الرسائل الضمنية التي يمكن أن تُوضع داخل الأفلام سواء وصلت للناس أم لا.

 

موقع "إيلاف" في

22.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004