مهرجان كان: توم كروز يحضر الحدث السينمائي للمرة الأولى
منذ ثلاثين عاما
-
بي. بي. سي.
للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، يحضر توم كروز مهرجان كان
السينمائي، لإطلاق فيلم "توب غان: مافريك".
واستُقبل كروز الأربعاء بصيحات صاخبة من الحشد المجتمع
لرؤية النجم الأمريكي.
"توم!
توم"! صاح المعجبون الذين وقفوا خارج مكان المهرجان المحاط بأشجار النخيل،
بينما خرج الممثل من السيارة مرتديا بدلة زرقاء ونظارات شمسية.
كان من المفترض أن يتم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان أفلام
الريفييرا الفرنسي في عام 2020، قبل أن يتم إلغاؤه بسبب جائحة كوفيد وتأخر
إصدار الفيلم عدة مرات.
كان آخر حضور لكروز في عام 1992 لمشاهدة العرض الأول لفيلم
"فار آند أواي" مع زوجته آنذاك نيكول كيدمان.
إنه نجم هوليوود الوحيد في تلك الحقبة الذي حافظ على قوته
في شباك التذاكر ، حتى وهو على وشك بلوغ الستين هذا العام.
وقال مدير المهرجان تييري فريمو "في تاريخ السينما، حقق
(كروز) أعلى معدلات النجاح".
وأضاف "هذا شخص لم نشاهده على منصات البث المباشر أو
المسلسلات التلفزيونية أو الإعلانات ... إنه مخلص للسينما".
كان كروز مصرا على انتظار عودة دور السينما، وقال إنه لم
يفكر أبدا في إطلاق الفيلم عبر منصة بث.
وقال أمام جمهور كان في حديث قبل العرض الأول "هذا لن يحدث
أبدا".
وأضاف "أصنع أفلاما للشاشة الكبيرة. السينما هي حبي وشغفي.
سأرتدي قبعتي وأجلس بين الجمهور".
وحققت أفلامه الـ 39 كممثل رئيسي ما يقرب من 8.5 مليار
دولار في جميع أنحاء العالم، وتقدّر "بوكس أوفيس برو" أن فيلم "توب غان:
مافريك" يمكن أن يضيف ما يصل إلى 390 مليون دولار في الولايات المتحدة
وحدها.
كان النقاد في الغالب فرحين في مراجعاتهم للفيلم، فيما
أشادت مجلة "إمباير" بـ "صوره المرحة، وطاقم العمل، والحركة الجوية
المثيرة، والعاطفة المفاجئة، وبتوم كروز".
يستمر مهرجان كان السينمائي في كونه منصة إطلاق شهيرة
للعروض ذات الميزانية الكبيرة، وأشار المطلعون على الصناعة إلى أن الراعي
الجديد تيك توك أضاف مستوى جديدا من ضجة وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام.
وبدأت المنافسة الرئيسية في المهرجان يوم الأربعاء، بفيلم
المعارض الروسي كيريل سيربرينيكوف "تشايكوفسكي وايف"، والذي ينافس على
السعفة الذهبية، وحظي بحفاوة بالغة في العرض الرسمي الأول للمهرجان.
يحكي الفيلم قصة زواج الملحن الروسي من أنتونينا ميليوكوفا،
الذي ينتهي به الأمر بمجرد أن يتضح أن تشايكوفسكي، الذي كان مثليا، لا يهتم
بالعلاقة معها.
وردا على سؤال لدى وصوله إلى العرض عما إذا كان الفيلم
سياسيا، قال سيربرينكوف إن "كل الفنون، خاصة اليوم، هي نوع من السياسة".
وأضاف "بياننا السياسي يدور حول الفن والحرية وبالطبع هشاشة
الطبيعة البشرية".
غاب سيربرينيكوف، 52 عاما، عن مهرجان كان العام الماضي بسبب
حظر السفر بعد إدانته في عام 2020 باختلاس أموال في مسرح غوغول سنتر في
موسكو.
وسُمح له بمغادرة روسيا منذ ستة أسابيع، وهو يعيش الآن في
برلين.
وقال سيربرينيكوف "أنا مقتنع تماما بأن الثقافة وأهل
الثقافة يمكن أن يساعدوا في ضمان انتهاء هذه الحرب" بين روسيا وأوكرانيا.
كانت الحرب بالفعل موضوعا رئيسيا في المهرجان. وظهر الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفيديو في حفل الافتتاح يوم الثلاثاء.
قال زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق "هل ستبقى السينما
صامتة، أم أنها ستتحدث؟ إذا كان هناك ديكتاتور، إذا كانت هناك حرب من أجل
الحرية، مرة أخرى، كل شيء يعتمد على وحدتنا".
سيكون هناك عرض خاص لفيلم "ماريوبوليس 2"، وهو فيلم وثائقي
عن الصراع للمخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيسيوس، الذي قتل في أوكرانيا
الشهر الماضي.
سيخصص يوم في مهرجان كان لعرض أعمال صانعي الأفلام
الأوكرانيين. وسيعرض فيلم للمخرج الواعد سيرغي لوزنيتسا، "ذا نيتشرل
هيستوري أوف ديستراكشن"، عن قصف المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية. |