أعلنت جمعية «هوليوود فورين برس»
(Hollywood Foreign Press)
ترشيحات جوائزها المعروفة بـ«غولدن غلوبز» قبل يومين، وفيها مجموعة كبيرة
من الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية التي سيصوّت الأعضاء عليها
خلال الأيام القليلة المقبلة قبل إعلان النتائج في حفل كبير في 10 من شهر
يناير (كانون الثاني) المقبل.
إنها المناسبة الثمانين لهذه الجائزة العتيدة والدورة
الفعلية الأولى لها بعد عامين من الاحتجاب وشبه الاحتجاب، وذلك إثر ما
اتُّهمت به من تجاوزات وأخطاء. بعض تلك الاتهامات كانت صحيحة، مثل سعي
البعض للمنفعة المادية على حساب صوابية العمل ونزاهة القرار. البعض الآخر
من تلك الاتهامات كان بعيداً عن الصواب مثل أن الجمعية تقبل السفر على حساب
شركات الأفلام لإجراء المقابلات، وهي مسألة تخص الشركات أكثر مما هي
مسؤولية الجمعية.
بصرف النظر عن هذه الاتهامات الصحيحة منها والخاطئة، أجرت
«هوليوود فورين برس» عمليات تغيير واسعة استُقبل خلالها عدد كبير من النقاد
والصحافيين بينهم أفرو - أميركانز (أحد انتقادات المنابر الإعلامية خلوّ
الجمعية من صحافيّ أسود البشرة) لتوسيع رقعة التصويت. كذلك منعت الأعضاء من
قبول أي هدايا كانت شركات الأفلام سعيدة بتوزيعها على الأعضاء من باب
التشجيع على انتخاب أفلامها.
ما بين الدراما والكوميديا
هذه التغيّرات وسواها أعادت القوّة والحياة لمؤسسة قيل
حينها إنها انتهت وستضمر وتنزوي خصوصاً بعدما امتنعت محطة
(NBC)
الأميركية عن بث الاحتفال المتواضع الذي نظّمته الجمعية وسط انشغالاتها
بالتغييرات الأساسية. لذا، يتوقع كثيرون من أهل المهنة في جميع حقولها
وجوانبها إقبالاً كبيراً ولو من باب الفضول، بعد تلك الغيبة وبعد أن تعهدت
المحطة الأميركية باستئناف نقلها لوقائع الحفل الكبير الذي سيستضيفه فندق
«بيفرلي هيلتون» كما جرت العادة من قبل.
وكالعادة أيضاً، تضمنت الترشيحات أقساماً عدّة تتقدمها، على
الجبهة السينمائية، مسابقتا أفضل فيلم درامي وأفضل فيلم كوميدي أو ميوزيكال.
على الصعيد الدرامي 5 أفلام عرضت جميعاً في النصف الثاني من
العام الحالي، وهي:
(Avatar:
The Way of Water)،
فانتازيا مذهلة للمخرج جيمس كاميرون.
(Elvis)
لباز لورمن، سيرة حياة المغني ألفيس برسلي وشهرته.
(The Fabelmans)
ويدور حول حقبة من حياة ستيفن سبيلبرغ الخاصة.
(Tár)
لتود فيلد، الذي عالج موضوعاً فنياً وشخصياً عن قائدة أوركسترا.
(Top Gun:
Maverick)
الفيلم العسكري الذي أخرجه جوزف كوزينسكي، ومن بطولة توم كروز.
أما على الصعيد الكوميدي - الاستعراضي فالترشيحات رست على:
(Babylon)
فيلم العودة لدامين شازيل بعد «لالا لاند»، ويدور حول هوليوود العشرينات.
(The Banshees of Inisherin)
كوميديا من مارتن مكدونف حول الصداقة بين رجلين.
(Everything Everywhere All at Once)
لدانيال كوان في تشخيصه حالة امرأة تعيش وضعاً خيالياً.
(Triangle of Sadness)
فيلم الدنماركي روبن أوستلند الذي فاز قبل أيام بجائزة «الاتحاد الأوروبي».
كل من «جنيّات إنيشيرين» و«كل شيء كل مكان في وقت واحد» نال
أكثر من خمس ترشيحات أخرى. الأول جمع 8 ترشيحات والآخر 6.
الممثلون والممثلات
في نطاق التمثيل الدرامي النسائي نجد الأسماء التالية:
كَيت بلانشت عن «تار» حيث أدت شخصية قائدة أوركسترا تواجه
اختيارات حاسمة.
أوليفيا كولمن عن دورها الرائع لامرأة في منتصف العمر تقع
في الحب من جديد في
(Empire of Light).
فيولا ديفيز عن دورها في
(The Woman King)
مؤدية شخصية قائدة أفريقية تودّ الذود عن وطنها.
آنا دي أرماس، التي لعبت شخصية مارلين مونرو في
(Blonde).
وميشيل ويليامز عن «ذا فابلمانز»، وقد أدت دور أم الشاب
الذي يرمز إلى ستيفن سبيلبرغ.
رجالياً
أوستن بتلر الذي لعب شخصية ملك الروك آند رول ألفيس برسلي
في «ألفيس».
برندان فرايزر عن
(The Whale)،
لاعباً شخصية الأستاذ البدين الذي يحاول التواصل مع ابنته الرافضة.
هيو جاكمان عن
(The Son)
في دور رجل يواجه خياراً عاطفياً صعباً بين العودة إلى زوجته الأولى أو
البقاء مع صاحبته.
بل نيفي الذي يواجه معضلة صحية في
(Living).
وجيريمي بوب عن
(The Inspection)
مؤدياً شخصية مجنّد يعود إلى الوطن مع مشكلة جنسية يحاول احتواءها.
كلٌّ من أنا دي أرماس، وأوستن باتلر يمثلان شخصيّتين
حقيقيّتين (مارلين مونرو، وألفيس برسلي) بينما الباقون يخوضون شخصيات
خيالية إلا إذا عددنا ميشيل ويليامز في «ذا فابلمانز» حقيقية وهي ليست
بالضرورة كذلك.
كوميدياً
لدينا بين الممثلات ميشيل يوه عن «كل شيء كل مكان في وقت
واحد»، ومارغوت روبي عن «بالبلون»، بينما تدخل ليزلي مانفيل المنافسة عن
دورها في
(Mrs.
Harris Goes to Paris)،
وآنيا تايلور - جوي عن
(The Menu)،
وإيما تومسون عن
(Good luck to You,
Leo Grande).
في التمثيل الرجالي في نطاق أفضل أداء كوميدي أو موسيقي نجد
كولِن فارل عن «جنيات إنيشيرين»، ورالف فاينس عن «ذا مانيو»، كذلك دانيال
كريغ عن
(Glass Onion:
A Knives Out Mystery)،
ودييغو كالفا عن «بابلون»، وآدم درايفر عن
(White Noise).
في سباق التمثيل المساند
نسائياً، نجد أنجيلا باست عن
(Pink Panther:
Wakanda Forever)،
وكيري كوندون عن «جنيّات إنيشيرين»، وجامي لي كيرتس في «كل شيء كل مكان في
وقت واحد»، ومن ثم دولي دي ليون عن «مثلث الحزن»، وكارلي موليغن عن
(She Said).
رجالياً، يتقدم برندان غليسون وباري كيوغان عن «جنيّات
إنيشيرين»، وكي هوي كوان في «كل شيء كل مكان في وقت واحد»، وإيدي ريدماين
في
(The Good Nurse)،
وبراد بيت في «بابلون».
مخرجون وأفلام
كل المخرجين الواردة أسماؤهم في مسابقة أفضل مخرج (التي لا
تفرّق بين الكوميدي وسواه)، لديهم أفلام في قائمتَي أفضل فيلم درامي وأفضل
فيلم كوميدي- ميوزيكال، وهم: جيمس كاميرون «أفاتار: طريق الماء»، ودانيال
كوان ودانيال شاينرت عن «كل شيء كل مكان في وقت واحد»، وباز لورمن عن
«ألفيس»، ومن ثَم مارتن مكدونا صاحب «جنيّات إنيشيرين»، وستيفن سبيلبرغ عن
«ذا فابلمنز».
ليس من ذِكر للمخرج الدنماركي روبن أوستلند ولا تَسلل فيلمه
«مثلث الحزن» إلى قائمة الأفلام الأجنبية. هذه تألفت من الفيلم الألماني
(All Quiet on the Western Front)،
والفيلم الأرجنتيني «أرجنتينا، 1985»، والبلجيكي
(Close)،
كما الكوري الجنوبي
(Decision to Leave)،
ومن ثَم الفيلم الهندي
(RRR).
تلفزيون
في الجانب التلفزيوني من هذه الترشيحات، قاد
(The Crown)
بأربع ترشيحات، إذ ورد في سباق أفضل مسلسل تلفزيوني درامي، وفي نطاق أفضل
ممثلة (إميلدا ستونتون)، وأفضل ممثلة مساندة (إليزابيث ديبيكي)، وأفضل ممثل
في دور مساند (جوناثان برايس).
وحظي المسلسل الشائع
(House of the Dragon)
بترشيحين فقط، الأول في نطاق أفضل مسلسل درامي، والآخر في نطاق أفضل ممثلة
في مسلسل درامي (إيما دارسي). أما مسلسل «أوزارك» فقد دخل ثلاث مسابقات
كأفضل مسلسل درامي وأفضل ممثلة في مسلسل درامي (لورا ليني)، وأفضل ممثلة
مساندة (جوليا غارنر).
غياب
لا تتسع المسابقات المذكورة (وسواها) لأكثر من 5 أسماء أو
عناوين في كل مسابقة، لذلك من الطبيعي أن يتخلّف عن الترشيحات عدد من
الأسماء المعروفة، ومن التلقائي أن تشير المنصّات الإعلامية إلى من أُغفلوا
من تلك الترشيحات.
على سبيل المثال، فيلم «توب غن: ما فيريك» موجود في سباق
أفضل فيلم درامي، لكن بطله الأول توم كروز ليس في عداد الممثلين الدراميين.
هل كان يجب أن يكون؟ لا. الآخرون في تلك المسابقة أولى ولو أن بعض المواقع
ذكر أن الجمعية تنتقم بذلك التغييب من رد كروز الجائزتين اللتين كان قد فاز
بهما سابقاً إثر الاتهامات التي نالتها.
في الإطار نفسه، لوحظ غياب أي مخرجة من قائمة المخرجين
المتنافسين. السنة الحالية كان هناك حضور جيد للمخرجات مثل ساره بولي
(Women Talking)،
وماريا شرادر
(She Said)
من بين أخريات.
على صعيد الأفلام نفسها، غابت مجموعة من الأفلام التي نالت
تقدير النقاد الأميركيين مثل
(Nope)
و(Caueway)،
و(Women
Talking)،
لكن مسألة ضيق المساحة ووقوفها عند خمسة أسماء هي السبب الوجيه لذلك. في
نهاية الأمر هو اقتراع واسع (من أكثر من 100 ناقد وصحافي)، وعلى الجميع
القبول بمبدئه. |