المخرج عمر الزهيري لـ«الشروق»:
جائزة «ريش» في مهرجان كان تقدير للسينما المصرية والعربية
أحمد فاروق
قال عمر الزهيرى، مخرج فيلم "ريش"، إنه استقبل بسعادة غامرة
خبر فوز الفيلم بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولي بمهرجان
كان، مؤكدا على أنه بشكل شخصى شعر بفخر شديد للسينما المصرية العظيمة التي
ينتمى إليها، لأنه ابن المعهد العالي للسينما وتتلمذ على يد أساتذة عظماء
وفنانين كبار في صناعة السينما المصرية العريقة، كطالب ومشاهد ومساعد مخرج.
وأضاف، في تصريحات لـ"الشروق"، أنه شعر أيضا بامتنان كبير
للحياة والظروف التي سمحت له أن يكون جزءا من هذا التاريخ بفيلمه، فالجائزة
هي تقدير لمستوى الفيلم السينمائي وللسينما المصرية والعربية والإفريقية.
فهي المرة الأولى فى تاريخ المسابقة يتم منحها لمخرج عربى، وقد كان هناك
حفاوة شديدة وانبهار وتقدير كبير لما تم بذله من مجهود فى الفيلم، متمنيا
أن تكون الجوائز والمهرجانات دفعة دعائية ونقدية أساسية لعرض الفيلم تجاريا
وبالتحديد بشكل دولى.
وعن سبب حماسه لتقديم هذا الفيلم، قال عمر الزهيرى، إنه كان
بدافع شخصى جدا تجاه خط الشخصية الرئيسية فى الفيلم هو الذى حمسه لتقديم
الفيلم، وتطور تدريجيا مع الوقت، لكن كان أكثر ما حمسه لتقديم الفيلم هو
الخط الدرامى الذى يبدو بسيطا ولكن بداخله شخصية شديدة القوة والتعقيد،
نافيا فى الوقت نفسه أن يكون الفيلم معنيا بقضايا وأفكار بعينيها، ولكن
الفيلم معنى بالإنسانية بشكل عام بغض النظر عن النوع سواء امرأة أو رجل،
لذلك لا يوجد أسماء للشخصيات أو أماكن محددة متعارف عليها أو زمان، مجرد
أشخاص فى الطلق يستطيع الجميع التفاعل معهم.
وأوضح الزهيرى، أنه يحب فن السينما المعنى أكثر بالمشاعر
والمتعة البصرية والصوتية، ولا يفكر فى قضايا أو موضوعات، فقط يحكى قصته من
جانب إنسانى ومن وجهة نظره الشخصية.. فاختيار الموضوع تم بناء على مشاعره
تجاه القصة.
وعن سبب استغراق رحلة صناعة الفيلم ٥ سنوات كاملة، قال
الزهيرى، إن إيقاعه نوعا ما بطىء فى التفكير والتأمل ويعتمد بشكل كبير على
الابتعاد من وقت لآخر عن المشروع حتى يتبلور بداخله، وبالتالى الوقت يعتبر
جزءا أساسيا من رحلة تنفيذ أى فيلم بالنسبة له، نافيا أن يكون واجه صعوبات
أكثر مما يواجه أى فيلم آخر، وأن الأمر كان ميسرا وسلسا.
وأكد الزهيرى، أن الفيلم تم تصويره فى مصر، فى بعض الأماكن
وكثير من الديكورات، وتم خلق عالم خاص للفيلم مستوحى من خياله وخيال مهندس
الديكور عاصم على، فالفيلم مبنى من الأساس على عالم غير معروف. له قوانينه
وأسلوبه، و لذلك أراد أن يخلق له أشخاصا شديدى الخصوصية مثل هذا العالم،
وعليه تم التفكير بالاعتماد على أشخاص لم يقفوا أمام كاميرا من قبل وليس
لهم أى خبرة بفن التمثيل، لخلق نوع من العفوية أمام الكاميرا لتجعل المشاهد
ينغمس ويندمج ويتأمل هذا العالم مع هؤلاء الذين يبدون وكأنهم ولدوا فى هذا
الكان وأن هذه حياتهم.
كان فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى، اقتنص الأربعاء الماضي،
الجائزة الكبرى فى النسخة 60 لمسابقة أسبوع النقاد الدولى، والتى أقيمت ضمن
فعاليات الدورة 74 لمهرجان كان السينمائى، لتكون السنة الثانية للسينما
المصرية التى تحقق فيها إنجاز كبير فى مهرجان كان، بعد فوز الفيلم المصرى
القصير «ستاشر» للمخرج سامح علاء، بجائزة السعفة الذهبية العام الماضى.
«ريش»
هو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيرى، وأول فيلم مصرى يشارك
فى مسابقة أسبوع النقاد، وقد خصص له المهرجان 5 عروض، ثلاثة منها الثلاثاء
الماضى بقاعة «ميرامار»، بحضور المخرج عمر الزهيرى، وعدد من صناعه بينهم
المنتج محمد حفظى، كما خصص له المهرجان عرضين فى اليوم التالى بقاعة
ميرامار، و«ستديو ١٣»، قبل أن يعلن مساء الأربعاء عن فوزه بالجائزة الكبرى،
وسط حالة من الاحتفاء النقدى.
الفيلم الذى اشترك فى كتابته إلى جانب المخرج السيناريست
أحمد عامر، يقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام
تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم
يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد
الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذى كان
يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة
الخاملة على تحمل المسئولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول
النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة
بتغير قاس وعبثى. |