·
ليس لدينا «شلة».. وجائزة السقا ليست توجهًا لتكريم نجوم
الأفلام التجارية على حساب الآخرين
·
الحصول على لقاح كورونا إلزامى للضيوف.. ولا نملك سيطرة على
حفلات الرعاة حتى نمنع أحدًا من حضورها
·
لا يحق لأحد أن يطعن فى سمعتنا الوطنية والقومية..
والاتهامات التى وجهت للمهرجان بسبب «ديبارديو» باطلة
·
لن نعرض فيلمًا فى الافتتاح هذا العام.. وعمرو منسي ليس له
أي مساهمة في الدورة الخامسة
·
«البحر
الأحمر» إضافة لكل مهرجانات المنطقة.. والسينما السعودية رفعت نسبة العالم
العربى فى التوزيع الدولى لأكثر من 3
%
12
يوما فقط تفصلنا عن انطلاق مهرجان الجونة السينمائى، الذى يحتفل هذا العام
بمرور 5 سنوات على تأسيسه، بحضور صناعه وأبرز الشخصيات التى ساهمت فى نجاحه
من النجوم والرعاة، إلى جانب 500 ضيف أجنبى.
«الشروق»
التقت مدير المهرجان انتشال التميمى، لتسأله عن أبرز ملامح الدورة الخامسة،
والإجراءات التى تم اتخاذها للوقاية من كورونا، كما يتحدث عن تكريم الفنان
أحمد السقا، ويوضح سبب عدم رده العام الماضى على الانتقادات التى طالت
تكريم الفرنسى ديبارديو، كما يكشف عن ميزانية المهرجان، وشكل المنافسة مع
مهرجان «البحر الأحمر» السعودى.
يقول انتشال التميمى: طبيعة التعامل مع كورونا هذا العام
تختلف جذريا عن العام الماضى، فعلى الرغم من أن الفيروس لا يزال مخيفا
ومصدرا للإزعاج، فإن الأمور أصبحت مختلفة مع وجود اللقاح، والعالم بدأ
يعتاد على التعامل مع هذا الوباء.
ونحن فى الجونة، نحتفظ بنفس الإجراءات الوقائية التى
طبقناها العام الماضى، لكن يزيد عليها، أن الحصول على اللقاح هذا العام
سيكون إلزاميا، واتفقنا بالفعل مع وزارة الصحة، على تطعيم جميع الضيوف
المصريين وفريق المهرجان والمتطوعين قبل السفر إلى الجونة، حتى يشعر الجميع
بأنهم فى أمان داخل المهرجان، خاصة أن معظم القادمين من خارج مصر سيكونون
أيضا حصلوا على اللقاح.
وبالمناسبة حصول عدد كبير من سكان العالم على اللقاح، انعكس
بشكل ايجابى على عدد الضيوف العرب والأجانب، والمتوقع أن يصل عددهم هذا
العام إلى 500 ضيف، وهو الرقم الأعلى فى الدورات الخمس للجونة، لدرجة أننا
لدينا تمثيل من صناع كل الأفلام القصيرة، و10 أفلام وثائقية، و70% من
الأفلام الروائية الطويلة.
·
هذا يعنى أن حفلات «الافتر بارتى» والتى كانت سببا فى ظهور
بعض الإصابات العام الماضى لن يتم إلغاؤها؟
ــ توجه المهرجان بشكل عام هو تقليص الحفلات، للتركيز بشكل
أكبر على البرنامج الرئيسى من أفلام ونشاط لمنصة الجونة، لكن هناك فعاليات
أخرى تابعة للرعاة أو لمدينة الجونة لا يمكن السيطرة عليها، حتى وإن تم
تنسيق مواعيدها مع المهرجان، ولا نستطيع منع أحد من حضورها. وبالمناسبة
العام الماضى وحتى قبل ظهور اللقاح، لم تكن الإصابات كبيرة كما روج البعض،
فنحن كان لدينا 280 صحفيا أصيب منهم اثنان فقط، وكان لدينا 140 عضوا
بالفريق أصيب منهم اثنان، وأيضا الضيوف الأجانب كانت الإصابات بينهم نادرة،
وما ظهر للعلن من النجوم كان نحو 15 شخصا، وفى تقديرى أن السبب لم يكن
المهرجان ولكن الاختلاط الليلى بينهم ولا أعتقد أن هذا الأمر سيكون لإدارة
المهرجان سيطرة عليه.
·
ما هى أبرز ملامح الدورة الخامسة؟
ــ دورة هذا العام تبدأ قبل يوم من انطلاقها الفعلى، بمؤتمر
صحفى يقام 13 أكتوبر الحالى، وعرض ثلاثة أفلام، من البرنامج الذى يضم 80
فيلما تقريبا، بينها 7 فى عروضها العالمية والدولية الأولى، و7 أفلام
مصرية، و16 فيلما من العالم العربى، وأكثر من 10 أفلام حاصلة على أبرز
الجوائز فى المهرجانات الكبرى.
ويقيم المهرجان هذا العام معرضا فنيا لأعمال المخرج وكاتب
السيناريو البولندى كريستوف كيشلوفسكى، بالتعاون مع الفنان أنسى أبو سيف،
كما يطلق مسابقة جديدة لأفلام البيئة، ويستضيف لأول مرة ورشة معمل الفيلم
الفلسطينى، لتقدم جائزتين لأفضل مشروعين فى الورشة المخصصة لسينما الطفل،
قيمة كل واحدة 20 ألف دولار.
المختلف هذا العام، أننا تخلينا عن عرض فيلم فى الافتتاح،
ونكتفى بالحفل الذى يقام فى الهواء الطلق، ونخصص جزءا منه للاحتفال بمرور 5
سنوات على انطلاق المهرجان، إلى جانب السجادة الحمراء، وتكريم الفنان أحمد
السقا من مصر والممثل والمخرج الفلسطينى محمد بكرى، بجائزة الإنجاز
الإبداعى.
·
من غياب تام للفيلم المصرى الطويل فى الدورة الرابعة
لمشاركة 5 أفلام دفعة واحدة بالدورة الخامسة.. هل هذه الحصة الكبيرة لتعويض
أزمة العام الماضى؟
ــ المهرجانات تعرض الأفلام ولا تصنعها، وغياب الفيلم
المصرى شىء مزعج وغير مستحب، خاصة للمهرجانات المصرية، لكن هذا لا يشكل أى
شعور بالذنب لإدارة الجونة، لأن قناعتنا الشخصية أن إشراك فيلم ضعيف مصرى
أسوأ من غيابه، لأننا فى هذه الحالة نظلم الفيلم والمهرجان معا.
ونحن حريصون على وجود أكبر عدد من الأفلام المصرية فى
المهرجان، لكن العام الماضى لم يكن لدينا خيارات جيدة، عكس ما حدث هذا
العام الذى صادف أن هناك مجموعة من الأفلام صالحة لأن تكون ضمن برنامج
الدورة الخامسة، مثل «ريش» و«أميرة» و«كباتن الزعترى» و«العودة» و«قمر 14».
·
تكريم أحمد السقا هذا العام ومن قبله محمد هنيدى.. هل هو
انتصار من المهرجان لنجوم السينما التجارية الذين لا تقبل أفلامهم فى
المسابقات الرسمية؟
ــ ليس هناك توجه من المهرجان لتكريم نجوم السينما التجارية
على حساب آخرين، لأننا بالفعل نكرم بالتوازى صناع السينما الجادة مثل أنسى
أبو سيف وداود عبدالسيد ودرة أبو شوشة وإبراهيم العريس الذين ليس لهم علاقة
بالسينما التجارية، فنحن نسعى لعمل توازن بين السينما الجادة الفنية
والسينما التجارية، وهذا ما يجعل للمهرجان جاذبية كبيرة، حتى فى اختياراتنا
للأفلام، فكما نعرض «ريش» داخل المسابقة، نعرض خارجها «قمر 14»، ولا نرى فى
ذلك أى تناقض.
·
تعرض المهرجان للانتقاد العام الماضى لتكريم الفرنسى
ديبارديو بعد أن وصف بالصهيونى.. هل جعلكم تعيدون التفكير فى شروط اختيار
المكرم الأجنبى؟
ــ إذا قلت إننا فى المهرجان لا نهتم بما قيل سيكون جوابا
غير طبيعى ولا منطقى، فنحن نعمل حسابا لكل شىء، ولكن كانت هناك تجاوزات
كبيرة فى الاتهامات التى وجهت إلينا، على الرغم من أنه لا يحق لأحد أن يطعن
فى سمعة فريق المهرجان الوطنية والقومية فيما يتعلق بموقفنا من القضية
الفلسطينية، سواء أنا أو أمير أو بشرى.
وتجاهلنا التعليق العام الماضى على هذه الاتهامات، لأننا
بالفعل نعتبرها باطلة، لكننا لا نخجل من شخص دعوناه، ويكفى أن «ديبارديو»
وقف على المسرح وتحدث عن مصر والسينما المصرية بشكل جميل، وهذا أكثر فائدة
من الانتقادات التى وجهت إلينا، والتى كانت مجرد تأويلات.
وبشكل عام، نحن فى اختيار المكرم الأجنبى، لا نعمل حساب
للاتجاهات، بقدر ما نستهدف أن ندعو شخص يصعب أن يأتى للمنطقة، ليكون وجوده
إضافة، وبالمناسبة عدد النجوم الكبار الذين يستحقون التكريم، القليل منهم
فقط الذى يقبل الحضور، وبالنسبة لمكرم الدورة الخامسة سنعلنه فى المؤتمر
الصحفى يوم الخميس بعد القادم.
·
أعلنتم عن ثلاثة أنواع من البطاقات تضمن لمن يشتريها حضور
الدورة الخامسة مثل النجوم.. هل هذا معناه أن الطابع السياحى سيغلب على
المهرجان؟
ــ لأن المهرجان أصبح يحظى باهتمام شريحة واسعة من المجتمع،
والمواطن العادى يريد أن يحضر الأفلام والافتتاح والختام والحفلات الليلية
التى تقام فى المدينة، أتحنا له ذلك عبر ثلاثة مستويات من البطاقات، يتم
شراؤها، ونعتبر المبالغ التى يتم دفعها نوعا من أشكال الدعم للمهرجان من
الجمهور.
لكن ما أريد توضيحه، أن وجود حصة للمواطن العادى لا تشكل
خطرا على حقوق السينمائيين، لأن من يشترى هذه البطاقات لن يسمح له بأن يسير
على السجادة الحمراء، فهى تتيح له كرسيا فى القاعة الكبيرة داخل حفل
الافتتاح، الذى يتسع هذا العام لوجود 1500 شخص، بدلا من 1200 العام الماضى.
·
فى 2017 كان كثير من السينمائيين يرون المهرجان محكوما عليه
بالموت لعدم وجود جمهور فى الجونة.. هل تجاوزتم هذه الأزمة؟
ــ قبل انطلاق الدورة الأولى، كان ردى على ما قيل: «حتى لو
جذب هذا المهرجان جمهورا قليلا فنحن سنعتبره مؤتمرا سينمائيا»، لكننا
فوجئنا بشراء نحو 17 ألف تذكرة، وفى السنة التالية 22 ألف تذكرة، والثالثة
25 ألف تذكرة، والرابعة 26 ألف تذكرة، فالواقع يقول إن هناك عددا كبيرا من
الناس يرحلون إلى هذه المدينة فى فترة إقامة المهرجان ليستمتعوا بمشاهدة
الأفلام وحضور المهرجان.
وما يؤكد حقيقة أن المهرجان جاذب ويشهد إقبالا، أن مدينة
الجونة أصبحت تعتبر موعد إقامة المهرجان أهم وأطول مواسمها على مدى العام،
وأكثرها تأثيرا فى اقتصاد المدينة.
وقناعتى أن مهرجان الجونة ولد قويا، وأصبح يستمد شرعيته من
نموذج النجاح الذى تحقق فى الدورة الأولى، ولا يخفى على أحد أن ظهور الجونة
قلب موازين المهرجانات فى المنطقة العربية، فلا زلت أقول إنه لا يوجد
مهرجان سينمائى عربى حقق هذه الدرجة من الشعبية لدى المواطن العادى، فى
الوطن العربى، على الرغم من أن المهرجانات الأخرى كان يتوافر لها إمكانيات
ضخمة وحضور لنجوم أجانب.
وأحد عوامل هذا النجاح أن المهرجان ولد فى عصر السوشيال
ميديا، وربما مهرجانى أبو ظبى ودبى إذا ظهرا فى هذه الفترة كانا حققا نجاحا
مماثلا، لكنه كان توفيق للجونة، فهو بدأ فى وقت لمواقع التواصل الاجتماعى
والتلفزيون تأثيرا كبيرا.
·
كيف يتعامل المهرجان مع النجوم.. وما حقيقة أن للجونة «شلة»
يميزهم عن الآخرين؟
ــ الاعتبار الأول لأى مهرجان سينمائى، أن يدعو الفنانين
الذين يتمتعون بقوة جذب كبيرة، والجونة يسعى بالفعل لأن يكون مكانا لجميع
الفنانين، وربما ردد البعض على غير الحقيقة مصطلح «شلة الجونة» لأن هناك
مجموعة من النجوم يعتبرون الجونة مهرجانهم وساهموا فى صناعته، ويتصرفون
بأريحية أكثر من غيرهم، وبعض هؤلاء يقيمون بالفعل فى الجونة، وهناك كثير من
النجوم يحضرون المهرجان على نفقتهم الخاصة، لأنهم يرون أنه ينفعهم على
المستوى الفنى والاجتماعى، ونحن فى المقابل نكسب رصيدا كبيرا جدا من وجودهم.
·
عندما انطلق مهرجان الجونة كان البعض يتعامل معه باعتباره
من أكثر المهرجانات ثراء فى المنطقة وأنه يحسم كل شىء بالمال.. هل الوضع
تغير بعد ظهور مهرجان البحر الأحمر بميزانياته الضخمة؟
ــ بداية أتحفظ على أن مهرجان الجونة يحسم كل شىء بالمال،
وهذه نظرية من الأساس غير صحيحة، بدليل أن جوائزنا المالية الكبيرة لا تمنع
بعض الأفلام من المشاركة فى مهرجان القاهرة، وبنفس المقياس فلوس «البحر
الأحمر» لم تحرم الجونة من الحصول على نسبة كبيرة من الأفلام الحاصلة على
الجوائز فى المهرجانات الكبرى هذا العام.
فالواقع يقول إن بعض الأفلام تذهب لمن يدفع أكثر، لكن
غالبية الأفلام تختار المهرجان الذى يحقق لها الرواج والزخم الأكبر، ولذلك
أكثر الأفلام تذهب إلى «كان» لأن لديه قوة توزيع كبيرة، والجونة أصبح لديه
قوة مماثلة فى المنطقة العربية.
ومن البداية نحن لم نتعامل مع أنفسنا باعتبارنا مهرجانا
ثريا، فنحن نتناقش فى كل قضية، ونحدد ميزانية مناسبة، ولدينا استخدام مقنن
ورشيد للمال، وبالتالى لا مقارنة بين ميزانيتنا وميزانية «البحر الأحمر»،
التى يتردد أنها تصل إلى 30 مليون دولار فى الدورة الافتتاحية التى تقام فى
ديسمبر، وهذه الميزانية بالنسبة لنا كبيرة جدا، على الأقل توازى 7 مرات
ميزانية الجونة، وعلى الرغم من أننا ليس لدينا رقم ثابت، لكنه ربما يتراوح
بين 50 و70 مليون جنيه مصرى، أى بما يوازى 4 ملايين دولار تقريبا.
وهذه الميزانية يتحمل منها فى دورة هذا العام نحو 55 %،
فيما تتحمل شركات نجيب وسميح ساويرس النسبة الباقية، ويستهدف المهرجان فى
السنوات المقبلة أن يخفف العبء عنهما بالوصول إلى نسب رعاية أكبر.
·
هذا يعنى أنك لا ترى فى وجود «البحر الأحمر» تهديدا للمكانة
التى حققها مهرجان الجونة؟
ــ برنامج هذا العام يؤكد أن الجونة أصبح على أرض ثابتة،
ولا يوجد مهرجان آخر مهما كان ثريا يستطيع منافسته فى المنطقة، أو يسلب منه
قوة الجذب التى يتمتع بها، سواء على مستوى البرنامج أو الضيوف.
وقناعتنا أننا إذا كنا قادرين على أن نصل إلى نتائج جيدة لا
يجب أن نخاف من الآخرين، بالعكس المنافسة مع الآخرين تجعلنا أكثر قوة
وتحفزا ويقظة. كما أننا بالفعل نعتبر وجود أى مهرجان جديد فى المنطقة
العربية قوة وإضافة لباقى المهرجانات العربية، لأنه يساهم فى أن يعرف
العالم أن المنطقة العربية ليست بالصورة التى يتصورونها، فحضور ضيوف من
العالم إلى جدة يعكس صورة حقيقية بأنها ليست خيمة والجونة ليست صحراء،
والقاهرة لا يركب ساكنوها الجمال.
كما أن أى سوق جديدة تنعكس بشكل إيجابى على المنطقة العربية
بأكملها، فعلى سبيل المثال قبل السينما السعودية كانت نسبة العالم العربى
2% فقط من حجم التوزيع الدولى، وبعدها أصبحنا نشكل أكثر من 3 % وهذا إيجابى
على كل المستويات.
·
إلى أى مدى تأثر المهرجان بالتغييرات التى حدثت فى الملكية
والإدارة العام الماضى؟
ــ التغيير الذى حدث كان فى أسلوب إدارة المهرجان، حيث تولت
شركة أوراسكوم المملوكة للمهندس سميح مهمة تنفيذ المهرجان بشكل مباشر بدلا
من شركة خارجية، ولكن لا يزال للمهندس نجيب دور رئيسى فى المهرجان بوصفه
راعيا ومؤسسا. وفى ظل وجود بشرى رئيسا للعمليات وكمال زادة هذا العام مديرا
عاما، نستطيع أن نقول بأن الوحيد الذى كان له دور فعال فى المهرجان منذ
تأسيسه، وليس له أى مساهمة فى الدورة الخامسة هو عمرو منسى المدير التنفيذى
السابق.
·
تمنحك إدارة الجونة كثير من الثقة منذ دورة المهرجان الجونة
الأولى.. فما هى طبيعة علاقتكما التعاقدية؟
ــ لا أفضل التحدث عن تفاصيل علاقتى التعاقدية للمهرجان،
لكن كل الأطراف المعنيين عن المهرجان على المستوى الاقتصادى، قالوا لى منذ
الدورة الأولى: «طالما أننا موجودون فى المهرجان أنت معنا»، وهذه الكلمة
بالنسبة لى أفضل من العقد.
وقناعتى الشخصية أن ما يحمى العقد هو قدرتك على إقناع
الآخرين بأنك مفيد، وأنا أتمنى أن أكون كذلك، لكن إذا شعرت فى يوم ما أن
وجودى أصبح عائقا لتطور هذا المهرجان سأتنحى عن هذا العمل بنفسى.
والحقيقة أننى سعيد، لأننا على مدى السنوات الخمس الماضية
أصبح لدينا فريق ونظام مؤسسى، يستطيع أن يقيم المهرجان بدون وجود انتشال أو
أمير أو بشرى، ربما يكون وجودنا عوامل قوة، لكن الفريق الذى يعمل فى
المهرجان أصبح لديه خبرة تنظيم المهرجانات.
·
على ماذا تحاسبك إدارة المهرجان.. على الوجبة الثقافية أم
الجانب الاقتصادى؟
ــ كما يهتم نجيب وسميح ساويرس بالفعاليات والأفلام، يهتمان
أيضا بأن يكون للمهرجان جاذبية كبيرة للسياحة والاقتصاد، ويكون البرنامج
جاذبا لشركات الرعاية لكن ليس بالدرجة التى تؤثر على سمعة المهرجان أو
مدينة الجونة.
وقد يتعجب البعض عندما يعرف أن هناك بعض المنتجات تطلب
التعاقد مع المهرجان بمبالغ كبيرة لضمها إلى قائمة الرعاة، ولكن يتم رفضها
من إدارة المهرجان، لأنهم يرونها لا تتناسب مع الجونة، فهم يفكرون فى
المهرجان والمدينة معا.
على المستوى الشخصى سواء نجيب أو سميح، هناك توجه بأن نركز
الأخبار على برنامج الأفلام والمنصة وليس على السجادة الحمراء، على الرغم
من أن ذلك ضد مصالحهم، فالطبيعى أن يطلبا العكس. ولكنهما لديهما إيمان
بأننا عندما نقدم مهرجانا ناجحا، فهذا دليل على أن المدينة ناجحة، وهذا
ينعكس عليهم بالإيجاب بشكل غير مباشر.
·
أخيرا.. لماذا لم يعود موعد المهرجان إلى سبتمبر كما كان في
دوراته الأولى.. وهل سيستمر في أكتوبر؟
بعد أن أجبرتنا كورونا العام الماضي، لأن يكون موعدنا في
أكتوبر بدلا من سبتمبر، وجدنا أنه الموعد الأفضل على أكثر من مستوى، فالجو
في مدينة الجونة يكون في أحسن أحواله، كما أن هذا الموعد يأت بعد فينسيا
وتورنتو وسان سيباستيان بفترة زمنية مناسبة، وهذا يمنحنا فرصة لكي نسيطر
على الأفلام الموجودة فيها، وبالتالي أكتوبر سيكون الموعد الثابت للمهرجان
في السنوات المقبلة. |