عقد مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية
القصيرة عدة ندوات ولقاءات ضمن فعاليات دورته الـ24، والتى شهدت حضورًا
كبيرًا من جانب جمهور الإسماعيلية سواء في قصر الثقافة أو سينما دنيا بوسط
المدينة.
وأقيمت ندوة تكريم لمدير التصوير محمود عبدالسميع أدارتها
الناقدة ماجدة موريس، لمناقشة كتاب «مقاتل الكاميرا»، الذي كتبه الناقد
أسامة عبدالفتاح يرصد رحلة «عبدالسميع» في حب التصوير السينمائى، بحضور
منار حسنى، والمخرج خالد الحجر، سمير فرج، أمير أباظة، محمد العدل، رمزى
العدل، د.خالد عبدالجليل، إمام عمر، أشرف فايق.
وقالت ماجدة موريس: «محمود عبدالسميع شاب حاول أن يكون
مختلفًا، ومؤمن بأن الإنسان يجب أن يقدم الحقيقة وهو ما رصده من خلال
أفلامه التسجيلية، درس كلية الفنون التطبيقية، أول فيلم قدمه (من القُلة
للفازة)، مدته 6 دقائق، ثم أفلام (خمسة نوم) في الستينيات، ويعتبر أول
سينمائى مصرى تواجد في جبهة القتال وسط الجنود المصريين بعد حرب الاستنزاف،
وهو بالفعل مقاتل بالكاميرا».
ندوات ولقاءات ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام
التسجيلية والروائية القصيرة
وقال الناقد أسامة عبدالفتاح: «محمود عبدالسميع صاحب تأثير
كبير في الثقافة السينمائية للكثير من الأجيال، وثق بى أن أقوم بتأليف
الكتاب، هو من اختارنى، اسم وتاريخ كبير وثقة أن أسجل مشواره، بالتأكيد
مسؤولية صعبة، التقينا في 10 زيارات، وسجلنا 20 ساعة، قال لى إن الكتاب هو
بالنسبة له التكريم الحقيقى وتتويج لمسيرته، وليس مجرد الحصول على درع في
حفل الافتتاح».
من جانبه، قال محمود عبدالسميع: «أشكر كل من اختارنى
للتكريم، لم أهتم بالتكريم يهمنى الكتاب الذي يوثق رؤيتى للصورة
السينمائية، أرفض لقب مدير التصوير في أفلامى وكنت أطلب كتابة تصوير محمود
عبدالسميع فقط على التترات».
وأضاف: أصور العمل وفقًا لفكرته ومضمونه، وأبحث عن قوة
التعبير عن المضمون في الصورة، خضت تجربة الإخراج لعدة أفلام، لكنى لست
مخرجًا، ولا أفضل لقب المخرج، ساهمت في بعض الأفلام بمساعدة مخرجين
بأعينهم، وأعتز بتجاربى كمدير تصوير مع على بدرخان، وخيرى بشارة «إحنا
الاتنين مجانين زى بعض»، والمخرج حسام على.
وتابع: «داوود عبدالسيد قال الإخراج مهنة من لا مهنة له
وكان يقصد بها مخرجين بأعينهم، أعتز بفيلم مدفع 8، صوّرته على الجبهة، ولم
يكن هناك سيناريو».
وعرَّف الفيلم التسجيلى قائلًا: «الفيلم التسجيلى ما يحدث
فعلًا أمام الكاميرا ويتم تصويره بتلقائية، أحب مناقشة موضوعات اجتماعية،
ويحتاج لكتابة سيناريو دون تقييد لحركة الكاميرا،عكس الفيلم الروائى كل
تفاصيله والحركة فيه مدروسة، التصوير فيه منفذ فقط».
وقال: «لم أعتزل التصوير السينمائى، قدمت 30 فيلمًا
روائيًّا، صورت فيلمين تحت ضغط مع اتنين مخرجين، نظرا للحاجة المادية،
يوميًا كنت بهرب منهما الأول اسمه لولاكى، والآخر اسمه الطعنة، ولم يُعرض
علىّ شغل مع مخرجين أتمنى العمل معهم في الوقت الحالى».
وردًا على سؤال عن مدى تفوق نجله إسلام عبدالسميع عليه قال:
«إسلام موهوب وتعلم منى الكثير، تفوق علىّ بالتأكيد بسبب التكنولوجيا
المختلفة المتوفرة حاليًا».
وعلى هامش فعاليات المهرجان عُقدت ندوة تكريم الناقد
والمؤرخ الكبير محمود على أدارها الكاتب أيمن الحكيم وحضور الكاتب الصحفى
عرفة محمود مؤلف كتاب «غواص في بحر السينما»، وعدد من النقاد والسينمائين
منهم مدير التصوير محمود عبدالسميع والنقاد ماجدة موريس وأشرف غريب وصفاء
الليثى.
واستهل الندوة الكاتب أيمن الحكيم بتوجيه الشكر لإدارة
مهرجان الإسماعيلية هذا المهرجان الذي له معزة خاصة في قلوب السينمائيين
منذ سنوات طويلة ثم تحدث عن تاريخ الكاتب محمود على في التأريخ لصناعة
السينما، وقال: «محمود على يحتاج لكتب ومجلدات سواء للحديث عن مهنيته كصحفى
أو كمؤرخ فيكفيه مذكرات المخرج محمد كريم وتأريخه للسينما المصرية في أول
٥٠ سنة من ١٨٩٦ وحتى عام ١٩٥٢ وموسوعة تشريعات السينما المصرية».
واشار إلى أن الناقد محمود على يُحسب له أنه لم يكن منتميًا
لتيار معين أو أيديولوجية معينة وانتصر في كل المعارك.
من جانبه تحدث الناقد محمود على عن تكريمه من جانب مهرجان
الإسماعيلية ووجه الشكر لرئيسه الناقد عصام زكريا ثم بدأ في الحديث عن
مشواره في الكتابة منذ التحاقه بقسم الصحافة بكلية الآداب وقال: بدأت
علاقتى بالسينما مبكرًا جدًّا، وكان أول فيلم شاهدته فيلم «ست البيت» الذي
عُرض وقتها بسينما على بابا بشارع فؤاد بوسط البلد.
وكشف الناقد محمود على أنه عندما قرر التأريخ لصناعة
السينما منذ عام ١٨٩٦ وحتى عام ١٩٥٢وجد أن معظم ما كتب عن هذه الفترة يضم
معلومات مغلوطة مؤكدًا أن الكتابة عن هذه الفترة لم يكن سهلًا وتحدث أيضًا
عن كواليس كتابه ١٠٠عام من الرقابة على المصنفات الفنية في تاريخ السينما
المصرية أيضًا كتاب «أوراق منسية في تاريخ السينما المصرية» مثل كتابات
يحيى حقى أيضًا كتابه عن السينما الاسرائيلية وتجربته في الكتابة المصورة
«صوت وصورة».
وردًّا على سؤال حول تأثير كتاباته النقدية على علاقته
بالوسط الفنى قال محمود على إنه عندما يكتب يكون ذلك على العمل وليس على
أشخاص، وذكر أنه التقى الفنان عادل إمام مرة واحدة في حياته وكان ذلك في
أحد الاستديوهات وأنه شكره على مقالاته على أفلامه وهذه هي المرة الوحيدة
التي قابله فيها.
وتحدث الكاتب عرفة محمود عن كواليس كتاب غواص في بحر
السينما قائلًا: «المؤرخ الكبير محمود على قدم نحو ٢٠ كتابًا حيث يرجع
الفضل له في تقديم كتاب يوثق لتاريخ السينما المصرية بالوثائق في أول 50
سنة سينما وهذا الكتاب كان يربط بين الحدث والظروف المحيطة به، ومن خلال
جلساتى معه اكتشفت معلومات وتفاصيل مهمة فمثلًا هناك مذكرات محمد كريم التي
ورد بها وثيقه مهمة عن خطاب من محمد كريم موجه لوزير الثقافة في ذلك الوقت
ثروت عكاشة حول فيلم نور الله، كذلك وثيقة بيع أفلام حسين صدقى بمبلغ ٢٠٠٠
جنيه بالتقسيط، أيضا كتابه «أوراق منسية» تحدث عن قصة الفيلم الذي كتبه
عبدالناصر ولم يكتب له الخروج النور».
وشهدت فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان الإسماعيلية ندوة عقب
عرض فيلم «one
mother»،
أدارتها الناقدة السينمائية أمنية عادل بحضور مخرج العمل ميشيل بانديلا،
ووالدته التي شاركت بالمناقشات التي دارت حول الفيلم.
وفى بداية الندوة، توجهت أمنية بسؤال المخرج حول تصوير
الفيلم وكيفية تجميع الصور القديمة والحالية، وكذلك الفيديوهات التي تضمنها
الفيلم، وأوضح المخرج في هذا الشأن أنه منذ أن كان يبلغ من العمر 15 عاما
كان يقوم بالتصوير بشكل شخصى إلى جانب الصور التي كانت يقوم بتجميعها من
العائلة، وكل هذه المادة المصورة قام بتجميعها بالفيلم، والمشاهد التي
اعتمد عليها أيضًا كان أغلبها مع والدته.
وأوضح أن فكرة الفيلم جاءت من خلال محاولته اكتشاف علاقته
بوالدته، والتى وضعته ينشأ وسط أسرة حاضنة من خلال محاولته اكتشاف أسباب
ذلك دون رغبته في محاسبتها.
وأضاف أن العلاقة الأسرية تختلف بشكل كبير ما بين النظرة
الإفريقية والغربية، حيث إن النظرة الأفريقية تقدس مسألة العيلة عكس النظرة
الغربية التي تنظر إلى ذلك بشكل أكثر تحرر.
شهدت فعاليات مهرجان الدورة الـ٢٤ من مهرجان الإسماعيلية
الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، عرض الفيلم المصرى «التمساح»
مدته ١٥ دقيقة، وهو من إنتاج «مصر، المملكة العربية السعودية»، وإخراج خالد
معيط، ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.
وتدور أحداث «التمساح» حول رحلة على الطريق تتصارع فيها
القوى بين الرجال بصورة ضمنية داخل سيارة أجرة يصطحب بها سائقها ابن عمه
الذي يتجه إلى مدينة أخرى لتسليم مبلغ مالى، ولا يمكن تجاهل حكايته التي
تفجر صراعًا بين القوى الذكورية للرجلين.
وقال المخرج خالد معيط، خلال الندوة التي أقيمت بعد عرض
فيلمه إنه حاول من خلال أحداث الفيلم تسليط الضوء على مشاعر الحقد المكبوت،
وكيف تحركنا لأسوأ مشاعر الغضب، وذلك من خلال بطلان العمل، أما عن كواليس
كتابة الفيلم، فأوضح أن الفكرة كانت في ذهنه منذ فترة طويلة، وهى ناتجة من
تجارب شخصية له، لكن الكتابة استغرقت سنة.
كما عُرض فيلم «أم واحدة» من فرنسا- ٨٦ دقيقة- للمخرج ميشيل
بانديلا، وتدور أحداثه من خلال تسجيلات ومحادثات أرشيفية بين اثنتين من
الأمهات، ويبحث مخرج الفيلم الذي نشأ في دار رعاية لمدة عشرين عامًا،
بطريقة ممنهجة، عن إجابة لتساؤلاته عن طفولته حتى يحصل على غد أفضل، من بين
أسئلته «أحتاج أن أفهم وأحاول أن أضع القطع بجوار بعضها البعض، ربما أحصل
على صورة للعائلة؟».
وشهدت فعاليات المهرجان عرض فيلم «صول»، إنتاج سورى- مصرى،
للمخرجة زهرة البودى، بقصر ثقافة الإسماعيلية.
الفيلم يحكى عن «جابى» موسيقى شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة
لديه حالة خاصة جدًّا تُدعى «متلازمة العظم البلورى» والتى أقعدته، مدير
الندوة، أن الفيلم يقدم شخصية خاصمتها الحياة لكنه يتمكن من ترويضها،
والعمل استُخدم به تقسيم السلم الموسيقى «دو- رى- مى- فا- صول» وكان لكل
تفصيلة حكاية تحمل قدرًا كبيرًا من المشاعر المتباينة التي خلقت حالة من
السعادة لدى الحضور.
من جانبه، قال مصطفى الكيلانى، المنتج المشارك في الفيلم،
إن هذا العمل هو مشروع المنتجة والمخرجة زهرة البودى وأنا ضيف في العمل
والفكرة هي أن نقدم حكاية شاب لديه رغبة وأمنية في أن يكون شخصًا عاديًّا
رغم ما يمر به من صعوبات بسبب مرضه. وأضاف: حضرت المشروع من 2015 وكان من
الممكن أن يكون أفضل في حالة وجود الدعم المناسب فقد تم تنفيذه بآلات بسيطة
ولاب توب قديم، وأبسط الإمكانيات للتنفيذ غير متاحة.
وتابع: 8 سنوات هي مدة تصوير الفيلم ما بين حفلات ومعهد
لتدريس الطلبة معهد «تمبو» لكنه اضطر لأن يغلقه في النهاية بسبب التعثرات
المادية، مشيرًا إلى أن «جابى» كل فترة لابد أن يدخل المستشفى وهى مرحلة
اعتاد عليها، وعندما زرته في البيت كان قد انتهى من جولة المستشفى في دمشق،
جزء من السبب في تأخر التصوير كان بسبب عدم وجود إمكانيات للمخرجة زهرة
البودى، وأحيانا ظروفه الصحية، وفى 2020 كانت زهرة قد قررت أن توقف العمل
لكنه «جابى» هو من قرر أن يستكمل العمل. |