انتشال التميمي يكشف تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان
"الجونة"
كورونا لم يؤثر هذا العام على الأفلام أو دعوات الضيوف حول
العالم رغم غرابة القوانين الجديدة
نجلاء أبو النجا صحافية
أيام وينطلق مهرجان "الجونة"
السينمائي في دورته الخامسة في مدينة "الجونة" المصرية، وسط حضور عدد كبير
من السينمائيين حول العالم، ويكرم المهرجان هذا العام الفنان أحمد السقا،
ويمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي، كذلك المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري،
الذي تتضمن مسيرته السينمائية أكثر من 70 عملاً سينمائياً بين الإخراج
والتمثيل.
التقت "اندبندنت عربية" مع مدير المهرجان، انتشال التميمي،
الذي تحدث عن تفاصيل الدورة الجديدة وتحديات اختيار بعض الأفلام، كاشفاً عن
كثير من أسرار وكواليس الدورة الخامسة.
سينما البيئة
قال التميمي، إن هناك أفلاماً جديدة، وإصدارات مختلفة،
وضيوفاً وندوات جديدة، وإننا حاولنا، قدر الإمكان، تغيير كل ما سبق وتقديم
الجديد، وسنقدم مسابقة جديدة، وهي سينما البيئة، المعنية بالإصدارات التي
تتعلق بالبيئة والحفاظ عليها، موضحاً أنه لا يوجد مهرجان في السينما
العربية يحتوي على هذه المسابقة في الوقت الحالي، وسنقدم نسقاً جديداً عن
جائزة "فيبرسي"، التي كانت تذهب كل عام لأفضل فيلم عربي، وستوجه هذا العام
لأفضل فيلم أفريقي وآسيوي، بالإضافة لاستقبالنا ورش عمل للفيلم الفلسطيني
الذي سيقدم مجموعة من أهم الأفلام السينمائية، كما سنقدم قسماً خاصاً
لسينما الأطفال.
وتابع التميمي، أن هناك ندوات للمكرمين ولأبرز النجوم وصناع
السينما في العالم، مضيفاً أن النقطة الأساسية في اختيار الشخصيات المكرمة
أن تكون مستحقة للتكريم. وعلى الصعيد الدولي، قال التميمي، نشعر بنصر كبير
لتكريم المخرج الأميركي دارين أرنوفسكي، وهو واحد من أهم المخرجين
السينمائيين في الوقت الحاضر، وكذلك المخرج والفنان الفلسطيني محمد بكري
والفنان المصري أحمد
السقا.
السقا وكيشلوفسكي
ورداً على سؤال عن اختيار برنامج خاص كتكريم لكريستوف
كيشلوفسكي، قال إن هناك منحى بالتأكيد لاستحواذ كل ما هو مصري وعربي على
المساحة الكبرى من المهرجان بحكم الوجود الجغرافي، لكن من المهم ألا ننسى
أنه في النهاية مهرجان دولي في المنطقة العربية، لهذا، فإن برامجنا متنوعة
من أنسي أبو سيف لفيديريكو فيليني، ومن إحسان عبدالقدوس ويوسف شاهين
لكيشلوفسكي.
وعن اختيار الفنان أحمد السقا لمنحه جائزة الإنجاز
الإبداعي، قال إنه في العام الماضي، كان الاحتفاء بالكوميديا، وهذا العام
نحتفي بسينما الحركة، وأحمد السقا ممثل سينمائي محبوب، ومن خلاله نحيي
سينما الحركة، لكن هناك عشرات المبررات الأخرى لاختياره، وأتصور أن هناك
عشرات المستحقين في مصر لتكريمهم.
استبعاد تكريم يسرا؟
وعن عدم تكريم نجمة مثل يسرا حتى
الآن لفت إلى وجود بعض الأسباب التي تحول دون ذلك، وقال إن النجمة يسرا،
مثلاً، ضمن اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان "الجونة"، ما يمنعنا من
الاحتفاء بها، على الرغم من أنها الأكثر استحقاقاً للتكريم باعتبارها واحدة
من أبرز الفنانات المؤثرات على أجيال، وليس على جيل واحد، كما أن هناك
آخرين تم تكريمهم في هذا المهرجان، أو ذاك، لهذا نحن نرغب في منح فرص
لأسماء أخرى.
وعن تقييمه ورؤيته للمهرجان بالنسبة للمهرجانات العالمية،
أكد التميمي أن ما يهمنا كيف يرى الآخرون هذا المهرجان، مشيراً إلى أنهم
يضعوننا، على الرغم من أننا لم نتجاوز خمس سنوات فقط، في المقارنة مع
مهرجانات عمرها يتجاوز 20 و30 و40 عاماً، والحمد لله، وضعنا أنفسنا على
الخريطة السينمائية العربية والعالمية وسط احترام كبير من صناع السينما في
العالم، إذ إن الجميع يعرفون مهرجان "الجونة"، ويعلمون أنه معني بالجودة
والأفلام المميزة.
تحدٍ وطموح
قال مدير مهرجان "الجونة" إن لدينا طموحاً كبيراً جداً،
بخاصة بعد نجاح الدورة الأولي، وتحدياً كبيراً أن نواصل التقدم، مشيراً إلى
إقامة المهرجان، العام الماضي، على الرغم من جائحة كورونا، وإذ أعرب عن
تخوفه، هذه السنة، من حركة الطيران والقوانين المتصلة بكورونا،
إلا أنه أكد أنه لا مشكلة أو صعوبات في ما يخص الأفلام، وأن عدد الضيوف،
والأجانب أيضاً، هو ضعف عدد العام الماضي.
وتابع التميمي رداً على سؤال أنه كان هناك 65 فيلماً، العام
الماضي، بينما لدينا الآن نحو ضعف عدد أفلام العام الماضي، وحتى في
المهرجانات العالمية عرضت أفلام ضعف العام الماضي، ونحن لا نعتمد على
الأفلام التي شاركت في مهرجانات أخرى، ولنا وجهة نظر، وما يهمنا أن يكون
موضوع الفيلم جيداً، ولديه نقاط قوة فنية، ونهتم بمستقبل السينما وفكرها.
مشاركة مصرية
الأفلام المصرية دائماً تمثل عائقاً في بعض المهرجانات فهل
واجه "الجونة" هذه الأزمة؟ ولماذا سيعرض الفيلم المصري "قمر 14" خارج
المسابقة الرسمية؟
أجاب التميمي، "ليس شرطاً أن يعرض فيلم مصري بالمهرجان،
ولكن نسعى بالفعل إلى وجود فيلم مصري مناسب، وإلا لا حاجة لعرض فيلم غير
جيد، مع أن الفيلم المصري لديه فرصة أكبر للعرض بما أننا في مصر، وفيلم
(قمر 14) له طبيعة خاصة تناسب المسابقة غير الرسمية، وعرض علينا الفيلم بعد
أن انتهينا من اختيار أفلام المسابقة الرسمية، واخترنا خمسة أفلام، وكان
الأمر قد حُسم".
توجه المهرجان
وعن توجه المهرجان مستقبلاً، وما إذا كان سيهتم بالقضايا
المجتمعية، قال التميمي، "المهرجان له توجه فني سينمائي ثقافي واجتماعي،
ونحن نعيش في مجتمع، ونهتم بقضاياه، ولكن يجب أن نفهم أن هدف المهرجان
الأساسي تقديم وجبة سينمائية وفنية دسمة، وهذا هو الدور المجتمعي الأصلي
الذي نستطيع تقديمه، ونحن نواكب كل القضايا، لكن في الأساس هدفنا السينما،
وأحد أهداف المهرجان أن نقوم بدعم بعض الأفلام عن طريق منصة الجونة".
انتقادات
ورداً على سؤال عما يثار من انتقادات، مثل ملابس بعض
الفنانات، قال التميمي إننا لا نهتم بردود الفعل، بل لنا أهداف أخرى،
فمثلاً، قالوا لنا هل تكرمون الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، لا سيما
أنكم كرمتم، العام الماضي، الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو لتظهروا أنكم
مهتمون بالقضية الفلسطينية؟
وفعلاً، رد التميمي: يمكن أن يكون الجواب نعم أو لا في
الوقت نفسه، فنحن نهتم بالقضية الفلسطينية، ومع ذلك لا نخجل من تكريم
جيرارد ديبارديو الذي شكر مصر على تكريمه. وبالنسبة لانتقادات الفنانات
وملابسهن، فهن يقمن بالرد بشكل شخصي، وليس المهرجان. وختم التميمي بالتأكيد
أن هناك كثيراً من التفاعل مع المهرجان، سواء على الصعيد الفني أو على صعيد
الموضة والأزياء والسياحة، وأعتقد أنها أمور تصب كلها في المصلحة العامة. |