5
لقطات من فعاليات الدورة الرابعة
استطاع مهرجان الجونة فى دورته الرابعة كسر حالة الجمود
التى شهدها العالم مؤخرا بتأجيل العديد من الفعاليات السينمائية والثقافية
الكبرى من أجل النجاة من فيروس كورونا، ومع عودة الحياة لطبيعتها وبعد
انعقاد دورة مهرجان فينيسيا جاء القرار بعدم تأجيل الدورة الجديدة للجونة
والذى نجح ليس فقط فى تقديم أفلام جيدة تحمل قضايا إنسانية مهمة، لكن أيضا
الدورة تميزت أيضا بالندوات والجلسات النقاشية الثرية ليعيش الحضور 11 يوما
مليئين بالزخم الفنى والثقافى.
1-
منة شلبى: قدمت هموم المرأة فى أفلامى
فى جلسة نقاش عن تمكين المرأة أدارتها الإعلامية ريا أبى
رشد وشارك فيها المخرجة جيهان لطاهرة والمخرجة نجوى نجار والفنانة الهندية
ريشا شاهداه والمخرجة دوروثى میریام كلو والفنانة منة شلبى التى قالت بأنها
شاركت فى أكثر من تجربة فنية مع عناصر نسائية، منها فيلم «أحلى الأوقات»
وفيلم «نوارة» وأشارت بأنها استمتعت بالعمل مع النساء كثيراُ فعملت مع
مخرجات وكاتبات موهوبات، لكن لدينا مشكلة أن النساء ليس لديهن السلطة
لاتخاذ القرار.
وتابعت قائلة: لا أكتفى بالدور الذى أقدمه ما يهمنى هو
العمل ككل، وقدمت بعض الأدوار عن شخصيات نسائية كل منها يحمل هما إنسانيا
وكل منها يعكس صورة شخصية ما من المجتمع، فأنا أشعر بالمسئولية خلال تقديمى
لنموذج المرأة العربية وعندما أتقمص شخصية أتحول بالفعل لشخصية أخرى بكل
أحاسيس السينما.
واختتمت حديثها قائلة بأن لدينا ممثلات رائعات كسرن تابوهات
فى أعمالهن والمهم أن ندعم بعضنا البعض فى الصناعة، وبأنها لا تهتم بمساحة
الدور قدر ما يشغلها تأثيره فى العمل فالدور الجيد هو ما يجذبها حتى لو لم
تكن بطلة.
2-
الفلسطينية «مى عودة» أفضل موهبة عربية
تسلمت المنتجة الفلسطينية مى عودة جائزة مجلة
variety
كأفضل موهبة عربية فى الشرق الأوسط، حيث سلمها مدير المهرجان انتشال
التميمى الجائزة.
وقالت مى عودة: «أعتبر الجائزة واحدة من أهم الجوائز فى
مجال السينما حول العالم، وسعيدة بتسليمها لى فى مهرجان الجونة السينمائى،
المهرجان الذى احتضن مشروع فيلم»200 متر»، عندما كان عبارة عن مشروع فى
نسخة أولية».
وأضافت: «سعيدة جدا لأننى امرأة منتجة، ولأول مرة أقوم
بإنتاج فيلم طويل، وفخورة بأن هناك تقديرا لدور المنتج، حيث تجرى العادة
على إعطاء التقدير للمخرج بشكل أكبر، وأتمنى أن تعطى بلادنا العربية
والفلسطينية اهتماما أكبر للسينما فهى السلاح الذى يروى قصتنا فى ظل الظروف
التى نمر بها فى عالمنا العربى.
3-
ياسمين صبرى بطلة الـ «تريند»
محاولات البحث عن «تريند» خلال فعاليات الجونة لا تنتهى،
والبحث عن نجم أو نجمة مثيرة للجدل، وهو ما جعل ياسمين صبرى هى بطلة
«تريند» السوشيال ميديا خلال المهرجان بالتصريحات التى قالتها، فحين سألت
ياسمين عن الشخصية التى تتمنى تقديمها قالت أحب أن أقدم أعمالا عن المرأة
ولكن «مش قضية أوى» ولكن ما يهم المرأة، وحين عبرت عن 2020 فى كلمة اعتبرت
أنه عام جميل، وأخيرا قالت بأنها تحضر أفلاما إذا كان هناك مساحة أو وقت
لذلك.
لم يرحب عالم السوشيال ميديا بتصريحات ياسمين، وفى الحقيقة
إذا صرحت الفنانة الشابة قائلة «أحب تقديم قضية عميقة عن المرأة» لن يتغير
الوضع فكانت ستنال أيضا نفس القدر من السخرية وسيتهمها الكثيرون بأنها
تحاول الظهور كشخصية عميقة، فى الحقيقة لم تخطئ ياسمين صبرى فهى تعبر عن
عالم مختلف وأشخاص آخرين، تعبر عن جيل من المراهقين لديهم مشاكلهم الشخصية
(غير العميقة)، فعفوا جمهور السوشيال ميديا يوجد عالم مختلف له اهتماماته.
4-
أحمد مالك على خطى عمر الشريف العالمية
فى مقال للأستاذ طارق الشناوى عن فيلم «حارس الذهب» شبه خطى
أحمد مالك نحو السينما العالمية بتجربة الفنان الكبير الراحل عمر الشريف،
واتفق تماما مع هذا التشبيه، فأحمد مالك منذ بداياته قبل سنوات ومن عمل
لعمل لا يهتم كثيرا بمحاولات هدم موهبته بل يعمل على تطويرها، وفى الحقيقة
أرى بأن مالك من الوجوه المشرفة فوجوده مؤخرا كنجم مصرى فى مهرجان فينيسيا
بعرض فيلمه «حارس الذهب» والذى يشارك أيضا فى المسابقة الرسمية لمهرجان
الجونة فى دورته الرابعة، وأتوقع وأتمنى فى نفس الوقت أن يحصل مالك على
جائزة فهو يستحق.
فيلم حارس الذهب هو للمخرج رودريك ماكاى وتتناول فكرته
الجدل بين المقدسات والمدن وتدور أحداثه فى نهايات القرن التاسع عشر.
5-
ريا أبى راشد فى ندوة الأطفال اللاجئين
اهتماما بالجلسات النقاشية أدارت الإعلامية ريا أبى راشد
ندوة بعنوان «الأطفال مهمون» حضرها كريم اتاسى ممثل المفوضية السامية للأمم
المتحدة لشئون اللاجئين فى مصر، والفنانة كندة علوش وشهد أيضا مشاركة
افتراضية للمخرجة اللبنانية نادين لبكى وحضرتها أيضا الفنانة بشرى رزة
المؤسس المشارك للمهرجان.
الندوة ركزت على الأطفال اللاجئين وناشدت خلالها كندة علوش
بضرورة استخدام منابر التواصل الاجتماعى، لنشر الوعى عن قضية اللاجئين،
منادية الأمم المتحدة بنشر فكرة العمل التطوعى خاصة وسط الأجيال القادمة.
بينما تحدثت نادين لبكى عن أهمية دور السينما فى تسليط
الضوء على قضية العنف ضد الطفل.
وتقول ريا أبى راشد عن إدارتها للندوة بأن الوطن العربى
لديه الكثير من الدراما، وخاصة الأطفال، لذلك يجب أن نجتمع جميعاً، من أجل
المشاركة فى مساعدتهم، واستغلال نفوذهم كمشاهير فى إلقاء الضوء على
معاناتهم، أما الجلسة الثانية فكانت تخص تطوير أدوات النساء فى الوطن
العربى والعالم بالكامل، وتحديداً بعد تدهور أحوالهم فى السنوات الماضية،
وتخفيض رواتب العمالة من النساء.
3
أفلام عن اللاجئين والهجرة والجدار العازل
1- «الرجل
الذى باع ظهره» تجربة جريئة غير تقليدية
لا تزال قضية اللاجئين تشغل بال المبدعين فى الوطن العربى،
وفى العالم أيضا، وفى فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية تتناول قضية
اللاجئين لكن بشكل غير تقليدى من خلال شخصية الشاب السورى سام الذى يترك
بلده سوريا ويعيش فى لبنان، وفى نفس الوقت يحاول السفر إلى باريس من أجل
اللحاق بحبيبته لكنه فاقد لوثائق السفر الخاصة به.
ولكن تتغير حياته حين يتعرف على فنان معاصر أمريكى، فيبدأ
بطل الفيلم فى استغلال «ظهره» لعرضه فى الفضاءات الفنية بعد أن يتعرف على
ثريا –مونيكا بيلوتشى - وهى المسئولة عن تنظيم تلك المعارض، فتحاول كوثر بن
هنية إلقاء الضوء عن معاناة اللاجئين فى التنقل أو كما قالت فى أحد
تصريحاتها بأن البضائع يمكنها التنقل بسهولة وحرية فى العالم ولكن ليس
البشر.
ويعتبر الفيلم أول ظهور لمونيكا بيلوتشى فى السينما العربية
بعد أن زارت تونس فى عام 2019 وبالفعل صورت مشاهدها فى العاصمة التونسية،
وكانت رحبت بالمشاركة بعد أن شاهدت فيلم بن هنية «على كف عفريت».
2- «200
متر» الإبداع من رحم المعاناة
لا يمكن تخيل التجربة إلا لمن عاشها، تحويل المعاناة
الشخصية والحياتية إلى عمل فنى بديع هو ما تمكن من المخرج الفلسطينى أمين
نايفة فى فيلمه «200 متر»، والذى عرض فى الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا
السينمائى، وعرض مؤخرا ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى الذى
دعم الفيلم فى بداياته من خلال «منصة الجونة» والتى قدمت للفيلم 5 آلاف
دولار لتطوير المشروع.
الفيلم يكشف لنا عن المعاناة التى يعيش بها الفلسطينيون
بسبب الجدار العازل وهى معاناة عاشها مخرج الفيلم بشكل شخصى فقال فى الندوة
التى أقيمت للعمل بأن الجدار العازل فصل بين منزل والدته ومنزل أخواله رغم
أن المكان لا يبعد أمتارا قليلة، فأصبحت والدته تعيش فى جانب الاحتلال رغما
عنها.
وفى الفيلم يعانى البطل مصطفى من الجدار الذى يفصله عن
زوجته وأبنائه فحتى حينما يمرض ابنه الصغير يحاول عبور الجدار لكن دون
جدوى، فيعكس الفيلم المعاناة التى يعيش بها الفلسطينيون على أرضهم، فـ200
متر تفصل بين الأب وابنه المريض تكشف لنا عن تلك المعاناة.
3- «ميكا»..
الحرية ليست فى تغيير المكان
ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ينافس فيلم «ميكا»
–المغرب، فرنسا، بلجيكا- للمخرج إسماعيل فروخى، ومن بطولة صبرينا وزانى،
وعز العرب الكغاط، والطفل بطل الفيلم «زكريا عنان».
الحلم والبحث عن الحرية من خلال «الهجرة» هو الحلم الذى
يتسع ليشمل الطفل ميكا فهو حلم لا يقتصر على الكبار فقط، فميكا الذى يعيش
فى مدينة مكناس الفقيرة حياة صعبة مع أبوين مريضين ويعانى من وضع اجتماعى
صعب يقرر البحث عن عمل من أجل توفير المال اللازم للهجرة عبر البحر لأوروبا.
يعمل ميكا فى نادى التنس فى مدينة كازبالانكا، ويلفت أنظار
مدربة التنس «صوفيا» التى تشعر موهبته وتبدأ فى تدريبه ليتغير مسار حياته،
فيدرك بأن تغيير المكان ليس هو الهدف أو الحلم الحقيقى فالفيلم ينتصر للأمل
وكيف يمكن للإنسان أن يغير مصيره. |