مهرجان كان ينعقد على وقع حرب أوكرانيا وبأفلام مميزة
السينما الأوكرانية والروسية المناهضة للحرب حاضرة في
الدورة الخامسة والسبعين للمهرجان.
يتحرر مهرجان كان السينمائي كما بقية المهرجانات العالمية
من تداعيات جائحة كورونا، فيعود إلى ملاقاة جمهور السينما دون قيود، لكنه
يتزامن هذا العام مع حرب أوكرانيا، مبديا انحيازا لدعم كييف في مواجهة
الغزو الروسي عبر استضافته فنانين مناهضين للحرب.
باريس- تجمع
الدورة الخامسة والسبعون لمهرجان كان السينمائي التي تنطلق الثلاثاء أبرز
الوجوه السينمائية، ويشهد الحدث الذي يقام في ظل أجواء الحرب في أوكرانيا،
حضور كوكبة من النجوم من بينهم الممثلان مادس ميكلسن وتوم كروز، ويشمل
برنامجه أفلاما لمخرجين حفروا أسماءهم في تاريخ السينما كديفيد كروننبرغ
وجيمس غراي.
وبعدما انعقدت الدورة الماضية من المهرجان في شهر يوليو
جراء جائحة كوفيد – 19، يعود المهرجان هذه السنة إلى موعده المعتاد في مايو
ومن دون أي قيود مرتبطة بالجائحة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء انتشارها.
مشاركات متنوعة
كشف مركز السينما العربية عن ترشيحات جوائز النقاد للأفلام
العربية في نسخته السادسة، التي تستهدف الأفلام العربية التي تم إنتاجها في
2021، ويشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم تتكون من 167 ناقدا من 68 دولة،
يشاهدون الأفلام عبر الشريك الرقمي “فستيفال سكوب”، ومن المقرر الإعلان عن
الفائزين بالجوائز، في حفل يُقام ضمن الدورة المقبلة من مهرجان كان
السينمائي.
◙ 21
فيلما يتنافس لنيل السعفة الذهبية التي حصلت عليها السنة الماضية الفرنسية
جوليا دوكورنو عن فيلمها "تيتان"
وقال مدير جوائز النقاد ديبورا يانغ “من الملفت للنظر في
ترشيحات هذا العام غلبة الأفلام المصرية، بالإضافة إلى انتشار الإنتاج
المشترك بين الدول العربية، مع تواجد قوي من العراق والأردن ولبنان ودول
أخرى، كل هذه الأفلام ناقشت موضوعات مثيرة للاهتمام، وفرضت نفسها على أجندة
المهرجانات الدولية طوال العام الماضي”.
ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان في مركز السينما
العربية، يقولان إنه “من المثير للاهتمام أن نرى حجم التنوع الكبير في
الإنتاجات العربية لهذا العام من حيث موضوعات الأفلام والدول المشاركة، هذا
بالإضافة إلى التواجد النسائي الملفت في الإخراج والتأليف والوثائقي. ونحب
أن نوجه الشكر إلى لجنة التحكيم جوائز النقاد للأفلام العربية، التي شاهدت
كل الإنتاجات العربية في العام الماضي، لتختار لنا أفضل الأفضل في كل فئات
الجوائز”.
وتشهد السجادة الحمراء هذه السنة مرور مجموعة من النجوم من
بينهم توم كروز المشارك عن فيلم “توب غان” الجديد، والممثلان إدريس إلبا
وتيلدا سوينتن عن شريط للمخرج جورج ميلر، وليا سيدو وفيغو مورتنسن عن فيلم
أخرجه ديفيد كروننبرغ، وأوستن باتلر الذي سيتولى بطولة فيلم “إلفيس”
المنتظر عن سيرة المغني إلفيس بريسلي للمخرج باز لورمان.
ويشارك في المهرجان كذلك الممثل فورست ويتيكر الحائز جائزة
أفضل أداء في مهرجان كان سنة 1988 بفضل دوره في شخصية عازف الجاز تشارلي
باركر في فيلم “بيرد” لكلينت إيستوود، ومن المقرر أن يحصل هذه السنة على
سعفة ذهبية فخرية.
وتتولى الممثلة فيرجيني إيفيرا، التي أدت أحد دورَيْ
البطولة في “روفوار باري”، وهو فيلم خارج المنافسة ويتحدث عن الذكرى
المؤلمة للهجمات التي وقعت في العاصمة باريس، تقديم حفلة الافتتاح المرتقبة
مساء الثلاثاء. ويشارك في المهرجان فيلم “فاينل كات” الكوميدي عن الزومبي
للمخرج ميشال أزانافيسوس الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم “ذي أرتيست”.
ويتنافس 21 فيلما لنيل السعفة الذهبية التي حصلت عليها
السنة الماضية الفرنسية جوليا دوكورنو عن فيلمها “تيتان”، لتصبح ثاني مخرجة
تنال هذه المكافأة في المهرجان.
وفيما تسعى لجنة التحكيم والأقسام الموازية إلى إحداث تكافؤ
في الفرص بين الذكور والإناث، لم توفر المسابقة للمخرجات إلّا مساحة
محدودة، إذ تتنافس خمس صانعات أفلام من بينهنّ كلير ديني عن فيلم “ستارز أت
نون”.
ويشارك في المهرجان مخرجون عدة تتراوح أعمارهم بين 30 و84
عاما، من بينهم ديفيد كروننبرغ عن فيلمه “كرايمز أوف ذي فيوتشر”، وجيمس
غراي عن “أرماغيدون تايم” الذي تدور قصته في ثمانينات القرن العشرين التي
شهدت صعود عائلة ترامب.
ويعود أربعة فائزين سابقين بالسعفة الذهبية إلى المنافسة
هذا العام: الأخوان جان-بيار ولوك داردين من بلجيكا عن عملهما “توري إيه
لوكيتا”، والسويدي روبن أوستلوند عن فيلم “تراينغل أوف سادنس”، والياباني
هيروكازو كوري إيدا عن “بروكر” الذي يؤدي بطولته النجم الكوري الجنوبي سونغ
كانغ، والروماني كريستيان مونغيو عن فيلمه الأخير “آر.إم.أن”.
◙ لجنة
التحكيم لم يعلن عنها إلا قبل ثلاثة أسابيع فقط، في مؤشر على أنّ الأمور لم
تعد إلى طبيعتها في عالم السينما
فنانون مناهضون لروسيا
وبعيدا من المنافسة التي لا تزال غير مُتاحة أمام منصات
البث التدفقي، من المنتظر أن يستمتع محبو الأعمال السينمائية وعشاقها
بعشرات الأعمال، ومن بينها فيلم “ثري ثاوزند ييرز أوف لونغينغ” للمخرج جورج
ميلر، وهو عمل لا يشبه سلسلة أفلامه “ماد ماكس” ويتولى بطولته كل من إدريس
إلبا وتيلدا سوينتون.
وتُسجل عودة للمخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو، بالإضافة إلى
عمل لمخرج أفلام الإثارة الإسباني رودريغو سوروغيين، وأعمال نجم “سكويد
غايمز” الكوري الجنوبي لي جونغ-جاي، وأخرى شارك فيها الممثل الأميركي جيسي
أيزنبرغ.
ومن الجانب الفرنسي، سيكون أبرز المشاركين كل من ليا سيدو
ولوي غاريل وساندرين كيبرلان. وقال مدير المهرجان تييري فريمو إنّ البرنامج
بأكمله يقام في ظل أجواء الحرب في أوكرانيا الحاضرة “في أذهان الجميع”.
ويشارك في دورة هذه السنة جيلان من المخرجين الأوكرانيين:
سيرغي لوزنيتسا عن فيلمه “ذي ناتشيرل هيستوري أوف ديستراكشن” (“التاريخ
الطبيعي للدمار”) الذي يتناول تدمير المدن الألمانية بقذائف الحلفاء في
الحرب العالمية الثانية، والشاب مكسيم ناكونشني عن فيلم “باترفلاي فيجن”.
مهرجان كان يستقبل للمرة الأولى كيريل سيريبرينكوف الذي
أصبح رمزا للفنانين الروس المناهضين للنظام
ومن المرتقب أن يستقبل مهرجان كان للمرة الأولى كيريل
سيريبرينكوف الذي أصبح رمزا للفنانين الروس المناهضين للنظام، وسُمح له
أخيرا بمغادرة روسيا بعد حظر سفر مثير للجدل.
ولم يتمكن سيريبرينكوف من مغادرة بلاده سابقا للمشاركة في
دورات كان فيلماه “ليتو” و”بيتروفز فلو” يتنافسان فيها، لكنّه أصبح حاليا
حرا ويشارك هذه السنة عن فيلمه “تشايكوفسكي وايف”، وهو أول فيلم سيُعرض في
المنافسة.
ولم يُعلن عن أسماء المشاركين في لجنة التحكيم إلا قبل
انطلاق المهرجان بثلاثة أسابيع فقط، في مؤشر على أنّ الأمور لم تعد إلى
طبيعتها في عالم السينما. ويتولى رئاسة اللجنة الممثل الفرنسي فنسان ليندون
الذي سبق أن فاز بجائزة أفضل تمثيل عام 2015 عن دور البطولة في فيلم
“تيتان” الحائز العام الفائت على السعفة الذهبية للمهرجان. ويخلف ليندون
المخرج الأميركي سبايك لي الذي رأس لجنة التحكيم المهرجان العام الماضي.
وتتولى لجنة التحكيم برئاسة ليندون اختيار الفائز بالسعفة
الذهبية والجوائز الأخرى من بين 21 فيلما مدرجة في المسابقة. وتضم اللجنة
ثمانية أعضاء يتوزعون مناصفة بين الرجال والنساء.
ومن هؤلاء الممثلة البريطانية ريبيكا هول التي برزت في فيلم
“فيكي كريستينا برشلونة”، والممثلة السويدية ناومي راباس والمخرج الإيراني
أصغر فرهادي الذي فاز فيلمه “قهرمان” بالجائزة الكبرى لمهرجان كان عام
2021، والفرنسي لادج لي (مخرد فيلم “لي ميزيرابل” الفائز جائزة لجنة
التحكيم في كان عام 2019) ولم يُعلن بعد عن الفيلم الذي سيُختتم به
المهرجان في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. |