وحيد حامد.. شخصيات سينمائية لا تنسى في مشواره الفني
كتب:
ضحى محمد
حالة استثنائية لن تتكرر على مدار التاريخ الفني، بلمساته
الخاصة للأعمال السينمائية نقلها إلى عالم آخر، وبنظرته الإبداعية استطاع
أن يخلق حالة سينمائية لها مذاق وعبق خاص، تعامل مع المخرجين بمختلف
أجيالهم، ولكنه ظل منفرداً بأعماله في منطقة صعب المنال، الكاتب الكبير
وحيد حامد الذي قدّم خلال مشواره الفني مايقرب من 80 عملاً، سيظل عالقًا
بأذهان الأجيال المقبلة.
بدايته الفنية
بدأ «حامد» في كتابة الأعمال الدرامية منذُ أواخر الستينات،
ولكن بداية تحققه جاءت من خلال مسلسل «أحلام الفتى الطائر» مع الفنان عادل
إمام، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا دفع بالزعيم لأن يعتمد عليه سينمائيًا،
لتبدأ الانطلاقة الحقيقة ويقدم علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية.
استطاع وحيد حامد أن يبرز معاناة الشباب ومايتعرضوا له من
القهر من خلال مشاهد واقعية حدثت له خلال انتفاضة يومي 18 و19 يناير، حينما
تلقى ضربة عنيفة من أحد عساكر الأمن المركزي، ليجسدها الفنان أحمد زكي من
خلال شخصية «أحمد سبع الليل» في فيلم «البرئ»، حيث يخلو سيناريو وحيد حامد
من أي مشاهد مبتذلة.
وأكد خلال مشاهده على فكرة الفيلم الأساسية القائمة على
التأمل، وكان الفيلم بمثابة انطلاقة قوية لعدد من نجوم الفن، منهم الفنان
محمود عبد العزيز الذي قدم دوراً محدود المساحة، ولكنه يعيش الشخصية،
والفنان حسن حسني الذي استغل فرصة وجوده بالفيلم بأدائه الجيد، فضلاً عن
أدوار جميل راتب وأحمد راتب.
أعمال فنية لوحيد حامد
«أنا
عين الشعب ولست عين الحكومة»، بهذه الكلمات استطاع وحيد حامد على لسان
شخصية «حسن بهنسي بهلول» الذي جسّد دوره الفنان عادل إمام حسم الصراع في
فيلم «اللعب مع الكبار»، فجمع بين الجرأة والمتعة والمضمون ليصبح عمل فني
متكامل، بصناعة المخرج شريف عرفة والكاتب وحيد حامد والفنان عادل إمام
.
وقدّم خلال فيلم «الإرهاب والكباب» معادلة صعبة توازنها،
خاصة أن أحداثه تنتقد الحكومة مُمثلة في وزارة الداخلية، حيث خاطر في كتابة
أحداثه وترك الخيال لعنانه، وهو يحاول أن لا يتجاوز مساحة الحرية المتاحة
ويقيده عندما يشعر أن هناك ضوء أحمر يمنعه من الإقتراب، كما استطاع عادل
إمام بفضل السيناريو أن يحافظ على أدائه من السلبية والرضا بالأمر الواقع
إلي المقاومة وحرصه دائمًا على أن يظل معبرًا عن الإنسان المصري الذي يجتنب
العنف كلما أمكن، فضلاً عن أداء يسرا وكمال الشناوي المتميز.
في فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» استطاع الفنان أحمد زكي أن
يقدم الفيلم بعيدًا عن القالب التقليدي، وبأداء أحمد زكي مع ليلي علوي قدّم
سيناريو مليء بالتفاصيل والمناطق المجهورة في العلاقات الإنسانية، بالتكاتف
مع المخرج شريف عرفه، ليصنعا قصة حب قوية بين الطرفين «سيد غريب» «نوسة».
وقع اختيار الكاتب وحيد حامد على شخصية «أبو المحاسن»
للفنان محمود عبد العزيز ليجسد من خلالها بعدًا سياسًا عن الشعوب التي تعيش
تحت القهر سنوات ثم يطلب منها أن تنعم بالحرية، بعد أن اعتادت على السجن
بفيلم «سوق المتعة»، مع المخرج سمير سيف.
وقدّم الكاتب وحيد حامد فيلم «محامي خلع» للفنان هاني رمزي،
مع الفنانة داليا البحيري، في إطار كوميدي، وكان الفيلم بمثابة أول فيلم
للمخرج محمد يس، والظهور الأول للفنان خالد صالح، وتدور أحداثه حول سيدة
أعمال تطلب الخلع من زوجها بعد ثلاثة شهور من الزواج لأنه يشخر أثناء نومه،
يتولى محامي تحت التمرين قضيتها مع زميلته المحامية، ولأن مبرر السيدة غير
مقنع، تبدأ الاعيب المحامي للبحث عن سبب وجيه للحصول على حكم الطلاق
لموكلته، لتبدأ سلسلة من الأحداث الكوميدية.
فيلم «احكي ياشهرزاد» من الأعمال السينمائية الهامة التي
قدمها خلال مشواره الفني مع الفنانة منى زكي، وتدور أحداث الفيلم حول مذيعة
مهتمة بقضايا المراة ونظرة المجتمع لها وهى متزوجة في نفس الوقت وكانت
تعاني من مشاكل كثيرة في بيتها ومع زوجها، فكانت تحدث بينهم خلافات كثيرة
بسبب المواضيع التي تطرحها على الجمهور.
كما قدّم الراحل وحيد حامد فيلم «الأولى في الغرام» مع
الفنان هاني سلامة، وتدور قصته حول شاب يعيش مستهتر مع عمه بعد وفاة والده،
معتمدًا ومتواكلًا على أموال عمه الملياردير، حتى يقرر عمه أن يتركه ليعتمد
على نفسه، مما يتسبب في وقوعه في العديد من المشكلات والمفارقات الكوميدية. |