علا الشافعي تكتب :
ستيفن سبيلبرج سحر أجيالا وجعل السينما مصنعا للأحلام
تفتتح فعاليات الدورة الـ 73 لمهرجان
برلين السينمائي بقصر
البرينالة مساء اليوم الخميس 16 فبراير في ليلة يسهل علينا وصفها بـ
الأمريكية، فهناك حضور أمريكي قوي في هذه الدورة على مستوي المشاركات،
والحضور ولجان التحكيم، والتكريمات، أبرزها تكريم المخرج الأمريكي ستيفن
سبيلبرج وتسلمه جائزة الدب الذهبي الفخري عن انجاز العمر يوم الثلاثاء 21
فبراير.
سبيلبرج لم يسحر أجيالًا من المشاهدين في مختلف أنحاء
العالم فحسب خلال مسيرته الفنية المذهلة، بل أعطى أيضاً معنى جديداً
للسينما كمصنع للأحلام، حسبما قالا مديرا المهرجان مارييت ريسنبيك وكارلو
شاتريان مؤكدان: لم نجد أفضل من نتاج سبيلبرج الكبير ليكون بمثابة البداية
الجديدة التي تحتاج إليها صناعة السينما في أعقاب جائحة كوفيد-19".
ورغم الجدل الذي عادة ما يثيره سبيلبرج سواء بأفلامه أو
أرائه إلا أنه ليس مجرد مخرج أمريكي بل أحد أهم صناع السينما على مستوي
العالم، بإنتاجاته المتنوعة، وطبيعة أفلامه حيث يملك سبيلبرج قائمة طويلة
من الأفلام التي دخلت معظمها في أهم إنتاجات السينما ذات الإيرادات
المرتفعة في تاريخ السينما على مستوي العالم .
يصنف الكثيرون سبيلبرج كواحد من أغني اثنين من مخرجي
هوليوود، وهو المولود في ولاية أوهايو الأمريكية في 18 من ديسمبر في عام
1946، و بعد ذلك بقليل انتقلت عائلته للعيش في ولاية أريزونا، و كان والده
أرنولد سبيلبرج مهندساً كهربائياً، أما والدته ليا أدلير فكانت عازفة
بيانو.
علاقة سبيلبرج بالسينما وعشقه لها بدأ منذ الطفولة وارتباطه
بالكاميرا التي كان يملكها والتي كشفت له الكثير ليس فقط عن العالم من حوله
ولكن عن والدته وعلاقاتها المعقدة بوالده التي شكلت جزء كبير من وجدان وعقل
المخرج الأمريكي المخضرم، المفارقة أن سبيلبرج المخرج الموهوب والمنتج
الذكي جدا في اختياراته تخرج في مدرسة Arcadia الثانوية
في فينكس ودرس الأدب الإنجليزي في جامعة كاليفورنيا ، لكنه لم ينجح في
الالتحاق بأحد مدارس السينما المتخصصة حيث تقدم مرتين إلي مدرسة يو إس سي
للسينما ولكنه فشل، ، إلا أن علاقته الحقيقية بإستوديوهات هوليوود تشبه
فيلما سينمائيا يليق به وبموهبته .
عندما بلغ سبيلبرج الـ 13 من عمره، قام بعمل فيلم بعنوان Escape
to Nowhere مدته
40 دقيقة من باب الهواية، ولكن هذا الفيلم دخل أحد المسابقات المحلية وفاز
بالجائزة الأولى. وبعد ذلك بـ3 سنوات عمل فيلما آخر بعنوان Fire
light الذي
أعيد صنعه عام 1977م باسم Close
Encounters of the Third Kind فحقق
نجاحا كبيرا، وهو الآن ضمن قائمة أفضل 250 فيلما في موقع IMDB .
ظل عشق السينما المحرك للطالب الشاب الذي كان يبحث في كل
ما يخص تلك الصناعة بشغف، ولم يوقفه يوما ما أنه لم ينجح في الالتحاق بأحد
المدارس المتخصصة في السينما، وأصر على استكمال طريقه أي كانت العواقب، وفي
أحد الأيام كان ضمن جولة سياحية داخل "استوديوهات يونيفرسال" الشهيرة. فوجد
غرفة مهجورة، وبدأ بتنظيفها وترتيبها ثم صنع منها مكتباً صغيرا ، وفي هذه
اللحظة قرر ألا يتخلى عن مكانه وأن تكون تلك الحجرة الصغيرة هي نقطة
انطلاقه في ذلك العالم الواسع والمبهر والمعقد، والمدهش أنه بدأ يأتي
إليها كل يوم متجاوزا حراس الأمن. كان ستيفن يفعل ذلك تحضيراً لأول فيلم له
بمستوى أفلام هوليوود بعنوان Amblin بميزانية
قدرها 15 ألف دولار، وفعلا جمع سبيلبرج المال من أصدقائه ونفذ المشروع في
عام 1968 وفاز الفيلم بعدة جوائز.
تلك الخطوة الجريئة والمغامرة لسبيلبرج لفتت إليه أنظار
"استوديوهات يونيفرسال "التي قررت أن تجعل منه موظفا رسميا، فوقعت معه عقدا
لمدة 7 سنوات في القسم التلفزيوني، قدم خلالها أعمالا تلفزيونية كثيرة، إلا
أن أشهرها على الإطلاق Duel الذي
أنتج عام 1971 ونجح في أمريكا وخارجها وخاصة أوروبا.
ثم قدم سبيلبرج أول فيلم سينمائي له بعد انتهاء عقده مع
(يونفيرسال ستديوز) حمل عنوان The
Sugarland Express عام
1974، وهو فيلم درامي حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان، إلا أن
سبيلبرج بدأ انطلاقته مع الجمهور والايرادات بفيلم Jaws الذي
حقق نجاحات كبيرة على المستويين النقدي والجماهيري .
وفي عام 1977قدم ستيفن فيلما آخر ناجحا بعنوان Close
Encounters of the Third Kind استخدم
فيه الكثير من المؤثرات الخاصة التي أعجبت الجمهور، وبعدها بعامين قدم
نوعية مختلفة تنتمي للكوميديا لكنها لم ترق لنجاحاته السابقة، ولم يتوقف
عند ذلك بل فاجئ جمهور السينما في العالم بالجزء الأول من سلسة مغامرات
"إنديانا جونز" بعنوان Raiders
of the Lost Ark
في عام 1981وهو الفيلم الذي كسر حجز التوقعات وحقق إيرادات كبيرة على مستوى
العالم، تلاه بفيلمه المشهور أيضا E.T الذي
حصد ما يقارب 700 مليون دولار أمريكي، وفي عام 1984م قدم سبيلبرج الجزء
الثاني من أنديانا جونز بعنوان Indiana
Jones and the Temple of Doom .
أما الجزء الثالث فأنتج عام 1989 تحت عنوان Indiana
Jones and the Last Crusade.،
بعد ذلك توالت انتاجاته المهمة والملهمة .
وتمتد مسيرة سبيلبرج صاحب الـ75 عاما لأكثر من 5 عقود و
يعتبر أحد أعظم مخرجي هوليوود وحصل على جوائز متنوعة وتحتل الكثير من
أفلامه مركزًا متقدما في قائمة أفضل الأفلام في التاريخ، وفقًا لمعهد
الفيلم الأمريكي، يتصدرها فيلمه (قائمة شندلر). |