كيف ساهمت صفعة ويل سميث في إنقاذ حفل الأوسكار؟.. ناقدة
تجيب
كتب:
إنجي الطوخي
رغم شهرته العالمية واعتباره منارة يهتدي بها الوسط
السينمائي العالمي في تقييم أداء الفنانين، إلا أن انخفاض نسب مشاهدات حفل
توزيع جوائز الأوسكار على مدى الأعوام السابقة بنسب وصلت إلى 58% بحسب
صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، جعل بعض النقاد يرى أن واقعة صفع «ويل سميث»
لمقدم الحفل «كريس روك» على المسرح التي جاءت بشكل مفاجئ، هي التي ساهمت في
جذب المشاهدات مجددا للحفل وبالتالي زيادة الإيرادات التجارية سواء من
عملية تسويقة على الشبكات التليفزيونية أو الإعلانات المصاحبة له.
وكانت الشبكة الناقلة للحفل وهي
«ABC»
قد
لوحت في بداية الشهر الحالي بإلغاء بث احتفالية توزيع جوائز الأوسكار رقم
94 والذي يقام على مسرح دولبي فى مدينة لوس أنجلوس بحسب صحيفة «لوس أنجلوس
تايمز»، بسبب الرغبة فى تقصير مدة الحفل، وبالتالي جذب مزيد من المشاهدات
والإعلانات والتسويق، بعد أن وصل عدد المشاهدات عام 2021 إلى ما يقرب 10
ملايين مشاهد فقط، مقارنة بعام 2020 حيث كان عدد المشاهدين هو 23.6 مليون
مشاهد أميركي، بينما كانت النسبة لا تقل عن 30 مليون مشاهد فى عام 2010 وهو
ما يدل على أن «الأوسكار» بدأ يفقد شعبيته تدريجيا فى ظل تغير المشهد
الإعلامي العالمي فى مفارقة غير متوقعة.
من جانبها قالت الناقدة علياء طلعت لـ«الوطن»، أن حفل
توزيع جوائز الأوسكار،
مثل أى حدث إعلامى آخر بيتم بيعه لمحطات التليفزيون الشهيرة، لأن ذلك يمنح
المنظمين فرصة لزيادة الإعلانات المصاحبة للبث وبالتالي جنى الأرباح، ولكن
ذلك لا يحدث إلا فى حالة وجود نسب مشاهدة عالية، وهو ما يتم قياسها
وتقديرها قبل بث الحفل: « هو حدث إعلامي يتم بيعه مثل أى حدث أو برنامج أو
مسلسل، و أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المسئولة عن تنظيمه ترغب فى
مشاهدات عالية، لأن قلة نسبة المشاهدات معناها أن الحدث لم يعد يعد مهم
أو جاذب للجمهور، وبالطبع جاذب للإعلانات مثلما كان يحدث قديما فهناك
جانب تجارى كبير جدا فى هذه النقطة لا يمكن أغفاله».
حفل
توزيع جوائز الأوسكار انخفضت متابعته بنسبة 58% على مدار الأعوام السابقة
واعتبرت «علياء» أن هناك أسباب وراء تراجع الاهتمام بمتابعة
حفل توزيع جوائز الأوسكار عالميا، منها لجان اختيار الأفلام، واختيار
الجوائز، بالإضافة إلى أسباب مجتمعية مثل التغير الكبير الذي يشهده المجتمع
الأمريكى فى السنوات الأخيرة من الدعوة لتمثيل ذوى البشرة السمراء فى كل
المناصب بشكل مساوى لذوى البشرة البيضاء، بالإضافة إلى حركات مناهضة التحرش
أو المطالبة بالعدالة فى الأجور: «للأسف جوائز الأوسكار كانت لفترة طويلة
يمكن وصفها أنها بيضاء أى أنها لا تُمنح سوى لذوى البشرة البيضاء، ولا يمكن
أن يحصل ممثل أسود على جائزة إلا بشكل نادر أو قليل، فى حين أن المجتمع
العالمي بشكل عام والأمريكى بشكل خاص يتحرك لعالم فيه تنوع عرقي، وبالتالي
أصبحت الأوسكار بالنسبة للأجيال الجديدة حفل عجوز، لا تتماشي مع المجتمع
وتغيراته، مما جعل إدارة الحفل تفكر فى تغييرات كبيرة لكى تواكب تفكير
الأجيال الجديدة، وتحافظ على مكانة الحفل كحدث سينمائي يجذب ويهم كل الناس
وليس فقط الأجيال الكبيرة التى ارتبطت به منذ الصغر أو التى تتبع نفس
المفاهيم السياسية التى يؤمن بها منظمو الحفل».
الناقدة علياء طلعت: مكانة الأوسكار صارت مهددة والشباب قد
يعتبروه حدث قديم
من تلك التغييرات التى تم استحداثها فى السنوات الأخيرة هى
إضافة جنسيات مختلفة للجان التحكيم، على سبيل المثال كان هناك أسماء عربية
مثل النجمة «يسرا» والمنتج «محمد حفظي»، بالإضافة إلى عرض وجهات نظر مختلفة
تقدم التنوع تشرح «علياء»: «منظمو حفل الأوسكار أدركوا أنهم مكانة الحفل
مهددة بسبب أن حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب وهو يأتى فى المرتبة الثانية
فى الأهمية بعد الأوسكار تم إلغائه هذا العام، لأن مسئولى الجولدن جلوب
أصروا أن تكون لجان التحكيم كلها من الرجال ذوى البشرة البيضاء والكبار فى
السن، وهو ما أثار حفيظة الجمهور وتم شن حملات ضده، فلم يتم عمل حفلة من
الأساس، وتم نشر النتائج عبر السوشيال ميديا».
وأشارت«علياء» إلى أن وجود مقدم للحفل من ذوى البشرة
السمراء مثل «كريس روك» هو أحد تلك التغييرات، بالإضافة إلى وجود ثلاث
سيدات يشاركن فى تقديم الحفل بينهم تنوع عرقي واضح: «لذا فمنظمو حفل
الأوسكار يدركون أن العالم يتغير وأنهم لا يمكنهم الاستمرار بالشكل القديم
الذي كانوا يتبعونه، وإلا خلال 5 أعوام فالأجيال الجديدة لن تتابعهم،
وبالطبع واقعة صفع ويل
سميث للممثل
كريس روك ساهمت فى زيادة نسب المشاهدة ولكنها لم تكن هى الأساس بل هى
المحاولات المستمرة من منظمى الحفل كي يقدموا أنفسهم كحدث يقبل التنوع
والاختلافات». |